البرهان في علوم القرآن - ج ١

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي

البرهان في علوم القرآن - ج ١

المؤلف:

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي


المحقق: الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي ، الشيخ جمال حمدي الذهبي ، الشيخ إبراهيم عبد الله الكردي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٦

وسائر العرب ، لقرب جوارهم من مولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومنزل (١) الوحي ؛ وإنما ربيعة ومضر اخوان.

قال : وأحبّ الألفاظ واللغات إلينا أن تقرأ بها لغات قريش ، ثم أدناهم من بطون [مضر] (٢)».

وقال الشيخ جمال الدين بن مالك (٣) : «أنزل الله القرآن بلغة الحجازيين إلا قليلا فإنه نزل بلغة التميميين ؛ فمن القليل إدغام : (وَمَنْ يُشَاقِّ اللهَ) (الآية : ٤) في الحشر ، ومن يرتدّ منكم عن دينه (البقرة : ٢١٧) ، في قراءة غير نافع. وابن عامر ؛ فإن الإدغام في المجزوم والاسم المضاعف لغة [بني] (٤) تميم ولهذا قلّ ، والفك لغة أهل الحجاز ولهذا كثر ، نحو : (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ) (البقرة : ٢١٧) ، (فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ) (البقرة : ٢٨٢) ، و (يُحْبِبْكُمُ اللهُ) (آل عمران : ٣١) ، (وَيُمْدِدْكُمْ) (نوح : ١٢) (وَمَنْ يُشاقِقِ) في النساء (الآية : ١١٥) والأنفال (الآية : ١٣) ، (مَنْ يُحادِدِ اللهَ) (التوبة : ٦٣) ، (فَلْيَمْدُدْ) (الحج : ١٥) ، (وَاحْلُلْ عُقْدَةً) (طه : ٢٧) ، و (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) (طه : ٣١) ، (وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي) (طه : ٨١)».

قال : «وأجمع (٥) القراء على نصب (إِلاَّ اتِّباعَ الظَّنِ) (النساء : ١٥٧) لأن لغة الحجازيين التزام النصب في المنقطع ، وإن كان بنو تميم يتبعون ؛ كما أجمعوا على نصب (ما هذا بَشَراً) (يوسف : ٣١) ، لأن القرآن نزل بلغة الحجازيين.

وزعم الزمخشريّ (٦) أن قوله تعالى : (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ) (النمل : ٦٥) أنه استثناء منقطع ، جاء على لغة بني تميم» ثم نازعه في ذلك.

__________________

(١) في المخطوطة : (من منزل).

(٢) ساقطة من المخطوطة.

(٣) هو محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك العلامة جمال الدين الطائي الشافعي ، إمام النحاة وحافظ اللغة ، أخذها عن غير واحد ، وصرف همته إلى إتقان لسان العرب حتى بلغ فيه الغاية ، وكان إماما في القراءات وعللها هذا مع ما هو عليه من الدين المتين. ت ٦٧٢ ه‍ (السيوطي ، بغية الوعاة ١ / ١٣٠).

(٤) ساقطة من المطبوعة.

(٥) في المخطوطة : (وقد أجمع).

(٦) الكشاف ٣ / ١٤٩ ـ ١٥٠.

٣٨١

النوع السابع عشر

[المعرب في القرآن]

معرفة ما فيه من غير لغة العرب (١)

اعلم أن القرآن أنزله الله بلغة العرب ، فلا تجوز قراءته وتلاوته إلا بها ، لقوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا) (يوسف : ٢) ، وقوله : (وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا...) الآية (فصّلت : ٤٤) ، [وهذا] (٢) يدلّ على أنه ليس فيه غير العربيّ ؛ لأن الله تعالى جعله معجزة شاهدة لنبيه عليه الصلاة والسلام ، ودلالة قاطعة لصدقه ، وليتحدّى العرب العرباء به ، ويحاضر البلغاء

__________________

(١) للتوسع في هذا النوع انظر : مقدمة تفسير الطبري ١ / ٦ والفهرست لابن النديم ص ٣٨ ، الكتب المؤلفة في لغات القرآن ، والصاحبي في فقه اللغة لأحمد بن فارس (طبعة السلفية) ص ٢٨ ـ ٣٠ ، باب القول في اللغة التي نزل بها القرآن ، وأنه ليس في كتاب الله جلّ ثناؤه شيء بغير لغة العرب. وفقه اللغة للثعالبي (طبعة البابي الحلبي) ص ١٩٧ ، الباب التاسع والعشرون ، فيما يجري مجرى الموازنة بين العربية ، والمعرّب للجواليقي ، ومقدمة تفسير ابن عطية ١ / ٦٩ ، وفنون الأفنان لابن الجوزي ص ٣٤١ ـ باب ذكر اللغات في القرآن ، ومقدمة تفسير القرطبي ١ / ٦٨ ، المعرّب في القرآن والإتقان في علوم القرآن للسيوطي ص ١٠٥ ـ ١٢٠ ، النوع الثامن والثلاثون فيما وقع فيه بغير لغة العرب ، والمزهر في علوم اللغة له أيضا ، ١ / ٢٦٨ ، النوع التاسع عشر ومفتاح السعادة لطاش كبري ٢ / ٣٧٥ ، علم معرفة ما وقع فيه من غير لغة العرب ، وأبجد العلوم للقنوجي ٢ / ٥٠٨ ، علم معرفة ما وقع في القرآن من غير لغة العرب.

الكتب المؤلفة في هذا النوع : كان الأدباء وعلماء اللغة يدرجون ما وقع منه في كتبهم ومعاجمهم ، حتى جاء الجواليقي ، وأفرد ما وقع منه في كلام العرب عامة في كتابه «المعرب» ، ثم جاء السيوطي فأفرد ما جاء منه في القرآن خاصة في كتابه «المهذب» ، فهو بذلك أول من وضع كتابا مفردا بهذا النوع ، وللكتاب نسخة خطية بدار الكتب المصرية رقم ٤٤ مجاميع ونشره عبد الله الجبوري في مجلة المورد العراقية ، س ١ ، ع ١ ـ ٢ ، ص ٩٧ ـ ١٢٦ (معجم المنجد ٤ / ٩٧) ثم طبعه مع رسائل أخرى في «رسائل في الفقه واللغة» بدار الغرب الإسلامي في بيروت عام ١٤٠٢ ه‍ / ١٩٨٢ م. كما حقّقه التّهامي الراجي الهاشمي بجزء مستقل يقع في (٢٧٥) ص ونشرته اللجنة المشتركة لنشر التراث الإسلامي بمط. فضالة المحمدية بالمغرب ، بدون تاريخ (معجم المنجد ٥ / ٨٧). ويمكن أيضا مراجعة كتب «اللغات في القرآن» المتقدمة في النوع السابق ، لأن بعض مؤلفيها اعتبروا المعرّب من جملة اللغات.

(٢) ساقطة من المطبوعة.

٣٨٢

والفصحاء والشعراء بآياته ؛ فلو اشتمل على غير لغة العرب لم تكن له فائدة ؛ هذا مذهب الشافعيّ [رضي‌الله‌عنه] (١) وهو قول جمهور العلماء ؛ منهم أبو عبيدة (٢) ومحمد بن جرير الطبري ، والقاضي أبو بكر بن الطيب في كتاب «التقريب» (٣) ، وأبو الحسين بن فارس اللغويّ وغيرهم.

وقال الشافعيّ في «الرسالة» (٤) في باب البيان الخامس ما نصّه : [٤٢ / ب] «وقد تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلّم فيه لكان الإمساك أولى به ، فقال قائل منهم : إن في القرآن عربيّا وأعجميّا ، والقرآن يدلّ على أنه ليس في كتاب الله شيء إلا بلسان العرب ، ووجدنا قائل هذا القول من قبل ذلك منه تقليدا له ، وتركا للمسألة (٥) عن حجته ومسألة غيره ممّن خالفه ؛ وبالتقليد أغفل من أغفل منهم ، والله يغفر لنا ولهم». هذا كلامه.

وقال أبو عبيدة فيما حكاه ابن فارس (٦) : «إنّما أنزل القرآن بلسان عربيّ مبين ، فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول ، ومن زعم أن كذا (٧) النّبطيّة فقد أكبر القول» قال (٨) : «ومعناه أتى بأمر عظيم ؛ وذلك أن القرآن لو كان فيه من غير لغة العرب شيء لتوهم متوهّم أن العرب إنما عجزت عن الإتيان بمثله ؛ لأنه أتى بلغات لا يعرفونها ، وفي ذلك ما فيه. وإن كان كذلك فلا وجه لقول من يجيز القراءة في الصلاة (٩) بالفارسية ؛ لأنها ترجمة غير معجزة ، وإذا جاز ذلك لجازت الصلاة بكتب التفسير ، وهذا لا يقول به أحد» انتهى.

وممن نقل عنه جواز القراءة بالفارسية أبو حنيفة ؛ لكن صح رجوعه عن ذلك ومذهب ابن عباس وعكرمة وغيرهما أنه وقع في القرآن ما ليس من لغتهم.

__________________

(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.

(٢) معمر بن المثنى. أبو عبيدة التيمي النحوي. روى عن هشام بن عروة وأبي عمرو بن العلاء وأبي الوليد بن داب وغيرهم. وروى عنه أبو عثمان بكر بن محمد المازني وأبو حاتم سهل بن محمد السجستاني وأبو عبيد القاسم بن سلام وغيرهم. كان من أعلم الناس بأنساب العرب وأيامهم وله كتب كثيرة. ذكره ابن حبان في الثقات. توفي سنة (٢٠٨ ه‍) (ابن حجر ، تهذيب التهذيب ١٠ / ٢٤٦).

(٣) وهو أبو بكر الباقلاني محمد بن الطيب تقدم التعريف به ص ١١٧ وكتابه «التقريب والإرشاد» في أصول الفقه ذكره القاضي عياض في ترتيب المدارك ٢ / ٦٠١.

(٤) الرسالة ص ٤١ ـ ٤٢ (بتحقيق أحمد شاكر).

(٥) العبارة في الرسالة (للمسألة له).

(٦) انظر كتابه «الصاحبي» ص : ٢٩ ـ ٣٠ والمعرّب للجواليقي ص : ٤. والإتقان للسيوطي ٢ / ١٠٥.

(٧) في مجاز القرآن ١ / ١٧ : (طه).

(٨) القول لابن فارس في الصاحبي : ٣٠.

(٩) في المخطوطة : (صلاته).

٣٨٣

فمن ذلك (الطُّورِ) (الطور : ١) : جبل (١) بالسريانية.

و (طَفِقا) (الأعراف : ٢٢) أي قصدا بالرومية (٢).

و (بِالْقِسْطِ) (الأنعام : ١٥٢) و (بِالْقِسْطاسِ) (الإسراء : ٣٥) ، العدل بالرومية (٣).

(إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ) (الأعراف : ١٥٦) : تبنا بالعبرانية (٤).

و (السِّجِلِ) (الأنبياء : ١٠٤) بالفارسية (٥).

و (الرَّقِيمِ) (الكهف : ٩) : اللوح بالرومية (٦).

و (كَالْمُهْلِ) (الكهف : ٢٩) : عكر الزيت بلسان أهل المغرب (٧).

وال (سُنْدُسٍ) (الكهف : ٣١) : الرقيق من الستر بالهندية (٨).

وال (إِسْتَبْرَقٍ) (الكهف : ٣١) : الغليظ بالفارسية بحذف القاف (٩).

(السريّ) (مريم : ٢٤) : النهر الصغير باليونانية (١٠).

(طه) (طه : ١) : أي طأ يا رجل بالعبرانية (١١).

(يُصْهَرُ) (الحج : ٢٠) : أي ينضج بلسان أهل المغرب (١٢).

__________________

(١) العبارة في المخطوطة : (جبل بلسان السريانية) وانظر : اللغات في القرآن : لابن عباس ١٠ ، والصاحبي في فقه اللغة : لابن فارس ٦٠ ، والمعرّب : للجواليقي ٢٢١ ، والإتقان : للسيوطي ٢ / ١١٤ ، والمهذب : له أيضا ٢١٥.

(٢) انظر : اللغات في القرآن : ٢٧ ، والإتقان ٢ / ١١٤ ، والمهذّب : ٢١٥.

(٣) انظر : الزينة في الكلمات الإسلامية : لأبي حاتم ١ / ١٣٦ ، والمعرّب : ٢٥١ ، والصاحبي : ٦١ ، والإتقان ٢ / ١١٥ ، والمهذّب : ٢١٨.

(٤) انظر : اللغات في القرآن : ٢٨ ، والإتقان ٢ / ١١٧ ، والمهذّب : ٢٢٥.

(٥) ذكر السيوطي في الإتقان ٢ / ١١٢ : أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : (السِّجِلِ) بلغة الحبشة الرجل ، وفي المحتسب لابن جني ٢ / ٦٧ (السِّجِلِ) : الكتاب ، وانظر المعرّب ١٩٤ ، والمهذب : ٢٠٩.

(٦) انظر : أمالي الزجاج : ٦ ، والزينة ١ / ١٣٥ ، واللغات في القرآن : ٣٥ ، والإتقان ٢ / ١١٢ ، والمهذب : ٢٠٨.

(٧) في المخطوطة : (الغرب) ، وانظر الاتقان ٢ / ١١٧ ، والمهذب : ٢٢٤.

(٨) انظر : فقه اللغة للثعالبي : ٢٤٥ ، والمعرّب : ١٧٧ ، والإتقان ٢ / ١١٣ ، والمهذب : ٢١١.

(٩) انظر : المعرّب للجواليقي : ١٥ ، والصاحبي : ٥٩ ، والزينة ١ / ٧٨ و ١٣٦ ، والإتقان ٢ / ١٠٩ ، والمهذب : ١٩٩.

(١٠) انظر : اللغات في القرآن : ٣٦ ، والإتقان ٢ / ١١٢ ، والمهذب : ٢١٠.

(١١) انظر الصاحبي : ٦٠ ، والإتقان ٢ / ١١٤ ، والمهذب : ٢١٤.

(١٢) انظر : الإتقان ٢ / ١١٩ ، والمهذب : ٢٢٨.

٣٨٤

(سِينِينَ) (التين : ٢) : الحسن بالنبطية (١).

(المشكاة) (النور : ٣٥) : الكوّة بالحبشية وقيل الزجاجة تسرج (٢).

[الدري] (٣) (النور : ٣٥) : المضيء بالحبشية.

(الأليم) (البقرة : ١٠) : المؤلم بالعبرانية (٤).

(ناظِرِينَ إِناهُ) (الأحزاب : ٥٣) : أي نضجه بلسان أهل المغرب (٥).

(الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ) (ص : ٧) : أي الأولى بالقبطية ، (٦) [والقبط يسمون الآخرة الأولى ، والأولى الآخرة (٧).

(وَراءَهُمْ مَلِكٌ) (الكهف : ٧٩) : أي أمامهم بالقبطية.

(الْيَمِ) (الأعراف : ١٣٦) : البحر ، بالقبطية (٨)] (٦).

(بَطائِنُها) (الرحمن : ٥٤) : ظواهرها ، بالقبطية (٩).

(الأبّ) (عبس : ٣١) : الحشيش ، بلغة أهل المغرب (١٠).

(إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ) (المزّمّل : ٦) قال ابن عباس : «نشأ بلغة الحبشة : قام من الليل» (١١).

(كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ) (الحديد : ٢٨) : قال أبو موسى الأشعريّ رضي‌الله‌عنه : «ضعفين بلغة الحبشة (١٢)».

__________________

(١) انظر : المعرّب : ١٩٨ ، والإتقان ٢ / ١١٣ ، والمهذب : ٢١١.

(٢) انظر : الزينة ١ / ١٣٧ ، والمعرّب : ٣٠٣ ، والإتقان ٢ / ١١٦ ، والمهذّب : ٢٢٣.

(٣) سقطت من المخطوطة وانظر الإتقان ٢ / ١١١ ، والمهذب : ٢٠٦.

(٤) انظر : الإتقان ٢ / ١٠٩ ، والمهذب : ٢٠٠.

(٥) انظر : الإتقان ٢ / ١٠٩ ، والمهذب : ٢٠١.

(٦) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(٧) انظر المهذب : ٢٠٢.

(٨) انظر : المعرّب : ٣٥٥ ، والإتقان ٢ / ١١٩ ، والمهذب : ٢٢٩.

(٩) انظر معترك الأقران ١ / ٦٢٠ ، والإتقان ٢ / ١١٠ ، والمهذب : ٢٠٢.

(١٠) انظر : المفردات : ٧ ، والإتقان ٢ / ١٠٨ ، والمهذب : ١٩٧.

(١١) أخرجه ابن نصر المروزي في مختصر قيام الليل وقيام رمضان : ١٤ ، والطبري في التفسير ٢٩ / ٨١ وانظر الإتقان ٢ / ١١٧ ، والمهذب : ٢٢٤ ـ ٢٢٥.

(١٢) أخرجه الطبري في التفسير ٢٧ / ١٤١ ، وأخرجه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم (ذكره السيوطي في الدرّ المنثور ٦ / ١٧٨ ، وانظر الصاحبي : ٦١ ، والزينة ١ / ١٣٧ ، والإتقان ٢ / ١١٦ ، والمهذب : ٢٢١.

٣٨٥

ال (قَسْوَرَةٍ) (المدثر : ٥١) : الأسد بلغة الحبشة (١).

واختار الزمخشريّ (٢) أن (التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ) (آل عمران : ٣) أعجميّان ، ورجح ذلك بقراءة «الإنجيل» بالفتح ، ثم اختلفوا ، فقال الطبري : هذه الأمثلة المنسوبة إلى سائر اللغات إنّما اتفق فيها أن تتوارد اللغات ، فتكلمت بها العرب والفرس والحبشة بلفظ واحد. وحكاه ابن فارس عن أبي عبيد.

وقال ابن عطية (٣) : «بل كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلغتهم بعض مخالطة لسائر الألسنة (٤) بتجارات ، وبرحلتي قريش ، (٥) وكسفر مسافر بن (٥) أبي عمرو إلى الشام ، وسفر عمر بن الخطاب ، وكسفر عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد إلى أرض الحبشة ، وكسفر الأعشى إلى الحيرة ، وصحبته (٦) مع كونه حجة في اللغة ، فعلّقت العرب بهذا كله ألفاظا أعجمية ، غيّرت بعضها بالنقص (٧) [من حروفها] (٨) وجرت في (٩) تخفيف ثقل العجمة ، واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها ، حتى جرت مجرى العربيّ الفصيح ، ووقع بها البيان.

وعلى هذا الحدّ نزل بها القرآن ، فإن جهلها عربيّ فكجهله الصريح (١٠) بما في لغة (١٠) غيره ، وكما لم يعرف ابن عباس معنى (فاطر) (١١) إلى غير ذلك. قال : فحقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية ، لكن استعملتها العرب وعرّبتها فهي عربية بهذا الوجه».

__________________

(١) انظر اللغات في القرآن : ٥٢ ، والإتقان : ٢ / ١١٥ ، والمهذب : ٢١٨.

(٢) الكشاف ١ / ١٧٣ ، في أول سورة آل عمران.

(٣) مقدمة المحرر الوجيز ١ / ٧٠.

(٤) تصحّفت في المطبوعة إلى : (الألسن).

(٥) تصحفت في المطبوعة إلى : (وبسفر مسافرين كسفر...) والتصويب من المحرر الوجيز والمخطوطة.

(٦) العبارة في تفسير ابن عطية (وصحبته لنصاراها).

(٧) تصحّفت في المخطوطة إلى : (بالبعض).

(٨) ساقطة من المخطوطة.

(٩) في المخطوطة : (إلى).

(١٠) في المخطوطة (بلغة).

(١١) قال السيوطي في الدرّ المنثور ٥ / ٢٤٤ : «أخرج أبو عبيد في «فضائله» وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في «شعب الإيمان» عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما قال : كنت لا أدري ما (فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما أنا فطرتها قال ابتدأتها».

٣٨٦

قال : «وما ذهب إليه الطبريّ (١) من أنّ اللغتين اتفقتا في لفظه فذلك بعيد ؛ بل إحداهما أصل والأخرى فرع في الأكثر ، لأنّا لا ندفع أيضا جواز الاتفاقات إلا قليلا شاذا».

وقال القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك (٢) : «إنما وجدت هذه في كلام العرب ؛ لأنها أوسع اللغات وأكثرها ألفاظا ، ويجوز أن يكون العرب قد سبقها غيرهم إلى هذه الألفاظ ؛ وقد ثبت أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم [٤٣ / أ] مبعوث إلى كافة الخلق ، قال (٣) تعالى : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسانِ قَوْمِهِ) (إبراهيم : ٤)».

وحكى ابن فارس (٤) عن أبي عبيد القاسم بن سلاّم أنه حكى الخلاف في ذلك ونسب القول بوقوعه إلى الفقهاء ، والمنع إلى أهل العربية. ثم قال أبو عبيد : «والصواب عندي مذهب فيه (٥) تصديق القولين جميعا ؛ وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمية كما قال الفقهاء ، إلا أنها سقطت إلى العرب فعربتها بألسنتها ، وحوّلتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها فصارت عربية ، ثم نزل القرآن ، وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب ، فمن قال إنها عربية فهو صادق ، ومن قال أعجمية فصادق». قال : «وإنما فسرنا (٦) هذا لئلا يقدم أحد على الفقهاء فينسبهم إلى الجهل ، ويتوهّم عليهم أنهم أقدموا على كتاب الله بغير ما أراده (٧) فهم كانوا أعلم بالتأويل وأشد تعظيما للقرآن» ـ قال ابن فارس ـ «وليس كلّ من خالف قائلا في مقالته ينسبه إلى الجهل ؛ فقد اختلف الصدر الأول في تأويل القرآن» ـ قال ـ «فالقول إذن ما قاله أبو عبيد ، وإن كان قوم من الأوائل قد ذهبوا إلى غيره».

__________________

(١) انظر مقدمة التفسير ١ / ٦ (القول في البيان عن الأحرف التي اتفقت فيها ألفاظ العرب وألفاظ...).

(٢) تقدم ذكره ص ١١٢.

(٣) في المخطوطة : (وقال).

(٤) انظر الصاحبي ص : ٢٩.

(٥) في المخطوطة تقديم وتأخير (فيه مذهب).

(٦) في المطبوعة (فسر).

(٧) تصحّفت المخطوطة إلى : (أرادوه).

٣٨٧

النوع الثامن عشر

معرفة غريبه (١)

وهو معرفة المدلول ؛ وقد صنّف فيه جماعة ؛ منهم أبو عبيدة كتاب...

__________________

(١) للتوسع في هذا النوع انظر : الفهرست لابن النديم ص : ٣٧ ، الكتب المؤلفة في غريب القرآن ، والإتقان للسيوطي ٢ / ٣ ، النوع السادس والثلاثون في معرفة غريبه ، ومفتاح السعادة لطاش كبري زادة ٢ / ٣٧٣ ، معرفة غريب القرآن ، وكشف الظنون لحاجي خليفة ٢ / ١٢٠٧ ، غريب القرآن ، وإيضاح المكنون ٢ / ١٤٦ ، غريب القرآن ، وأبجد العلوم للقنوجي ٢ / ٥٠٢ علم معرفة غريب القرآن ، ومعجم الدراسات القرآنية لابتسام الصفار ص : ٣١٧ ـ ٣٢٠ ، ومعجم مصنّفات القرآن الكريم لعلي شواخ ٤ / ٢٩٠ ـ ٢٩٦. وغريب القرآن لفكري ياسين مقال في مجلة الأزهر ع : ٨ ج ١٩ السنة ١٣٦٧ ه‍ ، و «غريب القرآن والحديث منذ نشأتهما حتى نهاية القرن ٣ ه‍» وهي دراسة لهناء جوانية قدمتها كرسالة ماجستير ، جامعة دمشق عام ١٩٨٣ م ، وعلم غريب القرآن نشأته وتطوره ليوسف المرعشلي ، رسالة دكتوراه في الجامعة اللبنانية.

ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع : «إجابات ابن عباس على أسئلة نافع ابن الأزرق» طبعت مستقلة بتحقيق إبراهيم السامرائي في ١٠٦ ص عام ١٣٨٩ ه‍ / ١٩٦٩ م ، ببغداد ، ومنها : «غريب القرآن» لابن عباس (ت ٦٨ ه‍) رواية علي بن أبي طلحة (ت ١٤٣ ه‍) ضمنها السيوطي في الإتقان ٢ / ٥ ـ ٤٦ في النوع السادس والثلاثين في معرفة غريبه ، ومنها : «غريب القرآن» لابن عباس رواية عطاء بن أبي رباح (ت ١١٤ ه‍) مخطوط في مكتبة عاطف أفندي بتركيا ، رقم ٢٨١٥ / ٢ وفي برلين رقم ٦٨٣ (ذكره بروكلمان ٤ / ٢٨ وسيزكين ١ / ١٨٢) ، ومنها : «تفسير غريب القرآن» لزيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ت ١٢٢ ه‍) مخطوط في برلين رقم ١٠٢٣٧ وفي ييل رقم ١٧١ ، (سيزكين ٢ / ٢٨٩) ومخطوط في جامعة برنستن بأمريكا رقم ٤٧١ (معجم الدراسات القرآنية ٢٦٤) ومخطوط في صنعاء (مجلة معهد المخطوطات ١ / ٢٠١)

ومنها : «غريب القرآن» لأبان بن تغلب بن رباح البكري (ت ١٤١ ه‍) ذكره ياقوت في (معجم الأدباء ١ / ٣٥ والبغدادي في الهدية ١ / ١ وسيزكين ١ / ٤٢) ومنها : «غريب القرآن» لمحمد بن السائب بن بشر ، أبو النضر (ت ١٤٦ ه‍) (كشف الظنون ٢ / ١٢٠٧) ومنها : «معاني القرآن» للرؤاسي محمد بن الحسن بن أبي سارة ، أبو جعفر (ت ١٧٠ ه‍) (كشف الظنون ٢ / ١٧٣٠) ومنها : «تفسير غريب القرآن» للإمام مالك بن أنس الفقيه (ت ١٧٩ ه‍) (الأعلام للزركلي ٥ / ٢٥٧) ومنها : «غريب القرآن» للكسائي علي بن حمزة (ت ١٨٩ ه‍) (كشف الظنون ٢ / ١٧٣٠) وله أيضا «معاني القرآن» (ذكره كحالة في معجم المؤلفين

٣٨٨

__________________

٧ / ٨٤) ومنها : «غريب القرآن» لمؤرج بن عمرو السدوسي أبو فيد (ت ١٩٥ ه‍) (الفهرست لابن النديم ص : ٣٧ ، ٥٤) ومنها : «غريب القرآن» لأبي جعفر بن المقرئ (عاش في النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة) (ذكره سيزكين ١ / ٢٠٣) ومنها : «غريب القرآن» للنضر بن شميل أبي الحسن البصري (ت ٢٠٣) مخطوط في المتحف البريطاني أول : ٨٢١ (بروكلمان ٢ / ١٣٩) ومنها : «معاني القرآن» لقطرب محمد بن المستنير (ت ٢٠٦ ه‍) (مفتاح السعادة ١ / ١٤٩). ومنها : «معاني القرآن» للفراء يحيى بن زياد (ت ٢٠٧ ه‍) طبع بتحقيق أحمد يوسف نجاتي ومحمد علي النجار في القاهرة عام ١٣٧٥ ه‍ / ١٩٥٥ م ، في ثلاثة مجلدات. ومنها : «معاني القرآن» للأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة (ت ٢١٥ ه‍) طبع بتحقيق فائز فارسي في الكويت عام ١٤٠٠ ه‍ / ١٩٧١ م ، ومنها : «غريب القرآن» للأصمعي عبد الملك بن قريب (ت ٢١٦ ه‍) (بغية الوعاة ٢ / ١١٣) ، ومنها : «غريب القرآن» لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت ٢٢٣ ه‍) طبع على هامش كتاب التيسير في علوم التفسير للدريني في القاهرة ١٣١٠ ه‍ / ١٨٩٢ م ومنها : «غريب القرآن» لمحمد بن سلام الجمحي ، ت ٢٣١ ه‍ (الفهرست ٣٧ ، ٧٨) ومنها : «غريب القرآن» لليزيدي عبد الله بن يحيى بن المبارك أبي عبد الرحمن (ت ٢٣٧ ه‍) طبع بتحقيق محمد سليم الحاج بعالم الكتب في بيروت سنة ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م ، وطبع بتحقيق د. عبد الرزاق حسين بمؤسسة الرسالة في بيروت عام ١٤٠٧ ه‍ / ١٩٨٧ م ومنها : «غريب القرآن» لمحمد بن عبد الله بن قادم البغدادي (هدية العارفين ٢ / ١٥) ، ومنها : «غريب القرآن» لمحمد بن الحسن بن دينار الكوفي (ت ٢٥٩ ه‍) (الفهرست ص : ٣٧) ومنها : «تفسير غريب القرآن» لابن قتيبة عبد الله بن مسلم (ت ٢٧٦ ه‍) طبع بتحقيق سيد صقر بمطبعة عيسى البابي الحلبي في القاهرة ١٣٧٨ ه‍ / ١٩٥٨ م ومنها : «معاني القرآن» لإسماعيل بن إسحاق الجهضمي (ت ٢٨٢ ه‍) (كشف الظنون ٢ / ١٧٣٠) ومنها : «غريب القرآن» لأبي العباس ثعلب أحمد بن يحيى بن يزيد (ت ٢٩١) (معجم الأدباء ٢ / ١٥٢ ذكره ابن النديم في الفهرست ص : ٨١ ، باسم معاني القرآن») ومنها : «معاني القرآن» لابن كيسان محمد بن أحمد (ت ٢٩٩ ه‍) (كشف الظنون ٢ / ١٧٣٠) ومنها : «غريب القرآن» لأحمد بن محمد بن يزداد بن رستم أبي جعفر الطبري (توفي في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري) (الفهرست ص : ٦٥) ومنها : «ضياء القلوب» للمفضل بن سلمة بن عاصم (ت ٢٩٠ ه‍) (الأعلام للزركلي ٧ / ٢٧٩) ومنها : «غريب القرآن» للطبري أبي جعفر محمد بن جرير (ت ٣١٠ ه‍) (الفهرست ص : ٣٧) ومنها : «معاني القرآن» لسلمة بن عاصم أبي محمد (ت ٣١٠) (كشف الظنون ٢ / ١٧٣٠) ومنها : «معاني القرآن» لابن الخياط محمد بن أحمد بن منصور (ت ٣٢٠ ه‍) (كشف الظنون ٢ / ١٧٣٠) ومنها : «غريب القرآن» لابن دريد محمد بن الحسن أبي بكر (ت ٣٢١ ه‍) (الفهرست ص ٦٧) ومنها : «ما أغلق من غريب القرآن» لأبي زيد أحمد بن سهل البلخي (ت ٣٢٢ ه‍) (الفهرست ٣٧) ، ومنها : «غريب القرآن» لنفطويه إبراهيم بن محمد (ت ٣٢٣ ه‍) (الفهرست ص ٩٠) ، ومنها : «غريب القرآن» للعروضي أبي محمد ، برزخ بن محمد (كان حيا سنة ٣٣٦ ه‍) (الفهرست ٣٧) ، ومنها : «معاني القرآن» لابن النحاس أحمد بن محمد (ت ٣٣٨ ه‍) (كشف الظنون ٢ / ١٧٣٠) ومنها : «غريب القرآن» لأحمد بن كامل بن خلف (ت ٣٥٠ ه‍) (الفهرست ٣٥) ومنها : «الإشارة في غريب القرآن» لمحمد بن الحسن بن محمد أبو بكر النقاش الموصلي (ت ٣٥١ ه‍) (الفهرست ٣٦) ، ومنها : «معاني القرآن» لابن درستويه عبد الله بن جعفر (ت ٣٤٧ ه‍) (كشف الظنون ٢ / ١٧٣٠) ومنها : «غريب

٣٨٩

__________________

القرآن» لإسحاق بن مسلمة بن وليد الأندلسي (ت ٣٦٨ ه‍) (كشف الظنون ٢ / ١٢٠٨) ومنها : «كتاب الغريبين ، غريب القرآن والحديث» للهروي ، أبي عبيد الرحمن بن حمد بن محمد (ت ٤٠١ ه‍) طبع بتحقيق محمود محمد الطناحي ، بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في القاهرة ، عام ١٣٩٠ ه‍ / ١٩٧٠ م ، وصدر منه المجلد الأول فقط. ومنها : «تفسير غريب القرآن وتأويله على الاختصار» لابن صمادح التجيبي محمد بن أحمد الأندلسي (ت ٤١٩ ه‍) مخطوط في مكتبة ماردين بتركيا رقم ٥٦٥ ب ، (معجم الدراسات القرآنية ، ص : ٢٤٧) ومنها : «غريب القرآن» للمرزوقي لأبي علي أحمد بن محمد بن الحسن ت ٤٢١ ه‍ ، مخطوط بالمدينة المنورة (بروكلمان ٥ / ٨٦٢) ومنها : «تفسير المشكل من غريب القرآن» لمكي بن أبي طالب القيرواني القيسي (ت ٤٣٧ ه‍) طبع بتحقيق هدى الطويل المرعشلي بدار النور الإسلامي في بيروت عام ١٤٠٨ ه‍ / ١٩٨٨ م وله أيضا «العمدة في غريب القرآن» وقد اختصر به كتابه السابق طبع بتحقيق د. يوسف المرعشلي بمؤسسة الرسالة في بيروت عام ١٤٠١ ه‍ / ١٩٨١ م ومنها : «غريب القرآن» للكفرطابي محمد بن يوسف ت ٤٥٣ ه‍ (معجم الأدباء ١٩ / ١٢٢) ومنها : «كتاب القرطين» لمحمد بن أحمد بن مطرف الكناني (ت ٤٥٤) جمع فيه بين كتابي غريب القرآن ومشكل القرآن لابن قتيبة ، طبع بمطبعة الخانجي بالقاهرة ١٣٥٥ ه‍ / ١٩٣٦ م وأعيد طبعه مصورا بدار المعرفة في بيروت ومنها : «مختصر الغريبين» لمجد الدين أبي المكارم علي بن محمد ت ٥١٦ ه‍ اختصر به كتاب الهروي (بغية الوعاة ٢ / ٢٠١) ومنها : «غريب القرآن» لمحمد بن عبد الرحمن بن أحمد البخاري علاء الدين الملقب بالزاهد ت ٥٤٦ ه‍ (كشف الظنون ٢ / ١٢٠٨) ومنها : «التنبيه على خطأ الغريبين للهروي» ألّفه أبو الفضل بن أبي منصور محمد بن النصر الفارسي البغدادي ت ٥٥٠ ، مخطوط في الظاهرية بدمشق رقم ١٥٨٩ (٥١ لغة) وفي المكتبة العمومية رقم ٥١ ، ٧١ وفي دار الكتب المصرية رقم ٥٦ تيمور (مجلة المجمع العلمي العربي ٦ / ٣٣٩) ومنها : «المغيث في غريبي القرآن والحديث» لمحمد بن أبي بكر بن عمر بن عيسى الأصفهاني ت ٥٨١ جمع فيه ما فات الهروي ، مخطوط في شهيد علي رقم ٣٠٣ وفيض الله رقم ٢١٠٦ وفي كوبريللي بتركيا ومن هذه النسخة صورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة رقم ٥٠٠ ومنها : «مفردات القرآن» للسمين الحلبي أحمد بن علي بن قدامة ت ٥٩٦ ه‍ (كشف الظنون ٢ / ١٢٠٨) ومنها : الأريب في تفسير الغريب لابن الجوزي ، أبي الفرج عبد الرحمن بن علي (ت ٥٩٧ ه‍) قام بتحقيقه عبد القادر منصور كرسالة جامعية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام ١٤٠٠ ه‍ / ١٩٨٠ م (انظر مقدمة نواسخ القرآن لابن الجوزي) ومنها : «مفردات القرآن» لابن الدقاق علي بن القاسم بن يونس الاشبيلي ، أبو الحسين ت ٦٠٥ ه‍ (الأعلام ٥ / ١٣٧) ، ومنها : «غريب القرآن» ليحيى ابن حميد بن ظافر المعروف بابن أبي طي الحلبي ت ٦٣٠ ه‍ (فوات الوفيات ٤ / ٢٦٩) ومنها : «المشرع الروي في الزيادة على غريبي الهروي» لابن عسكر محمد بن علي بن الخضر الغساني المالقي ت ٦٣٦ (بغية الوعاة ١ / ١٨٠) ومنها : «غريب القرآن» للخزرجي عبد الرحمن بن عبد المنعم بن محمد الأندلسي ، ت ٦٣٦ (بغية الوعاة ٢ / ٨٣) ومنها : «روضة الفصاحة في غريب القرآن» للرازي محمد بن أبي بكر بن عبد القادر صاحب مختار الصحاح (ت ٦٦٦) مخطوط في مكتبة أحمد الثالث رقم ١٠٤ ومنها صورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة رقم ٩٠ تفسير باسم تفسير غريب القرآن (معجم الدراسات القرآنية ٢٤٦) ومنها : «التيسير في علوم التفسير» للديريني أبي محمد عبد العزيز أحمد بن سعيد المصري (ت

٣٩٠

__________________

٦٩٤ ه‍) وهي أرجوزة تزيد على ألف ومائتي بيت طبعت بمطبعة محمد أبي زيد سنة ١٣١٠ ه‍ / ١٨٩٣ م في ١٦٧ ص (معجم سركيس : ٩٠١) ومنها : «الترجمان عن غريب القرآن» لمجهول مخطوط في فاتح رقم ٦٣٧ نسخت في أول القرن الثامن عليها تملّك سنة ٧٥٥ ه‍ ومنه صورة بمعهد المخطوطات في القاهرة ومنها : «الحسام المرهف في تفسير غريب المصحف» لابن إدريس محمد بن إدريس بن علي الزيدي ت ٧٣٠ ه‍ (هدية العارفين ٢ / ١٤٧) ومنها : «تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب» ويسمّى أيضا لغات القرآن لأبي حيّان محمد بن يوسف الأندلسي (ت ٧٤٥ ه‍) طبع بتصحيح محمد النعساني بمطبعة الإخلاص بحماة سنة ١٣٤٥ ه‍ / ١٩٢٦ م وصوّر بالمكتبة السلفية بالقاهرة عام ١٣٩٦ ه‍ / ١٩٧٦ م وطبع بتحقيق أحمد مطلوب وخديجة الحديثي بوزارة الأوقاف في بغداد عام ١٣٩٧ ه‍ / ١٩٧٧ م في ٤٠٠ ص ، وطبع بتحقيق د. سمير طه المجذوب بالمكتب الإسلامي في بيروت ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م ومنها : «بهجة الأريب بما في الكتاب العزيز من الغريب» للتركماني علي بن عثمان بن إبراهيم ت ٧٥٠ ه‍ (كشف الظنون ٢ / ١٢٠٨) ومنها : «عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ» لأبي العباس أحمد بن يوسف بن عبد الدائم الحلبي (ت ٧٥٦ ه‍) قام بتحقيقه طلال بن مصطفى بن أحمد عرقوص كرسالة ماجستير بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة (الأطروحات الإسلامية ١ / ١٨) ومنها : «عقد البكر في نظم غريب الذكر» (منظومة) لأحمد بن عمر بن محمد بن أبي الرضا الحموي الحلبي الشافعي ، شهاب الدين ، ت ٧٩١ ه‍ (معجم المؤلفين ٢ / ٣٤). ومنها : «شرح الغريب المشكل من سور القرآن الكريم» لمحمد بن الشاعر أحمد الصلتان وهي أرجوزة في ٣٤٦٠ بيتا مخطوط في الخزانة العامة بالرباط رقم ٦٩٧ ، ٦٩٨ ، ٦٩٩ (فهرس الخزانة ١ / ٤٣) ومنه نسخة في مكتبة جامعة القرويين بفاس رقم ٣٧ ومنها : «تفسير غريب القرآن» لابن الملقن سراج الدين أبي خلص عمر بن أحمد الأنصاري ت ٨٠٤ طبع بتحقيق د. سمير طه المجذوب بعالم الكتب في بيروت عام ١٤٠٨ ه‍ / ١٩٨٨ م ومنها : «ألفية أبي زرعة العراقي في تفسير غريب ألفاظ القرآن» للعراقي أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين (ت ٨٠٦ ه‍) طبع مع التيسير في علوم التفسير للديريني بمطبعة محمد أبي سيد في القاهرة عام ١٣١٠ ه‍ / ١٨٩٣ م وطبع بالمطبعة البهيّة في القاهرة عام ١٣١١ ه‍ / ١٨٩٤ م ، وطبع بهامش تفسير القرآن العظيم للسيوطي بمطبعة عيسى البابي الحلبي عام ١٣٤٥ ه‍ / ١٩٢٦ م (معجم سركيس ص : ٩٠١) ومنها : «التبيان في تفسير غريب القرآن» لابن الهايم الشافعي شهاب الدين أحمد بن محمد المصري (ت ٨١٥) مخطوط بدار الكتب المصرية رقم ٢٦١٠١ (٨٤ تفسير) ونسخة أخرى رقم ٩٦١٠١ ب ومنها : «الذهب الإبريز في غريب القرآن العزيز» للثعالبي ، عبد الرحمن بن محمد ، ت ٨٧٥ ه‍ (الخزانة التيمورية : ٥٢ ومعجم مصنّفات القرآن الكريم ١ / ١٨٢ و ٣ / ٢٩٧). ومنها : «تهذيب تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب» لابن قطلوبغا زين الدين قاسم الحنفي ت ٨٧٩ ه‍ مخطوط في مكتبة بغداد لي وهبي بتركيا وفي الأزهر رقم (٢١٠) ١٦٥٧ ، ونسخة أخرى (٢١٥) ٥٤١٧ (معجم الدراسات القرآنية) ٣١٨ ومنها : «غريب القرآن» لابن الشحنة عبد البر بن محمد الحلبي (ت ٩٢١) مخطوط بالأزهر رقم (٢٠٩) ١٦٥٦٩ و (٢١١) ٣١٥ (معجم الدراسات القرآنية ٣١٨) ومنها : «التيسير العجيب في تفسير الغريب» لأبي العباس أحمد بن القاضي وجيه الدين أبو المعالي محمد بن محمد المكناسي ت ١٠٢٥ ه‍ مخطوط في لاله لي بتركيا : ٢٤٦ وفي رشيد أفندي بتركيا : ١٠٤ (الأعلام ١ / ٢٣٦) ومنها : «تفسير غريب القرآن» ويسمّى «مجمع البحرين ومطلع النيرين في غريب الحديث والقرآن الشريفين» ، للطريحي فخر الدين بن محمد علي النجفي ت ١٠٨٥ طبع بالنجف الأشرف ونشره محمد كاظم

٣٩١

__________________

ـ الطريحي عام ١٣٧٨ ه‍ / ١٩٥٨ م ومنها : «غريب القرآن الكريم» للمجاصي المكناسي أبي عبد الله محمد بن الحسن (ت ١١٠٣) وهي أرجوزة في ٦٩٥ بيتا مخطوطة في الخزانة العامة بالرباط رقم (٢١٨ / ١ ق) وأخرى برقم ٧٠٢ وأخرى في مكتبة الجزائر رقم ٤١٣ (فهرس الخزانة العامة ١ / ٤٤) ومنها ، «جامع المفردات القرآنية» لمراد بن السيد علي بن داود بن كمال الدين بن صالح الحسيني الشافعي (ت ١١٣٢ ه‍) مخطوط في تشستربتي ٥٠٧٨ ومنه صورة ميكروفيلمية بمركز البحث العلمي بمكة (معجم مصنّفات القرآن ٣ / ٥١) ومنها : «تفسير غريب القرآن» للأمير محمد بن إسماعيل اليمني (ت ١١٨٢ ه‍) انتهى من تأليفه ١١٧٩ ه‍ مخطوط في الجامع الكبير بصنعاء : ١٦ تفسير ومنها : «رسالة في تفسير غريب القرآن العظيم» لمحمد بن السيد حنفي بن حسن المصري الشافعي طبع بمصر على الحجر بدون تاريخ (معجم سركيس : ٩١٢) ومنها : «تفسير مفردات القرآن» لمصطفى بن محمد أمين الأدهمي الحسيني أبي إسماعيل ت ١٣٣١ ه‍ (بروكلمان ، الذيل ٢ / ٢٥٢) ومنها : «هدية الإخوان في تفسير ما أبهم على العامّة من ألفاظ القرآن» للأسير البيروتي مصطفى بن يوسف بن عبد القادر الحسيني (ت ١٣٣٣ ه‍) طبع بمطبعة جريدة بيروت عام ١٣٠٧ ه‍ / ١٨٨٩ م وأعيد طبعه في القاهرة ١٣٩٣ ه‍ / ١٩٧٣ م (معجم سركيس : ٤٤٩) ومنها : «تفسير غريب القرآن» للباباني إسماعيل بن محمد أمين بن سليم المعروف بإسماعيل باشا البغدادي (صاحب إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون ت ١٣٣٩ ه‍) مخطوط في التيمورية رقم : ٤٧٠ تفسير «معاني وألفاظ القرآن» للمستشرق أوتو برتزل طبع بأكاديمية برشن ١٣٥٣ ه‍ / ١٩٣٤ م ، ومنها : «تفسير غريب القرآن» لمحمود إبراهيم وهبة طبع بمطبعة مصر عام ١٣٣٢ ه‍ / ١٩١٣ م (معجم سركيس : ١٧٠٨) ومنها : «حسن البيان في تفسير مفردات من القرآن» للخاني محيي الدين بن أحمد بن محمد الدمشقي (ت ١٣٥٠ ه‍) طبع بمطبعة الترقي في دمشق سنة ١٣٤٢ ه‍ / ١٩٢٣ م في ٣٧ ص (جامع التصانيف الحديثة ١ / ٨٨) ، ومنها : «كلمات القرآن تفسير وبيان» لحسنين محمد مخلوف المفتي المصري (ت ١٣٥٥ ه‍) طبع عام ١٣٧٥ ه‍ / ١٩٥٥ م بالقاهرة ومنها : «معجم ألفاظ القرآن الكريم» وضعه أعضاء مجمع اللغة العربية في القاهرة وطبع في مصر عام ١٣٦٨ ه‍ / ١٩٤٨ م ، وأعيد طبعه بدار الشروق في القاهرة عام ١٤٠١ ه‍ / ١٩٨١ م ومنها : «عقد الجمان في تبيان غريب القرآن» لمصطفى محمد الحديدي الطير طبع بدار التعارف بالقاهرة عام ١٣٥٦ ه‍ / ١٩٣٧ م ومنها : «البيان في شرح غريب القرآن» لقاسم بن حسن بن موسى من آل محيي الدين (ت ١٣٧٦ ه‍) طبع بتحقيق مرتضى الحكمي بالمطبعة العلمية بالنجف ١٣٧٥ ه‍ / ١٩٥٥ م في ٣ مجلدات ومنها : «غريب القرآن» مستخرجا من صحيح البخاري لمحمد فؤاد عبد الباقي. طبع بدار إحياء الكتب العربية في القاهرة عام ١٣٧٠ ه‍ / ١٩٥٠ م ومنها : «غريب القرآن» لابن الخطيب محمد بن عبد اللطيف طبع بالمطبعة المصرية عام ١٣٨٠ ه‍ / ١٩٦٠ م ومنها : «الهادي إلى تفسير غريب القرآن» لمحمد سالم محيسن وشعبان محمد إسماعيل. طبع بدار الأنصار في القاهرة عام ١٤٠٠ ه‍ / ١٩٨٠ م ومنها : «قاموس غريب القرآن حسب ترتيب السور» لمحمد الصادق قمحاوي طبع بمطبعة محمد علي صبيح في القاهرة ١٣٩٧ ه‍ / ١٩٧٩ م ومنها : «تفسير القرآن اللغوي مع شرح مفرداته ومعانيه بما يلائم حاجة المعاصرين» لمصطفى النقاش طبع ببغداد عام ١٣٨٨ ه‍ / ١٩٦٨ م ومنها : «تفسير غريب القرآن» لحمدي عبيد الدمشقي طبعه على هامش المصحف بالمكتبة العربية في دمشق سنة ١٣٨٣ ه‍ / ١٩٦٣ م ثم طبعه بعالم الكتب في بيروت عام

٣٩٢

«المجاز» (١) ، وأبو عمر غلام ثعلب (٢) «ياقوته الصراط» ، ومن أشهرها كتاب ابن عزيز (٣) ، و «الغريبين» للهرويّ (٤)...

__________________

١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م ومنها : «غريب القرآن» لنديم الجسر الطرابلسي طبع في لبنان عام ١٣٩٧ ه‍ / ١٩٧٧ م ومنها : «قاموس قرآني» لحسن محمد موسى طبع بمطبعة خليل إبراهيم بالاسكندرية عام ١٣٨٦ ه‍ / ١٩٦٦ م. المجاهيل «منظومة في علوم القرآن وغريبه» لمؤلف مجهول ، مخطوط بالأزهر : (٢١٩) ٣٥١١ «منظومة في غريب القرآن» لمجهول ، مخطوط في الخزانة العامة بالرباط (أخبار التراث العربي ٢٨ / ١٣) «تفسير غريب القرآن» لمجهول ، مخطوط في جامع الباشا بالموصل : ٢٣٧ (معجم الدراسات القرآنية : ٢٤٦) «تفسير غريب القرآن المعروف بقاموس أوضح التبيان في حل ألفاظ القرآن» للمصري (؟) طبع بمكتبة الهلال في القاهرة ١٣٥٣ ه‍ / ١٩٣٤ م في (١٢٧) ص. ومنها : «معجم القرآن ، قاموس المفردات وغريبها» لعبد الرءوف المصري ، طبع بمطبعة حجازي بالقاهرة عام ١٣٦٨ ه‍ / ١٩٤٨ م ومنها : «معجم معاني مفردات القرآن الكريم» لعبد الله عباس الندوي ، طبع بدار الشروق في جدّة عام ١٤٠٢ ه‍ / ١٩٨١ م ومنها : «قاموس المفردات القرآنية المحتاجة للبيان» طبع بالمطبعة المنيرية بالقاهرة بدون تاريخ (معجم مصنّفات القرآن ٣ / ٢٢٩) «كلمات القرآن» لمحمد حسنين مخلوف طبع عدة طبعات بالقاهرة وصور ببيروت.

(١) كتاب مجاز القرآن طبع بتحقيق فؤاد سزكين في القاهرة ونشرته مكتبة الخانجي ـ مطبعة السعادة عام ١٣٧٥ ـ ١٣٨٣ ه‍ / ١٩٥٤ ـ ١٩٦٢ م في مجلدين ، وصوّر بدار الفكر القاهرة عام ١٣٩١ ه‍ / ١٩٧١ م. وصوّر بالأوفست بمؤسسة الرسالة في بيروت عام ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م.

(٢) هو محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم أبو عمر الزاهد غلام ثعلب من أئمة اللغة وأكابر أهلها وأحفظهم لها قال الخطيب البغدادي : «رأيت شيوخنا يوثقونه ويصدقونه» ، له الكثير من المصنّفات منها : «شرح الفصيح لثعلب» ت ٣٤٥ ه‍ (ياقوت ، معجم الأدباء ١٨ / ٢٢٦) ، وكتابه «ياقوتة الصراط» ذكره ابن خير في فهرسته ص : ٦٠ ، وانظر الأعلام ٧ / ١٣٣.

(٣) هو محمد بن عزيز أبو بكر السجستاني العزيزي بزاءين كما ذكره الدار قطني وابن ماكولا وغيرهما ، كان أديبا فاضلا متواضعا ، أخذ عن أبي بكر بن الأنباري ، قال ابن النجار في ترجمته : «كان عبدا صالحا ، من مصنفاته «غريب القرآن» المشهور ، يقال إنه صنّفه في خمس عشرة سنة» ت ٣٣٠ ه‍ (السيوطي ، «بغية الوعاة» ١ / ١٧١). وكتابه طبع على هامش تبصير الرحمن ـ في مصر عام ١٢٩٥ ه‍ / ١٨٧٨ م. وطبع بتصحيح بدر الدين النعساني في القاهرة مطبعة السعادة عام ١٣٢٥ ه‍ / ١٩٠٧ م (معجم سركيس ١٠٠٨) وطبع على هامش تفسير ابن كثير القاهرة المطبعة الرحمانية عام ١٣٠٧ ه‍ / ١٨٨٩ م (معجم الدراسات القرآنية ص : ١٧٩) وطبع بتصحيح مصطفى العناني القاهرة المطبعة الرحمانية ١٣٥٥ ه‍ / ١٩٣٦ م (قائمة المطبوعات المصرية ٢٣). وطبع باسم نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن في القاهرة مطبعة محمد علي صبيح ١٣٨٣ ه‍ / ١٩٦٣ م وطبع بتحقيق محمد الصاوي القاهرة مطبعة الجندي ١٣٩٠ / ١٩٧٠ م (ذخائر التراث العربي ١ / ٥٦٥) وطبع بتحقيق د. يوسف المرعشلي بيروت دار النور الإسلامي عام ١٤٠٩ ه‍ / ١٩٨٩ م.

(٤) هو حمد بن محمد بن عبد الرحمن أبو عبيد الهروي تقدم ص ٣٧٣. وكتابه الغربيين غريب القرآن

٣٩٣

ومن أحسنها كتاب «المفردات» للراغب (١).

وهو يتصيّد المعاني (٢) [من السياق ؛ لأن مدلولات الألفاظ خاصة. قال الشيخ أبو عمرو ابن الصلاح : وحيث رأيت في كتب التفسير : «قال أهل المعاني»] (٢) فالمراد به مصنفو الكتب في معاني القرآن ، كالزجاج ومن قبله.. وفي بعض كلام الواحديّ : «[أكثر] (٣) أهل المعاني : الفراء والزجاج وابن الأنباريّ قالوا كذا». انتهى.

ويحتاج الكاشف عن ذلك إلى معرفة علم اللغة : اسما وفعلا وحرفا ؛ فالحروف لقلّتها تكلم النحاة على معانيها ؛ فيؤخذ ذلك من كتبهم.

وأما الأسماء والأفعال فيؤخذ ذلك من كتب اللغة وأكثر الموضوعات في علم اللغة كتاب ابن سيّد (٤) : فإن الحافظ أبا محمد علي بن أحمد الفارسيّ (٥) ذكر أنه في مائة سفر ؛ بدأ بالفلك وختم بالذرة. ومن الكتب المطوّلة كتاب الأزهري (٦) و «الموعب» (٧) لابن التيّاني (٨)

__________________

والحديث طبع منه المجلد الأول بتحقيق محمد الطناحي بالقاهرة نشرة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ١٣٩٠ ه‍ / ١٩٧٠ م. (معجم الدراسات القرآنية ص : ١٤٩).

(١) هو الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصبهاني تقدم ذكره ص ٢١٨ وكتابه المفردات في غريب القرآن طبع بهامش النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ١٣١٨ ه‍ / ١٩٠٠ م (معجم سركيس ص : ٣٥) ، وطبع بتحقيق الزهري الغمراوي المطبعة الميمنية عام ١٣٢٤ ه‍ / ١٩٠٦ م. (معجم الدراسات القرآنية : ص ١٩٩). وطبع بتحقيق نور محمد كراجي باكستان وضع بتحقيق محمد أحمد خلف الله بالقاهرة مطبعة الأنجلو مصرية ١٣٨١ ه‍ / ١٩٦١ م وطبع بتحقيق محمد سيد الكيلاني بالقاهرة مطبعة البابي الحلبي ١٣٨٢ ه‍ / ١٩٦٢ م (معجم الدراسات القرآنية ص : ١٩٩) وصوّر بالأوفست بطهران المكتبة المرتضوية ١٣٨٤ ه‍ / ١٩٦٤ م (معجم المنجد ٢ / ٧٥) وفي دار المعرفة بيروت ١٣٩٧ ه‍ / ١٩٧٧ م.

(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(٣) ساقطة من المخطوطة.

(٤) هو أحمد بن أبان بن السيد اللغوي الأندلسي ، أخذ عن أبي علي القالي وغيره من علماء بلاده وكان عالما حاذقا أديبا ، قال أبو نصر الحميدي : «ابن سيد إمام في اللغة والعربية وهو مصنّف كتاب «العالم في اللغة» في نحو مائة مجلد مرتّب على الأجناس بدأ بالفلك وختم بالذرّة. ت ٣٨٢ ه‍ (ياقوت ، معجم الأدباء ٢ / ٢٠٣).

(٥) هو علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الفارسي الأندلسي الإمام الأوحد البحر ذو الفنون والمعارف كان إليه المنتهى في الذكاء وحدّة الذهن وسعة العلم بالكتاب والسنة. وكان حافظا عالما بعلوم الحديث مستنبطا للأحكام من الكتاب والسنة ، بعد أن كان شافعي المذهب وانتقل إلى مذهب أهل الظاهر وله من التآليف نحو أربعمائة مجلد ، ت ٤٥٦ ه‍ (ابن العماد الحنبلي ، شذرات الذهب ٣ / ٢٩٩).

(٦) هو محمد بن أحمد الأزهر تقدم ذكره ص ٣٠٩. ولعل الكتاب هو التهذيب في اللغة.

(٧) تصحّف في المخطوطة إلى : (المستوعب).

(٨) هو تمام بن غالب بن عمر المعروف بابن التيّان القرطبي كان إماما في اللغة ، ثقة في إيرادها ديّن ورع ، قال ابن

٣٩٤

و «المحكم» لابن سيده (١) ، وكتاب «الجامع» للقزاز (٢) ، و «الصحاح» للجوهري (٣) ، و «البارع» لأبي علي القالي (٤) ، و «مجمع البحرين» للصاغاني (٥).

ومن الموضوعات في الأفعال كتاب ابن القوطية (٦) ، وكتاب ابن طريف (٧) ، وكتاب

__________________

بشكوال : «كان بقية شيوخ اللغة الضابطين لحروفها الحاذقين بمقاييسها ت ٤٣٣ ه‍ بالمريّة (ياقوت ، معجم الأدباء ٧ / ١٣٥).

(١) هو علي بن أحمد تقدم ذكره ص ١٥٩ ، وكتابه «المحكم» طبع منه سبعة أجزاء في القاهرة ونشره معهد المخطوطات العربية مع مصطفى البابي الحلبي ، الجزء الأول طبع بتحقيق مصطفى السقا وحسين نصار عام ١٣٧٨ ه‍ / ١٩٥٨ م ، والجزء الثاني طبع بتحقيق عبد الستار أحمد فراج عام ١٣٧٨ ه‍ / ١٩٥٨ م والجزء الثالث طبع بتحقيق عائشة عبد الرحمن عام ١٣٧٨ ه‍ / ١٩٥٨ م ، والجزء الرابع طبع بتحقيق عبد الستار أحمد فراج عام ١٣٨٨ ه‍ / ١٩٦٨ م ، والجزء الخامس طبع بتحقيق إبراهيم الأبياري عام ١٣٩١ ه‍ / ١٩٧١ م ، والجزء السادس طبع بتحقيق مراد كامل ١٣٩٢ ه‍ / ١٩٧٢ م. (ذخائر التراث العربي ١ / ١٤١) والجزء السابع طبع بتحقيق محمد علي النجار عام ١٣٩٨ ه‍ / ١٩٧٧ م (معجم المنجد ٥ / ٢٧).

(٢) هو محمد بن جعفر أبو عبد الله التميمي القيرواني. كان مهيبا عند الملوك والعلماء وخاصة الناس ، محبوبا عند العامة يملك لسانه ملكا شديدا ، له تصانيف عديدة هامّة منها : «الجامع في اللغة» وهو كتاب حسن متقن كبير رتّبه على حروف المعجم ، ت ٤١٢ ه‍ (ياقوت ، معجم الأدباء ١٨ / ١٠٥).

(٣) هو إسماعيل بن حماد الجوهري تقدم ص ٣٧٧. وكتابه الصحاح طبع بتحقيق أحمد عبد الغفور عطار في دار العلم للملايين ببيروت عام ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٤ م.

(٤) هو إسماعيل بن القاسم بن عيذون المعروف بالقالي أبو علي قرأ على أبي بكر بن دريد وأبي بكر بن السراج وأبي عبد الله نفطويه وأبي إسحاق الزجاج وغيرهم من كبار العلماء ، له تصانيف هامة منها «الأمالي» و «البارع في اللغة» ت ٣٥٦ ه‍ (ياقوت ، معجم الأدباء ٧ / ٢٥) وكتابه «البارع» طبع منه جزء بتحقيق أ. فلتن ، لندن المتحف البريطاني ١٣٥١ ه‍ / ١٩٣٣ م ، وطبع بتحقيق هاشم الطعان بغداد ، مكتبة النهضة ، وبيروت دار الحضارة العربية ١٣٩٦ ه‍ / ١٩٧٥ م.

(٥) هو حسن بن محمد الصاغاني تقدم في ١ / ١٩٩ ، وكتابه ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء ٢٣ / ٢٨٣.

(٦) هو محمد بن عمر بن عبد العزيز المعروف بابن القوطيّة الإشبيلي أبو بكر اللغوي النحوي الأديب الشاعر كان أعلم أهل زمانه باللغة والعربية إماما مقدما فيهما وكان مع ذلك فقيها متمكنا حافظا للحديث والآثار من تصانيفه «تصاريف الأفعال» ت ٣٦٧ ه‍ (ياقوت ، معجم الأدباء ١٨ / ٢٧٢) وكتابه طبع بتحقيق جويدي guidi ليدن عام ١٣١٢ ه‍ / ١٨٩٤ م ، وطبع بتحقيق علي فودة القاهرة مطبعة مصر / ١٩٥٢ م.

(٧) هو عبد الملك بن طريف اللغوي الأندلسي من أهل قرطبة يكنى أبا مروان أخذ عن ابن القوطية وغيره وكان حسن التصرف في اللغة أصلا في تثقيفها وله كتاب حسن في «الأفعال» هذب فيه أفعال أبي بكر بن القوطية شيخه ت ٤٠٠ ه‍ (القفطي ، إنباه الرواة ٢ / ٢٠٨) وذكر كتابه حاجي خليفة في كشف الظنون باسم «كتاب الأفعال».

٣٩٥

السّرقسطي (١) المنبوز بالحمار ، ومن أجمعها كتاب ابن القطّاع (٢).

ومعرفة هذا الفن للمفسّر ضروريّ ، وإلا فلا يحلّ له الإقدام على كتاب الله تعالى. (٣) [قال يحيى بن نضلة المديني : سمعت مالك بن أنس يقول : «لا أوتى برجل يفسّر كتاب الله] (٣) غير عالم بلغة العرب إلا جعلته نكالا» (٤). وقال مجاهد : «لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالما بلغات العرب».

وروى عكرمة عن ابن عباس قال : «إذا سألتموني عن غريب اللغة فالتمسوه في الشعر ؛ فإن الشعر ديوان العرب» (٥).

وعنه في قوله تعالى : (وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ) (الانشقاق : ١٧) قال : «ما جمع» وأنشد :

إنّ لنا قلائصا حقائقا

مستوثقات لو يجدن سائقا (٦)

وقال : «ما كنت أدري ما قوله تعالى : (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ) (الأعراف : ٨٩) ، حتى سمعت ابنة ذي يزن الحميريّ وهي تقول : أفاتحك ، يعني

__________________

(١) هو سعيد بن محمد أبو عثمان المعافري القرطبي السرقسطي ويعرف بابن الحداد ، عالم باللغة أخذ عن ابن القوطية وبسط كتابه في الأفعال وزاد فيه ، قال ابن بشكوال : توفي بعد الأربعمائة شهيدا في بعض الوقائع (ابن بشكوال ، الصلة ص : ٢١٣) ، (حاجي خليفة ، كشف الظنون ١ / ١٣٣). وكتابه «الأفعال» صدر منه أربعة أجزاء بتحقيق حسين محمد محمد شرف نشر مجمع اللغة العربية ، القاهرة ١٩٧٥ ـ ١٩٧٨ ـ ١٩٨٠. (معجم المنجد ٥ / ٨٣).

(٢) هو علي بن جعفر بن علي السعدي الصقلي المعروف بابن القطاع الصقلي كان إمام وقته ببلده وبمصر في علم العربية وفنون الأدب قرأ على أبي بكر الصقلي وروى عنه «الصحاح» للجوهري ، من تصانيفه «كتاب الأفعال» هذب فيه أفعال ابن القوطية وابن طريف وغيرهما في ثلاثة مجلدات (ت ٥١٥ ه‍) (ياقوت ، معجم الأدباء ١٢ / ٢٧٩) وكتابه طبع بحيدرآباد الدكن. دائرة المعارف الإسلامية ١٣٦٠ ـ ١٣٦٤ ه‍ / ١٩٤١ ـ ١٩٤٤ م في ٣ أجزاء والجزء الرابع فهارس عمل فرتز كرنكو ، (ذخائر التراث العربي ص ١ / ٢١٦) وصوّر في بيروت بعالم الكتب ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م.

(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(٤) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (ذكره السيوطي في الإتقان ٤ / ١٨٢).

(٥) أخرجه ابن الأنباري في الإيضاح ١ / ٦١. الحديث (٩٣).

(٦) البيت للعجاج بن رؤبة كذا في اللسان ١٠ / ٣٨٠ ، والحديث أخرجه ابن الأنباري في الإيضاح ١ / ٦٦. الحديث (١٠١). وفي «مسائل نافع بن الأزرق» ص ٢٨٩ (بتحقيق عبد الباقي) : نقانقا.

٣٩٦

أقاضيك» (١) وفي سورة السجدة : (مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (الآية : ٢٨) يعني متى هذا القضاء ، وقوله : (وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ) (سبأ : ٢٦) ، وقوله : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) (الفتح : ١) (٢) [أي قضاء مبينا] (٢).

وقال أيضا : ما كنت أدري ما (فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (الأنعام : ١٤) حتى أتاني أعرابيّان يختصمان في بئر ، فقال أحدهما ؛ أنا فطرتها ؛ يعني ابتدأتها (٣).

وجاءه رجل من هذيل ، فقال له ابن عباس : «ما فعل فلان؟ قال : مات وترك أربعة من الولد وثلاثة من الوراء ، فقال ابن عباس : (فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) (هود : ٧١) قال : ولد الولد» (٤).

ومسائل نافع له عن مواضع من القرآن واستشهاد ابن عباس [٤٣ / ب] في كل جواب بيت ذكرها [ابن] الأنباريّ في كتاب «الوقف والابتداء» (٥) بإسناده ، وقال : «فيه دلالة على بطلان قول من أنكر على النحويين احتجاجهم على القرآن بالشعر ، وأنّهم جعلوا الشّعر أصلا للقرآن ، وليس كذلك ، وإنما أراد النحويون أن يثبتوا (٦) الحرف الغريب من القرآن بالشعر ؛ لأنّ الله تعالى قال : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا) (يوسف : ٢) ، وقال تعالى : (بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء : ١٩٥) ، وقال ابن عباس : «الشعر ديوان العرب ، فإذا خفي عليهم الحرف من القرآن الذي أنزله الله بلغتهم رجعوا إلى ديوانهم ، فالتمسوا معرفة ذلك» (٧).

ثم إن كان ما تضمّنه ألفاظها يوجب العمل دون العلم كفي فيه الاستشهاد بالبيت والبيتين ، وإن كان ما يوجب العلم لم يكف (٨) ذلك ، بل لا بد من أن يستفيض ذلك اللفظ ، وتكثر شواهده من الشعر.

__________________

(١) الأثر أخرجه ابن الأنباري في إيضاح الوقف والابتداء ١ / ٧٠ ، الحديث (١٠٨). وانظر الدر المنثور ٣ / ١٠٣.

(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة ، وانظر الدرّ المنثور ٣ / ١٠٣.

(٣) تقدم تخريج الحديث ص ٣٨٦ ح.

(٤) أخرجه ابن الأنباري في الإيضاح ١ / ٧٣ ، الحديث (١١١) ، وانظر الدر المنثور ٣ / ٣٤١.

(٥) انظر الإيضاح في الوقف والابتداء ١ / ٧٦ ـ ٩٩.

(٦) في الإيضاح (يتبيّنوا).

(٧) الإيضاح ١ / ٩٩ ـ ١٠١.

(٨) تصحّفت في المخطوطة إلى : (يكن).

٣٩٧

وينبغي العناية بتدبّر الألفاظ كي لا يقع الخطأ ، كما وقع لجماعة من الكبار ، فروى الخطّابي (١) عن أبي العالية «أنه سئل عن معنى قوله : (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) (الماعون : ٥) ، فقال : هو الذي ينصرف عن صلاته ولا يدري عن شفع أو وتر ، قال الحسن (٢) : مه يا أبا العالية! ليس هكذا ، بل الذين سهوا عن ميقاتهم حتى تفوتهم ، ألا ترى قوله : (عَنْ صَلاتِهِمْ)» (٣)! فلمّا لم يتدبر أبو العالية حرف «في» و (عن) تنبّه له الحسن ، إذ لو كان المراد ما فهم أبو العالية لقال : «في صلاتهم» ، فلما قال : (عَنْ صَلاتِهِمْ) دلّ على أن المراد به الذهاب عن الوقت ، ولذلك (٤) قال ابن قتيبة (٥) في قوله تعالى : (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ) (الزخرف : ٣٦) أنه من عشوت أعشو عشوا : إذا نظرت (٦) ، وغلّطوه في ذلك ، وإنما معناه يعرض (٧) ، وإنما غلط لأنه لم يفرق بين عشوت إلى الشيء وعشوت عنه.

وقال أبو عبيدة (٨) في قوله تعالى : (وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً) (القصص : ١٠) قال : «فارغا من الحزن ، لعلمها أنه لم يغرق ؛ ومنه : «دم فراغ» ، أي لا قود فيه ولا دية» ، وقال بعض الأدباء (٩) : «أخطأ أبو عبيدة في المعنى ؛ لو كان قلبها فارغا من الحزن عليه لما قال [تعالى] : (لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها) (القصص : ١٠) لأنها كادت تبدي [به] (١٠)».

وهذا الباب عظيم الخطر ؛ ومن هنا تهيّب (١١) كثير من السلف تفسير القرآن ، وتركوا القول فيه حذرا أن يزلّوا فيذهبوا عن المراد ؛ وإن كانوا علماء باللسان فقهاء في الدين. وكان الأصمعيّ وهو إمام اللغة ـ لا يفسر شيئا من غريب القرآن ، وحكي عنه أنه سئل عن قوله

__________________

(١) هو أحمد بن محمد بن إبراهيم ، تقدم في ١ / ٣٤٣.

(٢) في المخطوطة : (أبو الحسن).

(٣) أخرجه عبد الرزاق في التفسير عند تفسير سورة الماعون الحديث رقم (٣٤٤٣) ، وأخرجه ابن المنذر (ذكره السيوطي في الدرّ المنثور ٦ / ٤٠٠).

(٤) في المخطوطة : (كذلك).

(٥) انظر قوله في تفسير غريب القرآن ص : ٣٩٧ ـ ٣٩٨ وعزا هذا القول لأبي عبيدة ، وانظر قول أبي عبيدة في المجاز ٢ / ٢٠٤.

(٦) العبارة في المخطوطة [نظرت إليها].

(٧) وهو قول الفرّاء في معاني القرآن ٣ / ٣٢.

(٨) في مجاز القرآن ٢ / ٩٨.

(٩) هو ابن قتيبة ، وانظر قوله في تفسير الغريب : ٣٢٨ ـ ٣٢٩.

(١٠) ساقطة من المخطوطة.

(١١) في المخطوطة : (يهيب).

٣٩٨

تعالى : (شَغَفَها حُبًّا) (يوسف : ٣٠) فسكت وقال : هذا في القرآن ، ثم ذكر قولا لبعض العرب في جارية لقوم أرادوا بيعها : أتبيعونها وهي لكم شغاف! ولم يزد على هذا. ولهذا حثّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم على تعلّم إعراب القرآن وطلب معاني الغريب منه (١) واعلم أنّه ليس لغير العالم بحقائق اللغة وموضوعاتها تفسير شيء من كلام (٢) الله ، ولا يكفي في حقّه تعلّم اليسير منها ، فقد يكون اللفظ مشتركا وهو يعلم أحد المعنيين والمراد [المعنى] (٣) الآخر ، وهذا أبو بكر وعمر رضي‌الله‌عنهما من أفصح قريش ، «سئل أبو بكر عن (الأبّ) (عبس : ٣١) فقال أبو بكر : أيّ سماء تظلّني ، وأيّ أرض تقلّني إذا قلت في كلام الله ما لا أعلم (٤)»! و «قرأ عمر سورة «عبس» ، فلما بلغ (الأبّ) (الآية : ٣١) قال : الفاكهة قد عرفناها ، فما الأبّ؟ ثم قال : لعمرك يا ابن الخطّاب إن هذا لهو التكلّف (٥). وروي عنه أيضا أنه قال : (آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا) (آل عمران : ٧) ؛ وفي رواية قال : «فما الأبّ؟ (٦) [ثم قال : ما كلّفنا ، أو ما أمرنا بهذا» (٧).

وما ذاك بجهل منهما لمعنى «الأبّ» ؛ وإنما يحتمل والله أعلم أن (الأبّ)] (٦) من الألفاظ المشتركة في لغتهما أو في لغات ، فخشيا إن فسراه بمعنى من معانيه أن يكون المراد غيره ، ولهذا اختلف المفسرون في معنى «الأبّ» على سبعة أقوال ، فقيل : ما ترعاه البهائم ، وأما ما يأكله الآدميّ فالحصيد. والثاني : التبن خاصة. والثالث : كلّ ما نبت على وجه الأرض ، والرابع : ما سوى الفاكهة ، والخامس : الثمار [٤٤ / أ] الرطبة ، وفيه بعد ، لأنّ الفاكهة تدخل في

__________________

(١) تصحّفت في المطبوعة إلى : (العربية) ، أخرج الحاكم في المستدرك ٢ / ٢٣٩ وابن أبي شيبة والبيهقي في «الشعب» عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه». (كنز العمال ١ / ٦٠٧ ، الحديث (٢٧٨١).

(٢) في المخطوطة : (كتاب).

(٣) ساقطة من المخطوطة.

(٤) أخرجه أبو عبيد في الفضائل ق ٥٩ / أ(مخطوطة توبنجن) وأخرجه عبد بن حميد عن إبراهيم التميمي (ذكره السيوطي في الدرّ المنثور ٦ / ٣١٧).

(٥) أخرجه أبو عبيد في الفضائل ق ٥٩ / أ(مخطوطة توبنجن) والطبري في التفسير ٣٠ / ٣٨ ، ٣٩ ، والحاكم في المستدرك ٢ / ٥١٤ عند تفسير سورة عبس ، وأخرجه سعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في «شعب الإيمان» والخطيب (ذكره السيوطي في الدرّ المنثور ٦ / ٣١٧).

(٦) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(٧) الرواية أخرجها ابن مردويه عن أبي وائل أنّ عمر.. (ذكرها السيوطي في الدرّ المنثور ٦ / ٣١٧).

٣٩٩

الثمار الرطبة ؛ ولا يقال : أفردت للتفضيل ، إذ لو أريد ذلك لتأخر ذكرها نحو : (فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) (الرحمن : ٦٨) والسادس : أن رطب الثمار هو الفاكهة ويابسها هو الأبّ. والسابع أنه للأنعام كالفاكهة للناس.

ويحتمل قول عمر غير ما سبق وجهين : أحدهما أن يكون خفيّ عليه معناه وإن شهر ، كما خفي على ابن عباس معنى (فاطِرِ السَّماواتِ) (الأنعام : ١٤). والثاني [أراد] (١) تخويف غيره من التعرّض للتفسير بما لا يعلم ؛ كما كان يقول : «أقلّوا الرواية عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا شريككم» (٢) يريد الاحتراز ، فإن من احترز قلّت روايته.

__________________

(١) ساقطة من المطبوعة.

(٢) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ق : ٥ / ب (مخطوطة توبنجن) عن أبي حصين.

٤٠٠