البرهان في علوم القرآن - ج ١

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي

البرهان في علوم القرآن - ج ١

المؤلف:

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي


المحقق: الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي ، الشيخ جمال حمدي الذهبي ، الشيخ إبراهيم عبد الله الكردي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٦

(وأخذ عن الشيخ سراج الدين البلقيني ولازمه ، ولما ولي قضاء الشام استعار منه نسخته من الروضة مجلدا بعد مجلد فعلقها على الهوامش من الفوائد ، فهو أول من جمع حواشي الروضة للبلقيني وذلك في سنة (٧٦٩) وملكتها ـ الكلام للحافظ ابن حجر ـ بخطه...).

* ـ خادم الرافعي والروضة في الفروع. انظر خادم الشرح للرافعي والروضة للنووي.

١٢ ـ خادم «الشرح للرافعي» و «الروضة للنووي» (١) (في الفقه). قال ابن قاضي شهبة (٢) : (خادم الشرح والروضة ، وهو كتاب كبير ، فيه فوائد جليلة ، كتبه على أسلوب «التوسط» (٣) للأذرعي). ووصفه ابن حجر (٤) بقوله : (جمع «الخادم» على طريق «المهمات» (٥) ما استمدّ من «التوسّط» للأذرعي كثيرا ، لكنه شحنه بالفوائد الزوائد من «المطلب» (٦) وغيره) ووصفه في «إنباء الغمر» (٧) بقوله : (وخادم الرافعي في عشرين مجلدة) وذكر أن المؤلف اختصره في كتاب فقال : (ومختصر «الخادم» وسماه «تحرير الخادم» وقيل : «لب الخادم»). وذكره حاجي خليفة (٨) فقال : (ذكر في «بغية المستفيد»

__________________

(١) توجد منه أجزاء خطية بالمكتبة الأزهرية رقم : ٧٥٥ و ٥٦٧٧ وفي دار الكتب المصرية منه الأجزاء التالية ١ ـ ٣ ـ ٥ ـ ٦ ـ ٧ ـ ٨ ـ ٩ ـ ١٠ ـ ١١ ـ ١٢ ـ ١٤ ـ ١٥ برقم ٢١٦٠٢ ب و ٢٢٩٣١ ب و ٢٦٢٥١ ب و ٢٢٩٣١ ومنه صورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة (بروكلمان ١ / ٥٤٣ و ٢ / ٩٢).

(٢) طبقات الشافعية ٤ / ٣٢٠.

(٣) كتاب «التوسّط والفتح بين الروضة والشرح» للشيخ شهاب الدين أحمد بن حمدان الأذرعي (ت ٧٨٣ ه‍) ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون : ٩٣٠. ومنه نسخة خطية بدار الكتب المصرية رقم ٥٨ ـ فقه شافعي.

(٤) الدرر الكامنة : ٣ / ٣٩٧ ـ ٣٩٨.

(٥) كتاب «المهمات في شرح الرافعي والروضة» ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون : ١٩١٤ ، باسم «المهمات على الروضة» في فروع الشافعية للشيخ جمال الدين عبد الرحيم بن حسن الاسنوي (ت ٧٧٢ ه‍) منه نسخ خطية متعددة بدار الكتب المصرية رقم : ٢١١ و ٢٤٤ و ٢٤٥ و ٢٤٦ و ٢٤٧ و ٢٤٨ و ٢٤٩ و ٤١٠ و ٤٢٤ و ٤٢٦ و ٤٩٧ و ٤٩٨ و ١٤٥٠ ـ فقه شافعي.

(٦) كتاب «المطلب العالي في شرح وسيط الإمام الغزالي» لابن الرفعة ، نجم الدين أحمد بن محمد (ت ٧١٠ ه‍) ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون : ٢٠٠٨ ، ومنه نسخ خطية بدار الكتب المصرية رقم : ٢٧٩ ، و ٣٦٣ و ٤٢٩ و ١٤٤٧ و ١٥١٨ و ٤٤ م ـ فقه شافعي.

(٧) إنباء الغمر ٣ / ١٣٨ ـ ١٣٩.

(٨) كشف الظنون : ٦٩٨.

٢١

أنه أربعة عشر مجلدا كل منه خمسة وعشرون كراسة ، ثم إني رأيت المجلد الأول منها افتتح بقوله : الحمد لله الذي أمدّنا بإنعامه الخ... وذكر أنه شرح فيه مشكلات «الروضة» وفتح مقفلات «فتح العزيز» وهو على أسلوب «التوسط» للأذرعي. وأخذه جلال الدين السيوطي يختصر من الزكاة إلى آخر الحج ، ولم يتمه وسمّاه «تحصين الخادم»).

١٣ ـ خبايا الزوايا (١) (في الفقه) وصفه حاجي خليفة (٢) فقال : (ذكر فيه ما ذكره الرافعي والنووي في غير مظنتها من الأبواب ، فردّ كل شكل إلى شكله ، وكل فرع إلى أصله. واستدرك عليه الشريف عز الدين حمزة بن أحمد الحسيني الدمشقي الشافعي المتوفى سنة ٨٧٤ ه‍ وسمّاه «بقايا الخبايا». ولبدر الدين أبي السعادات محمد بن محمد البلقيني المتوفى سنة ٨٩٠ حاشية عليه).

١٤ ـ خلاصة الفنون الأربعة (٣). ويسمى أيضا : في خلاصة الفنون الأربعة.

١٥ ـ الديباج في توضيح المنهاج للنووي (٤). (في الفقه) وهو الشرح الصغير له ، اختصره من شرحه الكبير المسمّى «تكملة شرح المنهاج للإسنوي» المتقدّم ، قال ابن قاضي شهبة (٥) بعد أن ذكر «التكملة» : (ثم أكمله لنفسه ، ولكن الربع الأول منه عدم وهو مسودة) وذكر الحافظ ابن حجر (٦) أنه رآه بخطه ، ووصفه بقوله (وشرح المنهاج في عشرة مجلدات ، ومختصره في مجلدين وذكره حاجي خليفة في «كشف الظنون» (٧) فقال : (وقيل : له شرح آخر مسمّى بالديباج).

١٦ ـ الذهب الإبريز في تخريج أحاديث فتح العزيز (في الحديث) ويسميه ابن

__________________

(١) طبع بتحقيق عبد القادر خلف العاني ومراجعة عبد الستار أبو غدّة بوزارة الأوقاف الكويتية (أخبار التراث العربي ٢ / ٩ و ٥ / ٢٦).

(٢) كشف الظنون : ٦٩٩.

(٣) مخطوط في مكتبة برلين : ٥٣٢٠ (بروكلمان ٢ / ٩٢).

(٤) مخطوط بدار الكتب الظاهرية بدمشق : ٦٨ فقه شافعي ، ومنه نسختان بدار الكتب المصرية : ١٠٢ و ١١٣٧ فقه شافعي (بروكلمان ١ / ٤٩٧ و ٢ / ٩٢ ، والذيل ٢ / ١٠٨).

(٥) طبقات الشافعية ٤ / ٣٢٠ وتاريخه ١ / ٤٥٢.

(٦) إنباء الغمر ٣ / ١٤٠.

(٧) كشف الظنون : ١٨٧٤.

٢٢

قاضي شهبة (١) : (تخريج أحاديث الرافعي). ووصفه الحافظ ابن حجر (٢) فقال : (وخرج أحاديث الرافعي ومشى فيه على جمع ابن الملقن ، لكنه سلك طريق الزيلعي في سوق الأحاديث بأسانيد خرّجها ، فطال الكتاب بذلك) ووصفه في «إنباء الغمر» (٣) فقال : (تخريج أحاديث الرافعي في خمس مجلدات) وذكره الكتاني في «الرسالة المستطرفة».

١٧ ـ ربيع الغزلان (في الأدب) ، قال ابن قاضي شهبة (٤) : (وله مصنّفات أخر ، منها مصنف في الأدب سماه «ربيع الغزلان») وذكره حاجي خليفة (٥) باسم (رتيع الغزلان) ـ بالتاء المثناة.

١٨ ـ رسالة في الطاعون. ذكرها حاجي خليفة في «كشف الظنون» (٦).

* ـ رسالة في كلمات التوحيد. انظر «معنى لا إله إلا الله».

١٩ ـ زهر العريش في أحكام تحريم الحشيش (٧). ذكره حاجي خليفة في «كشف الظنون» (٨).

٢٠ ـ سلاسل الذهب (٩) (في أصول الفقه). ذكره السيوطي في «حسن المحاضرة» (١٠) وحاجي خليفة في «كشف الظنون» (١٠).

__________________

(١) طبقات الشافعية : ٤ / ٣٢٠.

(٢) الدرر الكامنة ٣ / ٣٩٨.

(٣) إنباء الغمر ٣ / ١٣٩ ، والرسالة المستطرفة : ١٩٠.

(٤) طبقات الشافعية ٤ / ٣٢٠ ، وتاريخه ١ / ٤٥٢.

(٥) كشف الظنون : ٨٣٤.

(٦) المصدر نفسه : ٨٧٦.

(٧) مخطوط في المكتبة البلدية بالاسكندرية رقم : ٣٨١٢ ، ودار الكتب المصرية رقم : ١٥٠ مجاميع ، وقولة رقم ٢٥ مجاميع وبرلين ٥٤٨٦ ، وجوته رقم ٢٠٩٦ (بروكلمان ٢ / ٩٢).

(٨) كشف الظنون : ٩٦٠.

(٩) حققه محمد المختار الأمين الشنقيطي كرسالة دكتوراه بالجامعة الإسلامية في المدينة المنوّرة (أخبار التراث العربي ٢٣ / ٢٦ و ٣١ / ١٤) وحققه مأمون عبد القيوم كرسالة جامعية بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وحققته صفية أحمد خليفة كرسالة ماجستير بقسم الأصول بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر ١٤٠٧ ه‍ / ١٩٨٧ م (أخبار التراث العربي ٣١ / ١٤).

(١٠) حسن المحاضرة ١ / ٤٣٧ ، وكشف الظنون : ٩٩٥.

٢٣

٢١ ـ شرح الأربعين النووية (في الحديث) ، ذكره الحافظ ابن حجر (١) فقال : (رأيت بخطّه شرح الأربعين النووية).

٢٢ ـ شرح البخاري. وهو الشرح الكبير له ، ذكره الحافظ ابن حجر في «الدرر الكامنة» (٢) فقال : (وشرع في شرح البخاري فتركه مسوّدة ، وقفت على بعضها ، ولخّص منه «التنقيح» في مجلد) ، وقال في «إنباء الغمر» (٢) : (وشرع في شرح كبير لخصه من شرح ابن الملقن ، وزاد فيه كثيرا ، ورأيت منه المجلد الأول بخطّه) وذكر حاجي خليفة في «كشف الظنون» (٢) الشرح الصغير المسمّى ب «التنقيح» وأغفل الشرح الكبير.

٢٣ ـ شرح البردة للبوصيري. المسمّاة بالكواكب الدرية في مدح خير البرية ، ذكره حاجي خليفة في «كشف الظنون» (٣) ، وبروكلمان.

* ـ شرح تلخيص المفتاح للسكاكي (في البلاغة) انظر تجلي الأفراح في شرح تلخيص المفتاح.

٢٤ ـ شرح التنبيه (٤) للشيرازي (٥) (في الفقه) ذكره السيوطي في «حسن المحاضرة» (٦) وحاجي خليفة في «كشف الظنون» (٦).

* ـ شرح الجامع الصحيح للبخاري. انظر شرح البخاري.

__________________

(١) إنباء الغمر ٣ / ١٤٠ والدرر الكامنة ٣ / ٣٩٨.

(٢) الدرر الكامنة ٣ / ٣٩٨ وإنباء الغمر ٣ / ١٣٩ ـ ١٤٠ ، وكشف الظنون : ٥٤٩.

(٣) كشف الظنون : ١٣٣٤ ويوجد منه نسخة خطية في بنكيبور ٢٣ / ٣٩ رقم ٢٥٣٤ (بروكلمان ٥ / ٩٠) ونسخة خطية في خدبخش بتنه رقم ١٧٥٦ (معجم ما ألّف عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٣٢٠).

(٤) «التنبيه» في فروع الشافعية للشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن علي الفقيه الشيرازي الشافعي (ت ٤٧٦ ه‍) قال حاجي خليفة في كشف الظنون ص ٤٨٩ : (وهو أحد الكتب الخمسة المشهورة المتداولة بين الشافعية وأكثرها تداولا كما صرّح به النووي في «تهذيبه»). وقد طبع الكتاب بعناية المستشرق جوينبول في ليدن ١٢٩٩ ه‍ / ١٨٧٩ م في (٥٩٨) ص ، وطبع بالمطبعة الميمنية بالقاهرة ١٣٢٩ ه‍ / ١٩١٠ م في (١٦٠) ص ، وفي مطبعة مصطفى الحلبي في القاهرة ١٣٧٠ ه‍ / ١٩٥١ م في (١٦٨) ص ، وفي مطبعة صبيح في القاهرة ١٣٩٦ ه‍ / ١٩٧٦ م ، وطبع بتصحيح عماد حيدر بعالم الكتب في بيروت ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م في (٢٨٦) ص.

(٥) مخطوط في برلين : ٤٤٦٦ وفي باتنا بالهند ١ / ٩١ (بروكلمان ١ / ٤٨٥ و ٢ / ٩٢).

(٦) حسن المحاضرة ١ / ٤٣٧ ، وكشف الظنون ٤٩١.

٢٤

* ـ شرح جمع الجوامع للسبكي. انظر تشنيف المسامع بجمع الجوامع.

* ـ شرح الكواكب الدرية في مدح خير البريّة للبوصيري. انظر شرح البردة.

* ـ شرح علوم الحديث لابن الصلاح (في مصطلح الحديث) انظر النكت على مقدمة ابن الصلاح.

* ـ شرح عمدة الأحكام (في أحاديث الأحكام) ، انظر النكت على عمدة الأحكام.

* ـ شرح المنهاج للسبكي (في أصول الفقه) انظر الديباج في توضيح المنهاج.

٢٥ ـ شرح الوجيز (١) للغزالي (٢) (في الفقه) ذكره حاجي خليفة في «كشف الظنون» (٣).

٢٦ ـ عقود الجمان وتذييل «وفيات الأعيان» لابن خلكان (٤) (في التراجم) قال حاجي خليفة في «كشف الظنون» (٥) في الكلام عن كتاب «وفيات الأعيان» : (والشيخ بدر الدين الزركشي ذيّله أيضا وسماه «عقود الجمان» وذكر كثيرا من رجال ابن خلكان) ويسميه الحافظ ابن حجر في «إنباء الغمر» (٦) ب : «نظم الجمان في محاسن أبناء الزمان».

٢٧ ـ الغرر السوافر فيما يحتاج إليه المسافر (٧) (في الفقه) وصفه حاجي خليفة

__________________

(١) «الوجيز» في الفقه الشافعي لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي (ت ٥٠٥ ه‍) قال في كشف الظنون ٢ / ٢٠٠٢ : (أخذه من «البسيط» و «الوسيط» له ، وزاد فيه أمورا ، وهو كتاب جليل عمدة في مذهب الشافعي ، وقد اعتنى به الأئمة) طبع بمطبعة شركة الكتب بالقاهرة ١٣١٨ ه‍ / ١٨٩٩ م ، وصوّر بالمكتبة الأزهرية في القاهرة ١٣٩٦ ه‍ / ١٩٧٦ م وبدار المعرفة في بيروت ١٣٩٩ ه‍ / ١٩٧٩ م.

(٢) مخطوط في المكتبة الظاهرية بدمشق : ٢٣٩٢.

(٣) كشف الظنون : ٢٠٠٣.

(٤) قال الزركلي في الأعلام ٦ / ٦١ : مخطوط في ٣٤ كراسا بمكتبة عارف حكمت في المدينة كما في «مذكرات الميمني».

(٥) كشف الظنون : ٢٠١٨.

(٦) إنباء الغمر ٣ / ١٤٠.

(٧) مخطوط في توبنجن بألمانيا رقم ٣٠ ، وفي برلين : ٦٥٣ (بروكلمان الذيل ٢ / ١٠٨) ومنه صورة ميكروفيلمية بمعهد المخطوطات بالقاهرة.

٢٥

في «كشف الظنون» (١) فقال : (مختصر على ثلاثة أبواب. أوّله : الحمد لله الذي جعل الأرض ذلولا نمشي... الخ الأول في مدلول السفر ، الثاني فيما يتعلق عند السفر ، الثالث في الآداب المتعلقة بالسفر).

* ـ غنية المحتاج في شرح المنهاج للنووي (في الفقه) انظر الديباج في توضيح المنهاج.

٢٨ ـ فتاوى (في الفقه) ذكرها الحافظ ابن حجر في «إنباء الغمر» (٢). وحاجي خليفة في «كشف الظنون».

٢٩ ـ فهرسة الزركشي. ذكره الزركلي في الأعلام.

* ـ الفوائد. كذا جاء ذكره في «إنباء الغمر» (٣) فقال : (والفوائد على الحروف وعلى الأبواب) ولعله كتاب «القواعد» وقد تصحّف في مطبوعة «إنباء الغمر» فليحرّر.

* ـ الفوائد المنثورة في الأحاديث المشهورة» (٤) انظر اللئالئ المنثورة.

٣٠ ـ في أحكام التمني (٥). ذكره بروكلمان.

* ـ في خلاصة الفنون الأربعة. انظر خلاصة الفنون الأربعة.

* ـ القواعد في الفروع (٦). انظر القواعد والزوائد.

٣١ ـ القواعد والزوائد (٧) (في قواعد وأصول الفقه) ويعرف أيضا ب «المنثور في ترتيب القواعد الفقهية» (٨). ذكره الحافظ ابن حجر في «إنباء الغمر» (٩) فقال : (والقواعد

__________________

(١) كشف الظنون : ١٢٠١.

(٢) إنباء الغمر ٣ / ١٤٠ وكشف الظنون : ١٢٢٣.

(٣) إنباء الغمر ٣ / ١٤٠.

(٤) ذكره بهذا الاسم الحافظ ابن حجر العسقلاني في إنباء الغمر ٣ / ١٤٠.

(٥) مخطوط في برلين : ٥٤١٠ (بروكلمان ٢ / ٩٢).

(٦) كذا جاء اسمه في كشف الظنون : ١٣٥٩.

(٧) مخطوط في دار الكتب المصرية برقمي : ٨٥٣ و ١١٠٣ ـ فقه شافعي وفي مكتبة الأزهر برقم : ١٥١ ـ أصول ، وفي الخزانة التيمورية رقم : ٢٣٠ ـ أصول ، وفي مكتبة برلين رقم ٤٦٠٥ ، وفي أحمد الثالث برقمي : ١٢٣٨ و ١٢٣٩ ، وفي غوته : ٩٧٨ / ٨٠ ، وفي مكتبة جامعة اوبسالا بالسويد : ١٧٧ وفي الموصل : ١١٢ ، وفي دمشق : ٥٩ (بروكلمان ٢ / ٩٢ والذيل ٢ / ١٠٨).

(٨) الأعلام للزركلي ٦ / ٦١.

(٩) إنباء الغمر ٣ / ١٤٠ ، وتصحّف الاسم فيه الى : الفوائد ، فليحرّر.

٢٦

على الحروف وعلى الأبواب) وحاجي خليفة في «كشف الظنون» (١) فقال : (رتبها على حروف المعجم ، شرحها سراج الدين عمر العبادي في مجلدين واختصر الشيخ عبد الوهاب بن أحمد الشعراني (ت ٩٧٣ ه‍) الأصل (٢) كما ذكره في «مننه»).

* ـ القواعد والضوابط في الفقه. انظر القواعد والزوائد.

٣٢ ـ كشف المعاني في الكلام على قوله تعالى (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ) الآية (يوسف : ٢٢). ذكره حاجي خليفة (٣).

٣٣ ـ اللئالئ المنتثرة في الأحاديث المشتهرة (٤). ويسميه الحافظ ابن حجر في «إنباء الغمر» (٥) ب «الفوائد المنثورة في الأحاديث المشهورة».

٣٤ ـ لب الخادم (في الفقه). وهو مختصر من كتابه «خادم الشرح للرافعي والروضة للنووي» ذكره الحافظ ابن حجر (٦) فقال : (ومختصر الخادم وسماه تحرير الخادم وقيل : لبّ الخادم).

٣٥ ـ لقطة العجلان وبلّة الظمآن (٧). (في أصول الفقه) ذكرها حاجي خليفة (٨)

__________________

(١) كشف الظنون : ١٣٥٩.

(٢) قام إبراهيم شيخ إسحاق بتحقيق «مختصر قواعد الزركشي» للشعراني كرسالة ماجستير بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ١٤٠٦ ه‍ / ١٠٨٦ م (أخبار التراث العربي ٢٦ / ١٥).

(٣) كشف الظنون : ١٥٥٩.

(٤) حققه عبد الله بن محمد الدويغري كرسالة ماجستير بجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض باسم «اللئالئ المنثورة» (أخبار التراث العربي ٢ / ٢١ و ٨ / ٢٣) وحققه حمدي عبد المجيد السلفي في العراق (أخبار التراث العربي ٧ / ١٤) وحققه محمد عزيز شمس كرسالة ماجستير بجامعة أم القرى في مكة المكرمة ١٤٠٧ ه‍ / ١٩٨٧ م (أخبار التراث العربي ٧ / ١٥ و ٢٩ / ١٤) وطبع بتحقيق مصطفى عبد القادر عطا بدار الكتب العلمية في بيروت ١٤٠٦ ه‍ / ١٩٨٦ م في (٢٩٦) ص.

(٥) إنباء الغمر ٣ / ١٤٠.

(٦) المصدر نفسه.

(٧) طبع بتصحيح جمال الدين القاسمي بمطبعة والدة عباس في القاهرة ١٣٢٧ ه‍ / ١٩٠٩ م في (١٧٠) ص وطبع أيضا بدمشق.

(٨) كشف الظنون ١٥٥٩.

٢٧

وقال : (شرحها الشيخ زكريا بن محمد الأنصاري (ت ٩٢٦ ه‍) شرحا ممزوجا سماه : «فتح الرحمن» (١) أوله : الحمد لله فاتح أبواب العلوم... الخ).

٣٦ ـ ما لا يسع المكلّف جهله (٢). ذكره بروكلمان.

٣٧ ـ مجموعة الزركشي (٣) (في الفقه) ، ذكرها الزركلي في «الأعلام» ويمكن أن تكون «الفتاوى» المتقدمة الذكر.

٣٨ ـ مختصر قواعد العلائي (٤) (في الفقه). اختصر به «قواعد» الحافظ أبي سعيد خليل بن كيكلدي الدمشقي (ت ٧٦١ ه‍).

٣٩ ـ المعتبر في تخريج أحاديث المنهاج والمختصر (٥) ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني في «إنباء الغمر».

٤٠ ـ معنى لا إله إلا الله (٦). (في التوحيد) ويعرف أيضا ب «رسالة في كلمات التوحيد» (٧).

٤١ ـ مكاتبات (في الأدب) ذكرها ابن قاضي شهبة في «تاريخه» (٨).

* ـ المنثور في ترتيب القواعد الفقهية (في قواعد وأصول الفقه) ذكره بروكلمان والزركلي (٩) بهذا الاسم ، انظر «القواعد والزوائد».

__________________

(١) مخطوط بدار الكتب المصرية ، وفي دار الكتب الظاهرية بدمشق : ٥٨ (بروكلمان ، الذيل ٢ / ١٠٨).

(٢) مخطوط في مكتبة الاسكوريال رقم ٧٠٧ (بروكلمان ٢ / ٩٢).

(٣) منه نسخة خطية بهذا الاسم في دار الكتب المصرية رقم ٢٥٣ ـ فقه شافعي ، وانظر الأعلام ٦ / ٦١.

(٤) مخطوط في باريس رقم ١٠١٣ (بروكلمان ، الذيل ٢ / ١٠٨).

(٥) حقّقه حمدي عبد المجيد السلفي في الكويت ، وحقّقه عبد الرحيم محمد أحمد القشقري كرسالة دكتوراه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة سنة ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م. انظر نشرة (أخبار التراث العربي ٦ / ١٧ و ٢٣ / ٢٤).

(٦) طبع بتحقيق علي محيي الدين قره داغي بدار البشائر الإسلامية ١٤٠٨ ه‍ / ١٩٨٨ م.

(٧) ومنه نسخة خطية بهذا الاسم في المكتبة البلدية بالاسكندرية رقم ٧٢ ـ فنون متنوعة.

(٨) تاريخ ابن قاضي شهبة ١ / ٤٥٢.

(٩) تاريخ الأدب العربي ٢ / ٩١ ـ ٩٢ والأعلام ٦ / ٦١.

٢٨

٤٢ ـ نثر الدرر في أحاديث خير البشر (في الحديث) انفرد بذكره حاجي خليفة (١) ، ولسنا نعلم عنه شيئا. ولعله «اللئالئ المنتثرة» المتقدم.

٤٣ ـ نشر اللئالئ. ذكره حاجي خليفة (٢) وقال : (نشر اللئالئ للزركشي؟ مرتب على الأبواب) ولسنا نعلم عنه شيئا ولعله «القواعد والزوائد» المتقدم.

* ـ نظم الجمان في محاسن أبناء الزمان (في التراجم) انفرد بذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني في «إنباء الغمر» (٣) ولسنا نعلم عنه شيئا ، ولعله كتاب «عقود الجمان» المتقدم.

* ـ النكت على ابن الصلاح (في مصطلح الحديث) انظر النكت على مقدمة ابن الصلاح.

* ـ النكت على البخاري (في الحديث) وهو شرحه الصغير الذي اختصره من شرحه الكبير ذكره ابن قاضي شهبة (٤) وتبعه ابن العماد (٥) وقد تقدم باسم «التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح».

٤٤ ـ النكت على عمدة الأحكام (في الحديث) وهو شرح على كتاب «عمدة الأحكام» للحافظ عبد الغني المقدسي (ت ٦٠٠ ه‍) ذكره الحافظ ابن حجر (٦) فقال : (وله ـ نكت ـ على العمدة).

٤٥ ـ النكت على مقدمة ابن الصلاح (٧). (في مصطلح الحديث) ويعرف أيضا

__________________

(١) كشف الظنون ٢ / ١٩٢٧.

(٢) المصدر نفسه ٢ / ١٩٥٣.

(٣) إنباء الغمر ٣ / ١٤٠.

(٤) تاريخ ابن قاضي شهبة ١ / ٤٥٢ وطبقات الشافعية له ٤ / ٣٢٠.

(٥) شذرات الذهب ٦ / ٣٣٥.

(٦) إنباء الغمر ٣ / ١٤٠.

(٧) حققه زين العابدين بلا فريج كرسالة ماجستير بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ١٤٠٦ ه‍ / ١٩٨٦ م (أخبار التراث العربي ٢٥ / ١٦).

٢٩

بشرح مقدمة ابن الصلاح ذكره ابن حجر (١) والسيوطي والداودي وحاجي خليفة.

وفاته (٢)

توفي الزركشي في يوم الأحد ثالث رجب سنة (٧٩٤ ه‍) أربع وتسعين وسبعمائة بالقاهرة ، ودفن في القرافة الصغرى بالقرب من تربة الأمير بكتمر السّاقي (٣).

__________________

(١) إنباء الغمر ٣ / ١٤٠ وحسن المحاضرة ١ / ٤٣٧ وطبقات المفسرين للداودي ٢ / ١٦٣ وكشف الظنون ٢ / ١١٦٢.

(٢) السلوك للمقريزي ٣ / ٢ / ٧٧٩ وتاريخ ابن قاضي شهبة ١ / ٤٥١ ، وطبقات الشافعية له ٤ / ٣٢٠ والدرر الكامنة لابن حجر ٣ / ٣٩٨ ، وإنباء الغمر له ٣ / ١٤١.

(٣) كان من مماليك المظفر بيبرس. لطيفا بالناس يقضي حوائجهم ، جيد الطباع حسن الاخلاق ، توفي سنة ٧٣٦ ه‍ (الدرر الكامنة ١ / ٤٨٦).

٣٠

علوم القرآن (*)

تعريفه كفنّ ـ موضوعه ـ فائدته ـ تاريخه ـ أشهر ما دوّن فيه

تعريف علوم القرآن كفنّ ، وموضوعه وفائدته

لعلوم القرآن تعريفان : (أحدهما) يفيد ـ بمعناه الإضافي ـ العلوم الدينية المستنبطة من القرآن الكريم. (والثاني) يفيد المباحث المتعلّقة بالقرآن الكريم من ناحية نزوله ، وترتيبه ، وجمعه وكتابته ، وقراءته ، وتفسيره ، وإعجازه ، وناسخه ، ومنسوخه... ونحو ذلك ، والتعريف الثاني هو مقصودنا في هذه الدراسة.

أما التعريف الأول ـ بمعناه الإضافي ـ فقد كان شائعا عند السابقين ، ثم نقل بعد ذلك من المعنى الإضافي وجعل علما على الفن المدوّن ، وأصبح مدلوله بعد النقل غير مدلوله قبل النقل. ونذكر طائفة من أقوال المتقدمين بالتعريف الأول لنستدلّ على مفهومه الذي كان شائعا لديهم. نقل الزركشي في «البرهان» (١) عن القاضي أبي بكر بن العربي (ت ٥٤٤ ه‍) أنه ذكر في كتابه «قانون التأويل» (٢) : (إن علوم القرآن خمسون علما وأربعمائة وسبعة آلاف علم وسبعون ألف علم ، على عدد كلم القرآن ، مضروبة في أربعة. قال بعض السلف : إذ لكل كلمة ظاهر وباطن ، وحدّ ومقطع ؛ وهذا مطلق دون اعتبار تراكيبه وما بينها من روابط. وهذا ما لا يحصى ولا يعلمه إلا الله عزوجل.

قال : وأمّ علوم القرآن ثلاثة أقسام : توحيد وتذكير وأحكام.

__________________

(*) رجعنا في إعداد هذه الدراسة لكتاب «مناهل العرفان في علوم القرآن» للزرقاني ، «ومعجم الدراسات القرآنية» لابتسام الصفار ، وتاريخ التراث العربي لسزكين.

(١) البرهان في علوم القرآن ١ / ١٠٩.

(٢) كتاب «قانون التأويل» مخطوط بدار الكتب المصرية رقم ١٨٤ ـ تفسير ، ومنه صورة ميكروفيلمية بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة رقم ١٦٤ و ١٦٥ (بروكلمان ١ / ٤١٢ وفهرس معهد المخطوطات ص ٣٦).

٣١

فالتوحيد تدخل فيه معرفة المخلوقات ومعرفة الخالق بأسمائه وصفاته وأفعاله.

والتذكير ، ومنه الوعد والوعيد والجنة والنار ، وتصفية الظاهر والباطن.

والأحكام ؛ ومنها التكاليف كلّها وتبيين المنافع والمضارّ ، والأمر والنهي والندب.

فالأول : (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) (البقرة : ١٦٣) ، فيه التوحيد كلّه في الذات والصفات والأفعال.

والثاني : (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذاريات : ٥٥).

والثالث : (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ) (المائدة : ٤٩) ؛ ولذلك قيل في معنى قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) تعدل ثلث القرآن». يعني في الأجر ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، وقيل ثلثه في المعنى ؛ لأن القرآن ثلاثة أقسام كما ذكرنا. وهذه السورة اشتملت على التوحيد.

ولهذا المعنى صارت فاتحة الكتاب أمّ الكتاب ؛ لأن فيها الأقسام الثلاثة :

فأما التوحيد فمن أولها إلى قوله : (يَوْمِ الدِّينِ). وأما الأحكام ف (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ، وأما التذكير فمن قوله : (اهْدِنَا) إلى آخرها ؛ فصارت بهذا أمّا ؛ لأنه يتفرع عنها كل نبت.

وقيل : صارت أمّا لأنها مقدمة على القرآن بالقبلية ، والأم قبل البنت.

وقيل : سمّيت فاتحة لأنها تفتح أبواب الجنة على وجوه مذكورة في مواضعها.

ونقل عن أبي الحكم بن برّجان (١) أنه قال في كتابه «الإرشاد» : (وجملة القرآن تشتمل على ثلاثة علوم : علم أسماء الله تعالى وصفاته ، ثم علم النبوّة وبراهينها ، ثم علم التكليف والمحنة).

قال : (وقال غيره : القرآن يشتمل على أربعة أنواع من العلوم : أمر ، ونهي ، وخبر واستخبار. وقيل : ستّة بزيادة الوعد والوعيد).

__________________

(١) هو أبو الحكم عبد السلام بن عبد الرحمن اللخمي الإشبيلي الأندلسي ، من أئمة التفسير واللغة ت ٦٢٧ ه‍ (شذرات الذهب ٥ / ١٢٤) وكتابه «الإرشاد في تفسير القرآن» تفسير كبير في مجلدات ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون ١ / ٦٩.

٣٢

وقال محمد بن جرير الطبري : (يشتمل على ثلاثة أشياء : التوحيد ، والإخبار ، والديانات ، ولهذا قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن» وهذه السورة تشمل التوحيد كلّه).

وقال علي بن عيسى الرّماني : (القرآن يشتمل على ثلاثين شيئا : الإعلام والتنبيه ، والأمر ، والنهي ، والوعيد ، ووصف الجنّة ، والنار ، وتعليم الإقرار باسم الله ، وصفاته ، وأفعاله ، وتعليم الاعتراف بإنعامه ، والاحتجاج على المخالفين ، والردّ على الملحدين ، والبيان عن الرغبة والرهبة ، الخير والشر ، والحسن ، والقبيح ، ونعت الحكمة ، وفضل المعرفة ، ومدح الأبرار ، وذم الفجّار ، والتسليم ، والتحسين ، والتوكيد والتفريع ، والبيان عن ذم الاخلاف ، وشرف الأداء). قال الزركشي : (قال القاضي أبو المعالي عزيزي (١) : وعلى التحقيق أن تلك الثلاثة التي قالها محمد بن جرير تشمل هذه كلها بل أضعافها ، فإن القرآن لا يستدرك ، ولا تحصى غرائبه وعجائبه ، قال تعالى : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاَّ هُوَ) (الأنعام : ٥٩).

هذا هو التعريف الذي كان شائعا عند العلماء لعلوم القرآن ، وقد تغيّر مدلوله ـ كما أشرنا سابقا ـ ليطلق فيما بعد على المباحث المتعلقة بالقرآن الكريم ، وجمعها تحت اسم فن واحد هو : «علوم القرآن».

وقد بدأ هذا التعريف بالظهور مع بروز المحاولات الأولى لجمع «علوم القرآن» ، حين جمع ابن الجوزي (ت ٥٩٧ ه‍) في كتابه «فنون الأفنان» تسعة أنواع منها ، وجمع أبو شامة المقدسي (ت ٦٦٥ ه‍) في كتابه «المرشد الوجيز» أربعة أنواع ، وجمع الزركشي في كتابه «البرهان» سبعة وأربعين نوعا ، وجمع القاضي جلال الدين ، عبد الرحمن بن عمر بن رسلان الكناني المصري (ت ٨٢٤ ه‍) في كتابه «مواقع العلوم من مواقع النجوم» خمسين نوعا (٢). وجمع الحافظ جلال الدين السيوطي (ت ٩١١ ه‍) في

__________________

(١) هو عزيزي بن عبد الملك الفقيه الشافعي المعروف بشيذلة ، صاحب كتاب «البرهان في مشكلات القرآن» ت ٤٩٤ ه‍ (شذرات الذهب ٣ / ٤٠١).

(٢) الإتقان ١ / ٤ ـ ٦.

٣٣

كتابه «التحبير في علوم التفسير» مائة ونوعين (١) ، وفي كتابه «الإتقان في علوم القرآن» ثمانين نوعا...

وموضوعه القرآن الكريم من أية ناحية من النواحي المذكورة في التعريف. بخلاف «علوم القرآن» بالمعنى الإضافي. فإن موضوعه هو مجموع موضوعات تلك العلوم المنضوية تحت لوائه.

وموضوع كل واحد منها هو القرآن الكريم من ناحية واحدة من تلك النواحي. فعلم القراءات مثلا موضوعه القرآن الكريم من ناحية لفظه وأدائه ، وعلم التفسير موضوعه القرآن الكريم من ناحية شرحه ومعناه ، وهلمّ جرّا.

وفائدة هذا العلم ترجع إلى الثقافة العالية العامة في القرآن الكريم ، وإلى التسلح بالمعارف القيّمة فيه ، استعدادا لحسن الدفاع عن حمى الكتاب العزيز ، ثم إلى سهولة خوض غمار تفسير القرآن الكريم به كمفتاح للمفسرين ، فمثله من هذه الناحية كمثل علوم الحديث بالنسبة لمن أراد أن يدرس علم الحديث.

وقد صرّح السيوطي بذلك في خطبة كتابه «الإتقان» إذ قال : (ولقد كنت في زمان الطلب أتعجب من المتقدمين ، إذ لم يدونوا كتابا في أنواع علوم القرآن ، كما وضعوا ذلك بالنسبة إلى علم الحديث) ا ه. وذكر أنه جعله مقدمة لتفسيره الكبير فقال : (وقد جعلته مقدمة للتفسير الكبير الذي شرعت فيه وسميته بمجمع البحرين ومطلع البدرين).

وأشار أبو بكر الجزائري في «التبيان في علوم القرآن» ، إلى ذلك المعنى إذ وضع على طرّة كتابه الكلمة الآتية : (وهذا هو المقدّمة الصغرى من مقدمتي التفسير).

هذا ـ وإنما سمّي هذا العلم علوم القرآن ـ بالجمع دون الإفراد ـ للإشارة إلى أنه خلاصة علوم متنوعة ، باعتبار أن مباحثه المدوّنة تتصل اتصالا وثيقا بالعلوم الدينية والعلوم

__________________

(١) الإتقان ١ / ٧ ـ ١٠.

٣٤

العربية ، حتى أنك لتجد كل مبحث منها خليقا أن يسلك في عداد مسائل علم من تلك العلوم.

فنسبته إليها كنسبة الفرع إلى أصوله ، أو الدليل إلى مدلوله. وما أشبهه بباقة منسّقة من الورود والياسمين ، إزاء بستان حافل بألوان الزهور والرياحين.

تاريخ «علوم القرآن» ، نشأته وتطوره

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه يعرفون عن القرآن وعلومه ، ما عرف العلماء وفوق ما عرف العلماء من بعد ، ولكن معارفهم لم توضع على ذلك العهد كفنون مدوّنة ، ولم تجمع في كتب مؤلفة ، لأنهم لم تكن لهم حاجة إلى التدوين والتأليف.

أما الرسول ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ فلأنه كان يتلقّى الوحي عن الله وحده. والله تعالى كتب على نفسه الرحمة ، ليجمعنّه له في صدره ، وليطلقنّ لسانه بقراءته وترتيله ، وليميطنّ له اللثام عن معانيه وأسراره. اقرأ إن شئت قوله سبحانه : (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ* إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ* فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ* ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ) (القيامة : ١٦ ـ ١٩).

ثم بلّغ الرسول ما أنزل عليه لأصحابه ، وقرأه على الناس على مكث أي على مهل وتؤدة ، ليحسنوا أخذه ، ويحفظوا لفظه ، ويفهموا سرّه. ثم شرح الرسول لهم القرآن بقوله ، وبعمله ، وبتقريره ، وبخلقه ، أي بسنته الجامعة لأقواله وأفعاله ، وتقريراته ، وصفاته ، مصداقا لقوله سبحانه : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل : ٤٤). ولكن الصحابة وقتئذ كانوا عربا خلّصا ، متمتعين بجميع خصائص العروبة ومزاياها الكاملة من قوّة في الحافظة ، وذكاء في القريحة ، وتذوّق للبيان ؛ وتقدير للأساليب ، ووزن لما يسمعون بأدق المعايير ، حتى أدركوا من علوم القرآن ومن إعجازه بسليقتهم وصفاء فطرتهم ، ما لا نستطيع نحن أن ندركه مع زحمة العلوم ، وكثرة الفنون.

وكان الصحابة رضوان الله عليهم مع هذه الخصائص أميين ، وأدوات الكتابة لم تكن ميسورة لديهم ، والرسول نهاهم أن يكتبوا عنه شيئا غير القرآن وقال لهم أول العهد بنزول القرآن فيما رواه مسلم في «صحيحه» عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه : «لا

٣٥

تكتبوا عنّي ، ومن كتب عنّي غير القرآن فليمحه ، وحدّثوا عنّي ولا حرج ، ومن كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار» (١). وذلك مخافة أن يلتبس القرآن بغيره ، أو يختلط بالقرآن ما ليس منه ؛ ما دام الوحي نازلا بالقرآن. فلتلك الأسباب المتضافرة لم تكتب علوم القرآن ، كما لم يكتب الحديث الشريف ، ومضى الرعيل الأول على ذلك في عهد الشيخين أبي بكر وعمر. ولكن الصحابة كانوا مضرب الأمثال في نشر الإسلام وتعاليمه ، والقرآن وعلومه ، والسنة وتحريرها ، تلقينا لا تدوينا ، ومشافهة لا كتابة.

عهد التمهيد لتدوين علوم القرآن

ثم جاءت خلافة عثمان رضي‌الله‌عنه ، وقد اتّسعت رقعة الإسلام ، واختلط العرب الفاتحون بالأمم التي لا تعرف العربية ، وخيف أن تذوب خصائص العروبة من العرب من جراء هذا الفتح والاختلاط ، بل خيف على القرآن نفسه أن يختلف المسلمون فيه إن لم يجتمعوا على مصحف إمام ، فتكون فتنة في الأرض وفساد كبير ، لهذا أمر رضي‌الله‌عنه أن يجمع القرآن في مصحف إمام ، وأن تنسخ منه مصاحف يبعث بها إلى أقطار الإسلام ، وأن يحرق الناس كل ما عداها ولا يعتمدوا سواها ، كما يأتي تفصيله في مبحث جمع القرآن وكتابته.

وبهذا العمل وضع عثمان رضي‌الله‌عنه الأساس لما نسميه : «علم رسم القرآن» أو «علم الرسم العثماني».

ثم جاء عليّ رضي‌الله‌عنه فلاحظ العجمة تحيف على اللغة العربية ؛ وسمع ما أوجس منه خيفة على لسان العرب فأمر أبا الأسود الدؤلي أن يضع بعض قواعد لحماية لغة القرآن من هذا العبث والخلل ، وخطّ له الخطط وشرع له المنهج. وبذلك يمكننا أن نعتبر أن عليّا رضي‌الله‌عنه قد وضع الأساس لما نسميه : «علم النحو» ، ويتبعه «علم إعراب القرآن».

ثم انقضى عهد الخلافة الرشيدة ، وجاء عهد بني أمية ، وهمّة مشاهير الصحابة والتابعين متجهة إلى نشر علوم القرآن بالرواية والتلقين ، لا بالكتابة والتدوين. ولكن هذه

__________________

(١) مسلم ، الصحيح ٤ / ٢٢٩٨ ، كتاب الزهد والرقائق (٥٣) ، باب التثبت في الحديث ١٦ ، الحديث ٧٢ / ٣٠٠٤.

٣٦

الهمة في هذا النشر يصحّ أن نعتبرها تمهيدا لتدوينها. وعلى رأس من ضرب بسهم وفير في هذه الرواية : الأربعة الخلفاء ، وابن عباس ، وابن مسعود ، وزيد بن ثابت ، وأبو موسى الأشعري ، وعبد الله بن الزبير. وكلهم من الصحابة رضوان الله عليهم. وعلى رأس التابعين في تلك الرواية : مجاهد ، وعطاء ، وعكرمة ، وقتادة ، والحسن البصري ، وسعيد بن جبير ، وزيد بن أسلم بالمدينة ، وعنه أخذ ابنه عبد الرحمن ومالك بن أنس من تابعي التابعين ، رضي‌الله‌عنهم أجمعين. وهؤلاء جميعا يعتبرون واضعو الأساس لما يسمى «علم التفسير» ، و «علم أسباب النزول» ، و «علم الناسخ والمنسوخ» ، و «علم غريب القرآن» ، ونحو ذلك.

عهد التدوين لعلوم القرآن بالمعنى الإضافي

ثم جاء عصر التدوين ، فألفت كتب في أنواع علوم القرآن ، كل علم منها على حدة ، واتجهت الهمم قبل كل شيء إلى التفسير (١) ، باعتباره أمّ العلوم القرآنية لما فيه من التعرّض لها ، في كثير من المناسبات عند شرح الكتاب العزيز.

اختص عدد من الصحابة بفقه القرآن وعلم تفسيره ، وقد نقلت كتب الأحاديث روايات كثيرة منسوبة إلى الخلفاء الراشدين وكثير من الصحابة في تفسير بعض الآيات سماعا عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقد وصف الإمام عليّ بأنه أقرأ من حفظ القرآن وأنه ما في الأرض أعلم منه لكتاب الله ولن نقف عند الجيل الأول من الصحابة كلّه إنما نكتفي بذكر الصحابي ابن عباس الذي ترأس فيما بعد مدرسة من كبار التابعين الذين تتلمذوا عليه وأخذوا عنه.

ولابن عباس تفسير مشهور شرحه الفيروزآبادي (ت ٨١٧ ه‍) باسم «تنوير المقباس من تفسير ابن عباس» ولكنه يبدو مختصرا فيما ينقل عنه مقارنة بالروايات المنسوبة إليه في كتب التفاسير الأخرى ـ مع ما في بعضها من وضع أو زيادة ـ فإننا نستطيع أن نجد تفسيره مبثوثا في كتب التفاسير المتأخرة «كتفسير الطبري» الذي ينقل روايات تلاميذه عنه. ويرى الأستاذ فؤاد سيزكين أنه من الممكن إعادة تكوين تفسير ابن

__________________

(١) انظر تاريخ التراث العربي لسزكين ١ / ١١٩ ، والتفسير والمفسّرون للذهبي ، وتاريخ التفسير للقيسي.

٣٧

عباس الذي أثنى عليه الإمام أحمد بن حنبل ، وذلك اعتمادا على حوالي ألف رواية عند الطبري وذلك في رواية علي بن أبي طلحة.

ومدرسة ابن عباس هذه تركت على أية حال رجالا أعلاما في التفسير مثل مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، وقد كتب كل منهم تفسيرا للقرآن (١).

وترك ابن مسعود مدرسة أخرى للتفسير في العراق ، كان من أشهر رجالها الأسود بن يزيد ، والحسن البصري ، وعامر الشعبي ونجد كتبا منسوبة إليهم في تفسير القرآن.

ولن نستمر في حديثنا عن مدارس التفسير ، فقد كتب عنها الكثير من الدراسات الغنية التي شملت تاريخه ورجاله ، واتجاهاته ومؤلفاته... ولكننا بدأنا كلامنا عنه باعتباره أم علوم القرآن الجامع لها وأولها ظهورا.

وننتقل من التفسير إلى العلوم والدراسات القرآنية الأخرى والتي يمكن أن تعدّ في جملتها ضمن باب التفسير الكبير ولكنها استقلت فيما بعد ، وأصبحت جزءا من الدراسات والعلوم القرآنية.

شمل التفسير بمعناه الواسع تتبع واستقصاء «غريب القرآن» ، و «معانيه» ، كما شمل «إعراب القرآن» ، و «لغته» ، والاهتمام «بنحوه» ، والذي تفرع عنه فيما بعد باب «إعراب القرآن»... كما أن الاهتمام بقراءة القرآن وتلاوته أوجد مدارس وقرّاء مشهورين ممن سنتحدث عنهم في موضوع «القراءات».

أما البحث عن معاني الآيات فإنه اقتضى أيضا معرفة سبب نزولها وتتبع آراء الصحابة بشأنها حيث قال الواحدي في «أسباب النزول» ص ٣ : (لا يمكن معرفة تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها).

ونستطيع أن نستخلص جملة كبيرة من المعارف المتعلقة بأسباب النزول من كتب التفسير ذاتها ؛ لأن المفسّر وهو ينقل روايات مختلفة الإسناد عن معاني الآيات ينقل معها آراء بعض الصحابة في سبب نزولها أو تسمية من شهد ظروف نزولها وأحكامها. ومع

__________________

(١) تاريخ التراث العربي ١ / ١١٩.

٣٨

ذلك فقد وجد من تحرج من القول بأسباب النزول خوفا من قبول رواية فيها ضعف أو طعن زيادة في الحرج الديني ، فابن سيرين المشهور بتعبير الرؤيا كان عالما بالدين وعلومه وفي نفس الوقت يحدثنا بأنه سأل عبيدة عن آية من القرآن فقال له : (اتق الله ، وقل سدادا ، فقد ذهب الذين يعلمون فيم أنزل القرآن).

هذا التشدد بقبول الروايات المتعلقة بظروف نزول الآيات الكريمة يشبه تشدد من تحرج عن تفسير القرآن الكريم خوفا من الوقوع بالغلط أو الوهم. ويبقى الجمهور الكبير من العلماء مستمرين بالبحث والدراسة والتتبع لمعارف عصرهم المتعلقة بالقرآن الكريم ، ومن بينها أسباب النزول معتمدين على معايير دقيقة هي نفس المعايير التي ترجح قبول رواية على غيرها في التفسير أو الحديث النبوي الشريف مما هو معلوم لدى الباحثين.

وقد أفرد العلماء الروايات المتعلقة بأسباب النزول بمؤلفات سجّلتها المصادر القديمة وقد طبع بعضها. وإذا كان الواحدي قد نال شهرة كبيرة بسبب كتابه «أسباب النزول» فإن مؤلفين كثيرين قد سبقوه في هذا الميدان إلا أنهم لم ينالوا شهرته ، ولم يصلوا شأوه ، لا لأنه فاقهم بمؤلفه المشهور علما ومعرفة بل لأن كتبهم لم تصل إليهم.

والاطلاع على الكتب المؤلفة في هذا الباب تفيدنا في معرفة بداية الكتابة في أسباب النزول وانها كانت منفصلة عن علم التفسير حيث بدأت في مرحلة مبكرة فنجد ابن النديم يشير إلى ان ابن عباس المتوفي سنة ٦٨ أو ٦٩ ه‍ له كتاب في نزول القرآن.

وبمثل هذه التسمية ينسب ابن النديم كتابا للحسن البصري (ت ١١٠ ه‍) ، وكتب ابن شهاب الزهري محمد بن مسلم (ت ١٢٤ ه‍) كتاب «تنزيل القرآن».

وفي القرن الثالث نجد للمدائني أبي الحسن علي بن محمد (ت ٢٢٨ ه‍) كتابا باسم «أسباب النزول» ، وكتب إبراهيم بن محمد بن عاصم بن سعد بن مسعود (ت ٢٨٣ ه‍) كتابا باسم «ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين علي».

ولم تصل إلينا في علم أسباب النزول مؤلفات لعلماء من القرن الرابع فإذا طلع القرن الخامس واجهتنا جملة منها مثل كتاب عبد الرحمن بن محمد بن فطيس المعروف بابن مطرف (ت ٤٠٢ ه‍) باسم «أسباب النزول».

٣٩

وفي مقدمة المؤلفات التي تطل علينا في هذا القرن يقف كتاب الواحدي (ت ٤٦٨ ه‍) «أسباب النزول». وقد اعتبر رائدا في هذا الباب لأنه كما قلنا سابقا أقدم المؤلفات التي وصلت إلينا مشتملة على شيء من التفصيل والمقارنة بين الروايات.

وفي القرن السادس يأتي كتاب ابن الجوزي عبد الرحمن (ت ٥٩٧ ه‍) باسم «أسباب النزول» أيضا ثم كتاب أبي عبد الله محمد بن أحمد الموصلي (ت ٦٥٦ ه‍) باسم «يتيمة الدرر في النزول وآيات السور» ، وتستمر سلسلة المؤلفات حتى تصل إلى ابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ ه‍) ، وقد ذكر السيوطي في «الإتقان» أسماء من ألّف في أسباب النزول. كما ساهم هو الآخر بكتاب ألفه باسم «لباب النقول في أسباب النزول».

هذه السلسلة من المؤلفات تبيّن قلة من خاض غمار هذا الموضوع إذا قارنّاها بالخضم الكبير لمؤلفات التفسير والقراءات. ولعل سبب ذلك هو طبيعة الموضوع نفسه ، واقتصاره على الروايات المنسوبة إلى الصحابة الذين شهدوا نزول القرآن ، وعرفوا أسباب النزول. فالتأليف فيه لا يتجاوز الموازنة والمقارنة بين الروايات ونقدها ، وتمييزها لترجيح سبب نزول آية على غيرها ، أو قبول سببين لنزول آية في آن واحد دون تجاوز ذلك إلى دراسة ذاتية أو اجتهاد ، ورأي ، لأن طبيعة الموضوع لا تتجاوز نقل الروايات ونقدها.

أما الدراسات البلاغية المتعلقة بالقرآن الكريم فقد انطلقت من فكرة إعجاز القرآن ، فقد نزل القرآن الكريم وفي العرب أفصح الفصحاء ، وأبلغ الخطباء ، وتحداهم على أن يأتوا بمثله فلم يقدروا كما قال تعالى : (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ) (الطور : ٣٤) وتحداهم الله تعالى : أن يأتوا بعشر سور منه في قوله تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ ، قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (*) ، فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ) (هود : ١٣ ـ ١٤) ثم تحداهم أن يأتوا بسورة في قوله تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ) (يونس : ٣٨). فلما عجزوا عن معارضته والإتيان بمثله على كثرة الخطباء والبلغاء فيهم ومع اعتدادهم بأنفسهم وعنادهم في معارضتهم للرسول الكريم لما عجزوا نادى عليهم القرآن الكريم بإظهار العجز فقال جل من قائل : (لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ

٤٠