البرهان في علوم القرآن - ج ١

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي

البرهان في علوم القرآن - ج ١

المؤلف:

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي


المحقق: الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي ، الشيخ جمال حمدي الذهبي ، الشيخ إبراهيم عبد الله الكردي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٦

أحدها : أنه نزل إلى سماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة ، ثم نزل بعد ذلك منجّما في عشرين سنة أو في ثلاث وعشرين ، أو خمس وعشرين ، على حسب الاختلاف في مدة إقامته بمكة بعد النبوّة.

والقول الثاني : أنه نزل إلى سماء الدنيا في عشرين ليلة قدر من عشرين سنة ، وقيل : في ثلاث وعشرين ليلة قدر من ثلاث وعشرين سنة وقيل : في خمس وعشرين ليلة قدر من خمس وعشرين سنة ، وفي كل ليلة ما يقدر الله سبحانه إنزاله في كلّ السنة ، ثم ينزل بعد ذلك منجّما في جميع السنة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

والقول الثالث : أنه ابتدئ إنزاله في ليلة القدر ، ثم نزل بعد ذلك منجّما في أوقات مختلفة من سائر الأوقات.

والقول الأول أشهر وأصح ، وإليه ذهب الأكثرون ؛ ويؤيده ما رواه الحاكم في «مستدركه» عن ابن عباس قال : «أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدّنيا في ليلة القدر ، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة» (١). قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين.

وأخرج النّسائيّ في «التفسير» (٢) من جهة حسّان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : «فصل القرآن من الذّكر [فوضع في] (٣) بيت العزّة (٤) [من السماء الدّنيا ، فجعل جبريل ينزل به على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم] (٤). وإسناده صحيح (٥) ، وحسّان هو ابن أبي الأشرس ، وثّقه النّسائيّ وغيره ،

__________________

١٣٥٥ ه‍ / ١٩٣٦ م ومنها : «التنزيل ووقت النزول» مقال لزهرة حسين أبو العلا في مجلة الإسلام ، س (٨) ، ع (٣٧) ، ١٣٥٨ ه‍ / ١٩٣٩ م ومنها : «الجواب الواضح المستقيم في كيفية إنزال القرآن الكريم» لمحمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل شيخ طبع بمطبعة الحكومة في مكة المكرمة عام ١٣٦٩ ه‍ / ١٩٤٩ م ومنها : «نزول الكتب المقدسة في رمضان» مقال للدسوقي حسن سلامة في مجلة الاسلام ، س (١١) ، ع (٨) ، ١٣٧١ ه‍ / ١٩٥٢ م ومنها : «كيف نزل القرآن منجّما وسبب ذلك» مقال لمحمود خليل الحصري في مجلة منبر الإسلام ، س (٢٥) ، ع (١٢) ، ١٣٨٧ ه‍ / ١٩٦٨ م ومنها : «نزول القرآن» مقال لمصطفى شريف العاني في مجلة الرسالة العراقية ، س (٢) ، ع (١٨) ، ١٣٨٩ ه‍ / ١٩٦٩ م.

(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ٢ / ٢٢٢ ، كتاب التفسير باب أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى السماء الدنيا ، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى كتاب فضائل القرآن وكتاب التفسير ، (ذكره المزّي في تحفة الأشراف ٥ / ١٣٣) وأخرجه الطبري في التفسير ٢ / ٨٥ ، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوّة ٧ / ١٣١ ، باب ما جاء في نزول القرآن.

(٢) تفسير النسائي ، سيأتي الكلام عنه في ٢ / ١٥٩.

(٣) في المخطوطة «إلى».

(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(٥) أخرجه من طريق حسان بن أبي الأشرس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما ، الطبري في التفسير

٣٢١

وبالثاني قال مقاتل (١) والإمام أبو عبد الله الحليميّ في «المنهاج» (٢) والماوردي في «تفسيره (٣)».

وبالثالث قال الشعبيّ (٤) وغيره.

واعلم أنه اتفق أهل السنة على أنّ كلام الله منزل ، واختلفوا في معنى الإنزال ، فقيل : معناه إظهار القرآن ، وقيل : إن الله أفهم كلامه جبريل وهو في السماء ، وهو عال من المكان وعلّمه قراءته ، ثم جبريل أدّاه في الأرض وهو يهبط في المكان.

والتنزيل (٥) له طريقان : أحدهما أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم انخلع (٦) [من صورة البشرية إلى صورة الملائكة وأخذه من جبريل] (٦) والثاني أن الملك انخلع الى البشرية حتى يأخذ الرسول منه ؛ والأول أصعب الحالين.

ونقل بعضهم عن السّمرقنديّ (٧) حكاية ثلاثة أقوال في المنزل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما هو :

__________________

٢ / ٨٤ ، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى كتاب فضائل القرآن (ذكره المزّي في تحفة الأشراف ٤ / ٤٠٩) ، وحسان بن أبي الأشرس المنذر بن عمار الكاهلي الأسدي ، روى عن سعيد بن جبير ، وروى عنه الأعمش ، ومنصور بن المعتمر ، روى له النسائي حديثا واحدا «فصل القرآن من الذّكر...» وقال ثقة... (ابن حجر ، تهذيب التهذيب ٢ / ٢٤٧).

(١) هو مقاتل بن سليمان بن كثير الأزدي الخراساني تقدمت ترجمته ص ٩٨.

(٢) هو الحسين بن الحسن بن محمد أبو عبد الله الحليمي العلامة البارع الشافعي رئيس أهل الحديث كان من أذكياء زمانه أخذ عن الأستاذ أبي بكر القفال ، وسمع أبا بكر محمد بن أحمد بن خنب ، وله عمل جيد في الحديث ، (الذهبي ، تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٣٠ ، وأما كتابه «المنهاج في شعب الإيمان» فقد طبع بدار الفكر في بيروت ١٣٩٩ ه‍ / ١٩٧٩ م ، وورد قوله فيه في كتاب الصيام ٢ / ٣٧٦.

(٣) هو علي بن محمد بن حبيب القاضي أبو الحسن الماوردي تقدم ذكره ص ٢٧٤. وأما تفسيره «النكت والعيون» فقد طبع في الكويت بتحقيق : خضر محمد خضر ونشرته وزارة الأوقاف ضمن أربعة أجزاء سنة ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٣ م وقام بتحقيق الجزء الأول منه محمد بن عبد الرحمن الشائع كمتطلبات رسالة دكتوراه بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض ، وقد ذكر قوله أبو شامة في المرشد الوجيز ص : ١٩.

(٤) هو عامر بن شراحيل تقدم ص ١٠١. نقل قوله أبو شامة في المرشد الوجيز : ٢١ ، عن أبي عبيد وإسناده لداود بن أبي هند قال : «قلت للشعبي...» ونقل عن الثعلبي في تفسيره حديث لابن عباس بهذا المعنى.

(٥) عبارة المخطوطة (وفي التنزيل).

(٦) اضطربت العبارة في المخطوطة على الشكل التالي «انخلع في صورة الملكية واحدة والثاني من جبريل».

(٧) هو نصر بن محمد بن إبراهيم ، أبو الليث السمرقندي الحنفي الفقيه المحدّث الزاهد ، روى عن محمد بن الفضل بن أنيف البخاري ، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الرحمن الترمذي وغيره وله تصانيف شهيرة منها «تنبيه الغافلين» توفي سنة ٣٧٥ ه‍ (الذهبي ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٢٢) وتفسيره مخطوط بمكتبة حليم

٣٢٢

أحدها : أنه اللفظ والمعنى ، وأن جبريل حفظ القرآن من اللّوح المحفوظ ونزل به.

وذكر بعضهم أن أحرف القرآن في اللّوح المحفوظ ؛ كلّ حرف منها بقدر جبل قاف ، وأن تحت كلّ حرف معان لا يحيط بها إلا الله عزوجل ، وهذا معنى قول الغزاليّ : «إن هذه الأحرف سترة لمعانيه».

والثاني : أنه إنما نزل جبريل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم [بالمعاني] (١) خاصة ، وأنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم علم تلك المعاني وعبّر (٢) عنها بلغة العرب ؛ وإنما [تمسّكوا] (١) بقوله تعالى : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلى قَلْبِكَ) (الشعراء : ١٩٣ ـ ١٩٤).

والثالث : أن جبريل صلى‌الله‌عليه‌وسلم إنما ألقى عليه المعنى ، وأنه (٣) عبّر بهذه الألفاظ بلغة العرب ، وأن أهل السماء يقرءونه بالعربية ، ثم [إنه] (٤) أنزل به كذلك بعد ذلك.

فإن قيل : ما السرّ في إنزاله جملة إلى السماء؟ قيل : فيه تفخيم لأمره ، وأمر من نزل عليه ؛ وذلك بإعلام (٥) سكان السموات السبع أن هذا آخر الكتب المنزلة على خاتم الرسل لأشرف الأمم ؛ ولقد صرفناه إليهم لينزله عليهم. ولو لا أنّ الحكمة الإلهية اقتضت نزوله منجّما بسبب الوقائع لأهبطه إلى الأرض جملة.

فإن قيل : في أيّ زمان نزل جملة إلى سماء الدنيا ؛ بعد ظهور نبوة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم أم قبلها؟

قلت : قال الشيخ أبو شامة : «الظاهر أنه قبلها ، وكلاهما محتمل ؛ فإن كان بعدها فوجه التفخيم منه ما ذكرناه ، وإن كان قبلها ففائدته أظهر وأكثر» (٦).

«فإن قلت : فقوله : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر : ١) ، من جملة القرآن [٣٢ / ب] الذي نزل جملة أم لا؟ فإن لم يكن منه فما نزل جملة؟ وإن كان منه فما وجه صحة هذه العبارة؟ قلت (٧) : ذكر فيه وجهين :

__________________

أوغلو علي باشا الملحقة بمكتبة ملت باسطنبول رقم ١٧ تقع في ٢٥٢ ورقة ومنه صورة ميكروفيلمية بدار الكتب القطرية رقم ٩ ، ومنه نسخة كاملة ، بالمكتبة الأزهرية ونسخة كاملة بدار الكتب المصرية ، ونسخة في المتحف البريطاني ص ٥٨ ، ونسخة بمكتبة جامعة برنستن رقم ١٢٥٨ ، ١٤٥ ب.

(١) ساقطة من المخطوطة.

(٢) في المخطوطة : (وعلم منها).

(٣) في المخطوطة : (وإنّما).

(٤) ساقطة من المخطوطة.

(٥) في المطبوعة : (بإعلان).

(٦) المرشد الوجيز ص : ٢٥.

(٧) القول للزركشي ، والحكاية عن أبي شامة.

٣٢٣

أحدهما : أن يكون معنى الكلام : ما حكمنا بإنزاله في القدر وقضائه وقدّرناه في الأزل ونحو ذلك.

الثاني : أن لفظه لفظ الماضي ومعناه الاستقبال ، أي ينزل جملة في ليلة مباركة هي ليلة القدر ، واختير لفظ الماضي ؛ إمّا لتحققه وكونه لا بدّ منه ؛ وإما لأنه حال اتصاله بالمنزل عليه يكون المضيّ في معناه محققا ؛ لأن نزوله منجّما كان بعد نزوله جملة».

«فإن قلت : ما السرّ في نزوله إلى الأرض منجما؟ وهلاّ نزل جملة كسائر الكتب؟ قلت : هذا سؤال قد تولّى الله سبحانه جوابه ؛ فقال تعالى : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً) (الفرقان : ٣٢) ، يعنون : كما أنزل على من قبله من الرسل. فأجابهم الله [سبحانه] (١) بقوله : [(كَذلِكَ) ، أي] (٢) أنزلناه كذلك مفرقا (لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ) (الفرقان : ٣٢) أي لنقوّي به قلبك ؛ فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى للقلب ، وأشدّ عناية بالمرسل إليه ؛ ويستلزم ذلك كثرة نزول الملك إليه ، وتجديد العهد به وبما معه من الرسالة الواردة من ذلك الجانب العزيز ، فحدث له من السرور ما تقصر عنه العبارة ؛ ولهذا كان أجود ما يكون في رمضان لكثرة نزول جبريل عليه‌السلام».

«وقيل : معنى (لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ) لتحفظه ، فإنه عليه‌السلام كان أميّا لا يقرأ ولا يكتب ؛ ففرّق عليه لييسّر (٣) عليه حفظه ؛ بخلاف غيره من الأنبياء ؛ فإنه كان كاتبا قارئا فيمكنه حفظ الجميع إذا نزل جملة».

«فإن قلت : كان في القدرة إذا نزل جملة أن يحفظه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم دفعة ، قلت : ليس كلّ ممكن لازم الوقوع ؛ وأيضا في القرآن أجوبة عن أسئلة ؛ فهو سبب من أسباب تفرق النزول ؛ ولأن بعضه منسوخ وبعضه ناسخ ، ولا يتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرقا» (٤).

وقال ابن فورك (٥) : «قيل أنزلت التوراة جملة ، لأنها نزلت على نبيّ يقرأ ويكتب وهو

__________________

(١) ساقطة من المطبوعة.

(٢) ساقطة من المخطوطة.

(٣) في المخطوطة : (ليثبت).

(٤) إلى هنا انتهى كلام أبي شامة في المرشد الوجيز : ٢٥ ـ ٢٩.

(٥) هو محمد بن الحسن بن فورك أبو بكر الأصبهاني ، صاحب التصانيف في الأصول والعلم بلغت مصنّفاته قريبا من مائة مصنّف وكان ذا زهد وعبادة وتوسع في الأدب والوعظ ، والنحو ، مات سنة ٤٠٦ ه‍ (الذهبي ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢١٥).

٣٢٤

موسى وأنزل القرآن مفرقا لأنه أنزل غير مكتوب على نبيّ أمّيّ. وقيل مما لم ينزل جملة واحدة أنّ منه الناسخ والمنسوخ ، ومنه ما هو جواب لمن يسأل عن أمور ، ومنه ما هو إنكار لما كان» انتهى.

وكان بين أول نزول القرآن وآخره عشرون أو ثلاث وعشرون أو خمس وعشرون سنة ؛ وهو مبنيّ على الخلاف في مدة إقامته صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكة بعد النبوة ؛ فقيل عشر ، وقيل ثلاث عشرة ، وقيل خمس عشرة. ولم يختلف في مدة إقامته بالمدينة أنها عشر. وكان كلّما أنزل عليه شيء من القرآن أمر بكتابته ويقول : في مفترقات الآيات «ضعوا هذه في سورة كذا (١)» ، وكان يعرضه جبريل في شهر رمضان كلّ عام مرّة ، وعام مات مرتين.

وفي «صحيح البخاري» : قال مسروق عن عائشة [عن فاطمة] (٢) رضي‌الله‌عنهما : «أسرّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إليّ : إن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة وإنه عارضني العام مرتين ، ولا أراه إلاّ حضور أجلي (٣)». وأسنده البخاريّ في مواضع. وقد كرر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الاعتكاف فاعتكف عشرين بعد أن كان يعتكف عشرا.

__________________

(١) من حديث لعثمان بن عفّان رضي‌الله‌عنه أخرجه أبو داود في السنن ١ / ٤٩٨ ، كتاب الصلاة (٢) ، باب من جهر بها (١٢٥) ، الحديث (٧٨٦) ، وأخرجه الترمذي في السنن ٥ / ٢٧٢ كتاب التفسير (٤٨) باب ومن سورة التوبة (١٠) الحديث (٣٠٨٦) وأخرجه النسائي في السنن الكبرى (١٣) ، كتاب فضائل القرآن (ذكره المزّي في تحفة الأشراف ٧ / ٢٦١) ، وأخرجه الطبري في التفسير ١ / ٣٤ ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٢ / ٢٢٢ ، كتاب التفسير ، باب وجه اقتران سورة الأنفال بالقراءة ، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٢ / ٤٢ كتاب الصلاة باب الدليل على أن ما جمعته مصاحف الصحابة رضي‌الله‌عنه كله قرآن.

(٢) ساقطة من المخطوطة.

(٣) أخرجه بأصله البخاري في الصحيح ٦ / ٦٢٧ ، كتاب المناقب (٦١) ، باب علامات النبوة في الإسلام (٢٥) ، الحديث (٣٦٢٣) ، وموضع الشاهد في ٩ / ٤٣ كتاب فضائل القرآن (٩٦) ، باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وأخرجه مسلم في الصحيح ٤ / ١٩٠٤ كتاب فضائل الصحابة (٤٤) باب فضائل فاطمة بنت النبي عليه الصلاة والسلام (١٥) ، الحديث (٩٨ / ٢٤٥٠).

٣٢٥

النوع الثالث عشر (١)

[تاريخ القرآن ، واختلاف المصاحف]

في بيان جمعه ومن حفظه من الصحابة رضي‌الله‌عنهم

روى البخاريّ في «صحيحه» عن زيد بن ثابت قال : «أرسل إليّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة ، فإذا عمر عنده ، فقال أبو بكر : إن عمر أتاني فقال : إن القتل قد استحرّ يوم اليمامة بقرّاء القرآن ؛ وإني أخشى أن يستحرّ القتل بالمواطن ، فيذهب كثير من القرآن ؛ وإنّي أرى أن تأمر بجمع القرآن. قلت لعمر : كيف نفعل [٣٣ / أ] شيئا لم يفعله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال

__________________

(١) للتوسع في هذا النوع انظر : مقدمة تفسير الطبري ١ / ٢٠ ، ومقدمة تفسير ابن عطية ١ / ٦٤ ، المرشد الوجيز لأبي شامة : ٤٨ ـ ٧٦ ، الباب الثاني في جمع الصحابة رضي‌الله‌عنهم القرآن وإيضاح ما فعله أبو بكر وعمر وعثمان. ومقدمة تفسير القرطبي ١ / ٤٩ والإتقان للسيوطي ١ / ١٦٤ ـ ١٨٣ ، النوع الثامن عشر في جمعه وترتيبه ، ومفتاح السعادة لطاش كبري زادة ٢ / ٣٥٦ ـ ٣٥٨ ، علم معرفة جمعه وترتيبه وأبجد العلوم للقنوجي ٢ / ٤٩٥ ، علم معرفة جمعه وترتيبه ، ومناهل العرفان للزرقاني ١ / ٢٣٢ ـ ٣٣١ المبحث الثامن في جمع القرآن الكريم وما يتعلق به ومباحث في علوم القرآن» للصالح : ٦٥ ـ ٨٩ الباب الثاني : تاريخ القرآن ومصاحف الأمصار وعظيم عناية هذه الأمة بالقرآن الكريم في جميع الأدوار ، مقال لمحمد زاهد الكوثري : نشر في «مجلة الإسلام» س (٧) ، ع (٢٥) ١٣٥٧ ه‍ / ١٩٣٨ م والمصاحف الكريمة في صدر الاسلام ، مقال لأسامة النقشبندي في «مجلة سومر» مج (١٢) ١٣٧٦ ه‍ / ١٩٥٦ م ، وما هو سبب اختلاف الأئمة في كتابة القرآن مقال لمحمد النواوي في «مجلة الإسلام» س (٤١) ع (٤٥) ١٣٩١ ه‍ / ١٩٧٢ م.

ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع : «تاريخ القرآن» للمروزي ، جعفر بن أحمد أبي العباس ، ت ٢٧٤ ه‍ (الفهرست : ١٦٧) ومنها : «تاريخ القرآن والمصاحف» لموسى جار الله روستوفدوني (؟) طبع في بطرسبورغ بالمطبعة الإسلامية عام ١٣٢٣ ه‍ / ١٩٣٤ م. مع عقيلة أتراب القصائد (سركيس : ٦٧٠) ومنها : «تاريخ القرآن» لأبي عبد الله ، عبد الكريم الزنجاني (؟) طبع بمط. لجنة التأليف والترجمة والنشر في القاهرة في ٨٣ صفحة ومنها : «عرض الأنوار المعروف بتاريخ القرآن» (باللغة الهندية) لعبد الصمد صارم. طبع بدلهي عام ١٣٥٩ ه‍ / ١٩٤٠ م (معجم مصنفات القرآن ٣ / ٢١٩) «تاريخ القرآن وغرائب رسمه وحكمه ، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي المكي (ت ١٣٨٠ ه‍) طبع في جدة ١٣٦٥ ه‍ / ١٩٤٥ م ، وأعيد طبعه بتصحيح علي محمد الضّباع بمطبعة مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة ١٣٧٣ ه‍ / ١٩٥٣ م في (٢٥٥) ص. ومنها : «تاريخ القرآن» لعبد الصبور شاهين ،

٣٢٦

عمر : والله إن هذا خير (١). فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ؛ وقد رأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد : وقال أبو بكر : إنك رجل شابّ عاقل لا أتّهمك ، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فتتبّع القرآن واجمعه. قال زيد : فو الله لو كلّفني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن ، قلت : كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال : هو والله خير ، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر ، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب (٢) واللّخاف (٣) وصدور

__________________

طبع بدار القلم في القاهرة ، عام ١٣٨٦ ه‍ / ١٩٦٦ م (معجم ما ألف عن رسول الله : ٧١) ومنها : «تاريخ القرآن» للمستشرقين : نولدكه ، وبرحشتراسر ، وبرتزل ، طبع في ليبزج عام ١٩٠٩ و ١٩٢٦ و ١٩٣٥ (معجم الدراسات القرآنية : ٣٥٧) ومنها : «جمع القرآن» لمحمد فريد حامد ، وهو بحث مقدم إلى جامعة الأزهر ، كلية أصول الدين عام ١٣٦٥ ه‍ / ١٩٤٥ م ومنها : «جمع القرآن» مقال لمحمد باقر الحكيم في مجلة الرسالة الإسلامية بالعراق ، س (٤) ، ع (٩) ، ١٣٩٠ ه‍ / ١٩٧٠ م «المصحف الشريف ، دراسة تاريخية فنية» لمحمد عبد العزيز مرزوق ، طبع بمطبعة المجمع العلمي العراقي ١٣٩٠ ه‍ / ١٩٧٠ م.

ومن الكتب المؤلفة في اختلاف المصاحف «اختلاف مصاحف الشام والحجاز والعراق» لعبد الله بن عامر بن يزيد اليحصبي ، ت ١١٨ ه‍ (الفهرست : ٣٩) «اختلاف مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة والبصرة» للكسائي ، علي بن حمزة. ت ١٨٩ ه‍ (الفهرست : ٦١) «اختلاف أهل الكوفة والبصرة والشام في المصاحف» للفراء ، أبي زكريا يحيى بن زياد ، ت ٢٠٧ ه‍ (الفهرست : ٦١) «اختلاف المصاحف وجامع القراءات» للمدائني ، أبي الحسن علي ، ت ٢٢٨ ه‍ (الفهرست : ٦١) «اختلاف المصاحف» لخلف بن هشام ، ت ٢٢٩ ه‍ (الفهرست : ٦١) «اختلاف المصاحف» لأبي حاتم السجستاني ، سهل بن محمد ت ٢٤٨ ه‍ (الفهرست : ٩٣) «غريب المصاحف» للوراق ، أبي بكر محمد بن عبد الله ، ت ٢٤٩ ه‍ (الفهرست : ٣٧) «كتاب المصاحف والهجاء» لمحمد بن عيسى الأصبهاني ، ت ٢٥٣ ه‍ (الفهرست : ٣٩) «كتاب المصاحف» أو «اختلاف المصاحف ، لعبد الله بن أبي داود السجستاني (ت ٣١٦ ه‍) طبع بتحقيق المستشرق جفري آرثر في ليدن ١٣٥٦ ه‍ / ١٩٣٧ م بالاشتراك مع المطبعة الرحمانية بالقاهرة ، وأعادت تنضيد حروفه من جديد دار الكتب العلمية ببيروت ١٤٠٦ ه‍ / ١٩٨٦ م «كتاب المصاحف» لابن الأنباري ، محمد بن القاسم بن بشار ، ت ٣٢٧ ه‍ (كشف الظنون ٢ / ١٧٠٢) ، «اللطائف في جمع هجاء المصاحف» لابن مقسم أبي محمد بن الحسن بن يعقوب ، ت ٣٥٤ ه‍ (معجم الأدباء ١٨ / ١٥٣) «كتاب المصاحف» لابن أشتة الأصبهاني أبي بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن أشتة اللوذري ، ت ٣٦٠ ه‍ (بغية الوعاة ١ / ١٤٢).

(١) عبارة المخطوطة : (إن هذا والله خير).

(٢) العسب ـ بضم العين والسين ـ جمع عسيب وهو جريد النخل ، كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض منه (ابن حجر ، فتح الباري ٩ / ١٤).

(٣) اللّخاف ـ بكسر اللام ثم خاء معجمة خفيفة ـ قال أبو داود الطيالسي في روايته هي الحجارة الرقاق ، وقال (البرهان ـ ج ١ ـ م ٢٢)

٣٢٧

الرجال ، حتى وجدت آخر التوبة (لَقَدْ جاءَكُمْ) (الآية : ١٢٨) مع أبي (١) خزيمة الأنصاريّ (٢) [الذي جعل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم شهادته بشهادة رجلين] (٢) ، لم أجدها مع أحد غيره فألحقتها في سورتها ، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ، ثم عند عمر حتى قبض ، ثم عند حفصة بنت عمر» (٣).

وفي رواية قال ابن شهاب : «وأخبرني خارجة بن زيد سمع زيد بن ثابت يقول : فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا (٤) المصحف ؛ قد كنت أسمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٥) يقرأ بها (٥)) ، لم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة الأنصاري (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) (الأحزاب : ٢٣) فألحقناها في سورتها. (٦) وخزيمة الأنصاري شهادته بشهادتين (٦)» (٧).

وقول زيد : «لم أجدها إلا مع خزيمة» ليس فيه إثبات القرآن بخبر الواحد ؛ لأن زيدا كان [قد] (٨) سمعها وعلم موضعها في سورة الأحزاب بتعليم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكذلك غيره من الصحابة ثم نسيها ، فلما سمع ذكره ، وتتبّعه للرجال كان للاستظهار ، لا لاستحداث العلم (٩).

وسيأتي أن الّذين كانوا يحفظون القرآن من الصحابة على عهد رسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم أربعة ؛ والمراد : أنّ هؤلاء كانوا اشتهروا به ، فقد ثبت أن غيرهم حفظه ، وثبت أن القرآن مجموعه محفوظ كلّه في صدور الرجال أيام حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مؤلفا على هذا التأليف ، إلاّ سورة براءة.

قال ابن عباس : «قلت لعثمان : ما حملكم أن عمدتم (١٠) إلى «الأنفال» وهي من

__________________

البخاري عن أحد شيوخه أنه فسّره بالخزف ، وهي الآنية التي تصنع من الطين المشوي. (ابن حجر ، فتح الباري ٩ / ١٤).

(١) كذا في المخطوطة والمطبوعة ، والصواب حذفها ، وهو الصحابي الجليل خزيمة بن ثابت الأنصاري وانظر فتح الباري ٦ / ٢١ و ٧ / ٣٥٦.

(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(٣) أخرجه البخاري في الصحيح ٦ / ٢١ ، كتاب الجهاد (٥٦) ، باب قول الله عزوجل : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ..) الآية (٢٣ : الأحزاب) (١٢) ، الحديث (٢٨٠٧).

(٤) في المخطوطة : «نسخت».

(٥) تصحّفت في المخطوطة : إلى (يقول).

(٦) اضطربت العبارة في المخطوطة كما يلي «وخزيمة الأنصاري هو الذي جعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم زيدا كان شهادته بشهادتين».

(٧) أخرجها البخاري في الصحيح ٧ / ٣٥٦ ، كتاب المغازي (٦٤) ، باب غزوة بدر (١٧) ، الحديث (٤٠٤٩).

(٨) ساقطة من المخطوطة.

(٩) في المخطوطة : (التعلم).

(١٠) في المخطوطة : (عهدتم).

٣٢٨

المثاني ، وإلى «براءة» وهي من المئين ؛ فقرنتم بينهما ، ولم تكتبوا بينهما سطر (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)؟ قال عثمان : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مما يأتي عليه الزمان وتنزل عليه السور ، وكان إذا نزل عليه شيء دعا بعض من كان يكتبه فقال : ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ، وكانت «الأنفال» من أوائل ما نزل من المدينة ، وكانت «براءة» من آخر القرآن ؛ وكانت [قصتها] (١) شبيهة بقصتها فقبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يبيّن لنا أنها منها ؛ فمن أجل ذلك قرنت بينهما ، ولم أكتب بينهما سطر (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، ثم كتبت (٢)» فثبت أنّ القرآن كان على هذا التأليف والجمع في زمن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وإنما [ترك] (٣) جمعه في مصحف واحد ؛ لأنّ النسخ كان يرد على بعض (٤) ، فلو جمعه ثم رفعت تلاوة بعض (٤) لأدّى إلى الاختلاف واختلاط الدين ، فحفظه الله في القلوب إلى انقضاء زمان النسخ ، ثمّ وفّق لجمعه الخلفاء الراشدون (٥).

واعلم أنه قد اشتهر أن عثمان هو أول من جمع المصاحف ؛ وليس كذلك لما بيّناه ، بل أول من جمعها في مصحف واحد الصدّيق ، ثم أمر عثمان حين خاف الاختلاف في القراءة بتحويله منها إلى المصاحف ؛ هكذا نقله (٦) البيهقي (٧).

قال : «وقد روينا عن زيد بن ثابت أنّ التأليف كان في زمن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وروينا عنه أن الجمع في المصحف كان في زمن أبي بكر [رضي‌الله‌عنه] (٨) والنسخ في المصاحف في زمن عثمان ، وكان ما يجمعون وينسخون معلوما لهم ، بما كان مثبتا في صدور الرجال ، وذلك كلّه بمشورة من (٩) حضره من الصحابة (٩) [٣٣ / ب] [وارتضاه (١٠)] عليّ بن أبي طالب ، وحمد أثره فيه».

__________________

(١) ساقطة من المخطوطة.

(٢) تقدم تخريج الحديث ص ٣٢٥.

(٣) ساقطة من المخطوطة.

(٤) في المخطوطة : (بعضه).

(٥) في المطبوعة : (الراشدين) وكلاهما محتمل.

(٦) في المخطوطة : (رواه).

(٧) انظر السنن الكبرى ٢ / ٤١ ـ ٤٢ ، باب الدليل على أن ما جمعته مصاحف الصحابة رضي‌الله‌عنهم كله قرآن وكتاب دلائل النبوة ٧ / ١٤٧ باب ما جاء في تأليف القرآن.

(٨) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.

(٩) عبارة المخطوطة : (من جماعة من علماء الصحابة).

(١٠) ساقطة من المخطوطة.

٣٢٩

وذكر غيره أنّ الذي استبدّ به عثمان جمع الناس على قراءة محصورة ، والمنع من غير ذلك ، قال القاضي أبو بكر في «الانتصار» (١) : «لم يقصد عثمان قصد أبي بكر في جمع نفس (٢) القرآن بين لوحين ؛ وإنما قصد جمعهم على القراءات الثابتة المعروفة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وإلغاء ما ليس كذلك ، وأخذهم بمصحف لا تقديم فيه ولا تأخير ، ولا تأويل أثبت مع تنزيل. ومنسوخ تلاوته كتب مع مثبت رسمه ومفروض قراءته (٣) وحفظه ، خشية دخول الفساد والشبهة على من يأتي بعد». انتهى (٤).

وقد روى البخاريّ في «صحيحه» عن أنس «أن حذيفة [بن اليمان] (٥) قدم على عثمان ، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق ، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة وقال لعثمان : أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى.

فأرسل عثمان إلى حفصة : أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردّها إليك ؛ فأرسلت بها إليه ، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعد بن أبي وقّاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف. قال عثمان للرهط القرشيّين الثلاثة : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش ؛ فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف ردّ عثمان الصّحف إلى حفصة. وأرسل في كل أفق بمصحف مما نسخوا ، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق» (٦).

وفي هذه إثبات ظاهر أنّ الصحابة جمعوا بين الدّفتين القرآن المنزّل من غير زيادة ولا نقص. والذي حملهم على جمعه ما جاء في الحديث أنّه كان مفرّقا في العسب واللّخاف وصدور الرجال ، فخافوا ذهاب بعضه بذهاب حفظته فجمعوه وكتبوه كما سمعوه من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من غير أن قدّموا شيئا أو أخّروا. وهذا الترتيب كان منه صلى‌الله‌عليه‌وسلم بتوقيف لهم على ذلك ؛ وأن هذه الآية عقب تلك الآية ، فثبت أن سعي الصحابة في جمعه في موضع واحد ، لا في ترتيب ؛ فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على هذا الترتيب الذي هو في مصاحفنا الآن ، أنزله الله جملة واحدة إلى سماء الدنيا كما قال الله تعالى : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)

__________________

(١) هو محمد بن الطيب أبو بكر الباقلاني تقدم ص ١١٧ وأما كتابه «الانتصار» فقد تقدم الكلام عنه ص ٢٧٨.

(٢) في المخطوطة : (يقرأ).

(٣) في المخطوطة : (ومفروضة قرآنه).

(٤) أورد قوله السيوطي في الإتقان ١ / ١٧١.

(٥) ساقطة من المخطوطة.

(٦) أخرجه البخاري في الصحيح ٩ / ١١ ، كتاب فضائل القرآن (٦٦) ، باب جمع القرآن (٣) ، الحديث (٤٩٨٧).

٣٣٠

(البقرة : ١٨٥) وقال تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر : ١) ، ثم كان ينزل مفرّقا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مدة حياته عند الحاجة ؛ كما قال تعالى : (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً) (الإسراء : ١٠٦) فترتيب النزول غير ترتيب التلاوة ؛ وكان هذا الاتفاق من الصحابة سببا لبقاء القرآن في الأمة ، ورحمة من الله على عباده ، وتسهيلا وتحقيقا لوعده بحفظه ؛ كما قال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (الحجر : ٩) وزال بذلك (١) الاختلاف ، واتفقت (١) الكلمة.

قال أبو عبد الرحمن السلميّ (٢) : «كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة ، كانوا يقرءون القراءة العامة ، وهي القراءة التي قرأها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣) على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه ، وكان زيد [قد] (٤) شهد العرضة الأخيرة ، وكان يقرئ الناس بها حتى مات ، ولذلك اعتمده الصديق في جمعه ، وولاّه عثمان كتبة المصحف».

وقال أبو الحسين بن فارس (٥) في «المسائل الخمس» : «جمع القرآن على ضربين : أحدهما تأليف السّور ، كتقديم السبع الطوال وتعقيبها بالمئين ؛ فهذا الضرب هو الذي تولته الصحابة وأما الجمع الآخر وهو جمع الآيات في السور فهو توقيفيّ تولاّه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقال الحاكم في المستدرك : «وقد روي حديث عبد الرحمن بن شماسة (٦) عن زيد بن ثابت قال : كنّا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نؤلّف [٣٤ / أ] القرآن من الرقاع... الحديث (٧) ، قال : وفيه البيان الواضح أن جمع القرآن لم يكن مرة واحدة ، فقد جمع بعضه بحضرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم

__________________

(١) في المخطوطة : (الخلاف واختلفت).

(٢) هو عبد الله بن حبيب بن ربيعة أبو عبد الرحمن السلمي الكوفي المقرئ التابعي ، روى عن عثمان وعلي وابن مسعود توفي سنة ٧٢ ه‍ (ابن حجر ، تهذيب التهذيب ٥ / ١٨٤) وانظر قوله في المرشد الوجيز ص : ٦٨.

(٣) في المخطوطة زيادة (كانوا يقرءون) في هذا الموضع.

(٤) ساقطة من المخطوطة.

(٥) هو أحمد بن فارس بن زكريا تقدم ذكره ص ١٩١ وذكر له كتاب «المسائل» السيوطي في بغية الوعاة ١ / ٣٥٢.

(٦) تصحّف الاسم في المطبوعة والمخطوطة إلى : (شماس) والتصويب ما أثبتناه من التهذيب ٦ / ١٩٥.

(٧) أخرجه الحاكم في المستدرك ٢ / ٢٢٩ كتاب التفسير ، باب جمع القرآن لم يكن مرة واحدة ، وأخرجه أحمد في المسند ٥ / ١٨٥ ، وأخرجه الترمذي في السنن ٥ / ٧٣٤ ، كتاب المناقب (٥٠) ، باب فضل الشأم واليمن (٧٥) ، الحديث (٣٩٥٤) ، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٧ / ١٤٧.

٣٣١

جمع بحضرة الصدّيق ؛ والجمع الثالث وهو ترتيب السّور كان في خلافة عثمان» (١).

وقال الإمام أبو عبد الله الحارث بن أسد المحاسبيّ (٢) في كتاب «فهم السنن» : «كتابة القرآن ليست محدثة فإنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يأمر بكتابته ، ولكنه كان مفرّقا في الرقاع والأكتاف والعسب ؛ وإنّما أمر الصّدّيق بنسخها من مكان إلى مكان [مجتمعا] (٣) ، وكان ذلك بمنزلة أوراق وجدت في بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فيها القرآن منتشر ، فجمعها جامع ، وربطها بخيط حتى لا يضيع منها شيء» (٤).

«فإن قيل : كيف وقعت الثقة بأصحاب الرقاع وصدور الرجال؟ قيل : لأنهم كانوا يبدون عن تأليف معجز ونظم معروف ، وقد شاهدوا تلاوته من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عشرين سنة ، فكان تزويد ما ليس منه مأمونا ؛ وإنما كان الخوف من ذهاب شيء من صحفه (٥)».

«فإن قيل : كيف لم يفعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذلك؟ قيل : لأن الله تعالى كان قد أمنه من النسيان بقوله : (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى * إِلاَّ ما شاءَ اللهُ) (الأعلى : ٦ و ٧) أن يرفع حكمه بالنسخ ، فحين وقع الخوف من نسيان الخلق حدث ما لم يكن ، فأحدث بضبطه ما لم يحتج إليه قبل ذلك».

«وفي قول زيد بن ثابت : «فجمعته من الرقاع والأكتاف وصدور الرجال» ما أوهم بعض الناس أن أحدا لم يجمع القرآن في عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ وأنّ من قال إنه جمع القرآن أبيّ بن كعب وزيد ليس بمحفوظ. وليس الأمر على ما أوهم ؛ وإنما طلب القرآن متفرقا ليعارض بالمجتمع عند من بقي ممّن جمع القرآن ليشترك الجميع في علم ما جمع فلا يغيب عن جمع القرآن أحد عنده منه شيء ، ولا يرتاب أحد فيما يودع المصحف ، ولا يشكو في أنّه جمع عن ملإ منهم».

«فأما قوله : «وجدت آخر براءة مع خزيمة بن ثابت ، ولم أجدها مع غيره» ؛ يعني

__________________

(١) المستدرك ٢ / ٢٢٨.

(٢) هو الحارث بن أسد أبو عبد الله المحاسبي ، كان عالما فهما وله مصنفات في أصول الديانات وكتب في الزهد ، ذكر أنه من أصحاب الشافعي توفي سنة ٢٤٣ ه‍ (ابن حجر ، تهذيب التهذيب ٢ / ١٣٤). لم نجد في كتب الحارث كتاب «فهم السنن» ولعله تصحف من «فهم القرآن» إذ سياق النقل عنه في القرآن ، وهو مطبوع بعنوان «رسالتا العقل وفهم القرآن» بتحقيق حسين القوتلي بيروت دار الفكر سنة ١٣٩١ ه‍ / ١٩٧١ م (معجم المنجد ٤ / ١٣٦).

(٣) ساقطة من المطبوعة.

(٤) ذكره السيوطي في الإتقان ١ / ١٦٨.

(٥) تصحّفت في المطبوعة إلى : (صحيحه).

٣٣٢

ممن كانوا (١) في طبقة خزيمة ممن لم يجمع القرآن».

«وأما أبيّ بن كعب ، وعبد الله بن مسعود ، ومعاذ بن جبل ؛ فبغير شكّ جمعوا القرآن ، والدلائل عليه متظاهرة ـ قال ـ ولهذا المعنى لم يجمعوا السنن في كتاب إذا لم يكن ضبطها كما ضبط القرآن ـ قال ـ ومن الدليل على ذلك أنّ تلك المصاحف التي كتب منها القرآن كانت عند الصدّيق لتكون إماما ولم تفارق الصدّيق في حياته ، ولا عمر أيامه. ثم كانت عند حفصة لا تمكّن منها ، ولما (٢) احتيج إلى جمع الناس على قراءة واحدة ، وقع الاختيار عليها (٣) في أيام عثمان ؛ فأخذ ذلك الإمام ، ونسخ في المصاحف التي بعث بها إلى الكوفة ، وكان الناس متروكين على قراءة ما يحفظون من قراءتهم المختلفة حتى خيف الفساد فجمعوا على القراءة التي نحن عليها. قال : والمشهور عند الناس أنّ جامع القرآن عثمان [رضي‌الله‌عنه] (٤) ، وليس كذلك ؛ إنما حمل عثمان الناس على القراءة بوجه واحد على اختيار وقع بينه وبين من شهده من المهاجرين والأنصار لما خشي الفتنة عند اختلاف أهل العراق والشام في حروف القراءات والقرآن. وأما قبل ذلك فقد كانت المصاحف بوجوه من القراءات المطلقات على الحروف السبعة (٥) التي أنزل بها القرآن ؛ فأمّا السابق إلى جمع الجملة فهو الصديق ؛ روي عن عليّ أنه قال : «رحم الله أبا بكر [الصديق] (٦) هو أول من جمع بين اللوحين» (٧) ، ولم يحتج الصحابة في أيام أبي بكر وعمر إلى جمعه على وجه ما جمعه عثمان ؛ لأنه لم يحدث في أيامهما من الخلاف فيه ما حدث في زمن عثمان ؛ ولقد وفّق لأمر عظيم ، ورفع الاختلاف [٣٤ / ب] وجمع الكلمة ، وأراح الأمة».

«وأما تعلق الروافض بأن عثمان أحرق المصاحف فإنه جهل منهم وعمّى ، فإنّ هذا من فضائله وعلمه ، فإنه أصلح ، ولمّ الشّعث ، وكان ذلك واجبا عليه ، ولو تركه لعصى (٨) لما فيه من التضييع ؛ وحاشاه من ذلك. وقولهم : إنه سبق إلى ذلك ممنوع لما بيّنّاه أنه كتب في زمن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في (٩) الرّقاع والأكتاف ؛ وأنه في زمن الصديق جمعه في حرف واحد».

__________________

(١) في المخطوطة «كان».

(٢) في المخطوطة : (ثم).

(٣) في المخطوطة : (على ذلك).

(٤) ساقطة من المخطوطة.

(٥) في المخطوطة : (المشتبهة).

(٦) ساقطة من المطبوعة.

(٧) أخرجه ابن أبي داود في المصاحف ص : ٥ ، باب جمع القرآن (جمع أبي بكر الصديق رضي‌الله‌عنه). في المخطوطة «في مصحف».

(٨) في المخطوطة : (لقضى).

(٩) في المخطوطة : (من).

٣٣٣

«قال : وأما قولهم : إنه أحرق المصاحف ؛ فإنه غير ثابت ، ولو ثبت لوجب حمله على أنه أحرق (١) مصاحف قد أودعت ما لا يحل قراءته».

«وفي الجملة إنه إمام عدل غير معاند ولا طاعن في التنزيل ، ولم يحرق إلاّ ما يجب إحراقه ، ولهذا لم ينكر عليه أحد ذلك ، بل رضوه وعدوّه من مناقبه ، حتى قال عليّ : «لو ولّيت ما ولي عثمان لعملت بالمصاحف ما عمل (٢)». انتهى ملخّصا.

فائدة

قال أبو عمرو الدانيّ في «المقنع» : «أكثر العلماء على أن عثمان لمّا كتب المصاحف جعله على أربع نسخ ؛ وبعث إلى كل ناحية واحدا ؛ الكوفة والبصرة والشام ، وترك واحدا عنده. وقد قيل : إنه جعله سبع نسخ ، وزاد : إلى مكة وإلى اليمن وإلى البحرين. قال : والأول أصحّ وعليه الأئمة (٣)».

فصل

في بيان من جمع القرآن حفظا

من الصحابة على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

حفظه في حياته جماعة من الصحابة ، وكلّ قطعة منه كان يحفظها جماعة كثيرة أقلهم بالغون حدّ التواتر ، وجاء في ذلك أخبار ثابتة في «الترمذي» و «المستدرك» وغيرهما من حديث ابن عباس قال : «كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السّور ذوات العدد ، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول : ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا (٤)» ، قال الترمذيّ : «هذا حديث حسن». وقال الحاكم : «صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه».

__________________

(١) في المخطوطة : (حرق).

(٢) أخرجه ابن أبي داود في المصاحف ص : ١٢ و ٢٢ ـ ٢٣ (باب اتفاق الناس مع عثمان على جمع المصحف وأخرجه البيهقي في السنن ٢ / ٤٢ كتاب التفسير ، باب الدليل على أن ما جمعته مصاحف الصحابة رضي‌الله‌عنهم كله قرآن.

(٣) المقنع ص : ٩ وسيأتي الكلام عن كتاب المقنع في ٢ / ٦.

(٤) تقدم تخريج الحديث ص ٣٢٥.

٣٣٤

وفي «البخاريّ» عن قتادة قال : «سألت أنس بن مالك : من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : أربعة كلّهم من الأنصار : أبيّ بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد (١)» (٢) [وفي رواية : «مات النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة أبو الدرداء ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد»] (٢). قال الحافظ البيهقي في كتاب «المدخل» : «الرواية الأولى أصحّ» ثم أسند عن ابن سيرين قال : «جمع القرآن على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أربعة لا يختلف فيهم : معاذ بن جبل ، وأبيّ بن كعب ، وزيد [بن ثابت] (٣) ، [وأبو زيد] (٤) واختلفوا في رجلين من ثلاثة : أبو الدرداء وعثمان ، وقيل : عثمان وتميم [الداريّ] (٥)».

وعن الشعبيّ : «جمعه ستة : أبيّ ، وزيد ، ومعاذ ، وأبو الدرداء ، وسعد بن عبيد ، وأبو زيد. ومجمّع بن [جارية] (٦) قد أخذه إلا سورتين أو ثلاثة» ـ قال ـ «ولم يجمعه أحد من الخلفاء من أصحاب محمد غير عثمان (٧)».

قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة (٨) : «وقد أشبع القاضي أبو بكر محمد بن الطيب في كتاب «الانتصار» الكلام في حملة القرآن في حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأقام الأدلّة على أنّهم كانوا

__________________

(١) أبو زيد هو أحد عمومة أنس بن مالك كما جاء في تتمة الحديث : «قلت لأنس : من أبو زيد؟ قال أحد عمومتي ، وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح عن علي بن المديني أن اسمه أوس ، وعن يحيى بن معين أنه ثابت بن زيد ، وفيه خلاف والحديث متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح ٧ / ١٢٧ بأصله ، كتاب مناقب الأنصار (٦٣) ، باب مناقب زيد بن ثابت رضي‌الله‌عنه (١٧) ، الحديث (٣٨١٠) وفي فضائل القرآن (٦٦) ، باب القرّاء من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٨) ، الحديث (٥٠٠٣) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ٤ / ١٩١٤ ، كتاب فضائل الصحابة (٤٤) ، باب من فضائل أبيّ بن كعب وجماعة من الأنصار رضي الله تعالى عنهم (٢٣) ، الحديث (١١٩ / ٢٤٦٥).

(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة ، والرواية أخرجها البخاري بلفظها في الصحيح ٩ / ٤٧ ، كتاب فضائل القرآن (٦٦) ، باب القرّاء من أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٨) ، الحديث (٥٠٠٤).

(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.

(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(٥) ساقطة من المخطوطة.

(٦) تصحّف الاسم في المخطوطة إلى «حارثة».

(٧) لم نجد قول البيهقي في القسم المطبوع من المدخل. وانظر المرشد الوجيز لأبي شامة ص : ٣٨ ، وفتح الباري لابن حجر ٩ / ٥٣.

(٨) المرشد الوجيز : ٣٨ ـ ٤٢.

٣٣٥

أضعاف هذه العدة المذكورة وأن العادة تحيل خلاف ذلك ؛ ويشهد لصحة ذلك كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة ؛ وذلك في أول خلافة أبي بكر ، وما في «الصحيحين» : قتل سبعون من الأنصار يوم بئر معونة ؛ كانوا يسمّون القراء (١)».

ثم أوّل القاضي الأحاديث السابقة بوجوه منها : اضطرابها ، وبيّن وجه الاضطراب في العدد وإن خرّجت في الصحيحين ، مع أنه ليس منها شيء مرفوع إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ومنها بتقرير سلامتها ؛ فالمعنى : لم يجمعه على جميع الأوجه والأحرف والقراءات التي نزل بها إلاّ أولئك النفر. ومنها أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته إلا تلك الجماعة. ومنها أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وأخذه من فيه [تلقّيا] (٢) غير تلك الجماعة ، وغير ذلك.

«قال المازري (٣) : وكيف يمكن الإحاطة بأنه لم يكمله سوى أربعة ، والصحابة [٣٥ / أ] [متفرقون] (٤) في البلاد ، وإن لم يكمله سوى أربعة فقد حفظ جميع أجزائه مئون لا يحصرون».

قال الشيخ (٥) : «وقد سمى الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام القرّاء من الصحابة في أول «كتاب القراءات» له ، فسمى عددا كثيرا».

قلت : وذكر الحافظ شمس الدين الذهبي في كتاب «معرفة القراء» (٦) ما يبين ذلك ، وأنّ هذا العدد هم الذين عرضوه على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واتصلت بنا أسانيدهم ، وأمّا من جمعه

__________________

(١) الحديث أخرجه البخاري في الصحيح ٧ / ٨٩ ، كتاب المغازي (٦٤) باب غزوة الرجيع (٢٨) ، الحديث (٤٠٩٠) ، عن أنس : «أن رعلا وذكوان وعصيّة استمدّوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم...

(٢) ساقطة من المخطوطة.

(٣) تصحّفت العبارة في المخطوطة والمطبوعة إلى «الماوردي» والتصويب «المازري» وهو ما أثبته أبو شامة في المرشد الوجيز : ص ٤٠ ، والسيوطي في الإتقان ١ / ١٩٩ ، والمازري هو محمد بن علي بن عمر بن محمد التميمي المازري المالكي كان أحد الأذكياء الموصوفين والأئمة المتبحرين ، وكان بصيرا بعلم الحديث من تصانيفه «المعلم بفوائد شرح مسلم» توفي سنة ٥٣٦ ه‍ (الذهبي ، سير أعلام النبلاء ٢٠ / ١٠٤).

(٤) ساقطة من المخطوطة.

(٥) أبو شامة في المرشد الوجيز : ٤٠.

(٦) معرفة القرّاء الكبار ١ / ٢٤ ـ ٤٢ في الطبقة الأولى الذين عرضوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٣٣٦

منهم ، ولم يتصل بنا فكثير فقال : ذكر الذين عرضوا على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم القرآن وهم سبعة : عثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ـ وقال الشعبي : لم يجمع القرآن أحد من الخلفاء الأربعة إلا عثمان ؛ ثم ردّ على الشعبيّ قوله : بأن عاصما قرأ على أبي عبد الرحمن السلميّ عن عليّ ، وأبيّ بن كعب وهو أقرأ من أبي بكر وقد قال : «يؤمّ القوم أقرؤهم لكتاب الله» (١) وهو مشكل [و] (٢) عبد الله بن مسعود ، [و] (٢) أبيّ ، [و] (٢) زيد بن ثابت ، [و] (٢) أبو موسى الأشعري ، [و] (٢) أبو الدرداء.

قال ، «وقد جمع القرآن غيرهم من الصحابة ، كمعاذ بن جبل ، وأبي زيد ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وعبد الله بن عمر ، وعقبة بن عامر ؛ ولكن لم تتصل بنا قراءتهم (٣) [فلهذا اقتصرت على هؤلاء السبعة] (٣) ، قال : «وقرأ على أبيّ جماعة من الصحابة ؛ منهم أبو هريرة ، وابن عباس ، وعبد الله بن السائب».

__________________

(١) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه ١ / ٤٦٥ ، كتاب المساجد (٥) ، باب من أحق بالإمامة (٥٣) ، الحديث (٢٩٠ / ٦٧٣) ، ووجه إشكاله قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حديث آخر «وليؤمكم أكبركم» أخرجه البخاري ٢ / ١١٠ ، كتاب الأذان (١١) ، باب من قال : ليؤذن في السفر (١٧) ، الحديث (٦٢٨) وأخرجه في سبعة مواضع أخرى من صحيحه.

(٢) ساقطة من المخطوطة.

(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.

٣٣٧

النوع الرابع عشر (١)

معرفة تقسيمه بحسب سوره

وترتيب السور والآيات وعددها

قال العلماء رضي‌الله‌عنهم : القرآن العزيز أربعة أقسام : الطول ، والمئون ، والمثاني ،

__________________

(١) للتوسع في هذا النوع انظر : فضائل القرآن لأبي عبيد ، ق ٦٢ / أ(مخطوطة توبنجن) ، والفهرست لابن النديم ص : ٤٠ ، الكتب المؤلفة في عدد آي القرآن ، ومقدمة المحرر الوجيز لابن عطية ١ / ٦٤ ، باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره ، وفنون الأفنان لابن الجوزي : ٢٣٣ ـ ٢٥٢ ومقدمة تفسير القرطبي ١ / ٥٩ ، والإتقان للسيوطي ١ / ١٨٤ ـ ١٩٩ ، النوع التاسع عشر : في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه ، ومفتاح السعادة لطاش كبري زادة ٢ / ٣٥٨ ، علم معرفة عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه ، وكشف الظنون ١ / ٤١٨ ، تعداد الآي ، وأبجد العلوم للقنوجي ٢ / ٥٠٠ ، علم معرفة عدد سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه ، ومناهل العرفان للزرقاني ١ / ٣٣١ ـ ٣٥٤ ، المبحث التاسع في ترتيب آيات القرآن وسوره ، والبرهان القويم في الحاجة إلى عدّ آي القرآن الكريم لأحمد أمين (مقال في مجلة المنار مج ٩ ، ع ٥ ، س ١٣٢٤ ه‍ / ١٩٠٦ م) و «ترتيب الآيات والسور» لعبد العظيم الغباشي (مقال في مجلة كلية الشريعة بجامعة بغداد ، ع ٢ ، عام ١٣٨٦ ه‍ / ١٩٦٦ م) و «سور القرآن في مصحف عثمان لعبد المتعال الصعيدي (مقال في مجلة الأزهر مج ١٨ ، ع ٦ ، ١٣٦٦ ه‍ / ١٩٤٦ م) ومعجم الدراسات القرآنية لابتسام الصفار ص : ٢٤ ، ومعجم مصنّفات القرآن لعلي شواخ ١ / ٢٥ ، ٧٣ ، آيات القرآن ، ومباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح : ٩٧ ـ ٩٨.

ومن الكتب المؤلفة في عدد الآي والسور : «كتاب العدد» لعطاء بن يسار الهلالي ، ت ١٠٣ ه‍ (الفهرست : ٤٠) «العدد» لخالد بن معدان ، ت ١٠٤ ه‍ (الفهرست : ٤٠) «العدد» للضحاك بن مزاحم الهلالي ، ت ١٠٥ ه‍ (سيزكين ١ / ١٨٧) «العدد» للحسن البصري ، ت ١١٠ ه‍ (ابن النديم : ٤٠ وسيزكين ١ / ١٤٨) «العدد في المدني الآخر» لإسماعيل بن كثير ـ كذا ذكره ابن النديم ص : ٤٠ ـ ولعله عبد الله بن كثير الداري. أحد القراء السبعة المتوفي سنة ١٢٠ ه‍ «العدد» لعاصم بن أبي الصباح الجحدري ، ت ١٢٨ ه‍ (ذكره ابن النديم : ٤٠ وسيزكين ١ / ١٤٨) «العدد» لأبي عمر الذماري ، يحيى بن الحارث الذماري ، ت ١٤٥ ه‍ (الفهرست : ٤٠ وغاية النهاية ٢ / ٣٦٧) «العدد» لحمزة بن حبيب الزيات ، ت ١٥٦ ه‍ (ذكره ابن النديم ص ٤٠) «عدد المدني الأول» و «العدد الثاني» كلاهما لنافع بن عبد الرحمن ، ت ١٦٩ ه‍ (ذكره ابن النديم ص ٤٠) «العدد» للكسائي ، علي بن حمزة ، ت ١٨٩ ه‍ (ذكره ابن النديم ص ٤٠ و ٧٢) «كتاب ابن عياش في عدد المديني الأول» لأبي بكر بن عياش المقرئ ، ت ١٩٣ ه‍ (الفهرست : ٤٠) «عدد آي القرآن»

٣٣٨

__________________

لأبي عبيد القاسم بن سلام ، ت ٢٢٤ ه‍ (ذكره ابن النديم ص ٧٨) «العدد» ويسمّى أيضا «كتاب حروف القرآن» لخلف بن هشام البزار أحد القراء العشرة المتوفي سنة ٢٢٩ ه‍ ، «كتاب في العدد» لابن رزين ، محمد بن عيسى بن إبراهيم الأصبهاني ، ت ٢٥٣ ه‍ (ذكره الذهبي في معرفة القراء ١ / ٢٢٣) ، «العدد» لأبي المعافي (ت؟) (ذكره ابن النديم ص ٤٠) «اختلاف العدد على مذهب أهل الشام وغيرهم» لوكيع : ت؟ (الفهرست : ٤٠) «العدد» للخزاعي ، ت؟ (الفهرست : ٤٠) «والعدد» لمحمد بن عيسى ت؟ (ذكره ابن النديم ص ٤٠) «عدد التمام» لابن مقسم ، أبي بكر محمد بن الحسن ، ت ٣٣٢ ه‍ (ذكره ابن النديم ص ٣٦) «عدد آي القرآن» للطبري الآملي ، عمر بن علي بن منصور أبي حفص (ت ٣٥١ ه‍) ، مخطوط في برلين ، مخطوطات شرقية (ـ ـ) ١٣٨٦ (ذكره سيزكين ١ / ١٦٩) «آيات القرآن» و «رءوس الآيات» و «اختلاف عدد السور» ثلاثتها للنيسابوري ، ، أحمد بن الحسين أبي بكر المقرئ ، ت ٣٨١ ه‍ (معجم الأدباء ٣ / ١٣) «عدد سور وآي القرآن» لابن غلبون ، أبي الطيب بن عبد المنعم (ت ٣٨٩ ه‍) مخطوط بليدن : ٦٧٥٧٠ ، ٤١٠ ، والاسكوريال ثان : ١٤٢٤ (بروكلمان ٤ / ٦) «عدد آي القرآن على مذهب أهل البصرة» للكيال ، أبي العباس البصري ، من علماء النصف الثاني من القرن الرابع الهجري ، مخطوط بمكتبة أبي الوفاء الخاصّة بحيدرآباد (ذكره سيزكين ١ / ١٦٧ ـ ١٦٨) «مختصر ابن عبد الكافي» ويسمى أيضا «عدّ الآي» لابن عبد الكافي ، عمر بن محمد ، أبي القاسم (ت ٤٠٠ ه‍) مخطوط بمكتبة جامعة الملك سعود ٢١٩٣ / ٥ ضمن مجموع الورقات ٧٠ ـ ١٣٧ (معجم مصنّفات القرآن ١ / ٥٦) ومنه مخطوط باسم «عدد سور القرآن ومعرفة آياته وكلماته وحروفه وأجزائه وسبب نزوله» في الأزهر : ٧١ (معجم الدراسات القرآنية : ٣٧٨) ومنه مخطوط باسم «مبين الآيات في عدد الآيات» بمكتبة الحرمين بمكة : ١٨١ (ذيل بروكلمان ١ / ٣٣٠) «اختلاف قرّاء الأمصار في عدد آي القرآن» للقيرواني ، أبي عبد الله محمد بن سفيان ، ت ٤١٥ ه‍ (فهرست ابن خير : ٣٨) «جزء فيه تعديل التجزئة بين الأئمة في شهر رمضان» لأبي محمد مكي بن أبي طالب ، ت ٤٣٧ ه‍ (فهرسة ابن خير : ٧٥) «البيان في عدّ آي القرآن» ويسمّى أيضا «البيان في اختلاف أئمة الأمصار واتفاقهم في عدد آي القرآن» و «جامع البيان في عدّ آي القرآن» لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني الأندلسي (ت ٤٤٤ ه‍) طبع في بغداد بتحقيق غانم قدوري أحمد عام ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م (أخبار التراث العربي ١٦ / ١٧) «نظم السور» لأبي العلاء المعري ، أحمد بن عبد الله بن سليمان ، ت ٤٤٩ ه‍ (كشف الظنون ٢ / ١٩٦٣) «المكي والمدني في القرآن ، واختلاف المكي والمدني في آية» للرعيني ، أبي عبد الله محمد بن شريح بن يوسف ، ت ٤٧٦ ه‍ (فهرسة ابن خير : ٣٩) «قصيدة في آي القرآن» لأبي الخطاب أحمد بن علي بن إبراهيم المقرئ البغدادي ، ت ٤٧٦ ه‍ (كشف الظنون ٢ / ١٣٤٢) «تعداد الآي» للطبري ، أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد ، ت ٤٧٨ ه‍ (كشف الظنون ١ / ٤١٨) «قطعة من منظومة في السور المتّفقة العدد» للسراج ، أبي محمد جعفر بن أحمد بن الحسين البغدادي (ت ٥٠٠ ه‍) مخطوط بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض : ٢٦٣٧ ضمن مجموع ١١٨ ـ ١٢٠ (معجم مصنّفات القرآن ١ / ٦٠) «حصر جميع الآي المختلف في عدّها بين أهل الأمصار المدينة ومكة والشام والبصرة والكوفة على ترتيب سور القرآن» لأبي الحسن شريح بن محمد المقرئ ، ت ٥٣٧ ه‍ (فهرسة ابن خير : ٣٩) «ناظمة الزهر» وهي منظومة رائية للشاطبي ، أبي محمد القاسم بن فيرة (ت ٥٩٠ ه‍) طبع بمطبعة الآستانة عام ١٣٢٨ ه‍ / ١٩١٠ م ، ولها شرح لموسى جار الله طبع في أورنبورغ عام ١٣٢٨ ه‍ / ١٩١٠ م «عدّ آي القرآن» للزواوي ، عبد السلام بن علي بن عمر بن سيد الناس ، ت ٦٨١ ه‍ (معرفة القرّاء للذهبي ٢ / ٦٧٧ و ٧٥٣)

٣٣٩

__________________

«عدد آي القرآن» للطبري ، أبي حفص عمر بن علي بن منصور ، من علماء النصف الثاني من القرن السابع (سيزكين ١ / ١٦٩) «البرهان في ترتيب سور القرآن» لأبي جعفر الغرناطي ، أحمد بن إبراهيم بن الزبير (ت ٧٠٨ ه‍) قام بتحقيقه محمد شعباني عام ١٤٠٦ ه‍ / ١٩٨٦ م ، بدار الحديث الحسنية بالرباط (أخبار التراث العربي ٢٥ / ٢١) «منظومة في ترتيب نزول القرآن العظيم» للديريني ، عز الدين عبد العزيز (ت ٦٩٤ ه‍) مخطوط في الخزانة التيمورية : ٣٥٢ مجاميع. «تحفة الطلاب في آيات الكتاب» للشيخ نجم الدين لعله نجم الدين الطوفي سليمان بن عبد القوي ت ٧١٦ ه‍ (كشف الظنون ١ / ٣٦٩) «حديقة الزهر في عدد آي السور» للجعبري ، برهان الدين إبراهيم بن عمر (ت ٧٣٢ ه‍) مخطوط بالظاهرية : ٢٨ ومنه نسخ باسم «عقد الدرر في عدّ آي السور» بالتيمورية : ٥٧١ ، ومعهد المخطوطات بالقاهرة : ٤٧ تفسير والفاتيكان ١٤٧٥ (٢) وهي منظومة دالية وللجعبري أيضا كتاب «حسن المدد في معرفة فن العدد» مخطوط في حميد : ١٨ (وانظر هدية العارفين ١ / ١٧) وكتاب «غاية البيان في معرفة مئات القرآن» وهو كتاب «عقد الدرر» المتقدم. (بروكلمان ، الذيل ٢ / ١٣٤) «العدد المعتبر في الأوجه بين السور» للعراقي زين الدين عبد الرحيم بن الحسين (ت ٨٠٦ ه‍) مخطوط في الأزهر : ٧ / ٦٧٣ (معجم الدراسات القرآنية : ٥١٥) «زهر الغرر في عدد آيات السور» أرجوزة للسلمي أبي جعفر أحمد بن أحمد بن أحمد بن عامر الأندلسي ت ٨٢٧ ه‍ (إيضاح المكنون ١ / ٦١٨) «نظم سور القرآن» للمكناسي ، عبد العزيز بن عبد الواحد (ت ٩٦٤ ه‍) مخطوط في الخزانة التيمورية : ٣٣٦ (فهرس التيمورية ٣ / ١٩٣) «ترتيب السور وتركيب الصور» للصديقي ، محمد بن محمد أبي الحسن بن محمد بن عبد الرحمن البكري ، أبو المكارم ، شمس الدين ، ت ٩٩٤ ه‍ (معجم مصنّفات القرآن ١ / ٤٠) «نظم جامعة الشتات في عدّ الفواصل والآيات» للجمل ، إبراهيم بن محمد أبي إسحاق ، ت ١١٠٧ ه‍ (معجم المؤلفين لكحالة ١ / ٩٠) «تحقيق البيان في عدّ آي القرآن» لمتولي محمد بن أحمد بن عبد الله (ت ١٣١٣ ه‍) مخطوط بالأزهر : ١٣١ ، حسونة ١٢٩٧٩ مجاميع وفي التيمورية : ٣٨٧ (معجم الدراسات القرآنية : ٣٦٩) ومنه نسخة بمكتبة جامعة الملك سعود : ٢٥٤٩ / ١ ضمن مجموع الأوراق ١ ـ ٧٢ (معجم مصنّفات القرآن ١ / ٣٨) وللمؤلف أيضا : «تحقيق البيان في المختلف فيه من آي القرآن» (منظومة) مخطوط بمكتبة جامعة الملك سعود : ٢٥٥٢ ونسخة أخرى برقم ٢٥٤٩ / ٢ ضمن مجموع الأوراق ٧٢ ـ ٧٩ (معجم مصنّفات القرآن ١ / ٣٩) «الوجيز في عدّ القرآن العزيز» لابن عياش ، شهاب الدين أحمد (؟) مخطوط في الأزهر (١٧٢) ٢٢٢٧٩ (معجم الدراسات القرآنية : ٣٨٤) ، «السقاية فيما ليس برأس آية» لابن عزوز التونسي ، محمد بن مكي بن مصطفى بن عزوز الحسني ، ت ١٣٣٤ ه‍ (إيضاح المكنون ٢ / ١٩) «عدد سور القرآن وعدّ الآي التي دخلها النسخ» لمجهول ، مخطوط بالامبروزيانا بميلانو : ٢٧٢. د (معجم الدراسات القرآنية : ٣٧٨) «عدد آي السور وكل عشر في القرآن» لجمال الدين أبي عبد الله محمد بن رجوان الفاسي (ت؟) مخطوط في الظاهرية : ٧٦٥٩ ضمن مجموع (معجم الدراسات القرآنية : ٣٧٨) ، «رسالة في الكلام على عدّ السور بربع القرآن» لمجهول ، مخطوط في صوفيا : ٨ ق. (معجم الدراسات القرآنية : ٣٧٥) «منظومة في عد آي القرآن» لأبي الحسن الانطاكي (؟) مخطوط في الخزانة التيمورية رقم ١١٥ (معجم الدراسات القرآنية : ٣٨٤) «عدد آيات القرآن» لشبيتالر (ت ١٩٣٥ م) (بروكلمان ١ / ١٤٢) «نفائس البيان بشرح الفرائد الحسان في عدّ آي القرآن» لعبد الفتاح القاضي ، طبع بمكتبة عيسى البابي الحلبي بالقاهرة في ٥٦ صفحة.

* ومن الكتب المؤلفة في الأجزاء والأحزاب والأرباع والأسباع والأعشار. «أعشار القرآن» أو «عواشر القرآن»

٣٤٠