البرهان في علوم القرآن - ج ١

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي

البرهان في علوم القرآن - ج ١

المؤلف:

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي


المحقق: الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي ، الشيخ جمال حمدي الذهبي ، الشيخ إبراهيم عبد الله الكردي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٦

قيل : وكل شيء في القرآن : (وَما أَدْراكَ) فقد أخبرنا به ، وما فيه : (وَما يُدْرِيكَ) فلم يخبرنا به ؛ حكاه البخاري رحمه‌الله في «تفسيره» (١) واستدرك بعضهم عليه موضعا ، وهو قوله [تعالى] (٢) : (٣) [(وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ) (الشورى : ١٧)] (٣).

وقيل : «الإنفاق» حيث وقع في القرآن فهو الصدقة ؛ إلا في قوله تعالى : (فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ مِثْلَ ما أَنْفَقُوا) (الممتحنة : ١١) ، فإن المراد به المهر ؛ وهي (٤) صدقة في الأصل ؛ تصدّق الله بها على النساء.

__________________

(١) «تفسير القرآن» للبخاري ، مخطوط في الإسكوريال أول (١٢٥٥) وجاء في إسكوريال ثاني (١٢٦٠) أن هذا الكتاب قطعة من تفسير مجهول مؤلفه ، على حين توجد نسخة من تفسير القرآن للبخاري في باريس أول ٢٤٢ ـ ٢٤٥ ، ويوجد تفسير سورتي الأنبياء والفتح في الجزائر أول ١٦٨٨ ، ٣ (بروكلمان ، تاريخ الأدب العربي بالعربية ٣ / ١٧٩).

(٢) ساقطة من المطبوعة.

(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(٤) في المطبوعة : (وهو).

٢٠١

النوع الخامس

علم المتشابه [اللفظي] (١)

وقد صنف فيه جماعة (٢) ،...

__________________

(١) أفرد المصنف رحمه‌الله هذا النوع لبيان المتشابه اللفظي في القرآن الكريم ، وهو إيراد القصة الواحدة في صور متعددة ، وقد أفرد المتشابه المعنوي المعروف «بالمحكم والمتشابه» في النوع السادس والثلاثين من الكتاب ٢ / ٦٨. ولصعوبة التمييز بين مصادر وكتب النوعين ـ لتعذر الوقوف عليها ـ فقد يلحظ القارئ تداخلا بينها ، وننصح القارئ الكريم الرجوع للنوعين ، هذا ما أدّى إليه اجتهادنا ، والله الموفق للتوسع في هذا النوع انظر : الفهرست لابن النديم ص ٣٩ ، الفن الثالث من المقالة الأولى : الكتب المؤلفة في متشابه القرآن. وفنون الأفنان لابن الجوزي ٣٧٦ ، أبواب المتشابه. والإتقان للسيوطي ٣ / ٣٣٩ ، النوع الثالث والستون ومفتاح السعادة لطاش كبري ٢ / ٤٨٢. علم معرفة الآيات المشتبهات. وكشف الظنون لحاجي خليفة ١ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤ علم الآيات المتشابهات وأبجد العلوم للقنوجي ٢ / ٤٧٨ ، علم متشابه القرآن ، و ٢ / ٤٩٢ علم معرفة الآيات المشتبهات وفهرس الخزانة التيمورية ص : ١٣ ـ ٣٤ ، ومعجم الدراسات القرآنية لابتسام الصفار ص ٦٠١ ـ ٦٠٥ ، متشابه القرآن. ومعجم مصنفات القرآن الكريم لعلي شواخ ٤ / ١٩١ ، متشابه القرآن. وانظر مقدمة كتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن للشيخ زكريا الأنصاري بقلم د. عبد السميع محمد أحمد حسنين.

(٢) ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع ـ سوى ما ذكره المصنف «التفسير في متشابه القرآن» لمقاتل بن سليمان البلخي (ت ١٥٠ ه‍) مخطوط في فيض الله : ٧٩ ، وطبقبوسراي : ٧٤ ، والعمومية : ٥٦١ ، وحميدية : ١٥٨ وضمّنه الملطي محمد بن عبد الرحمن أبو الحسن الطرائفي (ت ٣٧٧ ه‍) في كتابه «التنبيه والردّ على أهل الأهواء والبدع» مخطوط في الظاهرية توحيد عمومية : ٦٣ (بروكلمان ٤ / ١٠ و ٥٠) ولمقاتل في هذا المجال «وجوه حروف القرآن» قال سيزكين ١ / ٦١ وصل إلينا هذا الكتاب بتهذيب تلميذه أبي نصر بعنوان «الوجوه والنظائر في القرآن» مخطوط في بايزيد : ٥٦١. وقد طبع بتحقيق عبد الله محمود شحاتة بعنوان «الأشباه والنظائر في القرآن الكريم» عام ١٣٩٥ ه‍ / ١٩٧٥ م «متشابه القرآن» لنافع بن عبد الرحمن ت ١٦٩ ه‍ (ذكره ابن النديم في الفهرست : ٣٩) «متشابه القرآن والمصاحف» للكسائي. علي بن حمزة (ت ١٨٧ ه‍) مخطوط في جامع الشيخ إبراهيم باشا ١٣ / ١٢ ، ومنه صورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة : ٧٥ (سيزكين : ١ / ٢٢١) ، ومنه نسخ خطية باسم «المشتبهات في القرآن» في عمومية بايزيد : ٤٣٦ (بروكلمان ١ / ١٩٩) ومنه

٢٠٢

__________________

صورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة : ٢٤٠. «الرد على الملحدين في متشابه القرآن» لقطرب ، أبو علي ، محمد بن المستنير ، ت ٢٠٦ ه‍ (الفهرست : ٥٨) ، «تأويل متشابه القرآن» لبشر ابن المعتمر ، أبو سهل البغدادي ، ت ٢١٠ ه‍ (الفهرست : ٢٠٥) «متشابه القرآن» للحسن بن محبوب السراد ، أبو علي الشيعي الكوفي ت ٢٢٤ ه‍ (الفهرست : ٣٩) «متشابه القرآن» لخلف بن هشام البزار الأسدي ، أبو محمد ، ت ٢٢٩ ه‍ (الفهرست : ٣٩) «متشابه القرآن» لأبي هذيل العلاف ، محمد بن الهذيل ، ت ٢٣٥ ه‍ (الفهرست : ٣٩) «متشابه القرآن» للقطيعي ، أبو عبد الله محمد بن مهران ، ت ٢٣٥ ه‍ (الفهرست : ٣٩ وسيزكين ١ / ١٦٣) «متشابه القرآن» لأبي الفضل جعفر بن حرب ، ت ٢٣٦ ه‍ (الفهرست : ٣٩ و ٢١٣) «نظم القرآن» للجاحظ أبي عثمان عمرو بن بحر ، ت ٢٥٥ ه‍ (الفهرست : ٢١٠ والحيوان ١ / ٩) «تأويل مشكل القرآن» لابن قتيبة أبو محمد ، عبد الله بن مسلم (ت ٢٧٦ ه‍) طبع بتحقيق المستشرق ريتر عام ١٣٥٦ ه‍ / ١٩٤٥ م في القاهرة ، وطبع بتحقيق سيد صقر بدار إحياء الكتب في القاهرة عام ١٣٧٤ ه‍ / ١٩٥٤ م ، وأعاد تحقيقه بدار التراث في القاهرة عام ١٣٩٩ ه‍ / ١٩٧٩ م وله أيضا «المتشابه من القرآن والحديث» مخطوط في القاهرة أول ٧ / ٦٨٠ (بروكلمان ٢ / ٢٢٨) «نظم القرآن» لأبي حنيفة الدينوري أحمد بن داود ، ت ٢٨٢ ه‍ (معجم الأدباء ٣ / ٢٦) «توضيح المشكل في القرآن» لابن الحداد الغساني ، سعيد بن محمد بن صبيح (ت ٣٠٢ ه‍) منه قطعة مخطوطة في مسجد القيروان (معجم مصنّفات القرآن ٤ / ١٩٨) «متشابه القرآن» للجبائي ، أبو علي محمد بن عبد الوهاب ، ت ٣٠٣ ه‍ (الفهرست : ٣٩) «المتشابه» لابن الخلال ، القاضي أبي عمر أحمد بن محمد ، ت ٣١١ ه‍ (الفهرست : ٢٢٢ وبروكلمان ٣ / ٣١٣) «نظم القرآن» لابن أبي داود ، أبي بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني ، ت ٣١٦ ه‍ (الفهرست : ٢٨٨) «نظم القرآن» لأبي زيد البلخي ، أحمد بن سهل ، ت ٣٢٢ ه‍ (الفهرست : ١٥٣) «المشكل في معاني القرآن» لابن الأنباري ، محمد بن القاسم ت ٣٢٨ ه‍ (ذكره الشريف الرضي في حقائق التأويل : ٣٧) «متشابه القرآن» للربعي أبي محمد عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر ، ت ٣٢٩ ه‍ (الفهرست : ٢١٩) «متشابه القرآن» لابن المنادي ، أبي الحسين جعفر بن محمد (ت ٣٣٦ ه‍) مخطوط في المكتبة البلدية بالاسكندرية : ٩٩٣ (سيزكين ١ / ٢١٣) «نظم القرآن» لابن الإخشيد ، أحمد بن علي ، ت ٣٢٦ ه‍ (الفهرست : ٤١) ، «الأمالي» ويسمى أيضا «الأمالي الصغرى» للزجاجي ، أبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق (ت ٣٣٧ ه‍) طبع مع شرح لأحمد بن الأمين الشنقيطي بمطبعة السعادة في القاهرة عام ١٣٢٤ ه‍ / ١٩٠٦ م في (١٣٩) ص ، وطبع بتحقيق عبد السلام هارون بالمؤسسة العربية الحديثة بالقاهرة عام ١٣٨٢ ه‍ / ١٩٦٢ م في (٣٢١) ص «متشابه القرآن» للرشيدي ، علي بن القاسم؟ (الفهرست : ٣٩) «المتشابه في علم القرآن» للرماني ، علي بن عيسى ، ت ٣٨٤ ه‍ (إنباه الرواة ٢ / ٢٩٥) «حقائق التأويل في متشابه التنزيل» للشريف الرضي ؛ محمد بن الحسين (ت ٤٠٦ ه‍) طبع منه الجزء الخامس فقط بمطبعة الغري في النجف عام ١٣٥٥ ه‍ / ١٩٣٦ م «متشابه القرآن» لابن فورك أبي بكر محمد بن الحسن (ت ٤٠٦ ه‍) مخطوط بمكتبة عاطف باسطنبول : ٤٣٣ ، في ٧٤ ورقة «درّة التنزيل وغرّة التأويل» للإسكافي ، أبي عبد الله محمد بن عبد الله (ت ٤٢٢ ه‍) رواية إبراهيم بن علي الأردستاني ، طبع بتحقيق عبد المعطي السقا بمطبعة السعادة في القاهرة ١٣٢٦ ه‍ / ١٩٠٨ م ، وأعيد طبعه بمكتبة صبيح في القاهرة عام ١٣٩٦ ه‍ / ١٩٧٦ م ، وفي دار الآفاق الجديدة ببيروت عام ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م «المتشابه» للثعالبي ، أبي

٢٠٣

__________________

منصور عبد الملك بن محمد (ت ٤٢٩ ه‍) طبع بتحقيق إبراهيم السامرائي بمطبعة الحكومة في بغداد عام ١٣٨٧ ه‍ / ١٩٦٧ م في (٣٣) ص «غرر الفوائد ودرر القلائد» المسمى ب «أمالي المرتضى» للشريف المرتضى علي بن الحسين الموسوي (ت ٤٣٦ ه‍) طبع بمطبعة العجم في القاهرة عام ١٢٧٢ ه‍ / ١٨٥٥ م ، وطبع بتصحيح محمد بدر الدين النعساني الحلبي بمطبعة السعادة في القاهرة عام ١٣٢٥ ه‍ / ١٩٠٧ م ، وطبع بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم بمطبعة عيسى الحلبي في القاهرة عام ١٣٧٤ ه‍ / ١٩٥٤ م «مشكلات القرآن» لمكي بن أبي طالب القيسي ت ٤٣٧ ه‍ (معجم مصنّفات القرآن ٣ / ١٥٠) «مشكل القرآن» لابن مطرف الكناني محمد بن أحمد أبي عبد الله ت ٤٥٤ ه‍ (معجم مصنّفات القرآن ٤ / ٢٠٥) «البرهان في متشابه القرآن» لأبي المعالي عزيزي بن عبد الملك (ت ٤٩٤ ه‍) ويسميه حاجي خليفة في الكشف ١ / ٢٤١ «البرهان في مشكلات القرآن» حققه ناصر بن سليمان العمر كرسالة ماجستير في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض (أخبار التراث العربي ٧ / ٢٤) «البرهان في توجيه متشابه القرآن» للكرماني محمود بن حمزة أبي القاسم (ت حوالي ٥٠٥ ه‍) طبع بدار الاعتصام في القاهرة بتحقيق عبد القادر أحمد عطا عام ١٣٩٤ ه‍ / ١٩٧٤ م باسم «أسرار التكرار في القرآن» ثم أعاد طبعه باسم «البرهان في توجيه متشابه القرآن» بدار الكتب العلمية في بيروت عام ١٤٠٦ ه‍ / ١٩٨٦ م «كتاب المشكلين» للقاضي أبي بكر بن العربي ، محمد بن عبد الله ، ت ٥٤٣ ه‍ (إيضاح المكنون ٢ / ٣٣٢) «مشكلات الكتاب» للشاطبي أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن (ت ٥١١ ه‍) منه نسخة خطية بالمكتبة التيمورية : ٢٤٤ (فهرس الخزانة التيمورية : ١٣٣) «المتشابه والمختلف» لابن شهرآشوب محمد بن علي ، ت ٥٨٨ ه‍ ، طبع في طهران سنة ١٣٢٨ و ١٣٦٩ ه‍ (معجم الدراسات القرآنية ص ٦٠٣ ـ ٦٠٤) «متشابه القرآن» لأبي البقاء العكبري ، عبد الله بن الحسين ، ت ٦١٦ ه‍ (الوافي بالوفيات ١٧ / ١٤١) «الآيات المتشابهات» لابن بقي ، أحمد بن يزيد بن عبد الرحمن بن بقي بن مخلد الأموي ، أبي القاسم القرطبي ت ٦٢٥ ه‍ (قضاة الأندلس : ١١٧) «بيان مشتبه القرآن» لأبي القاسم اللخمي الشريشي ، عيسى بن عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد الإسكندري المالكي ت ٦٢٩ ه‍ (معجم مصنّفات القرآن ٤ / ١٩٦) «ري الظمآن في متشابه القرآن» لأبي محمد ، عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الأنصاري الأندلسي ت ٦٣٤ ه‍ (إيضاح المكنون ١ / ٦٠٤) «فوائد في مشكل القرآن» للعز بن عبد السلام ، أبي محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام (ت ٦٦٠ ه‍) طبع بتحقيق رضوان علي الندوي بوزارة الأوقاف الكويتية عام ١٣٨٧ ه‍ / ١٩٦٧ م ، وأعيد طبعه بدار الشروق في جدة عام ١٤٠٢ ه‍ / ١٩٨٢ م «مشكلات القرآن» للتوقاني محمد بن وحيد (ت بعد ٦٦٦ ه‍) مخطوط في مكتبة شيخ الإسلام بالعراق (تذكرة النوادر : ٢٨) «أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة من غرائب آي التنزيل» ويسمى أيضا «مشكلات القرآن» طبع بهامش كتاب «إملاء ما منّ به الرحمن» للعكبري بمطبعة شرف في القاهرة عام ١٣٠٣ ه‍ / ١٨٨٥ م (معجم سركيس : ٢٩٤) «تذكرة الحفاظ في مشتبه الألفاظ» (منظومة) للجعبري ، برهان الدين إبراهيم بن عمر (ت ٧٣٢ ه‍) مخطوط في التيمورية : ٨١ (فهرس التيمورية : ١٣١) «كشف المعاني في المتشابه والمثاني» لابن جماعة بدر الدين محمد بن إبراهيم (ت ٧٣٣ ه‍) حققه عبد الرحيم يوسف عثمان كرسالة ماجستير بدار الحديث الحسنية بالرباط ، وحققه عبد الوهاب عبد الرزاق سلطان ، كرسالة ماجستير بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض عام ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م (أخبار التراث العربي ٣ / ٢١ و ٩ / ٢٢) «كشف المعاني عن متشابه المثاني» للخوئي ، شهاب الدين (ت ٧٣٧ ه‍)

٢٠٤

__________________

مخطوط بجامعة برنستن : ٤٣١ (معجم الدراسات القرآنية : ٦٠٩) «متشابه القرآن» للسيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (ت ٩١١ ه‍) طبع بمكة المكرمة عام ١٣١١ ه‍ / ١٨٩٣ م ومنه نسخة خطية باسم «قطف الأزهار في كشف الأسرار» في فيض الله باسطنبول : ٤٩ ، ويسمى أيضا ب «أسرار التنزيل» «فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن» لشيخ الإسلام زكريا بن محمد الأنصاري (ت ٩٠٦ ه‍) طبع بهامش السراج المنير للشربيني بالمطبعة الأميرية في القاهرة عام ١٢٩٩ ه‍ / ١٨٨١ م ، وطبع بتحقيق محمد علي الصابوني بدار القرآن الكريم في بيروت عام ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م. وطبع بتحقيق عبد السميع محمد أحمد حسنين بمكتبة الرياض الحديثة عام ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م. وحققه عبد الله مطلق بن شريدة كرسالة ماجستير بجامعة الإمام محمد بالرياض عام ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م (أخبار التراث العربي ٩ / ٢٢) «كشف غوامض القرآن» للطريحي فخر الدين بن محمد بن علي بن أحمد بن طريح الرماحي النجفي ت ١٠٨٥ ه‍ (معجم مصنّفات القرآن ٤ / ٢٠٢) «بغية المريد في حفظ القرآن المجيد» ويسمى أيضا : «تحفة النابه لما في القرآن من المتشابه» للسمهودي عمر بن علي (ت ١١٥٧ ه‍) مخطوط في التيمورية : ٨٠ (فهرس التيمورية : ١٣٠) «رسالة في متشابه القرآن» لعبد الله بن محمد بن عبد اللطيف الشافعي (كان حيا سنة ١١٧٤ ه‍) مخطوط بمكتبة الأوقاف ببغداد ٨ / ١٣٧٤٩ مجاميع «إرشاد الرحمن لأسباب النزول والنسخ والمتشابه وتجويد القرآن» للأجهوري ، عطية الله بن عطية (ت ١١٩٤ ه‍) مخطوط في الأزهرية (١٥٢) ١٤٧ و (١٥٣) ٦٠٧١ و (١٥٤) (٢٤٨) سفا ٢٨٤٣ و (٢٤٩) ٢٨٤٧٤ و (٢٧٠) زكي ٤٠٥٥٧ و (٢٧٢) جوهري ٤١٧٧٠ ، وفي التيمورية : ٤٠٨ ، ومنه صورة بجامعة الملك سعود بالرياض : ٣٢٠ «الحاوي بشرح منظومة السخاوي» لعبد الله الشريف المصري (القرن ١٢ ه‍) مخطوط في التيمورية : ٢٠٩ (فهرس التيمورية : ١٣١) «تحفة القاري لكتاب الباري» لأحمد الدردير (ت ١٢٠١ ه‍) مخطوط في التيمورية : ١٠٧ (فهرس التيمورية : ١٣١) «تيجان التبيان في مشكلات القرآن» للخطيب العمري ، محمد أمين بن خير الله بن محمود بن موسى ، ت ١٢٠٣ ه‍ (معجم مصنّفات القرآن ٤ / ١٩٨) «هداية الصبيان لفهم بعض مشكل القرآن» للميهي علي بن عمر بن أحمد المقرئ الشافعي ت ١٢٠٤ ه‍ (إيضاح المكنون ١ / ٥٨٢) «المجالس السنانية الكبيرة» (في المتشابه) لسنان زاده ، حسن بن أم سنان ، طبع في الآستانة عام ١٢٦٠ ه‍ / ١٨٤٤ م في (٥٤٠) ص (معجم سركيس : ١٠٥٤) «منظومة في متشابه القرآن» لمحمد الخضري الدمياطي (ت ١٢٨٧ ه‍) طبع بمطبعة النيل في القاهرة عام ١٣٢١ ه‍ / ١٩٠٣ م «حسن البيان في نظم مشترك القرآن» للأبياري السيد عبد الهادي بن رضوان المصري ت ١٣٠٥ ه‍ / ١٨٨٧ م (إيضاح المكنون ٤ / ٤٠٣) «العقد الجميل في متشابه التنزيل» لآغا باشا (القرن ١٤ ه‍) طبع بمطبعة دائرة عباس بإيران عام ١٣٢٣ ه‍ / ١٩٠٥ م في (١٨٤) ص (معجم سركيس : ٣) «التكرار أسرار وجوده وبلاغته في القرآن الكريم» لحامد حفني داود ، طبع بمطبعة حليم في القاهرة ١٣٧٤ ه‍ / ١٩٥٤ م في (٢٠) ص «أسرار التكرار في القرآن» لعبد الوهاب حمودة ، وهو مقال في مجلة الأزهر مج ٣٠ ، ع ٦ ، ١٣٧٨ ه‍ / ١٩٥٨ م «أضواء على متشابهات القرآن» لياسين خليل ، طبع في بيروت عام ١٣٨٩ ه‍ / ١٩٦٩ م ، وأعيد طبعه بدار ومكتبة الهلال ببيروت عام ١٤٠٢ ه‍ / ١٩٨٢ م «متشابه النظم في قصص القرآن» بحث لعبد الغني عوض الراجحي ، مقدم إلى كلية أصول الدين بجامعة الأزهر «كشف الحجاب شراح هداية المرتاب في متشابهات القرآن للسخاوي» للشيخ محمد نجيب خياطة ت ١٣٨٧ ه‍ (معجم مصنّفات القرآن ٤ / ٢٠٣) «الترجيح

٢٠٥

ونظمه السّخاوي (١) وصنف في توجيهه الكرماني (٢) [في] (٣) كتاب «البرهان» ، والرازي (٤) [في] (٣) كتاب «درة التأويل» وأبو جعفر بن الزبير (٥) ، وهو أبسطها في مجلدين.

__________________

والتوفيق بين نصوص القرآن» (في المتشابه) لمحسن عبد الحميد ، طبع في مجلة كلية الآداب بجامعة بغداد عام ١٣٩٣ ه‍ / ١٩٧٣ م ، ع ١٦ ، وأعيد طبعه بمطبعة المعارف ببغداد عام ١٣٩٣ ه‍ / ١٩٧٣ م* المجاهيل : «متشابه القرآن» للقرطبي (؟) وهو كتاب مرتب على حروف المعجم ، ومنه نسخة خطية في مكتبة شهيد علي بتركيا : ٣٢ ، وصورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة : ٢١٣ «رسالة في المتشابه» للأصفهاني ، محمد بن عبد الله (؟) مخطوط في التيمورية : ٤٦ (فهرس التيمورية : ١٣٢) «رسالة في متشابه القرآن» لأبي القاسم (؟) مخطوط في التيمورية : ١٦٩ مجاميع (فهرس التيمورية : ١٣٢) «رسالة في المتشابه» لكوجيك أبي بكر القاري أحمد زاده (؟) مخطوط في التيمورية : ٦٩ (فهرس التيمورية : ١٣٢) «روضة الريان في أسئلة القرآن» لحسين بن سليمان بن ريان (؟) طبع على الحجر في الهند ، ومنه نسخة مطبوعة في التيمورية : ١٦٩ (فهرس التيمورية : ١٣٢) «متشابه التنزيل» لمجهول ، طبع بالمطبعة الميرية بمكة المكرمة عام ١٣١١ ه‍ / ١٨٩٣ م في (١٣٥) ص (معجم سركيس : ٢٠٢٠) «مشكلات القرآن» لمجهول ، مخطوط بمكتبة جامع الباشا بالموصل : ٢٦٣ (معجم الدراسات القرآنية : ٣٣٩) «أوضح البيان في مشكلات القرآن» لمجهول مخطوط بدار الكتب الوطنية بتونس : ٣٥٤٠ (معجم مصنّفات القرآن ٤ / ١٩٥).

(١) هو علي بن محمد بن عبد الصمد الإمام علم الدين أبو الحسن السخاوي الشافعي. ولد سنة (٥٥٨) قال ابن فضل الله : «كان إماما علامة مقرئا محققا عارفا بالفقه وأصوله طويل الباع في الأدب مع التواضع والدين والمودة وحسن الأخلاق» من تصانيفه : «الكوكب الوقاد في أصول الدين» و «شرح الشاطبية» وغيرها. توفي سنة ٦٤٣. (السيوطي ، بغية الوعاة ٢ / ١٩٢). وقد نظم في المتشابه أرجوزة سمّاها «هداية المرتاب وغاية الحفاظ والطلاب» وتعرف بالسخاوية ، وأوّلها :

قال السخاوي عليّ ناظما

كان له الله العظيم راحما

طبعت في الآستانة باستانبول عام ١٣٠٦ ه‍ / ١٨٨٨ م. وطبعت على الحجر مرارا بمصر (سركيس ، معجم المطبوعات : ١٠١٥) ولها شرح يسمى «الحاوي بشرح منظومة السخاوي» للشيخ عبد الله الشريف المصري (من علماء القرن ١٢ ه‍) يوجد منه نسخة خطية في الخزانة التيمورية الملحقة بدار الكتب المصرية رقم (٢٠٩) (فهرس الخزانة التيمورية : ١٣١).

(٢) هو محمود بن حمزة بن نصر الكرماني تاج القراء وأحد العلماء الفقهاء النبلاء كان عجبا في دقة الفهم وحسن الاستنباط صاحب تصانيف جليلة أهمّها : «لباب التفسير» وغيره. توفي في حدود سنة ٥٠٠ (ياقوت ، معجم الأدباء ١٩ / ١٢٥) واسم كتابه كاملا «البرهان في توجيه متشابه القرآن» ، وقد طبع باسم «أسرار التكرار في القرآن» بتحقيق عبد القادر أحمد عطا ونشرته دار الاعتصام بالقاهرة عام ١٣٩٤ ه‍ / ١٩٧٤ م وأعاد طبعه باسم «البرهان» بدار الكتب العلمية ببيروت عام ١٤٠٦ ه‍ / ١٩٨٦ م.

(٣) ساقطة من المطبوعة.

(٤) هو محمد بن عمر بن الحسين الرازي تقدمت ترجمته ص : ١٠٦ وكتابه «درّة التنزيل وغرّة التأويل في المتشابه» يوجد منه نسختان خطيتان بدار الكتب المصرية بالقاهرة ١ / ١٧٣ (بروكلمان ، تاريخ الأدب العربي بالألمانية ١ / ٥٠٦).

(٥) هو أحمد بن إبراهيم ، أبو جعفر بن الزبير ، تقدّمت ترجمته ص : ١٣٠ واسم كتابه «ملاك التأويل القاطع بذوي

٢٠٦

وهو إيراد القصة الواحدة في صور شتّى وفواصل مختلفة ، ويكثر في إيراد القصص والأنباء ، وحكمته التصرّف في الكلام وإتيانه على ضروب ؛ ليعلمهم عجزهم عن جميع طرق ذلك : مبتدأ به ومتكررا ، وأكثر أحكامه تثبت من وجهين ، فلهذا جاء باعتبارين. وفيه فصول :

[الفصل] (١) الأول

باعتبار الأفراد ، وهو على أقسام :

الأول : أن يكون في موضع على نظم ، و[هو] (٢) في آخر على عكسه.

وهو يشبه ردّ العجز على الصّدر ؛ ووقع في القرآن منه كثير.

ففي «البقرة» : (وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ) (الآية : ٥٨) ، وفي «الأعراف» : (وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) (الآية : ١٦١).

في «البقرة» : (وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ) (الآية : ٦٢) ، وفي «الحج» : (وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى) (الآية : ١٧).

في «البقرة» : (الآية : ١٢٠) والأنعام : (الآية : ٧١) (قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى) ، وفي «آل عمران» : (قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ) (الآية : ٧٣).

في «البقرة» : (وَيَكُونَ الرَّسُولُ [عَلَيْكُمْ]) (٣) شَهِيداً (الآية : ١٤٣) ، وفي «الحج» (شَهِيداً عَلَيْكُمْ) (الآية : ٧٨).

في «البقرة» : (وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ) (الآية : ١٧٣) ، وباقي القرآن : (لِغَيْرِ اللهِ بِهِ) (المائدة : ٣ ، والأنعام : ١٤٥ ، والنحل : ١١٥).

في «البقرة» : (لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا) (الآية : ٢٦٤) ، وفي «إبراهيم» : (مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ) (الآية : ١٨).

__________________

الإلحاد والتعطيل في توجيه متشابه اللفظ من آي التنزيل» طبع في دار الغرب الإسلامي ببيروت عام ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م في جزءين ، وطبع بتحقيق د. محمود كامل أحمد بدار النهضة العربية في بيروت ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م في ٢ مج (١٠١٢) ص.

(١) زيادة من المطبوعة.

(٢) ساقطة من المطبوعة.

(٣) من المطبوعة.

٢٠٧

في «آل عمران» : (وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ) (الآية : ١٢٦) ، وفي «الأنفال» : (وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ) (الآية : ١٠).

في «النساء» : (كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ) (الآية : ١٣٥) ، وفي «المائدة» : (كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ) (الآية : ٨).

في «الأنعام» : (لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) (الآية : ١٠٢) ، وفي «حم المؤمن» : (خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ) (غافر : ٦٢).

في «الأنعام» : (نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) (الآية : ١٥١) ، وفي «بني إسرائيل» : (نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ) (الإسراء : ٣١).

في «النحل» : (وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ) (الآية : ١٤) ، وفي «فاطر» (فِيهِ مَواخِرَ) (الآية : ١٢).

في «بني إسرائيل» : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ) (الإسراء : ٨٩) ، وفي «الكهف» : (فِي هذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ) (الآية : ٥٤).

في «بني إسرائيل» : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) (الإسراء : ٩٦) ، وفي «العنكبوت» : (بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً) (الآية : ٥٢).

في «المؤمنين» : (لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا [هذا]) (١) مِنْ قَبْلُ (الآية : ٨٣) ، (٢) [وفي «النمل» (لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ) (الآية : ٦٨)] (٢).

في «القصص» : (وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى) (الآية : ٢٠) ، وفي «يس» : (وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى) (الآية : ٢٠).

في «آل عمران» : (قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ) (الآية : ٤٠) ، وفي «كهيعص» : ([وَكانَتِ] (٣) امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) (مريم : ٨).

__________________

(١) من المطبوعة.

(٢) العبارة ساقطة من المخطوطة.

(٣) من المطبوعة.

٢٠٨

الثاني : ما يشتبه بالزيادة والنقصان

ففي «البقرة» : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ) (الآية : ٦) ، وفي «يس» : (وَسَواءٌ) (الآية : ١٠) ، بزيادة «واو» ، لأن ما في «البقرة» جملة هي خبر عن اسم «إنّ» ، وما في يس [١٧ / أ] جملة عطفت بالواو على جملة.

وفي «البقرة» : (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) (الآية : ٢٣) ، وفي غيرها بإسقاط (من) لأنها للتبعيض ؛ ولما كانت سورة البقرة سنام القرآن وأوّله بعد «الفاتحة» حسن دخول (من) فيها ؛ ليعلم أن التحدّي واقع على جميع القرآن من أوّله إلى آخره ، بخلاف غيرها من السّور ، فإنه لو دخلها (من) لكان التحدّي واقعا على بعض السّور دون بعض ؛ ولم يكن ذلك بالسّهل.

في «البقرة» : (فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ) (الآية : ٣٨) ، وفي «طه» : (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ) (الآية : ١٢٣) ، لأجل قوله هناك : (يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ) (طه : ١٠٨).

في «البقرة» : (يُذَبِّحُونَ) (الآية : ٤٩) ، بغير «واو» على أنه بدل من (يَسُومُونَكُمْ) (الأعراف : ١٤١) ، ومثله في «الأعراف» : (يُقَتِّلُونَ) (الآية : ١٤١) ، وفي «إبراهيم» : (وَيُذَبِّحُونَ) (الآية : ٦) ، بالواو ، لأنه من كلام موسى عليه‌السلام ، يعدّ (١) المحن عليهم.

في «البقرة» : (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (الآية : ٥٧) ، وفي «آل عمران» : (وَلكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (الآية : ١١٧).

في «البقرة» : (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً) (الآية : ١٨٥) ، ثم قال : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً) (البقرة : ١٩٦).

في «البقرة» : (وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (الآية : ٢٧١) ، وسائر ما في القرآن بإسقاط (من) (الأنفال : ٢٩ والفتح : ٥).

وفيها : (وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ) (البقرة : ١٧٤) ، وفي «آل عمران» : (وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ) (الآية : ٧٧).

__________________

(١) في المطبوعة : (يعدّد).

٢٠٩

قالوا : وجميع ما في القرآن من السؤال لم يقع عنه الجواب بالفاء ، إلا قوله [تعالى] في «طه» : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً...) (الآية : ١٠٥) ؛ لأن الأجوبة في الجميع كانت بعد السؤال ، وفي طه كانت قبل السؤال ، وكأنه قيل : «إن سئلت عن الجواب فقل»..

في «الأعراف» : (لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً) (الآية : ٥٩) ، بغير «واو» وليس في القرآن غيره.

في «البقرة» : (وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) (الآية : ١٩٣) ، وفي «الأنفال» : (كُلُّهُ لِلَّهِ) (الآية : ٣٩).

في «آل عمران» : (اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (الآية : ٦٤) ، (١) [وفي «المائدة» : (بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ) (الآية : ١١١)] (١).

في «آل عمران» : (جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ) (الآية : ١٨٤) ، بباء واحدة إلا في قراءة ابن عامر (٢) ، وفي «فاطر» : (بِالْبَيِّناتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ) (الآية : ٢٥) ، بثلاث باءات.

في «آل عمران» : (ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ [وَلا يُحِبُّونَكُمْ]) (٣) (الآية : ١١٩) ، وسائر ما في القرآن : (هؤُلاءِ) بإثبات الهاء (النساء : ١٠٩ ، ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ٣٨).

في «النساء» : (خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (الآية : ١٣) بالواو ، وفي «براءة» (ذلِكَ) (التوبة : ٨٩) بغير واو.

في «النساء» : (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ) (الآية : ٤٣) ، وفي «المائدة» بزيادة (مِنْهُ) (الآية : ٦).

في «الأنعام» : (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي

__________________

(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة ، وهو من المطبوعة.

(٢) انظر التيسير للداني ص ٩٢ ، وابن عامر هو عبد الله بن عامر بن يزيد اليحصبي ، أبو عمران. إمام أهل الشام في القراءة. كان يقول : «قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولي من العمر سنتان» أخذ القراءة عرضا عن أبي الدرداء ، وعن المغيرة ابن أبي شهاب صاحب عثمان. ولي قضاء دمشق بعد أبي إدريس الخولاني وحدّث عن معاوية وفضالة بن عبيد والنعمان بن بشير وغيرهم. توفي سنة ١١٨ ، (الذهبي ، معرفة القراء الكبار ١ / ٨٢).

(٣) ساقطة من المخطوطة.

٢١٠

مَلَكٌ) (الآية : ٥٠) ، فكرّر (لَكُمْ) ، وقال في «هود» : (وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ) (الآية : ٣١) ؛ لأنه تكرّر (لَكُمْ) في قصته أربع مرات فاكتفى بذلك.

في «الأنعام» : (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (الآية : ١١٧) ، وفي «القلم» : (بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) (الآية : ٧) ، (١) [بزيادة الباء ولفظ الماضي ، وفي «النجم» : (هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ] (١) وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى) (الآية : ٣٠).

في «الأنعام» : (إِنْ هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ) (٢) [(الآية : ٢٩) ليس فيها (نَمُوتُ) وهو منفرد بذاته] (٢). (٣) [وفي سورة المؤمنين (الآية : ٣٧) بزيادة (نَمُوتُ)] (٣).

وفيها أيضا : (إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ) (الأنعام : ١٥٩) ليس فيها غيره.

وفيها : (جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ) (الأنعام : ١٦٥) ، وفي «فاطر» ؛ (خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ) (الآية : ٣٩) ، بإثبات (في).

في «الأعراف» : (ما مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ) (الآية : ١٢) ، وفي «ص». (أَنْ تَسْجُدَ) (الآية : ٧٥) ، وفي «الحجر» : (أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ) (الآية : ٣٢) ، فزاد (لا).

في «الأعراف» : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ) (الآية : ٣٤) بالفاء ، وكذا حيث وقع ، إلا في «يونس» (الآية : ٤٩).

في «الأعراف» : (لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) (الآية : ٥٩) بغير واو ، وفي «المؤمنين (الآية : ٢٣) و «هود» (الآية : ٢٥) : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا) بالواو.

في «الأعراف» : (كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ) (الآية : ١٠١) وفي «يونس» [بزيادة] (٤) (بِهِ) (الآية : ٧٤).

__________________

(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(٢) ما بين الحاصرتين ساقطة من المطبوعة.

(٣) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.

(٤) ساقطة من المخطوطة.

٢١١

في «الأعراف» : (يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ) (الآية : ١١٠) ، وفي «الشعراء» بزيادة (بِسِحْرِهِ) (الآية : ٣٥).

في «هود» : (وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونا [إِلَيْهِ مُرِيبٍ]) (١) (الآية : ٦٢) ، وفي «إبراهيم» : (وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنا) (الآية : ٩).

في «يوسف» : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ) (الآية : ١٠٩) ، وفي «الأنبياء» : (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ) (الآية : ٧).

في «النحل» : (فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) (الآية : ٦٥) وفي العنكبوت : (مِنْ بَعْدِ مَوْتِها) (الآية : ٦٣).

وكذلك حذف «من» [من] (٢) قوله : (لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً) (النّحل : ٧٠) ، وفي «الحج» : (مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً) (الآية : ٥).

في «الحج» : (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها) (الآية : ٢٢) ، (٣) [وفي «السجدة» : (مِنْها أُعِيدُوا فِيها) (الآية : ٢٠)] (٣).

في «النمل» (وَأَلْقِ عَصاكَ) (الآية : ١٠) ، وفي «القصص» : (وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ) (الآية : ٣١).

في «العنكبوت» : (وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً) (الآية : ٣٣) ، وفي «هود» : (وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا [لُوطاً]) (٤) (الآية : ٧٧) ، بغير «أن».

في «العنكبوت» (٥) : (فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها) (الآية : ٦٣) بزيادة (من) ليس غيره.

في سورة المؤمن : (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ) (غافر : ٥٩) ، وفي «طه» : (آتِيَةٌ) (الآية : ١٥).

__________________

(١) ساقطة من المطبوعة.

(٢) ساقطة من المخطوطة.

(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة ، وهو من المطبوعة.

(٤) ساقطة من المطبوعة.

(٥) في المخطوطة : (وفيها).

٢١٢

في «النحل» : (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) (الآية : ٢٠) ، وفي «الأعراف» : (مِنْ دُونِهِ) (الآية : ١٩٧).

«في المؤمنين» (مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ* إِلى فِرْعَوْنَ) (الآيتان : ٤٥ ـ ٤٦) وفي «المؤمن» بإسقاط ذكر الأخ (غافر : ٢٣ ـ ٢٤).

[ومنها (١) في «البقرة» : [١٧ / ب](يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ) (الآية : ٤٩) وفي سورة إبراهيم : (وَيُذَبِّحُونَ) (الآية : ٦) بالواو ؛ ووجهه أنه في سورة إبراهيم تقدم (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ) (الآية : ٥) ، وهي أوقات عقوبات إلى أن قال : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) ، واللائق أن يعدّد امتحانهم تعديدا يؤذن بصدق الجمع عليه لتكثير المنّة ، ولذلك أتى بالعاطف ليؤذن بأن إسامتهم (٢) العذاب مغاير لتذبيح الأبناء وسبي النساء ؛ وهو ما كانوا عليه من التسخير ، بخلاف المذكور في «البقرة». فإن ما بعد (يَسُومُونَكُمْ) تفسير له ، فلم يعطف عليه.

ولأجل مطابقة السابق [جاء في الأعراف] (٣) : (يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ) (الآية : ١٤١) ، ليطابق : (سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ) (الأعراف : ١٢٧).

الثالث : بالتقديم والتأخير.

وهو قريب من الأول ، ومنه في «البقرة» : (يَتْلُوا عَلَيْهِمْ (٤) [آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ] (٤) الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ) (الآية : ١٢٩) مؤخر ، وما سواه : (يُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) (الجمعة : ٢).

ومنه تقديم اللّعب على اللهو في موضعين من سورة الأنعام (الآية : ٣٢) ، وكذلك في «القتال» (محمد : ٣٦) و «الحديد» (الآية : ٢٠).

وقدّم اللهو على اللعب في «الأعراف» (الآية : ٥١) و «العنكبوت» (الآية : ٦٤) ، [وإنما] (٥) قدم اللعب في الأكثر ؛ لأن اللعب زمان الصبا ، واللهو زمان الشباب ، وزمان الصبا متقدم على زمان اللهو.

__________________

(١) ساقطة من المطبوعة.

(٢) في المخطوطة : (إتيانهم).

(٣) ساقطة من المخطوطة.

(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

(٥) ساقطة من المخطوطة.

٢١٣

(تنبيه) : ما ذكره في «الحديد» : ([اعْلَمُوا] (١) أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ) (الآية : ٢٠) ؛ أي كلعب الصبيان ، (وَلَهْوٌ) أي كلهو الشباب ، (وَزِينَةٌ) [أي] (٢) كزينة النساء ، (وَتَفاخُرٌ) [أي] (٢) كتفاخر الإخوان ، (وَتَكاثُرٌ) كتكاثر السّلطان.

وقريب منه في تقديم اللعب على اللهو قوله : (وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ* لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا) (الأنبياء : ١٦ و ١٧).

وقدّم اللهو في «الأعراف» ؛ لأن ذلك يوم القيامة ، فذكر على ترتيب ما انقضى ، وبدأ بما به الإنسان انتهى من الحالين.

وأما «العنكبوت» فالمراد بذكرهما (٣) زمان الدنيا ، وأنه سريع الانقضاء قليل البقاء : (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ) (العنكبوت : ٦٤) ؛ أي الحياة التي لا أبد لها ولا نهاية لأبدها ، فبدأ بذكر اللهو ، لأنه في زمان الشباب ، وهو أكثر من زمان اللعب ؛ وهو زمان الصّبا.

ومنه تقديم [لفظ] (٤) الضرر على النفع في الأكثر ، لأن العابد يعبد معبوده خوفا من عقابه أولا ، ثم طمعا في ثوابه.

وحيث تقدم النفع على الضّرر (٥) فلتقدم ما يتضمن النفع ؛ وذلك في سبعة (٦) مواضع : ثلاثة منها بلفظ الاسم ، وهي في «الأعراف» (الآية : ١٨٨) و «الرعد» (الآية : ١٦) و «سبأ» (الآية : ٤٢) ، وأربعة بلفظ الفعل ، وهي في «الأنعام» : (ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا) (الآية : ٧١). وفي آخر «يونس» : (ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ) (الآية : ١٠٦) ، وفي «الأنبياء» : (ما لا يَنْفَعُكُمْ [شَيْئاً] (٧) وَلا يَضُرُّكُمْ) (الآية : ٦٦) ، وفي «الفرقان» : (ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ) (الآية : ٥٥).

أما في «الأعراف» فلتقدّم قوله : (مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ) (الآية : ١٧٨) فقدّم الهداية على الضلال ، وبعد ذلك : (لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ)

__________________

(١) ساقطة من المخطوطة.

(٢) زيادة من المخطوطة.

(٣) في المخطوطة : (بهما).

(٤) ساقط من المخطوطة ، وهو من المطبوعة.

(٥) في المطبوعة : (الضرّ).

(٦) تصحّفت في المخطوطة إلى : (سبع).

(٧) ساقطة من المخطوطة.

٢١٤

(الآية : ١٨٨) فقدّم الخير على السوء ، فكذلك (١) قدم النفع على الضّرر. أما في «الرعد» فلتقدم التطوّع (٢) في قوله : (طَوْعاً وَكَرْهاً) (٣) (الآية : ١٥..) [و] أما (٤) في «سبأ» فلتقدم البسط في قوله : (يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) (الآية : ٣٦). وفي «يونس» قدم [الضرّ] (٥) على الأصل ولموافقة ما قبلها فإن فيها (٦) : (ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ) (الآية : ١٨) وفيها : (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ) (الآية : ١٢) فتكون الآية ثلاث مرات.

وكذلك ما جاء بلفظ الفعل فلسابقة معنى يتضمن نفعا.

أما «الأنعام» ففيها : (لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ ، وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها) (الآية : ٧٠) ، ثم [وصله] (٧) بقوله : (قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا) (الآية : ٧١).

وفي «يونس» [تقدّم] (٨) قوله : (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ) (الآية : ١٠٣) ، ثم قال : (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ) (الآية : ١٠٦).

وفي الأنبياء ، تقدم قول الكفار لإبراهيم في المجادلة : (لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ* قالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ) (الآيتان : ٦٥ ـ ٦٦).

وفي «الفرقان» تقدم : (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ) (الآية : ٤٥) نعما جمّة في الآيات ، ثم قال : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ) (الآية : ٥٥).

فتأمّل هذه المواضع المطّردة التي [هي] (٩) أعظم اتساقا من العقود. ومن أمثلته قوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ) (البقرة : ٤٨). ثم قال سبحانه [بعد مائة وثلاثين آية من] (١٠) في السورة : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً...) (الآية : ١٢٣).

__________________

(١) في المطبوعة : (وكذا).

(٢) في المطبوعة : (الطوع).

(٣) تصحّفت في المطبوعة إلى : (أو كرها).

(٤) سقطت الواو من المطبوعة.

(٥) ساقطة من المخطوطة.

(٦) تصحّفت في المخطوطة إلى : (قبلها).

(٧) في المخطوطة : (وقبله ثم).

(٨) ساقطة من المخطوطة.

(٩) ساقطة من المخطوطة.

(١٠) ما بين الحاصرتين من المخطوطة ، وهو ساقط من المطبوعة ، والفرق بين الآيتين (٧٥) آية ، فتأمّل!

٢١٥

وفيها سؤالان :

(أحدهما) : أنه سبحانه في الأولى قدّم نفي قبول الشفاعة على أخذ العدل ، وفي الثانية (١) قدّم نفي قبول العدل على الشفاعة. (السؤال الثاني) : أنه سبحانه وتعالى قال في الأولى : (لا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ) (البقرة : ٤٨) وفي الثانية : (وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ) (البقرة : ١٢٣) فغاير بين اللفظين ، فهل ذلك لمعنى يترتب عليه ، أو من باب التوسّع في [١٨ / أ] الكلام ، والتنقل من أسلوب إلى آخر كما جرت عادة العرب؟

والجواب : أن القرآن الحكيم وإن اشتمل على النقل من أسلوب إلى آخر لكنه يشتمل مع ذلك على فائدة وحكمة ، قال الله تعالى : (كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) (٢) (هود : ١) ولم يقل «[من] (٣) رحمن ولا رحيم» ، للتّنصيص على أنه لا بدّ من الحكمة ؛ وهاتان الآيتان كلاهما في حق بني إسرائيل ، وكانوا يقولون : إنهم أبناء الأنبياء وأبناء أبنائهم ، وسيشفع لنا آباؤنا ، فأعلمهم الله أنه لا تنفعهم الشفاعة ، ولا تجزي نفس عن نفس شيئا. وتعلق بهذه الآية المعتزلة على نفي الشفاعة ، كما ذكره الزمخشريّ (٤) ؛ وأجاب عنها أهل السنّة بأجوبة كثيرة ليس هذا محلّها.

وذكر الله [في] (٥) الآيتين النفس متكرّرة (٦) ، ثم أتى بضمير يحتمل رجوعه إلى الأولى أو إلى الثانية ، وإن كانت القاعدة عود الضمير إلى الأقرب ؛ ولكن قد يعود إلى غيره ، كقوله تعالى : (وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (الفتح : ٩) فالضمير في التعزير والتوقير

__________________

(١) في المطبوعة : (الثاني).

(٢) تصحفت الآية في المخطوطة هكذا : (كتاب فصّلت آياته من لدن حكيم خبير).

(٣) ساقطة من المخطوطة.

(٤) قال في الكشاف ١ / ٦٧ في الكلام على الآية ٤٨ من سورة البقرة : «فإن قلت : هل فيه دليل على ان الشفاعة لا تقبل للعصاة. قلت : نعم ؛ لأنه نفي أن تقضي نفس عن نفس حقّا أخلّت به من فعل أو ترك ، ثم نفي أن يقبل منها شفاعة شفيع ، فعلم أنها لا تقبل للعصاة» وردّ عليه الاسكندري في «الانتصاف» المطبوع بأسفل «الكشاف» بقوله : «أما من جحد الشفاعة فهو جدير أن لا ينالها وأما من آمن بها وصدّقها ـ وهم أهل السنّة والجماعة ـ فأولئك يرجون رحمة الله ، ومعتقدهم أنها تنال العصاة من المؤمنين ، وإنما ادّخرت لهم وليس في الآية دليل لمنكريها» ، وانظر مفاتيح الغيب للفخر الرازي ١ / ٥٣.

(٥) ساقطة من المخطوطة.

(٦) في المخطوطة : (منكرة).

٢١٦

راجع إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وفي التسبيح عائد إلى الله تعالى ، وهو متقدم على ذكر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فعاد الضمير إلى (١) غير الأقرب.

إذا علمت ذلك ، فقوله في الأولى : (وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ) (البقرة : ٤٨) الضمير راجع إلى النفس الأولى وهي الشفاعة لغيرها ، فلما كان المراد في هذه الآية ذكر الشفاعة للمشفوع [له] (٢) أخبر أن الشفاعة غير مقبولة للمشفوع احتقارا له (٣) وعدم الاحتفاء به ؛ وهذا الخبر (٣) يكون باعثا للسامع في ترك الشفاعة إذا علم أن المشفوع عنده لا يقبل شفاعته ، فيكون التقدير على هذا التفسير : (لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ) (البقرة : ٤٨) «لو شفعت» ، يعني : وهم لا يشفعون ، فيكون ذلك مؤيسا [لهم] (٤) فيما زعموا أن آباءهم الأنبياء ينفعونهم من غير عمل منهم.

وقوله : (وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ) (البقرة : ٤٨) إن جعلنا الضمير في (مِنْها) راجعا (٥) إلى الشافع أيضا فقد جرت العادة أن الشافع إذا أراد أن يدفع إلى المشفوع عنده شيئا ليكون مؤكّدا لقبول شفاعته فمن هذا قدم ذكر الشفاعة على دفع العدل ؛ وإن جعلنا الضمير راجعا إلى المشفوع فيه فهو أحرى بالتأخير ليكون الشافع قد أخبره بأن شفاعته قد قبلت ، فتقديم العدل ليكون ذلك مؤسّسا لحصول مقصود الشفاعة ، وهو ثمرتها للمشفوع فيه.

وأما الآية الثانية فالضمير في قوله : (مِنْها عَدْلٌ) راجع إلى النفس الثانية ، وهي النفس التي [هي] (٦) صاحبة الجريمة ، فلا يقبل منها عدل ؛ لأن العادة [أن] (٧) بذل العدل من صاحب الجريمة يكون مقدّما على الشفاعة فيه ؛ ليكون ذلك أبلغ في تحصيل مقصوده ، فناسب ذلك تقديم العدل الذي هو الفدية من المشفوع له على الشفاعة.

ففي هذه الآية بيان أن النفس المطلوبة بجرمها لا يقبل منها عدل عن نفسها ، ولا تنفعها شفاعة شافع فيها ؛ وقدّم (٨) بذل العدل للحاجة إلى الشفاعة عند من طلب ذلك منه ، ولهذا قال في الأولى : (وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ) (البقرة : ٤٨) وفي الثانية : (وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ)

__________________

(١) في المطبوعة : (على).

(٢) ساقطة من المخطوطة.

(٣) العبارة في المخطوطة : (احتقارا به وعدم الاخبار).

(٤) ساقطة من المخطوطة.

(٥) في المخطوطة : (راجع).

(٦) ساقطة من المخطوطة.

(٧) ساقطة من المطبوعة.

(٨) في المطبوعة : (وقد).

٢١٧

(البقرة : ١٢٣) ؛ لأن الشفاعة إنما تقبل من الشافع ، [وإنما] (١) وتنفع (٢) المشفوع له.

وقال الراغب (٣) : «إنما كرر [لا] فيهما على سبيل الإنذار بالواعظ إذا وعظ لأمر فإنه يكرّر (٤) اللفظ لأجله تعظيما للآمر ـ قال ـ وأما تغييره النظم فلما كان قبول العدل وأخذه (٥) وقبول الشفاعة ونفعها متلازمة لم يكن بين اتفاق هذه العبارات (٦) واختلافها فرق في المعنى» وقال الإمام فخر الدين (٧) : «لما كان الناس متفاوتين ، فمنهم من يختار أن يشفع فيه مقدما على العدل الذي يخرجه ؛ ومنهم من يختار العدل مقدما على الشفاعة ، ذكر سبحانه وتعالى القسمين ؛ فقدم الشفاعة باعتبار طائفة ، وقدم العدل باعتبار أخرى».

قال بعض مشايخنا رحمهم‌الله تعالى : «الظاهر أنه سبحانه [و] (٨) تعالى إنما نفي قبول الشفاعة لا نفعها ، ونفي أصل العدل الذي هو الفداء ، وبدأ بالشفاعة لتيسيرها على الطالب أكثر من تحصيل العدل الذي هو الفداء ، على ما هو المعروف في دار الدنيا ؛ وفي الآية الثانية أنه لما تقرر زيادة تأكيدها بدأ فيها بالأعظم الذي [هو] (٩) الخلاص بالعدل ، وثنى بنفع الشفاعة فقال : (وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ) (البقرة : ١٢٣) ولم يقل : لا تقبل [١٨ / ب] منها شفاعة ، وإن كان نفي الشفاعة يستلزم نفي قبولها ؛ لأن الشفاعة تكون نافعة غير مقبولة ، وتنفع لأغراض : من وعد بخير ، وإبدال المشفوع بغيره ؛ فنفي النفع أعم ، فلم يكن بين نفي القبول ونفي النفع بالشفاعة تلازم ، كما ادّعاه الراغب. وكان التقدير بالفداء الذي هو نفي قبول العدل ونفي نفع الشفاعة شيئين مؤكّدين لاستقرار ذلك في الآية الثانية.

ومما يدل على أن نفي الشفاعة أمر زائد على نفي قبولها أنه سبحانه لما أخبر عن

__________________

(١) ساقطة من المطبوعة.

(٢) في المخطوطة : (تتبع).

(٣) هو الحسين بن محمد بن المفضل المعروف ب «الراغب الأصفهاني» أبو القاسم. أديب لغوي حكيم مفسّر. وله من التصانيف القيّمة : «تحقيق البيان في تأويل القرآن» و «الذريعة إلى مكارم الشريعة» و «محاضرات الأدباء» وغيرها توفي سنة (٥٠٢) (البيهقي ، تاريخ حكماء الإسلام : ١١٢ وحاجي خليفة ، كشف الظنون : ١٧٧٣).

(٤) في المخطوطة : (يكون).

(٥) في المخطوطة : (وحده).

(٦) في المخطوطة : (العبادات).

(٧) انظر مفاتيح الغيب للفخر الرازي ٢ / ٥٤ والنقل بتصرف.

(٨) ساقطة من المخطوطة.

(٩) ساقطة من المخطوطة.

٢١٨

المشركين أخبر بنفي النفع لا بنفي القبول فقال : (فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ) (المدّثر : ٤٨) ، وقال : (وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ) (سبأ : ٢٣) الآية. وفي الحديث الصحيح (١) : «أنهم قالوا : يا رسول الله ، هل نفعت عمّك أبا طالب؟ فقال : وجدته فنقلته إلى ضحضاح من النّار». مع علمهم أنه لا يشفع فيه.

فإن قيل : فقد قال في آخر السورة : (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ) (البقرة : ٢٥٤) فنفي الشفاعة ولم ينف نفعها. قيل : من باب زيادة التأكيد أيضا ؛ فإنه سبحانه ذكر في هذه الآية الأسباب المنجية في الدنيا ونفاها هناك ، وهي إما البيع الذي يتوصل به الإنسان إلى المقاصد ، أو الخلة التي هي كمال المحبة. وبدأ بنفي المحبة لأنه أعمّ وقوعا من الصداقة والمخالّة ، وثنّى بنفي الخلّة التي هي سبب لنيل الأغراض في الدنيا أيضا ؛ وذكر ثالثا نفي الشفاعة أصلا ، وهي أبلغ من نفي قبولها ؛ فعاد الأمر إلى تكرار الجمل في الآيات ليفيد (٢) قوّة الدلالة.

الرابع : بالتعريف والتنكير

كقوله في «البقرة» : (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِ) (الآية : ٦١) وفي «آل عمران» : (بِغَيْرِ حَقٍ) (الآية : ١١٢).

وقوله في «البقرة» : (هذا بَلَداً آمِناً) (الآية : ١٢٦) ، وفي سورة «إبراهيم» : (هَذَا الْبَلَدَ آمِناً) (الآية : ٣٥) ؛ لأنه للإشارة إلى قوله : (بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ) (إبراهيم : ٣٧) ؛ ويكون (بَلَداً) هنا هو المفعول الثاني ، و (آمِناً) صفته ، وفي «إبراهيم» : (الْبَلَدَ) مفعول أول ، و (آمِناً) الثاني.

وقوله في «آل عمران» : (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (الآية : ١٢٦) ، وفي «الأنفال» : (إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (الآية : ١٠).

وقوله في «حم السجدة» : (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (فصّلت : ٣٦) وفي

__________________

(١) الحديث من رواية العباس (عمّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم) ، أخرجه مسلم في «الصحيح ١ / ١٩٥ كتاب الإيمان (١) باب شفاعة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأبي طالب ، الحديث (٣٥٨ /...).

(٢) في المخطوطة : (يفيد).

٢١٩

«الأعراف» : (إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الآية : ٢٠٠) ، لأنها في «حم» مؤكدة بالتكرار بقوله : (وَما يُلَقَّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا) (فصّلت : ٣٥) ؛ فبالغ بالتعريف ، وليس (١) هذا في سورة الأعراف ، فجاء على الأصل : المخبر عنه معرفة ، والخبر نكرة.

الخامس : بالجمع والإفراد

كقوله في سورة البقرة : (لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً) (الآية : ٨٠) وفي «آل عمران» : (مَعْدُوداتٍ) (الآية : ٢٤) ؛ لأن الأصل في الجمع إذا كان واحده مذكرا أن يقتصر في الوصف على التأنيث نحو : (سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ* وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ* وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ* وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ) (الغاشية : ١٣ ـ ١٦) فجاء في «البقرة» على الأصل ، وفي «آل عمران» على الفرع.

السادس : إبدال حرف بحرف غيره

كقوله تعالى في «البقرة» : (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا) (الآية : ٣٥) بالواو ، وفي «الأعراف» : (فَكُلا) (الآية : ١٩) [بالفاء] (٢) ، وحكمه (٣) أن (اسْكُنْ) في «البقرة» من السكون الذي هو الإقامة. فلم يصلح إلا بالواو ؛ ولو جاءت الفاء لوجب تأخير الأكل إلى الفراغ من الإقامة. والذي في «الأعراف» من المسكن وهو اتخاذ الموضع سكنا ، فكانت الفاء أولى ، لأن اتخاذ المسكن لا يستدعي زمنا متجددا ، وزاد في «البقرة» : (رَغَداً) [لما في الخبر تعظيما] (٤) بقوله : (وَقُلْنا) ، بخلاف سورة الأعراف فإن فيها : (قال) وذهب قوم إلى أن ما في «الأعراف» خطاب لهما قبل الدخول ، وما في «البقرة» بعد الدخول.

ومنه قوله [تعالى] في «البقرة» : (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا) (الآية : ٥٨) بالفاء ، وفي «الأعراف» (الآية : ١٦١) بالواو.

في «البقرة» : ([وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ]) (٥) بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ (الآية : ١٢٠) ، ثم قال بعد ذلك : (مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ) (الآية : ١٤٥).

__________________

(١) في المخطوطة : (ولأن).

(٢) ساقطة من المخطوطة.

(٣) في المطبوعة : (وحكمته).

(٤) العبارة ساقطة من المطبوعة.

(٥) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.

٢٢٠