البرهان في علوم القرآن - ج ١

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي

البرهان في علوم القرآن - ج ١

المؤلف:

بدر الدين محمّد بن عبد الله الزّركشي


المحقق: الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي ، الشيخ جمال حمدي الذهبي ، الشيخ إبراهيم عبد الله الكردي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٦

فلم يسمّ أحد منهم بحرا إلا عبد الله بن عباس لاختصاصه دونهم بالتفسير وعلم التأويل ؛ وقال فيه عليّ بن أبي طالب : «كأنما ينظر إلى الغيب من [وراء] (١) ستر رقيق» (*). وقال فيه عبد الله بن مسعود : «نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس» (*) ؛ وقد مات ابن مسعود في سنة ثنتين وثلاثين ؛ وعمّر بعده ابن عباس ستا وثلاثين سنة ؛ فما ظنك بما كسبه من العلوم بعد ابن مسعود! نعم ؛ كان لعليّ فيه اليد السابقة قبل ابن عباس ؛ وهو القائل : «لو أردت أن أملي وقر بعير على الفاتحة لفعلت».

وقال ابن عطية (٢) : «فأما صدر المفسّرين والمؤيّد فيهم فعليّ بن أبي طالب ، ويتلوه ابن عباس رضي‌الله‌عنهما ؛ وهو تجرّد للأمر وكمّله ، وتتّبعه العلماء عليه ؛ كمجاهد (٣) وسعيد بن جبير (٤) وغيرهما. وكان جلّة من السلف [ك] (٧) سعيد بن المسيّب (٨) والشعبيّ (٧) وغيرهما ، يعظّمون تفسير القرآن ، ويتوقفون (٨) عنه تورعا واحتياطا [لأنفسهم] (٩) ، مع إدراكهم (١٠) وتقدمهم» ثم جاء بعدهم طبقة فطبقة ، فجدّوا واجتهدوا (١١) وكلّ ينفق مما رزقه (١٢) الله ؛ ولهذا

__________________

(١) ساقطة من المطبوعة.

(*) انظر الملحق برقم (٢) و (٣).

(٢) هو عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن ، المعروف بابن عطية. كان فقيها عالما بالتفسير روى عن أبيه وعن أبي علي الغساني والصدفي وغيرهم. كان يتوقد ذكاء. له «الوجيز في التفسير» أحسن فيه وأبدع. توفي سنة ٥٤١. (الداودي ، طبقات المفسرين ١ / ٢٦٠) وانظر الملحق برقم (٤).

(٣) هو مجاهد بن جبر ، أبو الحجّاج المكي التابعي المفسّر ، تقدّم ص ٩٨.

(٤) هو سعيد بن جبير بن هشام الأسدي ، أبو عبد الله التابعي ، قرأ القرآن على ابن عباس وحدّث عنه ، وعن ابن عمرو عنه الحكم وأيوب والأعمش وخلق كثير. قال ميمون بن مهران : «مات سعيد بن جبير وما على الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه». قتله الحجاج سنة ٧٥. (الداودي ، طبقات المفسرين ١ / ١٨١).

(٥) ساقطة من المخطوطة.

(٦) هو سعيد بن المسيّب بن حزن القرشي كان من سادات التابعين فقها ودينا وورعا وعبادة وفضلا ، كان أفقه أهل الحجاز. روى عن كثير من كبار الصحابة والتابعين ، كما روى عنه أكابر التابعين كسالم بن عبد الله بن عمر ، والزهري ، وأبو الزناد ، وغيرهم. توفي سنة ١٠٠ (ابن حجر ، تهذيب التهذيب ٤ / ٨٦).

(٧) هو عامر بن شراحيل الشعبي الحميري. تابعي جليل. روى عن كثير من كبار الصحابة والتابعين ، وعنه روى الكثير من التابعين. أدرك خمسمائة من الصحابة ، وقال مكحول : ما رأيت أفقه منه. توفي سنة ١١٠ (ابن حجر ، تهذيب التهذيب ٥ / ٦٥).

(٨) في المخطوطة : (يقفون).

(٩) ساقطة من المخطوطة.

(١٠) في المخطوطة : (إدراكه).

(١١) العبارة في المخطوطة : (ثم جاء بعدهم قوم تقيدوا واجتهدوا).

(١٢) في المطبوعة : (رزق).

١٠١

[كان] (١) سهل بن عبد الله [رضي‌الله‌عنه] (٢) يقول : «لو أعطي العبد [بكل حرف] (٣) من القرآن ألف فهم لم يبلغ نهاية ما أودعه الله في آية (٤) من كتابه ؛ لأنه كلام الله ، وكلامه صفته. وكما أنه (٥) ليس لله نهاية ، فكذلك لا نهاية لفهم كلامه ؛ وإنما يفهم كلّ مقدار ما يفتح [الله] (٦) عليه. وكلام الله غير مخلوق ، ولا تبلغ إلى نهاية فهمه فهوم [٢ / أ] محدثة مخلوقة».

ولما كانت علوم القرآن لا تنحصر ، ومعانيه لا تستقصى ، وجبت العناية بالقدر الممكن. ومما فات المتقدمين وضع كتاب يشتمل على أنواع علومه ، كما وضع الناس ذلك بالنسبة إلى علم الحديث ؛ فاستخرت الله تعالى ـ وله الحمد ـ في وضع كتاب في ذلك جامع لما تكلّم الناس في فنونه ، وخاضوا في نكته وعيونه ، وضمّنته من المعاني الأنيقة ، والحكم الرشيقة ، ما يهزّ القلوب [طربا ، ويبهر العقول] (٧) عجبا ؛ ليكون مفتاحا لأبوابه ، [و] (٨) عنوانا على كتابه : معينا للمفسّر على حقائقه ، [و] (٨) مطلعا على بعض أسراره ودقائقه ؛ والله المخلّص والمعين ، وعليه أتوكل ، وبه أستعين ، وسميته : «البرهان في علوم القرآن».

وهذه فهرست أنواعه :

الأول :

الثاني :

الثالث :

الرابع :

الخامس :

السادس :

السابع :

معرفة سبب النزول.

معرفة المناسبات (٩) بين الآيات.

معرفة الفواصل.

معرفة الوجوه والنظائر.

علم المتشابه.

علم المبهمات.

في أسرار الفواتح

__________________

(١) ساقطة من المخطوطة.

(٢) هو سهل بن عبد الله التّستري ، صاحب كرامات ، لقي ذا النون ، وكان له اجتهاد ورياضات ، وهو ورع ، سكن البصرة زمانا وعبادان مدّة. من كلامه : «من صبر على مخالفة نفسه ، أوصله الله إلى مقام أنسه». توفي بتستر سنة (٢٧٣) وقيل (٢٨٣) (ابن الملقّن ، طبقات الأولياء ٢٣٢).

(٣) يوجد طمس في المخطوطة مكان هاتين الكلمتين.

(٤) في المخطوطة : (آيات).

(٥) في المخطوطة : (أن).

(٦) ساقطة من المخطوطة.

(٧) ساقطة من المخطوطة.

(٨) ساقطة من المخطوطة.

(٩) في المخطوطة : (المناسبة).

١٠٢

الثامن :

التاسع :

العاشر :

الحادي عشر :

الثاني عشر :

الثالث عشر :

الرابع عشر :

الخامس عشر :

السادس عشر :

السابع عشر :

الثامن عشر :

التاسع عشر :

العشرون :

الحادي والعشرون :

الثاني والعشرون :

الثالث والعشرون :

الرابع والعشرون :

الخامس والعشرون :

السادس والعشرون :

السابع والعشرون :

الثامن والعشرون :

التاسع والعشرون :

الثلاثون :

الحادي والثلاثون :

الثاني والثلاثون :

في خواتم السور.

في معرفة المكي والمدني.

معرفة أول ما نزل.

معرفة على كم لغة نزل.

في كيفية إنزاله.

في بيان جمعه ومن حفظه من الصحابة.

معرفة تقسيمه.

معرفة أسمائه.

معرفة ما وقع فيه من غير لغة الحجاز.

معرفة ما فيه من [غير] (١) لغة العرب.

معرفة غريبه.

معرفة التصريف.

معرفة الأحكام.

معرفة كون اللفظ أو التركيب أحسن وأفصح.

معرفة اختلاف الألفاظ بزيادة أو نقص.

معرفة توجيه القراءات.

معرفة الوقف [والابتداء] (٢).

علم مرسوم الخط.

معرفة فضائله.

معرفة خواصه.

هل في القرآن شيء أفضل من شيء.

في آداب تلاوته.

في أنه هل يجوز في التصانيف والرسائل والخطب استعمال بعض آيات القرآن

معرفة الأمثال الكائنة فيه.

معرفة أحكامه.

__________________

(١) ساقطة من المطبوعة.

(٢) ساقطة من المخطوطة.

١٠٣

الثالث والثلاثون :

الرابع والثلاثون :

الخامس والثلاثون :

السادس والثلاثون :

السابع والثلاثون :

الثامن والثلاثون :

التاسع والثلاثون :

الأربعون :

الحادي والأربعون :

الثاني والأربعون :

الثالث والأربعون :

الرابع والأربعون :

الخامس والأربعون :

السادس والأربعون :

السابع والأربعون :

في معرفة جدله.

معرفة ناسخه ومنسوخه.

معرفة موهم المختلف.

في معرفة المحكم من المتشابه.

في حكم الآيات المتشابهات الواردة في الصفات.

معرفة إعجازه.

معرفة وجوب تواتره.

في بيان معاضدة السنّة للكتاب.

معرفة تفسيره.

معرفة وجوب المخاطبات.

بيان حقيقته ومجازه.

في الكناية (١) والتعريض.

في أقسام معنى الكلام.

في ذكر ما يتيسّر من أساليب القرآن.

في معرفة الأدوات.

واعلم أنّه ما من نوع من هذه الأنواع إلا ولو أراد الإنسان استقصاءه ، لاستفرغ عمره ، ثم لم (٢) يحكم أمره ؛ ولكن اقتصرنا من كلّ نوع على أصوله ، والرّمز إلى بعض فصوله ؛ فإن الصناعة طويلة والعمر قصير ؛ وما ذا عسى أن يبلغ لسان التقصير!

قالوا خذ العين من كلّ فقلت لهم

في العين فضل ولكن ناظر العين

فصل

التفسير [علم] (٣) يعرف به فهم كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبيان معانيه ،

__________________

(١) في المخطوطة : (الكنايات).

(٢) في المخطوطة : (ولم).

(٣) زيادة من المطبوعة ، وقد ذكر المؤلف في هذا الفصل فوائد تتعلق بالتفسير ، وأفرد الكلام عنه في النوع الحادي والأربعين من الكتاب.

١٠٤

واستخراج أحكامه وحكمه ، واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف وعلم البيان وأصول الفقه والقراءات ، ويحتاج لمعرفة [٢ / ب] أسباب النزول والناسخ والمنسوخ.

وقد أكثر الناس فيه من الموضوعات ؛ ما بين مختصر ومبسوط (١) ، وكل منهم (٢) يقتصر على الفنّ الذي يغلب عليه. فالزّجّاج (٣) ، والواحدي (٤) في «البسيط» يغلب عليهما الغريب [والنحو] (٥) ، والثعلبي (٦) يغلب عليه القصص ، والزمخشري (٧)...

__________________

(١) العبارة في المخطوطة : (مبسوط ومختصر).

(٢) في المطبوعة : (وكلهم).

(٣) هو إبراهيم بن السّري بن سهل ، أبو إسحاق الزجّاج. كان يخرط الزجاج ، ثم مال إلى النّحو ، فلزم المبرّد. مات في بغداد سنة ٣١١ ، (الداودي ، طبقات المفسرين ١ / ١٠) وله كتاب «معاني القرآن وإعرابه» يوجد منه (٤) أجزاء ، من سورة يس إلى نهاية القرآن بالمكتبة السليمانية باسطنبول رقم (١٨٩) في (٢٠١) ورقات ، وجزء من سورة الزمر إلى نهاية القرآن بمكتبة نور عثمانية رقم (٣٢٠) وطبع بتحقيق عبد الجليل عبده سلبي ، بدار إحياء التراث الإسلامي ، بالقاهرة عام ١٣٩٤ ه‍ / ١٩٧٤ م. وقامت بتصويره المكتبة العصرية ببيروت عام ١٣٩٨ ه‍ / ١٩٧٨ م. وطبع في عالم الكتب في بيروت طبعة جديدة لنفس المحقق عام ١٤٠٨ ه‍ / ١٩٨٨ م في ٥ مج.

(٤) هو علي بن أحمد بن محمد الإمام أبو الحسن الواحدي النّيسابوري ، كان أوحد عصره في التفسير ، لازم أبا إسحاق الثعلبي. صنّف التفاسير الثلاثة : البسيط والوسيط والوجيز وغيرها كثير من المؤلفات. تصدّر للإفادة والتدريس مدة ، وله شعر حسن. مات سنة ٤٦٨ (الداودي ، طبقات المفسرين ١ / ٣٨٨) وكتابه : «التفسير البسيط» مخطوط بدار الكتب بالقاهرة رقم ١ (١) ، ١٣٣ ، ٢ (١) ، ٣٥ ، بمكتبة باتنا بالهند ١ / ٢٤٢. (بروكلمان ، تاريخ الأدب العربي بالألمانية : ١ / ٤١١ والذيل ١ / ٧٣٠).

(٥) ساقطة من المطبوعة.

(٦) هو أحمد بن محمد بن إبراهيم ، أبو إسحاق النيسابوري الثعلبي أو الثعالبي. كان أوحد زمانه في عالم القرآن. أخذ عنه أبو الحسن الواحدي. توفي سنة ٤٢٧ (الداودي ، طبقات المفسرين ١ / ٦٦). ويسمّى تفسيره «الكشف والبيان في تفسير القرآن» وقد قام بتحقيقه د. عبد الله أبو السعود بدر (مجلة أخبار التراث العربي الصادرة بالكويت ع ٨ ص ١٦) وللأستاذ عبد الحق عبد الدائم سيف دراسة بعنوان «الثعالبي ومنهجه في التفسير» في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة ، وللأستاذ محمد أشرف علي دراسة أيضا بعنوان «الثعلبي ودراسة كتابه الكشف والبيان عن تفسير القرآن» في مكتبة الجامعة الإسلامية أيضا.

(٧) هو محمود بن عمر بن محمد العلامة أبو القاسم الزمخشري الخوارزمي ، المفسّر النحوي اللغوي المعتزلي يلقّب «جار الله» لأنه جاور بمكة زمانا. ولد بزمخشر قرية من قرى خوارزم. كان واسع العلم ، كثير الفضل ، غاية في الذكاء وجودة القريحة ، متقنا في كل علم ، معتزليا ، قويا في مذهبه ، مجاهرا به ، داعية إليه ، حنفيا ، علامة في الأدب والنحو. له «الكشاف» في التفسير توفي سنة ٥٣٨ (الداودي ، طبقات المفسرين ٢ / ٣١٦). وتفسيره «الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل» مطبوع ومتداول ، طبع لأول مرة بكلكته بالهند عام ١٢٧٣ ه‍ / ١٨٥٦ م في جزءين ، وطبع في جزءين في بولاق عام ١٢٨١ ه‍ / ١٨٦٤ م بهامش القرآن الكريم

١٠٥

علم البيان ، والإمام فخر الدين (١) علم الكلام وما في معناه من العلوم العقلية.

واعلم أن [من] (٢) المعلوم أن الله تعالى إنما خاطب خلقه بما يفهمونه ؛ ولذلك أرسل كل رسول بلسان قومه ، وأنزل كتابه على لغتهم ؛ وإنما احتيج إلى التفسير لما سنذكر ، بعد تقرير قاعدة ؛ وهي أن كلّ من وضع من البشر كتابا فإنما وضعه ليفهم بذاته من غير شرح ؛ وإنما احتيج إلى الشروح لأمور ثلاثة :

(أحدها) : كمال فضيلة المصنّف ؛ فإنه لقوّته العلمية يجمع المعاني الدقيقة (٣) في اللفظ الوجيز ، فربما عسر فهم مراده ، فقصد بالشرح ظهور تلك المعاني الخفية (٤) ؛ ومن هنا كان شرح بعض الأئمة تصنيفه أدلّ على المراد من شرح غيره له.

(وثانيها) : [قد يكون] (٥) حذف بعض مقدمات الأقيسة أو أغفل فيها (٥) شروطا اعتمادا على وضوحها ، أو لأنها من علم آخر ؛ فيحتاج الشارح لبيان المحذوف ومراتبه.

__________________

ـ وطبع في جزءين بمطبعة شرف بمصر عام ١٣٠٧ ه‍ / ١٨٨٩ م وبهامشه كتاب «الانتصاف» لابن المنير الاسكندري ، وطبع في جزءين بمطبعة محمد مصطفى بمصر عام ١٣٠٨ ه‍ / ١٨٩٠ م وبهامشه كتاب «الانتصاف» و «حاشية السيد الجرجاني». وطبع في بولاق عام ١٣١٨ ه‍ / ١٩٠٠ م بعناية وليام لينيس ، والمولوي خادم حسين ، والمولوي عبد الحي ، وبهامشه كتاب «الانتصاف» ، و «حاشية السيد الجرجاني» ، و «تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات» لمحب الدين أفندي ، وطبع بالمكتبة التجارية الكبرى بالقاهرة عام ١٣٥٤ ه‍ / ١٩٣٥ م في أربعة مجلدات. وفي آخره «الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف» لابن حجر العسقلاني ، ويليه «مشاهد الإنصاف على شواهد الكشاف» للمرزوقي. وطبع بمطبعة الاستقامة بالقاهرة عام ١٣٧٣ ه‍ / ١٩٥٣ م وبذيله أربعة كتب : «الانتصاف» و «الكافي الشاف» و «حاشية المرزوقي» و «مشاهد الإنصاف على شواهد الكشاف» للمرزوقي أيضا.

(١) هو محمد بن عمر بن الحسين الرازي الشافعي المعروف ب «الفخر الرازي». شارك في كثير من العلوم الشرعية والعربية والحكمية والرياضية. ولد بالرّي من أعمال فارس عام (٥٤٣). كان ذا ثروة ومماليك واحترام لدى الملوك ، من أشهر مؤلفاته التفسير المعروف ب «مفاتيح الغيب في تفسير القرآن» في ١٦ مجلدا. توفي سنة ٦٠٦ (الداودي ، طبقات المفسرين ٢ / ٢١٣) وتفسيره : «مفاتيح الغيب» أو «التفسير الكبير» هو مطبوع ومتداول ؛ طبع بالمكتبة الأزهرية بمصر عام ١٣٩٣ ه‍ / ١٩٧٣ م في (٨) مجلدات ، وتقوم دار إحياء التراث العربي في بيروت بتصويره ، وطبع بدار الفكر في دمشق عام ١٤٠٢ ه‍ / ١٩٨٢ م في (١٦) مجلدا. وطبع بدار الفكر في بيروت عام ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م مع فهرس للآيات.

(٢) زيادة من المطبوعة.

(٣) في المخطوطة : (الدقيق).

(٤) في المخطوطة : (الحقيقة).

(٥) في المخطوطة : (فيه).

١٠٦

(وثالثها) : احتمال اللفظ لمعان ثلاثة ؛ كما في المجاز والاشتراك ودلالة الالتزام ؛ فيحتاج الشارح إلى بيان غرض المصنف وترجيحه. وقد يقع في التصانيف ما لا يخلو (١) منه بشر من السهو والغلط أو تكرار (٢) الشيء ، وحذف المهم (٣) ، وغير ذلك ؛ فيحتاج الشارح للتنبيه على ذلك.

وإذا علم هذا فنقول : إن القرآن إنما أنزل بلسان عربيّ [مبين] (٤) في زمن أفصح العرب ؛ وكانوا يعلمون ظواهره وأحكامه ؛ أما دقائق باطنه فإنما كان يظهر لهم بعد البحث والنظر ، من سؤالهم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الأكثر ؛ كسؤالهم «لما نزل : (وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) (الأنعام : ٨٢) ، فقالوا : أينا لم يظلم نفسه! ففسّره النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالشرك ؛ واستدلّ عليه بقوله [تعالى] : (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (لقمان : ١٣)» (٥). وكسؤال عائشة ـ رضي‌الله‌عنها ـ عن الحساب اليسير فقال : «ذلك العرض ، ومن نوقش الحساب عذّب» (٦).

__________________

(١) في المخطوطة : (يخل).

(٢) في المطبوعة : (وتكرار).

(٣) في المخطوطة : (المبهم).

(٤) ليست في المخطوطة.

(٥) الحديث متفق عليه من رواية عبد الله بن مسعود أخرجه البخاري في (٧) مواضع من صحيحه ١ / ٨٧ ، كتاب الإيمان (٢) ، باب ظلم دون ظلم (٢٣) ، الحديث (٣٢) ، وأخرجه في ٦ / ٣٨٩ ، كتاب الأنبياء (٦٠) ، باب قول الله تعالى (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً) (٨) الحديث (٣٣٦٠) ، وأخرجه في ٦ / ٤٦٥ ، كتاب أحاديث الأنبياء (٦٠) ، باب قول الله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ) (٤١) الحديثان (٣٤٢٨ ـ ٣٤٢٩) ، وأخرجه في ٨ / ٢٩٤ ، كتاب التفسير (٦٥) ، باب قوله تعالى : (وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) (٣) الحديث (٤٦٢٩) ، وأخرجه في ٨ / ٥١٣ ، كتاب التفسير (٦٥) باب قوله تعالى : (لا تُشْرِكْ بِاللهِ) (١) الحديث (٤٧٧٦) وأخرجه في ١٢ / ٢٦٤ كتاب استتابة المرتدين (٨٨) ، باب إثم من أشرك بالله (١) الحديث (٦٩١٨) وأخرجه في ١٢ / ٣٠٣ ، كتاب استتابة المرتدين (٨٨) ، باب ما جاء في المتأولين (٩) الحديث (٦٩٣٧). وأخرجه مسلم في صحيحه ١ / ١١٤ ، كتاب الإيمان (١) ، باب صدق الإيمان وإخلاصه (٥٦) ، الحديث (١٩٧ / ١٢٤).

(٦) الحديث متفق عليه من رواية عائشة ، أخرجه البخاري في (٣) مواضع من صحيحه : ١ / ١٩٦ ، كتاب العلم (٣) ، باب من سمع شيئا فراجع فيه (٣٥) ، الحديث (١٠٣) ، وأخرجه في ٨ / ٦٩٧ ، كتاب التفسير (٦٥) ، باب قوله تعالى (فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً) (١) الحديث (٤٩٣٩) ، وأخرجه في ١١ / ٤٠٠ ، كتاب الرقاق (٨١) ، باب من نوقش الحساب عذّب (٤٩) الحديث (٦٥٣٦ ـ ٦٥٣٧). وأخرجه مسلم في صحيحه ٤ / ٢٢٠٤ ، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٥١) ، باب إثبات الحساب (١٨) الحديث (٧٩ / ٢٨٧٦).

١٠٧

وكقصة عديّ بن حاتم (١) في الخيط الذي وضعه تحت رأسه (٢). وغير ذلك مما سألوا عن آحاد [له] (٣) منه.

ولم ينقل إلينا عنهم تفسير القرآن وتأويله بجملته ؛ فنحن نحتاج إلى ما كانوا يحتاجون إليه ، وزيادة على ما لم يكونوا محتاجين إليه من أحكام الظواهر ، لقصورنا عن مدارك أحكام اللغة بغير تعلّم ؛ فنحن أشدّ الناس احتياجا إلى التفسير.

ومعلوم أن تفسيره يكون بعضه من قبيل بسط الألفاظ الوجيزة وكشف معانيها ، وبعضه من قبيل ترجيح بعض الاحتمالات على بعض ، لبلاغته ولطف معانيه ؛ ولهذا لا يستغنى عن قانون عام يعوّل في تفسيره عليه ، ويرجع في تفسيره إليه ؛ من معرفة مفردات ألفاظه ومركباتها.

وسياقه ، وظاهره وباطنه ، وغير ذلك مما لا يدخل تحت الوهم ، ويدقّ عنه الفهم.

وبين أقداحهم حديث قصير

هو سحر ، وما سواه كلام

وفي هذا تتفاوت الأذهان ، وتتسابق في النظر إليه مسابقة الرّهان فمن سابق بفهمه ، وراشق كبد الرميّة بسهمه ، وآخر رمى فأشوى (٤) ، وخبط في النظر خبط عشوا ـ كما قيل. وأين الدّقيق من الرّكيك ، وأين الزلال من الزعاق! وقال القاضي شمس الدين [ابن] (٥) الخويّي (٦) رحمه‌الله : «علم التفسير عسير يسير ؛

__________________

(١) هو الصحابي الجليل عدي بن حاتم بن عبد الله ، أسلم في سنة تسع أو عشر وكان نصرانيا قبل ذلك قال أبو حاتم السجستاني بلغ مائة وثمانين مات سنة ٦٨ ، (ابن حجر ، الإصابة في تمييز الصحابة ٢ / ٤٦٠).

(٢) وردت قصة عدي بن حاتم في حديث متفق عليه من روايته ، فقد أخرجه البخاري في موضعين من صحيحه : ٤ / ١٣٢ ، كتاب الصوم (٣٠) ، باب قول الله تعالى : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ...) (١٦) الحديث (١٩١٦) ، وأخرجه في ٨ / ١٨٢ ، كتاب التفسير (٦٥) ، باب قوله تعالى (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ...) (٢٨) الحديث (٤٥٠٩ ـ ٤٥١٠). وأخرجه مسلم في صحيحه ٢ / ٧٦٦ ، كتاب الصيام (١٣) ، باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر (٨) الحديث (٣٣ / ١٠٩٠) و (٣٤ / ١٠٩١) و (٣٥ /...).

(٣) ساقطة من المطبوعة.

(٤) العبارة في المخطوطة : (وأحرى فأشوى).

(٥) ساقطة من المطبوعة.

(٦) تصحّفت في المخطوطة إلى : (الجوزي) والصواب أنه قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن خليل بن سعادة الخويّي ـ بضم الخاء وفتح الواو وتشديد الياء الأولى ـ ولد سنة (٥٨٣) قرأ العقليات على الإمام فخر الدين الرازي والجدل على الطاوسي. كان من أذكياء المتكلمين وأعيان الحكماء والأطباء ذا دين وتعبّد. ولي قضاء دمشق. توفي سنة ٦٣٧. (الذهبي ، سير أعلام النبلاء ٢٣ / ٦٤).

١٠٨

أما عسره فظاهر من وجوه ؛ أظهرها أنه كلام متكلّم لم يصل الناس إلى مراده بالسّماع منه ، ولا إمكان للوصول إليه ، بخلاف الأمثال والأشعار ؛ فإن الإنسان يمكن علمه بمراد المتكلم (١) بأن يسمع منه أو يسمع ممن سمع منه [و] أما القرآن فتفسيره على وجه القطع لا يعلم إلا بأن يسمع من الرسول عليه‌السلام ، وذلك متعذّر إلاّ في آيات قلائل. فالعلم بالمراد يستنبط بأمارات ودلائل ، والحكمة فيه أنّ الله تعالى أراد أن يتفكّر عباده في كتابه ؛ فلم يأمر نبيّه بالتنصيص على [٣ / أ] المراد ؛ وإنما هو عليه‌السلام صوّب رأي جماعة من المفسّرين ، فصار ذلك دليلا قاطعا على جواز التفسير من غير سماع من الله ورسوله» قال : «واعلم أن بعض الناس يفتخر ويقول : كتبت هذا وما طالعت شيئا من الكتب ، ويظن أنه فخر ؛ ولا يعلم أن ذلك غاية النقص ؛ فإنّه لا يعلم مزية ما قاله على ما قيل ، ولا مزية ما قيل على ما قاله ، فبما ذا يفتخر! ومع هذا ما كتبت شيئا إلا خائفا من الله مستعينا به ، معتمدا عليه ؛ فما كان حسنا فمن الله وبفضله (٢) [بوسيلة مطالعة كلام عباد الله الصالحين] (٣) وما كان ضعيفا فمن النفس الأمّارة بالسوء».

فصل

ذكر القاضي أبو بكر ابن العربي (٤) في كتاب «قانون التأويل» : «إن علوم القرآن خمسون علما وأربعمائة وسبعة آلاف علم وسبعون ألف علم (٥) ، على عدد كلم القرآن ،

__________________

(١) العبارة في المخطوطة : (ثمة إذا تكلم).

(٢) في المطبوعة : (وفضله).

(٣) ساقطة من المخطوطة ، وهي من المطبوعة.

(٤) هو محمد بن عبد الله بن محمد أبو بكر ابن العربي الإشبيلي ولد سنة (٤٦٨) كان أبوه من فقهاء إشبيلية ورؤسائها. قرأ القاضي أبو بكر القراءات ولقي بالشام أبا نصر المقدسي وأبا حامد الغزالي وغيرهما. ودخل بغداد وسمع من علمائها. وله تصانيف حسنة منها : «أحكام القرآن» توفي سنة ٥٤٣. (الداودي ، طبقات المفسرين ٢ / ١٦٢). وكتابه «قانون التأويل في التفسير» ، يوجد منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية ١ (١) ، ١٨٨ و ٢ (١) ، ٥٧ ونسخة خطية في المكتبة الإسكوريال ٢ : ١٢٦٤. ونسخة بفاس ١٧٢ (٣). (بروكلمان ، تاريخ الأدب العربي بالألمانية ١ / ٤١٢ ، والذيل ١ / ٧٣٢) ، ويوجد منه صورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة رقم (١٦٤) و (١٦٥) عن نسخة دار الكتب (معجم الدراسات القرآنية ص ٣٢٥).

(٥) في المخطوطة (علما).

١٠٩

مضروبة في أربعة. قال بعض السلف : إذ لكل كلمة ظاهر وباطن ، وحدّ ومقطع ؛ وهذا مطلق دون اعتبار تراكيبه وما بينها (١) من روابط. وهذا ما لا يحصى ولا يعلمه إلا الله [عزوجل]».

قال : «وأمّ [علوم] (٢) القرآن ثلاثة أقسام : توحيد وتذكير وأحكام ؛ فالتوحيد يدخل فيه معرفة المخلوقات ومعرفة الخالق بأسمائه وصفاته وأفعاله. والتذكير ، ومنه الوعد والوعيد ، والجنة والنار ، وتصفية الظاهر والباطن. والأحكام ؛ ومنها التكاليف كلّها وتبيين المنافع والمضارّ ، والأمر والنهي والندب».

«فالأول : (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) (البقرة : ١٦٣) ، فيه التوحيد كلّه في الذات والصفات والأفعال.

والثاني : (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذاريات : ٥٥).

والثالث : (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ) (المائدة : ٤٩) ؛ ولذلك قيل في معنى قوله تعالى (٣) : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (الإخلاص : ١) «تعدل ثلث القرآن» (٤). يعني في الأجر ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وقيل : ثلثه في المعنى ؛ لأن القرآن ثلاثة أقسام كما ذكرنا.

وهذه السورة اشتملت على التوحيد».

__________________

(١) في المخطوطة : (تركيبه وما بينهما).

(٢) العبارة في المخطوطة : (وأما القرآن).

(٣) في المطبوعة : (في معنى قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم..).

(٤) الحديث أخرجه ابن ماجة في سننه ٢ / ١٢٤٤ ـ ١٢٤٥ ، كتاب الأدب (٣٣) ، باب ثواب القرآن (٥٢) من رواية أبي هريرة ، الحديث (٣٧٨٧) ، ومن رواية أنس بن مالك ، الحديث (٣٧٨٨) ، ومن رواية أبي مسعود الأنصاري ، الحديث (٣٧٨٩). وأخرجه أبو داود في سننه ٢ / ١٥٢ ، كتاب الصلاة (٢) ، باب في سورة الصمد (٣٥٣) من رواية أبي سعيد الخدري ، الحديث (١٤٦١) ، وأخرجه الترمذي في سننه ٥ / ١٦٥ ـ ١٦٩ ، كتاب فضائل القرآن (٤٦) ، باب ما جاء في إذا زلزلت (١٠) من رواية أنس بن مالك من حديث طويل (٢٨٩٣) ، ومن رواية ابن عباس من حديث طويل (٢٨٩٤) ، ومن رواية أنس بن مالك من حديث طويل (٢٨٩٥). وفي باب ما جاء في سورة الإخلاص (١١) من رواية أبي أيوب ، وقال بعضهم : امرأة أبي أيوب ـ الحديث (٢٨٩٦) ، وأخرجه النسائي في سننه ٢ / ١٧١ ـ ١٧٢ ، كتاب الافتتاح (١١) باب الفصل في قراءة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (٦٩) من رواية أبي سعيد الخدري ، الحديث (٩٩٥) ، ومن رواية أبي أيوب ، الحديث (٩٩٦) ، وأخرجه مالك في الموطأ ١ / ٢٠٨ ـ ٢٠٩ ، كتاب القرآن (١٥) ، باب ما جاء في قراءة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (٦) من رواية أبي سعيد الخدري ، الحديث (١٧) ، ومن رواية حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، الحديث (١٩).

١١٠

«ولهذا المعنى صارت فاتحة الكتاب أمّ الكتاب ، لأن فيها الأقسام الثلاثة : فأما التوحيد فمن أولها إلى قوله : (يَوْمِ الدِّينِ). وأما الأحكام ف (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ، وأما التذكير فمن قوله : (اهْدِنَا) إلى آخرها : فصارت بهذا أمّا ؛ لأنه (١) يتفرع عنها كل نبت وقيل : صارت أمّا لأنها مقدّمة على القرآن بالقبلية ، والأم قبل البنت. وقيل : سميت فاتحة لأنها تفتح أبواب الجنة على وجوه مذكورة في مواضعها».

وقال أبو الحكم بن برّجان (٢) في كتاب «الإرشاد» : «وجملة القرآن تشتمل على ثلاثة علوم : علم أسماء الله تعالى وصفاته ، ثم علم النبوة وبراهينها ، ثم علم التكليف والمحنة». قال : «وهو أعسر لإغرابه وقلة انصراف الهمم إلى تطلبه [من مكانه] (٣)».

وقال غيره : القرآن يشتمل على أربعة أنواع من العلوم : أمر ، ونهي ، وخبر واستخبار ـ وقيل ستة ـ وزاد الوعد والوعيد.

وقال محمد بن جرير الطبريّ : «يشتمل على ثلاثة أشياء : التوحيد ، والأخبار ، والديانات ؛ ولهذا قال [النبي] (٤) صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (الإخلاص : ١) تعدل ثلث القرآن» (٥) وهذه السورة تشمل التوحيد كلّه».

وقال علي بن عيسى (٦) : «القرآن يشتمل على ثلاثين شيئا : الإعلام ، والتنبيه ،

__________________

(١) في المخطوطة : (وأنه).

(٢) هو عبد السلام بن عبد الرحمن بن عبد السلام اللخمي الإشبيلي المعروف بابن برّجان ـ ضبطه ياقوت بفتح الباء الموحّدة ، وتشديد الراء ، وبعدها جيم. وبعد الألف نون ـ إمام في اللغة والنّحو. أخذ اللغة والعربية عن ابن ملكون ولازمه كثيرا ، وكان من أحفظ أهل زمانه في اللغة مسلما له ذلك. صدوق ثقة. توفي سنة ٦٢٧.

(ابن خلكان ، وفيات الأعيان ٤ / ٢٢٩ ـ ٢٣٧) وكتابه «الإرشاد في تفسير القرآن» ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء ٧ / ٣٢٠ ، وذكره حاجي خليفة في كشف الظنون ١ / ٦٩ وقال : «فيه من الأسرار والخواص ما هو مشهور فيما بين أهل هذا الشأن ، وقد استنبطوا من رموزاته أمورا فأخبره بها قبل الوقوع». والكتاب مخطوط بمكتبة فيض الله بتركيا رقم (٣٥) كتب في القرن التاسع (معجم مصنفات القرآن الكريم ٢ / ١٠٨) ، ومنه قطعة بالخزانة التيمورية ضمن مجاميع برقم (٢١٢) يبدأ بسورة الروم (فهرس الخزانة التيمورية ص ١٦).

(٣) ساقطة من المخطوطة وهي من المطبوعة.

(٤) ساقطة من المطبوعة.

(٥) تقدم تخريج الحديث ص ١١٠.

(٦) هو علي بن عيسى بن علي ، أبو الحسن النحوي المعروف بالرماني. حدّث عن أبي بكر بن دريد وأبي بكر بن السّرّاج

١١١

والأمر ، والنهي ، والوعد ، والوعيد ، ووصف الجنة ، والنار ، وتعليم الإقرار (١) باسم الله ، وصفاته (٢) ، وتعليم الاعتراف بإنعامه ، والاحتجاج على المخالفين ، والردّ على الملحدين ، والبيان عن الرغبة ، والرهبة ، [و] (٣) الخير ، والشر ، والحسن ، والقبيح ، ونعت الحكمة ، وفضل المعرفة ، ومدح الأبرار ، وذمّ الفجار ، والتسليم ، والتحسين ، والتوكيد ، والتقريع ، والبيان عن ذم الاخلاق ، وشرف الأداء».

قال القاضي أبو المعالي عزيزي (٤) : «وعلى التحقيق أن تلك الثلاثة التي قالها محمد بن جرير تشمل هذه كلّها بل أضعافها ؛ فإن القرآن لا يستدرك ولا تحصى غرائبه وعجائبه ؛ قال تعالى : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاَّ هُوَ) (الأنعام : ٥٩)».

وقال غيره : علوم ألفاظ القرآن أربعة : الإعراب ؛ وهو في الخبر.

والنظم ؛ وهو القصد (٥) ؛ نحو (وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ) (الطلاق : ٤) ، معنى باطن نظم بمعنى ظاهر. وقوله : (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ) (يونس : ٣٤) ؛ كأنه قيل : قالوا : ومن يبدأ الخلق ثم يعيده [٣ / ب]؟ فأمر النبيّ [صلى‌الله‌عليه‌وسلم] أن يقول : (اللهُ يَبْدَؤُا [الْخَلْقَ]) (٦) (يونس : ٣٤) ؛ لفظ ظاهر نظم بمعنى باطن.

والتصريف في الكلمة ؛ كأقسط : عدل ، وقسط (٧) : جار. وبعد : ضد قرب ، وبعد : هلك.

__________________

روى عنه التنوخي والجوهري وهلال بن المحسّن الكاتب ، كان من أهل المعرفة ، متقنا في علوم كثيرة من الفقه ، والقرآن والنحو واللغة والكلام على مذهب المعتزلة ، له التصانيف المشهورة في التفسير والنحو واللغة منها «إعجاز القرآن» توفي سنة ٣٨٤. (الوزير القفطي ، إنباه الرواة ٢ / ٢٩٤).

(١) في المخطوطة : (القرآن).

(٢) في المطبوعة زيادة (وأفعاله).

(٣) ساقطة من المطبوعة.

(٤) هو أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك بن منصور الجيلي القاضي المعروف بشيذلة الفقيه الشافعي الواعظ. كان فقيها فاضلا واعظا ماهرا فصيح اللسان حلو العبارة كثير المحفوظات ، صنّف في الفقه وأصول الدين ، والوعظ ، تولى القضاء بمدينة بغداد وكان يناظر بمذهب الأشعري توفي سنة ٤٩٤ (ابن رجب الحنبلي ، شذرات الذهب ٣ / ٤٠١).

(٥) في المخطوطة : (المقصد).

(٦) ساقطة من المخطوطة ، وهي من المطبوعة.

(٧) في المخطوطة : (وعدل).

١١٢

والاعتبار ؛ وهو معيار الأنحاء الثلاثة ؛ وبه يكون الاستنباط والاستدلال ؛ وهو كثير ، منه ما يعرف بفحوى الخطاب (١). ومعنى اعتبرت الشيء طلبت بيانه ، عبّرت الرؤيا : بيّنتها ؛ قال الله تعالى : (فَاعْتَبِرُوا) (الحشر : ٢) بعد : (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ) (الحشر : ٢) دلّ على أن انتقامه بالخروج من الدار من أعظم الوجوه ، و (لِأَوَّلِ الْحَشْرِ) (الحشر : ٢) ، دلّ على أن لها توابع ؛ لأن «أول» لا يكون [إلا] (٢) مع «آخر» ؛ وكان هذا في بني النّضير ثم أهل نجران. (ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا) (الحشر : ٢) إلا بنبإ ، وأنهم يستقلون عدد من كان مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣). (وَلَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ) (الحشر : ٣) فيه دليل على أن الإخراج [في الشدة] (٤) مثل العذاب ؛ إذ جعل بدله (٥).

وقد يتعدد الاعتبار ؛ نحو أتاني غير زيد ، أي أتياه ، أو أتاه غير زيد ، لا هو (٦). لو شئت أنت لم أفعل ، [أي أنت] (٧) أمرتني أو نهيتني ؛ قال [الله] تعالى : (لَوْ شاءَ اللهُ ما عَبَدْنا) (النحل : ٣٥) ردّ عليهم بأن الله لا يأمر بالفحشاء ؛ بدليل قوله : (وَاللهُ أَمَرَنا بِها) (الأعراف : ٢٨) ، (وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا) (المائدة : ٢) ، فالاعتبار إباحة.

ومن الاعتبار ما يظهر بآي أخر ؛ كقوله [تعالى] : (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً) (فاطر : ٤٥) ، فهذه تعتبر بآخر الواقعة (الآيات : ٨٨ ـ ٩٦) ؛ من أن الناس على ثلاثة منازل ؛ أي أحلّ كلّ فريق في منزلة له (٨) ، والله بصير بمنازلهم.

__________________

(١) في المطبوعة : (الكلام).

(٢) ساقطة من المخطوطة ، وهي من المطبوعة.

(٣) كذا العبارة في المخطوطة ، والمطبوعة ، وفيها غموض ، قال الإمام الطبري : «ما ظننتم أن يخرج هؤلاء الذين أخرجهم الله من ديارهم من أهل الكتاب من مساكنهم ومنازلهم وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله. وإنما ظنّ القوم فيما ذكر ذلك أن عبد الله بن أبي وجماعة من المنافقين بعثوا إليهم لما حصرهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأمرونهم بالثبات في حصونهم ويعدونهم النصر» (جامع البيان : ٢٨ / ٣٠).

(٤) العبارة في المطبوعة : (أن الإخراج مثل العذاب في الشدة).

(٥) أخرج الأثر عن السيدة عائشة رضي‌الله‌عنها الحاكم في المستدرك ٢ / ٤٨٣ كتاب التفسير باب تفسير سورة الحشر ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وأقرّه الذهبي. وأخرجه البيهقي في الدلائل ٣ / ١٧٨ ، باب غزوة بني النضير. وعزاه السيوطي لابن مردويه (الدر المنثور ٦ / ١٨٧).

(٦) العبارة في المخطوطة : (أي اتيانه أو لا غير زيد).

(٧) ساقطة من المطبوعة.

(٨) كذا في المطبوعة ، واللفظ في المخطوطة (في منزله). (البرهان ـ ج ١ ـ م ٨)

١١٣

ومنه ما يظهر بالخبر كقوله تعالى : (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ) (البقرة : ٩٧) بمعنى الحديث (١) : «إن اليهود قالوا : لو جاء به ميكائيل لاتبعناك ، لأنه يأتي بالخير ، وجبريل لم يأت بخير (٢) قط» (٣) وأي خير أجلّ من القرآن!

ومن ضروب النظم قوله [تعالى] : (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ) (فاطر : ١٠) ، إن حمل على أن يعتبر أن العزة له لم ينتظم [به] (٤) ما بعده وإن حمل على معنى أن يعلم لمن العزة انتظم.

__________________

(١) الحديث أخرجه الطيالسي في مسنده : ٢٥٦ ضمن مسند ابن عباس رضي‌الله‌عنه من رواية شهر بن حوشب عنه ، الحديث (٢٧٣١). وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ١ / ٢٧٨ ، ضمن مسند ابن عباس رضي‌الله‌عنه. وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ١ / ٣٤٢ من رواية شهر بن حوشب في تفسير قوله تعالى (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ) ، (الآية : ٩٧). وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٦ / ٢٦٦ من رواية ابن عباس ، باب ما جاء في مسائل عصابة من اليهود ، ومعرفة إصابته فيما قال.

(٢) في المطبوعة : (بالخير).

(٣) الخبر أخرجه ابن جرير في جامع البيان ١ / ٣٤٣ ، واللفظ عنده : «ولا يأتي إلا بالحرب والشدّة والقتال».

(٤) ساقطة من المخطوطة ، وهي من المطبوعة.

١١٤

النوع الاول

معرفة أسباب (١) النزول (*)

وقد اعتنى بذلك المفسّرون في كتبهم ، وأفردوا فيه تصانيف ؛ منهم عليّ ابن المديني (٢) شيخ البخاريّ ، ومن أشهرها تصنيف الواحديّ (٣) في ذلك (٤).

__________________

(١) في المخطوطة : (سبب).

(*) للتوسع في هذا النوع انظر : الفهرست لابن النديم : ٥٧ ، في الفن الثالث من المقالة الأولى. والإتقان للسيوطي ١ / ٨٢ ، النوع التاسع ، ومفتاح السعادة لطاش كبري ٢ / ٣٤٩ ، في المطلب الثالث في فروع علوم التفسير ، وكشف الظنون لحاجي خليفة ١ / ٧٦ ، وأبجد العلوم للقنوجي ٢ / ٥٣ ، ومناهل العرفان للزرقاني ١ / ٩٩ ـ ١٣٠ ، المبحث الخامس ومباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح : ١٢٧ ـ ١٦٣ ، ومعجم الدراسات القرآنية لابتسام الصفار : ٥٣ ، ومعجم الدراسات القرآنية لعلي شواخ ١ / ١٢٥ ـ ١٣٨. «نزول القرآن» دراسة لمصطفى شريف العاني ، نشرها في مجلة الرسالة العراقية ، السنة ٢ ، ع ١٨ ، ١٣٨٩ ه‍ / ١٩٦٩ م «التنزيل ووقت النزول» لزهرة حسين أبو العلا ، مقال في مجلة الإسلام ، س ٨ ، ع ٣٧ ، ١٣٥٨ ه‍ / ١٩٣٩ م «الصحيح المسند من أسباب النزول» لمقبل الوادعي ، طبع بمكتبة المعارف بالرياض بدون تاريخ.

(٢) هو علي بن عبد الله بن جعفر السعدي مولاهم ، أبو الحسن المديني البصري روى عن الكثيرين من أهل عصره. وروى عنه البخاري وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة في التفسير. كان أحمد لا يسميه إنما يكنّيه تبجيلا له. توفي سنة ٢٣٤ ه‍ (ابن حجر ، تهذيب التهذيب ٧ / ٣٥٦). وكتابه «أسباب النزول ذكره ابن النديم في الفهرست : ١٥٣ ، وذكره حاجي خليفة في «كشف الظنون» ١ / ٧٦ وقال : (وهو أوّل من صنّف فيه).

(٣) هو علي بن أحمد بن محمد الواحدي النيسابوري تقدمت ترجمته ص ١٠٥ ، وكتابه «أسباب النزول» مطبوع ومتداول : طبع لأول مرة بمصر عام ١٣١٥ ه‍ / ١٨٩٧ م في (٣٣٨) صفحة ، وبهامشه «الناسخ والمنسوخ» لأبي القاسم بن هبة الله بن سلامة ، وطبع بمصر عام ١٣١٦ ه‍ / ١٨٩٨ م في (٣٤٨) صفحة. (سركيس ، معجم المطبوعات : ١٠٩٥) ، وطبع بمطبعة مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة عام ١٣٧٩ ه‍ / ١٩٥٩ م في (٢٦٦) صفحة. وطبع بتحقيق السيد أحمد صقر بدار إحياء الكتب العربية بالقاهرة عام ١٣٨٣ ه‍ / ١٩٦٣ م في (٥٤٢) صفحة وطبع بدار الفكر في بيروت عام ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م في (٣٢٠) صفحة ، وتقوم كثير من دور النشر بتصوير الكتاب عن هذه الطبعات الأصلية. وذكر السيوطي في الإتقان ٣ / ٨٢ أن الجعبري ، برهان الدين إبراهيم بن عمر (ت ٧٣٢ ه‍) قد اختصر كتاب الواحدي.

(٤) ومن الكتب المؤلفة في أسباب النزول أيضا : «نزول القرآن» لابن عباس (ت ٦٨ ه‍) من رواية عكرمة البربري (ت ١٠٤ ه‍) (ذكره ابن النديم في الفهرست : ٤٠) ، «نزول القرآن» للضحاك بن

١١٥

وأخطأ من زعم أنه لا طائل تحته ، لجريانه مجرى التّاريخ ، وليس كذلك ، بل له

__________________

مزاحم الهلالي ، ت ١٠٥ ه‍ (الفهرست : ٤٠). «نزول القرآن» للحسن بن أبي الحسن يسار البصري ت ١١٠ ه‍ (الفهرست : ٤٠ وسيزكين ١ / ١٨٧) «تنزيل القرآن بمكة والمدينة» للزهري ، محمد بن مسلم بن شهاب (ت ١٢٤ ه‍) طبع بتحقيق صلاح الدين المنجد بدار الكتاب الجديد في بيروت عام ١٣٨٣ ه‍ / ١٩٦٣ م في ١٦ ص ، وحقّقه حاتم صالح الضامن ونشره في الجزءين الثاني والثالث من المجلد الثامن من مجلة المجمع العلمي العراقي «التنزيل في القرآن» لابن فضال ، علي بن الحسن الكوفي (ت ٢٢٤ ه‍) (إيضاح المكنون ٤ / ٢٨٣). «ما نزل من القرآن في صلب الزمان» للجوهري ، (إيضاح المكنون ٤ / ٤٢١) «القصص والأسباب التي نزل من أجلها القرآن» لأبي المطرف ، عبد الرحمن بن عيسى بن فطيس بن أصبغ (ت ٤٠٢) (تاريخ التفسير : ٩٠) «التنزيل وترتيبه» للنيسابوري ، أبو القاسم الحسن بن محمد (ت ٤٠٦ ه‍) مخطوط في الظاهرية : ٦٧٦٣ ضمن مجموع (سيزكين ١ / ٢١٩) «أسباب النزول» للعراقي ، محمد بن أسعد (ت ٥٦٧ ه‍) مخطوط في مكتبة صوفيا ببلغاريا : ١٦١ ق. وفي مكتبة شستربتي : ٥١٩٩ (تاريخ التفسير : ٩٠) «أسباب النزول» لابن الجوزي عبد الرحمن بن علي (ت ٥٩٧ ه‍) (تاريخ التفسير : ٥٦) «يتيمة الدرر في النزول وآيات السور» لأبي عبد الله محمد بن أحمد الموصلي (ت ٦٥٦ ه‍) مخطوط في مكتبة شستربتي بدبلن رقم ٣٩٦١ (معجم الدراسات القرآنية : ١٤). «التبيان في نزول القرآن» لابن تيمية ، أبي العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم (ت ٧٢٨ ه‍) طبع بالقاهرة ، بالمط. الشرفية عام ١٣٢٣ ه‍ / ١٩٠٥ م وطبع أيضا باسم «العلم بأسباب النزول» بدار الثقافة في الرياض عام ١٣٨١ ه‍ / ١٩٦١ م «أسباب النزول» للجعبري ، برهان الدين إبراهيم بن عمر (ت ٧٣٢ ه‍) اختصر به كتاب الواحدي ، (الإتقان ٢ / ٢٨) ، «أسباب النزول» للحافظ ابن حجر العسقلاني أحمد بن علي بن حجر (ت ٨٥٢ ه‍) ويسمى أيضا ب «العجاب في الأسباب» ومنه نسخة خطية في خزانة ابن يوسف العمومية بمراكش رقم ٢٥٨ ، ومنه صورة بالجامعة الاسلامية في المدينة المنورة ، وقد حققه خالد السامرائي ويوسف المرعشلي وينشر في دار المعرفة في بيروت والمكتبة الإسلامية في اسطنبول ومنها : «مدد الرحمن في أسباب نزول القرآن» للخليلي ، زين الدين عبد الرحمن بن علي بن إسحاق التميمي المقدسي الشافعي ت ٨٧٦ ه‍) (إيضاح المكنون ٢ / ٤٥٥) «لباب النقول في أسباب النزول» للسيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن (ت ٩١١ ه‍) طبع لأول مرة بهامش تفسير الجلالين ، ومعه «معرفة الناسخ والمنسوخ» لابن حزم في بولاق عام ١٢٨٠ ه‍ / ١٨٦٣ م (معجم سركيس : ١٠٧٥) وطبع بالمكتبة الأزهرية في القاهرة عام ١٣١٦ ه‍ / ١٨٩٨ م وطبع بمط الملاح بدمشق عام ١٣٩٧ ه‍ / ١٩٥٩ م. وصوّر بدار إحياء التراث العربي في بيروت عام ١٣٩٨ ه‍ / ١٩٧٨ م «إرشاد الرحمن لأسباب النزول والنسخ والمتشابه وتجويد القرآن» للأجهوري عطية الله بن البرهان الشافعي (ت ١١٩٠ ه‍) مخطوط بمكتبة جامعة الملك سعود بالرياض : ٨ ، (معجم مصنفات القرآن ١ / ١٢٧) «لب التفاسير في معرفة أسباب النزول والتفسير» لمحمد بن عبد الله القاضي الرومي ت ١١٩٥ ه‍ (إيضاح المكنون ٢ / ٤٠٠) «أسباب النزول وما يتعلق به وعدد الآيات وغير ذلك» لمؤلف مجهول. مخطوط في المكتبة التيمورية : ١٢٣ «أسباب النزول» لعبد الجليل النقشبندي (ت؟) مخطوط في الأزهر : ٣٢٩.

١١٦

فوائد : منها وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم. ومنها تخصيص الحكم به عند من يرى أنّ العبرة بخصوص السبب.

ومنها الوقوف على المعنى ، قال الشيخ أبو الفتح القشيريّ (١) : «بيان سبب النزول طريق [قويّ] (٢) في فهم معاني الكتاب العزيز» ؛ وهو أمر تحصّل للصحابة بقرائن تحتفّ بالقضايا. ومنها أنه قد يكون اللفظ عاما ، ويقوم الدليل على التخصيص ؛ فإن محلّ السبب لا يجوز إخراجه بالاجتهاد بالإجماع (٣) كما حكاه القاضي أبو بكر (٤) في «مختصر التقريب» ؛ لأن دخول السبب قطعيّ.

ونقل بعضهم الاتفاق على أن لتقدم السبب على ورود العموم أثرا.

ولا التفات إلى ما نقل عن بعضهم من تجويز إخراج محلّ السبب بالتخصيص لأمرين : أحدهما أنه يلزم منه تأخير البيان عن وقت الحاجة ، ولا يجوز. والثاني أن فيه عدولا عن محلّ السؤال ؛ وذلك لا يجوز في حق الشارع ؛ لئلا يلتبس على السائل. واتفقوا على أنه تعتبر النصوصية في السبب من جهة استحالة تأخير البيان عن وقت الحاجة ؛ وتؤثر أيضا فيما وراء محلّ السبب ؛ وهو إبطال الدلالة على قول ، والضعف على قول.

ومن الفوائد أيضا دفع توهّم الحصر ؛ قال الشافعي ما معناه [في معنى] (٥) قوله تعالى : (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً...) (الأنعام : ١٤٥) الآية : إنّ الكفّار لما حرّموا ما أحلّ

__________________

(١) تصحفت في المخطوطة إلى (النويري) ، والصواب أنه القشيري ، وهو أبو الفتح المعروف بابن دقيق العيد كما ذكر السيوطي في الإتقان ٣ / ٨٣ (بتحقيق محمد أبو الفضل) وقد ترجم له الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة ٤ / ٩١ والسبكي في طبقات الشافعية ٦ / ٢. وسيأتي التعريف به في ٢ / ٣٣٨.

(٢) ساقطة من المخطوطة.

(٣) في المطبوعة (والإجماع).

(٤) هو القاضي أبو بكر الباقلاني محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر البصري المالكي الأصولي المتكلم صاحب المصنّفات أخذ علم النظر عن أبي عبد الله بن مجاهد الطائي صاحب الأشعري قال ابن الأهدل : سيف السنة القاضي أبو بكر مجدّد الدين على رأس المائة الرابعة. كان ورعا لم تحفظ عنه زلّة ولا نقيصة توفي سنة ٤٠٣. (الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ٥ / ٣٧٩) ، وكتابه «مختصر التقريب والإرشاد» في أصول الفقه ذكره القاضي عياض في ترتيب المدارك ٤ / ٦٠١ في ترجمة الباقلاني ، فصل «فهرست كتبه» ، وذكر أن له اختصاران أصغر وأوسط.

(٥) ساقطة من المخطوطة ، وهي من المطبوعة ، وليست في الإتقان ، وانظر كلام الشافعي حول هذه الآية في الأم ٢ / ٢٤١ ، ٢٤٣ ، ٢٤٧ ، ٣ / ٢١٤ ، ٤ / ١٥١ ، ٧ / ٢١ ، ٨٧ ، وفي اختلاف الحديث : ٤٨٥ ، وفي الرسالة : ٢٠٦ ، ٢٠٧ ، ٢٣١ ، وفي أحكام القرآن : ٨٨ ، ١٠١ ، ١٠٢.

١١٧

الله ، وأحلّوا ما حرّم الله ، وكانوا على المضادّة والمحادّة [ف] (١) جاءت الآية مناقضة لغرضهم ؛ فكأنه قال : لا حلال إلا ما حرّمتموه ؛ ولا حرام إلاّ ما أحللتموه ؛ (٢) ؛ نازلا منزلة من يقول : لا تأكل اليوم حلاوة ؛ فتقول : لا آكل اليوم إلاّ الحلاوة ؛ والغرض المضادّة لا النفي والإثبات على الحقيقة ؛ فكأنه قال : لا حرام إلا ما حللتموه من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهلّ لغير الله به ، ولم يقصد حلّ ما وراءه ؛ إذ القصد إثبات التحريم لا إثبات الحلّ.

قال إمام الحرمين (٣) : «وهذا في غاية الحسن ؛ ولو لا سبق الشافعيّ [٤ / أ] إلى ذلك لما كنا نستجيز مخالفة [مالك] (٤) في حصر المحرّمات فيما ذكرته الآية. وهذا قد يكون من الشافعي أجراه مجرى التأويل». ومن قال بمراعاة اللفظ دون سببه لا يمنع من التأويل.

وقد جاءت [آيات] (٤) في مواضع اتفقوا على تعديتها إلى غير أسبابها ؛ كنزول آية الظهار في سلمة بن صخر (٥) ، وآية اللعان في شأن هلال بن أميّة (٦) ،...... ونزول حد

__________________

(١) ساقطة من المطبوعة.

(٢) في المخطوطة : (حللتموه).

(٣) هو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني أبو المعالي النيسابوري الشافعي الأشعري المعروف بإمام الحرمين ، فقيه أصولي متكلم مفسّر أديب ولد في المحرم وجاور بمكة توفي سنة (٤٧٨ ه‍) بنيسابور من تصانيفه الكثيرة : «نهاية المطلب في دراية المذهب» «والبرهان في أصول الفقه» و «تفسير القرآن» (السبكي ، طبقات الشافعية ٣ / ٢٤٩).

(٤) ساقطة من المخطوطة ، وهي من المطبوعة ، وعند السيوطي في الإتقان ٣ / ٨٤.

(٥) هو سلمة بن المحبق الهذلي ، وقيل اسم المحبق صخر يكنى أبا سنان له رواية وساكن البصرة روى عنه ابنه سنان وجون بن قتادة وقبيصة بن حريث والحسن البصري وغيرهم (ابن حجر ، الإصابة ٢ / ٦٦). والأثر أخرجه ابن ماجة في سننه ١ / ٦٦٥ من رواية سلمة في كتاب الطلاق (١٠) ، باب الظهار (٢٥) الحديث (٢٠٦٢) وأخرجه من رواية ابن عباس رضي‌الله‌عنه ١ / ٦٦٦ كتاب الطلاق (١٠) ، باب المظاهر يجامع قبل أن يكفّر (٢٦) الحديث (٢٠٦٥) وأخرجه الترمذي في سننه من رواية ابن عباس رضي‌الله‌عنه ٣ / ٥٠٣ كتاب الطلاق (١١) ، باب ما جاء في المظاهر يواقع قبل أن يكفّر (١٩) الحديث (١١٩٩) وقال : «هذا حديث حسن غريب صحيح». وأخرجه من رواية أبي سلمة ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان رضي‌الله‌عنهما ٣ / ٥٠٣ كتاب الطلاق (١١) ، باب ما جاء في كفارة الظهار (٢٠) الحديث (١٢٠٠) وقال : هذا حديث حسن.

(٦) هو هلال بن أميّة بن عامر الأنصاري الواقفي. شهد بدرا وما بعدها وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم. وله ذكر في الصحيحين من رواية سعيد بن جبير عن ابن عمر (ابن حجر ، الإصابة ٣ / ٥٧٤). والأثر أخرجه البخاري في صحيحه ٨ / ٤٤٩ من رواية ابن عباس في كتاب التفسير (٦٥) ، باب قوله تعالى (وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ...) (٣) الحديث (٤٧٤٧).

١١٨

القذف (١) في رماة عائشة رضي‌الله‌عنها ، ثم تعدّى إلى غيرهم ، وإن كان قد قال سبحانه : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ) (النور : ٤) ، فجمعها مع غيرها ؛ إما تعظيما لها إذ أنها أمّ المؤمنين ـ ومن رمى أم قوم فقد رماهم ـ وإما للإشارة إلى التعميم ؛ ولكنّ الرماة لها كانوا معلومين ، فتعدّى الحكم إلى من سواهم ؛ فمن يقول بمراعاة حكم اللفظ كان الاتفاق هاهنا هو مقتضى الأصل ، ومن قال بالقصر على الأصل خرج عن الأصل في هذه الآية بدليل. ونظير هذا تخصيص الاستعاذة بالإناث في قوله تعالى : (وَمِنْ [شَرِّ] (٢) النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ) (الفلق : ٤) ، لخروجه على السبب ؛ وهو أن بنات لبيد سحرن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

كذا قال أبو عبيد (٣) : وفيه نظر ، فإن الذي سحر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم هو لبيد بن الأعصم (٤) كما [جاء] (٥) في الصحيح.

وقد تنزل الآيات على الأسباب خاصة ، وتوضع كلّ واحدة منها مع ما يناسبها من الآي رعاية لنظم القرآن وحسن السياق ؛ فذلك الذي وضعت معه الآية نازلة على سبب خاص للمناسبة ؛ إذ كان مسوقا لما نزل في معنى يدخل تحت ذلك اللفظ العام ؛ أو كان من جملة

__________________

(١) الأثر ، أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٦ / ٣٥ ، وأخرجه أبو داود في سننه ٤ / ٦١٨ كتاب الحدود (٣٧) ، باب في حد القذف (٣٥) الحديث (٤٤٧٤ ـ ٤٤٧٥). وأخرجه ابن ماجة في سننه ٢ / ٨٥٦ كتاب الحدود (٢٠) ، باب حد القذف (١٥) الحديث (٢٥٦٧). وأخرجه الترمذي في سننه ٥ / ٣٣٦ كتاب تفسير القرآن (٤٨) ، باب ومن سورة النور (٢٥) الحديث (٣١٨١).

(٢) ساقطة من المخطوطة.

(٣) هو القاسم بن سلاّم أبو عبيد اللغوي الفقيه المحدّث. درّس الحديث والأدب ونظر في الفقه. وأقام ببغداد مدّة. ثم ولي القضاء بطرسوس وخرج بعد ذلك إلى مكة فسكنها حتى مات بها. من مصنّفاته «الأمثال» «وغريب الحديث» و «معاني القرآن» وغيرها. توفي سنة ٢٢٣ (القفطي ، إنباه الرواة ٣ / ١٢).

(٤) هو لبيد بن الأعصم رجل من بني زريق حليف اليهود ، كان منافقا. (ابن كثير ، تفسير القرآن العظيم ، ٤ / ٦١٤). والحديث متفق عليه من رواية عائشة رضي‌الله‌عنها ، أخرجه البخاري في صحيحه ٦ / ٢٧٦ ، كتاب الجزية والموادعة (٥٨) ، باب هل يعفى عن الذمّي إذا سحر (١٤) ، الحديث (٣١٧٥) وأخرجه في ٦ / ٣٣٤ ، كتاب بدء الخلق (٥٩) ، باب صفة إبليس وجنوده (١١) ، الحديث (٣٢٦٨) ، وأخرجه في ١٠ / ٢٢١ ، كتاب الطب (٧٦) ، باب السحر (٤٧) ، الحديث (٥٧٦٣ ، ٥٧٦٥ ، ٥٧٦٦). وأخرجه في ١٠ / ٤٧٩ ، كتاب الأدب (٧٨) ، باب قول الله تعالى (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ..) (٥٦) ، الحديث (٦٠٦٣) وأخرجه في ١١ / ١٩٢ ، كتاب الدعوات (٨٠) ، باب تكرير الدعاء (٥٧) ، الحديث (٦٣٩١) وأخرجه مسلم في صحيحه ٤ / ١٧١٩ كتاب السلام (٣٩) باب السحر (١٧) ، الحديث (٤٣ / ٢١٨٩).

(٥) ساقطة من المخطوطة.

١١٩

الأفراد الداخلة وضعا تحت اللفظ العام ؛ فدلالة اللفظ عليه : هل هي كالسبب فلا يخرج ويكون مرادا من الآيات قطعا؟ أو لا ينتهي في القراءة (١) إلى ذلك؟ لأنه قد يراد غيره ، وتكون المناسبة مشبهة به؟ فيه احتمال.

واختار بعضهم أنه رتبة متوسطة دون السبب وفوق العام (٢) المجرّد ؛ ومثاله قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها) (النساء : ٥٨) ؛ فإن مناسبتها للآية التي قبلها ، وهي قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً) (النساء : ٥١) ، أن ذلك إشارة إلى كعب بن الأشرف (٣) ، كان قدم إلى مكّة وشاهد قتلى بدر وحرّض الكفّار على الأخذ بثأرهم ، وغزو النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسألوه : من أهدى سبيلا؟ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أو هم؟ فقال : أنتم (٤) ـ كذبا منه وضلالة ـ لعنه (٥) الله! فتلك الآية في حقه وحق من شاركه في تلك المقالة ؛ وهم أهل كتاب يجدون عندهم في كتابهم نعت (٦) النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وصفته ، وقد أخذت عليهم المواثيق ألا يكتموا ذلك وأن ينصروه ؛ وكان ذلك أمانة لازمة لهم فلم يؤدوها وخانوا فيها ؛ وذلك مناسب لقوله : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها). (النساء : ٥٨) قال ابن العربيّ في «تفسيره» : (٧) : «وجه النظم أنّه أخبر عن كتمان أهل الكتاب صفة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقولهم : إن المشركين أهدى سبيلا ، فكان ذلك خيانة منهم ؛ فانجرّ الكلام إلى ذكر جميع الأمانات». انتهى.

ولا يرد على هذا أن قصة (٨) كعب بن الأشرف كانت عقب بدر ، ونزول (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ) (النساء : ٥٨) في الفتح أو قريبا منها ؛ وبينهما ست سنين ؛ لأن الزمان إنما يشترط

__________________

(١) في المطبوعة : (القوة).

(٢) في المطبوعة : (العموم).

(٣) هو عدو الله كعب بن الأشرف كان رجلا من طيئ ثم أحد بني نبهان وكانت أمّه من بني النضير. كان يهجو النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويحرّض المشركين على المسلمين ، فأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقتله ، فقتله نفر من الصحابة. (الطبري ، تاريخ الأمم والملوك ٢ / ٤٨٧) و (الواقدي ، المغازي ١ / ١٨١).

(٤) في المخطوطة : (إنهم).

(٥) الأثر أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ٥ / ٨٥ في تفسير قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ...) الآية (٥١). وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٣ / ١٩٣ باب ما جاء في قتل كعب بن الأشرف.

(٦) في المطبوعة : (بعث).

(٧) وهو كتاب «قانون التأويل» تقدم الكلام عنه ص ١٠٩.

(٨) في المخطوطة : (قضية).

١٢٠