أسماء البقاع والجبال في القرآن الكريم

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

أسماء البقاع والجبال في القرآن الكريم

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


المحقق: محمّد عبد الرحيم
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الأنوار
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٥٦

(١٠٩) كشف النقاب عن الألقاب.

(١١٠) نشر العبير في تخريج أحاديث الشرح الكبير.

(١١١) من وافقت كنيته كنية زوجته من الصحابة.

(١١٢) ذم زيارة الأمراء.

(١١٣) زوائد نوادر الأصول للحكيم الترمذي.

٣ ـ علم الفقه :

(١١٤) حاشية على الروضة.

(١١٥) مختصر الروضة واسمه : القنية.

(١١٦) مختصر التنبيه ويسمى : الوافي.

(١١٧) الأشباه والنظائر.

(١١٨) اللوامع والبوارق ؛ في الجوامع والفوارق.

(١١٩) نظم الروضة ؛ واسمه الخلاصة.

(١٢٠) شرح النظم السابق ويسمى رفع الخصاصة.

(١٢١) الورقات المقدمة ؛ شرح الرّوض.

(١٢٢) حاشية على القطعة للأسنوي.

(١٢٣) العذب السلسل ، في تصحيح الخلاف المرسل.

(١٢٤) جمع الجوامع.

(١٢٥) الينبوع ، في ما زاد على الروضة من الفروع.

(١٢٦) مختصر الخادم ، واسمه : تحصين الخادم.

(١٢٧) تشنيف الأسماع بمسائل الإجماع.

(١٢٨) شرح التدريب الكافي ، في زوائد المهذّب على الوافي.

(١٢٩) الجامع ، في الفرائض.

(١٣٠) شرح الرّحبيّة ؛ في الفرائض.

(١٣١) مختصر الأحكام السلطانية للماوردي.

٢١

٤ ـ علوم العربية :

(١٣٢) شرح ألفية ابن مالك ، واسمه : البهجة المعنية في شرح الألفية.

(١٣٣) ألفية في النحو والصرف والخط واسمها : الفريدة.

(١٣٤) النكت على الألفية والكافية والشافية والشذور والنزهة.

(١٣٥) الفتح القريب على مغني اللبيب.

(١٣٦) شرح شواهد المغني.

(١٣٧) جمع الجوامع.

(١٣٨) شرح جمع الجوامع السابق واسمه : همع الهوامع.

(١٣٩) شرح ملحة الإعراب.

(١٤٠) مختصر ملحة الإعراب.

(١٤١) مختصر الألفية ودقائقها.

(١٤٢) الأخبار المروية في سبب وضع العربية.

(١٤٣) المصاعد العلية في القواعد النحوية.

(١٤٤) الإقتراح في أصول النحو وجدله.

(١٤٥) رفع السّنة في نصب الزّنة.

(١٤٦) الشمعة المضيّة.

(١٤٧) شرح كافية ابن مالك.

(١٤٨) در التاج في إعراب مشكل المنهاج.

(١٤٩) رسالة في مسألة «ضربي زيدا قائما».

(١٥٠) السلسلة الموشحة.

(١٥١) الشهد.

(١٥٢) شذا العرف في إثبات المعنى بالحرف.

(١٥٣) التوشيح على التوضيح.

(١٥٤) السيف الصقيل : حاشية على شرح ابن عقيل.

٢٢

(١٥٥) حاشية على شرح شذور الذهب لابن هشام.

(١٥٦) شرح القصيدة الكافية في فن التصريف.

(١٥٧) قطر الندى في ورود الهمزة للنداء.

(١٥٨) شرح تصريف العزى.

(١٥٩) شرح ضروري التصريف لابن مالك.

(١٦٠) تعريف الأعجم بحروف المعجم.

(١٦١) نكت على شرح الشواهد للعيني.

(١٦٢) فجر الثمد في إعراب أكمل الحمد.

(١٦٣) الزند الوري في الجواب على السؤال السكندري.

(١٦٤) شرح لمعة الإشراق.

(١٦٥) نكت على التلخيص واسمه الإفصاح.

(١٦٦) عقود الجمان في المعاني والبيان.

(١٦٧) شرح عقود الجمان.

(١٦٨) شرح أبيات تلخيص المفتاح.

(١٦٩) مختصر تلخيص المفتاح.

(١٧٠) نكت على حاشية المطول.

(١٧١) حاشية على شرح سعد الدين التفتازاني المختصر.

٥ ـ علم أصول التصوف :

(١٧٢) الكوكب الساطع في نظم جمع الجوامع.

(١٧٣) شرح الكوكب الساطع في نظم جمع الجوامع.

(١٧٤) شرح الكوكب الوقاد في الاعتقاد.

(١٧٥) البديعية في تأييد الحقيقة العلية وتشييد الطريقة الشاذلية.

(١٧٦) تشييد الأركان في ليس في الإمكان أبدع مما كان.

(١٧٧) درج المعالي في نصرة الغزالي على المنكر المتغالي.

٢٣

(١٧٨) الخبر الدال على وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال.

(١٧٩) مختصر إحياء علوم الدين للغزالي.

(١٨٠) المعاني الدقيقة في إدراك الحقيقة.

(١٨١) شوارد الفوائد.

(١٨٢) قلائد الفوائد.

(١٨٣) نظم التذكرة واسمه الفلك المشحون.

٦ ـ فن التاريخ والأدب :

(١٨٤) طبقات الحفاظ.

(١٨٥) طبقات النّحاة الكبرى والوسطى والصغرى.

(١٨٦) طبقات المفسرين.

(١٨٧) طبقات الأصوليين.

(١٨٨) طبقات الكتاب.

(١٨٩) حلية الأولياء.

(١٩٠) طبقات شعراء العرب.

(١٩١) تاريخ الخلفاء.

(١٩٢) حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة.

(١٩٣) تاريخ أسيوط.

(١٩٤) حاطب ليل وجارف سيل ، وهو معجم شيوخه.

(١٩٥) المعجم الصغير واسمه : المنتقى.

(١٩٦) ترجمة النواوي.

(١٩٧) ترجمة البلقيني.

(١٩٨) الملتقط من الدرر الكامنة لابن حجر.

(١٩٩) تاريخ العمر ، وهو ذيل على إنباء الغمر.

(٢٠٠) النفحة المسكية والتحفة المكية.

٢٤

(٢٠١) درر الكلم وغرر الحكم.

(٢٠٢) ديوان الخطب.

(٢٠٣) ديوان شعر.

(٢٠٤) المقامات.

(٢٠٥) الرحلة الفيومية.

(٢٠٦) الرحلة المكية.

(٢٠٧) الرحلة الدمياطية.

(٢٠٨) الرسائل إلى معرفة الأوائل.

(٢٠٩) مختصر معجم البلدان لياقوت.

(٢١٠) الشماريخ في علم التاريخ.

(٢١١) الجمانة وهي رسالة في تفسير ألفاظ يكثر دورانها.

(٢١٢) المنى في الكنى.

(٢١٣) فضل الشتاء.

(٢١٤) مختصر تهذيب الأسماء واللغات للنووي.

(٢١٥) الأجوبة الزكية على الألغاز المكية.

(٢١٦) رفع شأن الحبشان.

(٢١٧) تحفة المذاكر في مختصر تاريخ ابن عساكر.

(٢١٨) شرح بانت سعاد.

(٢١٩) تحفة الظرفاء لأسماء الخلفاء.

(٢٢٠) مختصر شفاء العليل في ذمّ الصاحب والخليل.

[هذه بعض مؤلفات الإمام السيوطي التي ثبتها بنفسه في كتابه «حسن المحاضرة» وبقي من كتبه الكثير جمعت بعضا منها وهي](١) :

(٢٢١) وصول الأماني بأصول التهاني.

__________________

(١) هذه الزيادة من مؤلفات الإمام السيوطي استقيتها من مراجع (مكتبة الأسد الوطنية) بدمشق.

٢٥

(٢٢٢) الجامع الصغير من حديث البشير النذير.

(٢٢٣) آية الكرسي ومعانيها.

(٢٢٤) أبواب السعادة في أسباب الشهادة.

(٢٢٥) إتمام النعمة في اختصاص الإسلام بهذه الأمة.

(٢٢٦) إحياء الميت في فضائل آل البيت.

(٢٢٧) أخلاق حملة القرآن.

(٢٢٨) الأرج في الفرج.

(٢٢٩) الأزهار الزينية في شرح متن الألفية.

(٢٣٠) الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة.

(٢٣١) أسباب ورود الحديث.

(٢٣٢) أسباب الكساء على النساء.

(٢٣٣) أسرار ترتيب القرآن.

(٢٣٤) الأشباه والنظائر في الفروع.

(٢٣٥) الأشباه والنظائر في قواعد فقه الشافعية.

(٢٣٦) الأشباه والنظائر في النحو.

(٢٣٧) الألغاز النحوية.

(٢٣٨) الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع.

(٢٣٩) إنباه الأذكياء في حياة الأنبياء.

(٢٤٠) الباهر في حكم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الباطن والظاهر.

(٢٤١) بسط الكف في إتمام الصف.

(٢٤٢) بشرى الكئيب بلقاء الحبيب.

(٢٤٣) تحذير الخواص من أكاذيب القصاص.

(٢٤٤) تحفة الأبرار بنكت الأذكار.

(٢٤٥) ترتيب سور القرآن.

(٢٤٦) التطريق في التصحيف.

٢٦

(٢٤٧) تنزيه الأنبياء عن تسفيه الأغبياء.

(٢٤٨) حسن المقصد في عمل المولد.

(٢٤٩) الدرر الحسان في البعث ونعيم الجنان.

(٢٥٠) دفع التشنيع في مسألة التسميع.

(٢٥١) دقائق الأخبار في ذكر الجنة والنار.

(٢٥٢) وصف الآل في وصف الهلال.

(٢٥٣) الزهر بالهجر.

(٢٥٤) زهر الخمائل على الشمائل.

(٢٥٥) سهام الإصابة في الدعوات المستجابة.

(٢٥٦) شرح قصة الإسراء والمعراج.

(٢٥٧) شقائق الاترنج في رقائق الغنج.

(٢٥٨) كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحبيب.

(٢٥٩) الوسائل إلى مسامرة الأوائل.

(٢٦٠) فاكهة الصيف وأنيس الضيف.

(٢٦١) مجموعة رسائل السيوطي.

(٢٦٢) المزهر في علوم اللغة وأنواعها.

(٢٦٣) نزهة الجلساء في أشعار النساء.

(٢٦٤) نزهة العمر في التفضيل بين السود والبيض والسمر.

(٢٦٥) نزول عيسى بن مريم آخر الزمان.

(٢٦٦) المستظرف من أخبار الجواري.

رحم الله تعالى هذا العالم الجليل الذي أمضى جلّ حياته في قراءة وتدوين علوم الإسلام وجمع المتفرق منها وتذييلها ، إنه سميع مجيب.

٢٧
٢٨

أسماء البقاع والجبال

في

القرآن الكريم

٢٩
٣٠

١

بدر

حنين

مصر

الأحقاف

٣١
٣٢

وقلت فيما وقع في القرآن من أسماء البقاع والجبال :

وفي القرآن من أسماء البقاع أتى

بدر حنين ومصر ثمّ الأحقاف

__________________

١

[الواو] : استئنافية.

[في] : حرف جر ظرفيّة حقيقيّة مجازيّة.

[القرآن] : الكريم ، كلام الله المعجز المنزّل على رسول الله محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالوحي المنقول إلينا بالتواتر (١). وردت لفظة «القرآن» في القرآن الكريم في ٥٩ موضع. يقول تعالى : (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً)(٢).

[من] : حرف جر.

[أسماء] : المفرد اسم : الّلفظ الذي يعرف به الشيء ويستدل به عليه ، والإسم عند النّحاة : ما دلّ على معنى في نفسه غير مقترن بزمن كرجل وفرس. وجمع الجمع : أسامي وأسام ، وتصغيره : سميّ ، والنّسبة إليه اسميّ وسمويّ وسمويّ.

[البقاع] : المفرد : البقعة : القطعة من الأرض تتميز مما حولها ، والقطعة من اللّون تخالف ما حولها.

__________________

(١) معجم لغة الفقهاء : ٣٥٩.

(٢) سورة الإسراء الآية ٩.

٣٣

__________________

[أتى] : جاء.

* * *

[بدر] : يقول الله تعالى : (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(٣).

* بدر : بالفتح ثم بالسّكون. ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل وادي الصّفراء (٤) بينه وبين الجار ، يقال : إنه ينسب إلى بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة ، وقيل : بل هو رجل من بني ضمرة (٥) سكن هذا الموضع فنسب إليه ثمّ غلب اسمه عليه.

قال الزّبير بن بكّار (٦) : قريش بن الحارث بن يخلد (٧) ، ويقال : مخلّد

__________________

(٣) سورة آل عمران الآية ١٢٣.

(٤) الصفراء : وادي من ناحية المدينة ، كثير النخل والزّرع ، في طريق الحاج ، بينه وبين بدر مرحلة. وماؤها عيون كثيرة ، وماؤها يجري إلى ينبع ورضوى غريبها (مراصد الاطلاع : ٢ / ٨٤٤).

(٥) بنو ضمرة : قبيلة عربية يرجع نسبها إلى جدها ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة من عدنان كانت منازل بنيه في جبل «ثافل». قال عرّام : عن يسار المصعد من الشام إلى مكة ، وهم أصحاب بيوت ومواشي ويسار ، نزل بعضهم بالأبواء (بين مكة والمدينة) ونزلت جماعة منهم بعد الإسلام في بلاد الأشمونيين بمصر ، وإليه ينسب عمرو بن أمية الضمري (انظر : نهاية الارب : ٢٦٢ ، واللباب في تهذيب الأنساب : ٧٤ ، ومعجم البلدان : ١ / ٩٢ ، والأعلام : ٣ / ٢١٦).

(٦) الزّبير بن بكّار : بن عبد الله القرشي الأسدي المكي ، من أحفاد الزّبير بن العوام ، أبو عبد الله ، عالم بالأنساب وأخبار العرب ، راوية ، ولد في المدينة سنة ١٧٢ ه‍ الموافق ٧٨٨ م ، وولى قضاء مكة توفي فيها سنة ٢٥٦ ه‍ الموافق ٨٧٠ م ، له تصانيف كثيرة منها : أخبار العرب وأيامها ، ونسب قريش وأخبارها ، وجمهرة نسب قريش ، والاوس والخزرج ، ووفود النعمان على كسرى ، وأخبار ابن ميادة ، وأخبار حسّان ، وأخبار عمر بن أبي ربيعة ، وأخبار جميل ، وأخبار نصيب ، وأخبار كثير ، وأخبار الدمينة ، والموفقيات. (انظر : آداب اللغة : ٢ / ١٩٣ ، وتاريخ بغداد : ٨ / ٤٦٧ ، ووفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان : ١ / ١٨٩. والأعلام : ٣ / ٤٢).

(٧) قريش بن الحارث بن يخلد : بن النّضر بن كنانة ، من عدنان ، جاهلي ، من أهل مكة ، كان دليل بني

٣٤

ابن النّضر بن كنانة ، به سميت قريش فغلب عليها لأنه كان دليلها وصاحب ميرتها (٨). فكانوا يقولون : جاءت عير (٩) قريش ، وخرجت عير قريش ؛ قال : وابنه بدر بن قريش ، به سمّيت بدر التي كانت بها الوقعة المباركة ، لأنه كان احتفرها ، وبهذا الماء كانت الوقعة المشهورة التي أظهر الله بها الإسلام وفرّق بين الحقّ والباطل في شهر رمضان سنة اثنتين للهجرة.

ولما قتل من قتل من المشركين ببدر ، وجاء الخبر إلى مكّة ، ناحت قريش على قتلاهم ثم قالوا : لا تفعلوا فيبلغ محمدا وأصحابه فيشمتوا بكم.

وكان الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزّى (١٠) قد أصيب له ثلاثة

__________________

كنانة في تجاراتهم ، فإذا أقبل في القافلة يقال : قدمت عير قريش ، فغلب لفظ (قريش) على ما كان في عهده من بين النّضر بن كنانة. وللنّسابين خلاف طويل في (قريش) فقائل : إنه لقب للنضر بن كنانة ، وقائل : إنه لقب لفهد بن مالك بن النضر بن كنانة ، وقائل : ان بني النّضر بن كنانة سمو قريشا لتقرشهم (أي تجمعهم) في أيام قصيّ بن كلاب النّضري الكناني ، وقائل : غير هذا. والقرشيون قسمان : قريش البطاح ، وقريش الظواهر. (انظر : الروض الأنف : ١ / ٧٠ ، وطرفة الأصحاب : ٢٠ ، وسبائك الذهب في معرفة قبائل العرب : ٦٠ ، ونهاية الأرب في معرفة أنساب العرب : ٣٢١ ، والمحبر : انظر فهرسته ، وتاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس : ١ / ١٥٢ ، وجمهرة الأنساب : ٤٣٣ ، وتاريخ اليعقوبي : ١ / ٢١٢ ، وقلب جزيرة العرب : ١٩٠ ، وتلبيس أبليس : ٥٧ ، والبداية والنهاية : ٢ / ٢٠٠ ، والسيرة الحلبية : ١ / ١٣ ، ومعجم قبائل العرب : ٩٤٧ ، والأعلام : ٥ / ١٩٠).

(٨) الميرة : الطعام من الحب والقوت.

(٩) العير : القوم ومعهم حملهم من الميرة ، يقال : للرّجال وللجمال معا ، ولكل واحد منهما دون الآخر. يقال : فلان لا في العير ولا في النّفير أي : حقير الشأن ، صغير القدر ، يستهان به.

(١٠) الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى : كان نديما للأسود بن عبد يغوث الزهري ، وكان يقال لهما «الأسودان» ، وكانا من أعزّ قريش في الجاهلية ، كانا يطوفان بالبيت متقلدين بسيفين سيفين ، وكانا من المستهزئين برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٣٥

__________________

من ولده : زمعة بن الأسود (١١) ، وعقيل بن الأسود (١٢) ، والحارث بن زمعة (١٣) ، وكان يحبّ أن يبكي على بنيه.

قال : فبينما هو كذلك إذ سمع نائحة (١٤) بالليل ، فقال لغلام له وقد ذهب بصره : انظر هل أحلّ النّحيب (١٥) ، وقد بكت قريش على قتلاهم لعليّ أبكي على أبي حكيمة ، يعني زمعة ، فإنّ جوفي قد احترق.

فلما رجع الغلام إليه قال : إنما هي امرأة تبكي على بعيرها أضلّته :

فقال حينئذ :

أتبكي أن يضلّ لها بعير

ويمنعها من النّوم السّهود (١٦)

فلا تبكي على بكر ، ولكن

على بدر تقاصرت الجدود (١٧)

على بدر سراة بني هصيص

ومخزوم ورهط أبي الوليد (١٨)

__________________

(١١) زمعة بن الأسود : بن المطلب ، أبو حكيمة ، من أحب أولاد الأسود ، كان بارا بابيه ، فكان إذا خرج من عند أبيه في سفر قال : أسير كذا كذا ، وآتي البلد يوم كذا وكذا ، ثم أخرج يوم كذا وكذا ، فلا يخرم مما يقول شيئا. مات قتلا في معركة بدر.

(١٢) عقيل بن الأسود : بن المطلب ، قتل كافرا في معركة بدر.

(١٣) الحارث بن زمعة : بن الأسود بن المطلب قتل كافرا في معركة بدر.

(١٤) النائحة : مصدر : نحح. ونحّ الرّجل نحيحا : تردد صوته في صدره ، والنّحيح : صوت يردّد في الجوف.

(١٥) النّحيب : رفع الصّوت بالبكاء ، ونحب الباكي : رفع صوته بالبكاء. والنّحب : أشدّ البكاء.

(١٦) السهود : الأرق وعدم النّوم.

(١٧) بكر : الفتي من الإبل ، الجمع : أبكر ، والأنثى : البكرة. جمع : بكار. تقاصرت : تقلصت وانقبضت وكفّت وعجزت.

(١٨) السّراة : سروات القوم : سادتهم ورؤساؤهم ، بنو هصيص : قبيلة عربية يرجع نسبها إلى جدها الجاهلي هصيص بن كعب بن لؤي من قريش. استوعب تنسيق نسله في كتاب (نسب قريش) ستا

٣٦

.........................................................................................................

__________________

وبكيّ إن بكيت على عقيل ،

وبكّي حارثا أسد الأسود (١٩)

وبكّيهم ، ولا تسمي ، جميعا ،

وما لأبي حكيمة من نديد (٢٠)

ألا قد ساد بعدهم رجال

ولو لا يوم بدر لم يسودوا (٢١)

وبين بدر والمدينة سبعة برد :

ـ بريد بذات الجيش.

ـ بريد عبّود.

ـ بريد المرغة.

ـ بريد المنصرف.

ـ بريد ذات أجذال.

ـ بريد المعلاة.

ـ بريد الأثيل.

ثم بدر ، وبدر الموعد ، وبدر القتال ، وبدر الأولى ، وبدر الثانية ، كله

__________________

وعشرين صفحة ، وكان من أحفاده في عهد ظهور الإسلام ، علي بن أمية بن خلف (قتل يوم بدر مع أبيه مشركين) وصفوان بن أمية ، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج. (انظر : نسب قريش : ٣٨٦ ـ ٤١٢ ، وجمهرة الأنساب : ١٥٠ ـ ١٥٧ ، والأعلام : ٨ / ١٨٩. مخزوم : قبيلة عربية يرجعها نسبها إلى مخزوم بن يقظة ابن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب ، من قريش ، من نسله خالد بن الوليد ، وأبو جهل ، وسعيد بن المسيّب. (انظر : سبائك الذهب : ٦٣ ، وتاج العروس من جواهر القاموس : ٥ / ٢٦٧ ، وجمهرة الأنساب : ١٣١ ـ ١٤٠ ، ومعجم قبائل العرب : ١٠٥٨ ، والأعلام : ٧ / ١٩٣).

(١٩) عقيل : أي ابنه عقيل بن الأسود. الحارث : ابن ابنه ، الحارث بن زمعه بن الأسود.

(٢٠) أبو حكيمة : لقب ابنه زمعة بن الأسود. نديد : النّدّ : المثل والنّظير ، يقال : هو ندّ فلان شجاعة. ويرى أكثر اللغويين تخصيصه بالمثل الذي يناوىء نظيره وينازعه.

(٢١) ساد : عظم وشرف ، ورأس قومهم وصار سيدهم.

٣٧

.................................................................................................

__________________

موضع واحد. وقد نسب إلى بدر جميع من شهدها من الصّحابة الكرام ، ونسب إلى سكنى الموضع أبو مسعود البدري (٢٢). رحم الله شهداء بدر (٢٣).

[حنين] : يقول الله تعالى : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ)(٢٤).

* حنين : يجوز أن يكون تصغير الحنان ، وهو الرحمة ، تصغير ترخيم ، ويجوز أن يكون تصغير الحنّ ، وهو حيّ من الجنّ.

قال السّهيلي (٢٥) : سمي بحنين بن قانية بن مهلائيل ، قال : وأظنه من

__________________

(٢٢) أبو مسعود البدري : هو عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج ، أبو مسعود ، صحابي ، شهد العقبة وأحدا وما بعدها ، ونزل الكوفة ، وكان من أصحاب الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ، فاستخلفه عليها لما سار إلى صفّين ، وتوفى فيها سنة ٤٠ ه‍ الموافق ٦٦٠ م ، له ١٠٢ حديث. (انظر : الإصابة في تمييز الصحابة الترجمة رقم : ٥٦٠٨ ، والأعلام : ٤ / ٢٤٠ ـ ٢٤١).

(٢٣) معجم البلدان : ١ / ٣٥٧ ـ ٣٥٨.

(٢٤) سورة التوبة الآية ٢٥.

(٢٥) السهيلي : هو عبد الرّحمن بن عبد الله بن أحمد الخثعمي السهيلي ، حافظ ، عالم باللغة والسّير ، ضرير ، ولد في مالقة سنة ٥٠٨ ه‍ الموافق ١١١٤ م ، وعمي وعمره ١٧ سنة ، ونبغ ، فاتصل خبره بصاحب مراكش فطلبه إليها وأكرمه ، فأقام يصنف كتبه إلى أن توفي بها سنة ٥٨١ ه‍ الموافق ١١٨٥ م. وهو صاحب الأبيات التي مطلعها :

يا من يرى ما في الضمير ويسمع

أنت المعدّ لكل ما يتوقع

من كتبه : الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام ، وتفسير سورة يوسف ، والتعريف والإعلام في ما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام ، والإيضاح والتبيين لما أبهم من تفسير الكتاب المبين ،

٣٨

.................................................................................................

__________________

العماليق (٢٦). حكاه عن أبي عبيد البكري ، وهو اليوم الذي ذكره عزوجل في كتابه الكريم : وهو قريب من مكة ، وقيل : هو واد قبل الطائف ، وقيل : واد بجنب ذي المجاز (٢٧).

قال الواقدي (٢٨) : بينه وبين مكة ثلاث ليال ، وقيل : بينه وبين مكة

__________________

ونتائج الفكر. (انظر : وفيات الأعيان : ١ / ٢٨٠ ، ونكت الهميان : ١٨٧ ، وزاد المسافر : ٩٦ ، والمغرب في حلى المغرب : ١ / ٤٨٨ ، وتذكرة الحفاظ : ٤ / ١٣٧ ، والاستقصا : ١ / ١٨٧ ، والتكملة : ٥٧٠ ، وإنباه الرواة : ٢ / ١٦٢ ، وبغية الملتمس : ٣٥٤. والأعلام : ٣ / ٣١٣).

(٢٦) العماليق : المفرد : عملاق : الذي يفوق جنسه في الطول والضخامة. والعمالقة : قوم من ولد عمليق ابن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح عليه‌السلام ، تفرقوا في البلاد وانقرض أكثرهم.

(٢٧) ذو المجاز : موضع سوق بعرفة على ناحية كبكب (جبل خلف عرفات مشرف عليه) كانت به تقوم في الجاهلية ثمانية أيام. قال الشاعر :

تراني يا عليّ أموت وجدا

ولم أرع القرائن من رئام

ولم أرع الكرى فمشت وطائت

وأوردها المجاز وهي ظوامى

(انظر : مراصد الاطلاع : ٣ / ١٢٢٩).

(٢٨) الواقدي : هو محمد بن عمر بن واقد السّهمي الأسلمي بالولاء المدني أبو عبد الله ، من أقدم المؤرخين في الإسلام ومن أشهرهم ، ومن حفّاظ الحديث ، ولد بالمدينة سنة ١٣٠ ه‍ الموافق ٧٤٧ م ، وكان حناطا (تاجر حنطة) بها ، وضاعت ثروته ، فانتقل إلى العراق سنة ١٨٠ ه‍ في أيام الرشيد ، واتصل بيحيى بن خالد البرمكي فأفاض عليه عطاياه وقرّبه من الخليفة ، تولى القضاء ببغداد ، واستمر إلى أن توفي فيها سنة ٢٠٧ ه‍ الموافق ٨٢٣ م. من كتبه : المغازي النبوية ، وفتح إفريقية ، وفتح العجم ، وفتح مصر والإسكندرية ، وتفسير القرآن ، وأخبار مكة ، والطبقات ، وفتوح العراق ، وسيرة أبي بكر ووفاته ، وتاريخ الفقهاء ، والجمل ، وكتاب صفين ، ومقتل الحسين ، وضرب الدنانير والدراهم ، وفتوح الشام. (انظر : تذكرة الحفّاظ : ١ / ٣١٧ ، ووفيات الأعيان : ١ / ٥٠٦ ، وتاريخ بغداد : ٣ / ٣ ـ ٢١ ، وميزان الاعتدال : ٣ / ١١٠ ، وآداب اللغة : ٢ / ١٤٧ ، وعيون الأثر : ١ / ١٧ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٣٦٣ ـ ٣٦٨ ، والفهرست لابن النديم : ١ / ٩٨ ، والأعلام : ٦ / ٣١١).

٣٩

.................................................................................................

__________________

بضعة عشر ميلا ، وهو يذكّر ويؤنّث ، فإن قصدت به البلد ذكّرته وصرّفته كقوله عزوجل : (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ)(٢٩)

وإن قصدت به البلدة والبقعة أنّثته ولم تصرّفه كقول الشاعر :

نصروا نبيّهم وشدّوا أزره

بحنين ، يوم تواكل الأبطال (٣٠)

وقال خديج بن العوجاء النّصري :

ولما دنونا من حنين ومائه

رأينا سوادا منكر اللون أخصفا (٣١)

بملمومة عمياء لو قذفوا بها

شماريخ من عروى ، إذا عاد صفصفا (٣٢)

ولو أنّ قومي طاوعتني سراتهم

إذا ما لقينا العارض المتكشفا (٣٣)

إذا ما لقينا جند آل محمد

ثمانين ألفا ، واستمروا بخندفا (٣٤)

__________________

(٢٩) سورة التوبة الآية ٢٥.

(٣٠) الأزر : القوة ، والظهر. يقال : شد أزره أي قوّاه ، يقول تعالى في سورة طه الآية ٣١ : (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) أي : ظهري. تواكل الأبطال : اتكل بعضهم على بعض.

(٣١) الأخصف : مصدر : خصف : وخصف النعل : خرزها بالمخصف (المخرز) فهي خصيف ، وخصف العريان الورق على بدنه : ألزقه به ليستتر به ، وخصف الشيء إلى الشيء : ضمه إليه.

(٣٢) الملمومة : المجتمع المدوّر ، والمجنون ، وصخرة ملمومة : مستديرة صلبة. الشماريخ : المفرد : الشمروخ ، ورأس الجبل ، وأعلى السّحاب ، وغصن دقيق رخص ينبت في أعلى الغصن الغليظ. الصفصف : المستوي من الأرض لا نبات فيه. قال تعالى في سورة طه : (فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً).

(٣٣) السراة : سراة كل شيء : أعلاه ، وسراة النهار : وقت ارتفاع الشمس في السماء ، والسراة من الطريق : وسطه ومعظمه ، ومن الفرس : أعلى ظهره ، والجمع : سروات ، وسروات القوم : سادتهم ورؤساؤهم. العارض : ما اعترض في الأفق فسدّه من سحاب أو جراد أو نحل ، وصفحة الخد.

(٣٤) الخندق : التّبختر في المشي ، والهرولة.

٤٠