أسماء البقاع والجبال في القرآن الكريم

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

أسماء البقاع والجبال في القرآن الكريم

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


المحقق: محمّد عبد الرحيم
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الأنوار
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٥٦

.................................................................................................

__________________

فماتوا عنده عطشا ، فسمي ذلك الموضع ثمد الروم فهو معروف بذلك إلى اليوم.

روى ياقوت في معجم البلدان (٩٩) قال : كان ملك بني إسرائيل يقال له الفيطوان (١٠٠) ، اليهود والأوس والخزرج يدينون له ، وكانت له فيهم سنّة ألّا تزوّج امرأة منهم إلا أدخلت عليه قبل زوجها حتى يكون هو الذي يفتضّها ، إلى أن زوّجت أخت لمالك بن العجلان بن زيد السالمي الخزرجي ، فلما كانت الليلة التي تهدى فيها إلى زوجها خرجت على مجلس قومها كاشفة عن ساقيها وأخوها مالك في المجلس ، فقال لها :

ـ قد جئت بسوءة بخروجك على قومك وقد كشفت عن ساقيك.

قالت : الذي يراد بي الليلة أعظم من ذلك لأنني أدخل على غير زوجي.

ثم دخلت إلى منزلها فدخل أخوها وقد أرمضه (١٠١) قولها فقال لها :

ـ هل عندك من خير؟

ـ قالت : نعم ، فماذا؟

__________________

عوجا نلمّ على أسماء بالثمد

من دون أقرن بين القور والجمد

 وقال الفراء :

يا عمرو أحسن براك الله بالرّشد

واقرأ سلاما على الأنقاء والثّمد

(٩٩) معجم البلدان : ٥ / ٨٥.

(١٠٠) في كتاب ابن الكلبي : الفيطون.

(١٠١) أرمضة : أحرقه.

١٠١

.................................................................................................

__________________

ـ قال أدخل معك في جملة النساء على الفيطوان ، فإذا خرجن من عندك ودخل عليك ضربته بالسيف حتى يبرد.

قالت : افعل!

فتزيّا بزيّ النساء ، معها ، فلما خرج النساء من عندها دخل الفيطوان عليها ، فشدّ عليه مالك بن العجلان بالسيف وضربه حتى قتله وخرج هاربا حتى قدم الشام ، فدخل على ملك من ملوك غسّان يقال له أبو جبيلة ، فعاهده أبو جبيلة أن لا يقرب امرأة ولا يمسّ طيبا ولا يشرب خمرا حتى يسير إلى المدينة ويذلّ من بها من اليهود ، وأقبل سائرا من الشام في جمع كثير مظهرا أنه يريد اليمن حتى قدم المدينة ونزل بذي حرض (١٠٢). ثم أرسل إلى الأوس والخزرج أنه على المكر باليهود عازم على قتل رؤسائهم ، وأنه يخشى متى علموا بذلك أن يتحصّنوا في آطامهم (١٠٣) وأمرهم بكتمان ما أسرّه إليهم.

ثم أرسل إلى وجوه اليهود أن يحضروا طعامه ليحسن إليهم ويصلهم ، فأتاه وجوههم وأشرافهم ومع كل واحد منهم خاصته وحشمه. فلما تكاملوا أدخلهم في خيامه ثم قتلهم عن آخرهم ، فصارت الأوس والخزرج من يومئذ أعزّ أهل المدينة ، وقمعوا اليهود ، وسار ذكرهم ، وصار لهم الأموال والآطام ،

__________________

(١٠٢) ذو حرض : واد بالمدينة عند أحد. قال حكيم بن عكرمة يتشوق المدينة

إلى أحد فذي حرض فمبنى

قباب الحيّ من كنفي صرار

وقال زهير بن أبي سلمى :

أمن آل سلمى عرفت الطلولا

بذي حرض مائلات مثولا

(١٠٣) الأطام : القلاع والحصون.

١٠٢

.................................................................................................

__________________

فقال الرمق بن زيد بن غنم بن سالم بن مالك بن سالم بن عوف بن الخزرج يمدح أبا جبيلة :

لم يقض دينك مل حسا

ن وقد غنيت وقد غنينا

الراشقات المرشقا

ت الجازيات بما جزينا

أشباه غزلان الصّرا

ئم يأتزرن ويرتدينا

الرّيط والديباج وال

حلي المضاعف والبرينا (١٠٤)

وأبو جبيلة خير من

يمشي وأوفاهم يمينا

وأبرّهم برّا وأع

لمهم بفضل الصالحينا

أبقت لنا الأيّام وال

حرب المهمّة يعترينا

كبشا له زرّ يف

ل متونها الذّكر السّنينا

ومعاقلا شمّا وأس

يافا يقمن وينحنينا

ومحلّة زوراء تج

حف بالرجال الظالمينا

ولعنت اليهود مالك بن العجلان في كنائسهم وبيوت عبادتهم ، فبلغه ذلك فقال :

تحايا اليهود بتلعانها

تحايا الحمير بأبوالها

وماذا عليّ بأن يغضبوا

وتأتي المنايا بأذلالها!

وقالت سارة القرظية ترثي من قتل من قومها :

بأهلي رمّة لم تغن شيئا

بذي حرض تعفّيها الرياح

__________________

(١٠٤) الريط : كل ثوب ليّن رقيق.

١٠٣

.................................................................................................

__________________

كهول من بني قريظة أتلفتهم

سيوف الخزرجية والرماح

ولو أذنوا بأمرهم لحالت

هنالك دونهم حرب رداح

ثم انصرف أبو جبيلة راجعا إلى الشام وقد ذلّل الحجاز والمدينة للأوس والخزرج ، فعندها تفرّقوا في عالية المدينة وسافلتها ، فكان منهم من جاء إلى القرى العامرة ، فأقام مع أهلها قاهرا لهم ، ومنهم من جاء إلى عفا من الأرض لا ساكن فيه فبنى فيه ونزل ، ثم اتخذوا بعد ذلك القصور والأموال والآطام ، فلما قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من مكة إلى المدينة مهاجرا ، أقطع الناس الدور والرباع ، فخطّ لبني زهرة في ناحية من مؤخر المسجد فكان لعبد الرّحمن بن عوف (١٠٥) الحصن المعروف به ، وجعل لعبد الله (١٠٦) وعتبة ابني

__________________

(١٠٥) عبد الرحمن بن عوف : بن عبد عوف بن عبد الحارث ، أبو محمد الزهري القرشي ، صحابي ومن أكابرهم ، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين جعل الخليفة عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه الخلافة فيهم ، وأحد السابقين إلى الإسلام ، قيل : هو الثامن. ولد سنة ٤٤ ق. ه الموافق ٥٨٠ م ، وكان من الأجواد الشجعان العقلاء ، اسمه في الجاهلية عبد الكعبة ، أو عبد عمرو وسماه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عبد الرحمن ، ولد بعد الفيل بعشر سنين ، وأسلم وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها ، وجرح يوم أحد ٢١ جراحة ، وأعتق في يوم واحد ثلاثين عبدا ، وكان يحترف التجارة والبيع والشراء ، فاجتمعت له ثروة كبيرة ، وتصدق يوما بقافلة ، فيها سبع مئة راحلة ، تحمل الحنطة والدقيق والطعام ، ولما حضرته الوفاة أوصى بألف فرس وبخمسين ألف دينار في سبيل الله ، وله ٦٥ حديثا ، توفي في المدينة سنة ٣٢ ه‍ الموافق ٦٥٢ م ، (انظر : صفة الصفوة : ١ / ١٣٥ ، وحلية الأولياء : ١ / ٩٨ ، وتاريخ الخميس : ٢ / ٢٥٧ ، والبدء والتاريخ : ٥ / ٨٦ ، والرياض النضرة : ٢ / ٢٨١ ـ ٢٩١ ، والجمع بين رجال الصحيحين :

٢٨١ ، والإصابة الترجمة رقم : ٥١٧١ ، والأعلام : ٣ / ٣٢١).

(١٠٦) عبد الله بن مسعود : بن غافل بن حبيب الهذلي ، أبو عبد الرحمن ، صحابي من أكابرهم فضلا وعقلا وقربا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو من أهل مكة ، ومن السابقين إلى الإسلام ، وأول من جهرا

١٠٤

.................................................................................................

__________________

مسعود (١٠٧) الهذليّين الخطة المشهورة بهم عند المسجد ، وأقطع الزبير العوام (١٠٨) بقيعا واسعا ، وجعل لطلحة بن عبيد الله (١٠٩) موضع دوره ، ولأبي

__________________

بقراءة القرآن بمكة ، وكان خادم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، الأمين ، وصاحب سره ، ورفيقه في حله وترحاله وغزواته ، يدخل عليه كل وقت ، ويمشي معه ، نظر إليه عمر يوما وقال : وعاء ملىء علما ، وولي بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيت مال المسلمين في الكوفة ، ثم قدم المدينة في خلافة عثمان فتوفي فيها عن نحو ستين عاما سنة ٣٢ ه‍ الموافق ٦٥٣ م ، كان قصيرا جدا ، يكاد الجلوس يوارونه ، وكان يحب الإكثار من التطيب ، فإذا خرج من بيته عرف جيرانه أنه مرّ من طيب رائحته ، له ٨٤٨ حديثا. (انظر : الإصابة الترجمة رقم ٤٩٥٥ ، وغاية النهاية : ١ / ٤٥٨ ، والبدء والتاريخ : ٥ / ٩٧ ، وصفة الصفوة : ١ / ١٥٤ ، وحلية الأولياء : ١ / ١٢٤ ، وتاريخ الخميس : ٢ / ٢٥٧ ، والبيان والتبين تحقيق هارون : ٢ / ٥٦ ، والمحبر : ١٦١ ، والأعلام : ٤ / ١٣٧.

(١٠٧) عتبة بن مسعود : شقيق عبد الله. أقطعه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أرضا ودارا مع من أقطعهم من الصحابة رضي‌الله‌عنهم.

(١٠٨) الزبير بن العوام : بن خويلد الأسدي القرشي ، أبو عبد الله ، الصحابي الشجاع ، أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وأول من سل سيفه في الإسلام ، وهو ابن عمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أسلم وله ١٢ سنة ، وشهد بدرا وأحدا وغيرهما ، وكان على بعض الكراديس في اليرموك ، ولد سنة ٢٨ ق. ه الموافق ٥٩٤ م. شهد الجابية مع عمر بن الخطاب. قالوا : كان في صدر ابن الزبير أمثال العيون من الطعن والرمي ، وجعله عمر في من يصلح للخلافة بعده ، وكان موسرا ، كثير المتاجر ، خلّف أملاكا بيعت بنحو أربعين مليون درهم. كان رحمه‌الله طويلا جدا إذا ركب تخط رجلاه الأرض. قتله ابن جرموز غيلة يوم الجمل بوادي السباع سنة ٣٦ ه‍ الموافق ٦٥٦ م ، وكان خفيف اللحية أسمر اللون ، كثير الشعر ، له ٣٨ حديثا (انظر : تهذيب ابن عساكر : ٥ / ٣٥٥ ، وصفة الصفة : ١ / ١٣٢ ، وحلية الأولياء : ١ / ٨٩ ، وذيل المذيل : ١١ ، وتاريخ الخميس : ١ / ١٧٢ ، والبدء والتاريخ : ٥ / ٨٣ ، والرياض النضرة : ٢٦٢ ـ ٢٨٠ ، وخزانة البغدادي : ٢ / ٤٦٨ و ٢٥٠ ، والأعلام : ٣ / ٤٣).

(١٠٩) طلحة بن عبيد الله : بن عثمان التيمي القرشي المدني ، أبو محمد ، صحابي شجاع من الأجواد ، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وأحد الستة أصحاب الشورى ، وأحد الثمانية

١٠٥

.................................................................................................

__________________

بكر رضي‌الله‌عنه موضع داره عند المسجد ، وأقطع كل واحد من عثمان بن عفان وخالد بن الوليد (١١٠) ،

__________________

السابقين إلى الإسلام ، قال ابن عساكر : كان من دهاة قريش ومن علمائهم ، وكان يقال له ولأبي بكر (القرينان) ، وذلك لأن نوفل بن حارث وكان من أشد قريش ، رأى طلحة وقد أسلم خارجا مع أبي بكر الصديق من عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأمسكهما وشدهما في حبل ، يقال له : طلحة الجود ، وطلحة الخير ، وطلحة الفياض ، وكل ذلك لقّبه به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في مناسبات مختلفة ، ودعاه مرّة «الصبيح المليح الفصيح» شهد أحدا وثبت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبايعه على الموت ، فأصيب بأربعة وعشرين جرحا ، وسلم ، وشهد الخندق وسائر المشاهد ، وكانت له تجارة وافرة مع العراق ، ولم يكن يدع أحدا من بني تيم عائلا إلا كفاه مؤونته ومؤونة عياله. ووفى دينه ، قتل يوم الجمل وهو بجانب عائشة ودفن بالبصرة سنة ٣٦ ه‍ الموافق ٦٥٦ ، له ٣٨ حديثا. (انظر : طبقات ابن سعد : ٣ / ١٥٢ ، وتهذيب التهذيب : ٥ / ٢٠ ، والبدء والتاريخ : ٥ / ٨٢ ، والجمع بين رجال الصحيحين : ٢٣٠ ، وغاية النهاية : ١ / ٣٤٢ ، والرياض النضرة : ٢ / ٢٤٩ ـ ٢٦٢ ، وصفة الصفوة : ١ / ١٣٠ ، وحلية الأولياء : ١ / ٨٧ ، وذيل المذيل : ١١ ، وتهذيب ابن عساكر : ٧ / ٧١ ، والمحبر : ٣٥٥ ، ورغبة الآمل : ٣ / ١٦ و ٨٩ ، واللباب : ٢ / ٨٨ ، والأعلام : ٣ / ٢٢٩).

(١١٠) خالد بن الوليد : بن المغيره المخزومي القرشي ، سيف الله الفاتح الكبير ، الصحابي الجليل ، كان من أشراف قريش في الجاهلية ، يلي أعنة الخيل ، وشهد مع المشركين حروب الإسلام إلى عمرة الحديبية ، وأسلم قبل فتح مكة هو وعمر بن العاص سنة ٧ ه‍ ، فسرّ به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وولاه الخيل ، ولما ولي أبو بكر وجّهه لقتال مسيلمة الكذاب ومن ارتد من أعراب نجد ، ثم سيره إلى العراق سنة ١٢ ه‍ ، ففتح الحيرة وجانبا عظيما منه ، وحوّله إلى الشام وجعله أمير من فيها من الأمراء ، ولما ولي عمر عزله عن قيادة الجيوش بالشام ، وولى أبا عبيدة بن الجراح ، فلم يثن ذلك من عزمه ، واستمر يقاتل بين يدي أبي عبيدة إلى أن تم لهما الفتح سنة ١٤ ه‍ ، فرحل إلى المدينة ، فدعاه عمر ليوليه فأبى ومات بحمص سنة ٢١ ه‍ الموافق ٦٤٢ م ، كان مظفرا خطيبا فصيحا ، يشبه عمر بن الخطاب في خلقه وصفته ، قال أبو بكر : عجزت النساء أن يلدن مثل خالد ، روى له المحدثون ١٨ حديثا (انظر : الإصابة : ١ / ٤١٣ ، وتهذيب ابن عساكر : ٥ / ٩٢ ـ

١٠٦

.................................................................................................

__________________

وغرهم مواضع دورهم ، فكان رسول الله قطع لأصحابه هذه القطائع ، الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقطع لأصحابه هذه القطائع ،

__________________

١١٤ ، وصفة الصفوة : ١ / ٢٦٨ ، وتاريخ الخميس : ٢ / ٢٤٧ ، وذيل المذيل : ٤٣ ، والأعلام :٢ / ٣٠٠).

(١١١) المقداد : هو المقداد بن عمرو ، ويعرف بابن الأسود ، الكندي البهراني الحضرمي ، أبو معبد أو أبو عمرو ، صحابي من الأبطال ، وهو من السبعة الذين كانوا أول من أظهر الإسلام ، وهو أول من قاتل على فرس في سبيل الله ، وفي الحديث : أن الله عزوجل أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم : علي ، والمقداد ، وأبو ذر ، وسلمان ، ولد سنة ٣٧ ق. ه الموافق ٥٨٧ م. كان في الجاهلية من سكان حضرموت. ووقع بين المقداد وابن شمر بن حجر الكندي خصام فضرب المقداد رجله بالسيف وهرب إلى مكة ، فتبناه الأسود بن عبد يغوث الزهري ، فصار يقال له : المقداد بن الأسود ، إلى أن نزلت الآية : (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ) فعاد يتسمى المقداد بن عمرو ، شهد بدرا وغيرها ، وسكن المدينة ، وتوفي على مقربة منها سنة ٣٣ ه‍ الموافق ٦٥٣ م ، فحمل إليها ودفن فيها ، له ٤٨ حديثا. (انظر : الإصابة : الترجمة : ٨١٨٥ ، وتهذيب التهذيب : ١٠ / ٢٨٥ ، وصفة الصفوة : ١ / ١٦٧ ، وحلية الأولياء : ١ / ١٧٢ ، وذيل المذيل : ١٠ ، ومجمع الزوائد : ٩ / ٣٠٦ ، وتحفة الأبيه فيمن نسب إلى غير أبيه في نوادر المخطوطات : ١ / ١٠٩ ، والجرح والتعديل ٤ القسم ١ / ٤٢٦ ، والأعلام : ٧ / ٢٨٢).

(١١٢) عبيد : هو عبيد بن شربة الجرهمي ، راوية من المعمرين ، إن صح خبره فهو أول من صنف الكتب من العرب ، قيل في ترجمته : من الحكماء الخطباء في الجاهلية ، أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واستحضره معاوية بن أبي سفيان من صنعاء إلى دمشق ، فسأله عن أخبار العرب الأقدمين وملوكهم ، فحدثه ، فأمر معاوية بتدوين أخباره ، توفي سنة ٦٧ ه‍ الموافق ٦٨٦ م. (انظر : إرشاد الأريب : ٥ / ١٠ ـ ١٣ ، والأعلام : ٤ / ١٨٩).

(١١٣) الطفيل : هو الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص الدوسي الأزدي ، صحابي من الأشراف في الجاهلية والإسلام ، كان شاعرا غنيا ، كثير الضيافة ، مطاعا في قومه ، استشهد في اليمامة سنة ١١ ه‍ الموافق ٦٢٣ م. (انظر : الإصابة ، والاستيعاب ، وابن سعد ، وصفة الصفوة : ١ / ٣٤٥ ، وحسن الصحابة : ٢٩١ ، وسمط اللآلي : ٢٥١ ، والأعلام : ٣ / ٢٢٧).

١٠٧

.................................................................................................

__________________

فما كان في عفاء (١١٤) من الأرض ، فإنه اقطعهم إياه ، وما كان من الخطط المسكونة العامرة فإن الأنصار وهبوه له ، فكان يقطع من ذلك ما شاء ، وكان أول من وهب له خططه ومنازله حارثة بن النعمان فوهب له ذلك وأقطعه ، وأما مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال ابن عمر :

كان بناء المسجد على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسقفه جريد ، وعمده خشب النخل ، فلم يزد فيه أبو بكر شيئا ، فزاد فيه عمر وبناه على ما كان من بنائه ، ثم غيّره عثمان وبناه بالحجارة المنقوشة والقصّة (١١٥) ، وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه ساجا (١١٦) وزاد فيه ، وكان لما بناه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جعل له بابين شارعين ، باب عائشة ، والباب الذي يقال له : باب عاتكة ، وبابا في مؤخر المسجد يقال له : باب مليكة ، وبنى بيوتا إلى جنبه باللبن وسقفها بجذوع النخل. وكان طول المسجد مما يلي القبلة إلى مؤخره مائة ذراع ، فلما ولي عمر بن عبد العزيز زاد في القبلة من موضع المقصورة اليوم.

ولما ولي الوليد بن عبد الملك واستعمل عمر بن عبد العزيز على المدينة أمره بهدم المسجد وبنائه. وكتب الوليد بن عبد الملك إلى ملك الروم يطلب منه عمالا ، وأعلمه أنه يريد عمارة مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فبعث إليه أربعين رجلا من الروم وأربعين من القفط (١١٧) ، ووجه إليه أربعين ألف مثقال ذهبا

__________________

(١١٤) العفاء : التراب.

(١١٥) القصّة : في الأصل هكذا والصحيح : الفضة.

(١١٦) الساج : شجر عظيم صلب الخشب أسوده ، يعظم جدا ، ويذهب طولا وعرضا وله ورق كبير. الجمع : سيجان ، والواحدة : ساجة.

(١١٧) القفط : نسبة إلى مدينة التي تقع في محافظة قنا في مصر ، شرقي النيل.

١٠٨

.................................................................................................

__________________

وأحمالا من الفسيفساء (١١٨).

قال صالح بن كيسان : ابتدأت بهدم المسجد في صفر سنة ٨٧ ه‍ وفرغت منه لانسلاخ سنة ٨٩ ، فكانت مدة عمله ثلاث سنوات.

وأخبار مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كثيرة جدا (١١٩).

* * *

[الجودي] : يقول الله تعالى : (وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)(١٢٠).

* الجودي : هو جبل مطل على جزيرة ابن عمر في الجانب الشرقي من دجلة من أعمال الموصل ، عليه استوت سفينة نوح عليه‌السلام (١٢١) ، لما نضب الماء.

وفي التوراة : أمر الله عزوجل نوحا عليه‌السلام أن يعمل سفينة طولها ثلاثمائة ذراعا ، وكانت من خشب الشمشاد (١٢٢) مقيّرة بالقار (١٢٣).

__________________

(١١٨) الفسيفساء : قطع صغار ملونة من الرخام أو الزجاج ونحوهما يضم بعضها إلى بعض فيكون منها صور ورسوم تزين أرض البناء أو جدرانه ، وتوجد في مسجد بني أمية بدمشق وغيره.

(١١٩) معجم البلدان : ٥ / ٨٧.

(١٢٠) سورة هود الآية ٤٤.

(١٢١) نوح عليه‌السلام : من أقدم رجال التوراة ، أرسله الله عزوجل لهداية قومه ، وهو صاحب الطوفان ومنه تسلسل الجنس البشري ، ورد ذكره في القرآن الكريم في ٤٣ موضع.

(١٢٢) خشب الشمشاد : من أجود أنواع الخشب ، يشتهر بصلابته.

(١٢٣) مقيرة بالقار : مطلية بالاسفلت. (انظر : المعجم الموحد للمصطلحات العلمية ومعجم الكيمياء).

١٠٩

وجاء الطوفان في السنة ستمائة من عمر نوح عليه‌السلام ، في الشهر الثاني من اليوم السابع عشر منه ، وأقام المطر أربعين يوما وأربعين ليلة ، وأقام الماء على الأرض مائة وخمسين يوما ، واستقرّت السفينة على الجوديّ في الشهر السابع في اليوم السابع منه.

ولما كان في سنة إحدى وستمائة من عمر نوح في اليوم الأول خفّ الماء من الأرض ، وفي الشهر الثاني في اليوم السابع والعشرين منه جفّت الأرض. وخرج نوح ومن معه من السفينة ، وبنى مسجدا.

ومسجد نوح عليه‌السلام موجود الآن بالجودي (١٢٤).

* * *

[طوى] : قال الله تعالى : (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً)(١٢٥).

وقال الله تعالى : (إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً)(١٢٦).

* طوى : اسم أعجمي للوادي المذكور في القرآن الكريم ، وهو موضع بالشام عند الطور. يقال له : طوى وطوى. قال عدي بن زيد :

أعاذل! إن اللوم في غير كنهه

عليّ طوى من غيّك المتردد (١٢٧)

* * *

__________________

(١٢٤) معجم البلدان : ٢ / ١٧٥.

(١٢٥) سورة طه الآية ١٢.

(١٢٦) سورة النازعات الآية ١٦.

(١٢٧) معجم البلدان : ٤ / ٤٤.

١١٠

.................................................................................................

__________________

[بابل] : يقول الله تعالى : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ)(١٢٨).

* بابل : اسم ناحية منها الكوفة والحلّة ، ينسب إليها السّحر والخمر ، قال المفسرون في قوله تعالى : (وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ)(١٢٩) قيل : بابل العراق ، وقيل بابل دنياوند ، وقال أبو الحسن : بابل الكوفة ، وقال أبو معشر : الكلدانيون هم الذين كانوا ينزلون بابل في الزمن الأول.

ويقال : إن أول من سكنها نوح عليه‌السلام ، وهو أول من عمّرها ، وكان قد نزلها بعقب الطوفان ، فسار هو ومن خرج معه من السفينة إليها لطلب الدّفء ، فأقاموا بها ، وتناسلوا فيها ، وكثروا من بعد نوح ، وملّكوا عليهم ملوكا ، وابتنوا بها المدائن ، واتصلت مساكنهم بدجلة والفرات ، إلى أن بلغوا من دجلة إلى أسفل كسكر ، ومن الفرات إلى ما وراء الكوفة ، وموضعهم هو الذي يقال له السواد ، وكانت ملوكهم تنزل بابل ، وكان الكلدانيون جنودهم ،

__________________

(١٢٨) سورة البقرة الآية ١٠٢.

(١٢٩) المرجع السابق.

١١١

.................................................................................................

__________________

فلم تزل مملكتهم قائمة إلى أن قتل دارا آخر ملوكهم ، ثم قتل منهم خلق كثير ، فذلوا وانقطع ملكهم.

وقال يزدجرد بن مهبندار : تقول العجم : إن الضحاك الملك الذي كان له بزعمهم ثلاثة أفواه وست أعين ، بنى مدينة بابل العظيمة ، وكان ملكه ألف سنة إلا يوما واحدا ونصفا ، وهو الذي أسره أفريدون الملك وصيّره في جبل دنياوند ، واليوم الذي أسره فيه يعده المجوس عيدا ، وهو المهرجان.

قال : فأما الملوك الأوائل أعني ملوك النبط (١٣٠) وفرعون (١٣١) إبراهيم كانوا نزلا ببابل ، وكذلك بخت نصّر ، الذي يزعم أهل السّير أنه ممن ملك الأرض بأسرها ، انصرف بعدما أحدث ببني إسرائيل ما أحدث إلى بابل فسكنها.

قال أبو المنذر هشام بن محمد : إن مدينة بابل كانت إثني عشر فرسخا في مثل ذلك ، وكان بابها مما يلي الكوفة ، وكان الفرات يجري ببابل حتى صرفه بخت نصّر إلى موضعه الآن مخافة أن يهدم عليه سور المدينة ، لأنه كان يجري معه.

__________________

(١٣٠) النبط : قبائل بدوية عربية كانت لا تزال رحّالة حتى القرن ٤ ق. م. استوطنت جنوب فلسطين ، واتخذوا مدينة الأدوميين عاصمة لهم لحصانتها ، ظهروا لأول مرة عندما صدوا هجمات القائد السلوقي انتيغونس ٣١٢ ق. م. تدل آثارهم على حضارة هلنستية زاهية ، قضى عليهم الامبراطور ترايانس سنة ١٠٦ م.

(١٣١) الفراعنة : أولهم : سنان بن الأشل بن علوان بن العبيد بن عريج بن عمليق بن يلمع بن عابد ابن أسليما بن لوذ بن سام بن نوح ، ويكنى أبا العباس ، وهو فرعون إبراهيم. والثاني الريان بن الوليد بن ليث بن فاران بن عمرو بن عمليق بن يلمع ، وهو فرعون يوسف ، والثالث : الوليد بن مصعب بن أبي أهون بن الهلواث بن فاران بن عمرو بن عمليق بن يلمع ، وهو فرعون موسى. قال : كان فرعون يوسف جد فرعون موسى واسمه برخوز. (المحبر : ٤٦٦ ـ ٤٦٧).

١١٢

.................................................................................................

__________________

قال : ومدينة بابل بناها بيوراسب الجبار ، واشتق اسمها من اسم المشتري ، لأن بابل باللسان البابلي الأول اسم للمشتري ، ولما استتمّ بناؤها جمع إليها كل من قدر عليه العلماء وبنى لهم إثني عشر قصرا ، على عدد البروج ، وسماها بأسمائهم ، فلم تزل عامرة حتى كان الإسكندر ، وهو الذي خربها.

حدّث أبو بكر أحمد بن مروان المالكي الدينوري في كتاب المجالس من تصنيفه : حدثنا إسماعيل بن يونس ومحمد بن مهران ، قالا : حدثنا عمرو بن ناجية ، حدثنا نعيم بن سالم بن قنبر مولى علي بن أبي طالب عن أنس بن مالك قال :

لما حشر الله الخلائق إلى بابل ، بعث إليهم ريحا شرقية وغربية وقبلية وبحرية ، فجمعهم إلى بابل ، فاجتمعوا يومئذ ينظرون لما حشروا له ، إذ نادى مناد : من جعل المغرب عن يمينه والمشرق عن يساره فاقتصد البيت الحرام بوجهه فله كلام أهل السماء ، فقام يعرب بن قحطان ، فقيل له ، يا يعرب بن قحطان بن هود أنت هو ، فكان أول من تكلم بالعربية ، ولم يزل المنادي ينادي : من فعل كذا وكذا فله كذا وكذا ، حتى افترقوا على إثنين وسبعين لسانا ، وانقطع الصوت ، وتبلبلت الألسن ، فسميت بابل ، وكان اللسان يومئذ بابليّا ، وهبطت ملائكة الخير والشر ، وملائكة الحياء والإيمان ، وملائكة الصحة والشفاء ، وملائكة الغنى ، وملائكة الشرف ، وملائكة المروءة ، وملائكة الجفاء ، وملائكة الجهل ، وملائكة السيف ، وملائكة البأس ، حتى انتهوا إلى العراق.

١١٣

.................................................................................................

__________________

قال بعضهم لبعض : افترقوا ، فقال ملك الإيمان : أنا أسكن المدينة ومكة.

وقال ملك الحياء : وأنا معك.

فاجتمعت الأمة على أن الإيمان والحياء ببلد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقال ملك الشقاء : أنا أسكن البادية ، فقال ملك الصحة : وأنا معك.

فاجتمعت الأمة على أن الشقاء والصحة في الأعراب.

وقال ملك الجفاء : أنا أسكن المغرب ، فقال ملك الجهل : وأنا معك.

فاجتمعت الأمة على أن الجفاء والجهل في البربر.

وقال ملك السيف : أنا أسكن الشام ، فقال ملك البأس : وأنا معك.

وقال ملك الغنى : أنا أقيم ههنا ، فقال ملك المروءة ، وأنا معك.

وقال ملك الشرف : وأنا معكما. فاجتمع ملك الغنى والمروءة والشرف بالعراق (١٣١).

روى عن عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه ، سأل دهقان (١٣٢) الغلّوجة عن عجائب بلادهم ، فقال :

كانت بابل سبع مدن ، في كل مدينة أعجوبة ليست في الأخرى ، فكان

__________________

(١٣١) معجم البلدان : ١ / ٣١٠.

(١٣٢) الدهقان : التاجر ، ورئيس المدينة ، ورئيس الإقليم ، وزعيم فلاحي العجم ، الجمع : دهاقين ودهاقنة.

١١٤

.................................................................................................

__________________

في المدينة التي نزلها الملك بيت فيه صورة الأرض كلها برساتيقها (١٣٤) وقراها وأنهارها ، فمتى التوى أحد بحمل الخراج من جميع البلدان ، خرق أنهارهم فغرقهم وأتلف زروعهم وجميع ما في بلدهم حتى يرجعوا عما هم به ، فيسدّ بأصبعه تلك الأنهار فيستوفي بلدهم.

وفي المدينة الثانية حوض عظيم ، فإذا جمعهم الملك لحضور مائدته حمل كل رجل ممن يحضره من منزله شرابا يختاره ، ثم صبه في ذلك الحوض ، فإذا جلسوا للشراب شرب كل واحد شرابه الذي حمله من منزله.

وفي المدينة الثالثة : طبل معلّق على بابها ، فإذا غاب من أهلها إنسان وخفي أمره على أهله وأحبوا أن يعلموا أحي صاحبهم أم ميت ، ضربوا ذلك الطبل ، فإن سمعوا له صوتا فإن الرجل حيّ ، وإن لم يسمعوا له صوتا فإن الرجل قد مات.

وفي المدينة الرابعة مرآة من حديد ، فإذا غاب الرجل ، وأحبوا أن يعرفوا خبره على صحته ، أتوا تلك المرآة فنظروا فيها فرأوه على الحال التي هو فيها.

وفي المدينة الخامسة : أوزّة من نحاس على عمود من نحاس منصوب على باب المدينة ، فإذا دخلها جاسوس صوّتت الأوزّة بصوت سمعه جميع أهل المدينة ، فيعلمون أنه قد دخلها جاسوس.

وفي المدينة السادسة : قاضيان جالسان على الماء ، فإذا تقدم اليهما الخصمان وجلسا بين أيديهما غاص المبطل منهما في الماء.

__________________

(١٣٤) الرستاق : الريف والقرى وهو لغة في الرزداق ، الجمع : رساتيق.

١١٥

.................................................................................................

__________________

وفي المدينة السابعة : شجرة من نحاس ضخمة كثيرة الغصون لا تظلّ ساقها ، فإن جلس تحتها واحد أظلته إلى ألف نفس ، فإن زادوا على الألف ، ولو بواحد ، صاروا كلهم في الشمس (١٣٤).

* * *

[عرم] : قال الله تعالى : (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ)(١٣٥).

* العرم : المطر الشديد. قال البخاري : العرم ماء أحمر حفز في الأرض حتى ارتفعت عنه الجنان فلم يسقها فيبست ، وليس الماء الأحمر من السّدّ ، ولكنه عذابا أرسل عليهم.

وعرم أيضا اسم واد ينحدر من ينبع ، قال كثير :

بيضاء من عسل ذروة ضرب

شجّت بماء الفلاة من عرم (١٣٦)

قال ياقوت الحموي (١٣٧) : العرم : المسنّاة التي كانت قد أحكمت لتكون حاجزا بين ضياعهم وحدائقهم وبين السيل ، ففجّرته فأرة ليكون أظهر

__________________

(١٣٤) معجم البلدان : ١ / ٣١١.

(١٣٥) سورة سبأ الآية ١٦. (أُكُلٍ خَمْطٍ) : ثمر مر حامض بشع ، (أَثْلٍ) : ضرب من الطرفاء (سِدْرٍ) : الضال أو شخرة النبق.

(١٣٦) معجم البلدان : ٤ / ١١٠.

(١٣٧) معجم البلدان : ٥ / ٣٧.

١١٦

.................................................................................................

__________________

في الأعجوبة ، كما أفار الله الطوفان من جوف التنّور ، ليكون ذلك أثبت في العبرة ، وأعجب في الأمة.

ولذلك قال خالد بن صفوان التميمي لرجل من أهل اليمن كان قد فخر عليه بين يدي السّفّاح : ليس فيهم يا أمير المؤمنين إلا دابغ جلد ، أو ناسج برد (١٣٨) ، أو سائس قرد ، أو راكب عرد (١٣٩) ، غرّقتهم فأرة وملكتهم

امرأة ، ودلّ عليهم هدهد (١٤٠).

[سد] : الحاجز بين الشيئين ، قد يكون بناء في الماء لحجزه كسد الفرات ، وسد أسوان وغيره.

[الألى] : اسم موصول للجمع مطلقا ، مذكرا أو مؤنثا ، عاقلا أو غيره.

نحو : (يفلح الألى يجتهدون والألى يجتهدون).

[خافوا] : فزعوا. والخوف : الفزع لتوقع مكروه.

__________________

(١٣٨) البرد : ثوب مخطط أو موشّى يلتحف به ، الجمع : برود ، وأبراد ، وأبرد.

(١٣٩) العرد : الصلب الشديد.

(١٤٠) معجم البلدان : ٥ / ٣٧.

١١٧
١١٨

٣

طور سيناء

الكهف

الرقيم

حجر

أيكة

جمع

مشعر

قاف

١١٩
١٢٠