شرح جمل الزجّاجى - ج ١

أبي الحسن علي بن مؤمن بن محمّد بن علي ابن عصفور الحضرمي الإشبيلي « ابن عصفور »

شرح جمل الزجّاجى - ج ١

المؤلف:

أبي الحسن علي بن مؤمن بن محمّد بن علي ابن عصفور الحضرمي الإشبيلي « ابن عصفور »


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2263-0
ISBN الدورة:
2-7451-2263-0

الصفحات: ٥٨٤

[٤ ـ تقدم المفعول به على الفاعل] :

وقد يجوز تقديم المفعول على الفاعل ، وذلك بشرط أن يكون في الكلام إعراب مبيّن ، نحو : «ضرب زيدا عمر» ، أو معنى مبين ، نحو : «أكل كمثرى موسى» ، أو تابع مبيّن ، نحو : «ضرب موسى الكريم عيسى العاقل» ، أو لفظ مبيّن ، نحو : «ضربت موسى سلمى» ، لأنّ التاء علامة لتأنيث الفاعل. فإن لم يكن في الكلام شيء من ذلك ، فالفاعل هو المقدّم والمفعول هو المؤخّر.

والمفعول بعد ذلك ينقسم بالنظر إلى تقديمه على الفاعل وتأخيره عنه ثلاثة أقسام :

قسم يلزم فيه تقديم المفعول على الفاعل ، وذلك إذا كان المفعول ضميرا متصلا والفعل ظاهرا ، نحو : «ضربني زيد». أو يكون المفعول مضافا إليه المصدر المقدّر بـ «أن» والفعل أو اسم الفاعل ، نحو : «يعجبني ضرب زيد عمرو» ، و «هذا ضارب زيد أبوه» ، أي : ضارب زيدا أبوه. أو يكون الفاعل مقرونا بـ «إلّا» نحو : «ما ضرب زيدا إلّا عمرو» ؛ أو في معنى المقرون بـ «إلّا» نحو : «إنّما ضرب زيدا عمرو» ، يريد : ما ضرب زيدا إلّا عمرو ؛ أو متّصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول ، نحو : «ضرب زيدا غلامه» أو في ضرورة شعر ، نحو قوله [من الطويل] :

٦٢ ـ وكانت لهم ربعيّة يحذرونها

إذا خضخضت ماء السّماء القبائل

______________________

٦٢ ـ التخريج : البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص ١١٩ ؛ ولسان العرب ٧ / ١٤٤ (خضض) ، ٨ / ١٠٦ (ربع) ؛ جمهرة اللغة ص ١١٢٨ ؛ وتاج العروس ٢١ / ٥٦ (ربع).

اللغة : الربعيّة : غزوة تتمّ في فصل الربيع ، وميرة القوم أوّل الشتاء (ما يأتون به لطعامهم).

خضخضت : حرّكت.

المعنى : لقد كانت لهم غزوة يخشونها في الربيع (أو كانت لديهم مؤونة الشتاء يخافون عليها) عند ما تحرّك القبائل ماء السماء المتجمّع لتروي دوابّها.

الإعراب : وكانت : «الواو» : بحسب ما قبلها ، «كانت» : فعل ماض ناقص ، و «التاء» : للتأنيث. لهم : جار ومجرور متعلّقان بخبر (كان) المحذوف. ربعية : اسم (كانت) مرفوع بالضمّة. يحذرونها : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، و «الواو» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به. إذا : ظرف زمان بمعنى حين متعلق بـ (يحذرونها). خضخضت : فعل ماض مبني على الفتح ، و «التاء» : للتأنيث. ماء : مفعول به منصوب بالفتحة. السماء : مضاف إليه مجرور بالكسرة. القبائل : فاعل مرفوع بالضمّة. ـ

١٠١

وقسم يلزم فيه تأخير المفعول عن الفاعل ، وذلك إذا كان الفاعل ضميرا متصلا ، نحو : «ضربت زيدا» ؛ أو مضافا إليه المصدر المقدّر بـ «أن» والفعل ، نحو : «يعجبني ضرب زيد عمرا» ؛ أو مقرونا بـ «إلّا» ، نحو : «ما ضرب زيد إلّا عمرا» ؛ أو في معنى المقرون بـ «إلّا» نحو : «إنّما ضرب زيد عمرا» ، أي : ما ضرب زيد إلا عمرا. أو لا يكون في الكلام ما يبيّن الفاعل من المفعول ؛ أو في ضرورة شعر.

وقسم أنت فيه بالخيار ، وهو ما عدا ذلك.

[٥ ـ تقديم المفعول به على عامله وتأخيره عنه] :

وينقسم أيضا المفعول بالنظر إلى تقديمه على العامل وتأخيره عنه ثلاثة أقسام :

قسم يلزم فيه تقديمه على العامل ، وذلك إذا كان المفعول ضميرا منفصلا ، نحو : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) (١) ؛ أو اسم شرط ، نحو : «من تضرب أضربه» ؛ أو اسم استفهام ، نحو : «أيّ رجل تضرب؟» أو «كم» الخبرية ، نحو : «كم غلام ملكت»! أي : كثيرا من الغلمان ملكت ؛ أو في ضرورة شعر.

وقسم يلزم فيه تأخير المفعول عن العامل ، وذلك إذا كان المفعول ضميرا متصلا ، نحو : «ضربني زيد» ، أو كان العامل غير متصرّف ، وغير المتصرّف من العوامل الفعلية الواصلة إلى منصوب ، هو : ليس وعسى وفعل التعجب ، فإنّه لا ينصب فعل من الأفعال غير المتصرفة مفعولا إلّا هذه الأفعال. وتصرف الفعل أن يكون منه ماض ومستقبل وحال. وغير المتصرف من العوامل الاسمية ما عدا اسم الفاعل والمفعول والصفة المشبهة باسم الفاعل والأمثلة التي تعمل عمل اسم الفاعل والمصدر الموضوع موضع الفعل ، نحو : «ضربا زيدا».

وتصرف العوامل الاسمية هو أن يقوى فيها شبه الفعل.

ويلزم أيضا تأخيره إذا دخل على العامل حرف من حروف الصدر ، وهي : «ما»

______________________

ـ وجملة «كانت ربعية موجودة لهم» : حسب ما قبلها. وجملة «يحذرونها» : في محلّ رفع صفة لـ (ربعية). وجملة «خضخضت» : في محلّ جرّ بالإضافة.

والشاهد فيه قوله : «خضخضت ماء السماء القبائل» حيث تقدّم المفعول به (ماء السماء) على الفاعل (القبائل) للضرورة الشعريّة.

(١) الفاتحة : ٥.

١٠٢

النافية ، نحو : «ما ضرب زيد عمرا» ، وأدوات الاستفهام وأدوات الشرط ولام التأكيد ، نحو : «لأضربنّ زيدا» ، لا تقول : «زيدا لأضربنّ» ، وأدوات التحضيض ، وهي : هلّا ولو لا ولو ما وألا ، إذا كانت بمعنى «هلّا» ؛ أو يقع العامل صفة لموصوف أو صلة الموصول ، فإنّه لا يجوز تقديم المفعول إذ ذاك على الموصول ولا على الموصوف ، نحو : «يعجبني الذي ضرب زيدا» ، و «يعجبني رجل ضرب زيدا» ، أي : ضارب زيدا ، لا يجوز أن تقول : «يعجبني زيدا الذي ضرب» ، ولا : «يعجبني زيدا رجل ضارب».

وما عدا ذلك أنت فيه بالخيار ، إن شئت قدّمت المفعول على العامل ، وإن شئت أخّرته عنه.

[٦ ـ الرافع للفاعل] :

واختلف الناس في الرافع للفاعل ، فمنهم من زعم أنه ارتفع لشبهه بالمبتدأ وذلك أنّه مخبر عنه بفعله ، كما أن المبتدأ مخبر عنه بالخبر. وذلك فاسد لأنّ الشبه معنى ، والمعاني لم يستقر لها العمل في الأسماء.

ومنهم من ذهب إلى أنّه ارتفع لكونه فاعلا في المعنى ، نحو : «قام زيد». وهذا فاسد بدليل قولهم : «مات زيد» ، و «ما قام زيد».

ومنهم من قال : ارتفع بإسناد الفعل إليه مقدّما عليه. وذلك فاسد ، لأنّ الإسناد هو الإضافة في المعنى ، والفعل مسند إلى الفاعل والمفعول ، فلو كان الإسناد يوجب الرفع لوجب رفع المفعول أيضا.

ومنهم من قال : ارتفع لكون الفعل المسند إليه مفرغا له ، أي : مفتقرا ، وذلك أنّ الفعل أبدا طالب للفاعل لا يستقل منه مع المفعول كلام حتى يذكر الفاعل ، وإذا أخذ الفاعل استقلّ به ولم يفتقر إلى المفعول ، فمن أخذ الإسناد بهذا المعنى كان مذهبه صحيحا ، إلّا أنه يخرج الإسناد عن معناه اللغوي الذي هو الإضافة.

[٧ ـ الناصب للمفعول به] :

وكذلك اختلفوا في الناصب للمفعول فمنهم من ذهب إلى أنّه انتصب بالفاعل بدليل

١٠٣

أنه إذا لم يذكر الفاعل ارتفع ، نحو : «ضرب زيد». وذلك فاسد فإنه لو كان منصوبا به لم يجز تقديمه عليه ، لأن الأسماء الجوامد إذا انتصبت لم يجز تقديم منصوبها عليها ، نحو : «عندي عشرون رجلا» ، لا يجوز أن تقول : «عندي رجلا عشرون» ، فكان ينبغي إذن أن لا يجوز : «ضرب عمرا زيد» ، ووجود ذلك في كلامهم دليل على فساد هذا المذهب.

ومنهم من ذهب إلى أنه انتصب بالفعل والفاعل ، وذلك فاسد ، بدليل أنه لو كان كذلك لوجب أن يكون حكمه حكما واحدا في جميع المواضع ، وهو أن يتقدّم على العامل أو يتأخر عنه. وأيضا فإنه يؤدي إلى إعمال عاملين في معمول واحد.

ومنهم من ذهب إلى أنّ العامل فيه الفعل أو ما جرى مجراه. وهو الصحيح. بدليل أنه يكون على حسب عامله ، فإن كان العامل فعلا متصرفا تصرف فيه بالتقديم والتأخير ، نحو : «زيدا ضرب عمرو». وإن كان غير متصرف لم يتصرف فيه ، نحو : «ما أحسن زيدا» ، لا يجوز أن يقال : «زيدا ما أحسن».

[٨ ـ حكم الفعل إذا تأخر عن الاسم] :

واعلم أن الفعل إذا تأخر عن الاسم كان على حسبه من إفراد وتثنية وجمع وتأنيث ، وسبب ذلك أنّ الفاعل إذا تقدم على الفعل عاد مبتدأ والفعل لا بد له من فاعل فتضمر له في الفعل فاعله فيظهر في التثنية والجمع. وإذا تقدم على الاسم كان موحدا أبدا لأن الاسم حينئذ فاعل ، فلا يكون في الفعل ضمير.

وبعض العرب يلحق الفعل علامة تدل على تثنية الفاعل وجمعه ، وهي لغة ضعيفة.

فمن ذلك قول الشاعر [من المتقارب] :

٦٣ ـ يلومونني في اشتراء النخي

ل أهلي فكلهم يعذل

______________________

٦٣ ـ التخريج : البيت لأميّة بن أبي الصلت في ديوانه ص ٤٨ ؛ والدرر ٢ / ٢٨٣ ؛ وشرح التصريح ١ / ٢٧٦ ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ٣٦٣ ؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٦٢٩ ؛ وشرح الأشموني ١ / ١٧٠ ؛ وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٨٣ ؛ وشرح ابن عقيل ص ٢٣٩ ؛ وشرح المفصل ٣ / ٨٧ ، ٧ / ٧ ؛ ومغني اللبيب ٢ / ٣٦٥ ؛ والمقاصد النحوية ٢ / ٤٦٠ ؛ وهمع الهوامع ١ / ١٦٠.

الإعراب : «يلومونني» : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو حرف دال على الجمع ، والنون الثانية للوقاية ، والياء ضمير في محلّ نصب مفعول به. «في اشتراء» : جار ومجرور متعلّقان بـ «يلوم» ، وهو مضاف. «النخيل» : مضاف إليه مجرور. «أهلي» : فاعل مرفوع ، وهو مضاف ، والياء ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. «فكلّهم» : الفاء حرف استئناف ، «كل» مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف ، «هم» : ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. «يعذل» : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر : هو. ـ

١٠٤

ولو جاء على الفصيح لقال : يلومني. وكذلك قوله [من السريع] :

٦٤ ـ ألفيتا عيناك عند القفا

أولى فأولى لك ذا واقيه

ولو جاء على الفصيح لقال : ألفيت.

وللنحويين في ذلك ثلاثة مذاهب :

منهم من يجعل اللاحق علامة لتثنية الفاعل وجمعه كما تقدم.

ومنهم من يجعله ضميرا فاعلا وما بعده مبتدأ والجملة المتقدمة في موضع الخبر.

ومنهم من جعل ما بعده بدلا منه.

والصحيح أنّ اللاحق علامة ، إذ لو كان ضميرا لم يكن لثباته وجه ولتكلم به جميع العرب ، فإن قيل : قلّ المجيء بعلامة التثنية والجمع ، وهلا كان ذلك بمنزلة علامة التأنيث؟ فالجواب : إنّ التأنيث لما كان لازما الفاعل ، لزمت علامته ، والتثنية والجمع لما كانا غير لازمين للفاعل ؛ إذ قد يفرد ، لم تلزم علامتهما.

______________________

ـ وجملة «يلومونني» ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «كلهم يعذل» استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة «يعذل» في محل رفع خبر المبتدأ «كلهم».

الشاهد في قوله : «يلومونني ... أهلي» حيث ألحق واو الجماعة بالفعل المسند إلى الفاعل الظاهر على لغة بني الحارث بن كعب. والقياس «يلومني أهلي».

٦٤ ـ التخريج : البيت لعمرو بن ملقط في تخليص الشواهد ص ٤٧٤ ؛ وخزانة الأدب ٩ / ٢١ ؛ وشرح التصريح ١ / ٢٧٥ ؛ وشرح شواهد المغني ١ / ٣٣١ ؛ والمقاصد النحوية ٢ / ٤٥٨ ؛ ونوادر أبي زيد ص ٦٢ ؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص ١٩ ؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٧١٨ ؛ وشرح المفصّل ٣ / ٨٨ ؛ والصاحبي في فقه اللغة ص ١٧٧ ؛ ومغني اللبيب ٢ / ٣٧١.

شرح المفردات : ألفى الشيء : وجده. القفا : مؤخّرة العنق. أولى لك : دعاء بالشرّ والتهديد.

المعنى : يقول هاجيا رجلا جبانا : لقد وجدت عيناك وكأنّهما على قفاك لكثرة تلفّتك إلى الوراء ، فكن حذرا ، فالوقاية خير ملاذ وخير وسيلة للنجاة.

الإعراب : «ألفيتا» : فعل ماض للمجهول ، والتاء للتأنيث ، والألف حرف للمثنّى. «عيناك» : نائب فاعل مرفوع بالألف ، وهو مضاف ، والكاف في محلّ جرّ بالإضافة. «عند» : ظرف مكان منصوب متعلّق بـ «ألفيتا» ، وهو مضاف. «القفا» : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدّرة. «أولى» : خبر مقدم مرفوع. «فأولى» : الفاء حرف عطف ، «أولى» : معطوف على «أولى» السابقة. «لك» : جار ومجرور متعلّقان بـ «أولى» وقيل : «أولى» اسم فعل بمعنى «قارب» أي المكروه. «ذا» : حال من الكاف في «عيناك» منصوب بالألف لأنّه من الأسماء الستّة ، وهو مضاف. «واقية» : مضاف إليه مجرور. ـ

١٠٥

نوع منه آخر

يعني (١) نوعا من باب الفاعل والمفعول به ، وذلك أنّ الفاعل والمفعول به في الباب المتقدم في الأسماء التامة ، وفي هذا الباب إما أن يكونا ناقصين ، نحو قولك : «أعجب من في الدار ما في القصر» ، وإما أن يكون أحدهما ناقصا والآخر تاما. وفي الباب المتقدم يظهر الإعراب فيهما ، وفي هذا الباب ليس كذلك. وفي الباب المتقدم يجوز أن يكون الفاعل منهما مفعولا والمفعول فاعلا وليس كذلك في هذا الباب ، لأنّ فيه مسائل لا يكون الفاعل فيها مفعولا ولا المفعول فاعلا ، وفيه مسائل يجوز فيها الأمران على ما نبيّن بعد إن شاء الله تعالى.

فينبغي إذن أن نحصر الموصولات ونبيّن معانيها ، فإنّ مدار مسائل الباب على ذلك ، فأقول :

[٩ ـ الموصولات] :

الموصولات تنقسم قسمين : حرف واسم ، فالحرف «أن» و «ما» ، و «أنّ» و «كي» المصدريات ، والاسم : «من» ، و «ما» ، و «الذي» ، و «التي» ، و «أيّ» بمعناهما ، والألف واللام بمعناهما أيضا ، أعني : الذي والتي ، و «ذو» و «ذات» في لغة طيّىء ، واللائي بمعنى الذين ، و «ذا» إذا كانت مع «ما» أو «من» الاستفهاميتين وأريد بها معنى الذي والتي.

وأجاز الكوفيون في أسماء الإشارة كلّها أن تستعمل موصولات (٢) ، واستدلّوا على ذلك بقوله تعالى : (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى) (٣). فقالوا : بيمينك ، من صلة تلك كأنه قال : وما التي بيمينك؟ واستدلّوا أيضا بقول الشاعر [من الطويل] :

٦٥ ـ عدس ما لعبّاد عليك إمارة

نجوت وهذا تحملين طليق

______________________

ـ وجملة «ألفينا عيناك» ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة «أولى ...» استئنافية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد فيه قوله : «ألفيتا عيناك» حيث اتّصلت ألف الاثنين بالفعل المسند إلى فاعل الاسم الظاهر ، وذلك على لغة بلحارث بن كعب وهي لغة : «أكلوني البراغيث».

(١) أي : الزجاجي.

(٢) انظر المسألة الثالثة بعد المئة في الإنصاف في مسائل الخلاف ص ٧١٧ ـ ٧٢٢.

(٣) طه : ١٧.

٦٥ ـ التخريج : البيت ليزيد بن مفرّغ في ديوانه ص ١٧٠ ؛ وأدب الكاتب ص ٤١٧ ؛ والإنصاف ـ

١٠٦

فقالوا : تحملين من صلة «هذا» ، والتقدير عندهم : فالذي تحملين طليق. وهذا كله لا حجة فيه لأن «بيمينك» يحتمل أن يكون متعلقا بفعل مضمر على جهة البيان ، كأنه قال : أعني بيمينك المشار إليها ، أو يكون حالا من المشار إليه. ويحتمل أن يكون «تحملين» خبرا ثانيا لهذا ، لأنّ المبتدأ قد يكون له خبران ، كقولهم : هذا حلو حامض ، أي : مزّ ، وهو الذي فيه بعض حلاوة وبعض حموضة ، ومن ذلك قول الشاعر [من الطويل] :

٦٦ ـ ينام بإحدى مقلتيه ويتّقي

بأخرى المنايا فهو يقظان هاجع

______________________

ـ ٢ / ٧١٧ ؛ وتخليص الشواهد ص ١٥٠ ؛ وتذكرة النحاة ص ٢٠ ؛ وجمهرة اللغة ص ٦٤٥ ؛ وخزانة الأدب ٦ / ٤١ ، ٤٢ ، ٤٨ ؛ والدرر ١ / ٢٦٩ ؛ وشرح التصريح ١ / ١٣٩ ، ٣٨١ ؛ وشرح شواهد المغني ٢ / ٨٥٩ ؛ وشرح المفصل ٤ / ٧٩ ؛ والشعر والشعراء ١ / ٣٧١ ؛ ولسان العرب ٦ / ٤٧ (حدس) ، ٦ / ١٣٣ (عدس) ؛ والمقاصد النحويّة ١ / ٤٤٢ ، ٣ / ٢١٦ ؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص ٣٦٢ ، ٤٤٧ ؛ وأوضح المسالك ١ / ١٦٢ ؛ وخزانة الأدب ٤ / ٣٣٣ ، ٦ / ٣٨٨ ؛ وشرح الأشموني ١ / ٧٤ ؛ وشرح قطر الندى ص ١٠٦ ؛ وشرح المفصل ٢ / ١٦ ، ٤ / ٢٣ ؛ ولسان العرب ١٥ / ٤٦٠ (ذوا) ؛ والمحتسب ٢ / ٩٤ ؛ ومغني اللبيب ٢ / ٤٦٢ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٨٤.

اللغة والمعنى : عدس : اسم صوت لزجر البغل. عباد : هو عباد بن زياد والي سجستان لمعاوية.

يقول مخاطبا بغلته : إنّ عبّادا لم يعد له سلطة عليك وأنت تحملين رجلا طليقا بعد أن أفرج عنه.

الإعراب : عدس : اسم صوت مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب ، أو منادى إذا كان المقصود «البغلة». ما : حرف نفي. لعباد : جار ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم. عليك : جار ومجرور متعلّقان بـ «إمارة». إمارة : مبتدأ مؤخّر مرفوع. نجوت : فعل ماض مبنيّ على السكون ، والتاء : فاعل. وهذا : الواو : حاليّة. هذا : ها : للتنبيه ، وذا : اسم موصول في محل رفع مبتدأ. تحملين. فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنّه من الأفعال الخمسة ، والياء : فاعل. طليق : خبر المبتدأ مرفوع.

وجملة (ما لعباد ...) الاسميّة لا محلّ لها من الإعراب لأنّها ابتدائيّة أو استئنافيّة. وجملة (نجوت) الفعليّة لا محلّ لها من الإعراب لأنّها استئنافيّة. وجملة (هذا تحملين ...) الاسميّة في محلّ نصب حال. وجملة (تحملين ...) الفعليّة لا محلّ لها من الإعراب لأنّها صلة الموصول.

والشاهد فيه قوله : «وهذا تحملين طليق» ، فإنّ الكوفيّين ذهبوا إلى أنّ «ذا» اسم موصول وقع مبتدأ ، ولم يمنعهم اتصال حرف التنبيه به من أن يلتزموا موصوليّته ، كما لم يمنعهم عدم تقدّم «ما» أو «من» الاستفهاميّتين من التزام موصوليّته ، وعندهم أنّ التقدير : والذي تحملينه طليق.

٦٦ ـ التخريج : البيت لحميد بن ثور في ديوانه ص ١٠٥ ؛ وأمالي المرتضى ٢ / ٢١٣ ؛ وخزانة الأدب ٤ / ٢٩٢ ؛ والشعر والشعراء ١ / ٣٩٨ ؛ والمقاصد النحوية ١ / ٥٦٢ ؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ٢١٤ ؛ وشرح الأشموني ١ / ١٠٦.

اللغة : المقلة : العين. المنايا : ج المنيّة ، وهي الموت. هاجع : نائم. ـ

١٠٧

فـ «يقظان» و «هاجع» خبران لـ «هو».

وكذلك أجازوا في الأسماء الجامدة المعرّفة بالألف واللام أن تكون موصولة ، نحو قولك : «جاءني الرجل قام أبوه» ، أي : جاءني الرجل الذي قام أبوه. واستدلوا على ذلك بقول الشاعر [من الطويل] :

٦٧ ـ لعمري لأنت البيت أكرم أهله

وأقعد في أفنائه بالأصائل

فـ «أكرم» عندهم من صلة البيت ، كأنّه قال : الذي أكرم. وهذا لا حجة فيه لاحتمال أن يكون خبرا ثانيا لـ «أنت» ، ويكون قوله : «أنت البيت» ، تعظيما له ، أي : أنت البيت المعظّم بمنزلة قوله : أنت الرجل ، أي : الرجل العظيم.

______________________

ـ الإعراب : «ينام» : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : «هو». «بإحدى» : جار ومجرور متعلّقان بـ «ينام» ، وهو مضاف. «مقلتيه» : مضاف إليه مجرور بالياء لأنّه مثنّى ، وهو مضاف ، والهاء ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. «ويتّقي» : الواو حرف عطف ، «يتّقي» فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : «هو». «بأخرى» : جار ومجرور متعلّقان بـ «يتّقي». «المنايا» : مفعول به منصوب. «فهو» : الفاء حرف استئناف ، «هو» : ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ. «يقظان» : خبر المبتدأ مرفوع. «هاجع» : خبر ثان للمبتدأ «هو» مرفوع.

وجملة : «ينام» ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «يتّقي» معطوفة على الجملة الأولى.

وجملة : «هو يقظان» استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب.

الشاهد : قوله : «فهو يقظان هاجع» حيث وقع خبران لمبتدأ واحد من غير عطف.

(١) انظر المسألة الرابعة بعد المئة في الإنصاف في مسائل الخلاف ص ٧٢٢ ـ ٧٢٦.

٦٧ ـ التخريج : البيت لأبي ذؤيب الهذلي في إصلاح المنطق ص ٣٢٠ ؛ وخزانة الأدب ٥ / ٤٨٤ ، ٤٨٥ ، ٤٩١ ، ٤٩٧ ؛ والدرر ١ / ٢٧٣ ؛ وشرح أشعار الهذليين ١ / ١٤٢ ؛ ولسان العرب ١١ / ١٦ (أصل) ؛ وبلا نسبة في الأزمنة والأمكنة ٢ / ٢٥٩ ؛ وخزانة الأدب ٦ / ١٦٦ ؛ ولسان العرب ١ / ١٢٤ (فيأ) ؛ وهمع الهوامع ١ / ٨٥.

اللغة : الأفناء : جمع فناء وهو صحن الدار. الأصائل : جمع أصيل ، وهي الوقت الذي قبل غروب الشمس.

المعنى : أقسم لعمري أنك البيت الجامع لكلّ الصفات المحببة في البيوت ، فأنا أكرم أهله وأحبّ الجلوس قربه عند الغروب.

الإعراب : «لعمري» : «اللام» : حرف ابتداء ، «عمري» : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، والياء ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة ، وخبره محذوف تقديره قسمي. «لأنت» : اللام واقعة في جواب القسم ، «أنت» : ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ. «البيت» : خبر مرفوع بالضمة. «أكرم» : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. «أهله» : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. «وأقعد» : «الواو» : عاطفة ، «أقعد» : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. «في أفنائه» : جار ومجرور متعلقان بالفعل ـ

١٠٨

[١٠ ـ لغات «الذي» و «التي»] :

وفي «الذي» و «التي» لغات : «الذي» ، بتسكين الياء ولشهرتها لا تحتاج إلى دليل.

و «الذيّ» ، بتشديد الياء وإجرائها بوجوه الإعراب أو كسرها على كلّ حال نحو قوله [من الوافر] :

وليس المال فاعلمه بمال

وإن أنفقته إلّا الذيّ

تنال به العلاء وتصطفيه

لأقرب أقربيك وللصفيّ

______________________

ـ أقعد ، والهاء ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة. «بالأصائل» : جار ومجرور متعلقان بالفعل أقعد.

وجملة «لعمري وخبرها المحذوف» : ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة «لأنت البيت» : جواب القسم لا محل لها من الإعراب. وجملة «أكرم أهله» : في محل نصب صفة لـ «البيت» باعتبار «أل» التعريف الداخلة عليه جنسية. وجملة «أقعد» : معطوفة على سابقتها في محل نصب.

والشاهد فيه قوله : «لأنت البيت أكرم أهله» : فإن الكوفيين يزعمون أنّ : «لأنت» مبتدأ ، و «البيت» خبره و «أكرم» صلة الخبر الذي هو البيت ، وهذا كثير في استعمالهم.

أما البصريون فاحتجوا بأن قالوا : إنما قلنا إنه لا يجوز ذلك لأن الاسم الظاهر يدل على معنى مخصوص في نفسه ، وليس كالذي ؛ لأنه لا يدل على معنى مخصوص إلا بصلة توضّحه ؛ لأنه مبهم ، وإذا لم يكن في معناه فلا يجوز أن يقام مقامه.

(٦٨) ـ التخريج : البيتان بلا نسبة في الأزهيّة ص ٢٩٣ ؛ وخزانة الأدب ٥ / ٥٠٤ ، ٥٠٥ ؛ والدرر ١ / ٢٥٥ ؛ ورصف المباني ص ٧٦ ؛ ولسان العرب ١٣ / ٢٥٩ (ضمن) ، ١٥ / ٢٤٥ (لذا) ؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٨٣ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٨٢.

اللغة : القصيّ : البعيد.

المعنى : ليس المال على وجه الحقيقة بمملوك لأحد من الناس إلا لرجل يريد أن يبلغ به أعلى درجات الرفعة وعلو القدر ويختاره ليعطي منه القريب والبعيد من غير تفرقة.

الإعراب : «وليس» : «الواو» : بحسب ما قبلها ، «ليس» : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. «المال» : اسمها مرفوع بالضمة. «فاعلمه» : «الفاء» : اعتراضية ، «اعلمه» : فعل أمر مبني على السكون الظاهر. والفاعل : ضمير مستتر تقديره أنت. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. «بمال» : «الباء» : حرف جر زائد ، «مال» : اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر ليس. «وإن» : الواو : واو الحال. «إن» : حرف شرط جازم. «أنفقت» : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء. والتاء : ضمير متصل في محل الفاعل. والهاء : ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وهو في محل جزم فعل الشرط. والجواب محذوف. «إلا» : أداة حصر. «الذي» : اسم موصول مبني على الكسر في محل جر صفة لـ «مال». «تنال» : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، والفاعل : ضمير مستتر تقديره أنت. «به» : جار ومجرور متعلقان بالفعل «يريد». «العلاء» : مفعول به منصوب بالفتحة. «وتصطفيه» : «الواو» : عاطفة ، «تصطفيه» : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة للثقل والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت. ـ

١٠٩

و «الذ» ، بحذف الياء والاستغناء بالكسرة عنها ، نحو قوله [من الرجز] :

٦٩ ـ والّذ لو شاء لكنت صخرا

أو جبلا أشمّ مشمخرّا

و «الّذ» ، بتسكين الذال ، وعليه قوله [من الرجز] :

٧٠ ـ فكنت والأمر الذي قد كيدا

كالّذ تزبى زبية فاصطيدا

______________________

ـ والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. «لأقرب» : جار ومجرور متعلقان بالفعل «تصطفيه». «أقربيك» : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم ، وحذفت النون للإضافة. والضمير : متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. «وللقصي» : «الواو» : عاطفة. والجار والمجرور معطوفان على «لأقرب».

وجملة «ليس المال بمال» : بحسب ما قبلها. وجملة «اعلمه» : جملة فعلية معترضة لا محل لها من الإعراب. وجملة «تنال» : جملة فعلية صلة الموصول الاسمي لا محل له من الإعراب. وجملة «تصطفيه» : معطوفة على السابقة.

والشاهد فيه قوله : «الذيّ» حيث وردت هذه الكلمة بذال مكسورة وياء مشددة مكسورة ، وكسر هذه الياء كسرة بناء وليست الكسرة التي تقتضيها اللام في الاسم المعرب ، وذلك لأن الموصولات كلها مبنية لشبهها بالحرف شبها افتقاريا ، وتشديد الياء في «الذي» لغة من لغات العرب.

٦٩ ـ التخريج : الرجز بلا نسبة في الأزهية ص ٢٩٢ ؛ وخزانة الأدب ٥ / ٥٠٥ ؛ والدرر ١ / ٢٥٨ ؛ ورصف المباني ص ٧٦ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٨٢.

اللغة : المشمخر : البالغ الغاية في الارتفاع ، أو الراسخ.

المعنى : يقسم الشاعر بالله ـ عزوجل ـ الذي لو أراد أن يجعله صخرا أصمّ أو جبلا عاليا لفعل جلّت قدرته.

الإعراب : «والذ» : «الواو» : حرف قسم وجر ، «الذ» : اسم موصول مبني على السكون على الياء المحذوفة (أو مبني على الكسر) في محل جر بحرف الجر. «لو» : حرف شرط غير جازم. «شاء» : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل : ضمير مستتر تقديره : هو. «لكنت» : واقعة في جواب الشرط «كنت» : فعل ماض ناقص ، و «التاء» ضمير متصل ، في محل رفع اسم «كان». «صخرا» : خبر «كان» منصوب بالفتحة. «أو» : حرف عطف. «جبلا» : اسم معطوف على «صخرا» منصوب. «أشمّ» : صفة «جبلا» : منصوبة بالفتحة. «مشمخرّا» : صفة ثانية منصوبة بالفتحة.

وجملة القسم : ابتدائية لا محل لها. وجملة «لو شاء لكنت» : صلة الموصول لا محل لها. وجملة «كنت صخرا» : جواب شرط غير جازم لا محل لها. وجملة جواب القسم في بيت لاحق.

والشاهد فيه قوله : «الّذ» وردت الرواية بكسر الذال مع حذف الياء ، ووزن البيت لا يستقيم إلا بتحريك الذال ، ولم ينقل أنها تحرك بغير الكسر ، فدل ذلك على أن من العرب من ينطق بهذه الكلمة على هذا الوجه.

٧٠ ـ التخريج : الرجز لرجل من هذيل في خزانة الأدب ١١ / ٤٢١ ؛ وشرح أشعار الهذليين ٢ / ٦٥١ ؛ ـ

١١٠

وهذه اللغات كلها جائزة في «التي».

وليس في هذه الموصولات الواقعة على المفرد ما يستعمل منه صيغة التثنية والجمع إلا «الذي» و «التي» ، فتقول في تثنية «الذي» : اللذان ، في الرفع ، و «اللذين» في النصب والخفض. وإن شئت شددت النون فقلت «اللذانّ» و «اللذين» ، وقد قرىء : (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ) (١). بتشديد النون.

وإن شئت حذفت النون تخفيفا ، فقلت : «اللذا» و «اللذي» ، وعليه قوله [من الكامل] :

٧١ ـ أبني كليب إنّ عمّيّ اللذا

قتلا الملوك وفكّكا الأغلالا

______________________

ـ وبلا نسبة في الأزهية ص ٢٩٢ ؛ وخزانة الأدب ٦ / ٣ ، ٤ ، ٥ ؛ ورصف المباني ص ٧٦ ؛ وشرح المفصل ٣ / ١٤٠ ؛ ولسان العرب ١٤ / ٣٥٣ (زبي) ؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٨٣.

اللغة : تزبّى : اتخذ زبية وهي حفرة بعيدة الغور تصطنع لاصطياد السبع ، إذا وقع فيها لم يستطع الخروج منها. كيد : فعل ماض مبني للمجهول من الكيد.

المعنى : لقد كنت في ذلك الأمر الذي دبّر كمن حفر حفرة ليصطاد بها فإذا هو واقع فيها.

الإعراب : «فكنت» : «الفاء» : بحسب ما قبلها ، «كنت» : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير رفع متحرك مبني على الضم في محل رفع اسمها. «والأمر» : «الواو» : للمعية ، «الأمر» : مفعول معه منصوب بالفتحة. «الذي» : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة. «قد» : حرف تحقيق. «كيدا» : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح الظاهر على آخره والألف للإطلاق. «كاللذ» : جار ومجرور متعلقان بخبر «كان» المحذوف. «تزبى» : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهورها التعذر ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره «هو». «زبية» : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. «فاصطيدا» : «الفاء» : عاطفة ، «اصطيدا» : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح الظاهر على آخره. ونائب الفاعل : ضمير مستتر جوازا تقديره «هو» ، والألف للإطلاق.

وجملة «كنت والأمر» بحسب ما قبلها. وجملة قد «كيدا» : جملة فعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة «تزبى» : جملة فعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة «اصطيدا» : جملة فعلية معطوفة على ما قبلها.

والشاهد فيه قوله : «كاللّذ تزبّى» : حيث وردت كلمة «اللذ» في هذا الموضع محذوفة الياء ساكنة الذال.

(١) النساء : ١٦.

٧١ ـ التخريج : البيت للأخطل في ديوانه ص ٣٨٧ ؛ والأزهية ص ٢٩٦ ؛ والاشتقاق ص ٣٣٨ ؛ وخزانة الأدب ٣ / ١٨٥ ، ٦ / ٦ ؛ والدرر ١ / ١٤٥ ؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٥٣٦ ؛ وشرح التصريح ١ / ١٣٢ ؛ ـ

١١١

ومثل ذلك في تثنية «التي» : تقول في الرفع : اللتان وفي النصب والخفض اللتين ، وتقول في جمع «الذي» : الذين ، رفعا ونصبا وخفضا وهو أشهرها وأفصحها. وإن شئت حذفت النون فقلت «الذي» ، وعليه قوله [من الطويل] :

٧٢ ـ فإنّ الذي حانت بفلج دماؤهم

هم القوم كلّ القوم يا أمّ خالد

______________________

ـ وشرح المفصّل ٣ / ١٥٤ ، ١٥٥ ؛ والكتاب ١ / ١٨٦ ؛ ولسان العرب ٢ / ٣٤٩ (فلج) ، ١٤ / ٢٣٣ (حظا) ، ١٥ / ٢٤٥ (لذي) ؛ والمقتضب ٤ / ١٤٦ ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ٣٦٢ ؛ وخزانة الأدب ٨ / ٢١٠ ؛ ورصف المباني ص ٣٤١ ؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٧٩ ؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٨٤ ؛ والمحتسب ١ / ١٨٥ ؛ والمنصف ١ / ٦٧.

شرح المفردات : بنو كليب : المقصود قوم جرير. عمّيّ : مثنّى «عمّ» وهو أخو الأب ، والمراد بهما : أبو حنش عصم بن النعمان ، قاتل شرحبيل بن الحارث بن عمرو ، ودوكس بن الفدوكس ، وقيل عمرو بن كلثوم قاتل عمرو بن هند. الأغلال : ج الغل ، وهو القيد.

المعنى : يقول مفتخرا على جرير بأنّ عمّيه من أبطال تغلب ، وقد قهرا الملوك ، وحرّرا الأسرى ، وحطّما القيود.

الإعراب : «أبني» : الهمزة حرف نداء ، «بني» منادى منصوب بالياء لأنّه ملحق بجمع المذكر السالم ، وهو مضاف. «كليب» : مضاف إليه مجرور بالكسرة. «إنّ» : حرف مشبّه بالفعل. «عمّيّ» : اسم «إنّ» منصوب بالياء لأنّه مثنّى ، وهو مضاف ، والياء الثانية في محلّ جرّ بالإضافة. «اللذا» : خبر «إنّ» مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى. «قتلا» : فعل ماض ، والألف في محلّ رفع فاعل. «الملوك» : مفعول به. «وفكّكا» : الواو حرف عطف ، «فكّكا» : فعل ماض ، والألف في محلّ رفع فاعل. «الأغلالا» : مفعول به ، والألف للإطلاق.

وجملة النداء : «أبني كليب» ابتدائيّة لا محل لها من الإعراب. وجملة «إنّ عمّيّ ...» استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «قتلا الملوك» صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «فكّكا الأغلالا» معطوفة على جملة : «قتلا الملوك».

الشاهد فيه قوله : «اللذا» يريد «اللذان» فحذف النون على لغة بلحرث بن كعب وبعض ربيعة.

٧٢ ـ التخريج : البيت للأشهب بن رميلة في خزانة الأدب ٦ / ٧ ، ٢٥ ـ ٢٨ ؛ وشرح شواهد المغني ٢ / ٥١٧ ؛ والكتاب ١ / ١٨٧ ؛ ولسان العرب ٢ / ٣٤٩ (فلج) ، ١٥ / ٢٤٦ (لذا) ؛ والمؤتلف والمختلف ص ٣٣ ؛ والمحتسب ١ / ١٨٥ ؛ ومعجم ما استعجم ص ١٠٢٨ ؛ والمقاصد النحوية ١ / ٤٨٢ ؛ والمقتضب ٤ / ١٤٦ ؛ والمنصف ١ / ٦٧ ؛ وللأشهب أو لحريث بن محفض في الدرر ١ / ١٤٨ ؛ وبلا نسبة في الأزهية ص ٢٩٩ ؛ وخزانة الأدب ٢ / ٣١٥ ، ٦ / ١٣٣ ، ٨ / ٢١٠ ؛ والدرر ٥ / ١٣١ ؛ ورصف المباني ص ٣٤٢ ؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٥٣٧ ؛ وشرح المفصل ٣ / ١٥٥.

اللغة : فلج : موضع قرب مكّة. حانت دماؤهم : ذهبت هدرا.

المعنى : إن الذين ذهبت دماؤهم هدرا في فلج ، ليسوا قلّة ، بل هم القوم جميعا.

الإعراب : فإنّ : «الفاء» : بحسب ما قبلها ، «إنّ» : حرف مشبّه بالفعل. الذي : اسم موصول في محلّ نصب اسم (إن) وأصله (الذين) وحذفت (النون) تخفيفا. حانت : فعل ماض مبني على الفتح ، و «التاء» : ـ

١١٢

وقوله الآخر [من الرجز] :

٧٣ ـ يا ربّ عبس لا تبارك في أحد

في قائم منهم ولا فيمن قعد

إلّا الذي قاموا بأطراف المسد

______________________

ـ للتأنيث. بفلج : جار ومجرور متعلقان بـ (حانت). دماؤهم : فاعل (حانت) مرفوع بالضمّة ، و «هم» : ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه. هم : ضمير متصل في محل رفع مبتدأ. القوم : خبر مرفوع بالضمّة. كلّ : صفة (القوم) مرفوعة بالضمّة. القوم : مضاف إليه مجرور بالكسرة. يا أم : «يا» : حرف نداء ، «أم» : منادى مضاف منصوب بالفتحة. خالد : مضاف إليه مجرور بالكسرة.

وجملة «فإن الذي ...» : بحسب ما قبلها. وجملة «حانت» : صلة الموصول لا محلّ لها. وجملة «هم القوم» : في محلّ رفع خبر (إنّ). وجملة «النداء» : استئنافية لا محلّ لها ، وحقّها الابتداء.

والشاهد فيه قوله : «إن الذي» حيث حذف النون من (الذين) للتخفيف ، والكلام واضح على جمع.

٧٣ ـ التخريج : الرجز بلا نسبة في الأزهية ص ٢٩٩ ؛ ورصف المباني ص ٢٧٠ ؛ وسمط اللآلي ص ٣٥ ؛ ولسان العرب ١٥ / ٤٥٦ (ذا).

اللغة : المسد : حبل الدلو.

المعنى : يطلب من ربه ألّا يبارك أحدا من قبيلة عبس ، لا القاعدين ، ولا القائمين ، ثم يستثني من تعاهدوا على التوحّد ، أو من شدّوا صلات القربى وحافظوا عليها.

الإعراب : يا ربّ : «يا» : حرف نداء ، «ربّ» : منادى مضاف منصوب بالفتحة. عبس : مضاف إليه مجرور بالكسرة. لا تبارك : «لا» : ناهية ، «تبارك» : فعل مضارع مجزوم بالسكون ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنت). في أحد : جار ومجرور متعلقان بـ (تبارك) ، وسكّن «أحد» لضرورة القافية. في قائم : جار ومجرور بدل من قوله (في أحد). منهم : جار ومجرور متعلقان بصفة من (قائم). ولا : «الواو» : للعطف ، «لا» : نافية. في من : جار ومجرور معطوفان على (في قائم). قعد : فعل ماض مبني على الفتح ، وسكّن لضرورة القافية ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو). إلا : حرف حصر. الذي : اسم موصول في محل جر بحرف جر محذوف والتقدير : إلا في الذي. قاموا : فعل ماض مبني على الضم ، و «الواو». ضمير متصل في محلّ رفع فاعل ، و «الألف» : للتفريق. بأطراف : جار ومجرور متعلّقان بـ (قاموا). المسد : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وسكّن لضرورة القافية.

وجملة النداء : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «لا تبارك» : استئنافية لا محل لها. وجملة «قعد» : صلة الموصول لا محلّ لها. وجملة «قاموا» : صلة الموصول لا محلّ لها.

والشاهد فيه قوله : «الذي قاموا» حيث حذف نون (الذين) فصارت (الذي).

جمل الزجاجي / ج ١ / م ٨

١١٣

ومنهم من يقول : «الّذون» ، رفعا ، و «الذين» نصبا وجرّا ، وعليه قوله [من الكامل] :

٧٤ ـ وبنو نويجية الّذون كأنّهم

معط مخدّمة من الخزّان

وإن شئت حذفت النون ، فقلت : «الّذو» و «الذي». وبنو هذيل يقولون : «اللائين» في الرفع والنصب والجر. وإن شئت حذفت النون ، وعليه قراءة ابن مسعود اللائي آلوا من نسائهم (١). ومنهم من يقول : «اللاؤون» ، رفعا واللائين ، نصبا وجرّا ، وعليه قوله [من الوافر] :

٧٥ ـ هم اللاؤون فكّوا الغلّ عنّي

بمرو الشّاهجان وهم جناحي

______________________

٧٤ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في الأزهية ص ٢٩٨.

اللغة : بنو ناجية : قبيلة عربية ، وقد صغّرها الشاعر تحقيرا لها. المعط : جمع الأمعط وهو من لا شعر على جسده. المخدّمة والمخدّم : موضع الخلخال أو القيد. الخزان : جمع الخزز وهو ذكر الأرانب.

المعنى : إن بني ناجية نساء لا شعور على أجسادهنّ ، ولهنّ خلاخل في أرجلهن ، وهم كذكور الأرانب خائفون مذعورون.

الإعراب : وبنو : «الواو» : بحسب ما قبلها ، «بنو» : مبتدأ مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكّر السالم. نويجية : مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف. الذون : اسم موصول مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، خبر المبتدأ (بنو). كأنّهم : حرف مشبّه بالفعل ، و «هم» : ضمير متصل في محلّ نصب اسم (كأنّ). معط : خبر (كأن) مرفوع بالضمّة. مخدمة : خبر ثان مرفوع بالضمة. من الخزان : جار ومجرور متعلّقان بصفة لـ (مخدمة).

وجملة «بنو نويجية اللذون ...» : بحسب ما قبلها. وجملة «كأنّهم معط» : صلة الموصول لا محلّ لها.

والشاهد فيه قوله : «الذون» حيث رفع الاسم الموصول بالواو ، إلحاقا بجمع المذكّر السالم ، لا على البناء برأي الجمهور.

٧٥ ـ التخريج : البيت للهذلي في الأزهية ص ٣٠٠ ؛ وبلا نسبة في الدرر ١ / ٢٦٤ ؛ ولسان العرب ١٥ / ٤٥٤ (تصغير ذا وتا وجمعهما) ؛ وهمع الهوامع ١ / ٨٣.

اللغة : الغل : القيد والحقد. مرو الشاهجان : مدينة في خراسان. الجناح : اليد ، والعضد ، والجانب.

المعنى : إنهم قومي المقرّبون إلي ، والذين أعتمد عليهم ، وهم فكّوا أسري من أعدائي في مرو الشاهجان.

الإعراب : هم : ضمير متصل في محلّ رفع مبتدأ. اللاؤون : اسم موصول مرفوع بالواو إلحاقا بجمع ـ

١١٤

وإن شئت حذفت النون ، وتقول في جمع «التي» : اللائي واللاتي واللواتي ، وإن شئت حذفت الياء في جميع ذلك. و «اللات» بتاء مكسورة ، و «اللات» بتسكينها.

[١١ ـ ما] :

فأما «ما» فإنّها تقع على ما لا يعقل وعلى أنواع من يعقل من المذكرين والمؤنثات ، فمثال وقوعها على ما لا يعقل قوله تعالى : (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ) (١). ومثال وقوعها على أنواع من يعقل قوله تعالى : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ) (٢) أي : من أنواع النساء ، أي : انكحوا الأبكار والثيّبات أو الصغار أو الكبار أو الحرائر أو الإماء.

وزعم بعض النحويين أنها تقع على أحاد من يعقل من المذكرين والمؤنثات ، واستدل على ذلك بقوله تعالى : (وَالسَّماءِ وَما بَناها وَالْأَرْضِ وَما طَحاها وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها) (٣). فقال : الذي طحا الأرض وبنى السماء وسوى النفس هو الله تعالى. وكذلك استدلّ بقوله تعالى : (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) (٤) ، فقال : الذي يعبد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إنما هو الله سبحانه وتعالى ، وهو من أولي العلم. واستدل أيضا بما جاء من قولهم : «سبحان ما سبّح الرعد بحمده وسبحان ما سخّركن لنا».

وهذا كله لا حجة فيه ، لاحتمال أن تكون «ما» مصدرية في قوله : (وَالسَّماءِ وَما بَناها وَالْأَرْضِ وَما طَحاها وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها.) كأنه قال : وبنائها وطحوها وتسويتها. فإن قيل : إنّ حمل هذه الآيات على ما ذكرت لا يجوز لأنّ «طحا» و «بنى» و «سوى» مضمر

______________________

ـ المذكّر السالم ، خبر (هم). فكّوا : فعل ماض مبني على الضمّ ، و «الواو» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل ، و «الألف» : للتفريق. الغل : مفعول به منصوب بالفتحة. عني : جار ومجرور متعلّقان بـ (فكّوا).

بمرو : جار ومجرور متعلقان بـ (فكّوا). الشاهجان : مضاف إليه مجرور بالكسرة. وهم : «الواو» : حرف عطف ، «هم» : ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ. جناحي : خبر مرفوع بالضمّة المقدّرة على ما قبل الياء ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه.

وجملة «هم اللاؤون» : ابتدائيّة لا محلّ لها. وجملة «فكّوا» : صلة الموصول لا محلّ لها. وجملة «وهم جناحي» : معطوفة على جملة «هم اللاؤون» لا محلّ لها.

والشاهد فيه قوله : «هم اللاؤون» حيث رفع الاسم الموصول بالواو والنون إلحاقا له بجمع المذكّر السالم.

(١) النحل : ٩٦.

(٢) النساء : ٣.

(٣) الشمس : ٥ ـ ٧.

(٤) سورة الكافرين : ٣.

١١٥

فاعلها وليس للضمير ما يعود عليه إلّا «ما» ، وإذا كانت كذلك تبيّن أنّها ليست بمصدرية ، لأنّ المصدرية حرف ، والضمير إنما يعود على الاسم. فالجواب : إنّ الضمير يعود على اسم الله تعالى وإن لم يتقدم ذكره ، لأنه قد علم أنّ طاحي الأرض وباني السماء ومسوّي النفس إنما هو الله ، فيكون من قبيل الضمير الذي يفسره ما يفهم من سياق الكلام. وكذلك أيضا «ما» من قوله تعالى : (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) (١) ، أي عبادتي.

وأما قولهم : «سبحان ما سبّح الرعد بحمده وسبحان ما سخّركنّ لنا» ، فإنها ظرفية ، مصدرية وهي التي تقدر بالظرف والمصدر ، والتقدير : سبحان الله مدّة تسبيح الرعد بحمده ومدّة تسخيركنّ لنا ، ثم حذف المضاف إليه وهو اسم الله تعالى ، وبقي «سبحان» غير مصروف ، لأنه جعل علما ، مثل قوله [من السريع] :

٧٦ ـ أقول لمّا جاءني فخره

سبحان من علقمة الفاخر

______________________

(١) سورة الكافرين : ٣.

٧٦ ـ التخريج : البيت للأعشى في ديوانه ص ١٩٣ ؛ وأساس البلاغة ص ٢٠٠ (سبح) ؛ والأشباه والنظائر ٢ / ١٠٩ ؛ وجمهرة اللغة ص ٢٧٨ ؛ وخزانة الأدب ١ / ١٨٥ ، ٧ / ٢٣٤ ، ٢٣٥ ، ٢٣٨ ؛ والخصائص ٢ / ٤٣٥ ؛ والدرر ٣ / ٧٠ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٥٧ ؛ وشرح شواهد المغني ٢ / ٩٠٥ ؛ وشرح المفصل ١ / ٣٧ ، ١٢٠ ؛ والكتاب ١ / ٣٢٤ ؛ ولسان العرب ٢ / ٤٧١ (سبح) ؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ٣ / ٣٨٨ ، ٦ / ٢٨٦ ؛ والخصائص ٢ / ١٩٧ ، ٣ / ٢٣ ؛ والدرر ٥ / ٤٢ ؛ ومجالس ثعلب ١ / ٢٦١ ؛ والمقتضب ٣ / ٢١٨ ؛ والمقرب ١ / ١٤٩ ؛ وهمع الهوامع ١ / ١٩٠ ، ٢ / ٥٢.

اللغة : علقمة : هو علقمة بن علاثة. الفاخر : المفتخر ، المتباهي.

المعنى : عند ما بلغني أنّه يفخر ويتباهى بما ليس فيه قلت : سبحان الله ممّا يفعل ، أو أتبرّأ من علقمة وفخره.

الإعراب : أقول : فعل مضارع مرفوع بالضمّة ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنا). لما : ظرف زمان في محلّ نصب مفعول فيه متعلق بالفعل (أقول). جاءني : فعل ماض مبني على الفتح ، و «النون» : للوقاية ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به. فخره : فاعل مرفوع بالضمّة ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. سبحان : مفعول مطلق لفعل محذوف مبني على الفتح في محلّ نصب. من علقمة : جار ومجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف ، متعلّقان بـ (سبحان) أو بفعلها المحذوف. الفاخر : صفة (علقمة) مجرورة بالكسرة.

وجملة «أقول» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «جاءني» : في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة «سبحان ...» : في محلّ نصب مفعول به (مقول القول)

والشاهد فيه قوله : «سبحان من علقمة» حيث استخدم كلمة «سبحان» علما ومن دون إضافة إلى اسم الجلالة ، بمعنى (أتبرّأ براءة).

١١٦

أي براءة ، وكثيرا ما تستعمل «ما» ظرفية مصدرية في كلامهم ، قال الشاعر [من الوافر] :

٧٧ ـ أطوّف ما أطوف ثم آوي

إلى بيت قعيدته لكاع

أي : أطوف مدة تطويفي.

[١٢ ـ من] :

وأما «من» فإنّها تقع على من يعقل وعلى ما لا يعقل إذا اختلط بمن يعقل فيما وقعت عليه من أو فيما فصّل بـ «من» ، وعلى ما لا يعقل إذا عومل معاملة من يعقل من المذكرين والمؤنثات.

فمثال وقوعها على من يعقل قوله تعالى : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ

______________________

٧٧ ـ التخريج : البيت للحطيئة في ملحق ديوانه ص ١٥٦ ؛ وجمهرة اللغة ص ٦٦٢ ؛ وخزانة الأدب ٢ / ٤٠٤ ، ٤٠٥ ؛ والدرر ١ / ٢٥٤ ؛ وشرح التصريح ٢ / ١٨٠ ؛ وشرح المفصّل ٤ / ٥٧ ؛ والمقاصد النحويّة ١ / ٤٧٣ ، ٤ / ٢٢٩ ؛ ولأبي الغريب النصري في لسان العرب ٨ / ٣٢٣ (لكع) ؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ٤٥ ؛ والدرر ٣ / ٣٩ ؛ وشرح ابن عقيل ص ٧٦ ؛ والمقتضب ٤ / ٢٣٨ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٨٢ ، ١٧٨.

اللغة والمعنى : أطوّف : أتنقّل من مكان إلى آخر. آوي : ألجأ. القعيدة : التي تقعد فيه ، أي امرأته. لكاع : لئيمة أو حمقاء.

يقول : يتنقّل كثيرا من أجل اكتساب الرزق ، ثم يعود إلى بيته حيث يجد امرأته اللئيمة الحمقاء.

الإعراب : أطوّف : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل : أنا. ما : مصدريّة ظرفيّة. أطوّف : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل : أنا والمصدر المؤول من «ما» وما بعدها في محل نصب ظرف زمان. ثم : حرف عطف.

آوي : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل : أنا. إلى بيت : جار ومجرور متعلّقان بـ «آوي». قعيدته : مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف ، والهاء في محلّ جرّ بالإضافة. لكاع : خبر المبتدأ مبنيّ على الكسر في محلّ رفع.

وجملة (أطوّف ما أطوّف) الفعليّة لا محلّ لها من الإعراب لأنّها ابتدائيّة. وجملة (أطوّف) الفعليّة لا محلّ لها من الإعراب لأنّها صلة الموصول. وجملة (آوي) الفعليّة معطوفة على جملة «أطوّف» الأولى. وجملة (قعيدته لكاع) الاسميّة في محل نعت لـ «بيت».

والشاهد فيه قوله : «إطوّف ما أطوّف» حيث استعمل «ما» هنا ظرفية مصدرية والتقدير : أطوّف مدّة تطويفي.

١١٧

أَعْمى) (١). ومثال وقوعها على ما لا يعقل لاختلاطه بمن يعقل فيما فصل بـ «من» قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ) (٢). فوقعت على ذوات الأربع وإن كانت من جنس ما لا يعقل ، لاختلاطه بمن يعقل في قوله تعالى : (كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ) (٣). ألا ترى أنّ الدابّة تقع على كل ما يدبّ من عاقل وغيره. فعومل الجميع معاملة من يعقل ، ولذلك جاء التفصيل كتفصيل من يعقل.

ومثال وقوعها على ما لا يعقل لاختلاطه بمن يعقل فيما وقعت عليه «من» : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ) (٤). ألا ترى أنّ الماشي على رجلين فيه عاقل كالإنسان وغير عاقل كالطائر.

ومثال وقوعها على ما لا يعقل لمعاملته معاملة من يعقل قوله [من الطويل] :

٧٨ ـ [ألا عم صباحا أيها الطلل البالي]

وهل ينعمن من كان في العصر الخالي

فأوقع «من» على الطلل لما عامله معاملة من يعقل حين خاطبه وناداه وحيّاه.

______________________

(١) الإسراء : ٧٢.

(٢) النور : ٤٥.

(٣) النور : ٤٥.

(٤) النور : ٤٥.

٧٨ ـ التخريج : البيت لامرىء القيس في ديوانه ص ٢٧ ؛ وجمهرة اللغة ص ١٣١٩ ؛ وخزانة الأدب ١ / ٦٠ ، ٣٢٨ ، ٣٣٢ ، ٢ / ٣٧١ ، ١٠ / ٤٤ ؛ والدرر ٥ / ١٩٢ ؛ وشرح شواهد المغني ١ / ٣٤٠ ؛ والكتاب ٤ / ٣٩ ؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ٧ / ١٠٥ ؛ وشرح الأشموني ١ / ٦٩ ، ٢ / ٢٩٢ ؛ وشرح شواهد المغني ١ / ٤٨٥ ؛ ومغني اللبيب ١ / ١٦٩ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ٨٣.

شرح المفردات : عم : أنعم. الطلل : ما بقي شاخصا من آثار الدار. الخالي : الماضي.

المعنى : يحيّي الشاعر أهل الطلل عبر إلقاء التحيّة على الطلل الذي امحت آثاره ، وتفرّق أهله ، ويتساءل عمّا إذا نعموا عند هذا التغيير ، ولعلّه يعني نفسه التي أضناها ألم الفراق.

الإعراب : «ألا» : حرف استفتاح. «عم» : فعل أمر ، والفاعل ... وجوبا «أنت». «صباحا» : ظرف زمان منصوب متعلّق بـ «عم». «أيّها» : منادى مبنيّ على الضمّ في محل نصب ، و «ها» للتنبيه. «الطلل» : عطف بيان على «أيّ» ، أو نعت «أيّ» مرفوع. «البالي» : نعت «الطلل» مرفوع. «وهل» : الواو حرف استئناف ، و «هل» : حرف استفهام. «ينعمن» : فعل مضارع مبنيّ على الفتح لاتّصاله بنون التوكيد. «من» : اسم موصول مبنيّ في محل رفع فاعل. «كان» : فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر تقديره : «هو». «في العصر» : جار ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر «كان». «الخالي» : نعت «العصر» مجرور.

وجملة : «عم صباحا» ، ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «يعمن ...» استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة «كان في العصر» صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.

الشاهد فيه قوله : «ينعمن من ...» حيث استعمل «من» لغير العاقل عند ما عامله معاملة العاقل.

١١٨

وزعم بعض النحويين أنها تقع على ما لا يعقل عموما. واستدل على ذلك بقوله تعالى : (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ) (١). قال : يعني بذلك الأوثان والأصنام وهي لا تعقل. ولا حجة في هذا ، لاحتمال أن يكون أجرى ما عبد من دونه مجرى العاقل ، لاعتقاد من اعتقد فيها أنها عاقلة فعّالة ، ويحتمل أن يكون ذلك من باب تغليب من يعقل على ما لا يعقل ، لأنّه قد عبد من دون الله من يعقل كعيسى عليه‌السلام وفرعون.

وأما «الذي» فإنّها تقع على من يعقل وما لا يعقل من المذكرين. وكذلك تثنيته. وأما جمعه فلا يقع إلّا على من يعقل خاصة ، نحو قولك : «رأيت الذي رأيت» تعني رجلا أو حمارا.

وأما «التي» فإنها تقع على من يعقل وعلى ما لا يعقل من المؤنّثات ، نحو قولك : «رأيت التي رأيت» ، تعني امرأة أو أتانا ، وكذلك تثنيتها وجمعها.

والألف واللام بمعنى «الذي» و «التي» ، تقع على من يعقل وما لا يعقل من المذكرين والمؤنثات ، نحو : الضارب والضاربان والضاربون ، أي : الذي ضرب ، واللذان ضربا ، والذين ضربوا ؛ والضاربة والضاربتان والضاربات ، أي : التي ضربت ، واللتان ضربتا ، واللواتي واللاتي ضربن.

وأما «أيّ» بمعنى «الذي» و «التي» فإنها تقع على من يعقل وما لا يعقل من المذكرين والمؤنثات. وبعض العرب إذا أراد التأنيث قال : «أية» ، نحو قولك : «جاءتني أيّتهنّ في الدار» ، تعني امرأة ، وأتانا ، و «ضربت أيتهما في الدار» و «لأضربن أيتهنّ في الدار».

وأما «ذو» في لغة طيّىء فإنها تقع على من يعقل وعلى ما لا يعقل من المذكّرين ، وزعم بعض النحويين أنها تقع على المؤنث ، واستدل على ذلك بقول الشاعر [من الوافر] :

٧٩ ـ فإنّ الماء ماء أبي وجدّي

وبئري ذو حفرت وذو طويت

______________________

(١) النحل : ١٧.

٧٩ ـ التخريج : البيت لسنان بن الفحل في الإنصاف ص ٣٨٤ ؛ وخزانة الأدب ٦ / ٣٤ ، ٣٥ ؛ والدرر ١ / ٢٦٧ ؛ وشرح التصريح ١ / ١٣٧ ؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٥٩١ ؛ والمقاصد النحوية ١ / ٤٣٦ ؛ وبلا نسبة في الأزهية ص ٢٩٥ ؛ وأوضح المسالك ١ / ١٥٤ ؛ وتخليص الشواهد ص ١٤٣ ؛ وشرح الأشموني ١ / ٧٢ ؛ وشرح قطر الندى ص ١٠٢ ؛ وشرح المفصل ٣ / ١٤٧ ، ٨ / ٤٥ ؛ ولسان العرب ١٥ / ٤٦٠ (ذوا) ؛ وهمع الهوامع ١ / ٨٤.

اللغة وشرح المفردات : ذو حفرت : أي التي حفرتها. ذو طويت : أي التي طويتها ، أي بنيتها بالحجارة. ـ

١١٩

فقال : معناه : بئري التي حفرتها والتي طويتها. وهذا لا حجة فيه لأنه جاء على تذكير البئر لا على تأنيثها ، وذكّر على معنى «قليب» ، كأنه قال : وقليبي الذي حفرته والذي طويته. ومثال ذلك قول الشاعر [من الرجز] :

٨٠ ـ يا بئر يا بئر بني عديّ

لأنزحن قعرك بالدليّ

حتّى تعودي أقطع الوليّ

فقال : أقطع ، فذكّر حملا على معنى «قليب» ، ولو أنّث لقال : قطعاء.

و «ذات» الطائية تقع على من يعقل وما لا يعقل من المؤنثات ، ومن كلامهم :

______________________

ـ المعنى : يقول : إنّ هذا الماء كان يرده أبي وجدّي ، وهذه البئر أنا الذي حفرتها وبنيتها بالحجارة ، إذن لا يحقّ لكم ورودها.

الإعراب : فإنّ : الفاء بحسب ما قبلها ، «إنّ» حرف مشبّه بالفعل. الماء : اسم «إنّ» منصوب بالفتحة الظاهرة ، ماء : خبر «إنّ» مرفوع بالضمّة الظاهرة ، وهو مضاف. أبي : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدّرة على ما قبل الياء لانشغال المحلّ بالحركة المناسبة. وهو مضاف ، والياء : ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة. وجدّي : الواو حرف عطف ، «جدي» : معطوف على «أبي» ويعرب إعرابه. وبئري : الواو : حرف عطف ، «بئري» : معطوف على «الماء» منصوب بالفتحة منع من ظهورها انشغال المحلّ بالحركة المناسبة ، أو مبتدأ مرفوع ... وهو مضاف ، والياء : ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة. ذو : اسم موصول معطوف على «ماء» أو خبر المبتدأ مبنيّ في محلّ رفع. حفرت : فعل ماض مبنيّ على السكون ، والتاء : ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل. وذو طويت : معطوف على «ذو حفرت» ، وتعرف إعرابها.

وجملة «إن الماء ...» استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «بئري ذو حفرت» معطوفة على جملة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة «حفرت» لا محلّ لها من الإعراب لأنّها صلة الموصول. وجملة «ذو طويت» معطوفة على جملة لا محلّ لها من الإعراب.

الشاهد فيه قوله : «ذو حفرت وذو طويت» حيث استعمل «ذو» اسما موصولا بمعنى «التي» ، وأجراه على غير العاقل ، وقد استعملها مع «البئر» وهي مؤنّثة.

(٨٠) ـ التخريج : الرجز لرجل من بني عديّ في شرح شواهد الإيضاح ص ٤٦٠ ؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ١٤٧ ؛ ولسان العرب ٧ / ٢٣١ (مخض) ، ١٥ / ١٩ (طوي) ؛ والمقاصد النحوية ١ / ٤٣٩.

اللغة : أنزحن : يقال : نزحت البئر أنزحها نزحا : إذا استقيت ماءها حتى ينفد أو يقل. قعر البئر : أقصاه وعمقه ونهاية أسفله. الدّليّ : جمع دلو. الوليّ : المطر ينزل بعد المطر ، وهنا : الماء.

الإعراب : «يا بئر» : «يا» : حرف نداء ، «بئر» : منادى نكرة مقصوده مبني على الضم في محل نصب على النداء. «يا» : حرف نداء ، «بئر» : منادى مضاف منصوب بالفتحة. «بني» : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وحذفت النون للإضافة. «عدي» : مضاف إليه مجرور بالكسرة. ـ

١٢٠