الخصائص - ج ٢

أبي الفتح عثمان بن جنّي

الخصائص - ج ٢

المؤلف:

أبي الفتح عثمان بن جنّي


المحقق: الدكتور عبد الحميد الهنداوي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ٣
ISBN: 978-2-7451-3245-1
الصفحات: ٥٣٢

وأيضا فإن الواو إذا وقعت بين ياء وكسرة فى نحو يعد ويرد حذفت ، والياء ليست كذلك ، ألا ترى إلى صحّتها فى نحو ييعر (١) وييسر (وكأنهم إنما) استكثروا مما هو معرّض تارة للقلب ، وأخرى للحذف ، وهذا غير موجود فى الياء. فلذلك قلّت بحيث كثرت الواو.

فإن قلت : فقد كثر عنهم توالى الكسرتين فى نحو سدرات ، وكسرات ، وعجلات.

قيل : هذا إنما احتمل لمكان الألف والتاء ؛ كما احتمل لهما (٢) صحّة الواو فى نحو خطوات وخطوات. ولأجل ذلك ما أجاز فى جمع ذيت إذا سمّيت بها ذيات بتخفيف الياء ، وإن كان يبقى معك من الاسم حرفان ، الثانى منهما حرف لين.

ولأجل ذلك ما صحّ فى لغة هذيل قولهم : جوزات وبيضات ، لمّا كان التحريك أمرا عرض مع تاء جماعة المؤنّث ؛ قال :

أبو بيضات رائح متأوّب

رفيق بمسح المنكبين سبوح (٣)

فهذا طريق من الجواب عمّا تقدّم من السؤال فى هذا الباب.

وإن شئت سلكت فيه مذهب الكتاب ، فقلت : كثر فعل ، وقلّ فعل ، وكثرت الواو فاء ، وقلّت الياء هنالك لئلا يكثر فى كلامهم ما يستثقلون. ولعمرى إن هذه محافلة فى الجواب ، وربما أتعبت وترامت (ألا ترى أن) لقائل أن يقول : فإذا كان

__________________

(١) يقال : يعرت العنز : صاحت.

(٢) يريد أن خطوات بضمّ الطاء كانت الواو فيه تستحق الإعلال بقلبها ياء ؛ إذ هى لام قبلها ضمة ؛ كالأجرى والأدلى ، ولكن عصمها من الإعلال أن الألف والتاء بعدها جعلاها فى الحشو وكأنها ليست لاما. وفى خطوات بفتح الطاء تستحق الواو قلبها ألفا ، ولكن الألف بعدها عصمتها من هذا ؛ إذ لو قلبت ألفا لاجتمعت مع الألف بعدها ، وكان هذا يقضى بحذف أحدهما فتجنبوا القلب لهذا (نجار).

(٣) البيت من الطويل ، وهو لأحد الهذليين فى الدرر ١ / ٨٥ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٩٩ ، وشرح المفصل ٥ / ٣٠ ، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص ٣٥٥ ، وأوضح المسالك ٤ / ٣٠٦ ، وخزانة الأدب ٨ / ١٠٢ ، ١٠٤ ، وسر صناعة الإعراب ص ٧٧٨ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٦٦٨ ، وشرح شواهد الشافية ص ١٣٢ ، ولسان العرب (بيض) ، والمحتسب ١ / ٥٨ ، والمنصف ١ / ٣٤٣ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٣. ويروى : (أخو) مكان (أبو).

٤٠١

الأمر كذلك فهلا كثر أخفّ الأثقلين لا أثقلهما (فكان) يكون أقيس المذهبين لا أضعفهما.

وكذلك قولهم : سرت سوورا (١) ، وغارت عينه غوورا ، وحال عن العهد حوولا ؛ هذا مع عزّة باب سوك الإسحل ، وفى غوور وسوور فضل واو ، وهى واو فعول : وجواب هذا أن الواو وإن زادت فى عدّة المعتدّ فإن الصوت أيضا (بلينها يلذّ وينعم) ، ألا ترى أن غوورا وحوولا وإن كان أطول من سوك وسور فإنه ليس فيه قلق سوك وسور ؛ فتوالى الضمتين مع الواو غير (موفّ لك) بلين الواو المنعمة للصوت. يدلّ على ذلك أنهم إذا أضافوا إلى نحو أسيّد حذفوا الياء المحرّكة ، فقالوا : أسيدىّ كراهية لتقارب أربع ياءات ، فإذا أضافوا إلى نحو مهيّيم لم يحذفوا ، فقالوا : مهيّيميّ ، فقاربوا بين خمس ياءات لمّا مطل الصوت فلان بياء المدّ. وهذا واضح. فمذهب الكتاب ـ على شرفه ، وعلوّ طريقته ـ يدخل عليه هذا. وما قدّمناه نحن فيه لا يكاد يعرض شيء من هذا الدخل (٢) له. فاعرفه وقسه وتأتّ له ولا تحرج صدرا به.

* * *

__________________

(١) سار يسور سورا وسئورا : وثب وثار.

(٢) الدّخل : الفساد والعيب.

٤٠٢

باب القول على فوائت الكتاب

اعلم أن الأمثلة المأخوذة على صاحبه سنذكرها ، ونقول فيها ما يدحض عنه ظاهر معرّتها لو صحّت عليه. ولو لم تكنّ فيها حيلة تدرأ شناعة إخلاله بها عنه ، لكانت معلاة له لا مزراة عليه ، وشاهدة بفضله ونقص المتتبّع (له بها) لا نقصه ، إن كان أوردها مريدا بها حطّ رتبته ، والغضّ من فضيلته. وذلك لكلفة هذا الأمر ، وبعد أطرافه ، وإيعار أكنافه أن يحاط بها ، أو يشتمل تحجّر عليها. وإن إنسانا أحاط بقاصى هذه اللغات المنتشرة ، وتحجّر أذراءها (١) المترامية ، على سعة البلاد ، وتعادى ألسنتها اللداد ، وكثرة التواضع بين أهليها من حاضر وباد ، حتى اغترق (٢) جميع كلام الصرحاء والهجناء ، والعبيد والإماء ، فى أطرار (٣) الأرض ، ذات الطول والعرض ، (ما بين) منثور إلى منظوم ، ومخطوب به (إلى مسجوع) ، حتى لغات الرعاة الأجلاف ، والرواعى ذوات صرار (٤) الأخلاف ، وعقلائهم والمدخولين ، وهذاتهم الموسوسين ، فى جدّهم وهزلهم ، وحربهم وسلمهم ، وتغاير الأحوال عليهم ، فلم يخلل من جميع ذلك ـ على سعته وانبثاثه ، وتناشره واختلافه ـ إلا بأحرف تافهة المقدار ، متهافتة على البحث والاعتبار ـ ولعلها أو أكثرها مأخوذة عمّن فسدت لغته ، فلم تلزم عهدته ـ لجدير أن يعلم بذلك توفيقه ، وأن يخلّى له إلى غايته طريقه.

ولنذكر ما أورد عليه معقّبا به ، ولنقل فيه ما يحضرنا من إماطة الفحش به عنه بإذن الله.

* * *

__________________

(١) أذراءها : أطرافها ، والمفرد ، ذرء. يقال : بلغنى ذرء من خبر أى طرف منه.

(٢) اغترق : استوعب.

(٣) أطرار الأرض : نواحيها. والواحد طرّ بضم الطاء.

(٤) صرار الأخلاف : هو خيط يشدّ فوق الخلف لئلا يرضعها ولدها. والخلف للحيوان كالثدى للإنسان.

٤٠٣

ذكر الأمثلة الفائتة للكتاب

وهى : تلقّامة وتلعّابة ، فرناس ، فرانس ، تنوفى ، ترجمان ، شحم أمهج ، مهوأنّ ، عياهم ، ترامز وتماضر ، ينابعات ، دحندح ، عفرّين ، ترعاية ، الصّنّبر ، زيتون ، ميسون ، كذبذب (وكذّبذب) ، هزنبزان ، عفزّران ، هديكر ، هندلع ، درداقس ، خزرانق ، شمنصير ، مؤق ، مأق ، جبروّة ، مسكين ، منديل ، حوريت ، ترقؤة ، خلبوت ، حيّوت ، سمرطول ، قرعبلانة ، عقربّان ، مألك ، إصرى ، إزلزل ، إصبع ، خرفع ، زئبر ، ضئبل ، خرنباش ، زرنوق ، صعفوق ، كنادر الماطرون ، خزعال ، قسطال ، ويلمّة ، فرنوس ، سراوع ، ضهيد ، عتيد ، الحبليل ، الأربعاوى ، مقبئنّ ، (يرنأ ، تعفرت).

أما تلقّامة (١) وتلعّابة (٢) فإنه (٣) وإن لم يذكر ذلك فى الصفات فقد ذكر فى المصادر تفعّلت تفعالا ؛ نحو تحملت تحمّالا. ومثله تقرّبت تقرّابا. ولو أردت الواحدة من هذا لوجب أن تكون تحمّالة. فإذا ذكر تفعالا فكأنه قد ذكره بالهاء.

وذلك لأن الهاء زائدة أبدا فى تقدير الانفصال على غالب الأمر.

وعلى الجملة فإن هذه الفوائت عند أكثر الناس إذا فحص عن حالها ، وتؤمّلت حقّ تأمّلها ، فإنها ـ إلا ما لا بال به ـ ساقطة عن صاحب الكتاب. وذلك أنها على أضرب.

فمنها ما ليس قائله فصيحا عنده.

ومنها لم يسمع إلا فى الشعر ، والشعر موضع اضطرار ، وموقف اعتذار.

وكثيرا ما يحرّف فيه الكلم عن أبنيته ، وتحال فيه المثل عن أوضاع صيغها ، لأجله ؛ ألا ترى قوله :

__________________

(١) تلقامة : كبير اللّقم ، وفى المحكم : عظيم اللّقم.

(٢) تلعابة : كثير اللعب.

(٣) أى سيبويه.

٤٠٤

* أبوك عطاء ألأم الناس كلهم (١) *

يريد عطيّة. وقالت امرأة (٢) ترثى ابنا لها يقال له حازوق :

أقلّب طرفى فى الفوارس ، لا أرى

حزاقا وعينى كالحجاة من القطر

وأمثاله كثيرة. وقد ذكرناها فى فصل التحريف.

ومنها ما هو لازم له. وعلى أنا قد قلنا فى ذلك ، ودللنا به على أنه من مناقب هذا الرجل ومحاسنه : أن يستدرك عليه من هذه اللغة الفائضة السائرة المنتشرة ما هذا قدره ، وهذه حال محصوله.

وليس لقائل أن يدّعى أن تلقّامة ، وتلعّابة فى الأصل المرّة الواحدة ، ثم وصف بها على حدّ ما يقال فى المصدر (يوصف به) ؛ نحو قول الله سبحانه : (إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً) [الملك : ٣٠] أى غائرا ، ونحو قولها :

* فإنما هى إقبال وإدبار (٣) *

وما كان مثله ؛ من قبل أن من وصف بالمصدر فقال : هذا رجل زور ، وصوم ، ونحو ذلك ، فإنما ساغ ذلك له لأنه أراد المبالغة ، وأن يجعله هو نفس الحدث ؛ لكثرة ذلك منه ، والمرة الواحدة هى أقلّ القليل من ذلك الفعل ؛ فلا يجوز أن يريد

__________________

(١) صدر البيت من الطويل ، وهو للبعيث فى لسان العرب (عطا) ، والمخصص ١٦ / ٢١. وعجزه :

* فقدّح من فحل ، وقبّحت من نجل*

عطاء : يعنى عطيّة أباه.

(٢) البيت من الطويل ، وهو للخرنق ترثى أخاها خازوقا أو للحنفية ترثى أخاها خازوقا فى شرح شواهد الإيضاح ص ٣٢٧ ، ولسان العرب (حزق) ، وتاج العروس ٢٥ / ١٦٣ (حزق) ، وليس فى ديوان الخرنق ، وبلا نسبة فى لسان العرب (حجا) ، وتاج العروس (حجا). والحجاة : نفاخة الماء.

(٣) عجز البيت من البسيط ، وهو للخنساء فى ديوانها ص ٣٨٣ ، والأشباه والنظائر ١ / ١٩٨ ، وخزانة الأدب ١ / ٤٣١ ، ٢ / ٣٤ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٢٨٢ ، والشعر والشعراء ١ / ٣٥٤ ، والكتاب ١ / ٣٣٧ ، ولسان العرب (رهط) ، (قبل) ، (سوا) ، والمقتضب ٤ / ٣٠٥ ، والمنصف ١ / ١٩٧ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢ / ٣٨٧ ، ٤ ، ٦٨ ، وشرح الأشمونى ١ / ٢١٣ ، وشرح المفصل ١ / ١١٥ ، والمحتسب ٢ / ٤٣. وصدر البيت :

* ترتع ما رتعت حتى إذا ادّكرت*

٤٠٥

معنى غاية الكثرة ، فيأتى لذلك بلفظ غاية القلّة. وذلك لم يجيزوا : زيد إقبالة وإدبارة ، قياسا على زيد إقبال وإدبار. فعلى هذا لا يجوز أن يكون قولهم : تلقّامة على حدّ قولك : هذا رجل صوم. لكن الهاء فيه كالهاء فى علامة ونسّابة للمبالغة.

وإذا كان كذلك فإنه قد (كاد يفارق) مذهب الصفة ؛ ألا ترى أنّ من شرط الصفة أن تطابق موصوفها فى تذكيره ، وتأنيثه ، فوصف المذكر بالمؤنث ، ووصف المؤنث بالمذكر ليس متمكنا فى الوصف تمكّن وصف المؤنّث بالمؤنّث ، والمذكّر بالمذكّر.

فقولك إذا : هذا رجل عليم أمكن فى الوصف من قولك : هذا رجل علامة ؛ كما أن قولك : مررت بامرأة كافرة أمكن فى الوصف من قولك : مررت بامرأة كفور.

وإذا كان كذلك جرى تلقّامة من قولك (مررت برجل) تلقّامة نحوا من مجرى مررت بنسوة أربع ، فى أن أربعا ليس بوصف متمكّن (ولذلك صرفته) ، وإن كان (صفة وصف) على أفعل. فكأنّ تلقّامة بعد ذلك كله اسم لا صفة ، وإذا كان اسما أو كالاسم سقط الاعتذار منه ؛ لأن سيبويه قد ذكر فى المصادر تفعّلت تفعالا ، فإذا ذكره أغنى عن ذكره فى الأبنية ، ولم يجز لقائل أن يذكره مثالا معتدّا عليه.

كما أن ترعاية (١) فى الصفات تسقط عنه أيضا من هذا الوجه ؛ ألا تراه صفة مؤنّثة جرت على موصوف مذكّر ، فأوحش ذلك منها فى الوصف ، وجرى لذلك مجرى : مررت برجال أربعة ، فى أن أربعة ليس وصفا محضا ، وإنما هو اسم عدد بمنزلة نسوة أربع ؛ كما أن ربعة لمّا لم يخصّ المؤنّث دون المذكّر جرى لذلك مجرى الاسم ، فلذلك قالوا فى جمعه : ربعات ، فحرّكوا كما يحرّكون فى الاسم نحو قصعات.

و (إذا كان كذلك سقط عنه أيضا أن لم يذكر تفعالا فى الصفة. و) كذلك ما حكاه الأصمعىّ من قولهم ؛ ناقة تضرّاب (٢) ؛ لأنها لمّا كانت صفة مذكّرة جارية على مؤنّث لم تستحكم فى الصفة.

__________________

(١) يقال : رجل ترعاية إذا كان يصلح المال على يده ويجيد رعية الإبل. بضم التاء وكسرها.

(٢) يقال : ناقة تضراب أى ضربها الفحل ، وضرب الجمل الناقة يضربها إذا نزا عليها.

٤٠٦

وأما فرناس (١) فقد ذكره فى الأبنية فى آخر ما لحقته الألف رابعة مع غيرها من الزوائد.

وأما فرانس فلعمرى إنه لم يذكره. وظاهر أمره أنه فعانل من لفظ الفرس ؛ قال :

أأن رأيت أسدا فرانسا

الوجه كرها والجبين عابسا

وأما تنوفى (٢) فمختلف فى أمرها. وأكثر أحوالها ضعف روايتها ، والاختلاف الواقع فى لفظها. وإنما رواها السكّرىّ وحده ، وأسندها إلى امرئ القيس (فى قوله) :

كأنّ دثارا حلّقت بلبونه

عقاب تنوفى لا عقاب الفواعل (٣)

(والذى) رويته عن أحمد بن يحيى :

* عقاب تنوف لا عقاب القواعل (٤) *

وقال : القواعل إكام حولها ؛ وقال أبو حاتم : هى ثنيّة طيئ (وهى مرتفعة).

وكذا رواها ابن الأعرابىّ وأبو عمرو الشيبانى. ورواية أبى عبيدة : تنوفى. وأنا أرى أنّ تنوف ليست فعولا ؛ بل هى تفعل من النوف ، وهو الارتفاع. سميت بذلك لعلوّها. ومنه أناف على الشىء إذا ارتفع عليه ، والنيّف فى العدد من هذا ؛ هو فيعل بمنزلة صيّب وميّت. ولو كسّرت النيف على مذهب أبى الحسن لقلت : نياوف فأظهرت عينه. فتنوف ـ فى أنه علم ، على تفعل ـ بمنزلة يشكر ، ويعصر. وقلت

__________________

(١) فرناس : الأسد الضارى ، وقيل : الغليظ الرقبة.

(٢) تنوفى : اسم موضع.

(٣) البيت من الطويل ، وهو لامرئ القيس فى ديوانه ص ٩٤ ، وجمهرة اللغة ص ٩٤٩ ، والجنى الدانى ص ٢٩٥ ، وخزانة الأدب ١١ / ١٧٧ ، ١٧٨ ، ١٨١ ، ١٨٤ ، وشرح التصريح ٢ / ١٥٠ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٤٤١ ، ٢ / ٦١٦ ، ولسان العرب (ملع) ، (تنف) ، (نوف) ، ومغنى اللبيب ١ / ٢٤٢ ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٥٤ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ٣٨٨ ، وشرح الأشمونى ، ٢ / ٤٢٧ ، ومجالس ثعلب ص ٤٦٦ ، والممتع فى التصريف ١ / ١٠٤. ويروى :القواعل بدلا من : الفواعل. القواعل : الجبال الصغار ، جمع القاعلة.

(٤) سبق تخريجه.

٤٠٧

مرّة لأبى علىّ ـ (وهذا الموضع يقرأ عليه من كتاب أصول أبى بكر رحمه‌الله) ـ :يجوز أن يكون (تنوفى) مقصورة من تنوفاء بمنزلة بروكاء (١) ، فسمع ذلك وعرف صحّته.

وكذلك القول عندى فى مسولى (٢) فى بيت المرّار :

فأصبحت مهموما كأنّ مطيّتى

بجنب مسولى أو بوجرة ظالع (٣)

ينبغى أن تكون مقصورة من مسولاء ؛ بمنزلة جلولاء.

فإن قلت : فإنا لم نسمع بتنوفى ولا مسولى ممدودين ، ولو كانا أو أحدهما ممدودا لخرج ذلك إلى الاستعمال.

قيل : ولم يكثر أيضا استعمال هذين الاسمين ، وإنما جاءا فى هذين الموضعين.

بل لو كثر استعمالهما مقصورين لصحّ ما (أردته) ولزم ما أوردته ؛ فإنه يجوز أن يكون ألف (تنوفى) إشباعا للفتحة ؛ لا سيما وقد رويناه (تنوف) مفتوحا كما ترى ، وتكون هذه الألف ملحقة مع الإشباع لإقامة الوزن ؛ ألا تراها مقابلة لياء مفاعيلن ؛ كما أنّ الألف فى قوله :

* ينباع من ذفرى غضوب جسرة*

إنما هى إشباع للفتحة طلبا لإقامة الوزن ؛ ألا ترى أنه لو قال : «ينبع من ذفرى» لصحّ الوزن ؛ إلا أن فيه زحافا هو الخزل (٤) ؛ كما أنه لو قال : «تنوف» لكان الجزء مقبوضا. فالإشباع إذا فى الموضعين إنما هو مخافة الزحاف الذى مثله جائز.

__________________

(١) البروكاء : أى يبترك القوم فى القتال ويحبسوا على الركب ويقتتلوا ابتراكا. والبراكاء : الثبات فى الحرب والجدّ.

(٢) مسولى : موضع.

(٣) البيت من الطويل. وهو للمرار بن سعيد الفقعسى فى ديوانه ص ٤٦٢ ، ولسان العرب (مسل) ، وتاج العروس (مسل). وجرة : موضع. وظالع من الظلع ، وهو عرج يسير.

(٤) الخزل والخزلة فى الشعر ضرب من زحاف الكامل ، سقوط الألف وسكون التاء من متفاعلن ، فيبقى متفعلن ، وهذا البناء غير مقول فيصرف إلى بناء مقول وهو مفتعلن اللسان (خزل).

٤٠٨

وأما ترجمان فقد حكى فيه ترجمان بضم أوّله. ومثاله فعللان ؛ كعترفان (١) ، ودحمسان (٢). وكذلك التاء أيضا فيمن فتحها أصلية ، وإن لم يكن فى الكلام مثال جعفر ؛ لأنه قد يجوز مع الألف والنون من الأمثلة ما لولاهما لم يجز. من ذلك عنفوان ؛ ألا ترى أنه ليس فى الكلام فعلو. وكذلك خنظيان (٣) ؛ لأنه ليس فى الكلام فعلى إلا بالهاء ؛ نحو حدرية وعفرية (٤) ؛ كما أنه ليس فيه فعلو إلا بالهاء ؛ نحو عنصوة (٥). وكذلك الريهقان (٦) ، لأنه ليس فى الكلام فيعل. ونظير ذلك كثير. فكذلك يكون ترجمان فعللانا ، وإن لم يكن فى الكلام فعلل. ومثله قوله :

* وما أيبلىّ على هيكل (٧) *

هو فيعلىّ ؛ لأنه قد يجئ مع ياءي الإضافة ما لولاهما لم يجئ ؛ نحو قولهم : تحوىّ فى الإضافة إلى تحيّة ، وهو تفلىّ.

وأمّا شحم أمهج (٨) فلعمرى إنّ سيبويه قد حظر فى الصفة أفعل. وقد يمكن أن يكون محذوفا من أمهوج كأسكوب. وجدت بخط أبى علىّ عن الفرّاء : لبن أمهوج (٩). فيكون أمهج هذا مقصورا منه ، لضرورة الشعر ، وأنشد أبو زيد :

__________________

(١) العترفان : بالضم الدّيك ، وهو أيضا نبت عريض من نبات الربيع.

(٢) يقال : رجل دحمسان : أسود سمين.

(٣) يقال : رجل خنظيان أى فحاش بذيء.

(٤) حدرية : هى الأرض الغليظة. عفرية : يقال : رجل عفرية أى خبيث شرير.

(٥) عنصوة : الخصلة من الشعر ، والقطعة من الكلأ.

(٦) الريهقان : الزعفران.

(٧) صدر البيت من المتقارب ، وهو للأعشى فى ديوانه ص ١٠٣ ، ولسان العرب (صلب) ، (أبل) ، (هكل) ، وتهذيب اللغة ١٥ / ٣٨٨ ، ومقاييس اللغة ١ / ٤٢ ، وكتاب العين ٧ / ١٥٠ ، والمخصص ٥ / ١٣٤ ، ١٣ / ١٠١ ، وأساس البلاغة (هكل) ، وتاج العروس (صور) ، (هكل) ، وبلا نسبة فى المخصص ٤ / ٧٨. وعجز البيت :

* بناه وصلّب فيه وصارا*

الأيبلىّ : بتثليث الباء كما جاء فى القاموس ـ الراهب. ومنه أبيل الأبيلين ، وهو سيدنا عيسى ابن مريم ، سمى بذلك لتأبّله عن النساء وترك غشيانهن. صار : صوّر. اللسان (أبل) ، (صور).

(٨) شحم أمهج : رقيق ، قال ابن سيده. نيئ.

(٩) لبن أمهوج : هو الذى سكنت رغوته وخلص ولم يخثر. اللسان (مهج).

٤٠٩

* يطعمها اللحم وشحما أمهجا (١) *

ولم نسمعه فى النثر أمهجا. وقد يقال : لبن أمهجان وماهج ؛ قال هميان بن قحافة :

* وعرّضوا المجلس محضا ماهجا (٢) *

(ويروى : وأروت المجلس) وكنت قلت لأبى علىّ ـ رحمه‌الله ـ وقت القراءة : يكون أمهج محذوفا من أمهوج ، فقبل ذلك ولم يأبه.

وقد يجوز أن يكون أمهج فى الأصل اسما غير صفة ، إلا أنه وصف به ؛ لما فيه من معنى الصفاء (والرقة) ؛ كما يوصف بالأسماء الضامنة لمعانى الأوصاف ؛ (كما أنشد أبو عثمان من) قول الراجز :

* مئبرة العرقوب إشفى المرفق (٣) *

فوصف بإشفى (وهو اسم) لما فيه من معنى الحدّة ، وكقول الآخر :

فلو لا الله والمهر المفدّى

لرحت وأنت غربال الإهاب (٤)

فهذا كقولك : وأنت مخرّق الإهاب ، وله نظائر.

وأما مهوأنّ (٥) ففائت للكتاب. وذهب بعضهم إلى أنه بمنزلة مطمأنّ. وهذا سهو ظاهر. وذلك لأن الواو لا تكون أصلا فى ذوات الأربعة إلا عن تضعيف. فأما ورنتل فشاذّ. فمهوأنّ إذا مفوعلّ. وكأنه جار على اهوأنّ. وقد قالوا : اكوهدّ (٦)

__________________

(١) الرجز ، فى الممتع فى التصريف ١ / ٧٣.

(٢) الرجز لهميان بن قحافة فى لسان العرب (عرض) ، وتهذيب اللغة ١ / ٤٦٨ ، ٦ / ٧١ ، وتاج العروس (عرض) ، وبلا نسبة فى لسان العرب (مهج).

(٣) الرجز ، فى الممتع فى التصريف ١ / ٧٤ ، والمخصص ١ / ٨١ ، ١٥ / ١٠٦ ، وتاج العروس (شفى) ، ولسان العرب (أذن) ، (شفى).

(٤) البيت من الوافر ، وهو لمنذر بن حسان فى المقاصد النحوية ٣ / ١٤٠ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢ / ٤١١ ، وديوان المعانى ٢ / ٢٤٩ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٦٢ ، والدرر ٥ / ٢٩١ ، ولسان العرب (عنكب) ، (قيد) ، (عزبل) ، والممتع فى التصريف ص ٧٤.

(٥) مهوأنّ : بضم الميم : الصحراء الواسعة. وقال ابن سيده : المكان البعيد. اللسان (هوأ).

(٦) اكوهدّ : يقال : اكوهدّ الشيخ والفرخ إذا ارتد.

٤١٠

واقوهدّ ، وهو افوعلّ (ونحوه) قول الهذلىّ :

فشائع وسط ذودك مقبئنّا

لتحسب سيّدا ضبعا تبول (١)

مقبئنّا : منتصبا. فهذا مفعللّ كما ترى. وشبّه هذا المجوّز لأن يكون مهوأنّ بمنزلة مطمأنّ الواو فيه بالواو فى غوغاء وضوضاء ؛ وليس هذا من خطأ أهل الصناعة ؛ لأن غوغاء وضوضاء من ذوات تضعيف الواو ، بمنزلة ضوضيت وقوقيت. وقد يجوز من وجه آخر أن يكون واو مهوأنّ أصلا .. وذلك بأن يكون سيبويه قد سأل جماعة من الفصحاء عن تحقير مهوأنّ على الترخيم ، فحذفوا الميم وإحدى النونين ولم يحذفوا الواو البتّة ، مع حذفهم واو كوثر على الترخيم (فى قولهم) : كثير ، وحذفهم واو جدول ، وقولهم : جديل ، وامتنعوا من حذف واو مهوأنّ ، فقطع سيبويه بأنها أصل فلم يذكره. وإذا كان هذا جائزا ، وعلى مذهب إحسان الظنّ به سائغا ، كان فيه نصرة له و (تجميل لأثره) فاعرفه ؛ فتكون الواو مثلها فى ورنتل. وكذلك يمكن أن يحتجّ بنحو هذا فى فرانس وكنادر (٢) ؛ فتكون النون فيهما أصلا.

وأما عياهم (٣) فحاكيه صاحب العين ، وهو مجهول. وذاكرت أبا علىّ رحمه‌الله يوما بهذا الكتاب فأساء نثاه (٤). فقلت له : إن تصنيفه أصحّ وأمثل من تصنيف الجمهرة ، فقال : الساعة لو صنّف إنسان لغة بالتركيّة تصنيفا جيّدا (أكانت) تعتدّ عربيّة لجودة تصنيفها؟ أو كلاما هذا نحوه. وعلى أن صاحب العين أيضا إنما قال فيها : وقال بعضهم : عياهمة ، وعياهم ؛ كعذافرة وعذافر. فإن صحّ فهو فياعل ، ملحق بعذافر. وقلت فيه لأبى على : يجوز أن تكون العين فيه بدلا من همزة ؛ كأنه إياهم كأباتر وأحامر ، فقبل ذلك.

__________________

(١) البيت من الوافر ، وهو للأعلم الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ١ / ٣٢٢ ، ولسان العرب (قنن) ، وبلا نسبة فى الدرر ٣ / ٢٥ ، وهمع الهوامع ١ / ١٧٤. ويروى : مستقنا بدلا من مقبئنّا. الشّياع ، بالكسر : الدّعاء بالإبل لتنساق وتجتمع.

(٢) الكنادر : الغليظ القصير مع شدّة.

(٣) يقال : جمل عيهم وعيهام وعياهم : ماض سريع.

(٤) أساء نثاه : أساء وصفه وذكره.

٤١١

وأما تماضر وترامز فذهب أبو بكر إلى أن التاء فيهما زائدة. ولا وجه لذلك ؛ لأنّها فى موضع عين عذافر ، فهذا يقضى بكونها أصلا ، وليس معنا اشتقاق فيقطع بزيادتها. قال أبو زيد : (وهو) الجمل القوىّ الشديد ؛ وأنشد :

إذا أردت طلب المفاوز

فاعمد لكلّ بازل ترامز (١)

وذهب بعضهم فى تماضر إلى أنه تفاعل ، وأنه فعل منقول ؛ كيزيد وتغلب.

ولا حاجة به إلى ذلك ، بل تماضر رباعيّ ، وتاؤه فاء كترامز. فإن توهّم ذلك لامتناع صرفه فى قوله :

حيّوا تماضر واربعوا صحبى

وقفوا فإنّ وقوفكم حسبى (٢)

فليس شيئا ؛ لأن تماضر علم مؤنّث ، وهو اسم الخنساء الشاعرة. وإنما منع الصرف لاجتماع التأنيث والتعريف ؛ كامرأة سميتها بعذافر وعماهج. وهذا واضح.

وأما ينابعات (٣) فما أظرف أبا بكر أن أورده على أنه أحد الفوائت! ألا يعلم أن سيبويه قد قال : ويكون على يفاعل نحو اليحامد (٤) واليرامع (٥). فأمّا لحاق علم التأنيث والجمع به فزائد على المثال ، وغير محتسب به فيه. وإن رواه راو ينابعات فينابع يفاعل ؛ كيضارب ويقاتل ، نقل وجمع.

__________________

(١) الرجز لإهاب بن عمير فى لسان العرب (لزز) ، والتنبيه والإيضاح ٢ / ٢٥١ ، وتاج العروس (لزز) ، وبلا نسبة فى لسان العرب (ترمز) ، وتهذيب اللغة ١٣ / ١٦٧ ، ٢٠٦ ، ومجمل اللغة ٤ / ٢٤٦ ، ومقاييس اللغة ٥ / ٢٠٤ ، وكتاب الجيم (٣ / ٢٠٢). ويروى :

إذا أردت السير فى المفاوز

فاعمد لها بباذل ترامز

وبعده :

* ذى مرفق ناء عن اللذائذ*

(٢) البيت من الكامل ، وهو لدريد بن الصمة فى ديوانه ص ٣٤ ، والأغانى ١٥ / ٦١ ، وتاج العروس (مضر) ، والشعر والشعراء ص ٣٥٠ ، وبلا نسبة فى الممتع فى التصريف ١ / ٩٦.

(٣) ينابعات : اسم مكان.

(٤) اليحامد : جمع : قبيلة يقال لها يحمد. ويحمد : أبو بطن من الأزد. واليحامد نسبة إليها. وانظر اللسان (حمد).

(٥) اليرامع : جمع اليرمع. واليرمع : الحصى البيض تتلألأ فى الشمس وهى أيضا حجارة ليّنة رقاق بيض تلمع.

٤١٢

وأمّا دحندح فإنه صوتان : الأوّل منهما منوّن : دح ، والآخر منهما غير منوّن : دح (وكأنّ الأوّل نوّن للوصل. ويؤكّد ذلك قولهم فى معناه : دح دح) فهذا كصه صه فى النكرة ، وصه صه فى المعرفة. فظنّته الرواة كلمة واحدة. ومن هنا قلنا : إن صاحب اللغة إن لم يكن له نظر أحال كثيرا منها ، وهو يرى أنه على صواب.

ولم يؤت من أمانته ، وإنما أتى من معرفته. ونحو هذا الشاهد إذا لم يكن فقيها : يشهد بما لا يعلم وهو يرى أنه يعلم. ولذلك ما استدّ عندنا أبو عمرو الشيبانىّ لملازمته ليونس وأخذه عنه. ومعنى هذه الكلمة فيما ذكر (محمد بن الحسن أبو بكر : قد أقررت فاسكت) (وذكر محمد بن حبيب أن دحندح دويبة صغيرة : يقال هو أهون علىّ من دحندح) ومثل هذين الصوتين عندى قول الآخر :

إن الدقيق يلتوى بالجنبخ

حتى يقول بطنه جخ جخ (١)

فهذا حكاية صوت بطنه.

وأمّا عفرّين فقد ذكر سيبويه فعلا كطمرّ وحبرّ (٢). فكأنه ألحق علم الجمع كالبرحين (٣) والفتكرين (٤). إلا أن بينهما فرقا. وذلك أن هذا يقال فيه : البرحون والفتكرون ، ولم يسمع فى عفرّين الواو. وجواب هذا أنه لم يسمع عفرّين فى الرفع بالياء ، وإنما سمع فى موضع الجرّ ، وهو قولهم : ليث عفرّين (٥). فيجب أن يقال فيه فى الرفع : هذا عفرّون. لكن لو سمع فى موضع الرفع بالياء لكان أشبه بأن يكون فيه النظر. فأمّا وهو فى موضع الجر فلا يستنكر فيه الياء

وأما ترعاية فقد قيل فيه أيضا : رجل ترعيّة ، وترعاية. وكان أبو علىّ صنع ترعاية فقال : أصلها ترعيّة ثم أبدلت الياء الأولى للتخفيف ألفا ؛ كقولهم فى الحيرة : حارىّ. وإذا كان ذاك أمرا محتملا لم يقطع بيقين على أنه مثال فائت فى

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (جخخ) ، (جنبخ) ، وتهذيب اللغة ٧ / ٦٣٩ ، وتاج العروس (جنبخ) ، ويروى (القصير) مكان (الدقيق). الدقيق : دقيق الجسم ضئيله. والجنبخ : الطويل.

(٢) حبر : موضع فى البادية.

(٣) البرحين : بكسر الباء وضمها ـ الشدائد والدواهى.

(٤) الفتكرين : بكسر الفاء وضمها أيضا ـ الشدائد والدواهى.

(٥) يقال : ليث عفرّين أى أسد قوى.

٤١٣

الصفات. ولكن قد حكى الأصمعىّ : ناقة تضراب إذا ضربها الفحل. فظاهر هذا أنه تفعال فى الصفة كما ترى. وقد ذكرنا ما فيه فى أوّل الباب.

وأما الصّنّبر فقد كنت قلت فيه فى هذا الكتاب فى قول طرفة :

بجفان تعترى نادينا

وسديف حين هاج الصنّبر (١)

ما قد مضى ، وإنه يرجع بالصنعة إلى أنه من نحو مررت ببكر. وذهب بعضهم إلى أنه كسر الباء لسكونها وسكون الراء. وفيه ضعف. وذلك أن الساكنين إذا التقيا من كلمة واحدة حرّك الآخر منهما ؛ نحو أمس ، وجير ، وأين ، وسوف ، وربّ. وإنما يحرّك الأوّل منهما إذا كانا من كلمتين ؛ نحو قد انقطع ، وقم الليل.

وأيضا فإن الساكنين لا ينكر اجتماعهما فى الوقف.

فإن قلت : فالوزن اقتضى تحريك الأوّل ، قيل : أجل ؛ إلا أنه لم يقتضك فساد الاعتلال. فإذا قلت ما قلنا نحن فى هذا فيما مضى من كتابنا سلم على يديك ، وثلج به صدرك إن شاء الله.

فإن قلت : فقد قالوا فى الوقف : ضربته (٢).

قيل : هذا أمر يخص تاء التأنيث ؛ رغبة فى الكسرة الدالّة على التأنيث. وأيضا فإن التاء آخر الكلمة ، والهاء زائدة من بعدها ، ليست منها. وكذلك القول فى ادعه (٣) ، واغزه ؛ ألا ترى (أن الهاء زائدة) من بعد الكلمة. وعلى أنه قد يجوز أن تكون الكسرة فيهما إنما هى على حدّ قولك : ادع واغز ، ثم لحقت الهاء. ونحوه ما أنشده أبو سهل أحمد بن زياد القطّان :

__________________

(١) البيت من الرمل ، وهو لطرفة فى ديوانه ص ٥٦ ، ولسان العرب (صنبر) ، وتهذيب اللغة ١٢ / ٢٧١ ، وتاج العروس (صنبر).

(٢) الوقف بكسر تاء التأنيث ، وهى لغة بعض بنى تميم من بنى عدىّ وانظر الكتاب ٤ / ١٨٠.

(٣) بكسر العين. ويقول سيبويه فى الكتاب ٤ / ١٦٠ : «وزعم أبو الخطاب أنّ ناسا من العرب يقولون : ادعه من دعوت ، فيكسرون العين ، كأنها لمّا كانت فى موضع الجزم توهموا أنها ساكنة ، إذ كانت آخر شيء فى الكلمة فى موضع الجزم ، فكسروا حيث كانت الدال ساكنة ، لأنه لا يلتقى ساكنان.

٤١٤

كأنّ ريح دبرات خمس

وظربانا بينهنّ يفسى (١)

ريح ثناياها بعيد النّعس

أراد : يفسو ، ثم حذف الواو استخفافا ، وأسكن السين ، والفاء قبلها ساكنة ، فكسر السين لالتقائهما ، ثم أشبع للإطلاق ، فقال : يفسى. فاعرف ذلك.

وأما هزنبزان (٢) وعفزّران فقد ذكرا فى بعض نسخ الكتاب. والهزنبزان السّيئ الخلق ، قال :

لقد منيت بهزنبزان

لقد نسيت غفل الزمان

وعفزّران : اسم رجل. وقد يجوز أن يكون أصله : عفزّر ؛ كشعلّع وعدبّس ، ثم ثنّى وسمّى به ، وجعلت النون حرف إعراب ؛ كما حكى أبو الحسن عنهم فى اسم رجل : خليلان. وكذلك أيضا ذهب فى قوله :

* ألا يا ديار الحىّ بالسبعان (٣) *

إلى أنه تثنية سبع ، وجعل النون حرف إعراب. وليس لك مثل هذا التأويل فى

__________________

(١) الظّربان : دويبّة شبه الكلب ، كثير الفسو ، منتن الرائحة ، يضرب به المثل فى الفساء. اللسان (ظرب).

(٢) وفى تاج العروس (هزبر) قال : صاحب التاج أن الجوهرى قد وهم وفسر (الهزبران) ، و (الهزبزان) بالسيئ الخلق. والصواب فيهما (بزاءين).

(٣) صدر البيت من الطويل ، وهو لابن أحمر فى ديوانه ص ١٨٨ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٨٤٩ ، ولابن مقبل فى ديوانه ص ٣٣٥ ، وإصلاح المنطق ص ٣٩٤ ، وخزانة الأدب ٧ / ٣٠٢ ، ٣٠٣ ، ٣٠٤ ، وسمط اللآلى ص ٥٣٣ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٤٢٢ ، وشرح التصريح ٢ / ٣٢٩ ، ٣٨٤ ، والكتاب ٤ / ٢٥٩ ، ولسان العرب (سبع) ، (ملل) ، (ملا) ، ومعجم ما استعجم ص ٧١٩ ، ولأحدهما فى معجم البلدان ٣ / ١٨٥ ، (السبعان) ، ٤ / ٣٣٣ ، ولسان العرب (عفزر).

وعجز البيت :

* أملّ عليها بالبلى الملوان*

ويروى عجز البيت :

* عفت حججا بعدى وهد ثمانى*

وهو بهذه الرواية لشاعر جاهلى من بنى عقيل فى خزانة الأدب ٧ / ٣٠٦ ، ومعجم البلدان ٣ / ١٨٥.

والسّبعان : موضع فى ديار قيس ، ولا يعرف فى كلامهم اسم على فعلان غيره.

٤١٥

هزنبزان ؛ لأنه نكرة وصفة للواحد. وهذا (يبعده عن) العلميّة والتثنية.

وأمّا هديكر فقال أبو علىّ : سألت محمد بن الحسن عن الهيدكر فقال : لا أعرفه ، وأعرف الهيدكور. قال أبو بكر : وإن سمع فلا يمتنع. هذا حديث الهيدكر (وأما) الهديكر فغير محفوظ عنهم ، وأظنّه من تحريف النقلة ؛ ألا ترى إلى بيت طرفة :

فهى بدّاء إذا ما أقبلت

فحمة الجسم رداح هيدكر (١)

و (كأن) الواو حذفت من هيدكور ضرورة. فإذا جاز أن تحذف الواو الأصلية لذلك فى قول (الأسود بن يعفر) :

* فألحقت أخراهم طريق ألاهم (٢) *

كان حذف الزيادة أولى. ويقال : تهدكرت المرأة ، تهدكرا فى مشيها. وذلك إذا ترجرجت.

وأما زيتون فأمره واضح ، وأنه فعلون ، ومثال فائت. والعجب أنه فى القرآن ، وعلى أفواه الناس (للاستعمال). وقد كان بعضهم تجشّم أن أخذه من الزتن ، وإن كان أصلا مماتا ، فجعله فيعولا. وصاحب هذا القول ابن كيسان أو ابن دريد : أحد الرجلين.

ومثل زيتون ـ عندى ـ ميسون بنت بحدل الكلبيّة أمّ يزيد بن معاوية. وكان سمعها تهجوه ، فقال لها : الحقى بأهلك.

وأمّا قيطون فإنه فيعول ، من قطنت بالمكان ؛ لأنه بيت فى جوف بيت.

__________________

(١) البيت من الرمل ، وهو لطرفة فى ديوانه ص ١٥٣ ، ولسان العرب (هدكر) ، والمخصص ١٦ / ١٦٩ ، وتاج العروس (هدكر) ، وللمرار بن منقذ فى شرح اختيارات المفضل ص ٤٣٣.

ويروى : فخمة بدلا من فحمة.

البدّاء : المرأة الكثيرة لحم الفخذين. والرداح : ضخمة العجيزة.

(٢) صدر البيت من الطويل ، وهو للأسود بن يعفر فى ديوانه ص ٤٥ ، ولسان العرب (وأل) ، وخزانة الأدب ١١ / ٣٠٥. وعجز البيت :

* كما قيل نجم قد خوى متتائع*

٤١٦

وأما الهندلع فبقلة ، وقيل : إنها غريبة ولا تنبت فى كل سنة. وما كانت هذه سبيله كان الإخلال بذكره قدرا مسموحا به ، ومعفوّا عنه. وإذا صحّ أنه من كلامهم فيجب أن تكون نونه زائدة ؛ لأنه لا أصل بإزائها فتقابله. فهى إذا كنون كنتأل (١). ومثال الكلمة على هذا : فنعلل. ومن ادّعى أنها أصل ، وأن الكلمة بها خماسيّة ، فلا دلالة له ، ولا برهان معه. ولا فرق بين أن يدّعى أصليّة هذه النون وبين ادّعائه أصلية نون كنتأل وكنهبل (٢).

وأما كذبذب خفيفا ، وكذّبذب ثقيلا ففائتان. ونحوهما ما رويته عن بعض أصحابنا من قول بعضهم : ذرحرح فى هذا (الذرحرح (٣) بفتح الراءين) (أنشد أبو زيد) :

وإذا أتاك بأننى قد بعتها

بوصال غانية فقل كذّبذب

ولسنا نعرف كلمة فيها ثلاث عينات غير كذّبذب وذرحرح. وقد أنشد بعض البغداديين (قول الشاعر) :

بات يقاسى ليلهنّ زمّام

والفقعسىّ حاتم بن همّام

مسترعفات لصللّخم سام (٤)

(اللام الأولى هى الزائدة هنا ، لأنه لا يلتقى عينان إلا والأولى ساكنة) ، وهذا مصنوع للضرورة ، يريد : لصلّخم ، فاحتاج لإقامة الوزن ، فزاد على العينين أخرى ، فصار من فعّل إلى فععّل.

__________________

(١) الكنتأل ، بالضم : القصير ، والنون زائدة. اللسان (كتل).

(٢) الكنهبل بفتح الباء وضمها : شجر عطام ، وهو من العضاه ، قال سيبويه : النون زائدة. وانظر اللسان (كهبل).

(٣) الذّرحرح والذّرحرح والذّروح : دويبّة أعظم من الذباب شيئا ، مبرقش بحمرة وسواد وصفرة ، لها جناحان تطير بهما ، انظر اللسان (ذرح).

(٤) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (جدب) ، (صلخم) ، وتهذيب اللغة ٧ / ٦٥٦ ، وتاج العروس (صلخم). وروى تمام مكان همام. الرّعف : السبق ، ومسترعفات : سابقات. يقال : بعير صلّخم صلّخد وصلخم : جسيم شديد ماض. يريد لصلّخم فزاد لاما.

٤١٧

وأما الدرداقس فقيل فيه : إنه أعجمىّ ، وقال الأصمعىّ : أحسبه روميّا ، وهو طرف العظم الناتئ فوق القفا. وأنشد أبو زيد :

من زلّ عن قصد السبيل تزايلت

بالسيف هامته عن الدرداقس (١)

وكذلك الخزرانق أعجمىّ أيضا. وهو فارسىّ ، يعنى به ضرب من ثياب الديباج. ويجب أن تكون (نونه زائدة) إن كان الدرداقس أعجميّا. فإن كان عربيا فيجب أن تكون نونه أصلا ؛ لمقابلتها قاف درداقس العربىّ.

وأما شمنصير ففائت أيضا إن كان عربيا. قال الهذلىّ :

لعلّك هالك إمّا غلام

تبوّأ من شمنصير مقاما (٢)

وقد يجوز أن يكون محرّفا من شمنصير لضرورة الوزن.

وأما مؤق فظاهر أمره أنه فعل وفائت. وقد يجوز أن يكون مخففا من فعلىّ ؛ كأنه فى الأصل مؤقي بمعنى مؤق ، وزيدت الياء لا للنسب ، بل كزيادتها فى كرسىّ ، وإن كانت فى كرسىّ لازمة ، وفى مؤقي غير لازمة ؛ لقولهم فيه : مؤق.

لكنها فى أحمرىّ وأشقرىّ غير لازمة.

وأنشدنا أبو علىّ :

* كان حدّاء قراقريّا (٣) *

(يريد قراقرا) وأنشدنا أيضا للعجّاج :

__________________

(١) البيت من الكامل ، وهو بلا نسبة فى لسان العرب (درقس) ، وتاج العروس (درقس) ، وفى رواية : زال ، الدرقاس.

(٢) البيت من الوافر ، وهو لصخر الغىّ الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٢٩٢ ، ولسان العرب (علل) ، وجمهرة اللغة ص ١١٥٢ ، وتاج العروس (شمصر) ، ومعجم البلدان ٣ / ٣٦٤ (شمنصير).

شمنصير : جبل من جبال هذيل معروف. اللسان (شمصر). وانظر ديوان الهذليين (الدار) ٢ / ٦٦.

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (قرر) ، (حدا) ، وتهذيب اللغة ٨ / ٢٨٤ ، وتاج العروس (قرر) ، (حدا) ، والمخصص ٧ / ١١١ ، وجمهرة اللغة ص ١٩٨ ، ١٢٥٦. وقبله :

* أبكم لا يكلم المطيّا*

٤١٨

* غضف طواها الأمس كلابىّ (١) *

(أى كلاب يعنى صاحب كلاب) وأنشدنا أيضا له :

* والدهر بالإنسان دوّارىّ (٢) *

أى دوّار ؛ إلا أن زيادة هذه الياء فى الصفة أكثر منها فى الاسم ؛ لأن الغرض فيها توكيد الوصف.

ومثل مؤق فى هذه القضيّة ما رواه الفرّاء من قول بعضهم فيه : مأق. فيجب أيضا أن يكون مخففا من ثقيله. وأما ما أنشده أبو زيد من قول الشاعر :

يا من لعين لم تذق تغميضا

وماقيين اكتحلا مضيضا

كأن فيها فلفلا رضيضا (٣)

فمقلوب. وذلك أنه أراد من المأق مثال فاعل فكان قياسه مائق ، إلا أنه قلبه إلى فالع ، فصار : ماق بمنزلة شاك ولاث فى شائك ولائث. ومثله قوله :

* وأمنع عرسى أن يزنّ بها الخالى (٤) *

__________________

(١) الرجز للعجاج فى ديوانه ١ / ٥١٨ ، وبلا نسبة فى المخصص ١ / ٨٥. وبعده :

* بالمال إلا كسبها شقىّ*

(٢) الرجز للعجاج فى ديوانه ١ / ٤٨٠ ، ولسان العرب (دور) ، (قسر) ، (قعسر) ، (قنسر) ، وجمهرة اللغة ص ١١٥١ ، وخزانة الأدب ١١ / ٢٧٤ ، ٢٧٥ ، والدرر ٣ / ٧٤ ، وتاج العروس (دور) ، (قسر) ، (قعسر) ، (قنسر) ، (أرس) ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٥٢ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ١٨١٨ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٤٧ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٤١ ، ٢ / ٧٢٢ ، والكتاب ١ / ٢٣٨ ، وتهذيب اللغة ٣ / ٢٨٣ ، ١٤ / ١٥٣ ، والمخصص ١ / ٤٥ ، والمحتسب ١ / ٣١٠ ، وكتاب العين ٢ / ٢٩١ ، ٥ / ٢٥٢ ، ٨ / ٥٦ ، ومجمل اللغة ٢ / ٢٩٩ ، ومغنى اللبيب ١ / ١٨ ، وبلا نسبة فى خزانة الأدب ٦ / ٥٤٠ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٠٥ ، وشرح المفصل ١ / ١٢٣ ، ٣ / ١٠٤ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٦٨١ ، والمقتضب ٣ / ٢٢٨ ، ٢٦٤ ، ٢٨٩ ، والمقرب ١ / ١٦٢ ، ٢ / ٥٤ ، والمنصف ٢ / ١٧٩ ، وهمع الهوامع ١ / ١٩٢ ، ٢ / ١٩٨ ، ومقاييس اللغة ٢ / ٣١٠ ، وتهذيب اللغة ٩ / ٣٩٤.

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (مأق) ، وتاج العروس (مأق). يقال : مضّنى الهمّ والحزن والقول يمضّنى مضا ومضيضا وأمضّنى : أحرقنى وشق علىّ. اللسان (مضض). الرضيض : المدقوق.

(٤) يقال : زنّه بكذا وأزنّه إذا اتهمه وظنّه فيه. اللسان (زنن) وما أورده شطر من بيتين لامرئ ـ ـ

٤١٩

أراد : الخائل : فاعلا من الخيلاء.

وجبروّة من قبل الكوفيين. وهو فائت. ومثاله فعلوّة.

وأما مسكين ومنديل فرواهما اللحيانىّ. وذاكرت يوما أبا على بنوادره فقال : كنّاش (١). وكان أبو بكر ـ رحمه‌الله ـ يقول : إن كتابه لا تصله به رواية ، قدحا فيه ، وغضّا منه.

وأمّا حوريت فدخلت يوما على أبى على ـ رحمه‌الله ـ فحين رآنى قال : أين أنت! أنا أطلبك. قلت : وما هو؟ قال : ما تقول فى حوريت (٢)؟ فخضنا فيه ، فرأيناه خارجا عن الكتاب. وصانع أبو علىّ عنه بأن قال : إنه ليس من لغة ابنى نزار (٣) ، فأقلّ الحفل به لذلك. وأقرب ما ينسب إليه أن يكون فعليتا ، قريبا من عفريت. ونحوه ما أخبرنا به أبو علىّ من قول بعضهم فى الخلبوت (٤) : الخلبوت ؛ وأنشد :

* ويأكل الحيّة والحيّوتا (٥) *

__________________

القيس هما :

ألا زعمت بسباسة اليوم أننى

كبرت وأن لا يحسن السرّ أمثالى

كذبت لقد أصبى على المرء عرسه

وأمنع عرسى أن يزنّ بها الخالى

بسباسة : اسم امرأة. السّر : ما يكون بين الرجل والمرأة من جماع وغيره. وانظر ديوان امرئ القيس فى القصيدة التى مطلعها :

* ألا عم صباحا أيها الطلل البالى*

(١) الكنّاشة : أوراق تجعل كالدفتر يقيد فيها الفوائد والشوارد للضبط تاج العروس (كنش) وأبو على يريد أنه ليس فيه مسكة التصنيف. (نجار).

(٢) حوريت : موضع. اللسان (حور).

(٣) يريد : ربيعة ومضر.

(٤) الخلبوت : الخدّاع الكذاب. اللسان (خلب).

(٥) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (أقط) ، (دمق) ، (زبق) ، (حيا) ، وتاج العروس (دمق) ، (زبق) ، (أقط) ، (حيى) ، وجمهرة اللغة ص ٢٣١ ، ٥٧٦ ، ١٢١٤ ، والمخصص ١٦ / ١٠٧.

وبعده :

* ويدمق الأقفال والتابوتا*

والحيّوت : ذكر الحيّات ؛ قال الأزهرى : التاء فى الحيوت زائدة ، لأن أصله الحيّو ؛ وتجمع الحيّة حيوات. اللسان (حيا).

٤٢٠