الأشباه والنظائر في النحو - ج ٤

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

الأشباه والنظائر في النحو - ج ٤

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


المحقق: غريد الشيخ
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٣٤

من المبتدأ فلا يصحّ ، وإمّا أن يفهم منه أنّ ضربته المطلق مثل ضربته قائما ، وهو غير المعنى المفهوم. وإن جفعل المصدر مضافا إلى فاعله صار المفهوم منه غير المطلوب من الكلام.

وقال البصريون ـ وهو الصحيح ـ تقديره : «إذ كان قائما» إن أردت الماضي ، أو : «إذا كان قائما» إن أردت المستقبل ؛ لأنّ معنى «ضربي زيدا قائما» : ما ضربت زيدا إلّا قائما. وهذا لا يستقيم إلّا على مذهب البصريّين ، لأنّ العامل يتقيّد بمعموله ، فإذا جعل الحال من تمام المبتدأ يكون الإخبار بأنّ ضربي زيدا مقيّدا بالقيام حاصل ، وذا لا ينفي أن يقع الضرب في غير حال القيام. وإذا جعل الحال من جملة الخبر يكون «ضربي زيدا» هذا الذي لم يقيّد بحال كائنا إذا كان قائما فلو قدّر وقوع «ضربي» في غير حال القيام لكان مناقضا للإخبار ، ومن المحال وقوع عين المقيّد بالحال في زمان وتخلّف شيء منه عن ذلك الزمان إذا أريد به الحقيقة.

وإذ قد علمت أقوال العلماء وأدلّتهم ، وردّها ، والصحيح من ذلك وحجّته فلنختم الكتاب بفوائد لا بدّ من التعرّض لها :

الأولى : إنّما قدّرنا الخبر ظرفا دون غيره ، لأنّ تقديره محذوفا مجاز وتوسّع والظروف أحمل لذلك من غيرها.

الثانية : إنّما قدّرنا ظرف الزمان دون المكان ، لأنّ الحال عوض منه ، وهي لظرف الزمان أنسب منها لظرف المكان ، لأنّها توقيت للفعل من جهة المعنى كما أنّ الزمان توقيت للفعل ، ولأنّ المبتدأ هنا حدث ، وظرف الزّمان مختصّ بالإخبار به عن الحدث دون الجثّة فهو أخصّ من ظرف المكان.

الثالثة : إنّما قدّرت «إذ» و «إذا» دون غيرهما لاستغراق إذ للماضي وإذا للمستقبل قاله ابن عمرون.

الرابعة : إنّما قدّر بعد الظّرف فعل وكان «كان» التامّة ، ولم يقدّر نصب قائم على الخبر لكان لأنّ الظرف لا بدّ له من فعل أو معناه ، والحال لا بدّ لها أيضا من عامل ، والأصل في العمل للفعل ، وقدّرت «كان» التامّة لتدلّ على الحدث المطلق الذي يدلّ الكلام عليه ، ولم يعتقد في «قائم» الخبرية للزومه التنكير (١). وأجاز الفرّاء نصبه على خبر كان. وردّ بدخول الواو عليه (٢) ؛ ولا يلتفت إلى قول من أجاز دخول

__________________

(١) انظر شرح المفصّل (١ / ٩٧).

(٢) انظر مغني اللبيب (ص ٤٥٩).

٢٨١

الواو على خبر كان إذا كان الخبر جملة. والضمير في «كان» فاعلها ، وهو يعود إلى زيد. وذكر الزّمخشري أنّه يجوز أن يعود إلى فاعل المصدر ، وهو الياء في ضربي.

آخر الكتاب ـ انتهى ـ ، وصلّى الله وسلّم على نبيّه محمّد.

تحفة النجباء في قولهم : هذا بسرا أطيب منه رطبا

لمؤلف الكتاب شيخنا الإمام الحافظ المجتهد جلال الدين أبي الفضل عبد الرحمن ابن الإمام كمال الدين السيوطي.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة على رسول الله : قولهم : «هذا بسرا أطيب منه رطبا» (١) فيه عشرة أسئلة :

الأول : ما وجه انتصاب بسرا ورطبا؟

والجواب : أنّه على الحال في أصحّ القولين ؛ وعليه سيبويه ، لأنّ المعنى عليه ، فإنّ المخبر إنّما يفضّله على نفسه باعتبار حالة من أحواله ، ولو لا ذلك لما صحّ تفضيل الشيء على نفسه. والتفضيل إنّما صحّ باعتبار الحالين فيه فكان انتصابهما على الحال لوجود شرط الحال خلافا لمن زعم أنّه خبر كان.

فإن قلت : هلّا جعل تمييزا؟ قلت : يأبى ذلك أنّه ليس من قسم التّمييز ؛ فإنّه ليس من المقادير المنتصبة عن تمام الاسم ولا من التّمييز المنتصب عن تمام الجملة ، فلا يصحّ أن يكون تمييزا.

السؤال الثاني : إذا كانا حالين فما صاحب الحال؟

والجواب : أنّه الاسم المضمر في «أطيب» الذي هو راجع إلى المبتدأ من خبره ، ف «بسرا» حال من الضّمير و «رطبا» حال من الضّمير المجرور ب «من» وهو الرفوع المستتر في «أطيب» من جهة المعنى ؛ ولكنّه تنزّل منزلة الأجنبي. وذهب الفارسي إلى أنّ صاحب الحالين الضمير المستكنّ في «كان» المقدّرة التامّة.

وأصل المسألة : هذا إذا كان ـ أي وجد ـ بسرا أطيب منه إذا كان ـ أي وجد ـ رطبا. وهذان القولان مبنيّان على المسألة الثالثة.

السؤال الثالث : ما العامل في الحالين؟

__________________

(١) انظر الكتاب (١ / ٤٦٩).

٢٨٢

والجواب فيه أربعة أقوال :

أحدها : أنّه ما في «أطيب» من معنى الفعل.

الثاني : أنّه كان التامّة المقدّرة ، وعليه الفارسي (١).

الثالث : أنّه ما في اسم الإشارة من معنى الفعل ، أي أشير إليه.

الرابع : أنّه ما في حرف التنبيه من معنى الفعل.

ورجّح الأوّل بأمور :

١ ـ منها : أنّهم متّفقون على جواز «زيد قائما أحسن منه راكبا» ، وثمرة نخل بسرا أطيب منها رطبا. والمعنى في هذا كلّه وفي الأوّل سواء ، وهو تفضيل الشيء على نفسه باعتبار حالين ؛ فانتفى اسم الإشارة وحرف التنبيه ، ودار الأمر بين القولين الباقيين. والقول بإضمار كان ضعيف ، فإنّها لا تضمر إلّا حيث كان في الكلام دليل عليها نحو : «إن خيرا فخير» وبابه ؛ لأنّ الكلام هناك لا يتمّ إلّا بإضمارها ، بخلاف هذا ، ويبطله شيء آخر ، وهو كثرة الإضمار ، فإنّ القائل به يضمر ثلاثة أشياء : «إذا» ، والفعل ، والضمير ، وهذا بعيد ، وقول بما لا دليل عليه.

٢ ـ ومنها : لو كان العامل الإشارة لكانت إلى الحال لا إلى الجوهر وهو باطل ؛ فإنّه إنّما يشير إلى ذات الجوهر ، ولهذا تصحّ إشارته إليه وإن لم يكن على تلك الحال ، كما إذا أشار إلى تمر يابس فقال : «هذا بسرا أطيب منه رطبا» ، فإنّه يصحّ ، ولو كان العامل في الحال هو الإشارة لم يصحّ.

٣ ـ ومنها : لو كان العامل الإشارة لوجب أن يكون الخبر عن الذات مطلقا ؛ لأنّ تقييد المشار إليه باعتبار الإشارة إذا كان مبتدأ لا يوجب تقييد خبره إذا أخبرت عنه ، ولهذا تقول : «هذا ضاحكا أبي» ، فالإخبار عنه بالأبوّة غير مقيّد بحال ضحكه بل التقييد للإشارة فقط ، والإخبار بالأبوّة وقع مطلقا عن الذّات.

٤ ـ ومنها : أنّ العامل لو لم يكن هو «أطيب» لم تكن الأطيبيّة مقيّدة بالبسريّة ، بل تكون مطلقة ، وذلك يفسد المعنى ؛ لأنّ الغرض تقييد الأطيبيّة بالبسريّة مفضلة على الرّطبيّة ، وهذا معنى العامل ؛ وإذا ثبت أنّ الأطيبيّة مقيّدة بالبسريّة وجب أن يكون «بسرا» معمولا ل «أطيب».

فإن قلت : لو كان العامل هو «أطيب» لزم منه المحال ؛ لأنّه يستلزم تقييده بحالين مختلفين ، وهذا ممتنع ؛ لأنّ الفعل الواحد لا يقع في حالين كما لا يقع في

__________________

(١) انظر شرح المفصّل (٢ / ٦٠).

٢٨٣

ظرفين ، لا يقال : زيد قائم يوم الجمعة يوم الخميس ، ولا يجوز أن يعمل عامل واحد في حالين ولا ظرفين إلّا أن يتداخلا ، ويصحّ الجمع بينهما نحو : «زيد مسافر يوم الخميس ضحوة» ، و «سرت راكبا مسرعا لدخول الضحوة في اليوم ، والإسراع في السّير وتضمّنه له. ولا يجوز : «سرت مسرعا مبطئا» لاستحالة الجمع بينهما. فكذا يستحيل أن يعمل في «بسرا» و «رطبا» عامل واحد لأنّهما غير متداخلين.

فالجواب : أنّ العامل في الحالين متعدّد لا متّحد ، فالعامل في الأوّل ما في «أطيب» من معنى الفعل ، وفي الثاني معنى التمييز والانفصال منه بزيادة في تلك الصّفة ، وهو الذي تضمّنه معنى «أفعل» وتعلّق به حرف الجرّ ؛ لأنّك إذا قلت : «هذا أطيب من هذا» ، تريد : أنّه طاب وزاد طيبة عليه. وعبّر عن هذا طائفة بأن قالوا : أفعل التفضيل في قوّة فعلين ، فهو عامل في «بسر» باعتبار «طاب» ، وفي «رطب» باعتبار «زاد» ؛ حتّى لو فككت ذلك لقلت : هذا زاد بسرا في الطيب على طيبه في حال كونه رطبا ، وكان المعنى المطلوب مستقيما.

السؤال الرابع : إذا كان العامل أفعل التفضيل لزم تقديم معموله عليه والاتّفاق على منعه.

والجواب من وجهين :

أحدهما : لا نسلّم المنع ، ودعوى الاتّفاق غير صحيح ؛ فإنّ بعض النّحاة جوّزه لقوله : [الطويل]

٧٧٥ ـ [فقالت لنا أهلا وسهلا وزوّدت

جنى النحل] أو ما زوّدت منه أطيب

الثاني : سلّمناه إلّا أنّه خاصّ ب «منك» لا يتعدّى إلى الحال والظرف ، وذلك لأنّ «منك» في معنى المضاف إليه على ما تقرّر في بابه ، فكره تقديمه على ما هو كالمضاف ، ولا يلزم من ذلك امتناع تقديم معمول ليس مثله.

وجواب ثالث : وهو أنّهم إذا فضّلوا الشيء على نفسه باعتبار حالين فلا بدّ من تقديم أحدهما على العامل ، وإن كان ممّا لا يسوغ تقديمه لو لم يكن كذلك ؛ وكذا إذا فضّلوا ذاتين باعتبار حالين قدّموا أحدهما على العامل ، وقد قالوا : «زيد قائما كعمرو قاعدا». فإذا جاز تقديم هذا المعمول على كاف التشبيه التي هي أبعد في العمل من باب أفعل فتقديم معمول أفعل أجدر.

__________________

٧٧٥ ـ الشاهد للفرزدق في خزانة الأدب (٨ / ٢٦٩) ، والدرر (٥ / ٢٩٦) ، وشرح المفصّل (٢ / ٦٠) ، والمقاصد النحوية (٤ / ٤٣) ، وتذكرة النحاة (ص ٤٧) ، وشرح الأشموني (٢ / ٣٨٩) ، وشرح ابن عقيل (ص ٤٦٨) ، وشرح عمدة الحافظ (ص ٧٦٦) ، وهمع الهوامع (٢ / ١٠٤).

٢٨٤

السؤال الخامس : متى يجوز أن يعمل العامل الواحد في حالين وما ضابطه؟

والجواب : قد عرف ممّا تقدّم ؛ وهو إذا كانت إحدى الحالين متضمّنة للأخرى نحو : جاء زيد راكبا مسرعا.

السؤال السادس : هل يجوز التقديم والتأخير في الحالين أم لا؟

والجواب : أنّ الحال الأولى يجوز فيها ذلك لأنّ العامل فيها لفظيّ ؛ فلك أن تقول مع ما تقدّم : هذا أطيب بسرا منه رطبا ، وهو الأصل. ولا يجوز في الثانية التقديم لأنّ عاملها معنويّ ، والعامل المعنويّ لا يتصوّر تقديم معموله عليه.

السؤال السابع : كيف تصوّرت الحال في غير المشتقّ؟

والجواب : أنّه ليس لشرط الاشتقاق حجّة ، ولا قام عليه دليل ؛ ولهذا كان الحذّاق من النّحاة على أنّه لا يشترط ، بل كلّ ما دلّ على هيئة صحّ أن يقع حالا. ولا يشترط فيها إلّا أن تكون دالّة على معنى متحوّل ولهذا سمّيت حالا كما قال : [الرجز]

٧٧٦ ـ لو لم تحل ما سمّيت حالا

وكلّ ما حال فقد زالا

وكم من حال وردت جامدة نحو : «حتّى يتمثّل لي الملك رجلا» ، (هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً) [الأعراف : ٧٣] ، «مررت بهذا العود شجرا ثمّ مررت به رمادا» ، وتأويل ذلك بمشتقّ تعسّف ظاهر.

السؤال الثامن : إلى أي شيء وقعت الإشارة بقولهم : «هذا»؟

والجواب : أنّ متعلّق الإشارة هو الشيء الذي تتعاقب عليه هذه الأحوال وهو ما تخرجه النخل من أكمامها فيكون بلحا ثمّ سيابا ثمّ خلالا ثمّ بسرا إلى أن يكون رطبا. فمتعلّق الإشارة المحلّ الحامل لهذه الأوصاف. فالإشارة إلى شيء ثالث غير البسر والرّطب ، وهو حامل البسريّة والرّطبيّة ، أي : الحقيقة الحاملة لهذه الصّفات. ويدلّ على ذلك أنّك تقول : زيد قائما أخطب منه قاعدا ، وقال عبد الله بن سلام لعثمان : أنا خارجا أنفع منّي داخلا ؛ ولا إشارة ولا مشار إليه هنا ، وإنّما هو إخبار عن الاسم الحامل للصفات التي منها القيام والقعود والدخول والخروج. ولا يصحّ أن يكون متعلّق الإشارة صفة البسريّة ، ولا الجوهر بقيد تلك الصفة ؛ لأنّك لو أشرت إلى البسريّة أو الجوهر بقيدها لم يصحّ تقييده بحال الرّطبيّة ، فلم يبق إلّا أن تكون الإشارة إلى الجوهر الذي تتعاقب عليه الأحوال. وهو يبيّن لك بطلان قول من زعم أنّ متعلّق الإشارة في هذا هو العامل في «بسرا» فإنّ العامل إمّا ما تضمّنه «أطيب» من معنى الفعل ، وإمّا «كان» المقدّرة ، وكلاهما لا يصحّ تعلّق الإشارة به.

٢٨٥

السؤال التاسع : هلّا قلتم إن «بسرا» و «رطبا» منصوبان على خبر «كان» وتخلّصتم من هذا كلّه؟

والجواب : إنّ «كان» لو أضمرت لأضمر ثلاثة أشياء : الظرف الذي هو «إذا» ، وفعل كان ، ومرفوعها ؛ وهذا لا نظير له إلّا حيث يدلّ عليه الدليل. وإذا منع سيبويه إضمار «كان» وحدها ، فكيف يجوز إضمار «إذ» أو «إذا» معها. وأنت لو قلت : «سآتيك جاء زيد» ، تريد : إذا جاء زيد ، لم يجز بإجماع ؛ فهنا أولى ، لأنّه لا يدرى أ«إذ» تريد أم «إذا». وفي «سآتيك» لا يحتمل إلّا أحدهما. وإذا بعد إضمار الظرف وحده فإضماره مع «كان» أبعد ، ومن قدّره من النّحاة فإنّما أشار إلى شرح المعنى بضرب من التّقريب.

فإن قيل : يدلّ على إضمار «كان» أنّ هذا الكلام لا يذكر إلّا بتفضيل شيء في زمان من أزمانه على نفسه في زمان آخر. ويجوز أن يكون الزمان المفضّل فيه ماضيا ، وأن يكون مستقبلا ، ولا بدّ من إضمار ما يدلّ على المراد منهما ، فيضمر للماضي «إذ» وللمستقبل «إذا» ، و «إذ» و «إذا» يطلبان الفعل ، وأعمّ الأفعال وأشملها فعل الكون ، فتعيّن إضمار «كان» لتصحيح الكلام.

قيل : إنّما يلزم هذا السؤال إذا أضمرنا الظرف ، وأمّا إذا لم نضمره لم يحتج إلى كان ويكون.

وأمّا قولكم : إنّه يفضّل الشيء على نفسه باعتبار زمانين ، و «إذ» و «إذا» للزّمان ، وفجوابه : أنّ في التصريح بالحالين المفضّل أحدهما على الآخر غنية عن ذكر الزّمان ، وتقدير إضماره ؛ ألا ترى أنّك إذا قلت : هذا في حال بسريّته أطيب منه في حال رطبيّته ، استقام الكلام ، ولا «إذ» هنا ، ولا «إذا» لدلالة الحال مقصود المتكلّم من التفضيل باعتبار الوقتين.

السؤال العاشر : هل يشترط اتّحاد المفضّل والمفضّل عليه بالحقيقة؟

والجواب : إنّ وضعهما كذلك ، ولا يجوز أن تقول : هذا بسرا أطيب منه عنبا ؛ لأنّ وضع هذا الباب لتفضيل الشيء على نفسه باعتبارين وفي زمانين ؛ فإن جئت بهذا التركيب وجب الرفع فقلت : هذا بسر أطيب منه عنب ، فيكون جملتين إحداهما : «هذا بسر» ، والثانية : «أطيب منه عنب» ، والمعنى : العنب أطيب منه. ولو قلت : هذا البسر أطيب منه عنب لا تّضحت المسألة وانكشف معناها والله سبحانه وتعالى أعلم.

٢٨٦

مسألة

سئلت عن إعراب تركيب وقع في بعض كتب الحنفيّة وهو : «يقضى بالشّفعة دافعا عهدتها الدّفع إلى ذي اليد» وأنّ الشارح أعرب (دافعا) حالا من الفاعل وهو (الدّفع).

الجواب : الوجه إعرابه حالا من النائب عن الفاعل ، وهو (بالشّفعة) لا من (الدّفع) الذي هو فاعل اسم الفاعل وهو (دافعا). والذي ذكره الشارح من كونه حالا منه إنّما هو تفسير معنى لا تفسير إعراب ، وتفسير المعنى يتسمّح فيه من غير مراعاة ما تقتضيه الصّناعة الإعرابيّة. والذي تقتضيه الصّناعة قطعا إنّما هو كونه حالا من (بالشّفعة) ، وإن كان في المعنى إنّما هو صفة للدّفع فهو حال سببيّة جارية على غير من هي له كالصّفة السببيّة والخبر السّببيّ. فهو كقولك : «جيء بهند ضاربا أبوها عمرا» ف (ضاربا) حال من (بهند) لا من أبوها الفاعل به ، وإن كان في المعنى له ، ونظيره في الصّفة : «مررت بامرأة ضارب أبوها عمرا». وفي الخبر : «هند ضارب أبوها عمرا» ، ف «ضارب» صفة ل (امرأة) لا لأبيها وخبر عن (هند) لا عن أبيها ، وإن كان في المعنى إنّما هو للأب.

وتفكيك العبارة : يقضى بالشّفعة حال كونها دافعا عهدتها الدّفع .. إلى آخره.

ولو أعرب حالا من (الدّفع) لكان حقّه التأخير ، وحينئذ يصير التركيب : يقضى بالشّفعة الدّفع إلى ذي اليد دافعا عهدتها ، وهذا تركيب مفلت غير ملتئم. وأعجب من ذلك أن يظنّ أنّ (دافعا) حال من (الدّفع) وهو فاعل به ، وفي ذلك محذوران من جهة العربيّة :

أحدهما : أنّه باعتبار كونه حالا منه حقّه التأخير عنه ، وباعتبار كونه عاملا في (الدّفع) الفاعليّة حقّه التقديم عليه ، وهذان أمران متناقضان.

الثاني : أنّ اسم الفاعل هنا وهو (دافع) إنّما سوّغ عمله الفاعليّة والمفعوليّة كونه حالا ، كما تقرّر في العربيّة أنّه إنّما يعمل في مواضع مخصوصة منها كونه حالا ، فلا بدّ أن يكون حالا قبل العمل حتّى يصحّ عمله ، فلا يصحّ أن يعمل الفاعليّة في مواضع مخصوصة ثمّ يصير حالا من الفاعل لأنّه عمل قبل وجود الشّرط وذلك باطل بالإجماع والله أعلم.

٢٨٧

كشف الغمّة عن (الصّمّة)

لمؤلّفه شيخنا الإمام جلال الدّين السّيوطي

بسم الله الرحمن الرحيم

سأل سائل عن (الصّمّة) في : «أبي جهم بن الحارث بن الصّمّة (١)» : هل يقرأ مجرورا بالكسرة أو بالفتحة ، وذكر أنّه قرأه بالكسرة فردّه عليه رادّ وقال : إنّما يقرأ بالفتح لأنّه غير منصرف. فقال له : الألف واللّام توجب جرّ غير المنصرف بالكسرة.

فقال له : ليست هي هذه إنّما هي من نفس الكلمة وليست (ال) المعرّفة.

والجواب : أنّه يقرأ بالكسرة ، لا يجوز إلّا ذلك ؛ وبيان ذلك بمسائل :

الأولى : قال النّحاة : يجب جرّ غير المنصرف بالكسرة إذا دخلته «ال» ، سواء كانت معرّفة كقوله تعالى : (وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ) [البقرة : ١٨٧] ، أو موصولة كالأعمى والأصمّ ، أو للّمح كالنّعمان ، أو زائدة كقول الشاعر : [الطويل]

٧٧٧ ـ رأيت الوليد بن اليزيد مباركا

[شديدا بأعباء الخلافة كاهله]

الثانية : قال النّحاة : العلم إمّا مرتجل وإمّا منقول ، والمنقول إمّا من اسم عين كأسد وثور وذئب ونعمان ، وإمّا من مصدر كفضل وزيد وسعد ، وإمّا من صفة اسم فاعل كحارث وطالب ، أو اسم مفعول منصور ومسعود ، أو صفة مشبّهة كحسن وسعيد ، أو صيغة مبالغة كعبّاس. فإن لمح فيه الأصل دخلته الأداة ، وإن لم يلمح لم تدخل. قال في الألفيّة : [الرجز]

وبعض الأعلام عليه دخلا

للمح ما قد كان عنه نقلا

كالفضل والحارث والنّعمان

فذكر ذا وحذفه سيّان (٣)

__________________

(١) يشير إلى الشاعر دريد بن الصّمة.

٧٧٧ ـ الشاهد لابن ميادة في ديوانه (ص ١٩٢) ، وخزانة الأدب (٢ / ٢٢٦) ، والدرر (١ / ٨٧) ، وسرّ صناعة الإعراب (٢ / ٤٥١) ، وشرح شواهد الشافية (ص ١٢) ، وشرح شواهد المغني (١ / ١٦٤) ، ولسان العرب (زيد) ، والمقاصد النحوية (١ / ٢١٨) ، ولجرير في لسان العرب (وسع) ، وليس في ديوانه ، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب (١ / ٣٢٢) ، والإنصاف (١ / ٣١٧) ، وأوضح المسالك (١ / ٧٣) ، وخزانة الأدب (٧ / ٢٤٧) ، وشرح الأشموني (١ / ٨٥) ، وشرح التصريح (١ / ١٥٣) ، وشرح شافية ابن الحاجب (١ / ٣٦) ، وشرح قطر الندى (ص ٥٣) ، ومغني اللبيب (١ / ٥٢) ، وهمع الهوامع (١ / ٢٤).

(٢) انظر شرح الألفية لابن الناظم (ص ٢٩) ، شرح الألفية لابن عقيل (١ / ١٨٣).

٢٨٨

الثالثة : «الصّمّة» علم منقول ؛ فإنّه في اللّغة اسم للأسد وللرّجل الشّجاع فإن قدّر نقله من الأولى فهو منقول من اسم عين كأسد وليث وثور وذئب ، وإن قدّر نقله من الثاني فهو منقول من صفة مشبّهة كالحسن والحسين. فعلى كل تقدير اللام فيه للّمح ، فإذا اقترنت به جرّ بالكسرة جزما من غير مرية.

الرابعة : لا يعرف في الألفاظ مطلقا اسم فيه ألف ولام وهي من نفس الكلمة إلّا لفظ الجلالة على أرجح القولين فيه ، وما عداه فلا يخلو (ال) فيه من قسم ممّا قدّمناه ؛ إمّا معرّفة أو للّمح أو موصولة أو زائدة فهي طارئة عليه قطعا ، ويوجب جرّ غير المنصرف جزما.

تم الكتاب ولله الحمد

٢٨٩
٢٩٠

فهرس الشواهد الشعرية

قافية الهمزة

٣٢٣ ـ يستمسكون من حذار الإلقاء

بتلعات كجذوع الصّيصاء

ردي ردي ورد قطاة صماء

كدريّة أعجبها برد الماء ١٦٩/٢

١٩٣ ـ لن ما رأيت أبا يزيد مقاتلا

أدع القتال وأشهد الهيجاءا ٢٥٣/١

٦٠٧ ـ راحوا بصائرهم على أكتافهم

وبصيرتي يعدو بها عتد وأى ٤٥/٤

٦٨٦ ـ إنّ من يدخل الكنيسة يوما

يلق فيها جآذرا وظباءا ١٨٥/٤

٢٠١ ـ كأنّ سبيئة من بيت رأس

يكون مزاجها عسل وماء ٢٨٥/١

٢٠٢ ـ ومهمه مغبرّة أرجاؤه

كأنّ لون أرضه سماؤه ٢٨٥/١

٣٣٥ ـ وما أدري وسوف إخال أدري

[أقوم آل حصن أم نساء] ٢١٥/٢

٤٣٢ ـ وإمّا أن يقولوا قد أبينا

فشرّ مواطن الحسب الإباء ١٢٢/٣

٥٦٩ ـ فمن يهجو رسول الله منكم

ويمدحه وينصره سواء ٢٥٧/٣

٥٩٦ ـ وجحود من جحد الصّباح إذا بدا

من بعد ما انتشرت له الأضواء

ما دلّ أنّ الفجر ليس بطالع

بل إنّ عينا أنكرت عمياء ٢٨/٤

٧٠٣ ـ وآنيت العشاء إلى سهيل

أو الشّعرى فطال بي الأناء ١٩٥/٤

١٥٦ ـ وحاتم الطائيّ وهاب المئي ٢١١/١

٤٢٢ ـ [تجانف عن جوّ اليمامة ناقتي]

وما قصدت من أهلها لسوائكا ١٣٣/٣

٥٩٢ ـ يرمون بالخطب الطّوال وتارة

وحي الملاحظ خيفة الرّقباء ٢٢/٤

٢٩١

٦٤٢ ـ تقطّع بيننا الحاجات إلّا

حوائج يعتسفن مع الجريء ١٣٥/٤

٧١٩ ـ يا عثم أدركني فإنّ ركيّتي

صلدت فأعيت أن تفيض بمائها ٢٠٠/٤

٧٧٤ ـ من لد شولا فإلى إتلائها ٢٦٥/٤

قافية الباء

٢٤٥ ـ ومن يناد آل يربوع يجب

يأتيك منهم خير فتيان العرب ٣٢٨/١

٦٧٢ ـ يا من يدلّ عزبا على عزب ١٧١/٤

٥٣٧ ـ فلم يزل يبتزّه دهره

ما فيه من بطش وعود صليب ٢١٩/٣

٢٤٦ ـ لأنكحنّ ببه

جارية خديّه

مكرمة محبّه ٣٢٨/١

٢٦٨ ـ يسرّ المرء ما ذهب اللّيالي

وكان ذهابهنّ له ذهابا ١٩/٢

٢٨٥ ـ مرسّعة بين أرساعه

[به عسم يبتغي أرنبا] ٥٧/٢

٢٩٦ ـ يبسط للأضياف وجها رحبا

بسط ذراعين لعظم كلبا ٨٤/٢

٤٤٧ ـ أرى رجلا منهم أسيفا كأنّما

يضمّ إلى كشحيه كفّا مخضّبا ,١٥٧٣ ، ١٥٧

٤٩٩ ـ فغضّ الطّرف [إنك من نمير

فلا كعبا بلغت ولا كلابا] ١٧٣/٣

٥٠٩ ـ لم يمنع النّاس منّي ما أردت ولا

أعطيتهم ما أرادوا حسن ذا أدبا ١٨٣/٣

٥١٧ ـ لن تراها ولو تأمّلت إلّا

ولها في مفارق الرّأس طيبا ١٨٧/٣

٥٤٣ ـ إذا لم يكن إلّا الأسنّة مركب

فلا أر للمحتاج إلّا ركوبها ٢٢٧/٣

٦٧٣ ـ حتّى إذا ذرّ قرن الشّمس صبّحها

أضري ابن قرّان بات الوحش والعزبا ١٧٣/٤

٣١ ـ [فمن يك أمسى بالمدينة رحله]

فإنّي وقيّارا بها لغريب ٥٢/١

٤١ ـ وإنّي وقفت اليوم والأمس قبله

ببابك حتّى كادت الشّمس تغرب ٩٢/١

٦٨ ـ تلوّم يهياه بياه وقد مضى

من اللّيل جوز واسبطرّت كواكبه ١٢٠/١

١٦٢ ـ [ولكن ديافيّ أبوه وأمه

بحوران] يعصرن السليط أقاربه ٣١٢/١ ، ٣١٢

٢٩٢

١٨٠ ـ يرجّي المرء ما إن لا يراه

[وتعرض دون أبعده الخطوب] ٢٣٢/١

٢١٢ ـ لا بارك الله في الغواني هل

يصبحن إلّا لهنّ مطّلب ٣٠٢/١

٢١٨ ـ مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة

ولا ناعب إلّا ببين غرابها ٣٠٦/١

٢٥٦ ـ [طعامهم لئن أكلوا معدّ]

وما إن لا تحاك لهم ثياب ٢٣٨/١

٢٦٩ ـ بآية قام ينطق كلّ شيء

وخان أمانة الدّيك الغراب ٢١/٢

٢٩٥ ـ [كذاك أدّبت حتى صار من خلقي]

أنّي رأيت ملاك الشّيمة الأدب ٦٥/٢

٣٤١ ـ [هذا لعمركم الصّغار بعينيه]

لا أمّ لي إن كان ذاك ولا أب ٢٤٣/٢

٣٨٠ ـ تتابعن حتّى لم تكن لي ريبة

ولم يك عمّا خبّروا متعقّب ٨١/٣

٣٩٦ ـ فظلّ لنا يوم لذيذ بنعمة

فقل في مقيل نحسه متغيّب ٨٨/٣

٤٠٥ ـ وقد عاد عذب الماء بحرا فزادني

على ظمئي أن أبحر المشرب العذب ٩٤/٣

٤٦٩ ـ كأنّهنّ خوافي أجدل قرم

ولّى ليسبقه بالأمعز الخرب ١٦٢/٣

٤٩٠ ـ ليس بالمنكر أن برّزت سبقا

غير مدفوع عن السّبق العراب ١٦٩/٣

٥٠٢ ـ فإنّك شمس والملوك كواكب

إذا طلعت لم يبد منهنّ كوكب ١٧٥/٣

٥٠٨ ـ هجرت غضوب وحبّ من يتغضّب

[وعدت عواد دون وليك تشعب] ١٨٣/٣

٥٣٩ ـ هذا سراقة للقرآن يدرسه

[والمرء عند الرّشا إن يلقها ذيب] ٢٢٢/٣

٥٦٠ ـ وغيّرها عن وصلها الشّيب إنّه

شفيع إلى بعض الخدود مدرّب ٢٤٨/٣

٦٤٠ ـ ثممت حوائجي ووذأت بشرا

فبين معرّس الرّكب السّغاب ١٣٥/٤

٦٤٤ ـ ولي ببلاد السّند عند أميرها

حوائج جمّات وعندي ثوابها ١٣٦/٤

٦٧٤ ـ تجلو البوارق عن مجر مّز لهق

كأنّه متقبّي يلمق عزب ١٧٤/٤

٦٩٨ ـ فلست لإنسيّ ولكن لملأك

تنزّل من جوّ السّماء يصوب ١٩٤/٤

٧١٢ ـ سواسية سود الوجوه كأنّما

بطونهم من كثرة الزّاد أوطب ١٩٨/٤

٧٢٧ ـ فهذي سيوف يا صديّ بن مالك

كثير ولكن أين بالسّيف ضارب ٢٠٥/٤

٧٣٧ ـ يقلّب رأسا لم يكن رأس سيّد

وعينا له حولاء باد عيوبها ٢٠٩/٤

٢٩٣

٧٥٠ ـ وكلّ أناس قاربوا قيد فحلهم

ونحن خلعنا قيده فهو سارب ٢٢٥/٤

٧٧٥ ـ [فقالت لنا أهلا وسهلا وزوّدت

جنى النحل] أو ما زوّدت منه أطيب ٢٨٤/٤

٢٥ ـ ف بالعقود وبالأيمان لا سيما

عقد وفاء به من أعظم القرب ٤٥/١

٧٤ ـ أقاتل حتى لا أرى لي مقاتلا

وأنجو إذا غمّ الجبان من الكرب ١٢٤/١

٩٥ ـ يا صاح بلّغ ذوي الزّوجات كلّهم

[أن ليس وصل إذا انحلّت عرا الذّنب] ١٥٦/١

١٢٠ ـ كلمع أيدي مثاكيل مسلّبة

يندبن ضرس بنات الدّهر والخطب ١٧٨/١

١٢٨ ـ أتهجر بيتا بالحجاز تلفّعت

به الخوف والأعداء من كلّ جانب ١٩٦/١

١٥٥ ـ [أبلغ أبا دختنوس مألكة]

غير الّذي قد يقال ملكذب ٢١١/١

١٦٦ ـ فأمّا القتال لا قتال لديكم

[ولكنّ سيرا في عراض المواكب] ٣١٨/١

١٧٨ ـ [فما سوّدتني عامر عن وراثة]

أبي الله أن أسمو بأمّ ولا أب ٣٣١/١

١٨١ ـ ما إن رأيت ولا سمعت بمثله

[كاليوم هانىء أينق جرب] ٣٣٣/١

١٩٢ ـ إذن والله نرميهم بحرب

[يشيب الطّفل من قبل المشيب] ٢٥٣/١

٢٣٢ ـ [وعدت وكان الخلف منك سجيّة]

مواعيد عرقوب أخاه بيثرب ٣٢٢/١ ،١٩٦/٢,٣٢٣

٢٣٥ ـ تدرّي فوق متنيها قرونا

على بشر وآنسة لباب ٣٢٤/١

٢٥٠ ـ فلولا الله والمهر المفدّى

لرحت وأنت غربال الإهاب ٣٣٠/١

٢٩٠ ـ فكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة

بمغن فتيلا عن سواد بن قارب ٦١/٢

٢٩١ ـ فإن تنأعنها حقبة لا تلاقها

فإنّك ممّا أحدثت بالمجرّب ٦٢/٢

٣٠٥ ـ إذا كوكب الخرقاء لاح بسحرة

سهيل أذاعت غزلها في القرائب ٩٠/٢

٣٢٦ ـ أمرتك الخير [فافعل ما أمرت به

فقد تركتك ذا مال وذا نشب] ١٧١/٢

٣٣٠ ـ [صريع غوان راقهنّ ورقنه]

لدن شاب حتّى شاب سود الذّوائب ١٨٥/٢

٣٦٣ ـ سراة بني أبي بكر تساموا

على ـ كان ـ المسوّمة العراب ٥٠/٣

٣٨١ ـ وأطنابه أرسان جرد كأنّها

صدور القنا من بادىء ومعقّب ٨١/٣

٢٩٤

٣٨٢ ـ كأنّ على أعرافه ولجامه

سنا ضرم من عرفج متلهّب ٨١/٣

٣٩١ ـ ذعرت قلاص الثّلج تحت ظلاله

بمثنى الأيادي والمنيح المعقّب ٨٣/٣

٤٤١ ـ [إذا ما جرى شأوين وابتلّ عطفه]

تقول : هزيز الرّيح مرّت بأثأب ١٣٧/٣

٤٥٩ ـ حتّى استغثن بأهل الملح ضاحية

يركضن قد قلقت عقد الأطانيب ١٥١/٣

٤٧٧ ـ وكمتا مدمّاة كأنّ متونها

جرى فوقها واستشعرت لون مذهب ١٦٣/٣ ، ١٤٩/٤ ، ١٥٦

٤٧٩ ـ وإذا تنوّر طارق مستطرق

نبحت فدلّته عليّ كلابي ١٦٤/٣

٥١١ ـ كخطّاب ليلى يا لبرثن منكم

أدلّ وأمضى من سليك المقانب ١٨٣/٣

٥٧٢ ـ ولو أصابت لقالت وهي صادقة

إنّ الرّياضة لا تنصبك للشيّب ٦/٤

٥٧٦ ـ أشليت عنزي ومسحت قعبي ٨/٤

٥٨٥ ـ فما كلّ ذي نصح بمؤتيك نصحه

٦١٠ ـ كأنّ يدي حربائها متشمّسا

وما كلّ مؤت نصحه بلبيب ١٩/٤

٦٦٦ ـ طلبت فلم أدرك بوجهي فليتني

يدا مذنب يستغفر الله تائب ٤٧/٤

٦٧٧ ـ فأمّا القتال لا قتال لديكم

قعدت ولم أبغ النّدى بعد سائب ١٥٧/٤

٦٨٥ ـ إنّ من لام في بني بنت حسّا

ولكنّ سيرا في عراض المواكب ١٧٦/٤،١٧٧،١٨١

٧١٧ ـ خليليّ مرّا بي على أمّ جندب

ن ألمه وأعصه في الخطوب ١٨٥/٤

لأقضي حاجات الفؤاد المعذّب

ألم تر أنّي كلّما جئت طارقا

٧٧٢ ـ وكيف أواصل من أصبحت

وجدت بها طيبا وإن لم تطيّب ٢٠٠/٤

خلالته كأبي مرحب ٢٦٣/٤

قافية التاء

٣٤ ـ الله نجاك بكفي مسلمت ٥٦/١

٧٦٥ ـ هي النّفس تحمل ما حمّلت ٢٥٢/٤

١٢٩ ـ يا أيّها الرّاكب المزجي مطيّته

سائل بني أسد ما هذه الصّوت ١٩٦/١

٦٠٤ ـ فيا ليت الأطبّا كان حولي

وكان مع الأطبّاء الأساة ٤٥/٤

٢٩٥

٩٩ ـ أري عينيّ ما لم تر أياه

[كلانا عالم بالتّرّهات] ١٥٨/١

١١١ ـ [...]

إذا ما العوالي بالعبيط احمأرّت ١٧٤/١

١١٢ ـ وللأرض أمّا سودها فتجلّلت

بياضا وأمّا بيضها فاسوأدّت ١٧٤/١

٢٥٩ ـ وأيّ فتى هيجاء أنت وجارها

[إذا ما رجال بالرّجال استقلّت] ٣٤٢/١

٢٦٥ ـ فما لكم ـ إن لم تحوطوا ذماركم ـ

سوام ولا دار بحتّى ورامة ١٠/٢

٣٢٥ ـ أغار على معزاي لم يدر أنّني

وصفراء منها عبلة الصّفرات ١٧٠/٢

قافية الثاء

٣٤٢ ـ جاءك سلمان أبو هاشما

فقد غدا سيّدها الحارث ٤/٣

قافية الجيم

٢٢ ـ واحذر ولا تكتر كريّا أعرجا ١/٣٦

٢٣٧ ـ ومهمه هالك من تعرّجا ٣٦/١

٣٨٥ ـ كأنّما يستضرمان العرفجا

فوق الجلاذيّ إذا ما أمججا ٣٢٥/١

٦٥٠ ـ حتّى إذا ما قضت الحوائجا

وملأت حلّابها الخلانجا ٨٢/٣

٣٦٠ ـ شربن بماء البحر ثمّ ترفّعت

متى لجج خضر لهن نئيج ١٣٦/٤

٦٣٩ ـ فسيّان بيت العنكبوت وجوسق

رفيع إذا لم تقض فيه الحوائج ٤٤/٣

٤٣٨ ـ [إنّي أتيحت لي يمانية]

إحدى بني الحارث [من مذحج] ١٣٦/٣

٦٤١ ـ يا ربّ ربّ القلص النّواعج

مستعجلات بذوي الحوائج ١٣٥/٤

٦٥١ ـ بدأن بنا لا راجيات لحاجة

ولا يائسات من قضاء الحوائج ١٣٦/٤

قافية الحاء

١١٧ ـ [فطرت بمنصلي في يعملات]

دوامي الأيد يخبطن السّريحا ١٧٨/١

١٣٨ ـ يا ليت زوجك قد غدا

متقلّدا سيفا ورمحا ١٩٩/١

٧١٨ ـ فقلت لصاحبي لا تحبسانا

بنزع أصوله واجتزّ شيحا ٢٠٠/٤

١٥ ـ وقد كنت تخفي حبّ سمراء حقبة

فبح لان منها بالّذي أنت بائح ٣٢/١

٢٩٦

٨٩ ـ أتقرح أكباد المحبّين كالّذي

أرى كبدي من حبّ ميّة تقرح ١٤٥/١

٢١٦ ـ ليبك يزيد ضارع لخصومة

ومختبط مما تطيح الطّوائح ١ ٣٠٥/

٣٤٧ ـ ألا إنّ جيراني العشيّة رائح

[دعتهم دواع للهوى ومنادح] ١٦/٣ ، ٨٠

٣٦٢ ـ نهيتك عن طلابك أمّ عمرو

بعافية ، وأنت إذ صحيح ٤٩/٣

٣٦٥ ـ يا بؤس للحرب [التي

وضعت أراهط فاستراحوا] ٥٢/٣

٣٨٩ ـ مفدّى مؤدّى باليدين ملعّن

خليع لحام فائز متمنّح ٨٣/٣

٣٩٠ ـ بأيديهم مقرومة ومغالق

يعود بأرزاق العيال منيحها ٨٣/٣

٥٦٣ ـ تغيّرت البلاد ومن عليها

فوجه الأرض مغبر قبيح

تغيّر كلّ ذي طعم ولون

وقلّ بشاشة الوجه المليح ٢٥٠/٣

٧٣٣ ـ من صدّ عن نيرانها

فأنا ابن قيس لابراح ٢٠٨/٤ ، ٢١٥

١٠٢ ـ فأنت من الغوائل حين ترمى

ومن ذمّ الرّجال بمنتزاح ١٦٤/١

٣١٧ ـ [فما أدري وكلّ الظنّ ظنّي]

أمسلمني إلى قومي شراحي ١١٢/٢

٣٢٩ ـ [أبحت حمى تهامة بعد نجد]

وما شيء حميت بمستباح ١٧٧/٤

٦٧٩ ـ وبعد غد يا لهف نفسي من غد

إذا راح أصحابي ولست برائح ١٧٧/٤ ، ١٩٠

قافية الخاء

٧٣٤ ـ والله لو لا أن تحشّ الطّبّخ

بي الجحيم حين لا مستصرخ ٢٠٨/٤

٧٤٦ ـ [أما الملوك فأنت ألأمهم]

فأنت أبيضهم سربال طبّاخ ٢١٩/٤

قافية الدال

٨١ ـ عاضها الله غلاما بعد ما

شابت الأصداغ والضّرس نقد ١٢٩/١

٥٨٢ ـ ألا قل لسكّان وادي الحمى

هنيئا لكم في الجنان الخلود

٢٩٧

أفيضوا علينا من الماء فيضا

فنحن عطاش وأنتم ورود ١٦/٤ ، ٣٢

٩ ـ وإن رأيت الحجج الرّواددا

قواصرا بالعمر أو مواددا ٣١/١

٤٥ ـ [بما لم تشكروا المعروف عندي]

وإن شئتم تعاودنا عوادا ١٠٨/١

٦٩ ـ وكيف ينال الحاجبيّة آلف

بيليل ممساه وقد جاوزت رقدا ١٢٠/١

٧٣ ـ إنّي امرؤ من بني خزيمة لا

أحسن قتو الملوك والحفدا ١٢٣/١

٨٣ ـ أن تقرآن على أسماء ويحكما

منّي السّلام وأن لا يشعرا أحدا ١٤٢/١

١١٦ ـ وأخو الغوان متى يشأ يصير منه

[ويكنّ أعداء بعيد وداد] ١٧٨/١

٢٨٧ ـ وأنا النّذير بحرّة مسوّدة

يصل الأعمّ إليكم أقوادها

أبناؤها متكنّفون أباهم

حنقو الصّدور وما هم أولادها ٦٠/٢

٣١٦ ـ أقائلنّ أحضروا الشهودا ١١١/٢

٣٦٧ ـ معاوي إنّنا بشر فأسجح

٣٦٨ ـ حتّى إذا أسلكوهم في قتائدة

فلسنا بالجبال ولا الحديدا ٥٤/٣

شلّا كما تطرد الجمّالة الشّردا ٦٣/٣

٣٧٣ ـ فإن تبدّلت بآدي آدا

لم يك ينآد فأمس انآدا

فقد أراني أصل القعّادا ٧٣/٣

٥٢٥ ـ فآليت لا أرثي لها من كلالة

ولا من حفى حتّى تزور محمّدا ٢٠٨/٣

٥٣٥ ـ ومن قبل آمنّا وقد كان قومنا

يصلّون للأوثان قبل محمّدا ٢١٧/٣

٥٤٦ ـ ربّيته حتّى إذا تمعددا

وآض نهدا كالحصان أجردا

٦٩٢ ـ ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا

كان جزائي بالعصا أن أجلدا ٢٣١/٣ ، ٢٦٧/٤

٧٠٦ ـ أحبّ المؤقدين إليّ مؤسى

[وعادك ما عاد السليم المسهّدا] ١٨٨/٤

٧٥٨ ـ هو الجدّ حتّى تفضل العين أختها

وحزرة لو أضاء لي الوقودا ١٩٦/٤

١٧ ـ ألا يا هند هند بني عمير

وحتّى يكون اليوم لليوم سيّدا ٢٤٦/٤ ، ٢٥٢

٤٩ ـ فمضت وقد صبغ الحياء بياضها

أرثّ لان وصلك أم جديد؟؟ ٣٣/١

لوني كما صبغ اللّجين العسجد ١٠٩/١

٢٩٨

٩٦ ـ لحبّ المؤقدان إليّ مؤسى

[وجعدة إذ أضاءهما الوقود] ١٥٧/١

١٧٩ ـ ورجّ الفتى للخير ما إن رأيته

[على السّنّ خيرا لا يزال يزيد] ٢٣٢/١

١٩٦ ـ على الحكم المأتيّ يوما إذا قضى

قضيّته أن لا يجور ويقصد ٢٥٩/١

٢٩٨ ـ فإن يمس مهجور الفناء فربّما

أقام به بعد الوفود وفود ٨٧/٢

٣١٨ ـ [عزمت على إقامة ذي صباح]

لأمر ما يسوّد من يسود ١١٩/٢

٣٢٨ ـ [يلومونني في حبّ ليلى عواذلي]

ولكنّني من حبّها لعميد ١٨١/٢

٤٢٤ ـ أرض لها شرف سواها مثلها

لو كان مثلك في سواها يوجد ١١٧/٣

٤٣١ ـ وقد علم الأقوام ما كان داؤها

بثهلان إلّا الخزي ممّن يقودها ١٢٢/٣

٤٥٤ ـ إنّ الخليط أجدّوا البين فانجردوا

وأخلفوك عد الأمر الّذي وعدوا ١٤٧/٣

٤٦٥ ـ فجاءت إلينا والدّجى مدلهمّة

رغوث شتاء قد تترّب عودها ١٥٣/٣

٤٧٢ ـ ألا هل أتاها على بابها

بما فضحت قومها غامد ١٦٢/٣

٥٠٥ ـ [ربحلة] أسمر مقبّلها

سبحلة] أبيض مجرّدها ١٧٧/٣

٥٥٥ ـ غلامان خاضا الموت من كلّ جانب

فآبا ولم تعقد وراءهما يد

متى يلقيا قرنا فلا بدّ أنّه

سيلقاه مكروه من الموت أسود ٢٤٥/٣

٥٩٣ ـ أفيضوا علينا من الماء فيضا

فنحن عطاش وأنتم ورود ٢٣/٤

٦٠٩ ـ أأبيّ لا تبعد فليس بخالد

حيّ ومن يصب الحمام بعيد ٤٦/٤

٦٧٠ ـ عد النّفس نعمى بعد بؤساك ذاكرا

كذا وكذا لطفا به ، نسي الجهد ١٦٢/٤

٧٢٥ ـ حتّى كأنّ حزون القفّ ألبسها

من وشي عبقر تجليل وتنجيد ٢٠٤/٤

٧٤٢ ـ أقلّ فعالي بله أكثره مجد

[وذا الجدّ فيه نلت أم لم أنل جدّ] ٢١٥/٤

٢٩ ـ [يا من رأى عارضا أسرّ به]

بين ذراعي وجبهة الأسد ٥١/١ ، ٢٦٩

٥٠ ـ ألم تر أنّني ولكلّ شيء

إذا لم توت وجهته تعادي

أطعت الآمريّ بصرم ليلى

ولم أسمع بها قول الأعادي ١١٣/١

٢٩٩

٨٠ ـ أهان دمّك فرغا بعد عزّته

يا عمرو بغيك إصرارا على الحسد

فقد شقيت شقاء لا انقضاء له

وسعد مرديك موفور على الأبد ١٢٦/١

١٠٣ ـ ومن يتّق فإن الله معه

[ورزق مؤتاب وغادي] ٢٠٨/١ ، ٢٠٨

١١٤ ـ [أزف الرحيل غير أنّ ركابنا]

لمّا تزل برحالنا وكأن قد ٣٠٩/١ ، ٣٠٩

٢٣٠ ـ يا عين هلّا بكيت أربد إذ

قمنا وقام الخصوم في كبد ٣٢١/١

٢٦٣ ـ [ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه]

ولا أحاشي من الأقوام من أحد ٨/٢

٢٧٩ ـ [الذئب يطرقها في الدهر واحدة]

وكلّ يوم تراني مدية بيدي ٤٨/٢

٢٨٩ ـ دعاني أخي والخيل بيني وبينه

فلمّا دعاني لم يجدني بقعدد ٦١/٢

٣١٠ ـ [إن الرزيّة لا رزيّة مثلها]

فقدان مثل محمّد ومحمّد ٩٩/٢

٣١٤ ـ إذا ما مات ميت من تميم

فسرّك أن يعيش فجىء بزاد :

بخبز أو بتمر أو بسمن

أو الشيء الملفف في البجاد ١٠٣/٢

٣١٥ ـ إذا الخمس والخمسين جاوزت فارتقب

[قدوما على الأموات غير بعيد] ١٠٨/٢

٣٣٦ ـ فما جمع ليغلب جمع قومي

مقاومة ، ولا فرد لفرد ٢١٧/٢

٣٤٨ ـ قدني من نصر الخبيبين قدي

[ليس الإمام بالشحيح الملحد] ٢٣/٣

٣٥٠ ـ ثلاثة أيّام هي الدّهر كلّه

وما هي غير اليوم والأمس والغد ٢٨/٣

٣٦٩ ـ فإذا وذلك لا مهاه لذكره

والدّهر يعقب صالحا بفساد ٦٤/٣

٣٧٠ ـ فلولا الشّهى والله كنت جديرة

بأن أترك اللّذّات في كلّ مشهد

وحقّ لعمري أنّه غاية الرّدى

وليس شهى لذّاتنا بمخلّد ٦٥/٣

٣٧٤ ـ أبصارهنّ إلى الشّبّان مائلة

وقد أراهنّ عنّي غير صدّاد ٧٣/٣

٣٨٣ ـ سبوحا جموحا وإحضارها

كمعمعة السّعف الموقد ٨٢/٣

٤٧٤ ـ ألم يأتيك والأنباء تنمي

بما لاقت لبون بني زياد ١٦٣/٣

٤٧٥ ـ أرجو وأخشى وأدعو الله مبتغيا

عفوا وعافية في الرّوح والجسد ١٦٣/٣

٣٠٠