الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - ج ١٧

آية الله ناصر مكارم الشيرازي

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - ج ١٧

المؤلف:

آية الله ناصر مكارم الشيرازي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مدرسة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
المطبعة: أمير المؤمنين عليه السلام
الطبعة: ١
ISBN: 964-6632-58-0
ISBN الدورة:
964-6632-53-X

الصفحات: ٥٢٦

سورة

النّجم

مكّية

وعدد آياتها اثنان وسبعون آية

٢٠١
٢٠٢

«سورة النّجم»

محتوى السّورة :

هذه السورة كما يقول بعض المفسّرين هي أوّل سورة تلاها النّبي جهرا وبصوت عال في حرم مكّة بعد أن أضحت دعوته علنا .. وأصغى إليها المشركون وسجد لها جميع المسلمين حتّى المشركون (١).

وهذه السورة كما يعتقد بعض المفسّرين نزلت في شهر رمضان من السنة الخامسة للبعثة (٢)!

وقال بعضهم إنّ هذه السورة هي السورة الاولى التي نزلت فيها سجدة واجبة بمكّة (٣). لكن مع ملاحظة أنّ سورة العلق كما هو معروف نزلت قبلها وفي آخرها آية سجدة واجبة فإنّ هذا القول يبدو بعيدا.

وعلى كلّ حال ، فإنّ هذه السورة ـ لكونها مكيّة ـ تحمل بين ثناياها بحوثا في الأصول الاعتقادية خاصّة «النبوّة والمعاد» وفيها تهديد ووعيد وإنذارات مكرّرة لإيقاظ الكفّار وردعهم عن غيّهم!.

ويمكن تقسيم محتوى هذه السورة إلى سبعة أقسام :

١ ـ بداية السورة تتحدّث بعد القسم العميق المغزى. عن حقيقة الوحي واتّصال النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مباشرة بمنزل الوحي «جبريل» وتبيّن ذلك بجلاء ، وتبرئ ساحة النّبي المقدّسة عن كلّ شيء سوى الوحي المنزل عليه.

__________________

(١) تفسير روح البيان ، ج ٩ ، ص ٢٠٨.

(٢) المصدر السابق.

(٣) تفسير المراغي ، ج ٢٧ ، ص ٤١.

٢٠٣

٢ ـ وفي قسم آخر من هذه السورة يجري الكلام على معراج الرّسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجوانب منه بعبارات موجزة وغزيرة المعنى ، له علاقة مباشرة بالوحي أيضا.

٣ ـ ثمّ يجري الكلام عن خرافات المشركين في شأن الأصنام وعبادة الملائكة وامور أخر ليس لها أي أساس إلّا الهوى والهوس ، ويعنّف المشركين في هذا المجال ويحذّرهم من عبادة الأوثان ويثبت هذا المعنى بمنطق قوي متين.

٤ ـ وفي قسم آخر منها يفتح القرآن سبيل التوبة بوجه المنحرفين وعامّة المذنبين ، ويؤمّلهم بمغفرة الله الواسعة ، ويؤكّد على أنّ كلّا مسئول عن عمله ، ولا تزر وازرة وزر اخرى.

٥ ـ وإكمالا لهذه الأهداف يأتي القسم الخامس من هذه السورة ليبيّن جوانب من مسألة ـ المعاد ـ ويقيم دليلا واضحا على هذه المسألة بما هو موجود في النشأة الاولى ـ الدنيا ـ.

٦ ـ وكعادة القرآن في سائر السور ترد في هذه السورة إشارات لعواقب الأمم المؤلمة لعداوتهم للحقّ وعنادهم ـ كما حدث لقوم نوح وثمود وعاد وقوم لوط ليتيقّظ الغافلون من نومتهم عن هذا الطريق.

٧ ـ وأخيرا فإنّ السورة تختتم بالأمر بالسجود لله وعبادته ، ومن امتيازات هذه السورة قصر آياتها وإيقاع آياتها الخاصّ الذي ينفذ ـ بمفاهيمها ـ نفوذا عميقا ، فيوقظ قلوب الغافلين ويحملها معه إلى السماوات العلى.

وتسمية هذه السورة بـ «النجم» هي لورود هذا اللفظ في الآية الاولى من السورة ذاتها.

فضيلة تلاوة هذه السورة :

وردت في الرّوايات الإسلامية فضائل مهمّة لتلاوة هذه السورة ، ففي حديث عن الرّسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : «من قرأ سورة النجم أعطي من الأجر عشر حسنات

٢٠٤

بعدد من صدّق بمحمّد ومن جحد به» (١).

ونقرأ في بعض الرّوايات عن الإمام الصّادق عليه‌السلام أنّه قال : «من كان يدمن قراءة «والنجم» في كلّ يوم أو في كلّ ليلة عاش محمودا بين الناس وكان مغفورا له وكان محبّبا بين الناس» (٢).

ومن المسلّم به أنّ مثل هذا الثواب العظيم هو لأولئك الذين يتّخذون تلاوة هذه السورة وسيلة للتفكير ، ثمّ العمل ، وأن يطبّقوا تعليمات هذه السورة على أنفسهم في حياتهم.

* * *

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ٩ ، ص ١٧٠.

(٢) بحار الأنوار ، ج ٩٢ ، ص ٣٠٥.

٢٠٥

الآيات

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(وَالنَّجْمِ إِذا هَوى (١) ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى (٢) وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (٣) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى (٤))

التّفسير

ممّا يجدر بيانه أنّ السورة السابقة «الطور» ختمت بكلمة «النجوم» وهذه السورة بدئت بـ «والنجم» ـ إذ أقسم به الله قائلا : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى)!

وهناك احتمالات كثيرة في المراد من «النجم» هنا ، فكلّ من المفسّرين يختار تفسيرا. إذ قال بعضهم بأنّ المراد منه هو «القرآن المجيد» لأنّه يتناسب والآيات التي تلي الآية محلّ البحث ، وهي في شأن الوحي ، والتعبير بالنجم هو لأنّ العرب يستعملون هذا اللفظ في ما يتمّ في مراحل أو فواصل مختلفة ويسمّونها (أي الفواصل) «نجوما» (وتستعمل كلمة النجوم على أقساط الدين وامور أخر من هذا القبيل أيضا).

وحيث أنّ القرآن نزل خلال ٢٣ سنة في مراحل ومقاطع مختلفة على النّبي

٢٠٦

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقد سمّي نجما والمراد من «إذا هوى» نزوله على قلب النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وفسّره آخرون ببعض الكواكب في السماء كالثريا (١) أو الشعرى (٢) لأنّ لكلّ منهما أهميّته الخاصّة!.

وقال بعضهم بأنّه الشهاب الثاقب» الذي ترمى به الشياطين لئلّا تصعد في السماء والعرب يسمّون الشهاب نجما.

إلّا أنّه لا دليل مقبول على أيّ من هذه التفاسير الأربعة بل الظاهر من الآية ما يقتضيه إطلاق كلمة «والنجم» القسم بنجوم السماء كافّة التي هي من أدلّة عظمة الله ومن أسرار عالم الوجود الكبرى ومن المخلوقات العظيمة لله تعالى.

وليست هذه هي المرّة الاولى التي يقسم القرآن فيها بموجودات عظيمة من عالم الخلق والإيجاد ، ففي آيات أخر أيضا أقسم القرآن بالشمس والقمر وأمثالها!

والتعويل على غروبها وأفولها مع أنّ طلوعها وإشراقها يسترعي النظر أكثر ، هو لأنّ غروب النجم دليل على حدوثه كما أنّه دليل على نفي عقيدة عبادة الكواكب كما ورد في قصّة إبراهيم الخليل عليه‌السلام (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ) (٣).

وينبغي الالتفات إلى هذا المعنى ، وهو أنّ «الطلوع» في اللغة يعبّر عنه بـ «النجم» لأنّه كما يقول الراغب في مفرداته : أصل النجم هو الكوكب الطالع ، ولذلك فإنّهم يعبّرون عن ظهور النبات على الأرض والسنّ في اللثّة ووضوح النظرية في الذهن بـ نجم!

__________________

(١) الثريا مجموعة النجوم السبعة التي ستّة منها واضحة وواحد منها خافت النور وعادة يختبر بها قوّة البصر فيمتحن الناس بالنظر إليها ، والقسم بهذه المجموعة من النجوم لعلّه لمسافتها البعيدة عنّا ..

(٢) «الشعري» : واحد من نجوم السماء واللامعة وسيأتي البحث عن هذا النجم ذي ذيل الآية (٤٩) من هذه السورة ذاتها بإذن الله ، والقسم بهذا النجم لعلّه لإشراقه الشديد ولخصائصه المتميّز بها.

(٣) الأنعام ، الآية ٧٦.

٢٠٧

وهكذا فإنّ الله أقسم بطلوع الكواكب وغروبها أيضا ، لأنّ ذلك دليل على حدوثها وإسارتها في قبضة قوانين الخلق (١).

لكن لنعرف لم أقسم الله بالنجم؟ الآية التالية توضّح ذلك فتقول : (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى).

فهو يخطو في مسير الحقّ دائما ، وليس في أقواله ولا في أعماله أيّ انحراف! والتعبير بـ «الصاحب» أي الصديق أو المحبّ لعلّه إشارة إلى أنّ ما يقوله نابع من الحبّ والشفقة!

والكثير من المفسّرين لم يفرّقوا بين «ضلّ» و «غوى» بل عدّوا كلّا منهما مؤكّدا للآخر ، إلّا أنّ بعضهم يعتقد أنّ بينهما فرقا وتفاوتا! فالضلال هو أن لا يجد الإنسان طريقا إلى هدفه ، والغواية هي أن لا يخلو طريقه من إشكال أو لا يكون مستقيما. فالضلال كالكفر مثلا والغواية كالفسق والذنب .. إلّا أنّ «الراغب» يقول في الغي : انّه الجهل الممزوج بالاعتقاد الفاسد.

فبناء على ذلك فالضلالة معناها مطلق الجهل وعدم المعرفة ، إلّا أنّ الغواية جهل ممزوج أو مشوب بالعقيدة الباطلة.

وعلى كلّ حال فإنّ الله سبحانه يريد بهذه العبارة الموجزة أن ينفي كلّ نوع من أنواع الانحراف والجهل والضلال والخطأ عن نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأن يحبط ما وجّهه أعداؤه إليه من التّهم في هذا الصدد.

ومن أجل التأكيد على هذا الموضوع وإثبات أنّ ما يقوله هو من الله فإنّ القرآن يضيف قائلا : (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى).

وهذا التعبير مشابه التعبير الاستدلالي الوارد في الآية آنفة الذكر في صدد نفي الضلالة والغواية عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنّ أساس الضلال غالبا ما يكون من اتّباع

__________________

(١) وما ورد في بعض الرّوايات من أنّ المراد بالنجم هو شخص النّبي والمراد من هوى هو نزوله من السماء في ليلة المعراج ، فهذا التّفسير في الحقيقة يعدّ من بطون الآية لا من ظاهرها!

٢٠٨

الهوى.

ونقرأ في سورة ص الآية (٢٦) منها : (وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ).

كما ورد في حديث معروف عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعن أمير المؤمنين : «أمّا اتّباع الهوى فيصدّ عن الحقّ» (١).

ويعتقد بعض المفسّرين أنّ جملة (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ) ناظره إلى نفي الجنون عن النّبي وجملة (وَما غَوى) ناظرة إلى نفي الشعر عنه لأنّه ورد في الآية (٢٢٤) من سورة الشعراء قوله تعالى : (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) (أي الشعراء من أهل الدنيا) وأمّا جملة (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) فناظرة إلى نفي الكهانة ، لأنّ الكهنة أفراد يعبدون الهوى.

ثمّ تأتي الآية التالية لتصرّح : (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى).

فهو لا يقول شيئا من نفسه ، وليس القرآن من نسج فكره! بل كلّ ما يقوله فمن الله ، والدليل على هذا الادّعاء كامن في نفسه. فالتحقيق في آيات القرآن يكشف بجلاء أنّه لن يستطيع إنسان مهما كان عالما ومفكّرا ـ فكيف بالامّي الذي لم يقرأ ولم يكتب في محيط مملوء بالخرافات ـ أن يأتي بكلام غزير المحتوى كالقرآن ، إذ ما يزال بعد مضي القرون والعهود ملهما للأفكار ، ويمكنه أن يكون أساسا لبناء مجتمع صالح مؤمن سالم!

وينبغي الالتفات ـ ضمنا ـ إلى أنّ هذا القول ليس خاصّا بآيات القرآن ، بل بقرينة الآيات السابقة يشمل سنّة الرّسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيضا وأنّها وفق الوحي ، لأنّ هذه الآية تقول بصراحة «وما ينطق عن الهوى».

والحديث الطريف التالي شاهد آخر على هذا المدّعى.

يقول العلّامة السيوطي في تفسيره الدرّ المنثور : أمر رسول الله يوما أن توصد

__________________

(١) نهج البلاغة ، ومن كلام له عليه‌السلام رقم ٤٢.

٢٠٩

جميع الأبواب المشرفة على المسجد ـ من بيوت الصحابة ـ سوى باب علي فكان هذا الأمر عزيزا على المسلمين حتّى أنّ حمزة عمّ النّبي عتب عليه وقال : كيف أوصدت أبواب عمّك وأبي بكر وعمر والعبّاس؟! وتركت باب علي مفتوحا «وفضّلته على الآخرين؟!» فلمّا على النّبي أنّ هذا الأمر صعب عليهم دعا الناس إلى المسجد وخطب خطبة عصماء وحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : «أيّها الناس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها ولا أنا أخرجتكم وأسكنته ثمّ قرأ : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى)» (١).

وهذا الحديث الذي يكشف عن علوّ مقام أمير المؤمنين على بين جميع الامّة الإسلامية بعد الرّسول يدلّ على أنّه ليست أقوال النّبي طبق الوحي فحسب بل حتّى أعماله وأفعاله وتقديره وسيرته أيضا.

* * *

__________________

(١) تفسير الدرّ المنثور ، ج ٦ ، ص ١٢٢ من شيء من التلخيص.

٢١٠

الآيات

(عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى (٥) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى (٦) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى (٧) ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (٨) فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى (٩) فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى (١٠) ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى (١١) أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى (١٢))

التّفسير

أوّل لقاء مع الحبيب :

تعقيبا على الآيات المتقدّمة التي تحدّثت عن نزول الوحي على الرّسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يجري الكلام في هذه الآيات عن معلّم الوحي.

ولكن ينبغي قبل كلّ شيء الالتفات إلى أنّ هذه الآيات تبدو لأوّل وهلة وكأنّها محاطة بهالة من الإبهام ممّا يستلزم أن تبحث في معطياتها ومفاهيمها بدقّة كاملة لإزالة الإبهام عنها ، فتتناول أوّلا تفسيرها الإجمالي ثمّ نتناولها بالتفصيل! تقول الآية : إنّ من له تلك القدرة العظيمة هو الذي علم النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى).

وللتأكيد أكثر تضيف الآية بعدها إنّه ذو قدرة خارقة ومتسلّط على كلّ شيء :

٢١١

(ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى).

وقد علّمه هذا التعليم عند ما كان بالأفق الأعلى : (وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى).

ثمّ اقترب واقترب حتّى كان بفاصلة قوسين من معلّمة أو أقل (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) ثمّ أنّ الله تعالى أنزل عليه الوحي (فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى).

وهناك في تفسير هذه الآيات نظريتان إحداهما مشهورة ، والاخرى مغمورة ... ولكن يلزمنا أن نتناول بعض مفردات الآيات بالإيضاح ثمّ بيان التّفسيرين المختلفين.

«المرّة» .. كما يقول أرباب اللغة وأهلها معناها الفتل ، وحيث أنّ الحبل كلّما فتل أكثر كان أشدّ إحكاما وقوّة .. فإنّ هذه الكلمة استعملت في الأمور المادية أو المعنوية المحكمة والقويّة.

وقال بعض المفسّرين : المرّة مأخوذة من المرور ، فمعناها العبور ، لكن هذا الرأي لا ينسجم مع ما كتبه أهل اللغة في هذا الصدد.

«تدّلى» فعل مأخوذ من التدلّي على وزن تجلّي ، ومعناه كما يقول الراغب في مفرداته الاقتراب ، فبناء على ذلك فهو تأكيد على جملة «دنا» الواردة قبله ، وكلا الفعلين بمعنى واحد تقريبا.

على أنّ بعض المفسّرين فرّق بين الفعلين في المعنى فقال : «التدلّي» معناه التعلّق بالشيء كتعلّق الثمر بالشجر ولذلك يقال في الأثمار المتدلّية من أشجارها «دوالي» (١).

«قاب» بمعنى مقدار ـ و «قوس» (معروف معناه) وهو ما يوضع في وترة السهم ليرمى به فمعنى «قاب قوسين» .. قدر طول قوسين.

__________________

(١) مقتبس من «روح المعاني» ذيل الآيات محلّ البحث.

٢١٢

وفسّر بعضهم «القوس» بأنّه المقياس فهو مشتقّ من القياس ، وحيث انّ مقياس العرب [الذراع] وهو ما بين الزند والمرفق فيكون معنى «قاب قوسين» على هذا الرأي : مقدار ذراعين.

وورد في بعض كتب اللغة لكلمة «قاب» معنى آخر ، هو الفاصلة بين محل اليد من القوس إلى نقطة انتهاء القوس.

فبناء على هذا فإنّ «قاب قوسين» معناه مجموع انحناء القوس (فلاحظوا بدقّة) (١).

ـ بعد هذا كلّه لنرجع إلى التّفسيرين ـ

فالنظرية المشهورة الاولى تقول أنّ معلّم النّبي أمين الوحي جبرئيل الذي له قدرة خارقة.

وكان يأتي النّبي بصورة رجل حسن الطلعة ويبلّغه رسالة الله ، وظهر للنّبي بصورته الحقيقيّة مرّتين طوال فترة رسالة النّبي وعمره الشريف.

المرّة الاولى هي ما تشير إليه الآيات محلّ البحث ، إذ ظهر في الأفق الأعلى فطبق المشرق والمغرب جميعهما ، وكان عظيما حتّى أنّه هال النبي ، ثمّ دنا فاقترب من النّبي فلم يكن بينهما مسافة بعيدة إلّا بمقدار ذراعين ، والتعبير بـ «قاب قوسين» كناية عن منتهى الاقتراب.

والمرّة الثانية ـ ظهر له ـ في معراجه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسنبيّن ذلك في الآيات المقبلة التي تتحدّث عن هذا الأمر بإذن الله.

ويرى بعض المفسّرين ممّن اختار هذه النظرية بأنّ اللقاء الأوّل الذي ظهر له جبرئيل فيها بصورته الحقيقيّة كان في غار حراء الواقع في جبل النور (٢).

__________________

(١) قالوا : هنا قلب في الكلام ، وأصله فكان قابي قوس.

(٢) هذا التّفسير وهو أنّ المراد من «شديد القوى» «جبرئيل» اختاره جماعة كثيرون منهم الطبرسي في مجمع البيان ،

٢١٣

إلّا أنّ هذه النظرية بالرغم ممّا لها من أتباع كثيرين لا تخلو من إشكالات مهمّة :

١ ـ في الآية : (فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى) مرجع الضمير في «عبده» هو الله بلا شكّ ، مع أنّه لو كان «شديد القوى» يعني جبرئيل فإنّ جميع الضمائر في الآيات بعده تعود عليه ... صحيح أنّه يمكن أن يعرف أنّ موضوع هذه الآية خارج عن الآيات الآخر من خلال القرائن الموجودة فيها ، إلّا أنّ اضطراب السياق في الآيات ، وعدم تناسق عود الضمائر خلاف الظاهر قطعا!

٢ ـ (شَدِيدُ الْقُوى) : هذا التعبير الذي يعني من له قوى خارقة إنّما يناسب ذات الله المقدّسة فحسب ، صحيح أنّ الآية (٢٠) من سورة التكوير تعبّر عن جبرئيل بـ (ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ) إلّا أنّ بين (شَدِيدُ الْقُوى) الواسع في مفهومه وبين «ذي قوّة» المذكورة فيه كلمة «قوّة» بصيغة التنكير والإفراد فرقا كبيرا.

٣ ـ جاء في الآيات التالية أنّ النّبي رآه «عند سدرة المنتهى» (في السماء العليا) ولو كان المقصود منه جبرئيل فهو كان مع النّبي في معراجه من بداية المعراج إلى المنتهى ، ولم يره النّبي عند سدرة المنتهى فحسب .. إلّا أن يقال رآه في الأرض بصورة بشر وفي السماء بصورته الحقيقيّة .. ولا قرينة على ذلك في الآيات.

٤ ـ التعبير بـ «علّمه» ـ وأمثاله لم يرد في القرآن في شأن جبرئيل أبدا ، بل هو في شأن تعليم الله نبيّه محمّدا وأنبياءه الآخرين ، وبتعبير آخر فإنّ جبرئيل لم يكن معلّم النّبي محمّد ، بل أمين وحيه ، ومعلّمه الله فحسب.

__________________

والبيضاوي في أنوار التنزيل ، والزمخشري في الكشّاف ، والقرطبي في تفسيره روح البيان ، والفخر الرازي في تفسيره الكبير ، وسيّد قطب في تفسيره في ظلال القرآن ، والمراغي في تفسيره وتعبيرات العلّامة الطباطبائي في ميزانه تحميل إلى هذا الرأي أيضا ..

٢١٤

٥ ـ صحيح أنّ جبرئيل ملك له مقام رفيع ، إلّا أنّه من المقطوع به أنّ مقام النّبي أعلى منه شأنا : كما ورد في قصّة المعراج أنّه كان يصعد ـ في المعراج ـ مع النّبي فوصلا إلى نقطة فتوقّف جبرئيل عن الصعود وقال للنبي : «لو دنوت قيد أنملة لاحترقت» إلّا أنّ النّبي واصل سيره وصعوده!.

فمع هذه الحال فإنّ رؤية جبرئيل في صورته الأصلية لا تتناسب والأهميّة المذكورة في هذه الآيات ، وبتعبير أكثر بساطة : لم تكن رؤية النّبي لجبرئيل على تلك الأهميّة .. فمع أنّ هذه الآيات اهتمّت بهذه الرؤية اهتماما بالغا!

٦ ـ جملة : (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) هي أيضا دليل على الرؤية القلبية لا البصرية الحسّية لجبرئيل.

٧ ـ ثمّ بعد هذا كلّه فما ورد من الرّوايات عن أهل البيت لا يفسّر هذه الآيات بأنّها في رؤية النّبي لجبرئيل ، بل الرّوايات موافقة للتفسير الثاني القائل بأنّ المراد من هذه الآيات الرؤية الباطنية (القلبية) لذات الله المقدّسة التي تجلّت للرسول وتكرّرت في المعراج واهتزّ لها النّبي وهالته (١).

ينقل الشيخ الطوسي في أماليه عن ابن عبّاس عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : «لمّا عرج بي إلى السماء دنوت من ربّي عزوجل حتّى كان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى» (٢).

وينقل الشيخ الصدوق رحمه‌الله في علل الشرائع المضمون ذاته عن هشام بن الحكم عن الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام من حديث طويل أنّه قال : «فلمّا أسري بالنّبي وكان من ربّه كقاب قوسين أو أدنى رفع له حجاب من حجبه» (٣).

__________________

(١) في دعاء الندبة تعبير يناسب هذا المعنى أيضا إذ يقول : يا ابن من دنا فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى دنوا واقترابا من الملأ الأعلى وفي ذيل هذا الدعاء ورد بعض القاب الله «شديد القوى» إذ يقول : وأره سيّده يا شديد القوى ..

(٢) نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ١٤٩.

(٣) المصدر السابق

٢١٥

وفي تفسير علي بن إبراهيم ورد أيضا : «ثمّ دنا ـ يعني رسول الله ـ من ربّه عزوجل» (١) وقد ورد هذا المعنى في روايات متعدّدة ولا يمكن عدم الاكتراث بهذا المعنى.

كما ورد هذا المعنى في روايات أهل السنّة ، إذ نقل صاحب «الدّر المنثور» ذلك عن ابن عبّاس من طريقين (٢).

فمجموع هذه القرائن يدعونا إلى إختيار التّفسير الثاني القائل بأنّ المراد من «شديد القوى» هو الله ، وأنّ النّبي كان قد اقترب من الله تعالى أيضا.

ويبدو أنّ ما دعا أغلب المفسّرين إلى الإعراض عن هذا التّفسير (الثاني) وأن يتّجهوا إلى التّفسير (الأوّل) هو أنّ هذا التّفسير فيه رائحة التجسّم ، ووجود مكان لله ، مع أنّه من المقطوع به أنّه لا مكان له ولا جسم : (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ) ، (٣) (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) ، (٤) (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ) (٥)

ولعلّ مجموع هذه المسائل أيضا جعل بعض المفسّرين يظهر عجزه عن تفسير هذه الآيات ويقول : هي من أسرار الغيب الخفيّة علينا.

قيل أنّهم سألوا بعض المفسّرين عن تفسير هذه الآيات فقال : إذا كان جبرئيل غير قادر على بلوغ ذلك المكان فمن أنا حتّى أدرك معناه (٦)؟!

ولكن بملاحظة أنّ القرآن كتاب هداية وهو نازل ليتدبّر الناس ويتفكّروا في آياته فقبول هذا المعنى مشكل أيضا.

إلّا أنّنا إذا أخذنا بنظر الإعتبار أنّ المراد من هذه الآيات هو نوع من الرؤية

__________________

(١) المصدر ذاته ، ص ١٤٨.

(٢) الدرّ المنثور ، ج ٦ ، ص ١٢٣.

(٣) سورة الأنعام ، الآية ١٠٣.

(٤) سورة البقرة ، الآية ١١٥.

(٥) سورة الحديد ، الآية ٤.

(٦) روح المعاني ، ج ٩ ، ص ٢١٩.

٢١٦

الباطنية والقرب المعنوي الخاصّ فلا تبقى أيّة مشكلة حينئذ.

توضيح ذلك : ممّا لا شكّ فيه أنّ الرؤية الحسّية لله غير ممكنة لا في الدنيا ولا في الاخرى .. لأنّ لازمها جسمانيّته وماديّته ، ولازم ذلك أيضا تغيّره وتحوّله وفساده وأنّه يحتاج إلى الزمان والمكان ، وهو مبرّأ عن كلّ ذلك لأنّه واجب الوجود.

إلّا أنّ الله سبحانه يمكن رؤيته بالرؤية العقلية والقلبية ، وهو ما أشار إليه أمير المؤمنين في جوابه على «ذعلب اليماني» : «لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان» (١).

لكن ينبغي الالتفات إلى أنّ الرؤية الباطنية على نحوين : رؤية عقلانية وتحصل عن طريق الاستدلال. واخرى رؤية قلبية ، وهي إدراك فوق إدراك العقل ورؤية وراء رؤيته!

هذا المقام لا ينبغي أن يدعى بمقام الاستدلال ، بل هو المشاهدة ، مشاهدة قلبية باطنية ، وهذا المقام يحصل لأولياء الله على درجاتهم المتفاوتة وسلسلة مراتبهم .. لأنّ الرؤية الباطنية هي على مراتب أيضا ولها درجات كثيرة ، وبالطبع فإنّ إدراك حقيقتها لمن لم يبلغ ذلك المقام في غاية الصعوبة.

ومن الآيات المتقدّمة بما فيها من قرائن مذكورة يمكن أن يستفاد أنّ نبي الإسلام صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الوقت الذي كان ذا مقام مشهود وفي مقام الشهود ، فإنّه بلغ الأوج في طول عمره مرّتين فنال الشهود الكامل :

الأوّل : يحتمل أنّه كان في بداية البعثة ، والثاني في المعراج ، فبلغ مقاما قريبا من الله وتكشّفت عنه الحجب الكثيرة ، مقاما عجز عن بلوغه حتّى جبرئيل الذي هو من الملائكة المقرّبين.

__________________

(١) نهج البلاغة ، الخطبة ١٧٩.

٢١٧

وواضح أنّ تعابير مثل «فكان قاب قوسين أو أدنى» وأمثال ذلك إنّما هو كناية عن شدّة القرب ، وإلّا فإنّ الله ليس بينه وبين عبده فاصلة مكانية لتقاس بالقوس أو الذراع ، و «الرؤية» في الآيات ـ هنا ـ ليست رؤية بصرية أيضا ، بل الباطنية القلبية.

وفي البحوث السابقة في تفسير «لقاء الله» الوارد في آيات متعدّدة على أنّه من ميزات يوم القيامة مرارا قلنا إنّ هذا اللقاء على خلاف ما يتصوّر أصحاب الأفكار القصيرة ، والعقول الضيّقة بأنّه لقاء حسّي ومادّي ، بل هو نوع من الشهود الباطني وإن كان في المراحل الدنيا ولا يصل إلى مراحل لقاء الأنبياء والأولياء لله ، فكيف بمرحلة شهود النّبي الكامل ليلة المعراج!!

ومع ملاحظة هذا التوضيح تزول الإشكالات على هذا التّفسير ، وإذا روعيت بعض التعابير المخالفة للظاهر فلم تعامل بالمنطق الضيق وفسّرت بما وراء المسائل المادية فما يرد من إشكالات على هذا التّفسير لا يعدّ شيئا مهمّا بالقياس إلى ما يرد من إشكالات على التّفسير الأوّل ..

فمع الالتفات إلى ما قلناه نمرّ مرورا جديدا على الآيات محلّ البحث ونعالج مضمونها من هذا المنطلق والمنظار!

فعلى هذا التّفسير يبيّن القرآن نزول الوحي على النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالصورة التالية.

إنّ الله الذي هو شديد القوى علّم النّبي في وقت بلغ حدّ الكمال والاعتدال في الأفق الأعلى (١).

ثمّ قرب وصار أكثر اقترابا حتّى كان بينه وبين الله مقدار قاب قوسين أو أقل وهناك أوحى الله إليه ما أوحاه.

وحيث أنّ هذا اللقاء الباطني يصعب تصوّره لدى البعض ، فانّه يؤكّد أنّ ما رآه

__________________

(١) الضمير في : فاستوى والضمير في : وهو بالأفق الأعلى يمكن أن يعودا على شخص النبي ، كما يمكن أن يعودا على ذات الله المقدّسة.

٢١٨

قلب النّبي كان حقّا وصادقا ولا ينبغي تكذيبه أو مجادلته.

وكما بيّنا فإنّ تفسير هذه الآيات بشهود النّبي الباطني لله تعالى هو أكثر صحّة وأكثر انسجاما وموافقة للرّوايات الإسلامية ، وأكرم فضيلة للنبي ، ومفهومها أجمل وألطف ، والله أعلم بحقائق الأمور (١).

ونختم هذا البحث بحديث عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وآخر عن علي عليه‌السلام.

١ ـ سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «هل رأيت ربّك؟ فأجاب : «رأيته بفؤادي» (٢).

٢ ـ وفي خطبة الإمام علي (١٧٩) في نهج البلاغة إذ سأله ذعلب اليماني : هل رأيت ربّك يا أمير المؤمنين؟ فأجاب : «أفأعبد ما لا أراه ..»

ثمّ أشار سلام الله عليه بتفصيل ما بيّنه آنفا.

* * *

__________________

(١) لا بأس بذكر هذه اللطيفة هنا إجمالا وهي أنّ المعراج هل حدث للنبي مرّة في عمره أو مرّتين؟ هناك كلام بين العلماء. ولعلّ هذه الآيات فيها إشارة إلى شهودين في معراجين.

(٢) بحار الأنوار ، ج ١٨ ، ص ٢٨٧ ذيل مبحث المعراج.

٢١٩

الآيات

(وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى (١٣) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى (١٤) عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى (١٥) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى (١٦) ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى (١٧) لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى (١٨))

التّفسير

الرّؤية الثّانية :

هذه الآيات هي أيضا تتمّة للأبحاث السابقة في شأن مسألة الوحي وارتباط النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالله والشهود الباطني.

إذ تقول : (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى) أي مرّة ثانية ، وكان ذلك (عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى) أي عند شجرة سدر في الجنّة تدعى بسدرة المنتهى ومحلّها في جنّة المأوى (عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى).

هذه حقائق واقعيّة شاهدها النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بامّ عينيه و (ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى) (١) (لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى).

__________________

(١) الفعل «طغى» مضارعه يطغو ، وطغي مضارعه يطغى ، وباب الأول نصر ينصر ، وباب الثاني فرح يفرح ، وكلاهما بمعنى واحد ، ومن هذا القبيل صغا يصغو وصغي يصغى.

٢٢٠