المنظومة النحويّة

الخليل بن أحمد الفراهيدي

المنظومة النحويّة

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور أحمد عفيفي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٣٣

ضمن مجموع لا أعرف بقية محتواه على وجه التحديد لعدم إمكانية الاطلاع عليها.

والحق أن هذه النسخة قد جاءتني قبيل انتهائي من التحقيق ، وعند ما فحصتها وراجعتها ، وجدت أنها تحمل الأخطاء الواردة في النسخ السابقة والتصحيف والتحريف ، وكذلك لم تزد في عدد أبياتها عما ورد في بقية النسخ ، بل جاءت منقوصة كما سيظهر لنا من النص الوارد في آخرها عند ما قال ناسخها غير المعروف : «تمت القصيدة النحوية اللغوية وهي مائتي (١) وستة وثمانون بيتا بعون الله وحسن توفيقه ، والصلاة والسّلام على خير خلقه محمد وآله وسلّم».

وهذا يبين لنا أن ستة أبيات ساقطة من هذه النسخة أو خمسة أبيات إن اعتبرنا البيت رقم ٢٦١ مكررا مع البيت ٢٢٥.

وقد نسبت هذه المنظومة النحوية للخليل بن أحمد صراحة في هذه النسخة عند ما قال ناسخها في بدايتها : «وقال الخليل بن أحمد قصيدة في النحو ... بسم الله الرحمن الرحيم ... الحمد لله الحميد ... إلخ».

وقد استعنت بها في بعض المواضع التي تحتاج إلى إبانة وإيضاح ، وكذلك في بعض المقارنات النصية التي تعضد موقفا ما ولأنها صورة وليست الأصل فلا أعرف على وجه التحديد هل كتبت العناوين باللون الأحمر أو باللون الأسود أو بأي لون؟.

__________________

(١) هكذا كتبت والصحيح مائتان.

١٦١
١٦٢

٢ ـ صور المخطوطات

١٦٣
١٦٤

١٦٥

١٦٦

١٦٧

١٦٨

١٦٩

١٧٠

١٧١

١٧٢

١٧٣

١٧٤

١٧٥

١٧٦

٣ ـ منهج التحقيق

لا شك أن إخراج العمل المخطوط في صورة صحيحة ، وإظهاره في ثوبه المستحق مطلب ضروري للباحث ، وإن كان الأمر عسيرا ، يتطلب مجهودا كبيرا وخبرة فنية في التعامل مع المخطوط ، من هنا بذلت قصارى جهدي في تلك المحاولة من خلال قراءة الكتب التي تعالج هذا الأمر سواء في تخصص أصول التربية (١) ، أو في تحقيق النصوص اللغوية والأدبية ونشرها ، أو من خلال عملي في أطروحة الماجستير التي كانت تحقيقا ودراسة لمخطوطة في علم الصرف ، حيث أفادني هذا الأخير كثيرا من خلال الخبرة العملية في التعامل مع المخطوطات التي رجعت إليها لتقويم النص أو تحقيق رأي أو ضبط كلمة ، حيث يتطلب التعامل مع الصرف أن يكون الإنسان أكثر حذرا ، حتى لا يوقع نفسه في مشكلات هو أولى بالابتعاد عنها إن كان حذرا محققا مدققا في كل ما يفعل.

من هنا كان لي أن أبرز بعض الخطوات التي اتبعتها في تحقيق النص ، وهي :

أولا : حرصت كل الحرص على أن تتم المقارنة بين النسخ العشر التي وقعت تحت يدي من حيث ضبط الكلمات وبناء الجمل وتقديم بعض الأبيات أو تأخيرها ، والاختلافات في كتابة بعض العناوين بين نسخة وأخرى ، وفي بعض كلمات نص المنظومة ، وخاصة كلمات القافية التي تجسدت فيها ظاهرة الاختلاف من منظومة إلى أخرى. وإن كانت النسخة الأخيرة (ي) قد وصلتني متأخرة إلا أنني رأيت ضرورة مقارنتها ببقية النسخ ، وإن لم تخرج كثيرا عن مثيلاتها مما لم تعدّ أصلا.

__________________

(١) لهذا العلم علاقة بما نحن فيه ، حيث يشير علماؤه في مناهج البحث إلى كيفية توثيق المخطوطات والوثائق العلمية.

١٧٧

ثانيا : تم اختيار النسخة (أ) أصلا لتحقيق هذه المخطوطة مع أنها لا تحمل في طياتها تاريخ النسخ أو اسم الناسخ ، وهذه النسخة من ضمن النسخ التي عثرت عليها بدائرة المخطوطات والوثائق بوزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان ، وهي ضمن مجموع يحمل رقم ٢٩٨٨ ، واختيرت هذه النسخة (أصلا) لبقية النسخ حيث تجمعت أسباب كثيرة (١) أكدت قناعتي بذلك ، فقد استقام النص إلى حد كبير في هذه النسخة دقة وضبطا وصحة لغوية وإملائية وقلة أسقاط وجودة خط ناسخها ، وكل ذلك قد أظهر دقة ناسخها.

وإذا كان الأمر كذلك ، فإن هذه النسخة تتقدم على غيرها ، مع أن تاريخها غير موجود كما حدث في معظم النسخ ، فربما تكون أقدم تاريخا ، حتى ولو لم تكن أقدم تاريخا فمميزاتها تقدمها على غيرها ، فصحة النص ودقته هو الأصل كما يؤكد علماء أصول التربية عند ما يقولون (٢) «ينبغي ألا نعتبر مجرد قدم المخطوطة هو المعيار الوحيد لصحتها ، فقد تكون لدينا مخطوطة حديثة ، ولكنها مأخوذة مباشرة عن مخطوطة من الدرجة الأولى ، وهي بذلك أفضل من مخطوطة قديمة مأخوذة عن مخطوطة أخرى فرعية ، وفي عبارة أخرى ، فإن العبرة ليست بقدم الوثيقة أو المخطوطة».

ومن هنا فقد رأيت خطورة الأخذ بالمبدأ العام وهو الأخذ بالنسخة التي سجل تاريخ نسخها على اعتبار أنها أقدم ، وهذه الخطورة تتمثل في جانبين :

الأول : أنه من المحتمل أن تكون النسخة التي جاءت بدون تاريخ هي الأقدم ، بالإضافة إلى كثرة الأخطاء والأسقاط الواردة في تلك النسخ التي سجل تاريخ نسخها.

الثاني : ما يؤكده الأستاذ المحقق الشيخ عبد السّلام هارون من أنه «يجب مراعاة المبدأ العام ، وهو الاعتماد على قدم التاريخ في النسخ المعدّة للتحقيق

__________________

(١) انظر هذه الأسباب تحت عنوان وصف النسخ.

(٢) مناهج البحث في التربية وعلم النفس ص ١١٢ ، ١٢٣.

١٧٨

ما لم يعارض ذلك اعتبارات أخرى تجعل بعض النسخ أولى من بعض في الثقة والاطمئنان ، كصحة المتن ، ودقة الكاتب ، وقلة الأسقاط» (١) وفي هذه الحالة تقدم النسخة الأحدث أو النسخة التي لا تحمل تاريخا ويؤكد الشيخ عبد السّلام هارون هذا المبدأ مرة أخرى عند ما يقول (٢) : «لكننا إذا اعتبرنا بقدم التاريخ فقد نفاجأ بأن ناسخ أقدم النسخ مغمور أو ضعيف ، ونلمس ذلك في عدم إقامته للنص أو عدم دقته ، فلا يكون قدم التاريخ عندئذ مسوغا لتقديم النسخة ، فقد نجد أخرى أحدث تاريخا منها ، وكاتبها عالم دقيق ، يظهر ذلك في حرصه وإشاراته إلى الأصل ، فلا ريب في تقديم هذه النسخة الأحدث تاريخا».

وإذا كان هذا التمايز بين النسخ قائما مع وجود التاريخ ومعرفة الناسخ ، فما بالنا وليس بين أيدينا معرفة للنسخة الأقدم أو الأحدث ، وكذلك ليس لدينا معرفة بالناسخ لعدم ذكره اسمه أو سقوطه من آخر المنظومة ، وفي هذه الحالة تكون التفرقة والتقديم قائمين على دقة النص وعدم وجود أغلاط مع ضبط صحيح وإحساس تام بالأمانة العلمية من ناسخها ، وهذا ما لوحظ في النسخة (أ) لهذا قدّمت على غيرها.

ثالثا : قمت بتفسير الكلمات التي تحتاج إلى إبانة وإفصاح من خلال الكشف عنها في بعض المعاجم ، وقد رجعت إلى معجم (العين) للخليل في كل كلمة حيث كان استخدام معجم (العين) أصلا ، وما عداه فرعا ، وتبين لي أن الخليل أورد معاني تلك الكلمات التي توقفنا أمامها إما تصريحا أو تلميحا ، وفي غالب الأحيان كانت معاني تلك الكلمات تأتي صراحة. وقصدت استخدام (العين) قصدا حتى يكون ذلك توثيقا للنص من ناحية أخرى ، فاستخدام الخليل لتلك الكلمات ومعالجتها وذكرها في معجمه قرينة على

__________________

(١) تحقيق النصوص ونشرها ٣٥ ، ٣٦.

(٢) المصدر السابق ٣٥.

١٧٩

صحة نسبة المنظومة إليه.

رابعا : عرضت مصطلحات الخليل الواردة في المنظومة على ما نقل عنه في مصادر أخرى مثل كتاب سيبويه ، أو على ما قاله في أحد مؤلفاته المذكورة له مثل معجم (العين) أو كتاب (الجمل في النحو العربي) الذي حققه الدكتور فخر الدين قباوه وهو من تصنيف الخليل ، فوجدت أن مصطلحات الخليل الواردة في المنظومة إنما هي واردة أيضا في مصدرين على الأقل من تلك المصادر الأربعة ، إن لم تكن موجودة بالفعل فيها جميعها ، ويعطي ذلك دلالة مهمة وهي أن الخليل كان متسقا مع نفسه وأن المصطلحات الواردة في المنظومة إنما هي من مصطلحاته ، وهذا يعطينا بعض الاطمئنان إلى أن هذه المنظومة له.

خامسا : تعرضت لبعض الآراء الواردة للخليل في منظومته بالدراسة ، تلك الآراء التي تأخذ طابعا خاصا من حيث إمكانية وجود بعض الخلاف حولها ، والخليل لم يكن يميل إلى عرض هذه الآراء في تلك المنظومة لأنه ـ كما يبدو لنا ـ كان يؤمن بأنها منظومة تعليمية لا تتسع لمثل هذه الآراء ، وخلال تعرّضي لهذه الآراء حاولت المقارنة بما ورد منقولا عن الخليل من مصادر أخرى ، وتبين أن لا تعارض بين آرائه الواردة في المصادر المختلفة ، وقمت بتفسير ما يوهم بوجود هذا التعارض.

سادسا : قوّمت النص عند ما رأيت حاجته إلى تقويم ، وصححت تصحيفاته من خلال بقية النسخ ، وحرصت على تصحيح الأخطاء الإملائية أو النحوية إن وجدت ، أما الكلمات التي جاءت مكتوبة على الأصل مثل :

[نايل ، بايع ، خايف ، نايم ، صاير ، غايب ، العجايب ، الخلايق] فقد كتبتها على هيئتها الصحيحة بعد الإعلال لتصير [نائل ، بائع ، خائف ، نائم ، صائر ، غائب ، العجائب ، الخلائق] وكذلك الكلمات التي سهّلت همزتها مثل

١٨٠