المنظومة النحويّة

الخليل بن أحمد الفراهيدي

المنظومة النحويّة

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور أحمد عفيفي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٣٣

العقلي مرة ، أو التعامل معها بالقلب والمشاعر والأحاسيس مرة أخرى سواء كانت أمثلة غزلية ، وهي كثيرة ، أو أمثلة تدخل في حيز الأحكام الدينية كالدعوة إلى الحرص على الصلاة في وقتها ومع الجماعة ... الخ. وكأنه كان حريصا على أن يقدم تلك المعاني للإفادة منها دينيا أو اجتماعيا أو نفسيا عن طريق التسرية ، كل هذا مع الإفادة الأصلية ، وهي الإفادة النحوية.

١٤١

[ثامنا :] نتائج الدراسة :

نستطيع ـ من خلال هذه الدراسة ـ أن نخرج ببعض النتائج التي لاحظناها وتوقفنا أمامها وهي :

(١) هذه المنظومة كشف جديد لعمل من أعمال الخليل ، وهو من هو في حقل الدراسات اللغوية نحوا وصرفا وأصواتا وعروضا ، تلك الأعمال التي يجب الاستمرار في البحث والكشف عن بقية جوانبها من خلال كتبه المفقودة التي تشير إليها كتب التراجم.

(٢) المنظومة منهج جاد لتعليم النحو بشكل أكثر يسرا على الطلاب حتى ولو احتاج الأمر إلى معلم يكشف عن خباياها ونظامها.

(٣) من خلال دراسة المنظومة استطعنا تعديل بعض المفاهيم حول بعض المصطلحات النحوية التي نسبت خطأ إلى الكوفيين وشاعت تلك النسبة حتى اليوم ، إلى أن ظهر استخدام الخليل لها من خلال منظومته ، بل ومن خلال المقارنة بكتاب سيبويه وكتاب (الجمل) و (معجم العين).

(٤) التأكيد على أن الخليل مؤسس المدرسة البصرية ومؤصل قضاياها النحوية والمؤثر الأول في النحو الكوفي ، لأن الكوفيين تتلمذوا على يديه إما مباشرة مثل الكسائى الذي وافق الخليل في كثير من آرائه أو من خلال كتاب سيبويه الذي يحمل فكر الخليل أيضا.

(٥) الكشف عن صورة شخصية الخليل حكمة وتدينا وعن بعض جوانب حياته الاجتماعية ، وذلك من خلال النماذج والأمثلة التطبيقية الواردة في المنظومة.

١٤٢

القسم الثاني

التحقيق

١٤٣
١٤٤

١ ـ وصف نسخ المخطوطة

من خلال البحث والتنقيب بين صفحات المخطوطات المختلفة وخاصة المجاميع منها استطعت العثور على عشر نسخ مخطوطة من منظومة الخليل ابن أحمد في النحو ، كتبت كلها بخطوط مخالفة ، من هذه النسخ ثماني نسخ كانت ضمن مجاميع ضمتها دائرة المخطوطات والوثائق التابعة لوزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان هذه النسخ هي :

(١) نسخة رقم ٢٩٨٨ ورمز لها بالرمز (أ).

(٢) نسخة رقم ٣١٢٢ ورمز لها بالرمز (ب).

(٣) نسخة رقم ٣٧٠٢ ورمز لها بالرمز (ج).

(٤) نسخة رقم ٣٣٧١ ورمز لها بالرمز (د).

(٥) نسخة رقم ٣٢٤٥ ورمز لها بالرمز (ه).

(٦) نسخة رقم ١٩٧٤ ورمز لها بالرمز (و).

(٧) نسخة رقم ٢٣١٨ ورمز لها بالرمز (ز).

(٨) نسخة رقم ٣٠٥٨ ورمز لها بالرمز (ح).

والنسختان الأخريان وجدتا في مكتبتين خاصتين ، هاتان النسختان هما :

(٩) نسخة رقم ٤٣٤ (نحو) بمكتبة معالي السيد محمد بن أحمد البوسعيدي ورمز لها بالرمز (ط).

(١٠) نسخة رمز لها بالرمز (ي) وهي نسخة من مكتبة الفاضل / الشيخ سالم بن حمد بن سليمان بن حميد الحارثي من ولاية المضيرب بسلطنة عمان.

وفيما يلي وصف دقيق لهذه النسخ ، وتحديد النسخة الأصل وأسباب ذلك :

١ ـ النسخة (أ):

تحمل هذه النسخة رقم ٢٩٨٨ بدائرة المخطوطات والوثائق بوزارة التراث

١٤٥

القومي والثقافة بسلطنة عمان ، وهي عبارة عن ٢٣ صفحة من القطع المتوسط [٢١* ١٥ سم] تحتوي الصفحة منها على خمسة عشر سطرا تقريبا ، فيما عدا الصفحة الأخيرة فقد احتوت على ثمانية أبيات ، كتبت بخط النسخ بالمداد الأسود والأحمر.

حالة المخطوط جيدة ، غير أن به رطوبة بعيدة عن صفحات المنظومة التي جاءت ضمن مجموع في مجلد واحد.

قبل منظومة الخليل هذه جاء نص منظومة (ملحة الإعراب) مع تفسير النص ، وبعد منظومة الخليل جاءت منظومة أخرى في النحو لأبي سالم بن كهلان بن نبهان وقد جاء في أولها :

تعلم هداك الله تعلم وعلّم

ودع كلّ ما يدعو إلى الجهل تسلم

تعلّم بنيّ النحو واعلم بأنّه

دليل ومصباح وسل عنه تعلم

وكل أخي علم ولو حمّ علمه

إلى النحو محتاج وما أنت بالعمي

وجاءت هذه المنظومة لأبي سالم نهاية للمجموع بعد منظومة الخليل ، ولم يسجّل الناسخ تاريخ النسخ ، ولم يعرف من هو على وجه التحديد.

بدأت هذه النسخة بقوله :

وقال الخليل بن أحمد العروضي في تسهيل النحو :

الحمد لله الحميد بمنّه

أولى وأفضل ما ابتدأت وأوجب

وفي نهاية المنظومة ، وبعد البيت الأخير كتب ما يلي :

تم قصيدة الخليل بن أحمد العروضي ـ رحمة الله عليه ـ وعلى جميع المسلمين والمسلمات. آمين. وصلّى الله على محمد النبي الأمي وآله وسلّم تسليما.

تمّ معروضا على حسب الطاقة والإمكان والله أعلم بصحته».

وبعده مباشرة كتب :

وقال أبو اليمان :

الميم (م) المرجل قالوا تكسره

وجيمه مفتوحة إذ تذكره

ومرجل الحبّ بضدّ ذاكا

إعرابه قد قاله مولاكا

١٤٦

وبدأ الناسخ بعد ذلك في صفحة جديدة في قصيدة أبي سالم بن كهلان المشار إليها آنفا.

ومع أن هذه النسخة من المنظومة لا تحمل في طياتها تاريخ نسخها إلا أنني نظرت إليها على أنها النسخة الأصل عند المقارنة بين النسخ التي عثرت عليها ، وذلك للأسباب التالية :

(١) كان الناسخ حريصا على ضبطها صحيحا إلى حد كبير.

(٢) جودة خطها ؛ وعدم التباس كلماتها أو غموض حروفها إلا في القليل النادر.

(٣) من الواضح أن الناسخ كان أمينا مع نفسه ، فقد كان حريصا دائما في هذا المجموع الذي جاء كله بخط واحد ، أقول كان حريصا على مراجعة نسخته إما على النسخة التي نقل منها ؛ أو على نسخة أخرى ، وقد مرّ منذ قليل النص الوارد في نهاية المنظومة بعد نسخها ، وتقريبا هذا قوله دائما بعد كل مخطوطة ينسخها ، فقد قال بعد انتهائه من نسخ (ملحة الإعراب) ما نصّه تمت (ملحة الإعراب) بتفسيرها والحمد لله حق حمده وصلواته على خير خلقه محمد وآله وسلّم تسليما كثيرا ؛ عرض على نسخة من بعض النسخ ، ـ والله أعلم ـ بصحته وبالله التوفيق ـ .. الخ».

وإن دل هذا على شيء ؛ فإنما يدل على أن هناك نسخة أخرى أقدم وأصح من النسخة الأصل ، فإذا كانت النسخة الأصل أصح النسخ فيما بين أيدينا منها فإن النسخة التي نقل فيها ، أو التي تمت المقارنة من خلالها ، أكثر صحة مما بين أيدينا .. هذه النسخة لم نصل إليها بعد خلال بحثنا.

(٤) من خلال كلامنا السابق يظهر لنا سبب جيد لاختيار هذه النسخة أصلا لبقية النسخ. فهي أصحّ النسخ كتابة حيث قلّت أخطاؤها ، فقد زادت نسبة الأخطاء في بقية النسخ وشوّهت الأبيات إما نحويا أو صرفيا أو عروضيا أو إملائيا ، وكان نص الأصل أشد وضوحا وأكثر استقامة من غيره في بقية النسخ.

وقد احتوى هذا المجموع ـ بالإضافة إلى شرح (ملحة الإعراب) وقصيدة

١٤٧

أبي سالم بن كهلان ـ على مثلثات قطرب ثم مثلثة العالم علي بن ناصر السورادي ، ثم مثلثات لأبي حبيب تمام بن عبد السّلام اللخمي ، ثم كتاب المقصور والممدود لابن دريد ، وأخيرا أرجوزة في الظاء والضاد.

والغريب في الأمر أن يحتوي هذا المجموع على تلك المخطوطات القيمة كلها ولا يذكر ناسخها اسمه أو تاريخ النسخ في أية نسخة منها ، ويبدو اهتمام ناسخها بالنصوص الجيدة لغويا ، ونحويا مما جعل لهذا المجموع قيمة كبرى بين المجاميع اللغوية المتوفرة في دائرة المخطوطات والوثائق بوزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان.

٢ ـ النسخة (ب):

وهي النسخة التي تحمل رقم ٣١٢٢ بدائرة المخطوطات والوثائق بسلطنة عمان ، وهي عبارة عن ٢٣ صفحة من القطع المتوسط [٢٢* ١٦ سم] ؛ كل صفحة تحتوي على (١٥ سطرا) تقريبا ، فيما عدا الصفحة الأخيرة التي تحتوي على ثلاثة أبيات ، يعقبها مباشرة مخطوط «نزهة الطرف في علم الصرف» ، وقد كتب المخطوط بخط النسخ بالمداد الأسود والأحمر.

وقد جاءت منظومة الخليل في هذه النسخة ضمن مجموع دون ذكر العنوان ، فقد ذكرت البسملة ثم بدأ مباشرة في النص ، وقد سبقت منظومة الخليل في هذا المجموع بكتاب «التقريب» في النحو ، ثم تلاها ـ كما سبق ـ كتاب «نزهة الطرف في علم الصرف» ، وقد ضم هذا المجموع أيضا نصوصا مهمة منها : قصيدة «البردة» للإمام البوصيري ، وقصائد للإمام الشافعي ، وقصائد للإمام علي بن أبي طالب ، وقصيدة الخزرجية مع شرحها علاوة على نص منظومة الخليل التي نقف أمامها الآن.

ومع أن حالة المخطوط جيدة من حيث الشكل العام إلا أنها تتسم بسمات ابعدتها عن كون اعتمادها أصلا ، هذه السمات هي :

(١) أن هذه النسخة غير منسوبة لأحد ، فقد ورد نصّها دون إشارة إلى مؤلفها.

(٢) ينسى ناسخها بعض الأبيات ، ثم يسجّل بعضها على الهامش ويترك البعض الآخر دون كتابة ، فتظهر النسخة ناقصة.

١٤٨

(٣) يكثر ترك بعض الكلمات وخاصة في بداية الأبيات ، ويكون مكانها بياضا لا كتابة فيه ، ربما شكّا في قراءتها أو صعوبة ، أو تمّ النقل عن نسخة هي كذلك .. الخ.

(٤) اتسمت هذه النسخة ـ وكذلك النسخة ج ـ بأن ناسخها يقلب دائما الياء في نهاية الكلمات إلى ألف مثل (الوغا ، الحما ، الورا) في (الوغى ، الحمى ، الورى) (١).

(٥) في هذه النسخة تكتب الكلمات الواردة في نهاية البيت والتي تحمل واو الجماعة مثل (كذبوا ، قرّبوا ، أنصبوا) تكتب هذه الكلمات دون واو الجماعة ، وإن كان أحيانا يتداركها فيسجل الواو فوق الكلمة (٢).

(٦) ليس لدى ناسخ هذه النسخة علاقة بعلم العروض دليل ذلك :

(أ) الأخطاء التي يقع فيها تخلّ بوزن البيت موسيقيا ولا تعليق منه يوضح هذا الخلل الموسيقي ، وهذا دليل أيضا على عدم الوعي بهذه الأخطاء ، وأمثلة ذلك كثيرة واردة في الهوامش والتعليقات على أبيات المنظومة.

(ب) أحيانا كان الناسخ ينقل بعض الحروف أو الكلمات من الشطر الثاني إلى الشطر الأول أو العكس ، فيؤدي هذا إلى الخلل الموسيقي دون إشارة إلى ذلك (٣).

كان كل ما مضى سببا في إبعاد هذه النسخة عن كونها أصلا لهذه المنظومة ، فالنص ليس مستقيما ، بل تضمن الأخطاء التي أوجبت التوقف أمامها بحذر.

والملاحظ أن هذه هي النسخة الوحيدة التي لم تنسب المنظومة فيها لا إلى الخليل ولا إلى غيره ، فقد جاء قبلها مباشرة كتاب التقريب في النحو الذي جاء في آخره «تم كتاب التقريب بعون الله وتوفيقه وصلّى الله على نبينا محمد وآله وسلّم تسليما ، والحمد لله رب العالمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم». ثم بدأ الصفحة التالية مباشرة بقوله : بسم الله الرحمن الرحيم ..

__________________

(١) انظر البيتين ١٨٨ ، ٢١٥ كنموذج لهذه الظاهرة.

(٢) انظر البيتين ١٨٤ ، ١٩٠ كنموذج لهذه الظاهرة.

(٣) انظر نماذج لظاهرة الخلل الموسيقي بشقيها في الأبيات ١٩٣ ، ٢٤٤ ، ٢٥٦ ، ٢٥٧ ، ٢٦٧ ، ٢٧٢ ، ٢٨١.

١٤٩

الحمد لله الحميد بمنّه

أولى وأفضل ما ابتدأت وأوجب

إلى آخر المنظومة.

ويبدو أنها نسخت عام ١١١٧ ه‍ على يد محمد بن سعيد بن راشد بن عمر العيسائي ، حيث جاء كتاب «نزهة الطرف في علم الصرف» تاليا لنص المنظومة ومشابها له في الخط والحبر والورق ، وقد ذكر الناسخ نصّا يشير إلى تاريخ النسخ بقوله في آخر المخطوطة :

تمّ الكتاب ضحى الزهراء عن كمل

بعون رب قديم قاهر أزل

سبحانه الواحد القهار ليس له

في خلقه من شريك ثمّ أو مثل

لأربع ثم خمس بعدهن مضت

من شهر شعبان ذي الأنوار يا أملي

لسبع عشرة عاما (١) قد خلت كملا

من قبلها مائة تمّت بلا جدل

من بعد ألف مضى يا صاح عن خبر

من هجرة المصطفى الهادي إلى السّبل

صلى عليه إلهي كلّما هدلت

حمائم الأيك بالأبكار والأصل

ثم قال :

«كتبه الفقير إلى الله تعالى محمد بن سعيد بن راشد بن عمر العيسائي بيده».

ولعل هذا التشابه الذي وجد بين المنظومة وكتاب «نزهة الطرف» في الخط والحبر والورق هو الذي جعلنا نقول إن تاريخ النسخ واحد في المخطوطين أو على الأقل متقارب تقاربا شديدا ، حيث ضمهما مجموع واحد وناسخ واحد على الأرجح.

ومع أن تاريخ النسخ قد عرف بالتقريب الا أننا لم نعتمد هذه النسخة أصلا وذلك للأسباب السابقة.

٣ ـ النسخة (ج):

تحمل هذه النسخة رقم ٣٠٧٢ بدائرة المخطوطات والوثائق بوزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان ، وهي عبارة عن ٢٣ صفحة من القطع المتوسط [٢٢* ١٥ سم] كل صفحة تحتوي على ١٥ سطرا تقريبا ، غير أن الصفحة

__________________

(١) والصحيح «لسبعة عشر عاما» غير أن ضرورة الشعر ألجأت الناسخ إلى ما قاله.

١٥٠

الأخيرة كان بها أربعة أبيات تنتهي بكلام الناسخ الذي يقول فيه : «تمت القصيدة بعون الله ومنّه وكرمه في يوم الاثنين الخامس من شهر رمضان المبارك الشريف من شهور سنة ١٢٧٧ ه‍». وقد كتبت هذه المنظومة بخط النسخ بالمداد الأسود والأحمر.

جاءت هذه النسخة من المنظومة ضمن مجموع أيضا ، قبلها مباشرة مخطوط (التحفة القطانية) لمؤلفه عبد الله بن الشيخ أحمد القطان (١١٤١ ه‍) بعده مباشرة قال الناسخ :

«هذه قصيدة الخليل بن أحمد العروضي في النحو ، بسم الله الرحمن الرحيم» ثم بدأ في أبيات المنظومة ، وانتهى بكلامه السابق الذي ذكر منذ قليل واتضح منه أن النسخ كان في عام ١٢٧٧ ه‍.

ولم تعدّ هذه النسخة أصلا مع وجود تاريخ نسخها ، وذلك بسبب كثرة الأخطاء الواردة بها وخاصة الأخطاء النحوية (١) علاوة على الخلل الموسيقي لبعض الأبيات ، ولعلني لا أبالغ عند ما أميل إلى القول بأن الناسخ كان يغيّر برغبته أحيانا بعض الكلمات في الأبيات كتغيير (بانت) بدل (نأت) حيث استقام الوزن والمعنى في البيت وقد جاءت الكلمة في كل النسخ (نأت) وعنه فقط ؛ (بانت) (٢) دون بقية النسخ ، ومما سهّل التغيير المحافظة على وزن البيت مع التغيير.

٤ ـ النسخة (د):

وتحمل رقم ٣٣٧١ بدائرة المخطوطات والوثائق بوزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان ، وهي عبارة عن ٢٢ صفحة ، متوسط أسطر كل صفحة ١٥ سطرا ، جاءت صفحاتها من القطع المتوسط [٢٣* ١٣ سم] ، كتبت بخط النسخ بالمداد الأسود والأحمر.

جاءت هذه النسخة من المنظومة ضمن مجموع حالته غير جيدة ، فقد جاء المخطوط متآكل الأطراف به رطوبة ، وفيه تمزيق لبعض صفحاته ، وخاصة

__________________

(١) انظر البيت رقم ١٩٣ دليلا على ذلك.

(٢) انظر البيت رقم ١٥٥.

١٥١

الأولى والأخيرة منه ، غير أن خطه جيد ، مضبوط في معظمه ، إلا أنه يوحي بالحداثة إلى حدّ ما.

وهذا المجموع يضمّ بعض الكتابات النحوية أولها : شرح لملحة الإعراب (١) ، وبعد الانتهاء منه مباشرة كتب الناسخ بالخط الأحمر : قال الخليل بن أحمد» ثم كتب «البسملة» بالخط الأسود ثم بدأ في أول أبيات منظومة الخليل.

بعد الانتهاء من منظومة الخليل قال الناسخ : «تمت القصيدة بعون الله ومنّه وكرمه» ، ثم اعقب المنظومة برسالة في مخارج الحروف وبعض الكتابات في علم الصرف مثل : أحكام النون الساكنة ، ثم أنهى الناسخ هذا المجموع بكتاب يسمّى : «الفريدة المرجانية في عوامل النحو وبيان العربية» للشيخ العالم أحمد بن مانع بن سليمان بن مداد بن عدي بن ربيعة بن محمد بن راشد بن صلت بن ربيعة بن أبي غسّان.

ولم تعد هذه النسخة أصلا عند التحقيق ، بسبب التمزق في بعض صفحاتها وتآكل أطرافها وضياع أجزاء منها ، علاوة على حداثة الخط على ما يبدو ، وإن كان جيدا مضبوطا في معظمه إلا أنه يحمل بعض الأخطاء من حيث سقوط بعض الكلمات والتقديم والتأخير مما نأى بهذه النسخة عن أن تكون أصلا.

٥ ـ النسخة (ه):

وتحمل رقم ٣٢٤٥ ضمن محتويات دائرة المخطوطات والوثائق بوزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان ، وهذه النسخة عبارة عن ثلاثين صفحة من القطع الصغير [١٥ * ١٥ سم] كل صفحة تحتوي على ١٢ سطرا تقريبا ، كتبت بخط النسخ بالمداد الأسود والأحمر.

__________________

(١) شوّهت الصفحات الأولى بالتمزق ، فضاع عنوان «شرح ملحة الإعراب» وإن كان هذا ظاهرا من خلال نصوصها والمقارنة بملحة الإعراب الواردة بالنسخ الأخرى.

١٥٢

جاءت هذه النسخة ضمن مجموع ، حالة هذا المخطوط غير جيدة ، الصفحات متآكلة ومفككة ، الخط صعب القراءة لرداءته ، أوراقه تتكسر بين يدى القارئ ، لم يذكر اسم الناسخ أو سنة النسخ ، بآخر هذا المجموع ؛ وقف باسم الشيخ محمد بن عبد الله بن محمد المنجي يحتوي هذا المجموع ـ إضافة إلى قصيدة الخليل ـ على ما يلي :

(غاية التهذيب في النحو) لمؤلف لم يذكر اسمه ، ثم مختصر (ابن عباد) في النحو ، ثم جاءت منظومة الخليل والتي بدأها بقوله :

«قال الخليل بن أحمد» وأنهاها بقوله «تمّت القصيدة بعون الله وحسن توفيقه ، والصلاة والسّلام على خير خلقه محمدا (١) وآله الذين لم يغيّروا ولم يبدلوا. (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).

ثم أعقب منظومة الخليل مجموعة فوائد عن الحرف بدأها «باسم الله ، الفصل الأول : في تعريف الحرف والمعنى بالحرف. حروف التهجّي. فلو قلنا ا ب ت ث إلى آخرها ، ومخارجها مختلفة وترتيبها عند الخليل أبي عبد الرحمن أحمد البصري ع ح خ غ حلقية ، ق ك لهويتان .. إلخ». ثم جاءت بعد هذه الفوائد رسالة في علم العروض أولها مقطوع من مكانه ؛ وآخرها الدوائر العروضية ، وربما ذكر تاريخ النسخ واسم الناسخ غير أن التمزق والتآكل قد أطاح بها.

٦ ـ النسخة (و):

وهي النسخة التي تحمل رقم ١٩٧٤ ضمن محتويات دائرة المخطوطات والوثائق بوزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان ، هذه النسخة عبارة عن ١٩ صفحة من الحجم المتوسط [٢٢ * ١٦ سم] كل صفحة تحتوي على ١٩ سطرا تقريبا ما عدا الصفحة الأخيرة التي احتوت من المنظومة على ثلاثة أبيات فقط ، كتبت هذه النسخة بخط النسخ بالمداد الأسود والأحمر ، حالة

__________________

(١) هكذا.

١٥٣

المخطوط غير جيدة ، به تآكل من أطراف الصفحات وأحيانا من الوسط.

جاءت هذه النسخة ضمن مجموع في أوله (المختصر في النحو) ، ثم كتاب نحوي مجهول العنوان والمؤلف ، ثم (ملحة الإعراب) التي جاءت بعدها منظومة الخليل بدأها بقوله «قال الخليل بن أحمد ، بسم الله الرحمن الرحيم» ثم جاء نص المنظومة ، وبالورقة الأولى من المنظومة تمزيق راح معه جزء من كلمة الخليل ، غير أن المتبقي من الكلمة يدل عليها ، بالإضافة إلى وجود بقية الاسم حيث تبقى (ل بن أحمد) فقد بقيت اللام من الخليل ، علاوة على بقية الاسم.

وفي آخر منظومة الخليل قال الناسخ [«تمت» بسم الله الرحمن الرحيم كتاب [الفريدة المرجانية] المشار إليه سابقا في بعض النسخ الأخرى.

وربما يكون تاريخ النسخ راجعا إلى عام ١٠٨٢ ه‍ وذلك لأن من ضمن مخطوطات هذا المجموع ما كتب في هذا التاريخ ، فقد جاءت (ملحة الإعراب) قبل (منظومة الخليل) ، وفي آخر (الملحة) قال الناسخ «تمّ كتاب (ملحة الإعراب) بعون الملك الوهاب ، وذلك يوم النصف من شهر الحج سنة اثنين وثمانين سنة وألف من الهجرة النبوية. تمامه بغرفة السيرة من قلعة الرستاق (١) ، كتبه مدّاد بن محمد لنفسه».

وإذا كان هذا المجموع يضم (ملحة الإعراب) و (منظومة الخليل) بخط ناسخ واحد وحبر واحد ، فأنا أميل إلى القول بأن تاريخ النسخ متقارب إن لم يكن واحدا ، فإذا لم يكن تاريخ نسخ منظومة الخليل ١٠٨٢ ه‍ فإنه سيكون قريبا من ذلك ، حيث تمت كتابة معظم هذا المجموع في التاريخ نفسه ، ومن ذلك كتاب (المختصر في النحو) الذي احتواه هذا المجموع.

ولم تعدّ هذه النسخة أصلا بسبب التمزق والتآكل في بعض صفحاتها ، كذلك الضبط الخاطئ الذي تتسم به هذه النسخة ، بالإضافة إلى الأخطاء

__________________

(١) اسم ولاية من ولايات سلطنة عمان ومن أهم الآثار فيها فلعتها المشهورة (قلعة الرستاق).

١٥٤

الإملائية الكثيرة ، والتردد في طريقة كتابة بعض كلمات المنظومة كما في كتابة الفعل (يقوم) الذي كتب في الموضع الواحد بالياء والتاء هكذا (يقوم) (١).

٧ ـ النسخة (ز):

وتحمل هذه النسخة رقم ٢٣١٨ من محتويات دائرة المخطوطات والوثائق بوزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان ، وهي عبارة عن ١٩ صفحة من القطع المتوسط [٢٢* ١٧ سم] كل صفحة تحتوي على ١٨ سطرا تقريبا ، وحالة المخطوط جيدة ، غير أن به رطوبة في بعض أجزائه ، كتب بالمداد الأسود والأحمر على ورق أزرق يميل إلى الاخضرار ، مما يدل على حداثة الكتابة والورق.

تقع هذه النسخة ضمن مجموع يضم كتاب (المختصر في النحو) و (رسالة في علم الحروف) و (القصيدة المرجانية) ، و (كتاب التسهيل) في الفرائض و (ملحة الإعراب) ، وقد وقعت هذه النسخة من منظومة الخليل بعد ملحة الإعراب مباشرة حيث قال الناسخ : «قال الخليل بن أحمد بسم الله الرحمن الرحيم ...» ثم بدأ في سرد المنظومة ، وفي نهاية المنظومة قال ناسخها : «تمّت القصيدة بعون الله ومنّه وكرّمه في يوم الجمعة المزهر. وعشر (٢) ليال خلون من شهر المحرم من شهور سنة : سبعة وعشرين سنة ومائتين (٣) سنة وألف سنة من الهجرة النبوية المحمدية ، وهي ثلاثمائه بيت إلا ثمانية أبيات والله أعلم ، وكتبه الفقير لله عبده مسعود بن محمد بن عمر بن محمد خلف الصبري بيده» ثم قال بعدها مباشرة «بسم الله الرحمن الرحيم : مخارج الحروف سبعة عشر مخرجا ، فمن الحلق ثلاثة مخارج ... إلخ».

والملاحظ أن هذه هذه النسخة لم ترق لأن تكون أصلا وذلك لكثرة وجود ضبط خاطئ بها ، فالحين تكتب (حين) (٤) وأسد تصبح (أسد) (٥) وتختل موسيقى البيت ولا إشارة إلى ذلك ، كذلك يجرى التحريف وتحطم القاعدة

__________________

(١) انظر البيت ١٤٣ من المنظومة.

(٢) هكذا وربما كانت لعشر

(٣) هكذا والصحيح ومائتي سنة

(٤) البيت (٤٤)

(٥) البيت رقم ٤١

١٥٥

النحوية وكذلك موسيقى البيت. فيقول (لم تجرى) (١) وتغمض العين عن عمل (لم) وأصل البيت (لا تجر) بالنهي ، كذلك لوحظ على الناسخ عدم معرفته بعلم العروض ودليل ذلك :

(أ) التحريف الذي يصنعه الناسخ فيؤدي إلى الخلل الموسيقي مع وضوح كليهما (التحريف ، الخلل) ومثال ذلك ما صنعه عند ما قال في أحد أبيات المنظومة :

وفلم ولما يجزمان كلاهما

لم تلقا في غزوتينا مقتب (٢)

والشطر الثاني به خلل في (تلقا) و (مقتب) والخلل الأول أدى إلى الإخلال بموسيقى البيت ، وصحة الشطر الثاني :

لم يلقنا في غزوتينا مقنب

وأمثلة ذلك كثيرة (٣).

(ب) ما ظهر في ختام المنظومة عند تعليق الناسخ الذي ذكر منذ قليل ، عند ما قال : «تمت القصيدة بعون الله ... الخ» فقد كتب هذا التعليق على هيئة الشعر نظام الشطرين واضعا الفاصل الذي حرص عليه خلال المنظومة كلها بين الشطرين هكذا (:.) فأدى ذلك إلى القول بعدم دراية الناسخ بعلم العروض ، إذا أضفنا إلى ذلك المجموعة الكبيرة من الأخطاء الإملائية وجدنا عدم إمكانية التعامل مع هذه النسخة على أنها الأصل.

__________________

(١) البيت ٢٨١.

(٢) البيت رقم ١١٨ ويظهر الخلل الموسيقي بالشطر الثاني حيث جاءت القصيدة من بحر الكامل التام ، وعلى هذا يختل الوزن والمعنى من خلال التحريف الوارد.

(٣) انظر الأبيات ١٧ ، ١٢٠ ، ٢٨١.

١٥٦

٨ ـ النسخة (ح):

تحمل هذه النسخة رقم ٣٠٥٨ ضمن محتويات دائرة المخطوطات والوثائق بوزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان ، هذه النسخة عبارة عن ٥٣ صفحة من القطع الصغير [١٧* ١٠ سم] ، كتبت بخط النسخ بالمداد الأسود والأحمر.

جاءت هذه النسخة ضمن مجموع حالته جيدة ، ضمّ بعض الكتابات المتنوعة بين دفيته ، ففي أول المجموع قصيدة للمعتصم بالله عامر بن سليمان ابن محمد بن خلف بن عامر الريامي في المواريث ، ثم منظومة ملحة الإعراب ثم منظومة الخليل ، وأخيرا جاء الناسخ بأبيات ملغزة في نهر «بهلا» (١).

بعد انتهاء الناسخ من (ملحة الإعراب) ، كتب بعض الأبيات أنهاها بقوله :

«كلما يرضيك يا مولاي عندي ولديّا».

ثم كتب الناسخ باللون الأحمر ما نصه :

«وقال العالم العلّامة (٢) الخليل بن أحمد (الخروصي) (٣) في تسهيل النحو ومعانيه وما يشمل عليه.

الحمد لله الحميد بمنه ... إلخ».

ثم قال في نهاية القصيدة «ما اخترناه في علم النحو على ما وجدته مكتوبا بخط عامر بن سليمان محمد الريامي». وأعتقد أن النسخ التي نقل منها الناسخ وهي نسخة «عامر» صاحب قصيدة المواريث ، وأنه صاحب القصيدة ، وأنه نسخها هي وبقية المواد العلمية الموجودة في المجموع غير أن اللافت للنظر هذا الاسم الذي أورده الناسخ «الخليل بن أحمد الخروصي» في مقدمة هذه المنظومة عند ما قال : «وقال العالم العلامة الخليل بن أحمد الخروصي في تسهيل النحو ... إلخ».

__________________

(١) احدى ولايات سلطنة عمان وقلعتها مشهورة معروفة.

(٢) «العلامة» كتبت فوق العالم بعد نسيانها أو سقوطها.

(٣) سوف نعلق على هذه الكلمة بعد قليل.

١٥٧

والسؤال الذي طرح نفسه بإلحاح هو : هل المقصود هنا شخص آخر غير الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي اليحمدي العروضي المعجمي؟ أم أنه هو هو؟ وإذا كان هو هو فما معنى قول «الخروصي» والخليل بن أحمد ليس خروصيا؟

الحق أنني رجعت إلى أنساب الخروصيين وتاريخهم لأرى من منهم يحمل اسم «الخليل بن أحمد الخروصي» فلم أجد في الكتب التي رجعت إليها (١) نحويا يحمل هذا الاسم ، علاوة على عدم وجود هذا الاسم بين كبار علمائهم ولهذا رجحت أن تكون كلمة (الخروصي) محرفة عن كلمة «العروضي» ، وأن المقصود «الخليل بن أحمد العروضي». ونستطيع أن نستند إلى أدلة كثيرة تثبت ذلك من أهمها :

(١) هذا التشابه الشديد بين (العروضي) و (الخروصي) في النمط العام للكلمة ، مما أدى إلى هذا التحريف.

(٢) جاءت كلمة «الخروصي» ونقطة الخاء يكاد يكون ممحوا غير ظاهر ، فنقطة الخاء تكاد تختفي ، وربما كانت أثرا من آثار الكتابة وليست نقطا ، إلى حدّ أنها سقطت عند تصويرها ، وربما يؤدي ذلك إلى القول بأنه نوع من التصحيف إضافة إلى التحريف في الشكل الكتابي للكلمة.

(٣) أكاد أجزم بأنه تحريف ، يؤكد ذلك وجود نسختن (أ، ج) ؛ هاتان النسختان جاء في أولهما «قال الخليل بن أحمد العروضي» وربما يكون

__________________

(١) هذه الكتب هي كتاب الانساب للعوتبي وكتاب إسعاف الأعيان بتاريخ أهل عمان للمرحوم الشيخ سالم السيابي وكتاب شقائق النعمان للشيخ نور الدين السالمي (*) وكتب أخرى.

(*) كتاب شقائق النعمان هو من تأليف المرحوم محمد بن راشد بن عزيز الخصيبي وقد صدر عن وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان في ثلاثة مجلدات ، وهو ليس من تأليف العلامة المرحوم الإمام نور الدين السالمي كما ذكر المحقق الفاضل (ن).

١٥٨

ناسخ هذه النسخة التي حملت اسم «الخروصي» نقل من إحدى النسختين (أأو ج) أو من نسخة شبيهة بهما في مطلعهما وطريق التحريف أو التصحيف في مثل هذه المواقف سهل ، وخاصة وجود ذلك التشابه بين الكلمتين الذي يساعد على ذلك.

(٤) إضافة إلى ذلك ما قلناه سابقا من عدم وجود الاسم بين الخروصيين ، وذلك يضاف إلى الأدلة التي تثبت أن المقصود بالخليل هنا الفراهيدي العروضي وليس شخصا آخر.

(٥) تثبت الدراسة الفنية لهذه النسخة كثرة الأخطاء الواردة من إملائية أو أخطاء خاصة بكيفية ضبط الكلمات أو التحريف ، ويظهر كل ذلك وغيره من خلال التعليقات على أبيات المنظومة. وإذا كان الأمر كذلك فإن مثل هذا التحريف الواقع بين (الخروصي) و (العروضي) من السهل جدا حدوثه.

نسيتطيع أن نخرج من كل ذلك ونحن مطمئنون إلى أن كلمة «الخروصي» جاءت من قبيل التحريف وأنه ليس ثمة شخص آخر غير «الفراهيدي» هو المقصود هنا.

والدليل الأخير رقم (٥) ربما كان سببا كافيا لعدم إعداد هذه النسخة أصلا للنسخ التي بين أيدينا.

٩ ـ النسخة (ط):

وهي النسخة التي تحمل رقم ٤٣٤ (نحو) بمكتبة معالي السيد محمد بن أحمد البوسعيدي بسلطنة عمان ، وهي عبارة عن ١٩ صفحة من القطع المتوسط (٢٢* ١٦ سم) تحتوي كل صفحة على ١٨ سطرا تقريبا ، كتبت بخط النسخ بالمداد الأسود والأحمر ، ووضعت الصفحات داخل إطار من

١٥٩

الخطوط المنسقة ، وحمل كلّ عنوان إطارا خاصا به ، وقد وضعت للعناوين أرقام وصلت إلى ٤٦ عنوانا.

وتقع هذه النسخة ضمن مجموع يضم بعض الكتابات في النحو بالإضافة إلى القصيدة المرجانية.

قال الناسخ في بداية المخطوط : «وقال الخليل بن أحمد قصيدة في النحو بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله الحميد بمنّه .. إلخ.

وفي نهاية القصيدة أشار إلى تمامها بقوله «تمت» ثم بدأ في القصيدة المرجانية مفتتحا إياها باسم الله.

ويبدو أن ناسخ هذا المجموع واحد لتوحّد الخط والمداد وهو «خلف بن محمد بن خنجر بن سعيد بن غفيلة في ١٦ جمادى الأولى ١١٤٣ هجرية نسخها للشيخ صالح بن سعيد بن أحمد بن صالح الشقصي».

وهذه النسخة على الرغم من جودة خط ناسخها والاهتمام الملحوظ بإخراجها في إطار يزينها ، وكذلك وجود تاريخ النسخ ـ الحديث ـ إلى حد ما ـ أقول على الرغم من كل ذلك إلا أنها لا تعد أصلا وذلك لأنها تحمل الكثير من الأخطاء التي وجدت في بقية النسخ من ب إلى ح سواء أكانت الأخطاء إملائية ، أم اتصلت بالضبط وعدم الاهتمام بالأبيات من الناحية العروضية ، وحدوث بعض السقط وتدارك بعضه أحيانا ، والأخطاء النحوية الكثيرة والتصحيف والتحريف. من هنا لم نعدّها أصلا.

١٠ ـ النسخة (ي):

وهي نسخة مصورة من ولاية المضيرب موجودة بمكتبة خاصة بالفاضل سالم بن حمد بن سليمان بن حميد الحارثي.

وهي عبارة عن عشرين صفحة من القطع المتوسط [٢٠* ١٣ سم] تحمل كل صفحة ١٧ سطرا تقريبا ، ولم أطلع على أصلها فلم يتح لي ذلك ، غير أن صفحاتها جاءت تحمل الأرقام من (٥٧ إلى ٧٧) مما يدل على أنها تقع أيضا

١٦٠