إعراب القرآن الكريم وبيانه - ج ١٠

محيي الدين الدرويش

إعراب القرآن الكريم وبيانه - ج ١٠

المؤلف:

محيي الدين الدرويش


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٣
الصفحات: ٦٢٩

١٦ ـ المنفرة : لأن الشياطين تنفر عند قراءتها.

١٧ ـ البراءة : لأنها براءة من الشرك.

١٨ ـ المذكرة : لأنها تذكر العبد خالص التوجيه.

١٩ ـ النور : لأنها تنوّر القلب.

٢٠ ـ الإنسان : لأنه لا غنى للإنسان عنها.

٦٢١

سورة الفلق

مكيّة وآياتها خمس

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (٣) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (٤) وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (٥))

اللغة :

(الْفَلَقِ) : الصبح قال الزمخشري : «الفلق والفرق : الصبح لأن الليل يفلق عنه ويفرق فعل بمعنى مفعول يقال في المثل : هو أبين من فلق الصبح ومن فرق الصبح ومنه قولهم سطح الفرقان إذا طلع الفجر» وقال الشاعر :

يا ليلة لم أنمها بتّ مرتقبا

أرعى النجوم إلى أن قدر الفلق

وقال آخر يصف الثور الوحشي :

حتى إذا ما انجلى عن وجهه فلق

هاديه في أخريات الليل منتصب

وهناك أقوال أخرى في المراد به يرجع فيها إلى المطولات ، والأول أولى ولهذا ضربنا صفحا عنها.

(غاسِقٍ) الغاسق : الليل إذا اعتكر ظلامه قال الشاعر :

يا طيف هند لقد أبقيت لي أرقا

إذ جئتنا طارقا والليل قد غسقا

٦٢٢

(وَقَبَ) دخل ظلامه كل شيء ويقال وقبت الشمس إذا غابت وفي الحديث «لما رأى الشمس قد وقبت» قال هذا حين حلّها يعني صلاة المغرب وهناك أقوال أخرى ليس هذا موضعها.

(النَّفَّاثاتِ) السواحر اللواتي تنفث في العقد التي تعقدها والنفث كما في المختار «شبيه بالنفخ وهو أقل من التفل وقد نفث الراقي من باب ضرب ونصر والنفاثات في العقد السواحر» وسيأتي المزيد من معناها في باب الفوائد.

الإعراب :

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) قل فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت وجملة أعوذ مقول القول وأعوذ فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر تقديره أنا وبرب الفلق متعلقان بأعوذ ومن شر متعلقان بأعوذ وما اسم موصول مضاف إليه وجملة خلق صلة والعائد محذوف أي خلقه ويجوز أن تكون مصدرية (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ) عطف على ما تقدم وإذا ظرف لمجرد الظرفية وجملة وقب في محل جر بإضافة الظرف إليها (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ) عطف على ما تقدم أيضا وفي العقد متعلقان بالنفاثات (وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) عطف على ما تقدم وإعرابه ظاهر.

الفوائد :

عرف بعض المستعاذ منه ونكر بعضه للتعميم والتخصيص ، فكل نفاثة شريرة أما الحسد فمنه المحمود ومنه المذموم ، قال صلى الله عليه وسلم لا حسد إلا في اثنتين وقال أبو تمام «إن العلا حسن في مثلها الحسد» وقال «وما حاسد في المكرمات بحاسد».

٦٢٣

سورة النّاس

مكيّة وآياتها ستّ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلهِ النَّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (٤) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦))

اللغة :

(الْوَسْواسِ) اسم بمعنى الوسوسة ، كالزلزال بمعنى الزلزلة وأما المصدر فوسواس بالكسر كزلزال والمراد به الشيطان سمّي بالمصدر كأنه وسوسة في نفسه لأنه صنعته وشغله وأريد ذو الوسواس. وفي المصباح أنه يطلق أيضا على ما يخطر بالقلب من الشر وكلّ ما لا خير فيه. وفي المختار : حديث النفس يقال : وسوست إليه نفسه وسوسة ووسواسا بالكسر والوسواس بالفتح الاسم.

(الْخَنَّاسِ) في المختار «خنس عنه تأخر وبابه دخل وأخنسه غيره

٦٢٤

أي خلفه ومضى عنه ، والخناس الشيطان لأنه يخنس إذا ذكر الله عزّ وجلّ». قال في أساس البلاغة : «خنس الرجل من بين القوم خنوسا إذا تأخر واختفى وخنّسته أنا وأخنسته وأشار بأربع وخنس إبهامه ومنه الخناس وفي الحديث : «الشيطان يوسوس إلى العبد فإذا ذكر الله خنس» وفي أنفه خنس وهو انخفاض القصبة وعرض الأرنبة. والبقر خنس».

الإعراب :

«قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس» قل فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت وجملة أعوذ مقول القول وأعوذ فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير مستتر تقديره أنا وبرب الناس متعلقان بأعوذ وملك الناس وإله الناس بدلان أو صفتان أو عطفا بيان ، وكرّر الإضافة فيهما زيادة للبيان. قال في الكشاف : «فإن قلت : فهلّا اكتفى بإظهار المضاف إليه الذي هو الناس مرة واحدة قلت : لأن عطف البيان للبيان ، فكان مظنّة للاظهار دون الإضمار» (مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ) جار ومجرور متعلقان بأعوذ والوسواس مضاف إليه والخناس صفة (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) الذي نعت لوسواس قال في الكشاف : «يجوز في محله الحركات الثلاث فالجرّ على الصفة والرفع والنصب على الشتم» ويوسوس فعل مضارع وفي صدور الناس متعلقان بيوسوس (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) بيان للذي يوسوس فمن بيانيّة ، ويصحّ كونها ابتدائية متعلقة بيوسوس أي يوسوس في صدورهم من جهة الجنة ومن جهة الناس.

ويصحّ كونها تبعيضية أي كائنا من الجنة والناس. وفي الخطيب قيل أنه بيان للناس الذي هو في صدورهم فقد قيل إن إبليس يوسوس في صدور الجن كما يوسوس في صدور الناس.

٦٢٥

الفوائد :

١ ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أنزلت عليّ سورتان ما أنزل مثلهما وإنك لن تقرأ سورتين أحبّ ولا أرضى عند الله منهما ، يعني المعوّذتين ويقال للمعوذتين المقشقشتان.

٢ ـ أجمع جميع القرّاء في هذه السورة على إسقاط الألف من ملك بخلاف الفاتحة فاختلفوا فيها كما تقدّم.

٣ ـ روي عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه فنفث فيهما وقرأ قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم مسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده.

يصنع ذلك ثلاث مرات.

انتهى المجلد العاشر من كتاب إعراب القرآن الكريم وبيانه وبتمامه يتمّ الكتاب ويليه المجلد الحادي عشر وهو فهارس تفصيلية للكتاب

٦٢٦

فهرس المجلد العاشر

إعراب سورة المجادلة............................................................... ٥

إعراب سورة الحشر............................................................. ٣٢

إعراب سورة الممتحنة............................................................ ٥٦

إعراب سورة الصف............................................................. ٧٥

إعراب سورة الجمعة............................................................. ٨٨

إعراب سورة المنافقون............................................................ ٩٦

إعراب سورة التغابن........................................................... ١٠٥

إعراب سورة الطلاق........................................................... ١١٧

إعراب سورة التحريم........................................................... ١٣٠

إعراب سورة الملك............................................................. ١٤٥

إعراب سورة القلم............................................................. ١٦٣

إعراب سورة الحاقة............................................................ ١٨٨

إعراب سورة المعارج............................................................ ٢٠٨

إعراب سورة نوح.............................................................. ٢٢١

إعراب سورة الجن............................................................. ٢٣٥

إعراب سورة المزمل............................................................ ٢٥٦

إعراب سورة المدثر............................................................ ٢٧٢

إعراب سورة القيامة........................................................... ٢٩٤

إعراب سورة الإنسان.......................................................... ٣١٠

٦٢٧

إعراب سورة المرسلات......................................................... ٣٣١

إعراب سورة النبأ.............................................................. ٣٤٨

إعراب سورة النازعات......................................................... ٣٦١

إعراب سورة عبس............................................................ ٣٧٤

إعراب سورة التكوير........................................................... ٣٨٨

إعراب سورة الانفطار.......................................................... ٤٠١

إعراب سورة المطففين.......................................................... ٤٠٦

إعراب سورة الانشقاق......................................................... ٤١٩

إعراب سورة البروج............................................................ ٤٢٩

إعراب سورة الطارق........................................................... ٤٣٨

إعراب سورة الأعلى........................................................... ٤٤٧

إعراب سورة الغاشية........................................................... ٤٥٥

إعراب سورة الفجر............................................................ ٤٦٥

إعراب سورة البلد............................................................. ٤٨٠

إعراب سورة الشمس.......................................................... ٤٩٣

إعراب سورة الليل............................................................. ٥٠١

إعراب سورة الضحى.......................................................... ٥٠٦

إعراب سورة الشرح............................................................ ٥١٤

إعراب سورة التين............................................................. ٥٢٣

إعراب سورة العلق............................................................. ٥٢٧

إعراب سورة القدر............................................................ ٥٣٧

إعراب سورة البيّنة............................................................. ٥٤٠

إعراب سورة الزلزلة............................................................ ٥٤٨

إعراب سورة العاديات......................................................... ٥٥٢

٦٢٨

إعراب سورة القارعة........................................................... ٥٦٢

إعراب سورة التكاثر........................................................... ٥٦٨

إعراب سورة العصر........................................................... ٥٧١

إعراب سورة الهمزة............................................................ ٥٧٤

إعراب سورة الفيل............................................................. ٥٨٢

إعراب سورة قريش............................................................ ٥٨٨

إعراب سورة الماعون........................................................... ٥٩٢

إعراب سورة الكوثر........................................................... ٥٩٥

إعراب سورة الكافرون......................................................... ٦٠٠

إعراب سورة النصر............................................................ ٦٠٥

إعراب سورة المسد............................................................ ٦٠٨

إعراب سورة الإخلاص........................................................ ٦١٤

إعراب سورة الفلق............................................................. ٦٢٢

إعراب سورة الناس............................................................ ٦٢٤

٦٢٩