بحوث في الملل والنّحل - ج ٨

الشيخ جعفر السبحاني

بحوث في الملل والنّحل - ج ٨

المؤلف:

الشيخ جعفر السبحاني


الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام
المطبعة: مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام
الطبعة: ٢
ISBN: 978-964-357-272-3
الصفحات: ٤٥٣
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &
٣٤١
 &

بحوث في الملل والنحل الجزء الثامن لشيخ جعفر السبحاني

٣٤٢
 &

الدروز هي جمع الدرزي ، والعامة تتكلّم بضم الدال ، والصحيح هو فتحها. والظاهر انّ الكلمة تركية بمعنى الخياط ، وهي من الكلمات الدخيلة على العربية حتى يقال : درز يدرز درزاً ، الثوب ، خاطه ، والدرزي : الخياط.

والدروز فرقة من الباطنية لهم عقائد سرية متفرقون بين جبال لبنان وحوران والجبل الأعلى من أعمال حلب.

ولم يكتب عن الدروز شيء يصح الاعتماد عليه ولا هم من الطوائف التي تنشر عقائدها حتى يجد الباحث ما يعتمد عليه من الوثائق.

نعم كتب عنهم المستشرقون أشياءً لا يمكن الاعتماد عليها ، وقد سبق منّا في ترجمة الإمام الحادي عشر الحاكم بالله انّ الإسماعيلية كانت فرقة واحدة وطرأ عليهم الانشقاق بالقول بإلوهية الحاكم وغيبته وهم اليوم معروفون بالدروز ، وقلنا : إنّ الحاكم استدعى الحمزة بن علي الفارسي الملقّب بالدرزي وأمره أن يذهب إلى بلاد الشام ليتسلم رئاسة الدعوة الإسماعيليّة فيها ، ويجعل مقرّه « وادي التيم » ، ولقبه الإمام بالسيد الهادي ، وتمكن الدرزيّ في وقت قليل من نشر الدعوة الإسماعيليّة في تلك البلاد إلى أن وصلت إليه وفاة الإمام الحاكم وتصدى ابنه الظاهر لمقام الولاية ، ولكن الدرزيّ لم يعترف بوفاة الإمام الحاكم بل ادّعى انّه غاب وبقى متمسكاً بإمامته ومنتظراً لعودته ، وبذلك انفصلت الدرزية عن الإسماعيليّة وكان ذلك الانشقاق عام ٤١١ هـ. (١)

*  *  *

______________________

١. لاحظ تاريخ الدعوة الإسماعيلية : ٢٣٨.

٣٤٣
 &

الدروز في موسوعات دائرة المعارف

إنّ الدروز من الفرق الباطنية التي يصعب الاطلاع علىٰ عقائدهم لأنّهم راعوا جانب الحذر والتكتم عليها ، ومع ذلك فقد نقل أصحاب دوائر المعارف أُموراً عنهم ، ونحن نقتطف مما جاء فيها :

١. الدروز في دائرة المعارف البستانية (١)

بعد أن ذكرت الموسوعة مراكز توطّنهم وعدد نفوسهم وشيئاً من أحوالهم السياسية والآداب الاجتماعية وما يزاولوه من المهن كالزراعة والتجارة ، والحروب التي نشبت بينهم وبين غيرهم من الطوائف ، قالت عن عقيدتهم ما هذا نصّه :

وإيمان الدروز ، أنّ الله واحد ، أحد ، لا بداءة له ولا نهاية ، وأنّ النفوس مخلّدة تتقمّص بالأجساد البشرية ( التناسخ ) ولابدّ لها من ثواب وعقاب يوم المعاد بحسب أفعالها ، وأنّ الدنيا تكونت بقوله تعالى كوني فكانت ، والأعمار مقدّرة بقوله : ﴿ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّـهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا (٢) وأنّ الله عارف بكل شيء ، وهم يكرمون الأنبياء المذكورين في الكتب المنزلة ، ويؤمنون بالسيد المسيح ولكنّهم ينفون عنه الإلوهية والصلب ، وأسماء بعض الأنبياء عندهم كأسمائهم في تلك الكتب ، ولبعضهم أسماء أُخرى كالقدّيس جرجس ، فإنّه عندهم الخضر ، وأسماء أنبيائهم شعيب وسليمان وسلمان الفارسي ولقمان ويحيى ، وعندهم انّه لابدّ من العرض والحساب يوم الحشر والنشر. وتنقسم هذه الطائفة إلى : عقّال وجهّال. فالعقال هم عمدة الطائفة ، ولهم رئيسان دينيان يسمّيان بشيخي العقّال ، والأحكام الدينية مفوضة إليهم.

______________________

١. وقد طبع الجزء الذي نقلنا الترجمة عنه عام ١٨٨٣ م ، أي ما يعادل عام ١٣٠١ هـ.

٢. المنافقون : ١١.

٣٤٤
 &

وعندهم للوصية نفوذ تام ، فإنّ الإنسان مختار أن يوصي قبل موته بأملاكه لمن يشاء ، قريباً كان أم غريباً. ولذلك قد منحتهم الدولة العلية منذ القديم قاضي مذهب لدعاوى الوصايا.

وقد أمر عقّالهم بتجنّب الشك ، والشرك ، والكذب ، والقتل ، والفسق ، والزنا ، والسرقة ، والكبرياء ، والرياء ، والغش ، والغضب ، والحقد ، والنميمة ، والفساد ، والخبث ، والحسد ، وشرب الخمور ، والطمع ، والغيبة ، وجميع الشهوات والمحرمات والشبهات ، ورفض كلّ منكر من المآكل والمشارب ، ومجانبة التدخين ، والهزل والمساخر والهزء والمضحكات ، وجميع الأفعال المغايرة لإرادته تعالى ، وترك الحلف بالله صدقاً أو كذباً ، والسب ، والقذف ، والدعاء بما فيه ضرر الناس.

وعندهم انّه على كلّ مؤمن التحلّي بالعفاف ، والطهارة ، والفعل الجميل ، والكرم بالعلم ، والمال ، وخوف الله وطاعته ، والرصانة ، وصيانة العرض ، وصدق اللسان ، وصونه من الإفك والإثم والزور والبهتان مع استمرار ذكر الله وتسبيحه وتقديمه ، وتقديم الصلوات والتضرعات والتوسلات لعزته تعالى.

ولا يجوز لعاقل أن يخلو بامرأة ، ولا أن يرد تحيّتها ما لم يكن بينهما ثالث.

وشأنهم التهذيب وكره الزيف والترف. وكل عاقل ارتكب القتل أو الزنا أو السرقة أو غيرها من الآثام يطرد من مجلس العقال الذين يجلسون فيه للقيام بالفروض الدينية ويبقى مطروداً إلى أن تتحقّق ندامته وتوبته.

ومن شأن الدروز إكرام الضيف ، والشجاعة ، والاقتصاد بالمعيشة.

ويسكنون الآن في جبل لبنان وقضاء « راشيا » وقضاء « حاصيا » وإقليم البلان والغوطة والشام وجبل حوران وجبل الكرامل والجبل الأعلى ومرعش وحلب والحلة والكوفة ، ومنهم عشيرة بني لام في العراق ، وفي الغرب والهند.

٣٤٥
 &

وتناولنا من أحد أُدبائهم جملة أُخرى هذا ملخصها :

يؤمن الدروز بأنّ الدنيا حادثة وبوجود الله وان لا خالق سواه. وانّه قديم أزلي ، أبدي ، عادل ، لا غرض لفعله ، غني لا يحتاج ، وحاكم قادر لا يجب عليه شيء ، إن أثاب فبفضله وأن عاقب فبعدله ، غير متبعّض ، ولا له حد ولا نهاية ، ويعتقدون القرآن الشريف اعتقاد السنية إلّا أنّهم يخالفونهم في تفسير بعض آياته الكريمة. ويعتقدون أيضاً أقوال حمزة وتعاليمه ويسمّونها كتب الحكمة ؛ وتتضمن علم التوحيد ، وكيفية خلق العالم وأسبابه وعلله ، وذكر الأنبياء ، وأسمائهم وفضائلهم ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وما يجب على الإنسان وما لا يجب عليه ، وإثبات المعاد والحساب والعقاب واعتقاد التناسخ ، وكون النفوس معدودة محدودة لا تزيد ولا تنقص باقية أزلية لا تفنى ، مستقرة في أمكنتها غارقة في بحر عظمة اللاهوت ، تفنى الأجساد القائمة بها وتتلاشى وهي باقية إلى الأبد لا تفنى ولا تتغير.

وهم ينقسمون باعتبار الطريقة المذهبية إلى قسمين :

طائعون ويعرفون بالعقال ، وهم السالكون بمقتضى الطريقة المذهبية ، كالامتناع عن التدخين وسائر المشروبات الروحية والابتعاد عن التأنّق في المأكولات والملبوسات وسائر اللذات الدنيوية والاقتصار على التقشف في المعيشة.

وشراحون ويعرفون بالجهال ، وهم المخالفون للعقال في الامتناع عن التدخين والمشروبات الروحية وعن الترفّه في المعيشة والتنعّم باللذات الدنيوية ، ولذلك لا يسوغ لهم مطالعة القرآن الشريف ، ولا متون الحكمة خلافاً للعقال ، لأنّ عندهم كتباً مقدسة لا يمسّها إلّا الطاهرون. والطهارة عندهم الامتناع عن سائر المحرمات والممنوعات ، وإنّما يسوغ لهم تلاوة بعض شروح كتب دينية ، ولهذا يقال لهم شراحون.

٣٤٦
 &

ويمتاز العقال عن الجهلاء بكونهم يتعمّمون بعمامة بيضاء ويلبسون الملابس البسيطة كالقباء والعباءة ، ونسبة هؤلاء العقال إلى الجهال عدداً أكثر من ثلاثة أرباع.

أمّا شعائرهم في ختان الأولاد والزواج والطلاق والصلاة على الجنازة فهي طبق الشعائر الإسلامية غير انّه ليس من عوائدهم أن يتزوج أحدهم بغير امرأة واحدة ، لا يسوغ التزوّج بها ثانية بعد الطلاق على الطريقة المعروفة بالرجعة ، ولهم عيدان : عيد رمضان ويسمّونه بالعيد الصغير ، وعيد الأضحى ويسمّونه بالكبير ، ولهم معابد كثيرة معدّة للصلوات يجتمعون فيها كلّ ليلة جمعة ، ولأكثر هذه المعابد أوقاف مخصوصة تنفق حاصلاتها على لوازم تلك المعابد. ولهم أيضاً معابد أُخرى معدّة للأشخاص الذين يفرغون أوقاتهم لعبادة الله تعالى. وتسمّى هذه المعابد بـ « الخلوات » وهي كالأديرة عند المسيحيين عددها ٤٠ في الجبل وخلافه. (١)

٢. الدروز في دائرة المعارف المصرية (٢)

هذا ما يذكره بطرس البستاني ويصور لهم صورة بيضاء ناصعة ويطهّرهم عن كلّ ما ينسب إليهم من المنكرات ، وفي الوقت نفسه يصوّر لنا الكاتب محمد فريد وجدي صورة مشوّهة عنهم حينما قال :

ظلت معتقدات الدروز في طي الخفاء حتى استولى إبراهيم باشا بن محمد علي علىٰ معابدهم في جبل « حاصبيا » ووجد في كتبهم كنه مذهبهم تفصيلاً منها كلمة الشهادة عندهم : ( ليس في السماء إله موجود ولا على الأرض ربّ معبود إلّا الحاكم بأمره ).

من معتقداتهم أنّ الحاكم بأمر الله هو الله نفسه وقد ظهر على الأرض عشر

______________________

١. البستاني : دائرة المعارف : ٧ / ٦٧٥ ـ ٦٧٧.

٢. طبع سنة ١٣٨٦ هجري ، ١٩٦٧ ميلادي.

٣٤٧
 &

مرات أُولاها في العلى ، ثمّ في البارز إلى أن ظهر عاشر مرة في الحاكم بأمر الله ، وأنّ الحاكم لم يمت بل اختفى حتى إذا خرج يأجوج ومأجوج ـ ويسمّونهم القوم الكرام ـ تجلّى الحاكم على الركن اليماني من البيت بمكة ودفع إلى حمزة سيفه المذهب فقتل به إبليس والشيطان ، ثمّ يهدمون الكعبة ويفتكون بالنصارى والمسلمين ويملكون الأرض كلّها إلى الأبد.

ويعتقدون أنّ إبليس ظهر في جسم آدم ، ثمّ نوح ، ثمّ إبراهيم ، ثمّ موسى ، ثمّ عيسى ، ثمّ محمد ، وأنّ الشيطان ظهر في جسم ابن آدم ، ثمّ في جسم سام ، ثمّ في إسماعيل ، ثمّ في يوشع ، ثمّ في شمعون الصفا ، ثمّ في علي بن أبي طالب ، ثمّ في قداح صاحب الدعوة القرمطية.

ويعتقدون بأنّ عدد الأرواح محدود ، فالروح التي تخرج من جسد الميت تعود إلى الدنيا في جسد طفل جديد.

وهم يسبون جميع الأنبياء ، يقولون : إنّ الفحشاء والمنكر هما أبو بكر وعمر ، ويقولون : إنّ قوله تعالى : ﴿ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ (١) يراد به الأئمّة الأربعة وانّهم من عمل محمد.

ويعتقدون بالإنجيل والقرآن ، فيختارون منهما ما يستطيعون تأويله ويتركون ما عداه ، ويقولون : إنّ القرآن أُوحي إلى سلمان الفارسي فأخذه محمد ونسبه لنفسه ويسمّونه في كتبهم المسطور المبين.

ويعتقدون أنّ الحاكم بأمر الله تجلّى لهم في أوّل سنة ( ٤٠٨ هـ ) فأسقط عنهم التكاليف من صلاة وصيام وزكاة وحجّ وجهاد وولاية وشهادة.

لدى الدروز طبقة تعرف بالمنزهين وهم عباد أهل ورع وزهد ، ومنهم من لا يتزوج ، ومن يصوم الدهر ، ومن لا يذوق اللحم ، ولا يشرب الخمر. (٢)

______________________

١. المائدة : ٩٠.

٢. محمد فريد وجدي : دائرة المعارف : ٤ / ٢٦ ـ ٢٨.

٣٤٨
 &

عقائد الدروز

وقد تناولت دائرة المعارف الإسلامية ـ بعد أن استعرضت شيئاً من أحوالهم ومواطنهم وعاداتهم وحرفهم ـ جانباً من أبرز جوانب عقيدتهم ، وهو اعتقادهم بإلوهية الحاكم ، ما هذا نصّه :

١. اعتقادهم بإلوهية الحاكم

وقد قام مذهب الدروز على فكرة أنّ الله قد تجسد في الإنسان في جميع الأزمان وهم يتصورون أنّ الله ذاته أو على الأقل القوة الخالقة تتكون من مبادئ متكثرة يصدر الواحد منها عن الآخر ويتجسد مبدأ من هذه المبادئ في الإنسان.

فالخليفة الحاكم وفقاً لهذه العقيدة يمثل الله في وحدانيته وهذا هو السبب في أنّ حمزة قد أطلق على مذهبه اسم مذهب « التوحيد » وهم يعبدون الحاكم ويسمّونه « ربنا » ويفسرون متناقضاته وقسوته تفسيراً رمزياً ، فهو آخر من تجسد فيهم الله. وهم ينكرون وفاته ويقولون إنّه إنّما استتر وسيظهر في يوم ما وفقاً للعقيدة المهدوية.

ويلي الحاكم في المرتبة خمسة أئمّة كبار تتجسد فيهم المبادئ التي صدرت عن الله :

فالأوّل : تجسيد للعقل الكلي ، وهو حمزة بن علي بن أحمد الزوزني الملقب بـ « العقل » ويرمز له بـ « الأخضر » وهو الإمام الأعظم وآدم الحقيقي.

والثاني : تجسيد للنفس الكلية وهو إسماعيل بن محمد بن حامد التميمي الملقب بـ « النفس » ويرمز له بـ « الأزرق » وهو صهر حمزة ووكيله في الدين.

والثالث : تجسيد للكلمة التي خرجت من النفس عن طريق العقل ، وهو محمد بن وهب القرشي الملقب بـ « الكلمة » ويرمز له بـ « الأحمر » وهو سفير القدرة

٣٤٩
 &

والشيخ الرضي.

والرابع : السابق وهو سلامة بن عبد الوهاب السَّمُري الملقب بـ « السابق » ويرمز له بـ « الأصفر » أو « الجناح الأيمن ».

الخامس : التالي وهو بهاء الدين أبو الحسن علي بن أحمد السموكي الملقب بـ « التالي » أو « الجناح الأيسر » ويرمز له بـ « البنفسجي » وهو آخر الحدود الخمسة وبه انغلقت الدعوة الدرزية وصارت سرية لا علنية.

ويلي هؤلاء الأئمّة الكبار آخرون أدنى منهم مرتبة موزعون على ثلاث طبقات وهم : الداعي ، والمأذون ، والمكاسر ويعرف أيضاً بالنقيب. ويعرف الداعي كذلك بالعمل ، والمأذون بالفاتح.

ومعرفة ذات الله وصفاته وتجلياته في سلسلة المبادئ المتجسدة في الأئمّة وهي عقائد هذا المذهب. وتتلخص آدابه في سبعة أركان تقوم مقام أركان الإسلام وهي :

١. حب الحقّ ( بين المؤمنين دون غيرهم ).

٢. حفظ الإخوان ( الدروز ).

٣. التبرؤ من العقيدة التي كان يدين بها الدرزي من قبل.

٤. الابتعاد عن الشيطان وعن الضالين والأبالسة.

٥. التوحيد للحاكم في كلّ عصر ومكان.

٦. الرضا عن أفعال « ربنا » الحاكم أياً كانت.

٧. الخضوع التام لإرادته كما تتجلّى في أئمته على ما هو مفهوم.

وهذه القواعد واجبة الطاعة على كلّ درزي رجلاً كان أو امرأة. (١)

وقد قام بعض الباحثين بتأليف رسالة خاصة بعقائدهم أشار فيها إلىٰ جوانب أُخرى منها ـ غير ما نقلناه آنفاً ـ وإليك نصّ المقال بتلخيص وتصرّف :

______________________

١. دائرة المعارف الإسلامية : ٩ / ٢١٧ ـ ٢١٨.

٣٥٠
 &

٢. التحريف الواضح للقرآن وانّ الأنبياء أبالسة جاءوا للظاهر

كانت عقيدة الدروز بادئ بدء تؤمن بالقرآن وانّه من العلي الأعلى كما تؤمن بالنبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبقية الأنبياء كموسى وعيسى وإبراهيم عليهم‌السلام وتجلّهم كثيراً ، لكن بعد ذلك صارت هذه العقيدة لا تؤمن بالله إلّا بالحاكم ولا بالأنبياء بل تعدهم أصل الظاهر يحرفون الناس عن الباطن والحقيقة ، واستطاع ( حمزة بن علي ) أن يجمع من متفرقات كثيرة حتى يكتب ( المصحف المنفرد بذاته ) أو كثيراً من رسائل الحكمة والتي صارت فيما بعد العقيدة الدرزية.

ويتظاهرون في المجتمع الإسلامي بأنّهم مسلمون وينسبون أنفسهم إلى الإسلام وقد يحفظون بعض آيات القرآن والتي وردت في « المصحف المنفرد بذاته » ويتظاهرون بإيمانهم بالقرآن والأنبياء ، وقد يعطون الرسائل الأربعة الأُولى لرسائل الحكمة التي وجدت على قبر الحاكم بأمر الله الفاطمي وذلك للتمويه والتظاهر بانتسابهم إلى الإسلام.

لكنّهم يؤوّلون ما جاء في ذلك إلى مبنى مباين ومغاير تماماً فالمسيح الحقّ هو حمزة ، وبسم الله الرّحمن الرّحيم هي حدود حمزة ، والجنة التوحيد ، والنار هي الشرك ، والصدق هم أنبياء الحقّ ، والكذب هم الأبالسة ويقصدون بهم الأنبياء : آدم ، ثمّ نوح ، ثمّ إبراهيم ، ثمّ موسى ، ثمّ عيسى ، ثمّ محمّد.

٣. إيمانهم بالتناسخ واعتباره مبدأً أساسياً في عقيدتهم

يؤمنون بالتقمّص حيث تنتقل روح الإنسان بعد موته إلى شخص آخر جديد وهكذا ، ويتمسّكون أمام المسلمين بقوله تعالى : ﴿ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ (١) ، ﴿ أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ (٢) ويوجد في

______________________

١. آل عمران : ٢٧.

٢. غافر : ١١.

٣٥١
 &

« المصحف المنفرد بذاته » :

« لقد كبرت فرية تخرج من أفواه الذين جحدوا إذ قالوا لن نرجع إلى خلق جديد حتى يوم الحاقة قل اخسأوا في تقلباتكم إن تقولون إلّا كذباً ».

ويعتبرون هذه الحالة وسيلة لوصول كلّ روح إلى درزي ، ويتحقق بذلك المجتمع التوحيدي : إذ يعتقدون بمحدودية عدد الأرواح ، وشرار الأرواح تتقمّص أجسام الكلاب.

ومن هنا ينطلق الدروز في الإيمان بأنّ الجسد هو الذي يموت بينما النفس تبقى خالدة والتقمّص في نظر الموحدين هو انتقال النفس بعد الموت مباشرة من جسد إنسان إلى جسد إنسان آخر والجسد هو قميص الروح وهذا القميص هو الذي يتغير عند الوفاة منتقلة إلى جسد إنسان آخر. (١)

يقول الشاعر الدرزي :

نحن الأُلىٰ هان الممات عليهم

الروح تبقى ، والقميص يُمزّقُ

٤. إسقاط التكاليف

أمّا الصلاة فهي ساقطة عنهم ، والمقصود بها هي الصلة للقلوب مع مولاهم الحاكم.

وأمّا الزكاة فتعني : توحيد المولى الحاكم وتزكية القلوب وتطهيرها.

وأمّا الصوم فباطنه الصمت لقوله لمريم : ﴿ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا (٢) ، والصوم الحقيقي هو صيانة القلوب بتوحيد المولى الحاكم.

______________________

١. محمد كرد علي : خطط الشام : ٦ / ٢٦٥.

٢. مريم : ٢٦.

٣٥٢
 &

أمّا الحج فهو معرفة المولى الحاكم والبيت هو توحيد المولى ، ويذكرون قول المنصور :

هلم اريك البيت توقن انّه

هو البيت بيت الله لا توهمنا

أبيت من الأحجار ، أعظم حرمة

أم المصطفى الهادي الذي نصب البينا

ويقصدون بالبيت هو توحيد الحاكم.

وأمّا الولاية فيقولون : إنّ الحاكم نسخها بقوله : ( لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا للذي خلقهن ) أي لا تسجدوا لعلي أو محمد ، بل للحاكم وهو المشية إن كنتم إيّاه تعبدون.

كما أنّهم من القائلين بجواز الزواج من المحارم كالأُخت وبتعدّد الزوجات وحلية شرب الخمر.

٥. تفسير الشهادتين

إنّ شهادة ( أن لا إله إلّا الله ) كلمتان دليل على السابق والتالي.

وهي أربعة فصول دليل على الأصلين والأساسين.

وهي سبع قطع دليل على النطقاء السبعة والأوصياء السبعة والأيام السبعة والسماوات السبعة والأرضين السبعة والجبال السبعة والأفلاك السبعة.

وهي ١٢ حرفاً دليل على ١٢ حجة أساسية.

وأمّا شهادة : ( محمّد رسول الله ) فهي ٣ كلمات دليل على ٣ حدود : الناطق والتالي فوقه والسابق فوق الكلي ، وهي ٦ قطع دليل على ٦ نطقاء ، وهي ١٢ حرفاً دليل على ١٢ حجة ، وكذلك السماء ١٢ برجاً و١٢ جزيرة.

٣٥٣
 &

٦. تقديسهم للعجل وإظهاره في مراسمهم واحتفالاتهم

يدعى الكثير بأنّهم من عبدة العجل ، والواضح في مراسمهم واحتفالاتهم ظهور صورة العجل ، وفي خلواتهم يذكرون العجل بشيء من التقديس والإجلال ، كما أنّهم يحرّمون قتله وأكله.

٧. تأويل غريب ومنحرف للأحاديث الإسلامية

كما أنّهم يذكرون روايات علي بن أبي طالب عليه‌السلام حول المهدي ويقولون في تأويلها المقصود به المهدي بالله ( أوّل خلفاء الدولة الفاطمية ).

ويدّعون أنّ الحاكم سيرجع في آخر الزمان ليدين العالم ويبدد أعداءه من أمام وجهه ، ويبسط ملكه على العالم ، وتسبق رجعة الحاكم رجعة حمزة ليعدَّ لمجيء الإله الحاكم ويحطم الأضداد والأبالسة المرتدين ويكسر الصلبان ، ويهدم الكعبة التي يعتبرونها « مقطرة الكفرة » يقتل علوج الضلال وقود الزنج في الأغلال ونسخ الشرائع والطرائق ، وظهور الحقائق وسبي النساء والأطفال وذبح الرجال بسيف الحاكم على يد عبده القائم الناطق حمزة بن علي ، فينصر مستجيبيه بعساكره الجرارة فيحيي كل البشر تحت رايته.

هذه هي أبرز سمات عقيدة الدروز والتي تعتبر السرية ركناً أساسياً لها خوفاً من المتطفلين كما أنّ كشفها قد يعرضها إلى إساءة فهمها ثمّ الاستهزاء بها وهذا يجر صاحبها إلى الهلكة.

كما أنّ لهذه الفرقة طقوساً خاصة بهم.

منها : الميثاق : وهو انّ كلّ من يكتمل ويصل لسن الأربعين عليه أن يعرض دينه بحضور شاهدين ويقسم ومما يقوله :

٣٥٤
 &

« آمنت بالله ربّي الحاكم ... و بجميع الحدود ... وقد سلمت نفسي وذواتي ظاهراً وباطناً ، علماً وعملاً ، وأنا أُجاهد في سبيل مولانا سراً وعلانية بنفسي ومالي وولدي ، واشهد مولاي هادي المستجيبين المنتقم من المشركين المرتدين حمزة بن علي بن أحمد من به أشرقت الشمس الأزلية ونطقت فيه وله السحب الفضلية انّني قد تبرأت وخرجت من جميع الأديان والمذاهب والمقالات والاعتقادات قديمها وحديثها ، وآمنت بما أمر به مولانا الحاكم وأقر بأنّك أنت الحاكم الإله الحقيقي المعبود والإمام الموجود جلّ ذكرك ». (١)

ومنها : الخلوة : وهي أماكن اجتماعهم في جلساتهم الدينية في ليالي الجمع ويحضرها كبارهم العقال فقط ويقودها شيخ العقل أو أكبرهم علماً. (٢)

ولعلّ ما نقلناه عن الباحثين سلط ضوءاً على جوانب من حياتهم وآدابهم وعقائدهم غير أنّ الكاتب خير الدين الزركلي ذكر في كتابه « الأعلام » اتصاله ببعض المثقفين من الدروز وأخذ عنهم شيئاً من عقائدهم ولإكمال الفائدة ننقل ما جاء في موسوعته ، قال :

كنت قد جمعت طائفة من النصوص والمصادر للرجوع إليها عند كتابة هذه الترجمة ، ومنها ما جاء في دائرة المعارف البريطانية ٨ : ٦٠٣ ـ ٦٠٦ مادة « دروز » ودائرة البستاني « دروز » وعرضتها على صديقي الشهيد « فؤاد سليم » وهو من مثقفي المنسوبين إلى المذهب الدرزي ، فقال : إنّ في الدائرتين البريطانية والبستانية أغلاطاً ، وصحّح ما أخذته عنهما منها. وأضاف من عنده زيادات مما اشتملت عليه الحاشية السابقة. وأطلعت بعد ذلك صديقي أيضاً « فؤاد حمزة » وهو من أُسرة درزية معروفة في لبنان ، وكان يومئذٍ في الرياض ـ بنجد ـ وانقطعت صلته بالعقيدة التي نشأ عليها ، كما ذكر لي مراراً ، وسألته عن رأيه في الترجمة

______________________

١. رسائل الحكمة : ١ / ٤٧ ، الرسالة رقم ٥.

٢. نقل بتصرف من رسالة فرقة الدروز ، للسيد نبيل الحيدري.

٣٥٥
 &

والحاشية ، فكتب لي : « هذا أصحّ ما كتب في الموضوع حتى الآن ، وهو في الحقيقة ما يذهب إليه الجماعة » ثمّ قال في رسالة أُخرى : « إنّ بعض الرسائل المقول إنّها لحمزة هي لغيره. وأكثر ما كتب هو من قلم علي بن أحمد السموقي الملقب ببهاء الدين. وكتب الدروز الستة هي من وضع أربعة أشخاص :

الأوّل : الحاكم نفسه ، وعدد رسائله قليل ، منها « الميثاق » و « السجل » الذي وجد معلقاً على المساجد.

والثاني : حمزة ، والرسائل التي تركها غير كثيرة.

والثالث : إسماعيل بن محمد التميمي الداعي المكنّى بصفوة المستجيبين وبالنفس ، فله بعض الرسائل ومنها شعر اسمه « شعر النفس » وهو كملحمة.

والرابع : بهاء الدين الصابري أي علي بن أحمد السموقي ، وله معظم الرسائل ، وهو الذي نشر الدعوة ووطد أركانها أكثر ممن سبقه.

وقال في رسالة ثالثة : « لا شكّ في أنّ الحسن بن هاني كان من كبار الباطنيين ، ولكنّه باطني في مبتدأ نشوء الدعوة قبل أن تدرك مبلغها الذي عرفت به في عصر الحاكم الفاطمي. ومن الواضح أنّ الحاكميين كانوا آخر من انشق عن الإسماعيلية ولذلك تجد في كتابات الفريقين مصطلحات واحدة ، كالناطق ، والأساس ، وداعي الدعاة ، والنقباء ، والمكاسرين ، والعقل ، والنفس الخ البانثيون الباطني ».

وقال في رسالة رابعة : « لقد كثر الكتاب في موضوع الإسماعيليّة والفرق الباطنية كما كثر فيه الخلط من جانب الذين كتبوا.

والموضوع من الوجهة التاريخية جدير بالعناية لأنّ هذه الفرق الباطنية هي التي أعملت معولها في بنيان الإسلام تحت ستار من الغيرة الدينية. وقد قرأت عن ذلك الكثير ولكن معظم الكتاب لم يتمكّنوا من بلوغ الهدف. إذ أنّ معرفة حقائق

٣٥٦
 &

الدعوات الباطنية لا تتيسر إلّا لمن كان مطلعاً على التاريخ الإسلامي بوقائعه الظاهرة وكان في نفس الوقت من جماعة الداخلين في العملية. وقد تكون كتابات بطرس البستاني وكتابات دائرة المعارف البريطانية مهمة ولكن كما ذكرت لك يصعب على من كتب أن يتفقه كنه الدعوة مادام لا يعرف حقيقتها السرية وتفسيراتها الداخلية. (١)

______________________

١. الأعلام : ٢ / ٢٧٩.

٣٥٧
 &

أعلام الدروز

حمزة بن علي

( ٣٧٥ ـ ٤٣٣ هـ )

حمزة بن علي بن أحمد الفارسي الحاكمي الدرزي ، من كبار الباطنية ، ومن مؤسسي المذهب الدرزي ، فارسي الأصل ، من مقاطعة زوزن ، كان قزازاً أو لبادا ، وتأدّب بالعربية وانتقل إلى القاهرة واتصل برجال الدعوة السرية من شيعة الحاكم بأمر الله الفاطمي ، فأصبح من أركانها واستمر يعمل لها في الخفاء ويواصل رفع كتبه إلى الحاكم ، حتى سنة ٤٠٨ هـ فأظهر الدعوة وجاهر بتأليه الحاكم ، وقال : إنّه رسوله ، وجعله الحاكم داعي الدعاة ولما هلك الحاكم وحل ابنه ( الظاهر لإعزاز دين الله ) محلّه سنة ٤١١ هـ فترت الدعوة ثمّ طوردت بعد براءة الظاهر منها سنة ٤١٤ هـ ، فاضطر حمزة إلى الرحيل ولحق به بعض أتباعه إلى بلاد الشام ، واستقر أكثرهم في المقاطعة التي سمّيت بعد ذلك « جبل الدروز » في سورية وسمّوا بالدروز. وحمزة عندهم أوّل الحدود الخمسة المعصومين ، ويكنّون عنه بالعقل. وله رسائل في مذهبهم والدعوة إلى الحاكم والردّ على مخالفيهم منها :

١. « الواقعة » في الرد على الفاسق النصيري.

٢. « الرضا والتسليم » وفيها ذكر الدرزي محمد بن إسماعيل وعصيانه.

٣. « التنزيه » لإظهار تنزيه الإله عن كلّ وصف وإدراك ، وفيها ذكر وزراء الدين ومضاديهم ( أبالستهم ) الخمسة.

٤. « رسالة النساء ».

٥. « الصبحة الكائنة ».

٣٥٨
 &

٦. « نسخة سجل المجتبى ».

٧. « تقليد الرضى سفير القدرة ».

٨. « تقليد المقتنى ».

٩. « مكاتبة أهل الكدية البيضاء ».

١٠. « شرط الإمام صاحب الكشف ».

١١. « التحذير والتنبيه ».

١٢. « البلاغ والنهاية ».

١٣. « سبب الأسباب والكنز لمن أيقن واستجاب ».

وقد انقطع حمزة عن الكتابة بعد رحيله إلى الشام وانقطاع الصلة بينه وبين شيعة الحاكم في مصر. (١) توفي عام ٤٣٣ هـ. (٢)

جمال الدين عبد الله التنوخي

( ٨٢٠ ـ ٨٨٤ هـ )

هو أكبر شخصية علمية بين الدروز ، ولد في عبيه سنة ٨٢٠ هـ ، وتوفي فيها في جمادى الآخرة سنة ٨٨٤ هـ ، تتلمذ على يد الشيخ أبي علي مرعى زهر الدين ، وانتقل إلى دمشق طمعاً في مزيد من العلم اثنتي عشرة سنة وبعدها عاد إلى عبيه ، يمضي وقته في التدريس والعبادة حتى أقبل عليه التلاميذ من مختلف نواحي البلاد الدرزية ، واشتهر أمره وصارت له مكانة عالية بين أكابر البلاد ومشايخها وأصبح المرجع الدرزي الوحيد لأهل عصره.

______________________

١. الزركلي : الأعلام : ٢ / ٢٧٨ ـ ٢٧٩ ، نقل بتصرف.

٢. وقد ادّعى الكاتب الدرزي صالح زهر الدين في كتابه « تاريخ الدروز » : ٣٨ ، انّ حمزة اختفى بعد غيبة الحاكم بوقت قصير في نهاية عام ٤١١ هـ.

٣٥٩
 &

ويعده الدروز اليوم قطباً من أقطاب المذهب الدرزي ، وانّ شروحه على بعض رسائل الدروز أو رسائل الحكمة الدرزية كما يطلق عليها تنال عناية وافرة لدى شيوخ العقل الدروز.

وله مصنفات كثيرة ، منها :

١. « اللغة العرباء » وهو معجم في اللغة العربية على غرار « الصحاح » للجوهري.

٢. « سياسة الأخيار في شرح كمالات النبي المختار ».

٣. « شروحات الأمير السيد » وهي مجموعة شروح على بعض الرسائل التوحيدية.

٤. رسالة من بين رسائل الدروز المائة واحدى عشرة (١) ، قام بطبعها الكاتب الدرزي عجاج يوسف نويهض ، ضمن كتابه الموسوم باسم « التنوخي الأمير عبد الله والشيخ محمد أبو هلال ».

والفصول التي طبعت هي في الموضوعات التالية :

١. في تحريم الخمر وكلّ مسكر.

٢. في طلب الاستفادة والمرشد الأمين.

٣. في النهي عن الغضب ومحقه بالاعتصام بحبل الله .

٤. في آداب جوارح البدن : اللسان ، العين ، الأُذن ، اليد ، الرجل ، البطن.

٥. في اختلاف ألوان الأطعمة.

٦. في الحركة والرياضة قبل الطعام.

٧. في آداب الزواج.

٨. في ادخار المال وإنفاقه.

______________________

١. عبد الرحمان البدوي ، مذاهب الإسلاميين : ٦٤٤ ـ ٦٤٩ ، نقل بتصرف ؛ وله ترجمة في تاريخ الدروز للدكتور صالح زهر الدين : ٢٦٨.

٣٦٠