الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - ج ٥

آية الله ناصر مكارم الشيرازي

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - ج ٥

المؤلف:

آية الله ناصر مكارم الشيرازي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مدرسة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
المطبعة: أمير المؤمنين عليه السلام
الطبعة: ١
ISBN: 964-6632-47-5
ISBN الدورة:
964-6632-53-X

الصفحات: ٦٠٦

الآية

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٢٨))

التّفسير

لا يحقّ للمشركين أن يدخلوا المسجد الحرام :

قلنا : إن واحدا من الأمور الأربعة التي بلّغها الإمام علي عليه‌السلام في موسم الحج في السنة التاسعة للهجرة ، هو أنّه لا يحق لأحد من المشركين دخول المسجد الحرام ، أو الطواف حول البيت ، فالآية محل البحث تشير إلى هذا الموضوع وحكمته ، فتقول أوّلا : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا).

وهل الآية هذه دليل على نجاسة المشرك بالمفهوم الفقهي ، أو لا؟!

هناك كلام بين الفقهاء والمفسّرين ، ومن أجل تحقيق معنى الآية يلزمنا التحقيق في كلمة «نجس» قبل كل شيء ... «النجس» على زنة «الهوس» كلمة ذات معنى مصدري ، وتأتي للتأكيد والمبالغة والوصف.

يقول الراغب في مفرداته : إنّ النجاسة والنجس يطلقان على كل قذارة ، وهي

٥٨١

على نوعين : قذارة حسية ، وقذارة باطنية.

ويقول الطبرسي في مجمع البيان : كل ما ينفر منه الإنسان يقال عنه : إنّه نجس.

فلذلك فإنّ كلمة نجس تستعمل في موارد كثيرة ـ حتى في ما لا مفهوم للنجاسة الظاهرية فيه ـ فمثلا يسمّي العرب الأمراض الصعبة المزمنة أو التي لا علاج لها بـ «النجس» كما يطلق على الشخص الشّرير ، أو الساقط خلقيا ، أو الشيخ الهرم ، أنّه نجس.

ومن هنا يتّضح أنّه مع ملاحظة ما جاء في الآية ـ محل البحث ـ لا يمكن الحكم بأنّ إطلاق كلمة نجس على المشركين تعني أن أجسامهم قذرة كقذارة البول والدم والخمر وما إلى ذلك أو لعقيدتهم «الوثنية» فهي قذارة باطنية ، ومن هنا لا يمكن الاستدلال بهذه الآية على نجاسة الكفار ، بل ينبغي البحث عن أدلة أخرى.

ثمّ تعقب الآية على ذوي النظرة السطحية الذين كانوا يزعمون بأن المشركين إذا انقطعوا عن المسجد الحرام ذهبت تجارتهم وغدوا فقراء معوزين فتقول (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ).

كما فعل ذلك سبحانه على خير وجه ، فباتساع رقعة الإسلام في عصر النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخذ سيل الزائرين يتجه نحو بيت الله في مكّة ، وما زال هذا الأمر مستمرا حتى عصرنا الحاضر حيث أصبحت مكّة في أحسن الظروف فهي بين سلسلة جبال صخرية لا ماء فيها ولا زرع ، لكنّها مدينة عامرة ، وقد صارت بإذن الله مركزا مهما للبيع والشراء التجارة.

ويضيف القرآن في نهاية الآية قائلا : (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) فكل ما يأمركم به الله فهو وفق حكمته ، وهو عليم بما سيؤول إليه أمره من نتائج مستقبلية ، وهو خبير بذلك.

* * *

٥٨٢

الآية

(قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ (٢٩))

التّفسير

مسئوليتنا إزاء أهل الكتاب :

كان الكلام في الآيات السابقة عن وظيفة المسلمين إزاء المشركين ، أمّا الآية ـ محل البحث (وما يليها من الآي) ـ فتبيّن تكليف المسلمين ووظيفتهم إزاء أهل الكتاب.

وفي هذه الآيات جعل الإسلام لأهل الكتاب سلسلة من الأحكام تعدّ حدّا وسطا بين المسلمين والكفار ، لأنّ أهل الكتاب من حيث اتّباعهم لدينهم السماوي لهم شبه بالمسلمين ، إلّا أنّهم من جهة أخرى لهم شبه بالمشركين أيضا.

ولهذا فإنّ الإسلام لا يجيز قتلهم ، مع أنّه يجيز قتل المشركين الذين يقفون بوجه المسلمين ، لأنّ الخطة تقضي بقلع جذور الشرك والوثنية من لكرة الأرضية ، غير أنّ الإسلام يسمح بالعيش مع أهل الكتاب في صورة ما لو احترم

٥٨٣

أهل الكتاب الإسلام ، ولم يتآمروا ضده ، أو يكون لهم إعلام مضاد.

والعلامة الأخرى لموافقتهم على الحياة المشتركة السلمية مع المسلمين هي أن يوافقوا على دفع الجزية للمسلمين ، بأن يعطوا كل عام إلى الحكومة الاسلامية مبلغا قليلا من المال بحدود وشروط معينة سنتناولها في البحوث المقبلة إن شاء الله.

وفي غير هذه الحال فإنّ الإسلام يصدر أمره بمقاتلتهم ، ويوضح القرآن دليل شدة هذا الحكم في جمل ثلاث في الآية محل البحث : إذ تقول الآية أوّلا : (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ).

لكن كيف لا يؤمن أهل الكتاب ـ كاليهود والنصارى ـ بالله وباليوم الآخر ، مع أننا نراهم في الظاهر يؤمنون بالله ويقرون بالمعاد أيضا؟

والجواب : لأنّ إيمانهم مزيج بالخرافات والأوهام ، أمّا في مسألة الإيمان بالمبدأ وحقيقة التوحيد ، فلأنّه :

أوّلا : يعتقد طائفة من اليهود ـ كما سنرى ذلك في الآيات المقبلة ـ أن عزيرا ابن الله ، كما يتعقد المسيحيون عامّة بألوهية المسيح والتثليث [الله والابن وروح القدس].

وثانيا : كما يشار إليه في الآيات المقبلة ، فانّ كلّا من اليهود والنصارى مشركون في عبادتهم ، ويعبدون أحبارهم ـ عمليّا ـ ويطلبون منهم العفو والصفح عن الذنب ، وهذا ممّا يختصّ به الله ، مضافا إلى تحريف الأحكام الإلهية بصورة رسمية.

وأمّا إيمانهم بالمعاد فإيمان محرّف ، لأنّ المعاد كما يستفاد من كلامهم منحصر بالمعاد الروحاني ، فبناء على ذلك فإنّ إيمانهم بالمبدأ مخدوش ، وإيمانهم بالمعاد كذلك.

ثمّ تشير الآية إلى الصفة الثّانية لأهل الكتاب ، فتقول : (وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ

٥٨٤

اللهُ وَرَسُولُهُ).

ومن الممكن أن يكون المراد من كلمة «رسوله» نبيّهم موسى أو عيسى عليهما‌السلام ، لأنّهم لم يكونوا أوفياء لأحكام دينهم ، وكانوا يرتكبون كثيرا من المحرمات الموجودة في دين موسى أو عيسى ، ولا يقتصرون على ذلك فحسب ، بل كانوا يحكمون بحليتها أحيانا.

ويمكن أن يكون المراد من «رسوله» نبيّ الإسلام محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أي إنّما أمرالمسلمون بمقاتلة اليهود والنصاري وجهادهم إيّاهم ، لأنّهم لم يذعنوا لما حرّمه الله على يد نبيّه ، وارتكبوا جميع أنواع الذنوب.

وهذا الاحتمال يبدو أقرب للنظر ، والشاهد عليه الآية (٣٣) من هذه السورة ذاتها ، وسنقف على تفسيرها قريبا ، إذ تقول : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِ).

أضف إلى ذلك حين ترد كلمة (رسوله) في القرآن مطلقة فالمراد منها النّبي (محمّد)صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

ولو سلّمنا بأنّ المراد من (رسوله) هنا نبيّهم ، فكان ينبغي أن تكون الكلمة (تثنية) أو جمعا ، كما جاء في الآية (١٣) من سورة يونس (وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) ونظير هذا التعبير في القرآن ملحوظ ويمكن أن يقال : إنّ الآية في هذه الصورة ستكون من باب تحصيل الحاصل أو توضيح الواضح ، لأن من البديهي أن غير المسلمين لا يحرمون ما حرمه الإسلام.

لكن ينبغي الالتفات إلى أنّ المراد من هذه الصفات هو بيان علة جواز جهاد المسلمين اليهود ومقاتلتهم إيّاهم. أي يجوز أن تجاهدوا اليهود والنصارى ـ لأنّهم لا يحرمون ما حرم الإسلام ارتكبوا كثيرا من الآثام ـ إذا واجهوكم وخرجوا عن كونهم أقلية مسالمة.

٥٨٥

وتذكر الآية الصفة الثّالثة التي كانوا يتصفون بها فتقول : (وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِ).

ويوجد احتمالان في هذه الجملة أيضا ، إلّا أنّ الظاهر أنّ المراد من دين الحق هو دين الإسلام المشار إليه بعد بضع آيات.

وذكر هذه الجملة بعد عدم اعتقادهم بالمحرمات الإسلامية ، هو من قبيل ذكر العام بعد الخاص ، أي أن الآية أشارت أوّلا إلى ارتكابهم لمحرمات كثيرة ، وهي محرّمات تلفت النظر كشرب الخمر والربا وأكل لحم الخنزير ، وارتكاب كثير من الكبائر التي كانت تتسع يوما بعد يوم.

ثمّ تقول الآية : إن هؤلاء لا يدينون بدين الحق أساسا ، أي أن أديانهم منحرفة عن مسيرها الأصيل ، فنسوا كثيرا من الحقائق والتزموا بكثير من الخرافات مكانها ، فعليهم أن يتقبلوا الإسلام ، وأن يعيدوا بناء أفكارهم من جديد على ضوء الإسلام وهداه ، أو يكونوا مسالمين ـ على الأقل ـ فيعيشوا مع المسلمين ، وأن يقبلوا شروط الحياة السلمية مع المسلمين.

وبعد ذكر هذه الأوصاف الثلاثة ، التي هي في الحقيقة المسوغ لجهاد المسلمين لأهل الكتاب ، تقول الآية (مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ).

وكلمة «من» في الآية بيانية لا تبعيضية ، وبتعبير آخر : إنّ القرآن يريد أن يقول : إن أهل الكتاب السابقين ـ وللأسف ـ لا يدينون بدين الحق وانحرفوا عن المعتقدات الصحيحة ، وهذا الحكم يشملهم جميعا.

ثمّ تبيّن الآية الفرق بين أهل الكتاب والمشركين في مقاتلتهم ، بالجملة التالية (حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ).

«والجزية» مأخوذة من مادة الجزاء ، ومعناها المال المأخوذة من غير المسلمين الذين يعيشون في ظلّ الحكومة الإسلامية ، وهذه التسمية لأنّها جزاء حفظ أموالهم وأرواحهم (هذا ما يستفاد من كلام الراغب في مفرداته فلا بأس

٥٨٦

بمراجعتها).

«والصاغر» مأخوذ من «الصغر» على زنة «الكبر» وخلاف معناه ، ومعناه الراضي بالذلة. والمراد من الآية أن الجزية ينبغي أن تدفع في حال من الخضوع للإسلام والقرآن.

وبتعبير آخر : هي علامة الحياة السلمية ، وقبول كون الدافع للجزية من الأقلية المحفوظة والمحترمة بين الأكثرية الحاكمة.

وما ذهب إليه بعض المفسّرين من أنّ المراد من الجزية في الآية هو تحقير أهل الكتاب وإهانتهم والسخر منهم ، فلا يستفاد ذلك من المفهوم اللغوي لكلمة الآية ، ولا ينسجم وروح تعاليم الإسلام السمحة ، ولا ينطبق مع سائر التعاليم أو الدستور الذي وصلنا في شأن معاملة الأقليات.

وما ينبغي التنويه به هنا هو أنّ الآية وإن ذكرت شرط «الجزية» من بين شروط الذمة فحسب ، إلّا أن التعبير ب (هُمْ صاغِرُونَ) إشارة إجمالية إلى سائر شروط الذمّة ، لأنّه يستفاد من هذه الجملة بأنّهم ـ مثلا ـ يعيشون في محيط إسلامي ، فليس لهم أن يظاهروا أعداء الإسلام ، ولا يكون لهم إعلام مضاد للإسلام ، ولا يقفوا حجر عثرة في رقيه وتقدمه ، وما إلى ذلك ، لأنّ هذه الأمور تتنافى وروح الخضوع والتسليم للإسلام والتعاون مع المسلمين.

ما هي الجزية؟!

تعدّ الجزية ضريبة مالية «إسلامية» وهي تتعلق بالأفراد لا بالأموال ولا بالأراضي ، أو بتعبير آخر : هي ضريبة مالية سنوية على الرؤوس.

ويعتقد بعضهم أنّها ليست من أصل عربي ، بل هي فارسية قديمة وأصلها «كزيت» ومعناها الأموال التي تؤخذ للدعم العسكري ، أو ما يصطلح عليه في عصرنا بـ «المجهود الحربي». لكن الكثير يعتقدون أن هذه الكلمة «الجزية»

٥٨٧

عربية خالصة.

وكما ذكرنا آنفا فهي مأخوذة من الجزاء ، لأنّ الضريبة التي تدفع ، إنّما هي جزاء الأمن الذي توفره الحكومة الإسلامية للأقليات المذهبية.

والجزية ، كانت قبل الإسلام ، ويعتقد بعضهم أن أوّل من أخذ الجزية هو كسرى أنوشروان الملك الساساني ، ولو لم نسلّم بأنّه الأوّل فلا أقل من أن أنوشروان كان يأخذ من أبناء وطنه الجزية ، وكان يأخذ ممن لم يكن موظفا في الدولة وعمره أكثر من عشرين عاما وأقل من خميس عاما ، مبلغا سنويا يتراوح بين ١٢ و ٨ و ٦ و ٤ درهم ، على أنّه ضريبة سنوية على كل فرد.

وذكروا أن فلسفة هذه الضرائب أو حكمتها هي الدفاع عن موجودية الوطن واستقلاله وأمنه ، وهي وظيفة عامّة على جميع الناس ، فبناء على ذلك متى ما قام جماعة فعلا بالمحافظة على الوطن ولم يستطع الآخرون أن يجندوا أنفسهم للدفاع عن الوطن ، لأنّهم يكتسبون ويتّجرون ـ مثلا ـ فإن على الجماعة الثّانية أن تقوم بمصارف المقاتلين فتدفع ضرائب سنوية للدولة.

وما لدينا من القرائن يؤيد فلسفة الجزية ... سواء قبل الإسلام أو بعده.

فمسألة السنّ في من يعطي الجزية في عصر أنوشروان الذي ذكرناه آنفا «وهي أنّ الجزية تقع على من عمره عشرون عاما إلى خميس عاما» دليل واضح على هذا المطلب ، لأنّ أصحاب هذه المرحلة ، من العمر كانوا قادرين على حمل السلاح والمساهمة في الحفاظ على أمن البلاد ، إلّا أنّهم كانوا يدفعون الجزية لأعمالهم وكسبهم.

والشاهد الآخر على ذلك أنّه لا تجب الجزية «في الإسلام» على المسلمين ، لأنّ الجهاد واجب عليهم جميعا ، وعند الضرورة يجب على الجميع أن يتجهوا نحو ساحات القتال ليقفوا بوجه العدوّ ، إلّا أنّه لما كانت الأقليات المذهبية في حلّ من أمر الجهاد ، فعليها أن تدفع المال مكان الجهاد ، ليكون لهم نصيب في

٥٨٨

الحفاظ على أمن الوطن الذي يتمتعون بالحياة فيه.

ثمّ إن سقوط الجزية عن الأطفال والشيوخ والمقعدين والنساء والعمي ، دليل آخر على هذا الموضوع.

ممّا ذكرناه يتّضح أن الجزية إعانة مالية فحسب ، يقدمها أهل الكتاب إزاء ما يتحمله المسلمون من مسئولية في الحفاظ عليهم وعلى أموالهم.

فبناء على ذلك فإنّ من يزعم أنّ الجزية نوع من أنواع حق التسخير ، لم يلتفت إلى روحها وحكمتها وفلسفتها ، وهي أن أهل الكتاب متى دخلوا في أهل الذمة فإنّ الحكومة الإسلامية يجب عليها أن ترعاهم وتحافظ عليهم وتمنعهم من كل أذى أو سوء. وهكذا فإنّ أهل الذمة عند دفعهم الجزية ، بالإضافة إلى التمتع بالحياة مع المسلمين في راحة وأمان فليس عليهم أي تعهد من المساهمة في القتال مع المسلمين وفي جميع الأمور الدفاعية ـ ويتّضح أن مسئوليتهم إزاء الحكومة الإسلامية أقل من المسلمين بمراتب.

أي أنّهم يتمتعون بجميع المزايا في الحكومة الإسلامية بدفعهم مبلغا ضئيلا ، ويكونون سواء هم والمسلمون. في حين أنّهم لا يواجهون الأخطار ومشاكل الحرب.

ومن الادلة التي تؤيد فلسفة هذا الموضوع ، أنّه في المعاهدات التي كانت ـ في صدر الإسلام بين المسلمين وأهل الكتاب في شأن الجزية ، تصريح بأنّ على أهل الكتاب أن يدفعوا الجزية ، وفي قبال ذلك على المسلمين أن يمنعوهم (أي يحفظوهم) وأن يدافعوا عنهم إذا داهمهم العدو الخارجي.

وهذه المعاهدات كثيرة ، ونورد مثلا منها ، وهي المعاهدة التي تمت بين خالد بن الوليد مع المسيحيين الذين كانوا يقطنون حول «الفرات» :

٥٨٩

نص كتاب المعاهدة :

«هذا كتاب من خالد بن الوليد لصلوبا بن نسطونا وقومه ، إني عاهدتكم على الجزية والمنعة ، فلك الذّمة والمنعة ، وما منعناكم فلنا الجزية وإلّا فلا ، كتب سنة اثنتى عشرة في صفر» (١).

والذي يسترعي النظر هو أننا نقرأ في هذه المعاهدة وأمثالها أنّه متى ما قصّر المسلمون في الحفاظ على أهل الذمة أو لم يمنعوهم ، فالجزية تعاد إليهم أو لا تؤخذ منهم عندئذ أصلا.

وينبغي الالتفات إلى أنّ الجزية ليس لها مقدار معين وميزانها بحسب استطاعة من تجب عليهم ، غير أنّ المستفاد من التواريخ أنّها عبارة عن مبلغ ضئل قد لا يتجاوز الدينار (٢) في السنة ، وربّما قيد في المعاهدة أن على دافعي الجزية أن يدفعوا بمقدار استطاعتهم جزية.

ومن جميع ما تقدم ذكره يتّضح أنّ جميع ما أثير من شبهات أو إشكالات في هذا الصدد ، باطل لا اعتبار له ، ويثبت أن هذا الحكم الإسلامي حكم عادل ومنصف.

* * *

__________________

(١) نقلا عن تفسير المنار ، ج ١٠ ، ص ٢٩٤.

(٢) من المناسب أن أشير إلى أن المقصود بالدينار ليس هو الدينار المتعارف بينا كالدينار العراقي أو الدينار الأردني أو الدينار الكويتي وهلّم جرا ، بل هو الدينار الذهبي الذي يعادل مثقالا ونصف أو أدنى من ذلك بقليل.

٥٩٠

فهرس الموضوعات

تفسيرالآات : ٢٦ ـ ٢٧....................................................... ٥

إنذار إلى كل أبناء آدم......................................................... ٥

نزول اللباس.................................................................. ٧

اللباس في الماضي والحاضر...................................................... ٨

ما هو المقصود من الفحشاء................................................... ١٥

تفسيرالآتان : ٢٩ ـ ٣٠..................................................... ١٦

بحثان

١ ـ ما المقصود من «أقيموا وجوهكم».......................................... ١٧

٢ ـ أقصرالأدلة على المعاد..................................................... ١٨

تفسيرالآتان : ٣١ ـ ٣٢..................................................... ٢٠

الزّنة والتّجمل من وجهة نظرالإسلام............................................ ٢٣

توصية صحية هامّة.......................................................... ٢٥

تفسيرالآة : ٣٣............................................................ ٢٧

المحرمات الإلهية.............................................................. ٢٧

تفسيرالآة : ٣٤............................................................ ٣٠

لكل أمّة أجل............................................................... ٣٠

٥٩١

الرّد على الخطأ.............................................................. ٣١

تفسيرالآتان : ٣٥ ـ ٣٦..................................................... ٣٣

تعلم آخرلأبناء آدم.......................................................... ٣٣

رد على سفّسطة أخرى....................................................... ٣٤

تفسيرالآة : ٣٧............................................................ ٣٥

تفسيرالآتان : ٣٨ ـ ٣٩..................................................... ٣٨

تنازع القادة والاتباع في جهنم.................................................. ٣٨

تفسيرالآتان : ٤٠ ـ ٤١..................................................... ٤٢

تفسرالأيتان : ٤٢ ـ ٤٣..................................................... ٤٥

الطّمأنينة الكاملة والسّعادة الخالدة............................................. ٤٥

لماذا عبّربالإرث.............................................................. ٤٨

تفسيرالآتان : ٤٤ ـ ٤٥..................................................... ٥٠

من هوالمُؤذّن والمنادي......................................................... ٥٢

تفسيرالآات : ٤٦ ـ ٤٩..................................................... ٥٥

الآعراف معبر مهم إلى الجنّة................................................... ٥٥

من هم أصحاب الأعراب..................................................... ٥٨

تفسيرالآتان : ٥٠ ـ ٥١..................................................... ٦٣

نِعَم الجنّة حرام على أهل النّار................................................. ٦٣

بحوث

تفسيرالآتان : ٥٢ ـ ٥٣..................................................... ٦٦

تفسرالآة : ٥٤............................................................ ٦٩

هل خلق العالم في ستّة أيّام.................................................... ٦٩

لماذا لم يخلق الله العالم في لحظة واحدة........................................... ٧٢

٥٩٢

ما هو العرش................................................................ ٧٣

ما هو «الخلق» و «الأمر».................................................... ٧٥

تفسيرالآتان : ٥٥ ـ ٥٦..................................................... ٧٨

شروط استجابة الدعاء....................................................... ٧٨

تفسيرالآتان : ٥٧ ـ ٥٨..................................................... ٨٢

لابد من المرب والقابلّة....................................................... ٨٢

تفسيرالآات : ٥٩ ـ ٦٤..................................................... ٨٥

رسالة نوح أوّل الرّسل من أولي العزم............................................ ٨٥

تفسيرالآات : ٦٥ ـ ٧٢..................................................... ٩١

لمحة عن قصّة قوم هود........................................................ ٩٢

تفسيرالآات : ٧٣ ـ ٧٩..................................................... ٩٨

قصة قوم صالح وما فيها من عبر............................................... ٩٩

بأيّ شيء أهلك قوم ثمود................................................... ١٠٣

تفسيرالآات : ٨٠ ـ ٨٤................................................... ١٠٥

مصر قوم لوط المؤلم........................................................ ١٠٥

تفسيرالآات : ٨٥ ـ ٨٧................................................... ١١٠

رسالة شعيب في مدين...................................................... ١١٠

تفسيرالآات : ٨٨ ـ ٨٩................................................... ١١٥

تفسرالآات : ٩٠ ـ ٩٣................................................... ١١٨

تفسرالآات : ٩٤ ـ ٩٥................................................... ١٢١

إذ لم تنفع المواعظ.......................................................... ١٢١

تفسيرالآات : ٩٦ ـ ١٠٠.................................................. ١٢٤

التقّدم والعمران ف ظل الإيمان والتقوى....................................... ١٢٤

٥٩٣

بحوث

١ ـ بركات الأرض والسماء.................................................. ١٢٥

٢ ـ معنى «البركات»....................................................... ١٢٦

٣ ـ ماذا يعني «الأخذ»..................................................... ١٢٦

٤ ـ المفهوم الواسع للآة..................................................... ١٢٧

جواب على سؤال.......................................................... ١٣١

تفسيرالآتان : ١٠١ ـ ١٠٢................................................ ١٣٤

تفسرالآات : ١٠٣ ـ ١٠٨................................................ ١٣٧

المواجهة بين موسى وفرعون.................................................. ١٣٧

هل يمكن قلب العصا إلى حية عظيمة........................................ ١٤٢

تفسيرالآات : ١٠٩ ـ ١١٢................................................ ١٤٥

بدء المواجهة............................................................... ١٤٥

تفسيرالآات : ١١٣ ـ ١٢٢................................................ ١٤٨

کف انتصرالحق ف النهاة.................................................. ١٤٨

بحوث

١ ـ المشهد العجيب لسحرالسّاحرين.......................................... ١٥١

٢ ـ الإستفادة من السلاح المشابه............................................ ١٥٢

تفسيرالآات : ١٢٣ ـ ١٢٦................................................ ١٥٧

التّهديدات الفرعونية الجوفاء................................................. ١٥٧

الاستقامة الواعية........................................................... ١٦٢

تفسيرالآات : ١٢٧ ـ ١٢٩................................................ ١٦٤

سؤال..................................................................... ١٦٦

٥٩٤

جواب.................................................................... ١٦٦

تفسيرالآتان : ١٣٠ ـ ١٣١................................................ ١٧٠

العقوبات التنبهة.......................................................... ١٧٠

التفاؤل والتشاؤم (الفأل والطيرة)............................................. ١٧٣

تفسيرالآتان : ١٣٢ ـ ١٣٣................................................... ١٧٦

النوائب المتنوعة............................................................ ١٧٦

تفسيرالآات : ١٣٤ ـ ١٣٦................................................ ١٧٦

نقض العهد المتكرر......................................................... ١٨٠

تفسيرالآة : ١٣٧......................................................... ١٨٤

قوم فرعون والمصيرالمؤلم...................................................... ١٨٤

تفسيرالآات : ١٣٨ ـ ١٤١................................................ ١٨٧

الاقتراح على موسى يصنع الوثن............................................. ١٨٧

بحوث

١ ـ الجهل منشأ الوثنية...................................................... ١٨٨

٢ ـ أرضية الوثنية عند بني إسرائيل............................................ ١٩٠

٣ ـ الكفرة بالنعم في بني إسرائيل............................................. ١٩٠

تفسيرالآة : ١٤٢......................................................... ١٩٣

المعياد الكبير.............................................................. ١٩٣

بحوث

١ ـ لماذا التفكيك بين الثلاثين والعشر........................................ ١٩٤

٢ ـ كيف نصب موسى عليه السلام هارون قائداً وإماما......................... ١٩٥

٣ ـ لماذا طلب موسى عليه السلام من أخيه الإصلاح وعدم اتّباع المفسدين........ ١٩٥

٤ ـ ميقات واحد أومواقيت متعددة........................................... ١٩٦

٥٩٥

٥ ـ حديث المنزلة.......................................................... ١٩٧

أسانيد حديث المنزلة....................................................... ١٩٧

حديث المنزلة في سبعة مواضع................................................ ٢٠٠

محتوى حديث المنزلة........................................................ ٢٠٢

أسئلة حول حديث المنزلة................................................... ٢٠٢

تفسيرالآة : ١٤٣......................................................... ٢٠٦

المطالبة برؤية الله........................................................... ٢٠٦

بحوث

١ ـ لماذا طلب موسى رؤية الله............................................... ٢٠٧

٢ ـ هل يمكن رؤية الله أساساً................................................ ٢٠٨

٣ ـ ما هو المراد من تجلّي الله................................................. ٢٠٩

٤ ـ مم تاب موسى عليه السلام.............................................. ٢١١

٥ ـ الله غيرقابل للرؤية مطلقاً................................................. ٢١١

تفسيرالآتان : ١٤٤ ـ ١٤٥................................................ ٢١٣

ألواح التوراة................................................................ ٢١٣

بحوث

١ ـ نزول الألواح على موسى................................................. ٢١٤

٢ ـ كيف كلّم الله موسى.................................................... ٢١٥

٣ ـ عدم وجوب جميع تعاليم الألواح.......................................... ٢١٥

٤ ـ هل في الألواح تعاليم حسنة وأخرى غيرحسنة............................... ٢١٦

تفسيرالآتان : ١٤٦ ـ ١٤٧................................................ ٢١٨

مصرالمتکبرن.............................................................. ٢١٨

تفسرالآتان : ١٤٨ ـ ١٤٩................................................ ٢٢١

٥٩٦

اليهود وعبادتهم للعجل..................................................... ٢٢١

كيف كان للعجل الذهبي خوار.............................................. ٢٢٣

تفسيرالآتان : ١٥٠ ـ ١٥١................................................ ٢٢٦

ردة فعل شديدة تجاه عبادة العجل............................................ ٢٢٦

مقاربة بين تواريخ القرآن والتوراة الحاضرة....................................... ٢٣٠

تفسيرالآات : ١٥٢ ـ ١٥٤................................................ ٢٢٣

جواب على سؤالين......................................................... ٢٣٤

تفسيرالآتان : ١٥٥ ـ ١٥٦................................................ ٢٣٦

مندوبو بني إسرائيل في الميقات............................................... ٢٣٦

تفسيرالآة : ١٥٧......................................................... ٢٤٣

اتبعوا هذا النّبي............................................................. ٢٤٣

بحوث

١ ـ خمسة أدلة على النبّوة في آة واحدة....................................... ٢٤٦

٢ ـ كيف كان النبّي أميّا..................................................... ٢٤٧

٣ ـ البشارات بظهورالنبّي في العهدين.......................................... ٢٥٠

تفسيرالآة : ١٥٨......................................................... ٢٥٣

دعوة النّبي العالميّة.......................................................... ٢٥٣

تفسيرالآتان : ١٥٩ ـ ١٦٠................................................ ٢٥٦

جانب من نعم الله على بني إسرائيل.......................................... ٢٥٦

تفسيرالآتان : ١٦١ ـ ١٦٢................................................ ٢٦٠

ماه «حطّة» وماذا تعني................................................... ٢٦١

تفسيرالآات : ١٦٣ ـ ١٦٦................................................ ٢٦٣

قصّة فيها عبرة............................................................. ٢٦٣

٥٩٧

بحوث

١ ـ كيف ارتكبوا هذه المعصية................................................ ٢٦٧

٢ ـ من هم الذين نجوا...................................................... ٢٦٨

٣ ـ هل أن كلا الفريقين عوقبوا بعقاب واحد................................... ٢٦٩

٤ ـ هل المسخ كان جسمانياً أو روحانياً....................................... ٢٦٩

٥ ـ المخالفة تحت غطاء الحيلة الشّرعية........................................ ٢٧٢

٦ ـ أنواع الإبتلاء الإلهي المختلفة............................................. ٢٧٣

تفسيرالآتان : ١٦٧ ـ ١٦٨................................................ ٢٧٤

تفرق الهود وتشتتهم....................................................... ٢٧٤

تفسرالآتان : ١٦٩ ـ ١٧٠................................................ ٢٧٤

تفسيرالآة : ١٧١......................................................... ٢٨٢

آخرکلام حول الهود....................................................... ٢٨٢

أسئلة وأجوبة.............................................................. ٢٨٣

تفسيرالآات : ١٧٢ ـ ١٧٤................................................ ٢٨٦

العهد الأول وعالم الذّر..................................................... ٢٨٦

عالم الذر في الرّوايات الإٍسلامية.............................................. ٢٩١

تفسيرالآات : ١٧٥ ـ ١٧٨................................................ ٢٩٣

العالم المنحرف «بلعم بن باعوراء»............................................ ٢٩٥

تفسيرالآات : ١٧٩ ـ ١٨١................................................ ٢٩٩

علائم أهل النّار........................................................... ٢٩٩

لماذا هم كالأنعام........................................................... ٣٠٢

بحوث

١ ـ ما هي الأسماء الحسنى................................................... ٣٠٤

٥٩٨

٢ ـ الأمة الهداة............................................................ ٣٠٨

٣ ـ اسم الله الأعظم........................................................ ٣٠٩

تفسيرالآتان : ١٨٢ ـ ١٨٣................................................ ٣١١

الإستدراج................................................................. ٣١١

تفسيرالآات : ١٨٤ ـ ١٨٦................................................ ٣١٥

سبب النزول.............................................................. ٣١٥

التهم والأباطيل............................................................ ٣١٦

تفسيرالآة : ١٨٧......................................................... ٣١٩

سبب النزول.............................................................. ٣١٩

أيّان يوم القيامة............................................................ ٣١٩

تفسيرالآة : ١٨٨......................................................... ٣٢٢

سبب النزول.............................................................. ٣٢٢

لايعلم الغيب إلا الله....................................................... ٣٢٢

ملاحظة.................................................................. ٣٢٥

ألم يكن النّبي صلى الله عليه وآله علم الغب.................................. ٣٢٥

تفسرالآات : ١٨٩ ـ ١٩٣................................................ ٣٢٧

جحد نعمة عظمى......................................................... ٣٢٧

الجواب على سؤال مهم..................................................... ٣٢٨

رواية مجمولة............................................................... ٣٣١

تفسيرالآتان : ١٩٤ ـ ١٩٥................................................ ٣٣٣

تفسرالأيات : ١٩٦ ـ ١٩٨................................................ ٣٣٦

المعبودات التي لا قيمة لها.................................................... ٣٣٦

تفسيرالآات : ١٩٩ ـ ٢٠٣................................................ ٣٣٨

٥٩٩

وساوس الشطان........................................................... ٣٣٨

أجمع آة أخلاقية.......................................................... ٣٤٠

تفسيرالآات : ٢٠٤ ـ ٢٠٦................................................ ٣٤٥

واذا قرىء القرآن فاستمعوا وانصتوا............................................ ٣٤٥

سورة الأنفال

نظرة خاطفة إلى محتويات هذه السورة......................................... ٣٥٣

تفسيرالآة : ١............................................................ ٣٥٥

سبب النزول.............................................................. ٣٥٥

ماهي الأنفال.............................................................. ٣٥٦

ملاحظات

تفسيرالآات : ٢ ـ ٤....................................................... ٣٦١

خمس صفات خاصّة بالمؤمنين................................................ ٣٦١

تفسيرالآتان : ٥ ـ ٦....................................................... ٣٦٤

تفسرالآتان : ٧ ـ ٨....................................................... ٣٦٦

غزوة بدرأول مواجهة مسلحة بين الإسلام والكفر............................... ٣٦٦

تفسيرالآات : ٩ ـ ١٤..................................................... ٣٧٥

دروس مفيدة من ساحة المعركة............................................... ٣٧٦

هل قاتلت الملائكة......................................................... ٣٧٧

تفسيرالآات : ١٥ ـ ١٨................................................... ٣٨١

الفرارمن الجهاد ممنوع........................................................ ٣٨١

تفسرالأية : ١٩........................................................... ٣٨٧

تفسيرالآات : ٢٠ ـ ٢٣................................................... ٣٨٩

٦٠٠