دليل البلاغة الواضحة

علي الحازم ومصطفى أمين

دليل البلاغة الواضحة

المؤلف:

علي الحازم ومصطفى أمين


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار المعارف
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٥٨

الإجابة عن تمرين (٦) صفحة ٤٥ من البلاغة الواضحة

يقول إن وفاة المرثىّ أثرت فيه فأوهنت من قوته وسلبته ما كان فيه من عزّ ومنعة ، حتى لقد أصبح لا يغنى فى الشدائد كما لا يغنى الغمد وقت القتال وقد خلا من السيف ؛ ولقد صار من فرط حزنه ويأسه يميل إلى العزلة ووحدة ولا يلقى الناس إلّا مضطرّا ، فهو كالوحوش تنفر بطبيعتها من الأنسان وقد يضطرها الجوع الشديد إلى غشيان منازله.

أما منشأ الحسن فى البيتين فيرجع إلى التشبيهين البديعين اللذين ساقهما المدلالة على ما كان لوفاة إسمعيل من الأثر فى نفسه ، فإنه فى البيت الأول شبه نفسه بعد وقوع المصاب بغمد فارقه سيفه وقت الفزع ، وهو تشبيه يدل دلالة واضحة على أنه أصبح ضعيفا قليل النفع والغناء.

وفى البيت الثانى شبّه حاله بعد وفاة إسماعيل فى نفوره من الناس وزهده فى لقائهم ، بحال الوحش تنفر بطبيعتها من الإنسان ولا ترضى العيش بجانبه إلا إذا أضرّ بها الجوع ومسّها الضر ، وهو تشبيه يريك كيف حالت حاله وتغيّرت طباعه بوقوع هذا المصاب.

الإجابة عن تمرين (٧) صفحة ٤٥ من البلاغة الواضحة

كانوا آمنين مطمئنين ، فدهمهم سيل جارف غمر مساكنهم فصدّع بنيانها وزعزع أركانها ، حتى صارت كأنها السفن المحطّمة فى البحر الهائج المضطرب ، ولو رأيتهم وقد أشرفوا على الخطر فخرجوا مذعورين يحملون أطفالهم والسيل يقفو آثارهم ، لخلتهم قطيعا يطارده الصيادون وقد أخذ منه الجهد ونهكه الإعياء.

٢١

التشبيه الضمني

الإجابة عن تمرين (١) صفحة ٤٨ من البلاغة الواضحة

٢٢

الإجابة عن تمرين (٢) صفحة ٤٩ من البلاغة الواضحة

(١) يشبه أبو العتاهية من يرجو النجاة من عذاب الآخرة ولا يسلك مسالكها بسفينة تحاول الجرى على اليبس ؛ والتشبيه هنا ضمنىّ لأنه لم يصرح فيه بذكر الطرفين على صورة من صور التشبيه المعروفة.

(٢) ا ـ «حبر أبى حفص لعاب الليل» تشبيه صريح للتصريح فيه بطرفى التشبيه ، بليغ لحذف الأداة ووجه الشبه.

ب ـ «كأنّه ألوان دهم الخيل» تشبيه صريح ، مرسل لذكر الأداة ، مجمل لحذف وجه الشبه.

ح ـ «يجرى إلى الأخوان جرى السّيل» تشبيه صريح بليغ.

(٣) يشبه الشاعر حال المحبوبة إذا نظرت وإذا أعرضت ، بحال السهام تؤلم إذا وقعت وتؤلم إذا نزعت ؛ والتشبيه هنا ضمنيّ لأنه لم يأت على صورة من صورة المعروفة.

(٤) تشبيه صريح ، بليغ لحذف الأداة ووجه الشبه.

(٥) يشبه البخترىّ أخلاق ممدوحه تزداد حسنا فى نظر الأنسان لوجودها فى جوار أخلاق وضيعة لأقوام لا فضل فيهم ولا مجد لهم ، بحال الكواكب العظام تزداد تلألؤا فى الليل البهيم ، وهو تشبيه ضمنىّ لأنه لم يصرّح فيه بطرفى التشبيه على صورة من صوره المعروفة.

الإجابة عن تمرين (٣) صفحة ٤٩ من البلاغة الواضحة

(١) إن الحسود فى موته كمدا بسبب صبرك عنه وقلّة جزعك لما ينالك من أذاه ، مثل النار يأكل كل بعضها بعضا إذا لم تجد وقودا.

(٢) إن احتجابك عنى يزيد آمالى فى عطائك كالسماء يرجى مطرها حين تحتجب بالغمام.

٢٣

(٣) أنت وقد فقت الأنام مع أنّك منهم ، مثل المسك فاق دم الغزال وهو منه.

(٤) أنت فى تعذّر انتقالك عن المنزلة السامية التى كسبتها بجدّك ، مثل الأقمار لا تخرج عن هالاتها.

(٥) أنت وقد تولّى الله حفظك ورفع منزلتك فلم تصل إليك سهام أعاديك ، مثل القمر يخطىء كلّ من أراد أن يرميه بسهم ، وذلك لأنه أرفع محلّا من أن يبلغه سهم راميه.

(٦) ليس بعجيب أن تسبق الناس جميعا فى سبيل المجد والشرف ، فإنك كالجواد العربىّ الكريم لا يجاريه غيره من أنواع الجياد.

الإجابة عن تمرين (٤) صفحة ٥١ من البلاغة الواضحة

(١) لا تعجب من الخمر تنزل صفراء من فم الإبريق يعلوها فى أثناء انصبابها الحباب الأبيض ، «فالدّر يتحدّر فى سلك من الذهب».

(٢) يأتى الليل بظلمته ، وتجرى النجوم فى مجرّته ، فيهرك هذا المنظر وما هو بالمنظر الغريب ، «فالرّوض تطفو على نهر أزاهره».

(٣) إن ثار الغبار وقت القتال فارتفع فوق الرءوس وأظلم به الجو واهتزت فى أثنائه السيوف ، فما ذاك بعجيب «فالليل تتهاوى كواكبه».

الإجابة عن تمرين (٥) صفحة ٥١ من البلاغة الواضحة

(١) لقد ظهر الحق بعد خفائه ولا بدع فالشمس يحجبها الغمام حينا ثم تبرز من وراء السّحب.

(٢) إن تظهر المصائب فضل الكريم ، فالنار تزيد الذّهب نقاء.

(٣) إذا وعد الكريم ثم أعطى ، فالبرق يعقبه المطر.

(٤) خرجت الكلمة من فيه ولم يستطع ردّها ، ولا عجب فالسهم يخرج من قوسه فيتعذّر ردّه.

٢٤

الإجابة عن تمرين (٦) صفحة ٥١ من البلاغة الواضحة

(١) إن رأقنى من الحديقة خضرتها وانتشار النّور والأزهار فى جنباتها ، فقديما راقنى منظر السماء وانتشار النجوم فى أديمها.

(٢) لا تعجب للطيارة تحلّق فى الجوّ فالنّسر مسكنه السماء.

الإجابة عن تمرين (٧) صفحة ٥١ من البلاغة الواضحة

يقول : وا حسرتاه على دلائل الفضل وأمارات النّبل التى ظهرت فى هذين الطفلين! فقد تقضّت وأذن الله فى زوالها وهى فى أول نشأتها ومهد طفولتها ، وكم تمنّيت لو أمهلها الله حتى ترعرعت واستكمنت نماءها وأصبحت أخلاقا قوية وطباعا مكينة ، فقد كان ذلك متوقّعا لها ومقدّرا فيها ، ولا عجب فالهلال متى بدا وأخذ ينمو توقّع الناس تمامه وأيقنوا أنه سيصير بدرا كاملا.

وفى هذين البيتين تشبيه ضمنىّ ، فقد شبه الشاعر حال دلائل الفضل والنّبل التى بدت فى الطفلين وما كان يقدّر لها من النّمو والتحوّل إلى طباع راسخة وأخلاق قوية لو أن الدهر أبقى عليها ، بحال الهلال يبدو صغيرا فيراه الرائى فيوقن أنه سيتم ويصير نذرا كاملا.

أغراض التشبيه

الإجابة عن تمرين (١) صفحة ٥٦ من البلاغة الواضحة

(١) الغرض من التشبيه بيان إمكان المشبه ، لأن الشاعر لما وصف ممدوحه بالدنوّ ثم بالعلوّ وكان فى ذلك مظنّة تناقض أتى بالشبيه ليدل على أن ذلك ممكن.

(٢) الغرض من التشبيه فى قوله «سكنت سواد القلب إذ كنت شبهه» تزيين المشبه ، لأن الشاعر شبّه حبيبته بحبة القلب السوداء وهى مناط الحياة فى الإنسان.

٢٥

(٣) الغرض تقرير حال المشبه ، لأن ظهور فضل العالم مع تعمّده إخفاءه ، يحتاج إلى التّثبيت والإيضاح بالمثال الحسّىّ.

(٤) يشبه الشاعر حاله مع ليلى فى أنه كلما دنا منها بعدت عنه ، بحال القابض على الماء يحاول إمساكه فيسيل ويخرج من بين أصابعه ، والغرض من هذا التشبيه تقرير حال المشبه.

(٥) الغرض هنا تقبيح المشبه ، لأن قهقهه القرد ولطم العجوز مستكرهان تنفر منهما النفس.

(٦) فى البيتين تشبيهان ، أولهما فى قوله «لى منزل كوجار الضّبّ» وثانيهما فى قوله «أراه قالب جسمى» ، والغرض من التشبيه الأول تقبيح المشبه ، ومن الثانى بيان حاله من حيث الضيق والسعة.

(٧) يشبه الشاعر حال الماء ترجرج بفعل الريح وسطعت فوقه أشعة الشمس بحال درع موّجت بالذهب ؛ والغرض من هذا التشبيه تزيين المشبه وإظهاره فى حال تبهج النفس وتسر الخاطر.

(٨) شبه الشاعر خادمه فى البيت الأول بالولد فى الإخلاص وصدق المحبة ، وشبّهه فى البيت الثانى باليد والذّراع والعضد فى كثرة النّفع وحسن المعاونة ، والغرض من التشبيهين تزيين المشبه ، لأن الناس اعتادوا وصف العبيد باللؤم والخسّة.

(٩) الغرض من التشبيهات الثلاثة التى جاءت فى البيت الثانى تحسين المشبه وتزيينه ، إذ ضياء النهار ووضح اللؤلؤ وثغر الحبيب أمور مستحسنة تكسب المشبه وهو الشّيب حسنا.

والغرض من التشبيه فى قوله «كعيش الأديب» تقبيح المشبه ، لأن الأدباء جزوا من قديم الزمان على وصف عيش الأديب بأنه ضنك يحيط به البؤس والشقاء.

٢٦

(١٠) الغرض من التشببهات الثلاثة فى البيتين تقبيح المشبه.

(١١) الغرض من التشبيهات الثلاثة فى قوله «كأنه جزء لا يتجزّأ من ليل ، أو نقطة مداد ، أو سويداء فؤاد» بيان مقدار حال المشبه ، لأن الكاتبت لما وصف البرغوث فى صدر كلامه بالسواد أراد أن يبين لنا مقدار هذا السواد.

الإجابة عن تمرين (٢) صفحة ٥٨ من البلاغة الواضحة

(١) كأن النمر أسد فى صولته وشدة فتكه.

(٢) كأن الكرة الأرضية برتقالة فى الاستدارة.

(٣) تناول المريض دواء مرّا كأنه العلقم.

(٤) خلت النار وقد شبّت فى المنزل جهنم انتقلت إلى الأرض.

(٥) الرجل الطائش يرمى نفسه فى المهالك ولا يدرى ، كالفراش يلقى نفسه على النار.

(٦) فلان يعيش فى ظلام الباطل ويؤذيه نور الحق ، كالخفاش يعيش فى الظلام ويضرّ به النور.

(٧) حرب ضروس أثارتها كلمة ، وهل معظم النار إلا من مستصغر الشرر.

(٨) فلان يتعب فى صغره ليستريح فى كبره ، كذاك النملة تنصب فى جمع قوتها فى الصيف لتستريح فى الشتاء.

(٩) كلب كأنه الصاحب الأمين.

(١٠) الشيخوخة نضج ثمار الحياة.

(١١) الصيف نار جهنم.

(١٢) الشتاء شبح ترتعد لهوله فرائض الفقراء والبائسين.

٢٧

الإجابة عن تمرين (٣) صفحة ٥٩ من البلاغة الواضحة

التجأنا من شدة الحرّ اللافح إلى واد مخصب جادته الأمطار ، فاستظللنا بأشجاره العظيمة ، فحنت علينا غصونها كما تحنو الأم الرّءوم على طفل قريب العهد بالفطام ، وشربنا من نميره العذب زلالا كان ألذّ من الخمر يحتثيها جماعة الشاربين فى مجالس اللهو والسرور.

والغرض من التشبيه فى قوله «حنا علينا حنوّ المرضعات على الفطيم» إمّا بيان مقدار حال المشبه ، لأن الشّعر يفهم منه أن الوادى أنقذهم من الهجير بظله ، فأراد هنا أن يبيّن مقدار حال المشبه وهو ميل الأغصان فوقهم فى رفق وحنوّ ، وإمّا تقرير حال المشبه ، لأنه لما ذكر حنوّ الأغصان عليهم أراد أن يقرّر هذه الحال ويثبّتها فى الأذهان ، فشبّهها بشىء معهود أجلى ما يظهر فيه الحنوّ والعطف فقال «حنوّ المرضعات».

وفى البيت الأخير تشبيه يسمّيه شهاب الدين الحلبىّ تشبيه التفضيل ، (راجع حاشية كتاب البلاغة الواضحة صفحة ٦٠) ، والغرض من هذا التشبيه بيان مقدار حال المشبه.

٢٨

التشبيه المقلوب

الإجابة عن تمرين (١) صفحة ٦١ من البلاغة الواضحة

(١) لأن المعروف فى عرف الأدباء أن تشبّه غرّة المهر بالصبح ، لأن وجه الشبه وهو البياض أقوى فى الصبح منه فى غرّة المهر ، ولكن الشاعر عدل عن المألوف وقلب التشبيه للمبالغة ، بادعاء أن وجه الشبه أقوى فى غرة المهر.

(٢) فى البيت ضرب من التشبيه ، فإن الشاعر فى الحقيقة يريد أن يشبّه حمرة الورد بحمرة خدّى محبوبته ، ويشبه ميل الغصن إذا هرّه النسيم بتثنّى قدّها ولا شك أنك ترى كلا التشبيهين مقلوب ، لأن المألوف فيما جرى عليه الشعراء أن تشبه الخدود بالورد فى الحمرة ، والقدّ بالغصن فى اللين والمرونة.

(٣) اعتاد الشعراء أن يشبهوا اليد بالجدول أو نحوه فى كثرة التدفّق ، فاليد تتدفّق بالإحسان والعطاء ، والجدول يتدفّق بالماء الذى هو حياة النفوس والأرواح ولكننا نرى أن البحترىّ هنا قلب التشبيه ، فشبّه البركة وتدفقها بيد المتوكل مدعيا أن تدفق العطاء فى يد الممدوح أقوى من تدفق الماء فى البركة.

(٤) شبّه البحر بجدوى الممدوح وعطائه فى العظم والكثرة ، وشبّه نور البدر بجمال وجهه لما فى كلّ من التلالؤ والإشراق ، ولا شك أنك تلمح أن التشبيه فى الموضعين مقلوب ، لأن المعهود أن يشبّه العطاء بالبحر ، وجمال الوجه بنور البدر. لأن وجه الشبه أقوى فى كل من البحر ونور البدر.

٢٩

الإجابة عن تمرين (٢) صفحة ٦٢ من البلاغة الواضحة

٣٠

الإجابة عن تمرين (٣) صفحة ٦٢ من البلاغة الواضحة

(١) قصر فوق هضبة كأن اللؤلؤ حصاها ، والمسك المشوب بالعنبر ترابها.

(٢) كأن يد الغيت عند الأرض وقد حرّقها المحل يد الفتح بن خاقان عندكم.

(٣) لست أنساه وقد بدا من بعيد وكأن تثنّي الغصن الغضّ تثنيه.

(٤) كأن نور الرياض فى الضحا تهلل وجهه ، وكأن الطلّ فى الصبح أخلاقه والتشبيهات المقلوبة هنا أبلغ من غير المقلوبة ، لما فيها من المبالغة بادعاء أن وجه الشبه فيما اشتهر كونه مشبها أقوى وأتم ، ولذلك صح جعل المشبه مشبها به.

الإجابة عن تمرين (٤) صفحة ٦٣ من البلاغة الواضحة

(١) ركبت جوادا سباقا كأنه القطار.

(٢) كأن ذكرك الجميل الزّهر فى طيب نشره.

(٣) خلت حجتك الساطعة صبحا منيرا.

(٤) كأن عزيمة الفارس يوم النّزال سيفه.

الإجابة عن تمرين (٥) صفحة ٦٣ من البلاغة الواضحة

(١) قصف الرعد يشبه صوته.

(٤) أزهار الربيع مثل أخلاقه.

(٢) كأن سواد الليل شعره.

(٥) شعاع الشمس يشبه نور جبينه.

(٣) لمع البرق يحكى ابتسامه.

(٦) كأن الصاعقة غضبه.

الإجابة عن تمرين (٦) صفحة ٦٣ من البلاغة الواضحة

(١) كأن دبيب الصحة فى جسم المريض قدومك لزيارتى.

(٢) كأن جرأة الأسد جرأتك.

(٣) كأن نهيق الحمار صوته المنكر.

(٤) كأن توقد النار حرارة حقده.

(٥) كأن حدّ الحسام حدّ عزيمتك.

(٦) كأن مكر الثعلب احتياله.

٣١

الإجابة عن تمرين (٧) صفحة ٦٤ من البلاغة الواضحة

(١) كأن عصف الريح ركض الجياد.

(٤) كأن الدرر ألفاظك.

(٢) كأن ذل اليتيم تواضعك.

(٥) كأن صفاء الماء صفاء نفسك.

(٣) كأن نضرة الورد طلعتك.

(٦) كأن السحر بيانك.

الإجابة عن تمرين (٨) صفحة ٦٤ من البلاغة الواضحة

معنى الردّ الذى ساقه أبو تمام فى البيتين أنه يقول لنقّاده : إن الأديب يجرى فى التشبيه على السّنن المعروف عند العرب ، وأن العرب قد اشتهر بينهم عمرو ابن معد يكرب بالإقدام ، وحاتم بالجود ، وأجنف بالحلم ، وإياس بالذكاء ، وأصبح كل واحد من هؤلاء مثلا عاليا فى الصفة التى اشتهر بها ، فالأسلوب العربى يقصى على الشاعر أن يجعل كلّ واحد من هؤلاء لأعلام مشبها به سواء أوجد بعده من هو أعظم منه فى هذه الصفة وأقوى أم لم يوجد ، وقد سلك القرآن الكريم هذا السّنن فشبه نور الله سبحانه وتعالى وهو بلا شك أقوى الأنوار بنور المصباح فى مشكاة ، لأن العرب اعتادوا واتفقوا أن يجعلوا هذا النور أكبر الأنوار وأعظم الأضواء.

ويمكن أن ندفع عن أبى تمام بحجة أخرى تردّ نقد هؤلاء النقاد ، وهى أنه لم يشبه ممدوحه فى الإقدام بعمرو بن معد يكرب فحسب ، بل شبهه فى الإقدام بعمرو ، وفى السماحة بحاتم ، وفى الحلم بأحنف ، وفى الذكاء بإياس ؛ فكأنه يقول : إن الله جمع فى هذا الممدوح من الصفات العالية ما فرّقه فى غيره من عظماء الرجال ؛ وبهذا ترى أن نقد الشعر الذى أنشده أبو تمام ليس له وجه صحيح ، لأنه لم يشبّه ممدوحه بواحد من صعاليك العرب كما زعم النّقاد ، ولكنه ادّعى أن الله جمع فيه من أحاسن الصفات ما لم يجتمع لغيره.

٣٢

والتشبيه الذى كان يرضى هؤلاء النقاد هو التشبيه المقلوب ، فكانوا يريدونه على أن يقول. كأنّ إقدام عمرو إقدامك ، وكأن سماحة حاتم سماحتك ، وكأن حلم أحنف حلمك ، وكأن ذكاء إياس ذكاؤك.

الإجابة عن تمرين (٩) صفحة ٦٥ من البلاغة الواضحة

(١) شجاع كأن جرأة الليث جرأته وحدّ السّيف عزيمته وعلوّ النجم همّته.

(٢) ركبت سفينة تكاد الريح فى السرعة تشبهها ، وكأن الجبل هيكلها والرعد صفيرها.

(٣) شعر كأنّ الدرر كلماته ، والسحر تاثيره ، والماء العذب سهولته.

الإجابة عن تمرين (١٠) صفحة ٦٥ من البلاغة الواضحة

وجه الحسن البيانىّ أن الأدباء اعتادوا أن يشهوا الشجعان بالأسود فى الجرأة والإقدام ، ولكنّ المتنبى أنف من هذا التشبيه ، لأن جرأة الأسود إنما هى فطرة فيها وغريزة خلقت معها ، وأن هذه الجرأة إنما قويت فى هذا الصّنف من الحيوان لأنه لا عقل له يدرك به شدة المخاطر المحدقة به ، فالجرأة فيه كما يراها المتنبى لا تعدّ فضيلة ؛ أما شجعانه الذين يمدحهم ويطرى صفاتهم فإن الجرأة فيهم على أتمّ أحوالها ، لما يزينهم من العقل الكامل الذى كان يظنّ أنه يعقلهم عن المخاطرة ويحول بينهم وبين الإقدام ؛ لهذا يقول : إنى لم أجد لهؤلاء القوم شبيها فى شجاعتهم ، وإذا هممت أن أشبههم بالأسود جريا على مألوف العرب رأيت فى الأسود حقارة تحول دون التشبيه ، لأنها معدودة فى البهائم ، ولو كان لها عقل ما كانت لها هذه الجرأة ولا ذلك الأقدام.

٣٣

الحقيقة والمجاز

المجاز اللغوىّ

الإجابة عن تمرين (١) صفحة ٧٢ من البلاغة الواضحة

٣٤

الإجابة عن تمرين (٢) صفحة ٧٣ من البلاغة الواضحة

(١) كلمة «الشمسين» مثنى مفرده شمس : والشاعر يريد الشمسين الشمس الحقيقية المعروفة ، شمسا ثانية هى أخت سيف الدولة ، فأحد المفردين اللذين يشملها هذا المتنى حقيقىّ والآخر مجازىّ.

(٢) كلمة «بدرا» بالنسبة إليها مستعملة فى معناها الحقيقىّ ، وبالنسبة إليه مستعملة فى معناها المجازىّ ، لأن صدر البيت يدل على أنها كانت تنظر إلى بدر السماء ، وعلى أنه كان ينظر إليها.

(٣) يقول : إنها نشرت ثلاث غدائر من شعرها فى ليلة من الليالى فأرتنى أربع ليال هى الغدائر الثلاث والليلة ، فكلمة «ليالى» جمع شمل ثلاث ليال هى الغدائر وليلة رابعة هى الزمن الذى يتقضى بين غروب الشمس وطلوعها فإذا أردنا أن نبين المجاز من الحقيقة فى هذه الكلمة ، رأينا أن بعض ما أطلقت عليه مجازىّ وهو الغدائر الثلاث ، وبعضه حقيقىّ وهو الزمن المعروف.

(٤) كلمة «القمرين» مثنى قمر ، والشاعر يريد بالقمرين القمر الحقيقى المعروف ، وقمرا ثانيا هو وجه من يتشبّب بها ، فأحد المفردين اللذين يشملها هذا المثنّى حقيقىّ والآخر مجازىّ.

٣٥

الإجابة عن تمرين (٣) صفحة ٧٤ من البلاغة الواضحة

إجابة (ا)

(١) يخجل فى سمائه حين يلمع البرق اذا افترّ ثغرها.

(٢) أسرجت الريّح وسببقت بها الريح.

(٣) لما أنهلّ المطر من يديك أصغرت المطر.

(٤) نثر الخطيب الدرر قأزرى بالدرر.

(٥) رأيت ثعلبا يكيد لأمته كيدا يعجز عنه كلّ ثعلب.

(٦) حلّق فى سماء مصر نسر استقلّه فوج من المسافرين فانزعج من أزيزه نسر السماء.

(٧) سرنا فى روض مبتسم أزرت نجوم الأرض فيه بنجوم السماء.

(٨) ربّ يتيم أذاقة اليتم الخنضل قبل أن يعرف معنى.

إجابة (ب)

(١) غرقت السفينة فغرقت آمال أصحابها.

(٢) لا فرق بين من قتل نفسا بغير حق ومن قتل الفضيلة بالاستهتار والمجون.

(٣) مزّقت المرأة جيبها بعد أن مزّق الدهر شمل أهلها.

(٤) من شرب الخمر شربت الخمر عقله.

(٥) دفنوه فدفنوا العلم الحجا.

(٦) من أراق دما محرّما فقد أراق مروءته.

(٧) رمانا العدوّ بنباله بعد أن رمانا بدهائه واحتياله.

(٨) من سقط فى الامتحان فكأنما سقط من شاهق.

٣٦

الإجابة عن تمرين (٤) صفحة ٧٤ من البلاغة الواضحة

الإجابة عن تمرين (٥) صفحة ٧٤ من البلاغة الواضحة

(١) لا تكن أذنا تصغى إلى كلّ واش

يراد بالاذن هنا الرجل ، فإطلاق الاذن على الرجل مجاز علاقته الجزئية

(٢) الملك العظيم تخضع الممالك ليمينه

نعرف أنّ يمنى اليدين أقواهما ، فإطلاق اليمين هنا على القوّة مجاز علاقته السببيّة ، لأنّ اليمين سبب القوّة ومصدرها

٣٧

الإجابة عن تمرين (٦) صفحة ٧٤ من البلاغة الواضحة

(١) زأر الرّعد

(٣) جرى البحر من كفيك

(٢) تبسّم الزّهر

(٤) جنى المجتهد ثمار تعبه

الإجابة عن تمرين (٧) صفحة ٧٤ من البلاغة الواضحة

(١) ظهرت للناس وقت الشروق فرأوا نورين ، نور الشمس من ناحية ونورك من أخرى ، وقد كانت دهشتهم عظيمة حقّا ، لأنهم لم يروا قبل ذلك شمسين تجتمعان فى آن ويتعانق ضياؤهما ، شمس تظهر من الغرب هى أنت ، وشمس تلمع فى الشرق وهى شمس السماء.

(ب) وكلمة «شمس» تضمنت حقيقة ومجازا معا ، هما الشمس الحقيقية التى تظهر فى السماء ، والشمس المجازية وهى وجه الممدوح.

الاستعارة التصريحية والمكنية

الإجابة عن تمرين (١) صفحة ٧٨ من البلاغة الواضحة

(١) شبّهت السفينة بزنجية بجامع السواد فى كلّ ، ثم استعير اللفظ الدالّ على المشبه به وهو زنجية للمشبه وهو السفينة ، فالاستعارة تصريحية ، والقرينة حالية ثم شبّه طلا السفينة الأسود بالأهاب وهو الجلد ، بجامع أن كلّا يستر ما تحته ، ثم استعير اللفظ الدالّ على المشبه به وهو الإهاب للمشبه وهو طلاء السفينة ، فالاستعارة تصريحية ، والقرينة حالية.

(٢) شبّه الموسى بالبرق بجامع اللمعان ، واستعير اللفظ الدالّ على المشبه به وهو البرق للمشبه وهو الموسى ، فالاستعارة تصريحية ، والقرينة «فى كفه».

(٣) شبّه يجنّب كلّ مظاهر البخل بالقتل ، بجامع الزوال فى كل ، فالاستعارة تصريحية والقرينة «البخل».

وشبّه تجديد ما اندثر من الكرم بالإحياء ، بجامع الإيجاد بعد العدم فى كلّ فالاستعارة تصريحية ، والقرينة «السماحا».

٣٨

الإجابة عن تمرين (٢) صفحة ٧٨ من البلاغة الواضحة

(١) شبّه الفضل بإنسان ثمّ حذف المشبه به ورمز إليه بشىء من لوازمه وهو عيون ، فالإستعارة مكنية ، والقرينة «إثبات العيون للفضل».

وشبّه المجد بإنسان ، ثمّ حذف المشبه به ورمز إليه بشىء من لوازمه وهو آذان ، فالاستعارة مكنية ، والقرينة إثبات الآذان للمجد.

(٢) شبّهت السيوف برجال ، وحذف المشبه به ورمز إليه بشىء من لوازمه وهو أقسم ، فالإستعارة مكنيه ، والقرينة إثبات الإقسام للسيوف.

(٣) شبه الغىّ بإنسان ، وحذف المشبه به ورمز إليه بشىء من لوازمه وهو يسحب ذيله ، فالإستعارة مكنية ، والقرينة إثبات سحب الذيل للغىّ

الإجابة عن تمرين (٣) صفحة ٧٩ من البلاغة الواضحة

__________________

(١) جرينا فى الاستعارة المكنية على مذهب الجمهور ، وهو أن الاستعارة فى لفظ المشبه به المحذوف وهناك رأى للسكاكي يذهب فيه الى أن الاستعارة فى المشبه المذكور فى الكلام ، وأنه لم يستعمل فى حقيقته ، وإنّما استعمل فى معنى جديد متخيل.

٣٩

٤٠