دليل البلاغة الواضحة

علي الحازم ومصطفى أمين

دليل البلاغة الواضحة

المؤلف:

علي الحازم ومصطفى أمين


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار المعارف
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٥٨

الإجابة عن تمرين (٥) صفحة ٢٣٨ من البلاغة الواضحة

(ا) يقول أنت شجاع تكثر من قتل الأعادى بحد سيفك ، ولكنك بالغت فى إنعامك وإحسانك إلىّ حتى عجزت عن شكرك فصرت كالقتيل العاجز ، وهأنذا كلما نظرت إليك بهرتنى محاسنك فحار بصرى ، وكلما أردت مدحك تزاحمت علىّ فضائلك فحار لسانى.

(ب) فصل بين شطرى البيت الأول لاختلافهما إنشاء وخبرا إذ الشطر الأول إنشاء والثانى خبر ، فبينهما كمال الانقطاع ؛ ووصل بين شطرى البيت الثانى لاتفاقهما خبرا وتناسبهما فى المعنى.

الإيجاز والإطناب والمساواة الإيجاز

الإجابة

عن تمرين (١) صفحة ٢٤٣ من البلاغة الواضحة

(١) فى الآية إيجاز بحذف جملة الشرط فإن تقدير الكلام فلو كان معه إله إذا لذهب كل إله بما خلق ، وفى جملة جواب الشرط إيجاز قصر ، فإن ألفاظها قليلة ومعانيها كثيرة ، وحجتها دامغة ، فإنها تقيم البرهان على وحدانية الإلة وتفرّده فى تدبير الكون بكلام لا يوازيه فى الاختصار شىء.

(٢) فى الآية إيجاز قصر ، فقد انطوى تحت ألفاظها القليلة كثير من مكارم الأخلاق فإنّ فى العفو محاسنة الناس والرفق فى كل الأمور والمسامحة والإغضاء ، وفى الأمر بالعرف تقوى الله وصلة الرّحم وصون اللسان عن الفحش وغضّ الطرف عن كل محرّم ، وفى الإعراض عن الجهال الصبر والحلم وكظم الغيظ.

١٢١

(٣) فى الحديث الشريف إيجاز قصر ، فانه كلام قصير الأطراف ولكنه كثير المعانى ، يقول صلّى الله عليه وسلّم «إن من البلاغة فى القول ما يعمل عمل السحر فيظهر الباطل فى صورة الحق والحقّ فى صورة الباطل» والحديث مثل يضرب عند استحسان المنطق وإيراد الحجة البالغة.

(٤) فى الآية إيجاز قصر لأنها جمعت من نعم الجنة ما لا تحصره الأفهام.

(٥) فى الآية إيجاز بحذف جواب لو ، والتقدير لرأيت حالة منكره ، وفى قوله تعالى (فَلا فَوْتَ) إيجاز قصر.

(٦) فى الآية إيجاز حذف لأن جواب إن محذوف ، وتقدير الكلام وإن يكذبوك فلا تجزع فقد كذبت الخ.

(٧) فى الحديث الشريف إيجاز قصر فإنه من جوامع الكلم الترخص بها النبى صلّى الله عليه وسلّم.

(٨) فيه إيجاز قصر لأن معانيه كثيرة وألفاظه قليلة من غير حذف.

(٩) فى بيت المسوءل إيجاز قصر فإن ألفاظه القليلة قد جمعت مكارم الأخلاق من سماحة وشجاعة وتواضع وحلم وصبر واحتمال مكاره ، فإن هذه الأمور كلها مما تضيم النفوس لما يحصل فى تحمّلها من المشقة والعناء.

(١٠) فى الآية إيجاز قصر لأن الله تعالى صوّر أكبر حادثة من حوادث الأرض فى ألفاظ قليلة جامعة.

الإجابة عن تمرين (٢) صفحة ٢٤٤ من البلاغة الواضحة

(١) كتاب طاهر بن الحسين من أحسن الأمثلة لأيجاز القصر ، فإنه على اختصاره وقلة ألفاظه حوى جميع ما يريد المأمون أن يطلع عليه من أحوال القتال واتجاه النصر فيه ، وجماله فى وضوح معانيه وشفائه نفوس سامعيه وتركه فضول الكلام ؛ ولأن كاتبه يعلم أن المأمون متشوّف إلى معرفة نتيجة القتال فأراد أن يعجّل له المسرة فاختار لذلك سبيل الإيجاز.

١٢٢

(٢) فى خطبة زياد إيجاز قصر ، فقد جمعت فى ألفاظها القليلة جميع ما يكره الناس من أخلاق زياد من غير تصريح ، كما استوعبت جميع خلال الخير التى تنطوى تحت نصائحه الغالية ووصاياه النافعة ، وجمال الإيجاز هنا فى سلاسته وحسن سبكه ودلالته على تمكن صاحبه من البلاغة والبراعة فى التعبير.

الإجابة عن تمرين (٣) صفحة ٢٤٥ من البلاغة الواضحة

وجه جمال الإيجاز فى هذه التوقيعات جميعها أن ألفاظ كل منها على قلتها وقصر أطرافها تنطوى على معان كثيرة متزاحمة ، وكل ذلك فى سلاسة ووضوح وحسن سبك ، مما يدل على تمكن القائل من فنون البلاغة وبصره بوجوه تصريف الكلام ، والإيجاز فى أكثر هذه التوقيعات إيجاز قصر ، وسنشرح لك فيما يأتى كل توقيع لتعرف ما ينطوى تحته من المعانى.

(١) فى التوقيع الأول يخاطب أبو جعفر جماعة الشاكين فيقول لهم : إنكم إن استقمتم وأطعتم وقمتم بواجبكم ، بعثت صفاتكم هذه العطف والحنان فى قلب عاملكم فرأيتم منه أميرا عادلا وأبا شفيقا وصديقا معينا ، وإن ساءت أخلاقكم فخننتم وعصيتم وتواكلتم فى أموركم. أغضب ذلك قلب عاملكم فرأيتم فيه أميرا قاسيا غليظا لا يرحم ولا يعين.

(٢) يقول إن سبب نقصان النيل يرجع إلى ما انتشر فى جنودك من الظلم والعسف والفسق وغير ذلك من أنواع الذنوب والمعاصى ، ولو أنك حملتهم على طاعة الله فامتثلوا أوامره واجتنبوا نواهيه وكفوا عن إيذاء الناس لعمكم النيل بخيراته وبركاته وجرى عليكم بما تحبون وتشتهون ؛ فأنت ترى كيف جمع أبو جعفر أنواع الذنوب والمعاصى تحت كلمة واحدة هى «الفساد» وكيف استقصى وسائل إصلاح النفوس فى كلمة واحدة هى «التطهير» وكيف استوعب الصفات المحبوبة فى النّيل فى قوله «يعطيك القياد».

١٢٣

(٣) لو أردت أن تضع معنى هذا التوقيع فى صيغة أخرى مختصرة لما تهيأ ذلك فى أقل من ضعف ألفاظه كأن تقول مثلا : ضع مكان كاتبك كاتبا آخر وإلا تفعل فسيوضع مكانك عامل آخر ، على أن ألفاظ التوقيع على سلاستها ووضوحها أكثر اتساقا وانسجاما.

(٤) يقول : إن جورك وظلمك وما سلكته مع الرعية من ضروب العسف ، كل ذلك دعاهم إلى العصيان ودفعهم إلى الفتنة ، ولو أنك عدلت فيهم وقسمت بينهم بالسوية لرأيتهم وادعين مسالمين ؛ ويقول إن وعدك بالعطاء ثم إخلافك قد أوغرا صدورهم فأقدموا على النهب والسلب والتعدى على مال الدولة ، ولو أنك وفيت بوعودك ما كان فيهم ناهب ولا سالب.

(٥) يقول : سارع إلى درء الفساد قبل استفحاله وإلا عظم أمره وعجزت عن مقاومته.

(٦) يقول : أكسبتهم الطاعة ما نعموا به من غنى وجاه وسلطان وأورثهم التّمرّد والعصيان ما شقوا به من فقر وذل وانحطاط حال ، ففى كلمة «أنبتتهم» جميع أسباب الرخاء والنعيم ، وفى كلمة «حصدتهم» جميع مظاهر الذل والشقاء من أسر وتشريد ومصادرة وقتل :

(٧) يقول المأمون : إن الإنسان متى قدر على غدوّه وتمكن منه ، سكنت نفسه وذهب عنه الغضب ، فعاد لى كرمه وحلمه وآثر العفو على الانتقام ، فانظر كيف اجتمعت كل هذه المعانى فى ثلاث كلمات مع الوضوح والسلاسة.

(٨) يقول له : سأكفيك شرّ ما تخاف من فقر وجور وذلّ وغير ذلك من أصناف المكاره ، فحذف المفعول الثانى هنا للتعميم ووضع الفعل فى صورة الماضى لتأكيد تحقيق الوعد حتى كأنه حصل فعلا ، وليفيد أن كفايته آتية لا ريب فيها.

(٩) يقول جعفر لعامله : عمّ جورك وساءت سيرتك ، وسخط الناس عليك ، فكثر الشاكون منك ، وقل الشاكرون لك فإمّا أن تستقيم وتصلح ما فسد من أمورك ؛ وإما أن تعتزل الحكم ليتولاه من هو أولى وأصلح منك.

١٢٤

(١٠) يقول إنه سيق إلى السجن بذنبه وجرمه ، فعقابه عدل لا جور فيه ، ولكن توبته تشفع له فترفع عنه ما هو فيه من بلاء وتعذيب.

الإجابة عن تمرين (٤) صفحة ٢٤٦ من البلاغة الواضحة

فى الحكاية ثلاثة أمثال هى :

(١) أسعد أم سعيد (٢) الحديث ذو شجون (٣) سبق السيف العذل

والأمثال الثلاثة من باب الإيجاز ، وهكذا كل الأمثال السائرة ؛ أما المثل الأول فالإيجاز فيه إيجاز حذف إذ المبتدأ فيه محذوف وتقدير الكلام أسعد أنت أم سعيد؟ وهذا مثل يضرب فى الخيبة والنجاح ، تقوله إذا أرسلت إنسانا فى حاجة وعاد إليك ولم تدر أظافرا عاد أم خائبا.

أما المثلان الآخران فالإيجاز فى كل منها إيجاز قصر ، لأن كلّا منهما يدل على معنى كثير فى لفظ قليل من غير أن يكون فيه حذف ، فالمثل «الحديث ذو شجون» ثلاث كلمات ، ويدل على أن الحديث يدعو بعضه بعضا وأنّ طرفا منه يذكّر بطرف آخر ، وهلم جرّا ، والمثل «سبق السيف العذل» ثلاث كلمات أيضا ، ويفيد أن اللوم على الفائت لا يجدى لأن الملوم لا يقدر على ردّ ما فات.

الإجابة عن تمرين (٥) صفحة ٢٤٦ من البلاغة الواضحة

إجابة (١)

(١) قال تعالى : (وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ) فقد جمع هذا القول أنواع التجارات وصنوف المرافق التى لا يأتى على آخرها العدّ والإحصاء.

(٢) قال صلّى الله عليه وسلم : «إذا أعطاك الله خيرا فليبن عليك» يقول إذا أوسع الله لك فى الرزق فليظهر أثر ذلك عليك بالصدقة والمعروف.

(٣) وقال أيضا : «ترك الشرّ صدقة» فقد جمعت كلمة الشر الكذب والنميمة والغيبة والحسد والغدر والخداع والظلم إلى غير ذلك من أصناف الشرور.

١٢٥

إجابة (٢)

(١) قال تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا) أى ولو ثبت أنهم صبروا ، فقد حذف من الكلام هنا كلمة واحدة هى كلمة ثبت.

(٢) وقال : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) فجواب لو لا هنا محذوف ، والتقدير ولو لا فضل الله عليكم ورحمته لعجّل لكم العذاب ، ويدلّ على هذا الحذف قوله وأنّ الله رءوف رحيم.

(٣) وقال : (اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ما ذا يَرْجِعُونَ : قالَتْ : يا أَيُّهَا الْمَلَأُ) فهناك جمل محذوفة بين قوله «ماذا يرجعون» وقوله «قالت» فإن المعنى فعل ذلك فأخذت الكتاب فقرأته فقالت.

الإجابة عن تمرين (٦) صفحة ٢٤٦ من البلاغة الواضحة

تتجلّى بلاغة البيت فى سلامة لفظه ووضوح معناه وبلوغه الغاية فى باب المديح وأما الإيجاز فيه إيجاز قصر ، إذ أن ألفاظه على قلتها تحمل من المعانى شيئا كثيرا إذ أنه بدل أن يصف ممدوحه بكثير من الصفات العالية يقول له : إنك جمعت كل هذه الصفات ، فلو أردت أن تخلق نفسك خلقا جديدا على ما تحبّ وتشته ما استطعت أن تضيف خلقا واحدا إلى ما جمعته من مكارم الأخلاق.

الإجابة عن تمرين (١) صفحة ٢٥٣ من البلاغة الواضحة

(١) كرّر الشاعر فى هذا البيت حيث قال «هناك هناك الفضل» الخ ليوكد المعنى الذى قصد اذلى وليثبّته فى ذهن السامع.

(٢) الغرض من التكرار هنا التحسر وإظهار الجزع على فقد الولدين.

(٣) التكرار هنا أيضا لتوطيد ما تضمنه الكلام من التقريع والتوبيخ ، ولتقرير المعنى فى نفس السامع.

(٤) التكرار هنا أيضا لتوكيد المعنى وتقريره فى نفوس السامعين.

١٢٦

الإجابة عن تمرين (٢) صفحة ٢٥٣ من البلاغة الواضحة

(١) جملة «ولا تمّ» معترضة بين الشرط وجوابه ؛ وقد قصد الشاعر بهذا الاعتراض أن يسارع إلى دعاء الله ألا يقدّر وقوع هذا الهجر والتقاطع بينه وبين محبوبته.

(٢) جملة «وأنى ذاك» معترضة أيضا بين جملتى الشرط والجواب ؛ والغرض من الاعتراض هنا الإسراع إلى التنبيه على أن الزمان مولع دائما بالإساءة ، وأنه من البعيد جدا أن يمر بالإنسان وقت سعيد لا شكاية منه.

(٣) اعترض الشاعر فى البيت الأول بين الصفة وموصوفها بقوله «لو علمت» ؛ والغرض من الاعتراض هنا التنبيه على عظم المصاب وشدة تأثيره فى نفسه وذلك لأن مفعول «علمت» محذوف تقديره لو علمت مبلغه وعظيم تأثيره فى نفسى ، واعترض فى الشطر الأخير بين المسند إليه والمسند بجملة النداء ليسارع إلى تنبيه المخاطبة الى نوع الاحكم الذى تضمّنه المسند.

(٤) جملة «فعلم المرء ينفعه» اعتراضية ؛ وقد أتى بها الشاعر لينبه على فضل العلم وعظيم نفعه للإنسان.

الإجابة عن تمرين (٣) صفحة ٢٥٤ من البلاغة الواضحة

(١) فى البيت الثانى إطناب بالتذييل فى موضعين : أولهما فى قوله «هل ابنك إلا من سلالة آدم» وهذا تذييل لم يجر مجرى المثل ، والثانى فى قوله «لكلّ على حوض المنية مورد» وهذا تذييل جار مجرى المثل ؛ وذلك لأن كلا من الشطرين يؤكد المعنى المفهوم من قوله فى البيت الأول «إنّه لما قد ترى يغذى الصبىّ ويولد» ، فإن ذلك يفيد أن الطفل يولد للموت.

(٢) موطن التذييل قوله «وأحداث الزمان تنوب» وهذا تذييل جار مجرى المثل ، لأنه كلام مستقل بمعناه ومستغن عما قبله.

١٢٧

(٣) الشطر الثانى فى البيت تذييل للأول. وهو جار مجرى المثل.

(٤) قوله تعالى : (وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ) تذييل لقوله (ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا) وهو غير جار مجرى المثل لأنه غير مستغن فى معناه عما قبله ، إذ المعنى وهل نجازى ذلك الجزاء الذى ذكرناه إلا الكفور؟

الإجابة عن تمرين (٤) صفحة ٢٥٥ من البلاغة الواضحة

(١) جملة «حاشا وصفه» جاءت للاحتراس ، لأن الشاعر لمّا قال «كما اهتز شارب الخمر» فطن إلى سوء التشبيه الذى لا يليق بعظمة ممدوحه ، فسارع إلى دفع هذا الوهم وقال : «حاشا وصفه».

(٢) أتى الشاعر بجملة «أستغفر الله» للاحتراس ، لأنه أراد أن يقول «ولو أنه زمزم» ففطن لما قد يتوهمه السامع فيه من الاستخفاف بأمر زمزم وهو الماء المبارك المقدس ، فسارع إلى دفع هذا الوهم وقال : «أستغفر الله».

(٣) جملة «وأعفّ عند المغنم» احتراس ، وقد أتى بها عنترة ليدفع ما قد يتوهمه السامع من أنه إنما يغشى الحروب رغبة فى مغانمها.

(٤) فى البيت احتراس فى موضعين أولهما فى قوله «إذا ما الحلم زيّن أهله» ، والثانى فى قوله «مع الحلم فى عين الرجال مهيب» ، فإن الأول يدفع ما قد يتوهمه السامع من أن الممدوح يحلم فى المواطن التى لا يحمد فيها الحلم ، والثانى يدفع ما قد يتوهمه السامع من أن حلمه قد يذهب بهيبته واحترامه.

الإجابة عن تمرين (٥) صفحة ٢٥٥ من البلاغة الواضحة

(١) فى الآية الكريمة إطناب بذكر الخاصّ بعد العامّ ، وذلك لأن إيتاء ذى القربى داخل فى الإحسان ، ولأن المنكر والبغى يندرجان تحت الفحشاء ؛ والغرض من الإطناب هنا الاهتمام بالخاص.

(٢) فى الآية إطناب بذكر الخاص بعد العام أيضا ؛ والغرض من ذلك التنبيه على فضل الخاص حتى كأنه لفضله جنس آخر مغاير لما قبله.

١٢٨

(٣) فى البيت إطناب بالاعتراض فى قوله «والأرزاق قد قسمت» ، وبالتذييل الجارى مجرى المثل فى قوله «ألا إن بغى المرء يصرعه» ؛ وفائدة الاعتراض بالجملة الأولى التنبيه على أن الله سبحانه وتعالى قسم الأرزاق بين عباده ، وأنه لا يليق بالناس فى رأى الشاعر أن يسعوا فى التماس أرزاقهم ، وفائدة التذييل بالجملة الثانية توكيد المعنى المفهوم من الكلام السابق وتقريره فى أذهان السامعين.

(٤) فى الآية إطناب بالتكرار لتوكيد الإنذار.

(٥) الإطناب هنا بالتكرار أيضا ؛ فائدته استمالة المخاطب إلى قبول الخطاب والاستماع إلى الإرشاد.

(٦) فى الآية الكريمة إطناب بالاحتراس ، فإن قوله تعالى : «تَخْرُجْ بَيْضاءَ» موهم أن يكون ذلك لمرض أو سوء أصابها ، فأتى بقوله «من غير سوء» لدفع هذا الإبهام.

(٧) فى البيت الأول تكرار ، فإن معانى الكلمات متقاربة وكلها تدل على أنواع من العذاب والشقاء ؛ وغرض الشاعر من هذا التكرار إظهار آلامه ، وفى قوله «إنّ ذا لعظيم» تذييل غير جار مجرى المثل ، وقد كرر الشاعر فى البيت الثانى إنّ واسمها لطول الفصل.

(٨) طريق الإطناب هنا الإيضاح بعد الإبهام ، فقوله تعالى (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ) كلام مجمل فصل بالكلام الذى جاء بعده ، ومزيّة ذلك أن يدرك المخاطب المعنى فى صورتين مختلفتين إحداهما مبهمة والأخرى موضحة ، فإن لهذا وقعا عظيما فى النفوس.

(٩) فى البيت إطناب بالاعتراض فى كل من شطريه ، وغرض الشاعر من الاعتراض هنا إظهار التحسر على أن الموت سبق إلى ولده.

(١٠) جملة «سبحانه» فى الآية الكريمة معترضة فى أثناء الكلام ، للمسارعة إلى تنزيه المولى جل شأنه.

١٢٩

(١١) فى البيت إطناب بالتذييل الجارى مجرى المثل ؛ وفائدته توكيد المعنى المفهوم من الكلام السابق وتقريره فى النفس.

(١٢) قوله تعالى «وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ» إيضاح للابهام الذى سبق فى قوله (يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ) ، وفائدة الإيضاح بعد الإبهام ، هنا إيراد المعنى فى صورتين مختلفتين إبهاما وإيضاحا ليكون ذلك أوقع فى نفس السامع.

(١٣) فى الآية إطناب بالتكرار فإن قوله تعالى (تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا) جمل ثلاث معانيها مترادفة ، والغرض من التكرار هنا الترغيب فى العفو.

(١٤) فى الآية إطناب بالتذييل الجارى مجرى المثل فإن قوله تعالى (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) مؤكد للمعنى المفهوم من الجملة السابقة.

(١٥) فى الآية إطناب بتكرار جملة «رأيت» والداعى إلى هذا التكرار طول الفصل والقصد إلى ربط أول الكلام بآخره ربطا وثيقا.

الإجابة عن تمرين (٦) صفحة ٢٥٧ من البلاغة الواضحة

(١) فى هذا البيت تكرار غير مفيد ، فإن أبا نواس يريد أن يقول إننا أقمنا بها ثمانية أيام (١) فكرر كلمة «يوما» تكرارا معيبا لا غرض فيه ولا قصد منه ، والتكرار إذا لم يورث اللفظ حلاوة ولم يكسب المعنى طلاوة ، كان ضربا من السّخف والعىّ ، والعجب لأبى نواس يأتى بمثل هذا البيت السخيف الدال على العىّ الفاحش مع أبيات عجيبة الحسن تتقدم هذا البيت.

(٢) فى هذا البيت تطويل معيب ، الا ترى أنه يقول : رأيت آثار هذه الدار فعرفتها وعهدى بها سبعة أعوام ، فحلّ لفظ العدد وأتى به مفككا مطولا لغير غرض ، هذا إلى ضعف الأسلوب وركته.

__________________

(١) فى المثل السائر أن أبا نواس يريد أن يقول إنهم أقاموا بها أربعة أيام.

١٣٠

(٣) يمثّل أهل الأدب للشعر البارد بهذين البيتين ، وحق لهم ذلك ، فإن معناهما سخيف مبذول ، فالبيت الأول ضعيف فى معناه ولا موضع للقسم الذى جاء فيه ، والبيت الثانى شبيه بما يقوله العامة فى المناحات ، وإذا نظرت إلى اللفظ وجدته مكررا معادا فى غير فائدة.

الإجابة عن تمرين (٧) صفحة ٢٥٧ من البلاغة الواضحة

(ا) المساواة :

أما بعد فلتكن فى عملك وسيرتك قدوة صالحة لغيرك ، وليكن حياؤك من الله شديدا بقدر قربه منك ، وليكن خوفك منه عظيما بقدر عظيم اقتداره عليك.

(ب) الإطناب :

مهما يكن من شىء بعد ما قدمت لك ، فكن ـ رعاك الله وعصمك من سرف الهوى ـ قدوة صالحة للناس يأنسون بك فى عملك وحسن سيرتك ، وكن ـ وفقك الله ـ شديد الاستحياء من الله ، فإنه شديد القرب منك ، عظيم الاتصال بك يعلم ما توسوس به نفسك ، وهو أقرب إليك من حبل الوريد ، وليكن حذرك منه عظيما وخوفك منه شديدا ، فإنه جلّت قدرته عظيم البأس شديد المحال ، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.

الإجابة عن تمرين (٨) صفحة ٢٥٧ من البلاغة الواضحة

السبب فى ذلك أن مواضع الفصل لكمال الاتصال ثلاثة : ـ

الأول ـ أن تكون الجملة الثانية توكيدا للأولى ، وهذا هو الإطناب بالتذليل ، ومثاله قول الشاعر : ـ

لم يبق جودك لى شيئا أومّله

تركتنى أصحب الدّنيا بلا أمل

١٣١

الثانى ـ أن تكون الجملة الثانية بيانا للأولى ، وهذا هو الإطناب بالإيضاح بعد الإيهام ، ومثاله قوله تعالى : ـ

(فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ قالَ يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ) إلخ.

الثالث ـ أن تكون الجملة الثانية بدلا من الأولى ، وهذا هو الإطناب بذكر الخاص بعد العام ، ومثاله قوله تعالى : ـ

(أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ * أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ.)

الإجابة عن تمرين (٩) صفحة ٢٥٧ من البلاغة الواضحة

إجابة (١)

(ا) الإطناب بذكر الخاص بعد العام.

(١) اقرأ كتب الأدب العربى وكتاب الأغانى لأبى الفرج الأصبهانى.

(٢) زرت آثار مصر وأهرام الجيزة.

فائدة الزيادة فى كل من المثالين المتقدمين التنبيه على رفعة الخاص والتنويه بشأنه ، فكأنه جنس آخر مستقل بنفسه.

(ب) الإطناب بذكر العام بعد الخاص.

(١) اقرأ تاريخ أبى بكر والخلفاء الراشدين.

(٢) قال تعالى : ـ (وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ) وفائدة الزيادة فى المثالين إفادة الشمول مع العناية بالخاص بذكره مرتين ، مرة وحده ، ومرة مندرجا تحت العام.

إجابة (٢)

(١) ويحتقر الدّنيا احتقار مجرّب

يرى كلّ ما فيها (وحاشاه) فانيا

(٢) أسأل الله (سبحانه) أن يهب لك الصحة.

فائدة الاعتراض فى المثال الأول الإسراع إلى التنبيه على أن الممدوح ليس داخلا فى عموم الكلام ، وفائدته فى المثال الثانى التنزيه والتقديس.

١٣٢

إجابة (٣)

(١) سيعاقب المهمل ، سيعاقب المهمل.

التكرار هنا لتأكيد الإنذار وتقرير المعنى فى نفس السامع.

(٢) مات فلذة الكبد ، مات ريحانة القلب.

التكرار هنا للتحسر وإظهار الحزن.

(٣) رأيت الناس وا أسفاه على اختلاف أجناسهم وتباين طباعهم وعلى الرغم من كمال معارفهم وحسن تهذيبهم ، رأيتهم يحترمون أهل المال أكثر مما يحترمون أهل العلم والفضل.

الداعى إلى تكرار الجملة «رأيتهم» طول الفصل وربط أول الكلام بآخره ربطا وثيقا محكما.

(٤) جدّ واجتهد وادأب فى عملك وثابر عليه تنل ما تؤمّله.

التكرار هنا للترغيب فى العمل والحث عليه.

إجابة (٤)

(ا) التذييل الجارى مجرى المثل.

(١) ولست بمستبق أخا لا تلمّه

على شعث (أىّ الرّجال المهذّب)

(٢) إذا انت لم تشرب مرارا على القذى

ظمئت (وأىّ النّاس تصفو مشاربه)

١٣٣

(ب) التذييل الذى لم يجر مجرى المثل.

(١) قال تعالى : ـ (وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ، أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ.)

(٢) كافأت عليّا على جدّه ، وهل يكافأ إلا المجدون.

إجابة (٥)

(١) قال عنترة : ـ

أثنى علىّ بما علمت فإنّنى

سمح مخالطتى إذا لم أظلم

(٢) وقال طرفة بن العبد.

فسقى ديارك غير مفسدها

صوب الرّبيع وديمة تهمى

الإجابة عن تمرين (١٠) صفحة ٢٥٨ من البلاغة الواضحة

(ا) يقول : إن هذا المكان لجمال مشاهدة وغرابة مناظره كأنه منازل للجن ، ويتكلم أهلوه بلغة غريبة بعيدة عن الأفهام ، حتى لو أتاهم سليمان مع علمه بلغات الجنّ لاحتاج إلى من يترجم له ؛ والمكان لبديع مشاهده قد استهوى قلوب فرساننا واستمال خيولنا حتى خشيت عليها أن تحرن وتمتنع عن السير على الرغم من عتقها وكرم أصلها.

(ب) وقوله فى البيت الثانى «وإن كرمن» احتراس بديع.

١٣٤

علم البديع

المحسّنات اللفظيّة

الجناس

الإجابة عن تمرين (١) صفحة ٢٦٥ من البلاغة الواضحة

(١) الجناس التام هنا فى كلمتى «يحيا ويحيى» فالأولى منهما فعل من الحياة ، والثانية علم.

(٢) الجناس التام هنا فى كلمة «إنسان» المكررة مرتين فى البيت ، فمعناها فى المرة الأولى أحد بنى آدم ، ومعناها فى الثانية المثال الذى يرى فى سواد العين.

(٣) الجناس هنا فى كلمة «فهمت» المكررة فى البيت مرتين ، فالأولى من الفهم ، والثانية من الهيام.

(٤) الجناس التام هنا بين قوله «سام وحام» فى آخر الشطر الأول من البيت الثانى ، وهما ولدان من أولاد نوح عليه السّلام ، وقوله «سام وحام» فى آخر هذا البيت أيضا ، وهما من السّموّ والحماية.

(٥) فى هذا البيت جناس تام فى ثلاثة مواضع : الأول فى قوله «عبّاس عبّاس» والثانى قوله «والفضل فضل» ، والثالث فى قوله «والرّبيع ربيع» والمعانى مشروحة فى حاشية البلاغة الواضحة.

الإجابة عن تمرين (٢) صفحة ٢٦٦ من البلاغة الواضحة.

(١) الجناس هنا فى كلمتى «امر. وأمن» وهو غير تام لاختلاف الكلمتين فى نوع الحروف.

١٣٥

(٢) الجناس هنا فى كلمتى «ينهون وينأون» وهو غير تام لاختلاف الكلمتين فى نوع الحروف.

(٣) الجناس هنا فى كلمتى «عالم ومعالم» وهو غير تام لاختلاف الكلمتين فى عدد الحروف.

(٤) الجناس هنا فى كلمتى «صبابة» فى آخر البيت الأول و «صبابة» فى آخر الثانى ، وهو غير تام لاختلاف الكلمتين فى شكل الحروف الأول منهما.

(٥) الجناس هنا فى كلمتى «البرد والبدر» ، وهو غير تام لاختلاف الكلمتين فى ترتيب الحروف وشكلها.

الإجابة عن تمرين (٣) صفحة ٢٦٧ من البلاغة الواضحة

(١) بين كلمتى «تلاق وتلاف» ، كلمتى «شاك وشاف» فى بيت البحترى جناس غير تام لاختلاف كلّ كلمتين فى حرف من حرفهما.

(٢) فى بيت النابغة جناس فى موضعين : الأول بين كلمتى «حزم وعزم» ، وهو هنا غير تام لاختلاف الكلمتين فى الحرف الأول من كل منهما ، والثانى بين كلمتى «الصفا والصفائح» ، وهو غير تام أيضا لاختلاف الكلمتين فى عدد الحروف.

(٣) فى البيت جناس فى موضعين : الأول بين كلمتى «ريح ورواح» ، والثانى بين كلمتى «شمال وشمول» ، والجناس فى كل من الموضعين غير تام لاختلاف كل كلمتين فى نوع الحروف وفى الشكل.

(٤) فى هذا القول جناس فى موضعين : الأول بين كلمتى «زمامى وذمامى» ، والثانى بين كلمتى «الأيادى والأعادى» ، والجناس فى كل من الموضعين غير تام لاختلاف كل كلمتين فى حرف من حروفهما.

(٥) فى هذا القول جناس غير تام فى موضعين : الأول بين كلمتى «السير والسيل» والثانى بين كلمتى «الخير والخليل» ، والسبب فى عدم تمامه اختلاف الحرف الأخير فى كل كلمتين.

١٣٦

(٦) بين كلمتى «مسعدا. ومبعدا» جناس غير تام لاختلاف الكلمتين فى حرف من حروفهما ، وكذلك بين الكمتين «عاذرا وعاذلا».

(٧) بين كلمتى «الصفائح والصحائف» فى بيت أبى تمام جناس غير تام ، لاحتلاف الكلمتين فى ترتيب الحروف.

(٨) فى الآية الكريمة جناس غير تام بين الكلمتين «تفرحون وتمرحون» ، وذلك لاختلافهما فى حرف من حروفهما.

(٩) فى الحديث الشريف جناس غير تام بين كلمتى «الخليل والخير» ، وذلك لاختلاف الكلمتين فى الحرف الأخير من كل منهما.

(١٠) بين كلمتى «القنا والقنابل» فى بيت حسان جناس غير تام ، لاختلاف الكلمتين فى عدد الحروف.

(١١) فى بيت أبى تمام جناس غير تام فى موضعين : أولهما بين كلمتى «عواص وعواصم» والثانى بين كلمتى «قواض وقواضب» والسبب فى عدم تمام الجناس اختلاف كل كلمتين فى عدد الحروف.

(١٢) بين كلمتى «الغرر والغرر» جناس غير تام لاختلافهما فى شكل الحرف الأول من كل منهما.

الإجابة عن تمرين (٤) صفحة ٢٦٨ من البلاغة الواضحة

للجناس التام

(١) ما دفع الناس إلى معرفة كمالك كمالك.

(٢) يقول الزاهد : اللقمة تكفينى إلى يوم تكفينى.

* * *

لغير تام

(١) قد يكون لوقع الكلام آلام الكلام.

(٢) ربّ مسرّة تعقب مضرّة.

١٣٧

الإجابة عن تمرين (٥) صفحة ٢٦٨ من البلاغة الواضحة

(ا) عجيب أمر الجواد ، فإنه فيما يظهر للناس يكلّف صاحبه أن يبذل من ماله وينزل على إرادة النائسين حتى كأنه غرم ، ولكنّ جزاء هذا الجود يبلغ أضعاف ما أنفق من مال ، فهو فى الحقيقة ربح ومغنم لصاجبه لما يترك وراءه من حسن الأحدوثة وجميل السيرة ، ولما يكون له من الأثر فى إحياء النفوس بعد أن سطا عليها الفقر وقعدت بها الحاجة.

(ب) بين كلمتى «مغارم ومغانم» فى البيت جناس غير تام لاختلافهما فى حرف من حروفهما.

(٢) الاقتباس

الإجابة عن تمرين (١) صفحة ٢٧٠ من البلاغة الواضحة

(١) أجاد الكاتب فى التمهيد للاقتباس وحسن اتصاله بالكلام قبله ، لأنه جعل الاقتباس سببا لما قدّمه فى كلامه من الحثّ على استباق الخيرات أيام الشباب ، ثم أبدع فى السجع وجمع فى كلامه بين ضدين هما «الفاحم ويبيضّ» ، وهذا من أنواع الحسن فى الكلام.

(٢) حسن تأتّى البليغ فى هذا المثال أنّه حوّل الآيات من الموضوع الذى قيلت فيه ، وهو وصف بعض الأنبياء عليهم السّلام ، إلى موضع جديد هو التحدث فى شأن الرسالة التى وصلت إليه من بعض الأمراء ، وقد سبك هذا الانتقال سبكا بديعا ثم زينه بسجع سهل لطيف ليس فيه أثر للتكلف.

(٣) أصل الآية التى اقتبسها الكاتب فى وصف الملائكة ، وقد أراد أن يشبّه حمام الزاحل بالملائكة لمشابهة بينهما ، وكلا الفريقين له أجنحة ، وكلا الفريقين يحمل رسالة إلى الأرض ، وكلا الفريقين أمين على ما حمّل ؛ ووجه الحسن فى هذا الاقتباس أن الكاتب عقد فيه تشبيها غريبا بعيد الخطور بالبال.

(٤) وجه الحسن فى الاقتباس هنا أن الكاتب جمع بين ضدين هما بيض سيوفه واسوداد وجوه أعدائه ، ثم حوّل الآية الشريفة من وصف حال غير

١٣٨

المؤمنين يوم القيامة إلى وصف أعداء الممدوح وإن كان سبب السواد مختلفا فى كل منهما ، فسواد وجوه غير المؤمنين كناية عن الحسرة والأسف ، وسواد وجوه الأعداء كناية عن الخيبة والحذلان.

(٥) أصل الحديث الشريف دعاء من النبىّ صلّى الله عليه وسلّم أن يسقط المطر حوالى قومه وألا يسقط فوقهم ، واقتبسه الشاعر وحوّله إلى مطر الهجران والصدود ، ومهّد لذلك تمهيدا حسنا فهو يقول : إنه رأى سحائب الهجر تتجمّع وتتكاثف وأنها تصبّ ماء الصدود على المحبين ، فدعا الله أن يجعل هذا النوع من المطر حوله وألا يصيبه منه شىء.

(٦) حسن تأتى البليغ هنا أنه نقل الآية الشريفة من موضوعها ، وهو حديث غير المؤمنين الذى يدل على يأسهم من البعث والحشر والحساب ، إلى وصف بخيل بالشحّ وأن عطاءه مميئوس منه يأس الكفار من أصحاب القبور ، ولا شك أن هذا منتهى الإغراق فى الذمّ.

الإجابة عن تمرين (٢) صفحة ٢٧١ من البلاغة الواضحة

(١) تنافسوا فى الإحسان ، ودعوا الفخر بكرم الأصول والأجداد ، إنّ أكرّمكم عند الله أتقاكم.

(٢) ربّ حقود ينصب لأخيه أشراكا لختله (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ).

(٣) العالم سراج هذه الأمة ، والجاهل مصدر البلاء والغمّة ، وإذا افتخر الجهال بالمال الذى يكنزون ، فقل : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)

(٤) وصف ابن بطوطة فى رحلته بلادا كثيرة ، وعادات غريبة ، وصوّر ما رأى خير تصوير (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ.)

(٥) رابطة الدين لا تضارعها رابطة ، فإذا رمى بلد إسلامىّ بكارثة أنّت لمصيبته بقية بلاد الإسلام ، ولا عجب ، فـ (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ.)

١٣٩

الإجابة عن تمرين (٣) صفحة ٢٧٢ من البلاغة الواضحة

(١) لا تضنّ على بائس ولو بكلمة عطف ، فإن كلّ معروف صدقة.

(٢) الحياء عقال يحجز النفس عن شهواتها ، فإذا لم تستح فاصنع ما شئت.

(٣) ما أجدر الظالم أن يستفظع آثامه ، وأن يسلك سبيل التوبة والندامة ، فإنّ الظلم ظلمات يوم القيامة.

(٤) عرفت نفسك قبل أن أراك ، وقدرت فضلك قبل أن أسعد بنور محياك ، ولا عجب فالنفوس طيور مؤتلفة ، والأرواح جنود مجّندة.

الإجابة عن تمرين (٤) صفحة ٢٧٢ من البلاغة الواضحة

لم أكن موفّقا إذ مدحتك وأنت بالمديح غير حقيق ، ولقد كنت أنت موفّقا حقّا فى حرمانى ثواب هذا المديح ، لأنه كان مديحا باطلا لا يستحق الجزاء ، ولقد كنت فى مديحك أشبه شىء بإنسان جرّه جهله إلى النزول بواد قاحل ماحل ليس فيه ماء ولا كلأ.

وحسن الاقتباس هنا ما تضمنه من التشبيه البديع ، فإن الآية الشريفة قيلت على لسان إبراهيم عليه السّلام حينما أنزل أهله بمكة فقال : (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) فشبّه ابن الرومىّ حال نفسه فى قصده بالمديح رجلا لا تندى كفه بقليل أو كثير ، بحال من نزل بواد جديب غير ممطور.

(٣) السّجع

الإجابة عن تمرين (١) صفحة ٢٧٣ من البلاغة الواضحة

(١) الحديث الشريف كلام مسجوع ، لأنه مركب من فقرتين اتحدتا فى الحرف الأخير وهو الميم فى كل من الكلمتين «غنم وسلم» والسجع هنا مقبول لأنه جاء رصين التركيب سليما من التكلف خاليا من التكرار فى غير فائدة.

١٤٠