البلاغة الواضحة

علي الحازم ومصطفى أمين

البلاغة الواضحة

المؤلف:

علي الحازم ومصطفى أمين


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة الصادق عليه السلام للطباعة والنشر
المطبعة: شريعت
الطبعة: ٥
الصفحات: ٣٠٦

الإجابة

المشبه

المشبه به

وجه الشبه

نوع الشبيه

(١) التسميم

أخلاقه

الرقة

مقلوب

(٢) الماء

طباعه

الصفاء

مقلوب

(٣) ضوء النهار

جبينه

الإشراق

مقلوب

(٤) نشر الروض

حسن سيرته

جميل الأشر

مقلوب

تمرينات

(١)

لم كان التشبيه مقلوبا فيما يأتى؟

(١) قال ابن المعتز :

والصّبح فى طرّة ليل مسفر

كأنّه غرّة مهر أشقر (١)

(٢) وقال البحترى :

فى حمرة الورد شىء من تلهّبها

وللقضيب نصيب من تثنّيها

(٣) وقال أيضا فى وصف بركة المتوكل :

كأنّها حين لجّت فى تدفقها

يد الخليفة لمّا سال واديها (٢)

(٤) سارت بنا السفينة فى بحر كأنه جدواك ، وقد سطع نور البدر كأنّه جمال محياك.

__________________

(١) طرة الشىء : طرفه ، وليل مستفر : أى دخل فى الإسفار وهو ظهور الفجر ، والغرة : بياض فى جبهة الفرس ، والمهر الأشقر : الأحمر الشعر.

(٢) لج فى الأمر من (بابى ضرب وفتح) : تمادى واستمر.

٦١

(٢)

ميّز التشبيه المقلوب من غير المقلوب فيما يأتى وبيّن الغرض من كل تشبيه :

(١) كأن سواد الليل شعر فاحم.

(٢) قال أبو الطيب :

يزور الأعادى فى سماء عجاجة

أسنّته فى جانبيها الكواكب (١)

(٣) كأنّ النّبل كلامه وكأن الوبل (٢) نواله.

(٤) قال الأبيوردى (٣) :

كلماتى قلائد الأعناق

سوف تفنى الدّهور وهى بواق

(٥) أرسل أحد كتّاب المأمون (٤) إليه فرسا وقال :

قد بعثنا بجواد

مثله ليس يرام

فرس يزهى به لا

حسن سرج ولجام (٥)

وجهه صبح ولكن

سائر الجسم ظلام

والذى يصلح للمو

لى على العبد حرام

(٣)

حوّل التشبيهات الآتية إلى تشبيهات مقلوبة وبيّن أيّها أبلغ :

(١) قال البحترىّ يصف قصرا فوق هضبة :

فى رأس مشرفة حصاها لؤلؤ

وترابها مسك يشاب بعنبر

__________________

(١) العجاجة ، الغبار ، والأسنة جمع سنان : وهو طرف الرمح.

(٢) الوبل : المطر الشديد المستمر ، والنوال : العطاء.

(٣) شاعر فصيح راوية نسابة له مصنفات فى اللغة لم يسبق إلى مثلها ، وقد مات بأصبهان سنة ٥٥٨ ه‍ والأبيوردى نسبة إلى أبيورد بليدة بخراسان.

(٤) هو ابن الخليفة هرون الرشيد ، كان عالما فاضلا ، وقد برع فى العربية ومهر فى الفلسفة ، واشتهر بجوده وفصاحته ، وكان من أكبر رجال بنى العباس حزما وعزما ودهاء وشجاعة ، توفى سنة ٢١٨ ه‍.

(٥) يزهى بكذا : يتيه ويتكبر ، وسرج نائب فاعل.

٦٢

(٢) وقال :

وكانت يد الفتح بن خاقان عندكم

يد الغيث عند الأرض حرّقها المحل (١)

(٣) وقال فى الغزل :

لست أنساه باديا من بعيد

يتثنّى تثنّى الغصن غضّا

(٤) وقال فى المديح :

وأشرق عن بشر هو النور فى الضّحا

وصافى بأخلاق هى الطّل فى الصّبح (٢)

(٤)

حول التشبيهات المقلوبة الآتية إلى تشبيهات غير مقلوبة :

(١) ركبنا قطارا كأنه الجواد السبّاق.

(٢) فاح الزهر كأنه ذكرك الجميل.

(٣) ظهر الصبح كأنه حجّتك الساطعة.

(٤) تقلد الفارس سيفا كأنه عزيمته يوم النزال.

(٥)

كون تشبيها مقلوبا من كل طرفين من الأطراف الآتية مع وضع كل طرف مع ما يناسبه :

قصف الرعد.

غضبة.

لمع البرق.

أخلاقه

نور جبينه.

الصاعقة.

شعره.

ابتسامه

شعاع الشمس.

صوته.

سواد الليل.

أزهار الربيع

__________________

(١) الفتح بن خاقان : شاعر فصيح ، كان فى نهاية الفطنة والذكاء ، وهو فارسى الأصل من أبناء الملوك ، اتخذه المتوكل العباسى أخا له واستوزره ، وقدمه على أهله وولده ، واجتمعت له خزانة كتب حافلة ، وقتل مع المتوكل سنة ٢١٧ ه‍ ، واليد : النعمة والعطاء ، والمحل : الجدب وانقطاع المطر.

(٢) البشر : الفرح والبشاشة ، ويكون الزهر وقت الضحا متفتحا ، والطل فى وقت الصبح فى أكمل أحوال نقائه وصفائه.

٦٣

(٦)

أتمم التشبيهات المقلوبة الآتية :

(١) كأنّ ... قدومك لزيارتى

(٤) كأن ... حرارة حقده.

(٢) كان ... جرأتك.

(٥) كأنّ ... حدّ عزيمتك.

(٣) كأنّ ... صوته المنكر.

(٦) كأن ... احتياله.

 (٧)

أتمم التشبيهات المقلوبة :

(١) كأن عصف الريح ...

(٤) كأن الدّرر ...

(٢) كأن ذل اليتيم ...

(٥) كأن صفاء الماء ...

(٣) كأن نضرة الورد ...

(٦) كأن السّحر ...

 (٨)

جاء فى كتب الأدب أن أبا تمام حينما قال فى مدح أحمد بن المعتصم (١) :

إقدام عمرو (٢) فى سماحة حاتم (٣)

فى حلم أحنف (٤) فى ذكاء إياس (٥)

قال بعض حساده أمام ممدوحه : «ما زدت على أن شبّهت الأمير بمن هم دونه».

فقال أبو تمام :

لا تنكروا ضربى له من دونه

مثلا شرودا فى النّدى والباس (٦)

فالله قد ضرب الأقلّ لنوره

مثلا من المشكاة والنّبراس (٧)

__________________

(١) هو ابن الخليفة العباسى الثامن (أمير المؤمنين المعتصم).

(٢) هو عمرو بن معدى كرب الزبيدى فارس اليمن وصاحب الغارات المشهورة ، وأخبار شجاعته كثيرة توفى سنة ٢١ ه‍.

(٣) هو أحد أجواد العرب المشهورين.

(٤) هو الأحنف بن قيس من سادات التابعين ، كان شهما حليما عزيزا فى قومه ، إذا غضب غضب له مائة ألف سيف لا يسألون لماذا غضب ، توفى سنة ٦٧ ه‍.

(٥) هو قاضى البصرة وأحد أعاجيب الدهر فى الفطنة والذكاء يضرب المثل بذكائه وصدق حدسه توفى سنة ١٢٢ ه‍.

(٦) شرودا : سائرا ، والندى : الكرم ، والبأس : الشجاعة والقوة.

(٧) المشكاة : فتحة فى الحائط غير نافذة ، والنبراس : المصباح.

٦٤

فما معنى الرد الذى ساقه أبو تمام فى البيتين السابقين؟ وهل فى استطاعتك أن تدافع عن أبى تمام بحجة أخرى بعد أن تنظر فى البيت جميعه؟ وما نوع التشبيه الذى يرضى هؤلاء النقاد؟

(٩)

هات تشبيهات مقلوبة فى وصف جرىء مقدام ، ثم فى وصف سفينة ، ثم فى وصف كلام بليغ.

(١٠)

ولو لا احتقار الأسد شبّهتهم بها

ولكنّها معدودة فى البهائم

تكلّم على ما فى البيت السابق من ضروب الحسن البيانى ، وهل ترى أن المدح يكون أبلغ لو قال «شبهتها بهم» وما ذا يكون التشبيه إذا؟

(٧) بلاغة التشبيه وبعض ما أثر منه عن العرب والمحدثين (١)

تنشأ بلاغة التشبيه من أنه ينتقل بك من الشىء نفسه إلى شىء ، طريف يشبهه ، أو صورة بارعة تمثّله. وكلما كان هذا الانتقال بعيدا قليل الخطورة بالبال ، أو ممتزجا بقليل أو كثير من الخيال ، كان التشبيه أروع للنفس وأدعى إلى إعجابها واهتزازها.

فإذا قلت : فلان يشبه فلانا فى الطول ، أو إنّ الأرض تشبه الكرة فى الشكل ، أو إنّ الجزر البريطانية تشبه بلاد اليابان ، لم يكن لهذه

__________________

(١) المحدث فى اللغة : المتأخر ، والمراد به هنا من جاء بعد عهد العرب الذين يحتج بكلامهم فى اللغة.

٦٥

التشبيهات أثر للبلاغة ؛ لظهور المشابهة وعدم احتياج العثور عليها إلى براعة وجهد أدبىّ ، ولخلوها من الخيال.

وهذا الضرب من التشبيه يقصد به البيان والإيضاح وتقريب الشىء إلى الأفهام ، وأكثر ما يستعمل فى العلوم والفنون.

ولكنك تأخذك روعة التشبيه حينما تسمع قول المعرى يصف نجما :

يسرع اللّمح فى احمرار كما تس

رع فى اللمح مقلة الغضبان (١)

فإن تشبيه لمحات النجم وتألقه مع احمرار ضوئه بسرعة لمحة الغضبان من التشبيهات النادرة التى لا تنقاد إلا لأديب. ومن ذلك قول الشاعر :

وكأنّ النّجوم بين دجاها

سنن لاح بينهنّ ابتداع

فإن جمال هذا التشبيه جاء من شعورك ببراعة الشاعر وحذقه فى عقد المشابهة بين حالتين ما كان يخطر بالبال تشابههما ، وهما حالة النجوم فى رقعة الليل بحال السنن الدينية الصحيحة متفرقة بين البدع الباطلة. ولهذا التشبيه رؤعة أخرى جاءت من أن الشاعر تخيّل أن السنن مضيئة لمّاعة ، وأن البدع مظلمة قاتمة.

ومن أبدع التشبيهات قول المتنبى :

بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها

وقوف شحيح ضاع فى التّرب خاتمه

يدعو على نفسه بالبلى والفناء إذا هو لم يقف بالأطلال ليذكر عهد من كانوا بها ، ثم أراد أن يصوّر لك هيئة وقوفه فقال : كما يقف شحيح فقد خاتمه فى التراب ؛ من كان يوفق إلى تصوير حال الذاهل المتحير المحزون المطرق برأسه المنتقل من مكان إلى مكان فى اضطراب ودهشة بحال

__________________

(١) لمح البرق والنجم : لمعانهما ، ولمح البصر : اختلاس النظر.

٦٦

شحيح فقد فى التراب خاتما ثمينا؟ ولو أردنا أن نورد لك أمثلة من هذا النوع لطال الكلام.

* * *

هذه هى بلاغة التشبيه من حيث مبلغ طرافته وبعد مرماه ومقدار ما فيه من خيال ، أما بلاغته من حيث الصورة الكلامية التى يوضع فبها أيضا. فأقل التشبيهات مرتبة فى البلاغة ما ذكرت أركانه جميعها. لأن بلاغة التشبيه مبنيّة على ادعاء أن المشبّه عين المشبه به ، ووجود الأداة ووجه الشبه معا يحولان دون هذا الادعاء ، فإذا حذفت الأداة وحدها ، أو وجه الشبه وحده ، ارتفعت درجة التشبيه فى البلاغة قليلا ، لأن حذف أحد هذين يقوى ادعاء اتحاد المشبه والمشبه به بعض التقوية. أما أبلغ أنواع التشبيه فالتشبيه البليغ ؛ لأنه مبنىّ على ادعاء أن المشبه والمشبه به شىء واحد.

* * *

هذا ـ وقد جرى العرب والمحدثون على تشبيه الجواد بالبحر والمطر ، والشجاع بالأسد ، والوجه الحسن بالشمس والقمر ، والشّهم الماضى فى الأمور بالسيف ، والعالى المنزلة بالنجم ، والحليم الرزين بالجبل ، والأمانىّ الكاذبة بالأحلام ، والوجه الصبيح بالدينار ، والشعر الفاحم بالليل ، والماء الصافى باللجين ، والليل بموج البحر ، والجيش بالبحر الزاخر ، والخيل بالريح والبرق ، والنجوم بالدرر والأزهار ، والأسنان بالبرد واللؤلؤ ، والسفن بالجبال ، والجداول بالحيات الملتوية ، والشّيب بالنهار ولمع السيوف ، وغرّة الفرس بالهلال. ويشبهون الجبان بالنّعامة والذّبابة ، واللئيم بالثعلب ، والطائش بالفراش ، والذليل بالوتد ، والقاسى بالحديد

٦٧

والصخر ، والبليد بالحمار ، والبخيل بالأرض المجدية.

* * *

وقد اشتهر رجال من العرب بخلال محمودة فصاروا فيها أعلاما فجرى التشبيه بهم. فيشبه الوفىّ بالسّموءل (١) ، والكريم بحاتم ، والعادل بعمر (٢) ، والحليم بالأحنف ، والفصيح بسحبان ، والخطيب بقسّ (٣) والشجاع بعمرو بن معديكرب ، والحكيم بلقمان (٤) ، والذّكىّ بإياس.

واشتهر آخرون بصفات ذميمة فجرى التشبيه بهم أيضا ، فيشبه العيىّ بباقل (٥) ، والأحمق بهبنّقة (٦) ، والنادم بالكسعىّ (٧) ، والبخيل بمارد (٨) ، والهجّاء بالحطيّئة (٩) ، والقاسى بالحجاج (١٠).

__________________

(١) هو السموءل بن حيان اليهودى ، يضرب به المثل فى الوفاء ، وهو من شعراء الجاهلية توفى سنة ٦٢ ق ه.

(٢) هو أمير المؤمنين وخليفة المسلمين وأحد السابقين إلى الإسلام والأولين ، اشتهر بعدله وتواضعه وزهده ، وقد نصر الله به الإسلام وأعزه.

(٣) هو ابن ساعدة الإيادى خطيب العرب قاطبة ، ويضرب به المثل فى البلاغة والحكمة.

(٤) حكيم مشهور آتاه الله الحكمة أى الإصابة فى القول والعمل.

(٥) رجل اشتهر بالعى ، اشترى غزالا مرة بأحد عشر درهما فسئل عن ثمنه فمد أصابع كفيه يريد عشرة وأخرج لسانه ليكملها أحد عشر ففر الغزال ، فضرب به المثل فى العى.

(٦) هو لقب أبى الودعاء يزيد بن ثروان القيسى ، ويضرب به المثل فى الحمق.

(٧) هو غامد بن الحرث ، خرج مرة للصيد فأصاب خمسة حمر بخمسة أسهم ، وكان يظن كل مرة أنه مخطى ، فغضب وكسر قوسه ، ولما أصبح رأى الحمر مصروعة والأسهم مخضبة بالدم ، فندم على كسر قوسه ، وعض على إبهامه فقطعها.

(٨) لقب رجل من بنى هلال اسمه مخارق ، وكان مشهورا بالبخل واللؤم.

(٩) شاعر مخضرم كان هجاء مرا ، ولم يكد يسلم من لسانه أحد ، هجا أمه وأباه ونفسه ، وله ديوان شعر ، وتوفى سنة ٣٠ ه‍.

(١٠) هو الحجاج بن يوسف الثقفى ، كان عاملا على العراق وخراسان لعبد الملك بن مروان تم للوليد من بعده ، وهو أحد جبابرة العرب وله فى القتل والعقوبات غرائب لم يسمع بمثلها. توفى بمدينة واسط سنة ٩٧ ه‍.

٦٨

الحقيقة والمجاز

المجاز اللغوى

الأمثلة :

(١) قال ابن العميد (١) :

قامت تظلّلنى من الشّمس

نفس أحبّ إلىّ من نفسى

قامت تظلّلنى ومن عجب

شمس تظلّلنى من الشمس

(٢) وقال البحترى يصف مبارزة الفتح بن خاقان لأسد :

فلم أرضر غامين أصدق منكما

عراكا إذا الهيّابة النّكس كذّبا (٢)

هزبر مشى يبغى هزبرا وأغلب

من القوم يغشى باسل الوجه أغلبا (٣)

(٣) وقال المتنبى وقد سقط مطر على سيف الدولة :

لعينى كلّ يوم منك حظّ

تحيّر منه فى أمر عجاب (٤)

حمالة ذا الحسام على حسام

وموقع ذا السّحاب على سحاب (٥)

(٤) وقال البحترىّ :

إذا العين راحت وهى عين على الجوى

فليس بسرّ ما تسرّ الأضالع

__________________

(١) هو الوزير أبو الفضل محمد بن العميد نبغ فى الأدب وعلوم الفلسفة والنجوم ، وقد برز فى الكتابة على أهل زمانه حتى قيل : «بدئت الكتابة بعبد الحميد وختمت بابن العميد» توفى سنة ٣٦٠ ه‍.

(٢) الضرغام : الأسد ، الهيابة : الجبان ، والنكس : الضعيف ،

(٣) الهزبر : الأسد ، والأغلب : الأسد أيضا ، والباسل : الشجاع.

(٤) تحير : أصلها تتحير حذف منها إحدى التاءين.

(٥) حمالة السيف : ما يحمل به.

٦٩

البحث :

انظر إلى الشطر الأخير فى البيتين الأولين ، تجد أن كلمة «الشمس» استعملت فى معنيين : أحدهما المعنى الحقيقى للشمس التى تعرفها ، وهى لتى تظهر فى المشرق صبحا وتختفى عند الغروب مساء ، والثانى إنسان وضاء الوجه يشبه الشمس فى التلألؤ ، وهذا المعنى غير حقيقى ، وإذا تأملت رأيت أنّ هناك صلة وعلاقة بين المعنى الأصلىّ للشمس والمعنى العارض الذى استعملت فيه. وهذه العلاقة هى المشابهة ، لأن الشخص الوضىء الوجه يشبه الشمس فى الإشراق ، ولا يمكن أن يلتبس عليك الأمر فتفهم من «شمس تظللنى» المعنى الحقيقى للشمس ، لأن الشمس الحقيقية لا تظلّل ، فكلمة تظللنى إذا تمنع من إرادة المعنى الحقيقى ، ولهذا تسمى قرينة دالة على أن المعنى المقصود هو المعنى الجديد العارض.

وإذا تأملت البيت الثانى للبحترىّ رأيت أن كلمة «هزبرا» الثانية يراد بها الأسد الحقيقى ، وأن كلمة «هزبر» الأولى يراد بها الممدوح الشجاع. وهذا معنى غير حقيقى ، ورأيت أن العلاقة بين المعنى الحقيقى للأسد والمعنى العارض هى المشابهة فى الشجاعة ، وأن القرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقى للأسد هى أن الحال المفهومة من سياق الكلام تدل على أن المقصود المعنى العارض ، ومثل ذلك يقال فى «أغلب من القوم» و «باسل الوجه أغلبا» فإن الثانية تدل على المعنى الأصلى للأسد ، والأولى تدل على المعنى العارض وهو الرجل الشجاع ، والعلاقة المشابهة ، والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلى هنا لفظية وهى «من القوم».

تستطيع بعد هذا البيان أن تدرك فى البيت الثانى للمتنبى أن كلمة «حسام» الثانية استعملت فى غير معناها الحقيقى لعلاقة المشابهة فى تحمّل الأخطار. والقرينة تفهم من المقام فهى حالية. ومثل ذلك كلمة «سحاب» الأخيرة فإنها استعملت لتدل على سيف الدولة لعلاقة المشابهة بينه

٧٠

وبين السحاب فى الكرم ، والقرينة حاليّة أيضا.

أما بيت البحترى فمعناه أنّ عين الإنسان إذا أصبحت بسبب بكائها جاسوسا على ما فى النفس من وجد وحزن. فإن ما تنطوى عليه النفس منهما لا يكون سرّا مكتوما ، فأنت ترى أن كلمة «العين» الأولى استعملت فى معناها الحقيقى وأن كلمة «عين» الثانية استعملت فى الجاسوس وهو غير معناها الأصلى ، ولكن لأن العين جزء من الجاسوس وبها يعمل ، أطلقها وأراد الكل شأن العرب فى إطلاق الجزء وإرادة الكلّ ، وأنت ترى أن العلاقة بين العين والجاسوس ليست المشابهة وإنما هى الجزئية والقرينة «على الجوى» فهى لفظيّة.

ويتّضح من كل ما ذكرنا أن الكلمات : شمس ، وهزبر ، وأغلب ، وحسام ، وسحاب ، وعين ، استعملت فى غير معناها الحقيقى لعلاقة وارتباط بين المعنى الحقيقى والمعنى العارض وتسمى كل كلمة من هذه مجازا لغويّا.

القاعدة :

(١٢) المجاز اللّغوىّ هو اللفظ المستعمل فى غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقىّ. والعلاقة بين المعنى الحقيقىّ والمعنى المجازىّ قد تكون المشابهة ، وقد تكون غيرها ، والقرينة قد تكون لفظية وقد تكون حاليّة.

نموذج

(١) قال أبو الطيب حين مرض بالحمّى بمصر :

فإن أمرض فما مرض اصطبارى

وإن أحمم فما حمّ اعتزامى

٧١

(٢) وقال حينما أنذر السحاب بالمطر وكان مع ممدوحه :

تعرّض لى السّحاب وقد قفلنا

فقلت إليك إن معى السّحابا (١)

(٣) وقال آخر :

بلادى وإن جارت علىّ عزيزة

وقومى وإن ضنّوا علىّ كرام

الإجابة

تمرينات

(١)

الكلمات التى تحتها خط استعملت مرّة استعمالا حقيقيّا. ومرّة استعمالا مجازيّا ؛ بيّن المجازىّ منها مع ذكر العلاقة والقرينة لفظية أو حاليّة :

(١) قال المتنبى فى المديح :

فيوما بخيل تطرد الروم عنهم

ويوما بجود تطرد الفقر والجدبا

(٢) وقال :

فلا زالت الشّمس التى فى سمائه

مطالعة الشمس التى فى لثامه (٢)

__________________

(١) قفلنا : رجعنا ، وإليك : اكفف.

(٢) المطالعة هنا المشاركة فى الطلوع ـ أى لا زال باقيا بقاء الشمس فكلما طلعت فى السماء كان وجهه طالعا بإزائها.

٧٢

(٣) وقال :

عيب عليك ترى بسيف فى الوغى

ما يفعل الصّمصام بالصّمصام (١)

(٤) وقال :

إذا اعتلّ سيف الدولة اعتلّت الأرض (٢).

(٥) وقال أبو تمام فى الرّثاء :

وما مات حتى مات مضرب سيفه

من الضرب واعتلّت عليه القنا السّمر (٣)

(٦) كان خالد بن الوليد (٤) إذا سار سار النصر تحت لوائه.

(٧) بنيت بيوتا عاليات وقبلها

بنيت فخارا لا تسامى شواهقه

(٢)

(١) أمن الحقيقة أم من المجاز كلمة «الشمسين» فى قول المتنبى يرثى أخت سيف الدولة؟ :

فليت طالعة الشمسين غائبة

وليت غائبة الشمسين لم تغب (٥)

(٢) أحقيقة أم مجاز كلمة «بدرا» فى قول الشاعر؟ :

وقد نظرت بدر الدّجى ورأيتها

فكان كلانا ناظرا وحده بدرا

(٣) أحقيقة أم مجاز كلمة «ليالى» فى قول المتنبى؟ :

نشرت ثلاث ذوائب من شعرها

فى ليلة فأرت ليالى أربعا (٦)

(٤) أحقيقة أم مجاز كلمة «القمرين» فى قول المتنبى؟ :

واستقبلت قمر السماء بوجهها

فأرتنى القمرين فى وقت معا

__________________

(١) الوغى : الحرب ، والصمصام : السيف ؛ يريد أنك كالسيف فى المضاء فلا حاجة بك إلى السيف.

(٢) اعتل : مرض.

(٣) مضرب السيف : حده ، والقنا : الرماح ، والسمر : الرماح أيضا ، أى لم يمت فى ساحة الحرب حتى تثلم سيفه وضعفت الرماح عن المقاومة.

(٤) صحابى جليل وقائد كبير من قواد جنود المسلمين ، قاتل المرتدين فى عهد أبى بكر رضى الله عنه ، ثم فتح الحيرة وجانبا عظما من العراق ، وكان موفقا فى غزواته وحروبه ، قال أبو بكر : عجزت النساء أن يلدان مثل خالد ، وقد توفى سنة ٢١ ه‍.

(٥) يقصد بطالعة الشمسين الشمس الحقيقية ، وبغائبة الشمسين أخت سيف الدولة.

(٦) الذوائب : جمع ذؤابة وهى الخصلة من الشعر.

٧٣

(٣)

(ا) استعمل الأسماء الآتية استعمالا حقيقيّا مرّة ومجازيّا أخرى لعلاقة المشابهة :

البرق ـ الرّيح ـ المطر ـ الدّرر ـ الثعلب ـ النسر ـ النجوم ـ الحنظل.

(ب) استعمل الأفعال الآتية استعمالا حقيقيّا مرّة ومجازيّا أخرى لعلاقة المشابهة :

غرق ـ قتل ـ مزّق ـ شرب ـ دفن ـ أراق ـ رمى ـ سقط

(٤)

ضع مفعولا به فى المكان الخالى يكون مستعملا استعمالا مجازيّا ، ثم اشرح العلاقة والقرينة :

أحيا طلعت حرب ... نثر الخطيب ... زرع المحسن ...

قوّم المعلم ... قتل الكسلان ... حاربت أوربا ...

(٥)

ضع فى جملة كلمة «أذن» لتدل على الرجل الذى يميل لسماع الوشايات ، وفى جملة أخرى كلمة «يمين» لتدل على القوة ، ثم بيّن العلاقة.

(٦)

كون أربع جمل تشتمل كل منها على مجاز لغوىّ علاقته المشابهة.

(٧)

اشرح بيتى البحترى فى المديح ثم بيّن ما تضمنته كلمة «شمسين» من الحقيقة والمجاز :

طلعت لهم وقت الشروق فعاينوا

سنا الشّمس من أفق ووجهك من أفق (١)

فما عاينوا شمسين قبلهما التقى

ضياؤهما وفقا من الغرب والشرق (٢)

__________________

(١) السنا : النور ، والأفق : الناحية.

(٢) وفقا : أى متفقين فى الميعاد

٧٤

(١) الاستعارة التصريحية والمكنيّة

الأمثلة :

(١) قال تعالى : «كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ».

(٢) وقال المتنبى وقد قابله ممدوحه وعانقه :

فلم أر قبلى من مشى البحر نحوه

ولا رجلا قامت تعانقه الأسد

(٣) وقال فى مدح سيف الدولة :

أما ترى ظفرا حلوا سوى ظفر

تصافحت فيه بيض الهند واللّمم (١)

* * *

(١) وقال الحجّاج فى إحدى خطبه :

إنى لأرى رءوسا قد أينعت وحان قطافها وإنّى لصاحبها (٢).

(٢) وقال المتنبى :

ولمّا قلّت الإبل امتطينا

إلى ابن أبى سليمان الخطوبا (٣)

(٣) وقال :

المجد عوفى إذ عوفيت والكرم

وزال عنك إلى أعدائك الألم

__________________

(١) بيض الهند : السيوف ، واللمم جمع لمة : وهى الشعر المجاور شحمة الأذن ، والمراد بها هنا الرءوس. يقول : لا ترى الانتصار لذيذا إلا بعد معركة تتلاقى فيها السيوف بالرءوس.

(٢) أينعت من أينع الثمر إذا أدرك ونضج ، وحان قطافها : آن وقت قطعها ، يريد أنه بصير بحال القوم من الشقاق والخلاف فى بيعة أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان ، فهو يحذرهم عاقبة ذلك.

(٣) امتطينا : ركبنا ، والخطوب : الأمور الشديدة ، يقول : لما عزت الإبل عليه لفقره حملته الخطوب على قصد هذا الممدوح فكانت له بمنزلة مطية يركبها.

٧٥

البحث :

فى كل مثال من الأمثلة السابقة مجاز لغوىّ : أى كلمة استعملت فى غير معناها الحقيقى فالمثال الأول من الأمثلة الثلاثة الأولى يشتمل على كلمتى الظلمات والنور ولا يقصد بالأولى إلّا الضلال ، ولا يراد بالثانية إلّا الهدى والإيمان ، والعلاقة المشابهة والقرينة حالية ؛ وبيت المتنبى يحتوى على مجازين هما «البحر» الذى يراد به الرجل الكريم لعلاقة المشابهة ، والقرينة «مشى» و «الأسد» التى براد بها الشجعان لعلاقة المشابهة ، والقرينة «تعانقه» ؛ والبيت الثالث يحتوى على مجاز هو «تصافحت» الذى يراد منه تلاقت ، لعلاقة المشابهة والقرينة «بيض الهند واللمم».

وإذا تأملت كل مجاز سبق رأيت أنه تضمّن تشبيها حذف منه لفظ المشبّه واستعير بدله لفظ المشبّه به ليقوم مقامه بادعاء أنّ المشبه به هو عين المشبّه ، وهذا أبعد مدى فى البلاغة ، وأدخل فى المبالغة ، ويسمّى هذا المجاز استعارة ، ولما كان المشبّه به مصرّحا به فى هذا المجاز سمّى استعارة تصريحية

نرجع إذا إلى الأمثلة الثلاثة الأخيرة ؛ ويكفى أن نوضح لك مثالا منها لتقيس عليه ما بعده ، وهو قول الحجاج فى التهديد : «إنّى لأرى رءوسا قد أينعت» فإن الذى يفهم منه أن يشبه الرءوس بالثمرات ، فأصل الكلام إنى لأرى رءوسا كالثمرات قد أينعت ، ثم حذف المشبّه به فصار إنى لأرى رءوسا قد أينعت ، على تخيّل أن الرءوس قد تمثلت فى صورة ثمار ، ورمز للمشبه به المحذوف بشىء من لوازمه وهو أينعت ، ولما كان المشبه به فى هذه الاستعارة محتجبا سميت استعارة مكنية ، ومثل ذلك يقال فى «امتطينا الخطوبا» وفى كلمة «المجد» فى البيت الاخير.

٧٦

القاعدة :

(١٣) الاستعارة من المجاز اللّغوىّ ، وهى تشبيه حذف أحد طرفيه ، فعلاقتها المشابهة دائما ، وهى قسمان :

(ا) تصريحيّة ، وهى ما صرّح فيها بلفظ المشبّه به.

(ب) مكنيّة ، وهى ما حذف فيها المشبّه به ورمز له بشىء من لوازمه.

نموذج

(١) قال المتنبى يصف دخول رسول الرّوم على سيف الدولة :

أقبل يمشى فى البساط فما درى

إلى البحر يسعى أم إلى البدر يرتقى

(٢) وصف أعرابى أخا له فقال :

كان أخى يقرى العين جمالا والأذن بيانا (١).

(٣) وقال تعالى على لسان زكريا :

(رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً.)

(٤) وقال أعرابى فى المدح :

فلان يرمى بطرفه حيث أشار الكرم (٢).

الإجابة

(١) ـ شبّه سيف الدولة بالبحر بجامع (٣) العطاء ثم استعير اللفظ الدال على المشبّه به وهو البحر للمشبه وهو سيف الدولة ، على سبيل الاستعارة التصريحية ، والقرينة «فأقبل يمشى فى البساط».

ب ـ شبّه سيف الدولة بالبدر بجامع الرّفعة ، ثم استعير اللفظ الدال على المشبه به وهو البدر للمشبه وهو سيف الدولة ، على سبيل الاستعارة التصريحية ، والقرينة «فأقبل يمشى فى البساط».

__________________

(١) القرى : إكرام الضيف وإطعامه.

(٢) الطرف : البصر.

(٣) الجامع فى الاستعارة هو ما يعبر عنه فى التشبيه بوجه الشبه.

٧٧

(٢) شبّه إمتاع العين بالجمال وإمتاع الأذن بالبيان بقرى الضيف ، ثم اشتقّ من القرى يقرى بمعنى يمتع على سبيل الاستعارة التصريحية ، والقرينة جمالا وبيانا.

(٣) شبّه الرأس بالوقود ثم حذف المشبه به ، ورمز إليه بشىء من لوازمه وهو «اشتعل» على سبيل الاستعارة المكنية ، والقرينة إثبات الاشتعال للرأس.

(٤) شبّه الكرم بإنسان ثم حذف ورمز إليه بشىء من لوازمه وهو «أشار» على سبيل الاستعارة المكنية ، والقرينة إثبات الإشارة للكرم.

تمرينات

(١)

أجر الاستعارة التصريحية التى تحتها خط فيما يأتى :

(١) كلّ زنجيّة كأن سواد ال

ليل أهدى لها سواد الإهاب (١)

(٢) وقال فى وصف مزيّن :

إذا لمع البرق فى كفّه

أفاض على الوجه ماء النعيم (٢)

له راحة سيرها راحة

تمرّ على الوجه مرّ النّسيم (٣)

(٣) وقال ابن المعتز :

جمع الحقّ لنا فى إمام

قتل البخل وأحيا السّماحا

(٢)

أجر الاستعارة المكنية التى تحتها خط فيما يأتى :

(١) مدح أعرابى رجلا فقال :

تطلّعت عيون الفضل لك ، وأصغت آذان المجد إليك.

__________________

(١) الإهاب : الجلد ، يقول : إن القار الذى طليت به السفن لشدة سواده كأنه جزء من الليل أهداه الليل إليها.

(٢) ماء النعيم : رونقه ونضارته.

(٣) الراحة الأولى : باطن الكف ، والراحة الثانية : ضد التعب ، يصف اليد باللطف والخفة.

٧٨

(٢) ومدح آخر قوما بالشجاعة فقال : أقسمت سيوفهم ألا تضيع حقّا لهم.

(٣) وقال السرىّ الرّفاء

مواطن لم يسحب بها الغىّ ذيله

وكم للعوالى بينها من مساحب (١)

(٣)

عيّن التصريحية والمكنية من الاستعارات التى تحتها خط مع بيان السبب :

(١) قال دعبل الخزاعىّ (٢) :

لا تعجبى يا سلم من رجل

ضحك المشيب برأسه فبكى (٣)

(٢) ذمّ أعرابى قوما فقال : أولئك قوم يصومون عن المعروف ، ويفطرون على الفحشاء.

(٣) وذمّ آخر رجلا فقال : إنه سمين المال مهزول المعروف.

(٤) وقال البحترى يرثى المتوكل (٤) وقد قتل غيلة :

فما قاتلت عنه المنايا جنوده

ولا دافعت أملاكه وذخائره (٥)

(٥) وإذا العناية لاحظتك عيونها

نم فالمخاوف كلّهنّ أمان

(٦) وقال أبو العتاهية يهنّئ المهدى (٦) بالخلافة :

أتته الخلافة منقادة

إليه تجرّر أذيالها

__________________

(١) العوالى : جمع عالية وهى الرماح ، يقول : إن هذه الأماكن طاهرة من أدران الغواية وإنها منازل شجعان طالما جرت فيها الرماح.

(٢) كان شاعرا هجاء ، ولد بالكوفة وأقام ببغداد ، وشعره جيد ؛ وقد أولع بالهجو والحط من أقدار الناس فهجا الخلفاء ومن دونهم ، وتوفى سنة ٢٤٦.

(٣) يا سلم : يا سلمى.

(٤) هو المتوكل العباسى ، بويع بالخلافة بعد وفاة أخيه الواثق سنة ٢٣٢ ه‍ ، وكان جوادا محبا للعمران ، وقد نقل مقر الخلافة من بغداد إلى دمشق ، وقتل غيلة سنة ٢٤٧ ه‍.

(٥) يقول : إن جيشه لم ينفعه حين هجم عليه الأعداء فى قصره فلم يقاتل دونه ، وإن أملاكه وأمواله لم تغن عنه شيئا.

(٦) هو من خلفاء الدولة العباسية فى العراق ، أقام فى الخلافة عشر سنين محمود العهد والسيرة محببا إلى الرعية وكان جوادا ، توفى سنة ١٦٩ ه‍.

٧٩

(٤)

ضع الأسماء الآتية فى جمل بحيث يكون كلّ منها استعارة تصريحية مرة ومكنية أخرى :

الشمس ـ البلبل ـ البحر ـ الأزهار ـ البرق

(٥)

حوّل الاستعارات الآتية إلى تشبيهات :

(١) قال أبو تمام فى وصف سحابة :

ديمة سمحة القياد سكوب

مستغيث بها الثرى المكروب (١)

(٢) وقال السّرىّ فى وصف الثلج وقد سقط على الجبال :

ألمّ بربعها صبحا فألفى

ملمّ الشيب فى لمم الجبال (٢)

(٣) وقال فى وصف قلم :

وأهيف إن زعزعته البنا

ن أمطر فى الطّرس ليلا أحم (٣)

(٦)

حوّل التشبيهات الآتية إلى استعارات :

(١) إنّ الرسول لنور يستضاء به.

(٢) أنا غصن من غصون سرحتك ، وفرع من فروع دوحتك (٤)

__________________

(١) الديمة : السحابة الممطرة. وسمحة القياد أى أن الريح تقودها وهى لينة لا تمانع ، وسكوب : كثيرة سكب المطر وصبه ، والثرى : التراب.

(٢) ألم : نزل. والضمير يعود لى الثلج ، بربعها : بمنزلها والمقصود بمكانها ، والضمير يعود إلى البقعة ، واللمم جمع لمة وهى شر الرأس.

(٣) الهيف فى الأصل : رقة الخصر ، وزعزعته : هزته ، والبنان : الأصع أو أطرافها ، الطرس : القرطاس ، والأحم : الأسود.

(٤) السرحة : الشجرة العظلة وكذلك الدوحة.

٨٠