البلاغة الواضحة

علي الحازم ومصطفى أمين

البلاغة الواضحة

المؤلف:

علي الحازم ومصطفى أمين


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة الصادق عليه السلام للطباعة والنشر
المطبعة: شريعت
الطبعة: ٥
الصفحات: ٣٠٦

(٧) وقال ابن خفاجة (١) :

لله نهر سال فى بطحاء

أحلى ورودا من لمى الحسناء (٢)

متعطّف مثل السّوار كأنّه

والزهر يكنفه مجرّ سماء (٣)

(٨) وقال أعرابى فى وصف امرأة :

تلك شمس باهت بها الأرض شمس السماء

(٩) وقال تعالى : (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ، كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ)(٤).

(١٠) وقال الشاعر :

فى شجر السرو منهم مثل

له رواء وما له ثمر (٥)

(١١) وقال التهامى (٦) :

فالعيش نوم والمنيّة يقظة

والمرء بينهما خيال سار

(١٢) وقال آخر فى وصف امرأة تبكى :

كأنّ الدّموع على خدّها

بقيّة ظلّ على جلّنار (٧)

__________________

(١) شاعر من أهل الأندلس ، تعفف عن استماحة ملوك الطوائف مع تهافتهم على الأدب وأهله ، توفى سنة ٥٣٣ ه

(٢) البطحاء : مسيل واسع فيه رمل وحصى ، واللمى : سمرة فى الشفتين

(٣) مجر السماء والمجرة : نجوم كثيرة لا تدرك بالبصر وإنما ينتشر ضوؤها فيرى كأنه طريق بيضاء ملتوية

(٤) القسورة : الأسد والرماة من الصيادين ، الواحد قسور.

(٥) السرو : شجر حسن الهيئة قويم الساق ، والرواء : الحسن.

(٦) هو على بن محمد التهامى شاعر مشهور من تهامة ، جاء مصر فاعتقل فى سجن القاهرة وقتل سجينا سنة ٤١٦ ه‍.

(٧) الطل : أخف من الندى ، الجلنار : زهر الرمان وهو أحمر.

٤١

(١٣) وقال تعالى :

«وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا (١) فَانْسَلَخَ مِنْها (٢) فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ. وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ (٣) وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ (٤) يَلْهَثْ (٥) أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ».

(١٤) وقال تعالى : «مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً (٦) فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ. صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (٧). أَوْ كَصَيِّبٍ (٨) مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ. يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا (٩) وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».

(١٥) وقال أبو الطّيب :

أغار من الزّجاجة وهى تجرى

على شفة الأمير أبى الحسين (١٠)

كأن بياضها والراح فيها

بياض محدق بسواد عين (١١)

__________________

(١) الذى آتيناه آياتنا : هو عالم من بنى إسرائيل أعطى علم بعض كتب الله.

(٢) فانسلخ منها : خرج من الآيات بأن كفر بها.

(٣) أخلد إلى الأرض : مال إلى الدنيا وحطامها.

(٤) إن تحمل عليه : تزجره وتطرده.

(٥) يلهث : يخرج لسانه من النفس الشديد عطشا أو تعبا.

(٦) مثلهم كمثل الذى استوقد نارا : أى حال المنافقين فى نفاقهم كحال الذى أوقد نارا ليستضىء بها.

(٧) لا يرجعون : أى لا يعودون إلى سبيل الحق.

(٨) أو كصيب ، الصيب : المطر الشديد ، والمراد أصحاب صيب نزل بهم ، فالكلام على حذف مضاف.

(٩) قاموا : وقفوا فى مكانهم ، وفى هذه الآيات تشبيه معجز لمن وقع فى الحيرة والدهش.

(١٠) الأمير أبو الحسين : هو الحسين بن إسحق التنوخى.

(١١) الراح : الخمر ، وأحدق به : أحاط.

٤٢

(١٦) وقال السرىّ الرّفّاء :

والتهبت نارها فمنظرها

يغنيك عن كلّ منظر عجب

إذا ارتمت بالشّرار واطّردت

على ذراها مطارف اللهب (١)

رأيت ياقوتة مشبّكة

تطير عنها قراضة الذهب (٢)

(١٧) وقال فى وصف دولاب (٣) :

انظر إليه كأنّه وكأنّما

كيزانه والماء منها ساكب

فلك يدور بأنجم جعلت له

كالعقد فهى شوارق وغوارب

(٣)

اجعل كلّا مما يأتى مشبها فى تشبيه تمثيل :

(١) جيش منهزم يتبعه جيش ظافر.

(٢) الرجل العالم بين من لا يعرفون منزلته.

(٣) الحازم يعمل فى شبابه لكبره.

(٤) السفينة تجرى وقد تركت وراءها أثرا مستطيلا.

(٥) المذنب لا يزيده النّصح إلا تماديا.

(٦) الشمس وقد غطاها السحاب إلا قليلا.

(٧) الماء وقد سطعت فوقه أشعة الشمس وقت الأصيل (٤).

(٨) المتردد فى الأمور يجذبه رأى هنا ورأى هناك.

(٩) الكلمة الطيبة لا تثمر فى النفوس الخبيثة.

(١٠) المريض وقد أحسّ دبيب العافية بعد اليأس.

__________________

(١) اطرد الشىء : تبع بعضه بعضا ، والذرا : جمع ذروة وهى أعلى الشىء ، والمطارف : جمع متطرف أو مطرف وهو رداء من حرير.

(٢) القراضة : فتات المعدن الذى يسقط منه بالقرض.

(٣) الدولاب : آلة كالناعورة يستقى بها الماء (الساقية).

(٤) الأصيل : من العصر إلى الغروب.

٤٣

(٤)

اجعل كلّا مما يأتى مشبها به فى تشبيه تمثيل :

(١) الشعلة إذا نكست زادت اشتعالا.

(٢) الشمس تحتجب بالغمام ثم تظهر.

(٣) الماء يسرع إلى الأماكن المنخفضة ولا يصل إلى المرتفعة.

(٤) الجزار يطعم الغنم ليذبحها.

(٥) الأزهار البيضاء فى مروج خضراء (١).

(٦) الجدول لا تسمع له خريرا وآثاره ظاهرة فى الرياض.

(٧) الماء الزلال فى فم المريض.

(٨) القمر يبدو صغيرا ثم يصير بدرا.

(٩) الريح تميل الشجيرات اللدنة وتقصف الأشجار العالية (٢).

(١٠) الحمل بين الذئاب (٣).

(٥)

اجعل كل تشبيهين مما يأتى تشبيه تمثيل :

__________________

(١) المروج : جمع مرج وهو مرعى الدواب.

(٢) اللدنة : اللينة ، تقصف : تكسر

(٣) الحمل : الحروف.

(٥) القتام : الغبار.

(٤) الفاحم : الأسود.

٤٤

(٦)

اشرح قول مسلم بن الوليد (١) وبيّن ما فيه من حسن وروعة :

وإنّى وإسماعيل يوم وفاته

لكالغمد يوم الرّوع فارقه النّصل (٢)

فإن أغش قوما بعده أو أزرهم

فكالوحش يدنيها من الأنس المحل (٣)

(٧)

صف بإيجاز حال قوم اجترف سيل قريتهم واعمل على أن تأتى تشبيهى تمثيل فى وصفك.

(٤) التّشبيه الضمنى

الأمثلة :

(١) قال أبو تمّام :

لا تنكرى عطل الكريم من الغنى

فالسّيل حرب للمكان العالى (٤)

(٢) وقال ابن الرومى :

قد يشيب الفتى وليس عجيبا

أن يرى النّور فى القضيب الرّطيب

__________________

(١) كان يلقب بصريع الغوانى ، وكان شاعرا متصرفا فى شعره ، ويقال إنه أول من تعمد البديع فى شعره ، وهو من شعراء الدولة العباسية ، وكانت وفاته سنة ٢٠٨ ه‍.

(٢) فى رواية يوم وداعه ، النصل : حديدة السهم والرمح والسيف والسكين.

(٣) الأنس : مصدر أنس ضد توحش ، والمحل : الجوع الشديد.

(٤) العطل : الخلو من الحلى.

٤٥

(٣) وقال أبو الطيب :

من يهن يسهل الهوان عليه

ما لجرح بميّت إيلام

البحث :

قد ينحو الكاتب أو الشاعر منحى من البلاغة يوحى فيه بالتشبيه من غير أن يصرّح به فى صورة من صوره المعروفة (١) ، يفعل ذلك نزوعا إلى الابتكار ؛ وإقامة للدليل على الحكم الذى أسنده إلى المشبه ، ورغبة فى إخفاء التشبيه ؛ لأن التشبيه كلما دقّ وخفى كان أبلغ وأفعل فى النفس.

انظر بيت أبى تمام فإنه يقول لمن يخاطبها : لا تستنكرى خلوّ الرجل الكريم من الغنى فإن ذلك ليس عجيبا لأن قمم الجبال وهى أشرف الأماكن وأعلاها لا يستقر فيها ماء السيل. ألم تلمح هنا تشبيها؟ ألم تر أنه يشبه ضمنا الرجل الكريم المحروم الغنى بقمّة الجبل وقد خلت من ماء السيل؟ ولكنه لم يضع ذلك صريحا بل أتى بجملة مستقلة وضمنها هذا المعنى فى صورة برهان.

ويقول ابن الرومى : إنّ الشابّ قد يشيب ولم تتقدم به السن ، وإن ذلك ليس بعجيب فإن الغصن الغض الرطب قد يظهر فيه الزهر الأبيض. فابن الرومى هنا لم يأت بتشبيه صريح فإنه لم يقل : إن الفتى وقد وخطه

__________________

(١) صور التشبيه المعروفة هى ما يأتى :

ما ذكرت فيه الأداة نحو الماء كاللجين. أو حذفت والمشبه به خبر نحو الماء لجين وكان الماء لجينا. أو حال نحو سال الماء لجينا. أو مصدر مبين للنوع مضاف نحو صفا الماء صفاء اللجين. أو مضاف إلى المشبه نحو سال لجين الماء أو مفعول به ثان لفعل من أفعال اليقين والرجحان نحو علمت الماء لجينا ، أو صفة على التأويل بالمشتق نحو سال ماء لجين ، أو أضيف المشبه إلى المشبه به بحيث يكون الثانى بيانا للأول نحو ماء اللجين أى ماء هو اللجين. أو بين المشبه بالمشبه به نحو جرى ماء من لجين.

٤٦

الشيب كالغصن الرطيب حين إزهاره ، ولكنه أتى بذلك ضمنا.

ويقول أبو الطيب : إنّ الذى اعتاد الهوان يسهل عليه تحمله ولا يتألم له ، وليس هذا الادعاء باطلا ؛ لأن الميت إذا جرح لا يتألم ، وفى ذلك تلميح بالتشبيه فى غير صراحة.

ففى الأبيات الثلاثة تجد أركان التشبيه وتلمحه ولكنك لا تجده فى صورة من صوره التى عرفتها ، وهذا يسمى بالتشبيه الضمنى.

القاعدة

(٩) التشبيه الضّمنىّ : تشبيه لا يوضع فيه المشبّه والمشبّه به فى صورة من صور التشبيه المعروفة بل يلمحان فى التركيب. وهذا النوع يؤتى به ليفيد أن الحكم الذى أسند إلى المشبّه ممكن.

نموذج

(١) قال المتنبى :

وأصبح شعرى منهما فى مكانه

وفى عنق الحسناء يستحسن العقد (١)

(٢) وقال :

كرم تبيّن فى كلامك ماثلا

ويبين عتق الخيل من أصواتها (٢)

__________________

(١) أى أصبح شعرى فى مدح الأمير وأبيه فى المكان اللائق به لأنهما أهل للثناء فاستحسن وقعه فيهما كما يستحسن العقد فى عنق الحسناء.

(٢) يقول : من سمع كلامك عرف منه كرم أصلك كما يعرف الفرس العتيق الكريم من صهيله.

٤٧

الإجابة

تمرينات

(١)

بيّن المشبّه والمشبه به ونوع التشبيه فيما يأتى مع ذكر السبب :

(١) قال البحترى :

ضحوك إلى الأبطال وهو يروعهم

وللسّيف حدّ حين يسطو ورونق (١)

(٢) وقال المتنبى :

ومن الخير بطء سيبك عنّى

أسرع السّحب فى المسير الجهام (٢)

(٣) وقال :

لا يعجبنّ مضيما حسن بزّته

وهل يروق دفينا جودة الكفن (٣)

(٤) وقال :

وما أنا منهم بالعيش فيهم

ولكن معدن الذهب الرّغام (٤)

(٥) وقال أبو فراس :

سيذكرنى قومى إذا جدّ جدّهم

وفى اللّيلة الظّلماء يفتقد البدر (٥)

__________________

(١) يروعهم : يخيفهم ويفزعهم ، ورونق السيف : بريقه.

(٢) السيب : العطاء ، والجهام : السحاب لا ماء فيه. يقول : بطء وصول عطائك خير لى ويقيم البرهان.

(٣) المضيم : المظلوم ، والبزة : اللباس ، وراقه الشىء : أعجبه.

(٤) الرغام : التراب ، والمقصود فى البيت أنه ليس مشابها للناس الذين يعيش بينهم.

(٥) جد جدهم : أى اشتد بهم الأمر وحل بهم الكرب ، ويفتقد : يطلب عند غيبته.

٤٨

(٦) تزدحم القصّاد فى بابه

والمنهل العذب كثير الزحام

(٢)

بيّن التشبيه الصريح ونوعه والتشبيه الضمنى فيما يأتى :

(١) قال أبو العتاهية (١) :

ترجو النّجاة ولم تسلك مسالكها؟

إنّ السّفينة لا تجرى على اليبس

(٢) قال ابن الرومى فى وصف المداد :

حبر أبى حفص لعاب الليل

كأنّه ألوان دهم الخيل (٢)

يجرى إلى الإخوان جرى السّيل

بغير وزن وبغير كيل

(٣) قال الشاعر :

ويلاه إن نظرت وإن هى أعرضت

وقع السّهام ونزعهن أليم

(٤) المؤمن مرآة المؤمن.

(٥) وقال البحترى فى وصف أخلاق ممدوحه :

وقد زادها إفراط حسن جوارها

خلائق أصفار من المجد خيّب (٣)

وحسن درارىء الكواكب أن ترى

طوالع فى داج من الليل غيهب (٤)

(٣)

حوّل التشبيهات الضمنية الآتية إلى تشبيهات صريحة :

(١) قال أبو تمام :

اصبر على مضض الحسو

د فإنّ صبرك قاتله (٥)

__________________

(١) هو أبو إسحق إسماعيل بن القاسم ، ولد ونشأ بالكوفة سنة ١٣٠ ه‍ ، وكان شعره سهل اللفظ كثير المعانى قليل التكلف ، وأكثر شعره فى الزهد والأمثال ، توفى سنة ٢١١ ه‍.

(٢) دهم : جمع أدهم وهو الأسود.

(٣) الصفر مثلثة الصاد : الخالى.

(٤) الدرارىء بالهمزة ويسهل : النجوم العظام التى لا تعرف أسماؤها ، والغيهب : المظلم

(٥) المضض : وجع المصيبة.

٤٩

النار تأكل بعضها

إن لم تجد ما تأكله

(٢) وقال :

ليس الحجاب بمقص عنك لى أملا

إنّ السّماء ترجّى حين تحتجب (١)

(٣) وقال أبو الطيب :

فإن تفق الأنام وأنت متهم

فإنّ المسك بعض دم الغزال (٢)

(٤) وقال :

أعيا زوالك عن محلّ نلته

لا تخرج الأقمار عن هالاتها (٣)

(٥) وقال :

أعاذك الله من سهامهم

ومخطىّ من رميّه القمر (٤)

(٦) وقال :

ليس بالمنكر أن برّزت سبقا

غير مدفوع عن السّبق العراب (٥)

(٤)

حوّل التشبيهات الصريحة الآتية إلى تشبيهات ضمنيّة.

(١) قال مسلم بن الوليد فى وصف الراح وهى تصبّ من إبريق :

كأنّها وحباب الماء يقرعها

درّ تحدّر فى سلك من الذّهب (٦)

(٢) قال ابن النبيه (٧) :

والليل تجرى الدّرارى فى مجرّته

كالرّوض تطفو على نهر أزاهره (٨)

__________________

(١) يقصد بالحجاب هنا احتجاب الأمير الممدوح عن قصاده ، وتجتجب : تختفى عن الناس بالغمام.

(٢) يقول لا عجب أن فضلت الناس وأنت واحد منهم ؛ فإن بعض الشىء قد يفوق جملته كالمسك فإنه بعض دم الغزال وهو يفضله.

(٣) يقول : تعذر انتقالك من المنزلة السامية التى نلتها ، والهالة : دائرة من شعاع تحيط بالقمر.

(٤) أعاذك الله : حفظك ، والرمى : المرمى يقول : إن من يرى القمر بسهم مخطئ لا محالة ؛ لأنه أرفع محلا من أن يبلغه سهم راميه.

(٥) برز : سبق أصحابه ، وسبقا مفعول مطلق مرادف أو حال بمعنى سابقا ، والعراب : الخيل العربية.

(٦) حباب الماء : فقاقيعه التى تطفو.

(٧) هو شاعر منشىء من أهل مصر ، مدح الأيوبيين ، وتولى ديوان الإنشاء للملك الأشرف موسى ، ورحل إلى نصيبين فتوفى فيها سنة ٦١٩ ه‍.

(٨) المجرة : نجوم كثيرة لا ترى ، ويرى ضوؤها فى انبساط واعوجاج.

٥٠

(٣) وقال بشار بن برد (١) :

كأنّ مثار النّقع فوق رءوسنا

وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه (٢)

(٥)

كوّن تشبيها ضمنيّا من كل طرفين مما يأتى :

(١) ظهور الحق بعد خفائه وبروز الشمس من وراء السحب.

(٢) المصائب تظهر فضل الكريم والنار تزيد الذهب نقاء.

(٣) وعد الكريم ثم عطاؤه والبرق يعقبه المطر.

(٤) الكلمة لا يستطاع ردها والسهم يخرج من قوسه فيتعذر رده.

(٦)

هات تشبيهين ضمنيين ، الأول فى وصف حديقة ، والثانى فى وصف طيارة.

(٧)

اشرح قول أبى تمام فى رثاء طفلين لعبد الله بن طاهر (٣) وبيّن نوع التشبيه الذى به :

لهفى على تلك الشّواهد منهما

لو أمهلت حتى تكون شمائلا (٤)

إن الهلال إذا رأيت نموّه

أيقنت أن سيصير بدرا كاملا

__________________

(١) كان شاعرا مشهورا ، أجمعت الرواة على تقدمه طبقات المحدثين المجيدين من الشعراء ، وهو من شعراء الدولتين الأموية والعباسية ، توفى سنة ١٦٧ ه

(٢) النقع : الغبار ، وتهاوى أصله تتهاوى : أى تتساقط. والشاعر يصف قومه فى ساعة القتال.

(٣) هو أمير خراسان ، ومن أشهر الولاة فى العصر العباسى ، ولد سنة ١٨٢ ه‍ وتوفى بنيسابور سنة ٢٣٠ ه‍ وكان من أكثر الناس بذلا للمال مع علم ومعرفة وتجربة.

(٤) يقصد بالشواهد دلائل النبل والنبوغ ، والشمائل جمع شمال : وهو الطبع.

٥١

(٥) أغراض التشبيه

الأمثلة :

(١) قال البحترى :

دان إلى أيدى العفاة وشاسع

عن كلّ ندّ فى النّدى وضريب

كالبدر أفرط فى العلوّ وضوؤه

للعصبة السّارين جدّ قريب

* * *

(٢) وقال النّابغة الذّبيانىّ (١) :

كأنّك شمس والملوك كواكب

إذا طلعت لم يبد منهنّ كوكب

* * *

(٣) وقال المتنبى فى وصف أسد :

ما قوبلت عيناه إلّا ظنّتا

تحت الدّجى نار الفريق حلولا (٢)

* * *

(٤) وقال تعالى :

«وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ».

__________________

(١) شاعر من شعراء الجاهلية ، وسمى النابغة لنبوغه فى الشعر ، شهد له عبد الملك بن مروان بأنه أشعر العرب وكان خاصا بالنعمان ومن ندمائه ، وكانت تنصب له قبة حمراء بسوق عكاظ فيأتى إليه الشعراء ينشدونه أشعارهم فيحكم فيها ، وقد مات قبيل البعثة.

(٢) الدجى : جمع دجية وهى الظلمة ، والفريق : الجماعة ، وحلولا : أى مقيمين وهو حال من الفريق.

٥٢

* * *

(٥) وقال أبو الحسن الأنبارىّ (١) فى مصلوب :

مددت يديك نحوهم احتفاء

كمدّهما إليهم بالهبات (٢)

* * *

وقال أعرابى فى ذم امرأته :

وتفتح ـ لا كانت ـ فما لو رأيته

توهّمته بابا من النّار يفتح

البحث :

وصف البحترى ممدوحه فى البيت الأول بأنه قريب للمحتاجين ، بعيد المنزلة ، بينه وبين نظرائه فى الكرم بون شاسع. ولكن البحترى حينما أحس أنه وصف ممدوحه بوصفين متضادين ، هما القرب والبعد ، أراد أن يبين لك أن ذلك ممكن ، وأن ليس فى الأمر تناقض ؛ فشبّه ممدوحه بالبدر الذى هو بعيد فى السماء ولكنّ ضوءه قريب جدّا للسائرين بالليل ، وهذا أحد أغراض التشبيه وهو بيان إمكان المشبّه.

والنّابغة يشبّه ممدوحه بالشمس ويشبّه غيره من الملوك بالكواكب ، لأن سطوة الممدوح تغضّ من سطوة كل ملك كما تخفى الشمس الكواكب فهو يريد أن يبين حال الممدوح وحال غيره من الملوك ، وبيان الحال من أغراض التشبيه أيضا.

وبيت المتنبى يصف عينى الأسد فى الظلام بشدة الاحمرار والتوقد حتى إن من يراهما من بعد يظنهما نارا لقوم حلول مقيمين ، فلو لم يعمد المتنبى إلى التشبيه لقال : إنّ عينى الأسد محمرتان ولكنه اضطرّ إلى

__________________

(١) هو أبو الحسن الأنبارى أحد الشعراء المجيدين عاش فى بغداد ، وتوفى سنة ٣٢٨ ه‍ ، وقد اشتهر بمرثيته التى رثى بها أبا طاهر بن بقية وزير عز الدولة لما قتل وصلب ، وهى من أعظم المراثى ولم يسمع بمثلها فى مصلوب ، حتى إن عضد الدولة الذى أمر بصلبه تمنى لو كان هو المصلوب وقيلت فيه.

(٢) الاحتفاء : المبالغة فى الإكرام ، والهبات : جمع هبة والمقصود بها العطية.

٥٣

التشبيه ليبيّن مقدار هذا الاحمرار وعظمه ، وهذا من أغراض التشبيه أيضا.

أما الآية الكريمة فإنها تتحدث فى شأن من يعبدون الأوثان ، وأنهم إذا دعوا آلهتهم لا يستجيبون لهم ، ولا يرجع إليهم هذا الدعاء بفائدة ، وقد أراد الله جل شأنه أن يقرّر هذه الحال ويثبّتها فى الأذهان ، فشبّه هؤلاء الوثنيين بمن يبسط كفيه إلى الماء ليشرب فلا يصل الماء إلى فمه بالبداهة ؛ لأنه يخرج من خلال أصابعه ما دامت كفاه مبسوطتين ، فالغرض من هذا التشبيه تقرير حال المشبّه ، ويأتى هذا الغرض حينما يكون المشبّه أمرا معنويّا ؛ لأن النفس لا تجزم بالمعنويات جزمها بالحسيّات فهى فى حاجة إلى الإقناع.

وبيت أبى الحسن الأنبارى من قصيدة نالت شهرة فى الأدب العربى لا لشىء إلا أنها حسّنت ما أجمع الناس على قبحه والاشمئزاز منه «وهو الصّلب» فهو يشبّه مدّ ذراعى المصلوب على الخشبة والناس حوله بمدّ ذراعيه بالعطاء للسائلين أيام حياته ، والغرض من هذا التشبيه التزيين ، وأكثر ما يكون هذا النوع فى المديح والرثاء والفخر ووصف ما تميل إليه النّفوس.

والأعرابى فى البيت الأخير يتحدث عن امرأته فى سخط وألم ، حتى إنه ليدعو عليها بالحرمان من الوجود فيقول : «لا كانت» ، ويشبّه فمها حينما تفتحه بباب من أبواب جهنم ، والغرض من هذا التشبيه التقبيح ، وأكثر ما يكون فى الهجاء ووصف ما تنفر منه النفس.

القاعدة

(١٠) أغراض التشبيه كثيرة (١) منها ما يأتى :

(ا) بيان إمكان المشبّه : وذلك حين يسند إليه

__________________

(١) الأغراض المذكورة فى القاعدة ترجع جميعها كما ترى إلى المشبه ، وهذا هو الغالب ، وقد ترجع إلى المشبه به وذلك فى التشبيه المقلوب وسيأتى.

٥٤

أمر مستغرب لا تزول غرابته إلّا بذكر شبيه له.

(ب) بيان حاله : وذلك حينما يكون المشبّه غير معروف الصفة قبل التشبيه فيفيده التشبيه الوصف.

(ح) بيان مقدار حاله : وذلك إذا كان المشبّه معروف الصفة قبل التشبيه معرفة إجماليّة وكان التشبيه يبيّن مقدار هذه الصفة.

(د) تقرير حاله : كما إذا كان ما أسند إلى المشبّه يحتاج إلى التثبيت والإيضاح بالمثال.

(ه) تزيين المشبّه أو تقبيحه.

نموذج

(١) قال ابن الرومى فى مدح إسماعيل بن بلبل :

وكم أب قد علا بابن ذرا شرف

كما علا برسول الله عدنان

(٢) وقال أبو الطيّب فى المديح :

أرى كلّ ذى جود إليك مصيره

كأنّك بحر والملوك جداول

الإجابة

٥٥

تمرينات

(١)

بيّن المغرض من كل تشبيه فيما يأتى :

(١) قال البحترى :

دنوت تواضعا وعلوت مجدا

فشأناك انخفاض وارتفاع

كذاك الشّمس تبعد أن تسامى

ويدنو الضّوء منها والشعاع

(٢) قال الشريف الرضى (١) :

أحبك يا لون الشّباب لأننى

رأيتكما فى القلب والعين توءما (٢)

سكنت سواد القلب إذ كنت شبهه

فلم أدر من عزّ من القلب منكما

(٣) وقال صاحب كليلة ودمنة :

فضل ذى العلم وإن أخفاه كالمسك يستر ثم لا يمنع ذلك رائحته أن تفوح.

(٤) وقال الشاعر :

وأصبحت من ليلى الغداة كقابض

على الماء خانته فروج الأصابع

(٥) وقال المتنبى فى الهجاء :

وإذا أشار محدّثا فكأنّه

قرد يقهقه أو عجوز تلطم

(٦) وقال السرىّ الرّفاء :

لى منزل كوجار الضّبّ أنزله

ضنك تقارب قطراه فقد ضاقا (٣)

أراه قالب جسمى حين أدخله

فما أمدّ به رجلا ولا ساقا

__________________

(١) هو أبو الحسن محمد ينته نسبه إلى الحسين بن على كرم الله وجهه ، وكان ذا هيبة وعفة وورع ، ويقال إنه أشعر قريش ، لأن المجيد منهم ليس بمكثر ، والمكثر ليس بمجيد أما هو فقد جمع بين الإجادة والإكثار ، ولد ببغداد وتوفى بها سنة ٤٠٦ ه‍.

(٢) التوءم من جميع الحيوان : المولود مع غيره فى بطن ، ويقال هما توءمان وهما توءم ، يريد بالتوءم هنا النظيرين.

(٣) الوجار : الجحر ، الضنك : الضيق ، والقطر : الجانب.

٥٦

(٧) وقال ابن المعتز :

غدير ترجرج أمواجه

هبوب الرّياح ومرّ الصّبا (١)

إذا الشّمس من فوقه أشرقت

توهّمته جوشنا مذهبا (٢)

(٨) وقال سعيد بن هاشم الخالدى (٣) من قصيدة يصف فيها خادما له :

ما هو عبد لكنّه ولد

خوّلنيه المهيمن الصّمد

وشد أزرى بحسن خدمته

فهو يدى والذّراع والعضد

(٩) وقال المعرى فى الشيب والشباب :

خبّرينى ما ذا كرهت من الشّي

ب فلا علم لى بذنب المشيب

أضياء النّهار أم وضح اللؤ

لؤ أم كونه كثغر الحبيب؟ (٤)

واذكرى لى فضل الشباب وما يج

مع من منظر يروق وطيب

غدره بالخليل أم حبّه لا

غىّ أم أنّه كعيش الأديب؟

(١٠) ومما ينسب إلى عنترة (٥) :

وأنا ابن سوداء الجبين كأنّها

ذئب ترعرع فى نواحى المنزل

السّاق منها مثل ساق نعامة

والشّعر منها مثل حبّ الفلفل

(١١) وقال ابن شهيد الأندلسى (٦) يصف برغوثا :

أسود زنجى ، أهلىّ وحشىّ ، ليس بوان ولا زمّيل (٧) ، وكأنه جزء

__________________

(١) الصبا : ريح مهبها من الشرق.

(٢) الجوشن : الدرع.

(٣) شاعر من بنى عبد القيس كان أعجوبة فى قوة الحافظة ، وله تصانيف فى الأدب وديوان شعر ، توفى سنة ٤٠٠ ه‍.

(٤) الوضح : الضوء والبياض.

(٥) هو من شعراء الطبقة الأولى كانت أمه حبشية. وقد اشتهر بالشجاعة والإقدام وتوفى قبل ظهور الإسلام بسبع سنين.

(٦) هو من بنى شهيد الأشجعى أحد أفراد الأندلس أدبا وعلما ، وله شعر جيد وتصانيف بديعة ، وتوفى بقرطبة مسقط رأسه سنة ٤٢٦ ه‍.

(٧) الزميل : الضعيف.

٥٧

لا يتجزأ من ليل ، أو نقطة مداد ، أو سويداء (١) فؤاد ، شربه عبّ (٢) ، ومشيه وثب ، يكمن نهاره ، ويسير ليله ، يدارك (٣) بطعن مؤلم ، ويستحلّ دم البرىء والمجرم ، مساور (٤) للأساورة (٥) ، ومجرّد نصله (٦) على الجبابرة لا يمنع منه أمير ، ولا تنفع فيه غيرة غيور ، وهو أحقر حقير ، شرّه مبعوث (٧) ، وعهده منكوث (٨) ، وكفى بهذا نقصانا للإنسان ، ودلالة على قدرة الرحمن.

(٢)

(١) كوّن تشبيها الغرض منه بيان حال النّمر.

(٢) كوّن تشبيها الغرض منه بيان حال الكرة الأرضية.

(٣) كوّن تشبيها الغرض منه بيان مقدار حال دواء مرّ.

(٤) كوّن تشبيها الغرض منه بيان مقدار حال نار شبت فى منزل.

(٥) كوّن تشبيها الغرض منه تقرير حال طائش يرمى نفسه فى المهالك ولا يدرى.

(٦) كوّن تشبيها الغرض منه تقرير حال من يعيش ظلام الباطل ويؤذيه نور الحق.

(٧) كوّن تشبيها الغرض منه بيان إمكان العظيم من شىء حقير.

(٨) كوّن تشبيها الغرض منه بيان إمكان أن التعب ينتج راحة ولذة.

(٩) كوّن تشبيها لتزيين الكلب.

(١٠) كوّن تشبيها لتزيين الشيخوخة.

(١١) كوّن تشبيها لتقبيح الصّيف.

(١٢) كوّن تشبيها لتقبيح الشتاء.

__________________

(١) السويداء : حبة القلب.

(٢) العب : شرب بلا مص.

(٣) يدارك : يتابع.

(٤) مساور : مواثب ومهاجم.

(٥) الأساورة : جمع أسوار وهو قائد الفرس ، أو من يحسن رمى السهام ، أو الثابت على ظهر الفرس.

(٦) النصل : حديدة السيف والسهم والرمح والسكين.

(٧) مبعوث : منتشر.

(٨) منكوث : منقوض.

٥٨

(٣)

اشرح بإيجاز الأبيات الآتية وبيّن الغرض من كل تشبيه فيها :

وقانا لفحة الرّمضاء واد

سقاه مضاعف الغيث العميم (١)

نزلنا دوحه فحنا علينا

حنوّ المرضعات على الفطيم (٢)

وأرشفنا على ظمأ زلالا

ألذّ من المدامة للنّديم (٣)

(٦) التشبيه المقلوب

الأمثلة :

(٢) قال محمد بن وهيب الحميرىّ (٤) :

وبدا الصّباح كأنّ غرّته

وجه الخليفة حين يمتدح

(٢) وقال البحترىّ :

كأنّ سناها بالعشىّ لصبحها

تبسّم عيسى حين يلفظ بالوعد

(٣) وقال آخر :

أحنّ لهم ودونهم فلاة

كأنّ فسيحها صدر الحليم

البحث :

يقول الحميرى : إن تباشير الصباح تشبه فى التلألؤ وجه الخليفة عند سماعه المديح ، فأنت ترى هنا أنّ هذا التشبيه خرج عما كان

__________________

(١) لفح النار : إحراقها ، والرمضاء : شدة الحر أو الأرض الحارة من شدة حر الشمس.

(٢) الدوح : واحده دوحة وهى الشجرة ، والمعنى نزلنا ظل دوحة.

(٣) أرشفنا : سقانا.

(٤) هو متشيع من شعراء الدولة العباسية بصرى الأصل بغدادى النشأة ، اتصل بالمأمون ومدحه ثم لم يزل منقطعا إليه حتى مات.

٥٩

مستقرّا فى نفسك من أن الشىء يشبّه دائما بما هو أقوى منه فى وجه الشبه ، إذ المألوف أن يقال إنّ وجه الخليفة يشبه الصباح ، ولكنه عكس وقلب للمبالغة والإغراق بادعاء أن وجه الشبه أقوى فى المشبه ؛ وهذا التشبيه مظهر من مظاهر الافتنان والإبداع.

ويشبه البحترى برق السحابة الذى استمر لماعا طوال الليل بتبسم ممدوحه حينما يعد بالعطاء ، ولا شك أن لمعان البرق أقوى من بريق الابتسام ، فكان المعهود أن يشبه الابتسام بالبرق كما هى عادة الشعراء ، ولكن البحترى قلب التشبيه.

وفى المثال الثالث شبّهت الفلاة بصدر الحليم فى الاتساع ، وهذا أيضا تشبيه مقلوب.

القاعدة :

(١٢) التشبيه المقلوب هو جعل المشبّه مشبّها به بادّعاء أنّ وجه الشبه فيه أقوى وأظهر.

نموذج

(١) كأن النسيم فى الرقة أخلاقه.

(٢) وكأن الماء فى الصفاء طباعه.

(٣) وكأن ضوء النهار جبينه.

(٤) وكأن نشر الروض حسن سيرته.

__________________

(١) يقرب من هذا النوع ما ذكره الحلبى فى كتاب حسن التوسل وسماه تشبيه التفضيل ، وهو أن يشبه شىء بشىء لفظا أو تقديرا ثم يعدل عن التشبيه لادعاء أن المشبه أفضل من المشبه به ، ومثل له بقول الشاعر :

حسبت جماله بدرا مضيئا

وأين البدر من ذاك الجمال

ومنه قول المتنبى فى سيف الدولة :

ولما تلقاك السحاب بصوبه

تلقاه أعلى منه كعبا وأكرم

وقول الشاعر :

من قاس جدواك يوما

بالسحب أخطأ مدحك

السحب تعطى وتبكى

وأنت تعطى وتضحك

٦٠