البلاغة الواضحة

علي الحازم ومصطفى أمين

البلاغة الواضحة

المؤلف:

علي الحازم ومصطفى أمين


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة الصادق عليه السلام للطباعة والنشر
المطبعة: شريعت
الطبعة: ٥
الصفحات: ٣٠٦

ولا أزكّيه عند ربّه ، وقد صار إليه ، فإن يعف عنه فبرحمته ، وإن يعاقبه فبذنبه ، وقد ولّيت بعده الأمر ولست أعتذر من جهل ، ولا آسى (١) على طلب علم ، وعلى رسلكم (٢) إذا كره الله شيئا غيّره ، وإذا أحبّ شيئا يسّره.

(٢) قال الشاعر :

لئن كنت محتاجا إلى الحلم إنّنى

إلى الجهل فى بعض الأحايين أحوج (٣)

وما كنت أرضى الجهل خدنا وصاحبا

ولكنّنى أرضى به حين أحرج (٤)

ولى فرس للحلم بالحلم ملجم

ولى فرس للجهل بالجهل مسرج

فمن شاء تقويمى فإنى مقوّم

ومن شاء تعويجى فإنى معوّج

(٣)

(١) تخيل أنك فى جدال مع طالب من قسم الآداب ، وأنت من طلاب العلوم ، ثم بيّن له فضل العلوم على الآداب مستعملا جميع أضرب الخبر.

(٢) إذا كنت من طلاب الآداب فبين مزاياها وفضلها على العلوم مستعملا جميع أضرب الخبر.

(٤)

كوّن عشر جمل خبرية ، وضمن كلّا منها أداة أو أكثر من أدوات التوكيد واستوف الأدوات التى عرفتها.

(٥)

انثر البيتين الآتيين نثرا فصيحا وبين فيهما الجمل الخبرية وأضربها :

تودّ عدوّى ثم تزعم أنّنى

صديقك! إنّ الرّأى منك لعازب (٥)

وليس أخى من ودّنى رأى عينه

ولكن أخى من ودّنى وهو غائب

__________________

(١) آسى مضارع أسى بمعنى حزن.

(٢) على رسلكم : أى تمهلوا.

(٣) الجهل : ضد الحلم.

(٤) يقال : أحرج فلان فلانا إذا أوقعه فى الإثم أو الضيق.

(٥) عازب : بعيد.

١٦١

(٣) خروج الخبر عن مقتضى الظاهر

الأمثلة :

(١) قال تعالى :

«وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ».

(٢) وقال تعالى :

«وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ».

* * *

(٣) وقال تعالى :

«ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ».

(٤) وقال حجل بن نضلة القيسىّ :

جاء شقيق عارضا رمحه

إنّ بنى عمّك فيهم رماح (١)

* * *

(٥) وقال تعالى يخاطب منكرى وحدانيّته :

«وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ».

(٦) الجهل ضار : (تقوله لمن ينكر ضرر الجهل)

__________________

(١) شقيق : هو أحد بنى عمرو بن عبد قيس بن معن ، وعارضا رمحه : أى جاعلا رمحه ، وهو راكب ، على فخذيه بحيث يكون عرض الرمح فى جهة العدو ، وذلك إدلالا بشجاعته واستخفافا بمن يقابلهم حتى كأنه يعتقد أنهم لا سلاح عندهم.

١٦٢

البحث :

عرفنا فى الباب السابق أن المخاطب إن كان خالى الذهن ألقى إليه الخبر غير مؤكّد ، وإن كان متردّدا فى مضمون الخبر طالبا معرفته حسن توكيده له ، وإن كان منكرا وجب التوكيد ، وإلقاء الكلام على هذا النمط هو ما يقتضيه الظاهر. وقد توجد اعتبارات تدعو إلى مخالفة هذا الظاهر نشرحها فيما يأتى :

انظر إلى المثال الأول تجد المخاطب خالى الذهن من الحكم الخاص بالظالمين ، وكان مقتضى الظاهر على هذا أن يلقى إليه الخبر غير مؤكد ، ولكن الآية الشريفة جاءت بالتوكيد ، فما سبب خروجها عن مقتضى الظاهر؟ السبب أن الله سبحانه لما نهى نوحا عن مخاطبته فى شأن مخالفيه دفعه ذلك إلى التطلع إلى ما سيصيبهم ، فنزل لذلك منزلة السائل المتردد ؛ أحكم عليهم بالإغراق أم لا؟ فأجيب بقوله : «إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ».

وكذلك الحال فى المثال الثانى ، فإن المخاطب خالى الذهن من الحكم الذى تضمنه قوله تعالى : (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) غير أن هذا الحكم لما كان مسبوقا بجملة أخرى وهى قوله تعالى : (وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي) وهى تشير إلى أن النفس محكوم عليها بشىء غير محبوب ، أصبح المخاطب مستشرفا متطلعا إلى نوع هذا الحكم ، فنزّل من أجل ذلك منزلة الطالب المتردد ، وألقى إليه الخبر مؤكدا.

انظر إلى المثال الثالث تجد المخاطبين غير منكرين الحكم الذى تضمنه قوله تعالى : (ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ) ، فما السبب إذا فى إلقاء الخبر إليهم مؤكدا؟ السبب ظهور أمارات الإنكار عليهم ، فإن غفلتهم عن الموت وعدم استعدادهم له بالعمل الصالح يعدّان من علامات الإنكار ، ومن أجل ذلك نزّلوا منزلة المنكرين وألقى إليهم الخبر مؤكّدا بمؤكّدين.

وكذلك الحال فى قول حجل بن نضلة ، فإن شقيقا لا ينكر رماح بنى عمه ، ولكن مجيئه عارضا رمحه من غير تهيؤ للقتال ولا استعداد له ،

١٦٣

دليل على عدم اكتراثه ، وعلى أنه يعتقد أن بنى عمه عزل لا سلاح معهم ، فلذلك أنزل منزلة المنكرين فأكّد له الخبر وخوطب خطاب المنكر ، فقيل له : «إن بنى عمك فيهم رماح».

انظر إلى المثال الخامس تر أن الله سبحانه يخاطب المنكرين الذين يجحدون وحدانيته ، ولكنه ألقى إليهم الخبر خاليا من التوكيد كما يلقى لغير المنكرين فقال : «وإلهكم إله واحد» فما وجه ذلك؟ الوجه أن بين أيدى هؤلاء من البراهين الساطعة والحجج القاطعة ما لو تأملوه لوجدوا فيه نهاية الإقناع ، ولذلك لم يقم الله لهذا الإنكار وزنا ولم يعتدّ به فى توجيه الخطاب إليهم.

وكذلك الحال فى المثال الأخير ، فإن لدى المخاطب من الدلائل على ضرر الجهل ما لو تأمله لارتدع عن إنكاره ، ولذلك ألقى إليه الخبر خاليا من التوكيد.

القواعد :

(٣٤) إذا ألقى الخبر خاليا من التّوكيد لخالى الذّهن ، ومؤكّدا استحسانا للسائل المتردّد ، ومؤكّدا وجوبا للمنكر ، كان ذلك الخبر جاريا على مقتضى الظّاهر.

(٣٥) وقد يجرى الخبر على خلاف ما يقتضيه الظّاهر لاعتبارات يلحظها المتكلّم ومن ذلك ما يأتى :

(ا) أن ينزّل خالى الذّهن منزلة السائل المتردّد إذا تقدّم فى الكلام ما يشير إلى حكم الخبر.

(ب) أن يجعل غير المنكر كالمنكر لظهور أمارات الإنكار عليه.

١٦٤

(ح) أن يجعل المنكر كغير المنكر إن كان لديه دلائل وشواهد لو تأمّلها لارتدع عن إنكاره.

نموذج

بيّن وجه خروج الخبر عن مقتضى الظاهر فيما يأتى :

(١) قال تعالى : «يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ».

(٢) إنّ برّ الوالدين لواجب (تقوله لمن لا يطيع والديه).

(٣) إن الله لمطّلع على أفعال العباد (تقوله لمن يظلم الناس بغير حق).

(٤) الله موجود (تقول ذلك لمن ينكر وجود الإله)

الإجابة

(١) الظاهر فى المثال الأول يقتضى أن يلقى الخبر خاليا من التوكيد ؛ لأن المخاطب خالى الذهن من الحكم ، ولكن لما تقدم فى الكلام ما يشعر بنوع الحكم أصبح المخاطب متطلعا إليه ؛ فنزّل منزلة السائل المتردد واستحسن إلقاء الكلام إليه موكدا جريا على خلاف مقتضى الظاهر.

(٢) مقتضى الظاهر أن يلقى الخبر غير مؤكد ، لأن المخاطب هنا لا ينكر أن بر الوالدين واجب ولا يتردد فى ذلك ، ولكنّ عصيانه أمارة من أمارات الإنكار ؛ فلذلك نزّل منزلة المنكر.

(٣) الظاهر هنا يقتضى إلقاء الخبر غير مؤكد أيضا ، لأن المخاطب لا ينكر الحكم ولا يتردد فيه ولكنه نزّل منزلة المنكر ، وألقى إليه الخبر مؤكدا لظهور أمارات الإنكار عليه ، وهى ظلمه العباد بغير حق.

(٤) الظاهر هنا يقتضى التوكيد ؛ لأن المخاطب يجحد وجود الله ، ولكن لمّا كان بين يديه من الدلائل والشواهد ما لو تأمله لارتدع عن الإنكار ، جعل كغير المنكر ، وألقى إليه خاليا من التوكيد جريا على خلاف مقتضى الظاهر.

١٦٥

تمرينات

(١)

بيّن وجه خروج الخبر عن مقتضى الظاهر فى كل مثال من الأمثلة الآتية :

(١) قال تعالى : «وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ».

(٢) وقال : «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ».

(٣) إنّ الفراغ لمفسدة (تقوله لمن يعرف ذلك ولكنه يكره العمل).

(٤) العلم نافع (تقول ذلك لمن ينكر فائدة العلوم).

(٥) قال أبو الطيب :

ترفّق أيّها المولى عليهم

فإنّ الرّفق بالجانى عتاب (١)

(٢)

(١) هات مثالين يكون الخبر فى كل منهما موكدا استحسانا ، وجاريا على خلاف مقتضى الظاهر واشرح السبب فى كل من المثالين.

(٢) هات مثالين يكون الخبر فى كل منهما مؤكدا وجوبا وخارجا عن مقتضى الظاهر ، واشرح وجه التوكيد فى كل من المثالين :

(٣) هات مثالين يكون الخبر فى كل منهما خاليا من التوكيد وخارجا عن مقتضى الظاهر ، واشرح وجه الخروج فى كل من المثالين.

(٣)

اشرح قول عنترة وبيّن وجه توكيد الخبر فيه :

لله درّ بنى عبس لقد نسلوا

من الأكارم ما قد تنسل العرب (٢)

__________________

(١) الرفق : ضد العنف ، والجانى : المذنب ، يقول : ترفق بهم وإن جنوا فإن الجانى إذا عومل بالرفق لان ورجع عن جنايته فكأن الرفق به بمنزلة العتاب.

(٢) نسلوا : ولدوا ، ومعنى قوله : نسلوا من الأكارم ما قد تنسل العرب ، أنهم ولدوا من الأماجد ما يلده العرب العظماء.

١٦٦

الإنشاء

تقسيمه إلى طلبى وغير طلبى

الأمثلة :

(١) أحبّ لغيرك ما تحبّ لنفسك.

(٢) من كلام الحسن رضى الله عنه (١) :

لا تطلب من الجزاء إلّا بقدر ما صنعت.

(٣) وقال أبو الطيب :

ألا ما لسيف الدّولة اليوم عاتبا

فداه الورى أمضى السّيوف مضاربا (٢)

(٤) وقال حسان بن ثابت :

يا ليت شعرى وليت الطّير تخبرنى

ما كان بين علىّ وابن عفّانا!

(٥) وقال أبو الطيب :

يا من يعزّ علينا أن نفارقهم

وجداننا كلّ شىء بعدكم عدم (٣)

__________________

(١) هو سبط رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، كان سيدا حليما يكره الفتن والسيف ، حتى إنه نزل لمعاوية عن الخلافة حبا فى جمع الكلمة وترك القتال بين المسلمين ، توفى سنة ٤٩ ه‍.

(٢) أمضى اسم تفضيل بمعنى أقطع وهو منصوب على المدح ، ومضارب السيوف حدودها ، وجملة فداه الورى وما يتصل بها دعاء.

(٣) يقول : إذا فارقناكم ، ووجدنا كل شىء فوجدانه والعدم سواء ، لأنه لا يغنى غناءكم أحد ولا يخلفكم عندنا بدل.

١٦٧

(٦) وقال الصّمّة بن عبد الله (١) :

بنفسى تلك الأرض ما أطيب الرّبا!

وما أحسن المصطاف والمتربّعا! (٢)

(٧) وقال الجاحظ من كتاب :

أمّا بعد فنعم البديل من الزّلّة الاعتذار (٣) ، وبئس العوض من التّوبة الإصرار (٤).

(٨) وقال عبد الله بن طاهر :

لعمرك ما بالعقل يكتسب الغنى

ولا باكتساب المال يكتسب العقل

(٩) وقال ذو الرّمّة (٥) :

لعلّ انحدار الدّمع يعقب راحة

من الوجد أو يشفى شجىّ البلابل (٦)

__________________

(١) شاعر غزل مقل بدوى. وهو من شعراء الدولة الأموية ، وكان شريفا ناسكا عابدا.

(٢) الربا : الأماكن العالية ، والمصطاف : منزل القوم فى الصيف ، والمتربع : منزلهم فى الربيع ، يقول : أفدى بنفسى تلك الأرض لطيب رباها وحسنها صيفا وربيعا.

(٣) البديل : البدل ، والزلة : السقطة فى الكلام وغيره ، يقول : إن مقابلة الزلل بالاعتذار محمودة.

(٤) الإصرار : عقد النية على البقاء على الذنب ، يعنى أنه يجب على المذنب أن يتوب من ذنبه وألا يصر على ارتكابه.

(٥) من شعراء الدولة الأموية ، وكان بليغ الكلام لسنا ، أخذ من ظريف الشعر وحسنه ما لم يسبقه إليه أحد ، وهو أحسن أهل الإسلام تشبيبا ، ولكنه لم يحسن المدح ولا الهجاء ، توفى سنة ١١٧ ه‍.

(٦) الشجى : الحزين ، والبلابل : جمع بلبال وهو الهم ووسواس الصدر. والمراد بشجى البلابل المحزون الذى امتلأ صدره هما وحزنا.

١٦٨

(١٠) وقال آخر :

عسى سائل ذو حاجة إن منعته

من اليوم سؤلا أن يكون له غد (١)

البحث :

الأمثلة المتقدمة جميعها إنشائية ، لأنها لا تحتمل صدقا ولا كذبا ، وإذا تدبرتها جميعها وجدتها قسمين ؛ فأمثلة الطائفة الأولى يطلب بها حصول شىء لم يكن حاصلا وقت الطلب ، ولذلك يسمى الإنشاء فيها طلبيّا. أما أمثلة الطائفة الثانية فلا يطلب بها شىء ، ولذلك يسمى الإنشاء فيها غير طلبىّ.

تدبر الإنشاء الطلبى فى أمثلة الطائفة الأولى تجده تارة يكون بالأمر كما فى المثال الأول ، وتارة بالنهى كما فى المثال الثانى ، وتارة بالاستفهام كما فى المثال الثالث ، وتارة بالتمنى كما فى المثال الرابع ، وتارة بالنداء كما فى المثال الخامس ، وهذه هى أنواع الإنشاء الطلبى التى سنبحث عنها فى هذا الكتاب (٢).

انظر إلى أمثلة الطائفة الثانية تجد وسائل الإنشاء فيها كثيرة ، فقد يكون بصيغ التعجب كما فى المثال السادس ، أو بصيغ المدح والذم كما فى المثال السابع أو بالقسم كما فى المثال الثامن ، أو بلعل وعسى وغيرهما من أدوات الرجاء كما فى المثالين الأخيرين ، وقد يكون بصيغ العقود كبعت واشتريت.

وأنواع الإنشاء غير الطلبىّ ليست من مباحث علم المعانى ، ولذلك نقتصر فيها على ما ذكرنا ولا نطيل فيها البحث.

__________________

(١) لا يليق أن تمنع سائلا أتاك وله حاجة ، فإنك إن منعته فى يومك الذى هو لك فقد يكون له الغد فيجازيك على الحرمان بالحرمان.

(٢) ويكون الإنشاء الطلبى أيضا بالعرض والتحضيض والجمل الدعائية ، ولكنا اقتصرنا على الأنواع الخمسة لاختصاصها بكثير من اللطائف البلاغية.

١٦٩

القاعدة :

(٣٦) الإنشاء نوعان طلبىّ وغير طلبىّ :

(ا) فالطّلبىّ ما يستدعى مطلوبا غير حاصل وقت الطلب ، ويكون بالأمر ، والنّهى ، والاستفهام ، والتمنّى ، والنّداء (١).

(ب) وغير الطّلبىّ ما لا يستدعى مطلوبا ، وله صيغ كثيرة منها : التّعجّب ، والمدح ، والذمّ ، والقسم ، وأفعال الرجاء ، وكذلك صيغ العقود.

نموذج

لبيان نوع الإنشاء فى كل مثال من الأمثلة الآتية :

(١) قال أبو تمام :

لا تسقنى ماء الملام فإنّنى

صبّ قد استعذبت ماء بكائى

(٢) ومما يؤثر :

أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما. وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما.

(٣) قال ابن الزيات يمدح الفضل بن سهل (٢) :

يا ناصر الدّين إذ رثّت حبائله

لأنت أكرم من آوى ومن نصرا

__________________

(١) قد تكون الجملة خبرية فى اللفظ وهى إنشائية فى المعنى ، وعلى ذلك تعد فى باب الإنشاء ، كقول المتنبى يخاطب عضد الدولة : «فدى لك من يقصر عن فداكا» وكقوله يدعو لسيف الدولة بالشفاء من علة أصابته : «شفاك الذى يشفى بجودك خلقه».

(٢) كان الفضل بن سهل وزيرا للمأمون وقد اشتهر ببلاغته وحسن كتابته وجمال خلاله وكان يلقب بذى الرياستين ، وقتل بسرخس سنة ٢٠٢ ه‍.

١٧٠

(٤) لأميّة بن أبى الصّلت (١) فى طلب حاجة :

أأذكر حاجتى أم قد كفانى

حباؤك إنّ شيمتك الحياء

(٥) وقال زهير بن أبى سلمى (٢) :

نعم امرأ هرم لم تعر نائبة

إلّا وكان لمرتاع بها وزرا (٣)

(٦) قال امرؤ القيس :

أجارتنا إنّا غريبان هاهنا

وكلّ غريب للغريب نسيب

(٧) وقال آخر :

يا ليت من يمنع المعروف يمنعه

حتى يذوق رجال غبّ ما صنعوا (٤)

(٨) وقال أبو نواس يستعطف الأمين :

وحياة راسك لا أعو

د لمثلها وحياة راسك

(٩) قال دعبل الخزاعى :

ما أكثر النّاس! لا ، بل ما أقلّهم!

الله يعلم أنّى لم أقل فندا (٥)

إنّى لأفتح عينى حين أفتحها

على كثير ولكن لا أرى أحدا

__________________

(١) شاعر من شعراء الجاهلية ، قرأ كتب اليهود والنصارى وكان يمنى نفسه أن يكون النبى المبعوث من العرب ، ولما ظهر النبى صلّى الله عليه وسلّم امتنع عن الإسلام حسدا له ، وفى شعره كثير من الألفاظ السريانية ، ومات أول ظهور الإسلام.

(٢) أحد الثلاثة المقدمين على سائر شعراء الجاهلية ، وهم زهير وامرؤ القيس والنابغة ، كان لا يعاظل فى كلامه ، وكان يتجنب وحشى الشعر ولا يمدح أحدا إلا بما فيه ، وكان يضرب به المثل فى تنقيح الشعر حتى سميت قصائده بالحوليات ؛ لأنه كان يعمل القصيدة ثم يأخذ فى تنقيحها وعرضها على الشعراء فى سنة كاملة.

(٣) تعر : تنزل ؛ والمرتاع : الخائف. الوزر : الملجأ. يمدح هرم ابن سنان بأنه ملجأ كل خائف وغياث كل ملهوف.

(٤) الغب : العاقبة.

(٥) الفند بفتحتين : الكذب.

١٧١

الجواب

تمرينات

(١)

بين صيغ الإنشاء وأنواعه وطرقه فيما يأتى :

(١) قال أبو الطيب يمدح نفسه :

ما أبعد العيب والنقصان عن شرفى!

أنا الثريّا وذان الشيب والهرم (١)

__________________

(١) يقول : إن العيب والنقصان بعيدان عنى مثل بعد الشيب والهرم عن الثريا ، فما دامت الثريا لا تشيب ولا تهرم فأنا لا يلحقنى عيب ولا نقصان.

١٧٢

(٢) وقال :

لعلّ عتبك محمود عواقبه

وربّما صحت الأجسام بالعلل

(٣) وقال :

فيا ليت ما بينى وبين أحبّتى

من البعد ما بينى وبين المصائب

(٤) وقال فى مدح سيف الدولة :

ولعمرى لقد شغلت المنايا

بالأعادى فكيف يطلبن شغلا؟

(٥) وقال فيه أيضا :

يا من يقتّل من أراد بسيفه

أصبحت من قتلاك بالإحسان (١)

(٦) وقال فيه أيضا :

تالله ما علم امرؤ لولاكم

كيف السّخاء وكيف ضرب الهام (٢)

(٧) وقال أيضا :

ومكايد السّفهاء واقعة بهم

وعداوة الشّعراء بئس المقتنى

(٨) وقال أيضا :

لم الّليالى التى أخنت على جدتى

برقّة الحال واعذرنى ولا تلم (٣)

(٩) وقال أيضا :

بئس الليالى سهدت من طرب

شوقا إلى من يبيت يرقدها (٤)

(٢)

(١) كون ثمانى جمل إنشائية منها أربع للإنشاء الطلبى وأربع لغير الطلبىّ.

__________________

(١) أى أنت تقتل من شئت بسيفك ، ولكنك صيرتنى قتيلا بإحسانك. أى بالغت فى إحسانك إلى حتى عجزت عن شكرك فصرت كالقتيل.

(٢) الهام : الرءوس.

(٣) أخنى عليه : أهلكه ، والجدة : المال والغنى ، ورقة الحال كناية عن الفقر.

(٤) سهدت : سهرت ، والطرب : خفة تعترى الإنسان من شدة حزن أو سرور.

١٧٣

(٢) ايت بصيغتين للقسم ، وأخريين للمدح والذم ، ومثلهما للتعجب.

(٣) استعمل الكلمات الآتية فى جمل مفيدة ، ثم بيّن نوع كل إنشاء :

لا الناهية. همزة الاستفهام. ليت. لعل. عسى.

حبذا. لا حبذا. ما التعجبية. واو القسم. هل.

(٣)

بيّن الإنشاء وأنواعه والخبر وأضربه فيما يأتى :

(١) لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها

ولكنّ أخلاق الرجال تضيق (١)

(٢) إذا لم تكن نفس النّسيب كأصله

فما ذا الذى تغنى كرام المناصب؟ (٢)

(٣) ليت الجبال داعت عند مصرعه

دكّا فلم يبق من أركانها حجر

(٤) لئن حسنت فيك المراثى وذكرها

لقد حسنت من قبل فيك المدائح

(٥) للهو آونة تمر كأنها

قبل يزودّها حبيب راحل (٣)

(٦) أخلّاى لو غير الحمام أصابكم

عتبت ولكن ما على الدهر معتب (٤)

(٧) إن المساءة للمسرة موعد

أختان رهن للعشية أو غد (٥)

فإذا سمعت بهالك فتيقّنن

أن السبيل سبيله وتزوّد (٦)

(٨) وكلّ شجاعة فى المرء تغنى

ولا مثل الشجاعة فى حكيم (٧)

__________________

(١) يقول : إن أرض الله واسعة لم تضق بأحد ، وإنما تضيق أخلاق الرجال وصدورهم.

(٢) يقول : إذا لم تكن نفس الرجل الشريف مشابهة لأصله فى الشرف والكرم ، لم ينفعه انتسابه إلى أصل كريم ومحتد شريف.

(٣) يقول : إن ساعات اللهو مع لذتها قصيرة سريعة المرور ، كأنها القبل التى يزودها الحبيب الراحل ، فإن لذتها فى غاية القصر ثم تمر ولا يبقى منها إلا الذكرى.

(٤) ينادى أصدقاءه الذين ماتوا ويقول : لو كان ما أصابكم غير الموت لعتبت عليه ولكن لا عتاب على الزمان ، لأنه إذا أخذ شيئا لا يرده.

(٥) يقول : إن المسرة لا تدوم فغايتها المساءة.

(٦) يقول : إذا بلغك موت أحد فاعتبر به وتيقن أن سبيلك سبيله وتزود للآخرة بالعمل الصالح.

(٧) يقول : إن الشجاعة كيفما كانت تدفع الهوان عن صاحبها ، ولكن الشجاعة فى الحكيم لا تقاس بها الشجاعة فى غيره ، لأنها حينئذ تكون مقرونة بالحزم فيكون صاحبها أبعد من الخيبة.

١٧٤

(٩) ذرينى فإن البخل لا يخلد الفتى

ولا يهلك المعروف من هو فاعله

ولا يهلك المعروف من هو فاعله

على النعش أعناق العدا والأقارب

(١١) وما الجمع بين الماء والنار فى يدى

بأصعب من أن أجمع الجدّ والفهما (١)

(١٢) يا ابنتى إن أردت آية حسن

وجمالا يزين جسما وعقلا

فانبذى عادة التبرج نبذا

فجمال النفوس أسمى وأعلى

يصنع الصانعون وردا ولكن

وردة الروض لا تضارع شكلا

(٤)

حوّل الأخبار الآتية إلى جمل إنشائية واستوف أنواع الإنشاء الطلبىّ التى تعرفها :

الروض مزهر ـ الطير مغرد ـ يتنافس الصناع

يفيض النيل ـ نشط العامل ـ أجاد الكاتب

(٥)

بيّن نوع الإنشاء فى البيتين التاليين ، ثم انثرهما نثرا فصيحا.

يأيّها المتحلّى غير شيمته

ومن شمائله التبديل والملق (٢)

ارجع إلى خلقك المعروف ديدنه

إنّ التّخلّق يأتى دونه الخلق (٣)

__________________

(١) الجد : الحظ ، يقول إن العاقل محروم فى هذه الحياة غالبا ، لأن حسن الحظ والذكاء لا يجتمعان لحى كما لا يجتمع الماء والنار.

(٢) الشيمة : الخلق ، والشمائل الأخلاق وهو جمع مفرده شمال ، والملق : الود واللطف الظاهران ومنه الرجل الملق وهو الذى يعطى بلسانه ما ليس فى قلبه.

(٣) الديدن : الدأب والعادة ، والتخلق : أن يتكلف الإنسان غير خلقه ، يقول : لا تتكلف ما ليس من خلقك ، لأنك إن فعلت غلبك طبعك ، وانكشف للناس تصنعك ..

١٧٥

الإنشاء الطلبىّ

(١) الأمر

الأمثلة :

(١) من رسالة لعلىّ رضى الله عنه بعث بها إلى ابن عباس وكان عاملا بمكة : أما بعد فأقم للنّاس الحجّ وذكّرهم بأيام الله (١) ، واجلس لهم العصرين (٢) ، فأفت المستفتى ، وعلّم الجاهل ، وذاكر العالم.

(٢) وقال تعالى : «وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ».

(٣) وقال : «عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ».

(٤) وقال : «وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً».

* * *

(٥) وقال أبو الطيب فى مدح سيف الدولة :

كذا فليسر من طلب الأعادى

ومثل سراك فليكن الطّلاب (٣)

(٦) وقال يخاطبه :

أزل حسد الحسّاد عنّى بكبتهم

فأنت الّذى صيّرتهم لى حسّدا (٤)

__________________

(١) يريد أيام الله التى عاقب فيها الماضين على سوء أعمالهم.

(٢) يريد بالعصرين الغداة والعشى من باب التغليب.

(٣) السرى : السير ليلا.

(٤) كبته : أذله ، يقول أنت صيرتهم حاسدين لى بما أفضت على من نعمتك ، فاصرف شر حسدهم عنى بإذلالهم.

١٧٦

(٧) وقال امرؤ القيس :

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

بسقط اللّوى بين الدّخول فحومل (١)

(٨) وقال أيضا :

ألا أيّها اللّيل الطّويل ألا انجل

بصبح وما الإصباح منك بأمثل (٢)

(٩) وقال البحترى :

فمن شاء فليبخل ومن شاء فليجد

كفانى نداكم عن جميع المطالب

(١٠) وقال أبو الطيب :

عش عزيزا أو مت وأنت كريم

بين طعن القنا وخفق البنود (٣)

(١١) وقال آخر :

أرونى بخيلا طال عمرا ببخله

وهاتوا كريما مات من كثرة البذل

__________________

(١) قفا : أمر للاثنين بالوقوف ، الذكرى : التذكر ، وسقط اللوى والدخول وحومل : مواضع ، يقول لرفيقيه : قفا وأعينانى بالبكاء لتذكر حبيب فارقته ومنزل خرجت منه ، وهذا المنزل بين هذه المواضع.

(٢) الانجلاء : الانكشاف ، والأمثل : الأفضل ، يقول : ليتك أيها الليل تنكشف وتنحى ظلامك عن عينى لأرى بياض الصبح ، ثم عاد فقال : وما الإصباح بأفضل منك عندى ، فإنى أقاسى من همومى نهارا ما أقاسيه ليلا.

(٣) خفق البنود : اضطرابها ، والبنود : جمع بند وهو العلم الكبير.

١٧٧

(١٢) وقال غيره :

إذا لم تخش عاقبة اللّيالى

ولم تستحى فاصنع ما تشاء

(١٣) وقال تعالى :

«وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ».

البحث :

إذا تأملت أمثلة الطائفة الأولى رأيت كلّا منها يشتمل على صيغة يطلب بها على وجه التكليف والإلزام حصول شىء لم يكن حاصلا وقت الطلب. ثم إذا أنعمت النظر رأيت طالب الفعل فيها أعظم وأعلى ممن طلب الفعل منه ، وهذا هو الأمر الحقيقى وإذا تأملت صيغته رأيتها لا تخرج عن أربع : هى فعل الأمر كما فى المثال الأول ، والمضارع المقرون بلام الأمر كما فى المثال الثانى ، واسم فعل الأمر كما فى المثال الثالث. والمصدر النائب عن فعل الأمر كما فى المثال الرابع.

انظر إذا إلى الطائفة الثانية تجد أن الأمر فى جميعها لم يستعمل فى معناه الحقيقى وهو طلب الفعل من الأعلى للأدنى على وجه الإيجاب والإلزام ، وإنما يدل على معان أخرى يدركها السامع من السياق وقرائن الأحوال.

فأبو الطيب فى المثال الخامس لا يريد تكليفا ولا يقصد إلى إلزام. وإنما ينصح لمن ينافسون سيف الدولة ويرشدهم إلى الطريق المثلى فى طلب المجد وكسب الرفعة. فالأمر هنا للنصح والإرشاد لا للإيجاب والإلزام.

وصيغة الأمر فى المثال السادس لا يراد بها معناها الأصلىّ ، لأن المتنبى يخاطب مليكه. والمليك لا يأمره أحد من شعبه ، وإنما يراد بها الدعاء ، كذلك كل صيغة للأمر يخاطب بها الأدنى من هو أعلى منه منزلة وشأنا.

١٧٨

وإذا تدبرت المثال السابع وجدت امرأ القيس يتخيّل صاحبين يستوقفهما ويستبكيهما جريا على عادة الشعراء ، إذ يتخيل أحدهم أن له رفيقين يصطحبانه فى غدوّه ورواحه ، فيوجه إليهما الخطاب ، ويفضى إليهما بسره ومكنون صدره ، وصيغة الأمر إذا صدرت من رفيق لرفيقه أو من ندّ لندّه لم يرد بها الإيجاب والإلزام ، وإنما يراد بها محض الالتماس.

وامرؤ القيس أيضا فى المثال الثامن لم يأمر الليل ولم يكلفه شيئا ؛ لأن الليل لا يسمع ولا يطيع ، وإنما أرسل صيغة الأمر وأراد بها التمنى.

وإذا تدبرت الأمثلة الباقية وتعرفت سياقها وأحطت بما يكنفها من قرائن الأحوال ، أدركت أن صيغ الأمر فيها لم تأت للدلالة على المعنى الأصلى ، وإنما جاءت لتفيد التخيير ، والتسوية ، والتعجيز ، والتهديد والإباحة على الترتيب.

القواعد :

(٣٧) الأمر طلب الفعل على وجه الاستعلاء.

(٣٨) للأمر أربع صيغ : فعل الأمر ، والمضارع المقرون بلام الأمر واسم فعل الأمر ، والمصدر النّائب عن فعل الأمر.

(٣٩) قد تخرج صيغ الأمر عن معناها الأصلىّ إلى معان أخرى تستفاد من سياق الكلام ، كالإرشاد ، والدّعاء ، والالتماس ، والتّمنّى ، والتّخيير ، والتّسوية ، والتّعجيز ، والتّهديد ، والإباحة.

نموذج

لبيان صيغ الأمر وتعيين المراد من كل صيغة فيما يأتى :

(١) قال تعالى خطابا ليحيى عليه السّلام : «خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ».

١٧٩

(٢) وقال الأرّجانىّ :

شاور سواك إذا نابتك نائبة

يوما وإن كنت من أهل المشورات

(٣) وقال أبو العتاهية :

واخفض جناحك إن منحت إمارة

وارغب بنفسك عن ردى اللذات (١)

(٤) وقال أبو العلاء :

فيا موت زر إنّ الحياة ذميمة

ويا نفس جدّى إنّ دهرك هازل (٢)

(٥) وقال آخر :

أرينى جوادا مات هزلا لعلّنى

أرى ما ترين أو بخيلا مخلّدا (٣)

(٦) قال خالد بن صفوان (٤) ينصح ابنه :

دع من أعمال السّر ما لا يصلح لك فى العلانية.

(٧) وقال بشار بن برد :

فعش واحدا أو صل أخاك فإنّه

مقارف ذنب مرّة ومجانبه (٥)

(٨) وقال تعالى :

«قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ».

(٩) وقال أبو الطيب يخاطب سيف الدولة :

أخا الجود أعط النّاس ما أنت مالك

ولا تعطينّ الناس ما أنا قائل (٦)

(١٠) وقال قطرى بن الفجاءة (٧) يخاطب نفسه :

فصبرا فى مجال الموت صبرا

فما نيل الخلود بمستطاع

__________________

(١) المراد بخفض الجناح التواضع ، والردى : الهلاك.

(٢) يفضل الموت على الحياة ويأمر نفسه أن تأخذ فى طريق الجد لأن الدهر غير جاد.

(٣) الهزل بالضم وبالفتح : الضيق والفقر.

(٤) كان من فصحاء العرب المشهورين ، وكان يجالس عمر بن عبد العزيز وهشام بن عبد الملك ، وله معهما أخبار ، ولد ونشأ بالبصرة ، وكان أيسر أهلها مالا ، توفى سنة ١١٥ ه‍.

(٥) مقارف الذنب : مرتكبه ، يقول : إذا أردت ألا يزل معك صديق فعش منفردا وذلك مستحيل ، أما إذا أردت أن تعيش مع الناس فسامح إخوانك وصلهم على ما بهم من عيوب.

(٦) يقول : أعط الناس أموالك ولا تعطهم شعرى ، أى لا تحوجنى إلى مدح غيرك.

(٧) هو أحد رءوس الخوارج ، فارس مذكور ، وشاعر إسلامى مشهور ، سلموا عليه بالخلافة ثلاث عشرة سنة.

١٨٠