ثواب الأعمال وعقاب الأعمال

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]

ثواب الأعمال وعقاب الأعمال

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات الشريف الرضي
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣١٢

هل كان أحد من آبائك يصومه؟ فقال خير آبائي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأكثر صيامه في شعبان.

حدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا حامد بن شعيب قال حدثنا شريح ابن يونس قال حدثنا وكيع عن سفيان عن زيد بن أسلم قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن صوم رجب فقال أين أنتم عن شعبان.

حدثنا حمزة بن محمد بن العلوي (ره) قال حدثنا أبو محمد عبد الرحمن ابن أبي حاتم قال حدثنا يزيد بن سنان البصري نزيل مصر قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا ثابت بن قيس المدني قال أخبرني أبو سعيد المقري قال حدثنا أسامة بن زيد قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصوم الأيام حتى يقال لا يفطر ، ويفطر حتى يقال لا يصوم ، قلت رأيته يصوم من شهر مالا يصوم من شئ من الشهور؟ قال نعم قلت أي الشهور؟ قال شعبان هو شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صايم.

حدثنا أحمد بن الحسن العطار قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال حدثنا الحجاج بن حمزة قال حدثنا يزيد قال أخبرني صدقة الرفيقي قال حدثنا ثابت عن أنس قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أي الصيام أفضل؟ قال شعبان تعظيما لرمضان.

حدثنا أحمد بن الحسن قال حدثنا عبد الرحمن بن الحجاج قال حدثنا العباس بن يزيد العبدي قال حدثني غندر قال حدثنا شعيب عن نوبة الصيمري عن محمد بن إبراهيم عن أم سلمة عن أبي سلمة ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكن يصوم من السنة شهرا تاما إلا شعبان يصل به رمضان.

حدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا الحسن بن محمد المروزي عن أبيه عن يحيى بن عباس عن علي بن عامر الواسطي قال أخبرني عطاء بن

٦١

السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عامر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد تذاكر أصحابه عنده فضايل شعبان قال : شهر شريف وهو شهري وحملة العرش تعظمه وتعرف حقه وهو شهر زاد الله فيه أرزاق المؤمنين لرمضان وتزين فيه الجنان وإنما سمي شعبان لأنه يتشعب فيه أرزاق المؤمنين لرمضان وهو شهر ، العمل فيه تضاعف الحسنة سبعين والسيئة محطوطة والذنب مغفور والحسنة مقبولة والجبار جل جلاله يباهي فيه بعبادة ينظر من عرشه إلى صوامه وقوامه فيباهي بهم حملة عرشه فقام علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله صف لنا شيئا من فضله لنزداد رغبة في صيامه وقيامه نتهجد للجليل فيه ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله من صام أول يوم من شعبان كتب الله له سبعين حسنة ، الحسنة تعادل عبادة سنة ، ومن صام يومين من شعبان حط عنه السيئة الموبقة ، ومن صام ثلاثة أيام من شعبان رفع له سبعين درجة في الجنان من در وياقوت ومن صام أربعة أيام من شعبان وسع عليه الرزق ، ومن صام خمسة أيام من شعبان حبب إلى العباد ، ومن صام ستة أيام من شعبان صرف الله عنه سبعين لونا من البلاء ، ومن صام سبعة أيام من شعبان عصم من إبليس وجنوده وهمزه وغمزه ، ومن صام ثمانية أيام من شعبان لم يخرج من الدنيا حتى يسقى من حياض القدس ، ومن صام تسعة أيام من شعبان عطف عليه منكر ونكير عندما يسألانه ، ومن صام من شعبان عشرة أيام وسع الله عليه قبره سبعين ذراعا في سبعين ذراع ، ومن صام أحد عشر يوما ضرب الله على قبره إحدى عشر منارة من نور ، ومن صام اثنى عشر يوما من شعبان زاره في قبره كل يوم سبعون ألف ألف ملك إلى النفخ في الصور ، ومن صام ثلاثة عشر يوما من شعبان استغفرت له ملائكة سبع سماوات ، ومن صام أربعة عشر يوما من شعبان ألهمت به الدواب والسباع حتى الحيتان في البحور أن يستغفروا له ، ومن صام

٦٢

خمسة عشر يوما من شعبان ناداه رب العزة وعزتي لا أحرقتك بالنار ، ومن صام ستة عشر يوما من شعبان أطفئ عنه سبعين بحرا من النيران كلها ، ومن صام سبعة عشر يوما من شعبان غلقت عنه أبواب النيران كلها ، ومن صام ثمانية عشر يوما من شعبان فتحت له أبواب الجنان كلها ومن صام تسعة عشر يوما من شعبان أعطي سبعون ألف قصر في الجنان من در وياقوت ، ومن صام عشرين يوما من شعبان زوج سبعين ألف زوجة من الحور العين ومن صام أحدا وعشرين يوما من شعبان وجبت له الملائكة ومسحته بأجنحتها ، ومن صام اثنين وعشر ين يوما من شعبان كسي سبعين ألف حلة من سندس وإستبرق ، ومن صام ثلاثة وعشرين يوما من شعبان أتي بدابة من نور عند خروجه من قبره فيركبها طيارا إلى الجنة ، ومن صام أربعة وعشرين يوما من شعبان فع في سبعين ألفا من أهل التوحيد ، ومن صام خمسة وعشرين يوما من شعبان أعطي براءة من النفاق ، ومن صام ستة وعشرين يوما من شعبان كتب الله له جوازا على الصراط ، ومن صام سبعة وعشرين يوما من شعبان كتب الله له براءة من النار ، ومن صام ثمانية وعشرين يوما من شعبان تهلل وجهه ومن صام تسعة وعشرين يوما من شعبان قال رضوان الله عزوجل الأكبر ومن صام ثلاثين يوما من شعبان ناداه جبرئيل عليه‌السلام من قدام العرش يا هذا استأنف العمل عملا جديدا قد غفر لك ما مضى وما تقدم من ذنوبك والجليل عزوجل يقول لو كان ذنوبك عدد نجوم السماء وقطر الأمطار وورق الأشجار وعدد الرمل والثرى وأيام الدنيا لغفرتها لك وما ذلك على الله بعزيز بعد صيامك شهر شعبان. قال ابن عباس : هذا لشهر شعبان

[باب فضل شهر رمضان وثواب صيامه]

حدثني أبي (ره) قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير قال حدثني أحمد بن النضر

٦٣

الخزاز عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال يا جابر من دخل عليه شهر رمضان فصام نهاره وقام وردا من ليله وحفظ فرجه ولسانه وغض بصره وكف أذاه خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه ، قال قلت جعلت فداك ما أحسن هذا من حديث؟ قال ما أشدها من شرط.

حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا نظر إلى هلال شهر رمضان استقبل القبلة بوجهه ثم قال : اللهم أهله علينا بالأمن والايمان والسلامة والاسلام والعافية المجللة والرزق الواسع ودفع الأسقام وتلاوة القرآن والعون على الصلاة والصيام اللهم سلمنا لشهر رمضان وسلمه لنا وتسلمه منا حتى ينقضي شهر رمضان وقد غفرت لنا ثم يقبل بوجهه على الناس فيقول يا معشر المسلمين إذا طلع هلال شهر رمضان غلت مردة الشياطين وفتحت أبواب السماء وأبواب الجنان وأبواب الرحمة وغلقت أبواب النار واستجيب الدعاء وكان لله عند كل فطر عتقاء يعتقهم من النار ونادى مناد كل ليلة هل من سائل هل من سائل هل من مستغفر اللهم اعط كل منفق حقا واعط كل ممسك تلفا حتى إذا طلع هلال شوال نودي المؤمنون اغدوا إلى جوائزكم فهو يوم الجائزة ، ثم قال أبو جعفر عليه‌السلام أما والذي نفسي بيده ما هي بجائزة الدنانير والدراهم.

حدثني محمد بن علي بن ماجيلويه قال حدثني محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن أحمد بن هلال عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما انصرف من عرفات وسار إلى منى دخل المسجد فاجتمع إليه الناس يسألونه عن ليلة القدر فقام خطيبا فقال : بعد الثناء على الله أما بعد ، فأيكم سألتموني عن ليلة القدر فلم أطوها عنكم لأني لم أكن بها عالما ، إعلموا أيها الناس ، انه من

٦٤

ورد عليه شهر رمضان وهو صحيح سوى فصام نهاره وقام وردا من ليله وواظب على صلاته وهاجر إلى جمعته وغدا إلى عيده فقد أدرك ليلة القدر وفاز بجايزة الرب ، قال : فقال أبو عبد الله عليه‌السلام فاز والله بجوايز ليست كجوايز العباد.

أبي (ره) قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن سيف بن عميرة عن عبد الله بن عبيد الله عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما حضر شهر رمضان وذلك في ثلاث بقين من شعبان قال لبلال ناد في الناس فجمع الناس فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ، ان هذا لشهر قد حضركم وهو سيد الشهور ، ليلة فيه خير من ألف شهر تغلق فيه أبواب النار وتفتح فيه أبواب الجنان فمن أدركه فلم يغفر له فأبعده الله ومن أدرك والديه فلم يغفر له فأبعده الله ومن ذكرت عنده فلم يصل علي فلم يغفر له فأبعده الله.

وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان عن عمرو ابن شمر عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليهم السلام قال : لما حضر شهر رمضان قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ، كفاكم الله عدوكم من الجن وقال ادعوني أستجب لكم ووعدكم الإجابة ، ألا وقد وكل الله بكل شيطان مريد سبعة من ملائكته فليس بمخلوق حتى ينقضي شهركم هذا ، ألا وأبواب السماء مفتحة من أول ليلة منه ألا والدعاء فيه مقبول.

وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن جميل ابن صالح عن محمد بن مروان قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ان لله عزوجل في كل ليلة من شهر رمضان عتقاء وطلقاء من النار ألا من أفطر على مسكين فإذا كان آخر ليلة منه أعتق فيها مثل ما أعتق في جميعه.

٦٥

وحدثني محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثني عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا الحسن بن محبوب الزراد قال حدثنا أبو أيوب عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : خطب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في آخر جمعة من شعبان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ، قد أظلكم شهر فيه ليلة خير من ألف شهر وهو شهر رمضان فرض الله صيامه وجعل قيام ليلة فيه بتطوع صلاة كمن تطوع بصلاة سبعين ليلة فيما سواه من الشهور وجعل لمن تطوع فيه بخصلة من خصال الخير والبر كأجر من أدى فريضة من فرايض الله عزوجل كمن أدى سبعين فريضة من فرايض الله فيما سواه من الشهور وهو شهر الصبر وان الصبر ثوابه الجنة وهو شهر المواساة وهو شهر يزيد الله فيه رزق المؤمن ومن فطر فيه مؤمنا صائما كان له عند الله بذلك عتق رقبة ومغفرة لذنوبه فيما مضى فقيل له يا رسول الله ليس كلنا نقدر على أن نفطر صائما فقال : ان الله كريم يعطي هذا الثواب من لم يقدر إلا على مذقة من لبن يفطر بها صائما أو شربة من ماء عذب أو تمرات لا يقدر على أكثر من ذلك ومن خفف فيه على مملوك خفف الله عزوجل عليه حسابه وهو شهر أوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره إجابة والعتق من النار ولا غنى بكم فيه عن أربع خصال خصلتين ترضون الله بهما وخصلتين لا غنى بكم عنهما أما اللتان ترضون الله بهما فشهادة لا إله إلا الله وأني رسول الله ، وأما اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله فيه حوائجكم والجنة وتسألون الله فيه العافية وتعوذون به من النار.

أبي (ره) قال حدثني سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن سيف بن عميرة عن عبد الله بن عبيد الله عن رجل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما حضر شهر رمضان وذلك في ثلاث بقين من شعبان فقال لبلال ناد في الناس فجمع الناس ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ، ان هذا لشهر

٦٦

قد حضركم وهو سيد الشهور فيه ليلة القدر خير من ألف شهر يغلق فيه أبواب النار ويفتح فيه أبواب الجنان فمن أدركه فلم يغفر له فأبعده الله ومن أدرك والديه فلم يغفر له فأبعده الله ومن ذكرت عنده فلم يصل علي فلم يغفر له فأبعده الله.

أبي (ره) قال حدثني سعد بن عبد الله قال حدثني إبراهيم بن مهزيار عن أخيه عن علي عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث طويل في آخره : ان أبواب السماء تفتح في رمضان وتصفد الشياطين وتقبل أعمال المؤمنين ، نعم الشهر شهر رمضان كان يسمى على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المرزوق.

أبي (ره) قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير عن محمد بن الحكم أخي هشام عن عمرو بن يزيد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان لله في كل ليلة من شهر رمضان عتقاء من النار ألا من أفطر على مسكر أو مشاحنا وصاحب الشاهين ، قال : قلت وأي شئ صاحب الشاهين؟ قال الشطرنج.

وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن عمر ابن أذينة عن الفضل وزرارة عن محمد بن مسلم عن حمران انه سال أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل (إنا أنزلناه في ليلة القدر) قال نعم هي ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر فلم ينزل القرآن إلا في ليلة القدر قال الله عزوجل فيها (يفرق كل أمر حكيم) قال يقدر في ليلة القدر كل شئ يكون في تلك السنة إلى مثلها من قابل من خير أو شر أو طاعة أو معصية أو مولود أو أجل أو رزق فما قدر في تلك الليلة وقضى فهو من المحتوم ولله فيه المشية ، قال قلت له : ليلة القدر خير من ألف شهر أي شئ عنى بها؟ قال العمل الصالح فيها من الصلاة والزكاة وأنواع الخير خير من العمل في ألف شهر ليس

٦٧

فيها ليلة القدر ولولا ما يضاعف الله للمؤمنين ما بلغوا ولكن الله عزوجل يضاعف لهم الحسنات.

حدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا أحمد بن حيويه الجرجاني المذكر قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن بلال قال حدثنا أبو محمد قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن كرام قال حدثنا أحمد بن عبد الله قال حدثنا سفيان بن عيينة قال حدثنا معاوية بن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس ما لمن صام رمضان وعرف حقه؟ قال تهيأ يا بن جبير حتى أحدثك بما لم تسمع أذناك ولم يمر على قلبك فرغ نفسك لما سألتني عنه فما أردته إلا علم الأولين والآخرين ، قال سعيد بن جبير فخرجت من عنده فتهيأت له من الغد فبكرت إليه من طلوع الفجر فصليت الفجر ثم ذكر الحديث فحول وجهه إلي فقال إسمع منى ما أقول سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : لو علمتم مالكم في رمضان لزدتم لله شكرا إذا كان أول ليلة منه غفر الله لامتي الذنوب كلها سرها وعلانيتها ورفع لكم ألفي ألف درجة وبنى لكم خمسين مدينة وكتب الله لكم يوم الثاني بكل خطوة تخطونها في ذلك اليوم عبادة سنة وثواب نبي وكتب لكم صوم سنة وأعطاكم الله يوم الثالث بكل شعره على أبدانكم قبة في الفردوس من درة بيضاء في أعلاها اثنى عشر ألف بيت من النور في كل بيت ألف سرير على كل سرير حوراء يدخل عليكم كل يوم ألف ملك مع كل ملك هدية وأعطاكم الله يوم الرابع في جنة الخلد سبعين ألف قصر في كل قصر سبعون ألف بيت في كل بيت خمسون ألف سرير على كل سرير حوراء ومع كل حوراء ألف وصيفة خمار إحداهن خير من الدنيا وما فيها ، وأعطاكم الله يوم الخامس في جنة المأوى ألف مدينة في كل مدينة سبعون ألف بيت في كل بيت سبعون ألف مائدة على كل مائدة سبعون ألف قصعة في كل قصعة ستون ألف لون من الطعام لا يشبه بعضه بعضا وأعطاكم

٦٨

الله يوم السادس في دار السلام مائة ألف مدينة في كل مدينة مائة ألف دار في كل دار مائة ألف بيت في كل بيت مائة ألف سرير من ذهب طول كل سرير ألفا ذراع على كل سرير زوجة من الحور العين عليها ثلاثون ألف ذؤابة منسوجة بالدر والياقوت تحمل كل ذؤابة مائة جارية وأعطاكم الله يوم السابع في جنة النعيم ثواب أربعين ألف شهيد وأربعين ألف صديق وأعطاكم الله يوم الثامن مثل عمل ستين ألف عابد وستين ألف زاهد وأعطاكم الله يوم التاسع ما يعطي ألف عالم وألف معتكف وألف مرابط ، وأعطاكم الله يوم العاشر قضاء سبعين ألف حاجة ويستغفر لكم الشمس والقمر والنجوم والدواب والطير والسباع وكل حجر ومدر وكل رطب ويابس والحيتان في البحار والأوراق على الأشجار وكتب الله لكم يوم حادي عشر ثواب أربع حجات وأربع عمرات كل حجة مع نبي من الأنبياء وكل عمرة مع صديق أو شهيد وجعل الله لكم يوم ثاني عشر ان يبدل الله سيأتكم حسنات ويجعل حسناتكم أضعاف ويكتب لكم بكل حسنة ألف ألف حسنة وكتب الله لكم يوم ثالث عشر مثل عبادة أهل مكة والمدينة وأعطاكم الله بكل حجر ومدر ما بين مكة والمدينة شفاعة ويوم رابع عشر فكأنما لقيتم آدم ونوحا وبعدهما إبراهيم وموسى وعيسى وبعدهم داود وسليمان وكأنما عبدتم الله مع كل نبي مأتي سنة وقضى لكم يوم خامس عشر كل حاجة من حوائج الدنيا والآخرة وأعطاكم الله ما أعطى أيوب واستجاب الله دعائكم واستغفر لكم حملة العرش وأعطاكم الله يوم القيامة أربعين نورا عشرة عن يمينكم وعشرة عن يساركم وعشرة أمامكم وعشرة خلفكم ، وأعطاكم الله يوم سادس عشر إذا خرجتم من القبر ستين حلة تلبسونها وناقة تركبونها وبعث الله إليكم غمامة تظلكم من حر ذلك اليوم وإذا كان يوم سابع عشر يقول الله عزوجل اني قد غفرت لهم ولآبائهم ورفعت عنهم شدايد يوم القيامة

٦٩

وإذا كان يوم ثامن عشر أمر الله تبارك وتعالى جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وحملة العرش والكرسي والكروبيين ان يستغفروا لامة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى السنة القابلة وأعطاكم الله يوم القيامة ثواب البدريين ، وإذا كان يوم التاسع عشر لم يبق ملك في السماوات والأرض إلا استأذنوا ربهم في زيارة قبوركم كل يوم ومع كل ملك هدية وشراب فإذا تم لكم عشرون يوما بعث الله إليكم سبعين ألف ملك يحفظونكم من كل شيطان رجيم وكتب الله لكم بكل يوم صمتم صوم مائة سنة وجعل بينكم وبين النار خندقا وأعطاكم ثواب من قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وكتب الله لكم بكل ريشة على جبرئيل عليه‌السلام عبادة سنة وأعطاكم ثواب تسبيح العرش والكرسي وزوجكم بكل آية في القرآن ألف حوراء ويوم أحد وعشرين يوسع الله عليكم القبر ألف فرسخ ويرفع عنكم الظلمة والوحشة ويجعل قبوركم قبور الشهداء ويجعل وجوهكم كوجه يوسف بن يعقوب عليهما‌السلام ، ويوم اثنين وعشرين يبعث الله إليكم ملك الموت كما يبعث إلى الأنبياء عليهم‌السلام ورفع عنكم هول منكر ونكير ويدفع عنكم هم الدنيا وعذاب الآخرة ، ويوم ثالث وعشرين تمرون على الصراط مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وكأنما أشبعتم كل يتيم في أمتي وكسوتم كل عريان من أمتي ، ويوم رابع وعشرين لا تخرجون من الدنيا حتى يرى كل واحد منكم مكانه في الجنة ويعطي كل واحد منكم ثواب ألف مريض وألف غريب خرجوا في طاعة الله وأعطاكم الله ثواب عتق ألف رقبة من ولد إسماعيل عليه‌السلام ويوم خامس وعشرين بنى الله لكم تحت العرش ألف قبة خضراء على رأس كل قبة خيمة من نور.

يقول الله تبارك وتعالى : يا أمة أحمد أنا ربكم وأنتم عبيدي وإمائي استظلوا بظل عرشي في هذه القباب وكلوا واشربوا هنيئا فلا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ، يا أمة محمد وعزتي وجلالي لأبعثنكم إلى الجنة يتعجب

٧٠

منكم الأولون والآخرون ولأتوجن كل واحد منكم بألف تاج من نور ولا ركبن كل واحد منكم على ناقة خلقت من نور زمامها من نور في ذلك الزمام ألف حلقة من ذهب وفي كل حلقة قائم عليها ملك من الملائكة بيد كل ملك عمود من نور حتى يدخل الجنة بغير حساب ، وإذا كان يوم سادس وعشرين ينظر الله إليكم بالرحمة فيغفر لكم الذنوب كلها إلا الدماء والأموال وقدس بينكم كل يوم سبعين مرة من الغيبة والكذب والبهتان ، وإذا كان يوم سابع وعشرين فكأنما نصرتم كل مؤمن ومؤمنة وكسوتم سبعين ألف عاري وخدمتم ألف مرابط وكأنما قرأتم كل كتاب أنزل الله على أنبيائه ، ويوم ثامن وعشرين جعل الله لكم في جنة الخلد مائة ألف مدينة من نور وأعطاكم الله في جنة المأوى مائة ألف قصر من فضة وأعطاكم الله في جنة النعيم مائة ألف دار من عنبر أشهب وأعطاكم الله في جنة الفردوس مائة ألف مدينة في كل مدينة ألف حجرة وأعطاكم الله في جنة النعيم مائة ألف منبر من مسك في جوف كل منبر ألف بيت من زعفران في كل بيت ألف سرير من در وياقوت على كل سرير زوجة من الحور العين وإذا كان يوم تاسع وعشرين أعطاكم الله ألف ألف محلة في جوف كل محلة قبة بيضاء في كل قبة سرير من كافور أبيض على ذلك السرير ألف فراش من السندس الأخضر فوق كل فراش حوراء عليها سبعون ألف حلة وعلى رأسها ثمانون ألف ذؤابة وكل ذؤابة مكللة بالدر والياقوت فإذا تم ثلاثون يوما كتب الله لكم بكل يوم مر عليكم ثواب ألف شهيد وألف صديق وكتب الله لكم عبادة خمسين سنة وكتب الله لكم بكل يوم صوم ألفي يوم ورفع لكم بعدد ما أنبت النيل درجات وكتب لكم براءة من النار وجوازا على الصراط وأمانا من العذاب وللجنة باب يقال له الريان لا يفتح ذلك إلى يوم القيامة ثم يفتح للصائمين والصائمات من أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم ينادي رضوان خازن الجنة يا أمة محمد

٧١

هلموا إلى الريان فتدخل أمتي من ذلك الباب إلى الجنة فمن لم يغفر له في شهر رمضان ففي أي شهر يغفر له؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

حدثني محمد بن إبراهيم قال حدثنا علي بن سعيد العسكري قال حدثنا الحسين بن علي بن الأسود العجلي قال حدثنا عبد الحميد بن يحيى الجاني قال حدثنا أبو بكر الهذلي عن الزبيري عن عبيد الله بن عبد الله بن عباس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا دخل شهر رمضان أطلق كل أسير وأعطى كل سائل

[ثواب دعاء يقال في عشر ذي الحجة]

حدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن الحسين بن الخليل بن عبد الكريم قال حدثنا أبو القاسم بن عبيد الله بن يعقوب بن يوسف نزيل أصبهان قال حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم المقري المعروف بابي دبيس قال حدثنا محمد بن غالب قال حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن الخليل البكري قال سمعت بعض أصحابنا يقولون إن علي بن أبي طالب عليه‌السلام كان يقول في كل يوم من أيام العشر هؤلاء الكلمات الفاضلات أولهن : لا إله إلا الله عدد الليالي والدهور لا إله إلا الله عدد أمواج البحور ، لا إله إلا الله خير مما يجمعون ، لا إله إلا الله عدد الشوك والشجر ، لا إله إلا الله عدد الشعر والوبر ، لا إله إلا الله عدد الحجر والمدر ، لا إله إلا الله عدد لمح العيون ، لا إله إلا الله في الليل إذا عسس وفي الصبح إذا تنفس ، لا إله إلا الله عدد الرياح في البراري والصخور ، لا إله إلا الله من هذا اليوم إلى يوم ينفخ في الصور.

قال الخليل : فسمعته يقول إن عليا عليه‌السلام كان يقول : من قال ذلك في كل يوم من العشر عشر مرات أعطاه الله عزوجل بكل تهليلة درجة في الجنة من الدر والياقوت ما بين كل درجتين مسيرة عام للراكب المسرع

٧٢

في كل درجة مدينة فيها قصر من جوهر واحد لا فصل فيها في كل مدينة من تلك المدائن من الدر والحصون والغرف والبيوت والفرش والأزواج والسرير والحور العين ومن النمارق والزرابي والموائد والخدم والأنهار والأشجار والحلي والحلل ما لا يصف خلق من الواصفين فإذا خرج من قبره أضاءت كل شعرة منه نورا وابتدره سبعون ألف ملك يمشون أمامه وعن يمينه وعن شماله حتى ينتهي إلى باب الجنة فإذا دخلها قاموا خلفا وهو أمامهم حتى ينتهي إلى مدينة ظاهرها ياقوتة حمراء وباطنها زبرجدة خضراء فيها أصناف ما خلق الله عزوجل في الجنة وإذا انتهوا إليها قالوا يا ولي الله هل تدري ما هذه المدينة بما فيها؟ قال لا فمن أنتم؟ قالوا نحن الملائكة الذين شهدناك في الدنيا يوم هللت لله عزوجل بالتهليل هذه المدينة بما فيها ثوابا لك وأبشر بأفضل من هذا ثواب الله عزوجل حتى ترى ما أعد الله لك في داره دار السلام في جواره عطاء لا ينقطع أبدا.

قال الخليل : فقولوا أكثر ما تقدرون عليه ليزداد لكم.

[ثواب صيام عشرة ذي الحجة]

حدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا أبو القاسم عثمان بن حماد قال حدثنا الحسن بن محمد الدقاق قال حدثنا إسحاق بن وهب العلاف قال حدثنا منصور بن المهاجر قال حدثنا محمد بن عطا عن عايشة ، ان شابا كان صاحب سماع وكان إذا هل هلال ذي الحجة أصبح صائما فارتفع الحديث إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأرسل إليه فدعاه فقال ما يحملك على صيام هذه الأيام؟ قال بأبي أنت وأمي يا رسول الله أيام المشاعر وأيام الحج عسى الله ان يشركني في دعائهم قال فان لك بكل يوم تصومه عدل عتق رقبة ومائة بدنة ومائة فرس يحمل عليها في سبيل الله وكفارة ستين سنة قبلها وستين سنة بعدها.

أبي (ره) قال حدثني أحمد بن إدريس قال حدثني محمد بن أحمد قال حدثنا موسى بن عمير عن علي بن الحكم عن أحمد بن زيد عن موسى بن

٧٣

جعفر عليه الصلاة والسلام قال من صام أول يوم من العشر عشر ذي الحجة كتب الله له صوم ثمانين شهرا فان صام التسع كتب الله له صوم الدهر.

حدثني محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثني علي بن الحسين السعد آبادي عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : صوم يوم التروية كفارة سنة ويوم عرفة كفارة سنين.

[ثواب صوم يوم غدير خم]

أبي (ره) قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا إبراهيم بن هاشم عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت جعلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين؟ قال نعم يا حسن أعظمهما وأشرفهما ، قال قلت له وأي يوم هو؟ قال يوم نصب أمير المؤمنين عليه‌السلام علما على الناس ، قلت جعلت فداك وأي يوم هو؟ قال إن الأيام تدور وهو يوم ثمانية عشر من ذي الحجة ، قال قلت جعلت فداك وما ينبغي لنا ان نصنع فيه؟ قال تصومه يا حسن وتكثر الصلاة فيه على محمد وأهل بيته وتتبرء إلى الله ممن ظلمهم وجحد حقهم فان الأنبياء عليهم‌السلام كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا ، قال قلت ما لمن صامه منا؟ قال صيام ستين شهرا ولا تدع صيام يوم سبعة وعشرين من رجب فإنه هو اليوم الذي أنزلت فيه النبوة على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وثوابه مثل ستين شهرا لكم.

حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا محمد بن عيسى عن علي بن سليمان بن يوسف البزاز عن القاسم ابن يحيى عن جده الحسن بن راشد قال : قيل لأبي عبد الله عليه‌السلام للمؤمنين من الأعياد غير العيدين والجمعة؟ قال نعم لهم ما هو أعظم من هذا يوم

٧٤

أقيم أمير المؤمنين عليه‌السلام فعقد له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الولاية في أعناق الرجال والنساء بغدير خم فقلت وأي يوم ذاك؟ قال الأيام تختلف ثم قال يوم ثمانية عشر من ذي الحجة قال : ثم قال والعمل فيه يعدل العمل في ثمانين شهرا وينبغي أن يكثر فيه ذكر الله عزوجل والصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ويوسع الرجل فيه على عياله.

حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا محمد بن أبي القاسم قال حدثنا محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : صوم يوم غدير خم كفارة ستين سنة.

[ثواب التطوع ليلة العيد]

حدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا ابن سهل هارون بن محمد زنجلة قال حدثنا أبو العباس أحمد بن حميد قال حدثنا أبو صالح عن سعد ابن سعيد عن أبي طيبة عن نور بن وبرة عن الربيع بن خثيم عن عبد الله ابن مسعود عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن جبرائيل عن إسرافيل عن ربه تبارك وتعالى أنه قال : من صلى ليلة الفطر عشر ركعات يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد ، عشر مرات ويقول في ركوعه وسجوده سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثم يتشهد ويسلم بين كل ركعتين فإذا فرغ منها قال ألف مرة أستغفر الله وأتوب إليه ثم يسجد ويقول في سجوده : يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة يا أكرم الأكرمين يا أرحم الراحمين يا إله الأولين والآخرين اغفر لي ذنوبي وتقبل صومي وصلاتي وقيامي. وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي بعثني بالحق نبيا انه لا يرفع رأسه من السجود حتى يغفر له ويتقبل منه شهر رمضان ويتجاوز عن ذنوبه وإن كان قد أذنب سبعين ذنبا كل ذنب منها أعظم من ذنوب جميع العباد ، قلت يا جبرئيل أيتقبل منه خاصة شهر رمضان أو من جميع عباده في بلاده؟ قال نعم والذي بعثك بالحق

٧٥

نبيا يا محمد ان من كرامته على الله وعظم منزلته أن يتقبل منه ومنهم ويتقبل من جميع الموحدين فيما بين المشرق والمغرب صلاتهم وصيامهم ويغفر لهم ذنوبهم ويستجيب دعائهم بعد ما يخبر به والذي بعثني بالحق ان من صلى هذه الصلاة واستغفر هذا الاستغفار يتقبل الله صلاته وصيامه وقيامه ويغفر له ويستجيب دعائه لان الله عزوجل قال في كتابه (وان استغفروا ربكم ثم توبوا إليه) وقال (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسكم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله) وقال (واستغفروا الله إن الله غفور رحيم) وقال (واستغفره انه كان توابا).

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : هذه هدية لي ولأمتي خاصة من الرجال والنساء ولم يعطها أحدا من الأنبياء الذين كانوا قبلي ولا غيرهم.

حدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد الهمداني قال حدثنا إسماعيل بن الفضل قال حدثنا سختويه بن شبيب الباهلي قال حدثنا عاصم عن إسماعيل بن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما من عبد يصلي ليلة العيد ست ركعات إلا شفع في أهل بيته كلهم وان كانوا قد وجبت لهم النار قالوا فلم ذاك يا رسول الله؟ قال لان المحسن لا يحتاج إلى الشفاعة إنما الشفاعة لكل هالك. وقال محمد بن الحسين يقرأ في كل ركعة خمس مرات قل هو الله أحد.

[ثواب من أحيى ليلة العيد]

حدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن سليمان قال حدثنا أحمد ابن بكر الفارسي قال حدثنا محمد بن مصعب عن حماد عن ثابت عن أنس ابن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من أحيى ليلة العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.

حدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن عبد الله البغدادي قال حدثنا

٧٦

يحيى بن عثمان المصري بمصر قال حدثنا ابن بكير قال حدثنا المفضل بن فضالة عن عيسى بن إبراهيم عن سلمة بن سليمان الخدري عن هارون بن سالم عن ابن كردوس عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من أحيى ليلة العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.

[ثواب من صام شهر رمضان وختمه بصدقة وغدا إلى المصلى بغسل]

حدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا عثمان بن محمد قال حدثنا علي بن الحسين قال حدثنا محمد بن أحمد الطوسي قال حدثنا محمد بن أسلم قال حدثنا الحكم عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من صام رمضان وختمه بصدقة وغدا إلى المصلى بغسل رجع مغفورا له.

[ثواب من صلى أربع ركعات يوم الفطر بعد صلاة الامام]

حدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا عثمان بن محمد وأبو يعقوب القزاز قال حدثنا محمد بن يوسف إملاء قال حدثنا محمد بن شيث قال حدثنا عاصم ابن عبد الله النخعي عن إسماعيل بن أبي عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان (ره) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من صلى أربع ركعات يوم الفطر بعد صلاة الإمام يقرأ في أولهن سبح اسم ربك الأعلى فكأنما قرأ جميع الكتب كل كتاب أنزله الله عزوجل ، وفي الركعة الثانية والشمس وضحيها فله من الثواب ما طلعت عليه الشمس ، وفي الثالثة والضحى فله من الثواب كأنما أشبع جميع المساكين ودهنهم ونظفهم ، وفي الرابعة قل هو الله أحد ثلاثين مرة غفر الله له ذنب خمسين سنة مستقبلة وخمسين سنة مستدبرة.

قال محمد بن علي مؤلف هذا الكتاب (رض) : أقول في ذلك وبالله التوفيق ، ان هذا الثواب هو لمن كان إمامه مخالفا لمذهبه فيصلي معه تقية ثم يصلي هذه الأربع ركعات للعيد فاما إذا كان الامام إماما من الله

٧٧

عزوجل واجب الطاعة على العباد فصلى خلفه صلاة العيد لم يكن له أن يصلي بعد ذلك صلاة حتى تزول الشمس وكذلك من كان إمامه موافقا لمذهبه ان لم يكن مفروض الطاعة صلى معه العيد لم يكن له أن يصلي بعد ذلك صلاة حتى تزول الشمس والمعتمد انه لا صلاة في العيدين إلا مع الامام فمن أحب أن يصلي وحده فلا بأس وتصديق ذلك ما حدثني به محمد بن الحسن قال حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من لم يصل مع الامام في جماعة يوم العيد فلا صلاة له ولا قضاء عليه.

وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لا صلاة في العيدين إلا مع امام فان صليت وحدك فلا بأس.

وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن حماد بن عثمان عن معمر بن يحيى وزرارة قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام لا صلاة يوم الفطر والأضحى إلا مع امام.

وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن عبد الله ابن سنان الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن صلاة العيدين هل قبلهما صلاة أو بعدهما؟ قال ليس قبلهما ولا بعدهما شئ.

وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن سعد عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الصلاة في الفطر والأضحى قال ليس فيهما أذان ولا إقامة وليس بعد الركعتين ولا قبلهما صلاة.

وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : صلاة العيدين ركعتان ليس قبلهما ولا بعدهما شئ.

٧٨

وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام ليس يوم الفطر ولا يوم الأضحى أذان ولا إقامة أذانهما طلوع الشمس إذا طلعت خرجوا وليس قبلهما ولا بعدهما صلاة ومن لم يصل مع إمام في جماعة فلا صلاة له ولا قضاء عليه.

[ثواب من صام يوم خمس وعشرين من ذي القعدة]

أبي (ره) قال حدثنا أحمد بن إدريس قال حدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا أحمد بن الحسين عن أبي طاهر بن حمزة عن الحسن بن علي الوشا قال كنت مع أبي وأنا غلام فتعشينا عند الرضا عليه‌السلام ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة فقال ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة ولد فيها إبراهيم وولد فيها عيسى بن مريم عليهما‌السلام وفيها دحيت الأرض من تحت الكعبة ، وأيضا خصلة لم يذكرها أحد فمن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستين شهرا.

[ثواب الافطار على الماء]

أبي (ره) قال حدثنا محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن أحمد بن محمد عن صالح بن السندي عن ابن سنان عن رجل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الافطار على الماء يغسل ذنوب القلب.

[ثواب صوم ثلاثة أيام في الشهر : خميس في أوله وأربعاء في وسطه]

وخميس في آخره

حدثني محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن محمد بن مروان قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : [كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يصوم حتى يقال لا يفطر ثم صام يوما وأفطر يوما ثم صام الاثنين والخميس ثم آل من ذلك إلى صيام ثلاثة أيام في الشهر

٧٩

خميس في أول الشهر وأربعاء في وسط الشهر وخميس في آخر الشهر وكان يقول ذاك صوم الدهر وقد كان أبي عليه‌السلام يقول ما من أحد أبغض إلي من رجل يقال له] كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يفعل كذا وكذا فيقول لا يعذبني الله على أن أجتهد في الصلاة كأنه يرى أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ترك شيئا من الفضل عجزا عنه.

حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام صيام شهر الصبر وثلاثة أيام في كل شهر يذهبن ببلابل الصدور وصيام ثلاثة أيام في كل شهر صيام الدهر ان الله عزوجل يقول في كتابه (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن سعيد عن أحمد بن محمد عن أبي بصير قال سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن الصيام في الشهر كيف هو؟ فقال ثلاثة أيام في الشهر في كل عشرة أيام يوما ان الله عزوجل يقول في كتابه : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ، ثلاثة أيام في الشهر صوم الدهر.

وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن هشام ابن سالم عن الأحول عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه‌السلام ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سئل عن صوم خميسين بينهما أربعاء؟ فقال أما الخميس فيوم تعرض فيه الأعمال وأما الأربعاء فيوم خلقت فيه النار وأما الصوم فجنة.

وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن حريز قال قيل لأبي عبد الله عليه‌السلام ما جاء في صوم الأربعاء فقال : قال علي عليه‌السلام ان الله عزوجل خلق النار يوم الأربعاء فأحب صومه ليتعوذ بالله من النار.

وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن سعيد عن محمد بن يحيى أخي مغلس الصيرفي عن حماد بن عثمان قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : صام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى قيل ما يفطر ، وأفطر حتى قيل ما يصوم ، ثم صام

٨٠