موصل الطلاب

الشيخ خالد الأزهري

موصل الطلاب

المؤلف:

الشيخ خالد الأزهري


المحقق: الدكتور البدراوي زهران
الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٩٦

(وعبده) : وهو معطوف على سيدنا وفيه من أنواع البديع المطابقة

(محمد) : بدل من سيدنا لأن نعت المعرفة إذا تقدم عليها أعرب بحسب العوامل وأعربت المعرفة بدلا وصار المتبوع تابعا كقوله تعالى : "إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللهِ" (١) فى قراءة الجرنصّ على ذلك ابن مالك.

(و) : على (آله) : هم كما قال الشافعى أقاربه المؤمنون من بنى هاشم والمطلب ابنى عبد مناف (من بعده) : أى من بعد محمد وأشار بذلك إلى أن الصلاة على الآل مترتبة وتابعة للصلاة على محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم

(فهذه فوائد) : جملة مقرونة بالفاء على أنها جواب إن وأشار بهذه إلى أشياء مستحضرة فى ذهنه والفوائد جمع فائدة وهى ما يكون الشئ به أحسن حالا منه بغيره (جليلة) : أى عظيمة فى قواعد جمع قاعدة وهى قضية كلية يتعرف منها أحكام جزئياتها (الإعراب) : الإصطلاحى

(تقتفى) : من القفو وهو الإتباع يقال قفوت فلانا إذا تبعت أثره وضمنه معنى تسلك

(بمتأملها) : أى الناظر فيها

(جادة) : بالجيم أى معظم طريق

(الصواب) : وهو ضد الخطأ

(وتطلعه) : أى توقفه

(فى الأمد) : أى الزمن

(القصير) : خلاف الطويل ولو قال القليل بدل القصير لكان أنسب لكثير فى قوله (على نكت كثير) : بالإضافة والنكت بالمثناة (٢) جمع نكتة وهى الدقيقة

(من الأبواب) : جمع باب ويجمع أيضا على أبوبة (٣) للازدواج كقول ابن مقبل

هتّاك أخبية ولّاج أبوبة

يخالط البر منه الجد واللينا

(عملتها) : بكسر الميم

__________________

(١) سورة إبراهيم آية ١.

(٢) المثناة : يقصد التاء لأنها يوضع عليها نقطتان وهذا منعا للبس ومن أجله كان إعجام الحروف الذى قام به نصر بن عاصم. تلميذ أبى الأسود الدؤلى ـ وبناء عليه تطالعنا مثل هذه المصطلحات الخاصة بالحروف المعجمة (أى التى تتميز عن نظيرها بالنقاط) مثل الباء والتاء والثاء والجيم والحاء والخاء والشين والسين والضاد والصاد والقاف والكاف .. الخ.

(٣) جمع أبوية يوجد عند بعض العامة وهو يستخدم فى قرى دمياط.

٦١

(عمل) : بفتحها

(من طب لمن حب) : لغة فى أحب والأصل كعمل من طب لمن أحب والمراد أننى بالغت فى النصح فجعلت هذه الفوائد لطلبة العلم كما يجعل الطبيب الحاذق الأدوية النافعة لمحبوبه والغرض من هذا التشبيه بيان كمال الاجتهاد فى تحصيل المراد وإلا فقد قال الأطباء الأب لا يطب ولده والمحب لا يطب حبيبه والعاشق لا يطب معشوق.

(وسميتها) : أى الفوائد الجليلة

(بالإعراب) : لغة وهو البيان

(عن قواعد الإعراب) : اصطلاحا وهو علم النحو وفى هذه التسمية من البديع التجنيس التام اللفظى والخطى (١)

(ومن الله أستمد) : أى أطلب المدد قدم معموله عليه لإفادة الحصر

و (التوفيق) : خلق قدرة الطاعة فى العبد وضده الخذلان

(والهداية) : الإرشاد والدلالة وضدها الغواية والضلالة

(إلى أقوم طريق) : قدم الصفة على الموصوف وأضافها إليه رعاية للسجع والأصل إلى طريق أقوم أى مستقيم وهو كناية عن سرعة الوصول إلى المأمول لأن الخط المستقيم أقصر من الخط المنحنى (بمنه) : أى إنعامه ويطلق المن على تعداد النعم الصادرة من الشخص إلى غيره كقوله فعلت مع فلان كذا وكذا وتعديد النعم من الله مدح ومن الإنسان ذم ومن بلاغات الزمخشرى : طعم الآلاء أحلى من المن وهو أمرّ من الآلاء عند المن أراد بالآلاء الأولى النعم وبالآلاء الثانية الشجر المر وأراد بالمن الأول المذكور فى قوله تعالى : "الْمَنَّ وَالسَّلْوى" (٢) وبالثانى تعديد النعم

(وكرمه) : أى جوده يقال على الله تعالى كريم ولا يقال سخى إما لعدم الورود وإما للأشعار بجواز الشح

(وينحصر) : يقرأ بالتحتية (٣) على إرادة المصنف أو الكتاب وبالفوقانية على إرادة الفوائد الجليلة أو المقدمة

(فى أربعة أبواب) : من حصر الكل فى أجزائه وهى الجملة وأحكامها والجار والمجرور وتفسير الكلمات والإشارات إلى عبارات محررة وستمر بك هذه الأبواب بابا بابا.

__________________

(١) يقصد الجناس التام لفظا وكتابة بين كلمتى الإعراب والإعراب الأولى بمعنى الافصاح أو البيان والثانية المصطلح الخاص بالنحو.

(٢) سورة البقرة آية ٥٧.

(٣) أى النقاط التحتية ويقصد الياء أما الفوقية فيقصد التاء.

٦٢

(الباب الأول)

(فى) : شرح

(الجمل و) : ذكر

(أقسامها وأحكامها) : جمع حكم وهو النسبة التامة بين الشيئين

(وفيه) : أى فى الباب الأول

(أربع مسائل) : جمع مسألة مفعلة من السؤال وهو ما يبرهن عليه فى العلم

(المسألة الأولى فى شرحها)

أى الجملة ويستتبع ذلك ذكر أقسامها وأحكامها والمراد بالأقسام الجزئيات لا الأجزاء

(أعلم) : أيها الواقف على هذا المصنف

(أن اللفظ) : المركب الإسنادى يكون مفيدا : "كقام زيد" وغير مفيد نحو : إن قام زيد ، وأنّ غير المفيد يسمى جملة فقط وأن

(المفيد يسمى كلاما) : لوجود الفائدة

(و) : يسمى

(جملة) : لوجود التركيب الإسنادى

(ونعنى) : معشر النحاة

(بالمفيد) : حيث أطلقناه فى بحث الكلام

(ما يحسن) : من المتكلم

(السكوت عليه) : بحيث لا يصير السامع منتظرا لشئ آخر وبين الجملة والكلام عموم مطلق (١)

(و) : ذلك

__________________

(١) يفرق نحاة العربية بين المصطلحات الآتية : اللفظ ـ الجملة ـ الكلام. فالجملة هى المركب الإسنادى أى ماركب من مسند ومسند إليه ليشمل بذلك الجملة الفعلية والاسمية معا. ولذا فالجملة قد تكون تامة ومفيدة وقد تكون غير تامة وغير مفيدة على نحو ما مثل ؛ أما مصطلح الكلام فلا بد أن يكون مفيدا فائدة يدركها السامع ويحسن سكوت المتكلم عليها ومن هنا جاء قوله : أن الجملة أعم من الكلام وأن كل كلام جملة وليس كل جملة كلاما. ثم أردف بعد ذلك التعليل والتدليل المذكورين.

٦٣

(أن الجملة أعم من الكلام) : لصدقها بدونه وعدم صدقه بدونها (فكل كلام جملة) لوجود التركيب الإسنادى (١)

(ولا ينعكس) : عكسا لغويا أى ليس كل جملة كلاما لأنه تعتبر فيه الإفادة بخلافها

(ألا ترى أن جملة الشرط نحو : إن قام زيد من قولك : إن قام زيد قام عمرو يسمى جملة) : لاشتمالها على المسند والمسند إليه

(ولا يسمى كلاما لأنه لا) : يفيد معنى

(يحسن السكوت عليه) : لأن إن الشرطية أخرجته عن صلاحيته لذلك لأن السامع ينتظر الجواب

(وكذلك) : أى وكالقول فى جملة الشرط

(القول فى جملة الجواب) : أى جواب الشرط وهى جملة قام عمرو من المثال المذكور فتسمى جملة ولا تسمى كلاما لما قلناه والحاصل أنه جعل فى كل من جملتى الشرط وجوابه أمرين أحدهما ثبوتى وهو التسمية بالجملة والآخر سلبى وهو عدم التسمية بالكلام ففى ذلك دليل على ما أدعاه من عدم ترادف الجملة والكلام (٢) ورد على من قال بترادفهما كالزمخشرى وعلى من قال جمل جواب الشرط كلام بخلاف جمل الشرط كالرضى (٣)

(ثم الجمل) : تنقسم أولا بالنسبة إلى التسمية إلى اسمية وفعلية وذلك أنها تسمى (٤)

__________________

(١) لأن الترادف معناه المطابقة التامة أى أن تتطابق الكلمتان تطابقا تاما بحيث يقع المركز عل المركز والمحيط على المحيط ـ أنظر هذه القضية فى مقدمة كتابنا الألفاظ نشر دار المعارف فى طبعاته المختلفة.

(١) لأن الترادف معناه المطابقة التامة أى أن تتطابق الكلمتان تطابقا تاما بحيث يقع المركز عل المركز والمحيط على المحيط ـ أنظر هذه القضية فى مقدمة كتابنا الألفاظ نشر دار المعارف فى طبعاته المختلفة.

(٢) انظر ما جاء فى نسخة الأزهرية تحقيقنا شرح الشيخ خالد الأزهرى وحواشى الشيخ حسن العطار وتقريرات الإمبابى.

(٣) اهتم علماء العربية بدراسة الجملة على مختلف مستوياتها وبكل أنواعها ؛ من حيث الاسمية والفعلية ، ... ومن حيث التركيب : الكبرى والصغرى ... ومن حيث الخبرية والإنشائية ... ومن حيث الحمل التى لها محل من الإعراب والتى لا محل لها ...

٦٤

[الجملة الاسمية والفعلية]

(اسمية إن بدئت باسم) : صريح

(كزيد قائم) : أو مؤول نحو : "وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ" (١) أى صومكم خير لكم أو بوصف رافع لمكتف به نحو : أقائم الزيدان أو اسم فعل نحو : هيهات العقيق

(و) : إذا دخل عليها حرف فلا يغير التسمية سواء غير الإعراب دون المعنى أم المعنى دون الإعراب أم غيرهما معا أم لم يغير واحدا منهما فالأول نحو

(إن زيدا قائم و) : الثانى نحو

(هل زيد قائم و) : الثالث نحو

(ما زيد قائما و) : الرابع نحو

(لزيد قائم و) : الجمل تسمى

[الجملة الفعلية]

(فعلية إن بدئت بفعل) : سواء كان ماضيا أم مضارعا أم أمرا وسواء كان الفعل متصرفا أو جامدا وسواء كان تاما أم ناقصا وسواء كان مبنيا للفاعل أو مبنيا للمفعول

(كقام زيد ، ويضرب عمر ، واضرب زيدا) : ونعم العبد وكان زيد قائما "و قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ" (٢)

(و) : لا فرق فى الفعل بين أن يكون مذكورا أو محذوفا تقدم معموله عليه أم لا ، تقدم عليه حرف أم لا : نحو

(هل قام زيد و) : نحو

(زيدا ضربته ويا عبد الله) : فزيدا وعبد الله منصوبان بفعل محذوف

(لأن التقدير) : فى الأول

__________________

(١) سورة البقرة آية ١٨٤.

(٢) سورة الذاريات آية ١٠.

٦٥

(ضربت زيدا ضربته) : فحذف ضربت لوجود مفسره وهو ضربته

(و) : فى الثانى

(أدعو عبد الله) : فحذف أدعو لأن حرف النداء نائب عنه ونحو : "فريقا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ" (١) ففريقا مقدم من تأخير والأصل كذبتم فريقا (٢)

(ثم) : الجملة

(تنقسم) : ثانيا بالنسبة إلى الوصفية

__________________

(١) سورة البقرة آية ٨٧.

(٢) قوله والأصل : كذبتم فريقا أى أن تمام الجملة : فكذبتم فريقا كذبتم وتقتلون فريقا ـ وهذا ما يعرف فى النحو التحويلى التوليد بالبنية العميقة (structure Deep) أما المنطوق فهو يعرف بالبنية السطحية (structure Surface)ـ ومعناه أن مراكز اللغة عند الإنسان يوجد فيها هذا التركيب العميق غير أن الناطق يكتفى بالمنطوق اعتمادا على التواصل القائم بين الطرفين ومعلوم أن نظرية النحو التحويلى التوليدى مستفادة من النحو العربى. على نحو ما فصلناه.

٦٦

[أنواع الجمل الوصفية]

[الصغرى والكبرى]

(إلى صغرى وكبرى) : فالصغرى هى المخبر بها عن مبتدأ فى الأصل نحو إن زيدا قام أبوه ، أو فى الحال اسمية كانت أو فعلية ، والكبرى هى التى خبرها جملة كزيد قام أبوه فجمله قام أبوه صغرى لأنها خبر عن زيد وجملة زيد قام أبوه كبرى لأن الخبر المبتدأ فيها جملة

(و) : قد تكون الجملة صغرى وكبرى باعتبارين كما

(إذا قيل زيد أبوه غلامه منطلق ، فزيد مبتدأ أول وأبوه مبتدأ ثان وغلامه مبتدأ ثالث ومنطلق خبر) : المبتدأ

(الثالث) : وهو غلامه

(و) : المبتدأ

(الثالث وخبره) : وهما غلامه ومنطلق

(خبر) : المبتدأ

(الثانى) : وهو أبوه والرابط بينهما الهاء من غلامه

(و) : المبتدأ

(الثانى وخبره) : وهما أبوه غلامه منطلق

(خبر) : المبتدأ

(الأول) : وهو زيد والرابط بينهما الهاء من أبوه

(ويسمى المجموع وهو زيد ومنطلق وما بينهما جملة كبرى) : لا غير لأن خبر مبتدئها جملة

(و) : تسمى جملة

(غلامه منطلق جملة صغرى) : لا غير لأنها وقعت خبرا عن مبتدأ وهو أبوه

(و) : تسمى جملة

(أبوه غلامه منطلق جملة كبرى بالنسبة إلى جملة غلامه منطلق و) :

تسمى جملة أبوه غلامه منطبق أيضا جملة

٦٧

(صغرى بالنسبة إلى زيد) : لكونها وقعت خبرا عنه والمعنى غلام أبى زيد منطلق ولك فى الروابط طريقان أحدهما (١) أن تضيف كلا من المبتدآت غير الأول إلى ضمير مثلوه كما مثل المصنف والثانى أن تأتى بالروابط بعد خبر المبتدأ الأخير نحو زيد عند الأخوان الزيدون ضاربوهما عندها بإذنه فضمير التثنية للأخوين وضمير المؤنث لهند وضمير المذكر لزيد وتتفرع من هذين الطريقين طريق ثالثة مركبة منهما وهى أن تجعل بعض الروابط مع المبتدأ وبعضها مع الخبر نحو : زيد عبداه الزيدون ضاربوهما

(ومثله) : فى كون الجملة فيه صغرى وكبرى باعتبارين قوله تعالى :

("لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي" (٢) إذ أصله) : أى أصل لكنا

(لكن أنا) : فحذفت الهمزة بنقل الحركة أو بدونه وتلاقت النونان فأدعم وفى قراءة ابن عامر بإثبات ألف نا وصلا ووقفا والذى حسن ذلك وقوع الألف عوضا عن همزة أنا وقراءة أبى ابن كعب لكن أنا على الأصل

(وإلا) : أى وأن لم يكن أصله لكن أنا بالتخفيف بل كان أصله لكنّ هو بالتشديد وإسقاط الألف

(لقيل لكنه) : لأن لكن المشددة عاملة عمل إن فإذا كان اسمها ضميرا وجب اتصاله بها وقد تسامح المصنفون بدخول اللام فى جواب إن الشرطية المقرونة بلا النافية فى قولهم : "وإلا لكان كذا" حملا على دخولها فى جواب لو الشرطية لأنها أختها ومنع الجمهور دخول اللام فى جواب إن : وأجازة ابن الإنبارى ولكن حرف استدراك من

__________________

(١) اهتم علماء العربية بطرق تعليق الكلام وربط بعضه ببعض وكيفية هذا الربط وأنواعه ـ وهذا ما يتوصل إليه اللغويون المحدثون اليوم من نحو قولهم : اللغة ليست مجموعة ألفاظ بل مجموعة علاقات Rapports des Systeme وقد أوضحنا أن هذا مستفاد من أعمال علمائنا القدماء منذ أن سجل عبد القاهر الجرجانى نظريته التى جاءت تحت عنوان : معانى النحو وأحكامه فيما بين الكلم من علاقات وقد فصلنا القول فيها فى كتابنا : عالم اللغة عبد القاهر الجرجانى المفتن فى العربية ونحوها.

(٢) سورة الكهف آية ٣٨.

٦٨

"أَكَفَرْتَ" (١) كأنه قال أنت كافر بالله ولكن أنا هو الله ربى فأنا مبتدأ أول وهو ضمير الشأن مبتدأ ثان والله مبتدأ ثالث وربى خبر المبتدأ الثالث والثالث وخبره خبر الثانى ولا يحتاج إلى رابط لأنها خبر عن ضمير الشأن والثانى وخبره خبر الأول والرابط بينهما ياء المتكلم ويسمى المجموع جملة كبرى ، "و اللهَ رَبِّي" جملة صغرى ،هُوَ اللهُ رَبِّي" : جملة كبرى بالنسبة إلى الله ربى وصغرى بالنسبة إلى أنا وقد تكون الجملة لا صغرى ولا كبرى لفقد الشرطين كقام زيد وهذا زيد

(المسألة الثانية فى)

بيان (الجمل التى لها محل من الإعراب) (٢) : الذى هو الرفع والنصب والخفض والجزم

(وهى سبع) : على المشهور

(أحداها الواقعة خبرا) : لمبتدأ فى الأصل أو فى الحال

(وموضعها) : إما رفع أو نصب فموضعها

(رفع فى بابى المبتدأ وإن) : المشددة فالأول

(نحو : زيد قام أبوه) : فجملة قام أبوه فى موضع رفع خبر عن زيد

(و) : الثانى

(إن زيدا أبوه قائم) : فجملة أبوه قائم فى موضع رفع خبر إن ولا فرق بين البابين من وجوه : أحدهما : أن العامل فى الخبر على الأول المبتدأ وعلى الثانى إن : ثانيها :

أن الخبر فى الأول محكم وفى الثانى منسوخ ، ثالثها : أن الخبر فى الأول يلقى إلى خالى الذهن من الحكم والتردد فيه وفى الثانى يلقى إلى الشاك أو المنكر فى أول درجاته (٣)

(و) : موضعها

__________________

(١) الكهف الآية ٣٨.

(٢) هذا العنوان من صنع المصنف فهو بين قوسين على هيئة هلال. أما ما بين المعقوفين فهو من عندنا لأن التنظيم والتوضيح اقتضاه.

(٣) ما يذهب إليه المحدثون من كون اللغة ظاهرة اجتماعية وما يعدونه سبقا وكشفا جديدا هو أمر مقرر لدى علمائنا والأكثر أننا نجده عند علمائنا يأخذ المنهج التحليلى التطبيقى فهو يبحث حالة المتكلم والسامع ويضفى على اللغة المكتوبة الحياة وبذلك تظل النصوص نابضة بالحياة وما يذهب إليه المحدثون من علماء الغرب فى أيامنا إنما هو مستفاد من أعمال علمائنا انظر فى ذلك كتابنا : ظواهر قرآنية فى ضوء الدراسات اللغوية بين القدماء والمحدثين : الفصل الثالث وجوب تحليل البناء اللغوى من خلال المسرح الحدث الذى دار عليه.

٦٩

(نصب فى بابى كان وكاد) : فالأول

(نحو : "كانُوا يَظْلِمُونَ" (١)) : فجملة يظلمون من الفعل والفاعل فى موضع نصب خبر لكان والثانى نحو (وَما كادُوا يَفْعَلُونَ)(٢) : فجملة يفعلون فى موضع نصب خبر لكاد والفرق بين البابين من وجوه : الأول : أن جملة خبر كان قد تكون جملة اسمية وفعلية وجملة خبر كاد لا تكون إلا فعلية فعلها مضارع (٣) ، الثانى : أن خبر كان لا يجوز اقترانه بأن المصدرية ويجوز فى خبر كاد ، الثالث : أن خبر كان مختلف فى نصبه على ثلاثة أقوال :

أحدها : أنه حبر مشبه بالمفعول عند البصريين ، والثانى : أنه مشبه بالحال عند الفراء والثالث : أنه حال عند بقية الكوفيين

الجملة (الثانية والثالثة الواقعة حالا والواقعة مفعولا به ومحلهما النصب فالحالية نحو قوله تعالى : "وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ" (٤)) : فجملة يبكون من الفعل والفاعل فى محل نصب على الحال من الواو وعشاء منصوب على الظرفية وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" فجملة وهو ساجد من المبتدأ والخبر فى محل نصب على الحال من العبد (و) : الجملة (المفعولية تقع فى أربعة مواضع الأولى أن تقع محكية بالقول نحو : "قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ" (٥)) : فجملة إنى عبد الله فى موضع نصب على المفعولية محكية يقال والدليل على أنها محكية يقال كسر إن بعد دخول قال (٦)

(والثانى أن تقع تالية للمفعول الأول فى باب ظن نحو ظننت زيدا يقرأ) :

__________________

(١) سورة الأعراف آية ١٦٢.

(٢) سورة البقرة آية ٧١.

(٣) هذه هى مبادئ المنهج الوصفى مع دقة فى التطبيق وعمق فى الاستقصاء وتتبع لكل الحالات واهتمام بالجانب الشكلى مع الخروج بالقاعدة الدقيقة المحكمة.

(٤) سورة يوسف آية ١٦.

(٥) سورة مريم آية ٣٠.

(٦) مواضع جملة المفعولية على هذا النحو من التحليل تؤكد سبق علماء العربية فى دراسة التراكيب من جانبيها الجانب اللفظى أى الجانب التعليقى بمعنى أن اللغة مجموعة علاقات وأن دراسة هذه العلاقات هو ما يكشف عن عمق اللغة وعن طبيعتها الداخلية واللغة العربية فى هذا تكاد تستقل بطبيعة متفردة وذلك لأن جانب التركيب اللفظى لا يستقل عن جانب الدلالة المنبثقة عن طبيعة البناء وذلك عندما نتدبر المواضع الأربعة للحملة المفعولية التى حددها ابن مالك وشرحها الأزهرى نجد أنفسنا أمام منهج فى المباحث اللغوية أعانت عليه طبيعة اللغة العربية وإخلاص علماء المسلمين لكتاب الله ودراسة لغته.

٧٠

فجملة يقرأ من الفعل وفاعله المستتر فيه فى موضع نصب على أنها المفعول الثانى لظن

(و) : الثالث : أن تقع

(تالية للمفعول الثانى فى باب أعلم نحو أعلمت زيدا عمرا أبوه قائم) :

فجملة أبوه قائم فى موضع نصب على أنها المفعول الثالث وإنما لم تقع تالية للمفعول الأول من باب أعلم لأن مفعوله الثانى مبتدأ فى الأصل والمبتدأ لا يكون جملة (١)

(و) : الرابع : أن يقع

(معلقا عنها العامل) : والتعليق إبطال العمل لفظا وابقاؤه محلا لمجئ ماله (٢) صدر الكلام سواء كان من باب علم أو من غيره فالأول :

(نحو : "لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى" (٣)) : فأى الحزبين مبتدأ ومضاف إليه وأحصى خبره وهو فعل ماض لا اسم تفضيل على الأصح وجملة المبتدأ وخبره فى موضع نصب سادة مسد مفعولى نعلم والثانى : نحو

(فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى)(٤) : اسم تفضيل لأنه من الثلاثى

(طعاما) : فأيها : مبتدأ ومضاف إليه وأزكى خبره وطعاما تمييز وجملة المبتدأ وخبره فى موضع نصب سادة مسد مفعولى ينظر المقيد بالجار قال المصنف فى المغنى لأنه يقال نظرت فيه ولكنه هنا علق بالاستفهام عن الوصول فى اللفظ إلى المفعول وهو من حيث المعنى طالب له على معنى ذلك الحرف ، وزعم ابن عصفور أنه لا يعلق فعل غير علم وظن حتى يتضمن معناهما وعلى هذا فتكون هذه الجملة سادة مسد مفعولين انتهى

والنظر : الفكر فى حالة المنظور فيه

(والرابعة) : من الجمل التى لها محل الجملة

(المضاف إليها ومحلها الجر) : فعلية كانت أو اسمية فالأولى

__________________

(١) هذه العبارة تمثل قاعدة تكشف عن جوانب عمق البحث فى اللغة.

(٢) يظهر هنا منهج التتبع للظاهرة واستقصاء حالاتها والتدليل عليها وهذا غاية فى دقة البحث وقمة فى نضج العقل وكشف عن عبقرية العربية.

(٣) سورة الكهف آية ١٢.

(٤) سورة الكهف آية ١٩.

٧١

(نحو) : قوله تعالى (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ)(١) : فجملة ينفع الصادقين صدقهم فى محل جر بإضافة يوم إليها والثانية : نحو قوله تعالى (يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ)(٢) : فجملة هم بارزون من المبتدأ والخبر فى محل جر بإضافة يوم إليها والدليل على أن يوم فيهما مضاف عدم تنوينه(٣)

(و) : كذا

(كل جملة وقعت بعد إذ) : الدالة على الماضى (٤)

(أو إذا) : الدالة على المستقبل

(أو حيث) : الدالة على المكان (٥)

(أو لما الوجودية) : الدالة على وجود شئ لوجود غيره (٦)

(عند من قال باسميتها) : وهو أبو بكر بن السراج وتبعه أبو على الفارسى وتبعهما أبو الفتح بن جنى وتبعهم جماعة زعموا أنها ظرف بمعنى حين وقال ابن مالك بمعنى إذا واستحسنه المصنف فى المغنى (٧) (أو بينما أو بينا) : بزيادة الميم فى الأولى وحذفها فى الثانية

(فهى) : أى الجملة الواقعة بعد هذه المذكورات

(فى موضع خفض بإضافتهن) : أى إضافة هذه المذكورات

(إليها) : مثال إذ : قوله تعالى : "وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ" (٨)إِذْ كُنْتُمْ َلِيلاً" (٩)

__________________

(١) سورة المائدة آية ١١٩.

(٢) سورة غافر آية ١٦.

(٣) التحليل هنا قائم على الجانبين الشكلى والعقلى معا. ففى الجملة الفعلية التى محلها الجر فواضح أن جملة ينفع فى محل جر بإضافة يوم إليها ـ أما الجملة الاسمية : (هم بارزون) فتحتاج إلى تدبر غير أن هذا الجانب من التدبر العقلى يعتمد على التحليل الشكلى فمثلا كلمة يوم غير منونة وهذا جانب نطقى شكلى فهو منهج دراسى متكامل.

(٤) فى هذه الأمثلة كلها يقوم التحليل معتمدا على حدى الحدث اللغوى جانب الشكل وجانب المضمون معا.

(٥) يتأكد هنا اتجاه مدرسى الذى أثمر ما أطلقنا عليه اسم المدرسة المصرية اللغوية ففروعها ممتدة إلى الشنوانى والإمبابى والعطار والطهطاوى ورأسها خالد الأزهرى وجذورها تضرب من عند ابن هشام وابن مالك لتصل إلى ابن جنى وشيخه أبى على الفارسى وشيخ أبى على أبو بكر بن السراح فهى سلسلة نسب فى العلم ذات اتجاه متميز ميزته أنه يتطور فى استجابة ووعى ولذا كتب له البقاء وكان مصدر عطاء لكل جديد.

(٦) سورة الأنفال آية ٢٦.

(٧) سورة الأعراف آية ٨٦.

٧٢

فتضاف للجملتين كما مثلنا ، ومثال إذا : وتختص بالجملة الفعلية (١) على الأصح قوله تعالى: "إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ" (٢) ومثال حيث : جلست حيث جلس زيد أو حيث زيد جالس فتضاف للجملتين كما مثلنا وإضافتها إلى الجملة الفعلية أكثر ومثال لما : قولك لما جاء زيد جاء عمرو وتختص بالفعل الماضى. ومثال بينما أو بينا قولك بينما أو بينا زيد قائم، أو يقوم زيد والصحيح أن ما كافة لبين عن الإضافة فلا محل للجملة بعدها من الإعراب وأصل بينا بينما فحذفت الميم (٣)

(والجملة الخامسة الواقعة جوابا لشرط جازم) : وهو إن الشرطية وأخواتها

(ومحلها الجزم إذا كانت) : الجملة الجوابية

(مقرونة بالفاء) : سواء كانت اسمية أو فعلية خبرية أم إنشائية

(أو) : كانت مقرونة

(بإذا الفجائية) : ولا تكون إلا اسمية والأداة ان خاصة فالأولى المقرونة بالفاء (نحو):قوله تعالى :(مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ)(٤) : فجملة لا هادى له من لا واسمها وخبرها فى محل جزم لوقوعها جوابا لشرط جازم وهو من

(ولهذا) : أى ولأجل أنها فى محل جزم

(قرئ يجزم يذر) : بالياء

(عطفا على محل الجملة) : فيذرهم مجزوم على قراءة حمزة والكسائى معطوف على محل جملة فلا هادى له

(و) : الثانية المقرونة بإذا الفجائية

(نحو) : قوله تعالى :(وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ)(٥):فجملة : هم

__________________

(١) التمييز هنا بين الكلمتين يعتمد فى تحليله على جانبى الشكل والمضمون معا.

(٢) سورة النصر آية ١.

(٣) التحليل هنا يقوم على المنهج الوصفى بمبادئه بما فيها الاعتماد على الجانب التركيبى التحليلى ـ مع الاستفادة من مبادئ المنهج التاريخى ومعطياته وذلك وفقا لما تقدمه المادة موضوع الدراسة وتؤكده البحوث.

(٤) سورة الأعراف آية ١٨٦.

(٥) سورة الروم آية ٣٦.

٧٣

يقنطون فى محل جزم لوقوعها جوابا لشرط جازم وهو إن ، والفجأة : البغتة ، وتقييد الشرط بالجازم احتراز عن الشرط غير الجازم كإذا ولو ولولا

(فأما) : إذا كان جملة الجواب فعلها ماض خال عن الفاء

(نحو : إن قام زيد قام عمرو فمحل الجزم) : فى الجواب

(محكوم به للفعل وحده) : وهو قام

(لا للجملة بأسرها) : وهى قام وفاعله

(وكذا) : أى وكالقول فى فعل الجواب

(القول فى فعل الشرط) : أى أن الجزم محكوم به للفعل وحده لا للجملة بأسرها لأن أداة الشرط إنما تعمل فى شيئين لفظا أو محلا فلما عملت فى محل الفعلين لم يبق لها تسلط على محل الجملة بأسرها (١)

(ولهذا تقول إذا عطفت عليه) : أى على فعل الشرط الماضى فعلا

(مضارعا) : وتأخر عنهما معمول

(وأعلمت) : الفعل

(الأول) : وهو الماضى فى المتنازع فيه نحو

(إن قام ويقعدا أخواك قام عمرو فتجزم) : المضارع

(المعطوف) : على الماضى

(قبل أن تكمل الجملة) : بفاعلها وهو أخواك فلولا أن الجزم محكوم به للفعل وحده للزم العطف على الجملة قبل اتمامها وهو ممتنع (٢)

(تنبيه)

وهو لغة : الإيقاظ يقال نبهت تنبيها أى أيقظت إيقاظا ، واصطلاحا : عنوان البحث الآتى بحيث يعلم من البحث السابق إجمالا

__________________

(١) من هذا التحليل يظهر مفهوم ما يطلق عليه اليوم مصطلح الكلمة المحورية داخل بناء الجملة التى تتسلط على الجملة بأسرها وتدور حولها مفردات التركيب وهو فكر أصيل عند علمائنا استفادة اللغويون الغريبون المحدثون من تلك الأعمال التى هى بين أيدينا وغائبة عن أعيننا ونبهر بها فى الدراسات الوافدة علينا.

(٢) يعتمد التحليل على استقصاء الظواهر اللغوية فى أوضاعها وربط قواعد الظاهرة بعضها ببعض وكلها مبادئ منهجية نراها مطبقة فى أعمال علمائنا يبنى اللاحقون فيها على أعمال السابقين فى عمق فكر وانطلاق فى تطور.

٧٤

(إذا قلت إن قام زيد أقوم) : بالرفع

(ما محل حملة أقوم فالجواب) : عن هذا السؤال مختلف فيه قيل إن أقوم ليس هو الجواب وإنما

(هو دليل الجواب) : وهو مؤخر من تقديم ، والجواب محذوف والأصل أقوم إن قام زيد أقم ؛ وهو مذهب سيبويه

(وقيل هو) : أى أقوم نفس الجواب

(على إضمار الفاء) : والمبتدأ والتقدير فأنا أقوم وهو مذهب الكوفيين وقيل أقوم هو الجواب وليس على اضمار الفاء ولا على نية التقديم وإنما لم يجزم لفظة لأن الأداة لما لم تعمل فى لفظ الشرط لكونه ماضيا مع قربه فلا تعمل فى الجواب مع بعده

(فعلى) : القول

(الأول) : وهو أنه دليل الجواب

(لا محل له لأنه مستأنف) : ولفظه مرفوع لتجرده من الناصب والجازم

(وعلى) : القول

(الثانى) : وهو أن يكون على إضمار الفاء

(محله) : مع المبتدأ

(الجزم ويظهر أثر ذلك) : الاختلاف

(فى التابع) : فتقول على الأول إن قام زيد أقوم ويقعد أخوك بالرفع وعلى الثانى ويقعد أخوك بالجزم (١)

(الجملة السادسة التابعة لمفرد كالجملة المنعوت بها ومحلها بحسب منعوتها) : فإن كان منعوتها مرفوعا

(فهى فى موضع رفع) : كالواقعة

(فى نحو) : قوله تعالى(مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ)(٢) : فجملة لا بيع فيه من اسم لا وخبرها فى محل رفع لأنها نعت ليوم

__________________

(١) هذا التحليل يقوم على اختلاف مقام الاستعمال لأنه لا يكون هكذا إلا إذا اختلفت الظروف وهو المعروف بمسرح الحدث الذى دار عليه الكلام فتعدد حالات الإعراب يستلزم تعدد المواقف انظر كتابنا ظواهر قرآنية (السابق) ـ الفصل الثالث.

(٢) سورة البقرة آية ٢٥٤.

٧٥

(و) : إن كان منعوتها منصوبا فهى

(فى موضع نصب) : كالواقعة

(فى نحو) : قوله تعالى

(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ)(١) : فجملة ترجعون فى موضع نصب على أنها نعت ليوم

(و) : إن كان منعوتها مجرورا فهى

(فى موضع جر) : كالواقعة

(فى نحو) : قوله تعالى (لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ)(٢) : فجملة لا ريب فيه فى موضع جر لأنها نعت ليوم

(والجملة السابعة) : الجملة

(التابعة لجملة لها محل من الإعراب) : وذلك فى بابى النسق والبدل فالأول (نحو زيد قام أبوه وقعد أخوه فجملة قام أبوه فى موضع رفع لأنها خبر المبتدأ وكذا) : جملة

(قعد أخوه) : فى موضع رفع أيضا

(لأنها معطوفة عليها) : أى على جملة قام أبوه التى هى خبر زيد

(ولو قدرت العطف) : لجملة قعد أخوه

(على) : مجموع الجملة

(الاسمية) : وهى زيد قام أبوه

(لم يكن للمعطوفة) : وهى قعد أخوه

(محل) : لأنها معطوفة على جملة مستأنفة

__________________

(١) سورة البقرة آية ٢٨١.

(٢) سورة آل عمران آية ٩.

٧٦

(ولو قدرت الواو) : فى قعد أخوه

(واو الحال) : لا واو العطف ولا واو الاستئناف

(كانت الجملة) : الداخلة عليها واو الحال

(فى موضع نصب) : على الحال من أبوه

(وكانت قد فيها مضمرة) : لتقرب الماضى من الحال ويكون تقدير الكلام زيد قام أبوه والحال أنه قد قعد أخوه

(وإذا قلت قال زيد عبد الله منطلق وعمرو مقيم فليس من هذا) : الباب الذى هو من عطف جملة على جملة لها محل حتى تكون جملة عمرو مقيم محلها نصب بالعطف على جملة عبد الله منطلق المحكية بالقول

(بل الذى محله النصب على المفعولية يقال مجموع الجملتين) : المعطوفة والمعطوف عليها

(لأن المجموع) : المركب من الجملتين المذكورتين

(هو المقول) : للقول

(فكل منهما) : أى من الجملتين المتعاطفتين

(جزء المقول) : المركب من الجملتين

(لا) : أنه على انفراده

(مقول) : حتى يكون أحدهما معطوفا على الآخر والثانى البدل نحو قوله

أقول له ارحل لا تقيمن عندنا

وإلا فكن فى السر والجهر مسلما

فجملة لا تقيمن فى موضع نصب على البدليه من أرحل وشرطه أن تكون الجملة الثانية أو فى بتأديه المعنى المراد من الأولى كما هنا فإن دلالة الثانية على ما أراده من إظهار الكراهة لإقامته أولى لأنها تدل عليه بالمطابقة والأولى تدل عليه بالألتزام (١)

__________________

(١) فى هذا ما يؤكد تعدد المواقف أى أن حالات التخريج تخضع للسياق الاستعمالى للغة.

٧٧

(المسألة الثالثة)

من المسائل الأربع من الباب الأول

(فى) : بيان

(الجمل التى لا محل لها) : من الإعراب

(وهى أيضا) : مصدر آض بالمد إذا عاد (١)

(سبع) : إحداها

(الجمل الإبتدائية) : أى الواقعة فى ابتداء الكلام اسمية كانت أو فعلية وتسمى المستأنفة أيضا وهى نوعان أحدهما المفتتح بها النطق

(نحو) : قوله تعالى

("إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ" (٢) و) : الثانية

(المنقطعة عما قبلها نحو) : قوله تعالى (إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً)(٣) : الواقعة

(بعد : "وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ" (٤)) : فجملة إن العزة لله جميعا مستأنفة لا محل لها من الإعراب

(وليست محكية بالقول) : حتى يكون لها محل وإنما المحكى بالقول محذوف تقديره إنه مجنون أو شاعر أو نحو ذلك وإنما لم تجعل محكية بالقول (٥)

(لفساد المعنى) : اذ لو قالوا إن العزة لله جميعا لم يحزنه فينبغى للقارئ أن يقف على قولهم ويبتدئ ؛ "إن الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً" فإن وصل وقصد بذلك تحريف المعنى أثم (٦)

__________________

(١) يحرص الشيخ خالد الأزهرى فى شرحه على أن يقدم لطلابه كل ما يمكنهم من امتلاك ناصية العربية فهو لا يدع أية معلومات لديه تواتيه فرصة إلا ويقدمها ولذلك يخرج القارئ من شرحه بثقافة شاملة هى انعكاس لما بذله من جهد وما أفاده من معرفة نجد ذلك فى مختلف مصنفاته والكتب التى قدمنا هاله تشهد بذلك ـ وان آض لم يعد يستخدم فى الألسنة وحل محله عاد أو رجع ولكن بقى المصدر أيضا فى الألسنة فيحرص الشيخ خالد على أن يقدم الاشتقاقات لطلابه فيستخدمونها بكل تصريفاتها فى مناسباتها المتعددة وفيما يصادفهم من فروع المعرفة والدراسة.

(٢) سورة الكوثر آية ١.

(٣) سورة يونس آية ٦٥.

(٤) سورة يونس آية ٦٥.

(٥) فى توضيح دقيق يفصل القول فى مفهوم الجمل الابتدائية بأنواعها وهى إما نفتتح بها النطق أو المنقطعة عما قبلها ثم يزيل اللبس من خلال الشرح ويبين ما يؤكد مفهوم البنية العميقة بما يؤكد عمق فهم علمائنا لوظيفة مراكز الكلام فى إدراك اللغة وفهمها وهذه كلها مباحث حديثة ولكنها راسخة فى أعمال علمائنا.

٧٨

 (ونحو "لا يَسَّمَّعُونَ) : إِلَى الْمَلَإِ" (١) الأعلى الواقعة

(بعد وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ)(٢) : خارج عن الطاعة فجملة لا يسمعون لا محل لها لأنها مستأنفة استئنافا نحويا لا استئنافا بيانيا (٣) وهو ما كان جوابا لسؤال مقدر لأنه لو قيل لأى شئ تحفظه من الشياطين فأجيب بأنهم لا يسمعون لم يستقم فتعين أن يكون كلاما منقطعا عما قبله

(وليست) : جملة لا يسمعون

(صفة) : ثانية

(للنكرة) : وهو شيطان

(ولا حال منها) : أى من النكرة

(مقدرة) : فى المستقبل

(لوصفها) : أى النكرة بمارد وهو علة لتسويغ مجئ الحال من النكرة وسيأتى أن الجملة الواقعة بعد نكرة موصوفة تحتمل الوصفية والحالية وإنما امتنع الوصف والحال هنا (لفساد المعنى) : أما على تقدير الصفة فإنه لا معنى للحفظ من شيطان لا يسّمّع وأما على تقدير الحال المقدرة فلأن الذى يقدر معنى الحال هو صاحبها والشياطين لا يقدرون عدم السماع ولا يريدونه قاله المصنف فى المغنى (٤)

(وتقول) : فى استئناف الجملتين بالإصطلاحين

(ما لقيته مذيومان فهذا التركيب) : كلام

(تضمن جملتين مستأنفتين) : إحداهما جملة

__________________

(١) يتحدث عن دور الوقف ووظيفة النطق فى الجانب الدلالى والنحوى وهذا يدخل تحت ما يعرف بالمسرح اللغوى انظر فى ذلك كتابنا ظواهر قرآنية وكتابنا فى علم اللغة التاريخى.

(٢) سورة الصافات آية ٨.

(٣) سورة الصافات آية ٧.

(٤) الاستئناف النحوى هو الذى فصل فيه القول هنا وأما الاستئناف البيانى فيوضحه بأنه ما كان جوابا لسؤال وهو فى الواقع يدخل ضمن مسرح اللغة عند تحليل الحدث اللغوى وإذا كان اللغويون المحدثون يحللون اللغة على مستويات فهذا ما نراه بين أيدى علمائنا ولنتابع بقية ما جاء فى شرح الشيخ خالد.

(٥) الدراسة الدلالية قمة الدراسة اللغوية وهدفها وهنا تظهر أهمية هذه المقولة فى هذا التحليل النحوى لهذا القول القرآنى الكريم.

٧٩

(فعلية مقدمة) : وهى ما لقيته وهى مستأنفة استئنافا نحويا (١)

(و) : الثانية جملة اسمية

(مؤخر وهى) : مذيومان وهى مستأنفة استئنافا بيانيا (٢) لأنها

(فى التقدير جواب سؤال مقدر) : ناشئ عن الجملة المتقدمة

(فكأنك لما قلت ما لقيته قيل لك) : على رأى من يجعل مذ مبتدأ

(ما أمد ذلك فقلت) : مجيبا له

(أمده يومان) : وعلى رأى من يجعلها خبرا مقدما فتقدير السؤال ما بينك وبين لقائه وجوابه بينى وبينه يومان والأول قول المبرد وابن السراج والفارسى (٣) والثانى قول الاخفش والزجاج ونسب إلى سيبويه (٤) ، وأما على القول بأن يومان فاعل بفعل محذوف والتقدير ما لقيته مذ مضى يومان ، أو أن يومان خبر لمبتدأ محذوف والتقدير ما لقيته من الزمان الذى هو يومان فلا يتمشى لأن الكلام عليهما جملة واحدة وهذان القولان لطائفتين من الكوفيين (٥)

(ومثلهما) : أى مثل جملتى ما لقيته مذيومان فى كونهما كلاما متضمنا جملتين مستأنفتين بالاصطلاحين

(قام القوم خلا زيدا و) : قام القوم

(حاشا عمرا و) : قام القوم

(عدا بكرا) : فكل من هذه الأمثلة الثلاثة كلام متضمن جملتين مستأنفتين إحداهما المشتملة على المستثنى منه وهى مستأنفة استئنافا نحويا والثانية المشتملة على المستثنى وهى مستأنفة استئنافا بيانيا لأنها فى التقدير جواب عن سؤال مقدر فانك لما قلت قام القوم قيل لك هل دخل زيد فيهم فقلت خلا زيدا وكذا الباقى

(الا أنهما) : أى جملة المستثنى منه وجملة المستثنى فى الأمثلة الثلاثة

(فعليتان) : وهذا انما يتمشى على القول بأن جملة المستثنى لا محل لها أما على القول بأنها فى موضع نصب على الحال فلا

__________________

(١ و ٢) سبقت الإشارة إلى دلالة الاستئناف النحوى والاستئناف البيانى وهو فى واقعه عمل لغوى متكامل.

(٣) هذه من سمات ما أطلقنا عليه اسم المدرسة المصرية اللغوية حيث أنها تضع أمامها أعمال السابقين وتأخذ من كل دون تعصب لرأى ويظهر ذلك جليا فى أنها تجمع بين آراء البصريين وتأخذ من الكوفيين وجذورها عند ابن السراح وتلميذه أبى على الفارسى كما أنها تمتد إلى المبرد والأخفش والزجاج وسيبويه.

٨٠