موصل الطلاب

الشيخ خالد الأزهري

موصل الطلاب

المؤلف:

الشيخ خالد الأزهري


المحقق: الدكتور البدراوي زهران
الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٩٦

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

المدرسة اللغوية المصرية (١)

أمامى اتجاه مدرسى لغوى برز من خلال تعمق الدرس النحوى مادة ومنهج تناول على أيدى علماء تعاقبوا ردحا من الزمن على تعميق هذا الاتجاه الذى ظل يتعاظم وأخذت أبعاده تتحدد على نحو استحق أن يطلق عليه اسم مدرسة لغوية (من وجهة نظرنا). وذلك لأن الدراسة تكشف فى كل مبحث عن وجود نظريات لغوية ذات أبعاد ومبادئ تتفق فى كثير من الحالات مع النظريات اللغوية المحدثة وقد تتقدم عليها فى بعض الأحايين.

كما أنها تظهر اتجاهات منهجية فى طريقة تناول المادة اللغوية والتعامل مع معطياتها على النحو الذى يقيم عليه المحدثون مناهجهم التى خصوا بها طرق البحث اللغوى اليوم.

من ذلك على سبيل التمثيل :

المنهج الوصفى : وهم يذهبون إلى أنهم مبتكرو أسسه وأرى علماءنا طبقوها بأبعادها ومبادئها منذ قرون سحيقة (٢)

__________________

(١) ليس المقصود بالمدرسة اللغوية المصرية التأريخ لحركة الدراسة اللغوية النحوية فى مصر وإن كان لا يمكن أن يجهل دور هذه الحركة فى بلورة هذا الاتجاه المدرسى فيما بعد. ولا سيما وأن العناية بهذه الدراسة بدأت مبكرة حيث كانت الفسطاط والإسكندرية وغيرهما من عواصم مصر مراكز جذب لكثير من العلماء على نحو ما كان إزاء عبد الله بن هرمز تلميذ أبى الأسود الدؤلى المتوفى بالاسكندرية سنة ١١٧ ه‍ وعلى نحو الذين برزوا من القراء مثل ورش : عثمان بن سعيد القبطى الذى انتهت اليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية والذى كان ماهرا فى العربية وقد حمل عنه قراءته كثيرون أذاعوها فى بقية الأنحاء سواء فى الأندلس أو المغرب أو غير ذلك.

كما برز نحاة حملوا راية النحو فى الآفاق مثل : ولاد بن محمد التميمى الذى نشأ بالفسطاط ورحل إلى العراق ولقى الخليل بن أحمد ومعاصره أبو الحسن الأعز الذى تتلمذ على الكسائى.

وظلت طبقات الدارسين فى تعاقب إلى أن انتهت إلى العلماء الذين تبلور عندهم الاتجاه المدرسى الذى نشير إليه ويمكن الرجوع إلى كتاب المدارس النحوية للدكتور شوقى ضيف حيث أفرد فيه قسما خاصا تحت عنوان المدرسة المصرية من ص ٣٢٧ إلى ص ٣٦٥ غير أن مقصدنا المدرسة ذات الاتجاهات المنهجية.

(٢) انظر التعليقات التى أوردناها عند كل واحدة خلال صفحات الكتاب.

١

من ذلك على سبيل التمثيل : استقصاء الظاهرة وتتبع أوضاعها ورصد حالاتها وما يطرأ على كل حالة.

وقيام الدراسة على الأسس الشكلية البنائية ، وتتبع طرق التعليق بين الوحدات اللغوية بما يكشف عن جوانب النظرية البنائية مما يقدم أسسا لعلم اللغة العام ـ gen linguistics eral تخدم لغات البشر أجمعين وتتجلى تلك الحقائق المنهحية من خلال مبادئ الدراسة التى يقيم عليها الشيخ خالد الأزهرى مباحثه فى أعمال ابن هشام الأنصارى المصرى ولا سيما فى الكتاب الذى بين أيدينا الذى هو شرح الشيخ خالد المسمى (موصل الطلاب ـ على قواعد الأعراب لابن هشام).

ونقطة البداية تطلّ برأسها من كتاب المغنى الذى هو «مغنى اللبيب عن كتب الأعاريب» لابن هشام فهو ينبئ عن فهم مخالف للدراسة عند السابقين من حيث روح المادة ومنهج التناول السابق حيث انتحى فيه نحوا مخالفا : فقد أفرد قسما للحروف والأدوات ووظائفها وطرق استخدامها فى ضوء الآراء والدراسات السابقة.

كما أفرد قسما خاصا للجملة بأنواعها المختلفة وأحكام الوحدات اللغوية الداخلة فيها بما يشمل الظرف والجار والمجرور وصور العبارات من خلال دراسة الأبواب النحوية ـ والكلمات ذات الوظائف وما تؤديه فى كل حالة من حالاتها والخروج بالقواعد الكلية والملاحظات العامة التى هى مبادئ وأسس نظريات لغوية ظهرت اليوم.

وإن ما صنعه الشيخ خالد على قواعد الإعراب فى شرحه موصل الطلاب لهو مرتكز لأعمال كثيرة أتت من بعده استحقت أن يطلق عليها اسم مدرسة لغوية وإن جهود الشيخ خالد تتكامل على أعمال ابن هشام وابن مالك وغيرهما على نحو ما صنع فى أعمال متعددة منها ما قدمه فى أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك باسم التصريح على التوضيح وما صنعه فى إعراب الألفية الذى سماه تمرين الطلاب فى صناعة الإعراب (١) وعلى نحو ما ظهر فى الأزهرية وشرحها وحواشيها وتقريراتها (٢).

__________________

(١) الذى حققناه ونشرنا فيه كثيرا من المبادئ التى توضح أسس هذا الاتجاه.

(٢) قمنا بتحقيقها ونشرها وتبين كثير من هذه المبادئ والأسس فى أكثر من موضع.

٢

ووضوح الرؤية أمام هذا الاتجاه المدرسى جعلت أصحابه لا يأخذون برأى بعينه وإنما يوازنون ويختارون ما يتمشى مع المنهجية التى يسيرون عليها مع براعة فى التوجيه وشق طريق لم يسبق وإن ما نراه اليوم فى النحو التحويلى التوليدى والذى تعزى نظريته إلى اللغوى الأمريكى أفرام نوم تشومسكى chomsky Noam Avram والتى ترى أن هناك تراكيب أساسية تشترك فيها اللغات الإنسانية وأن دور النحو التحويلى تحويل التراكيب الأساسية Structures Deep إلى تراكيب منطوقة (سطحية Structures SurFace (وإن قوانين التركيب الباطنى قائمة على تحليل الجملة إلى عناصر مختلفة ثم تحليل كل عنصر من هذه العناصر إلى عناصر فرعية حتى يتم تفتيت الجملة إلى أصغر ما يمكن أن يكون نجده قائما فى تحليل الجمل والتراكيب فى أعمال هذه المدرسة.

بل إن ما يذهب إليه اللغويون المحدثون بشأن الجملة وأقسامها نجده فى أعمال هذه المدرسة أعمق.

فمثلا

نجد عندهم تفريقا بين مفهوم الجملة ومفهوم الكلام (١) على النحو الآتى :

فحقيقة الجملة اللفظ المركب المشتمل على إسناد أصلى سواء أفاد فائدة يحسن السكوت عليها أم لا.

والفائدة التى يحسن السكوت عليها تستفاد من المبتدأ وخبره ومن الفعل وفاعله.

فالكلام عندهم هو :

اللفظ المركب المشتمل على مسند ومسند إليه ونسبة بينهما مقصودة لذاتها المفيد فائدة يحسن سكوت المتكلم عليها بحيث يعده السامع حسنا فيكتفى به ولا ينتظر شيئا آخر انتظارا تاما (لاحتوائه على المسند والمسند إليه والنسبة بينهما المقصودة لذاتها) ، نحو: العلم نافع ،

أما الجملة : فهى ، إن كان اللفظ مركبا مشتملا على الإسناد الأصلى ولكن غير

__________________

(١) مما تجدر الإشارة إليه أن التفرقة بين الكلام واللغة ظهرت حديثا على يد فرديناند دى سوسيير حيث فرق بين الكلام وهو ما يصدر عن المتكلم وبين اللغة وهى لغة جماعة المتكلمين سواء كانت العربية أو الانجليزية أو غيرهما وبين اللغة كظاهرة إنسانية توجد فى كل الجماعات وتحمل سمات مشتركة وخصائص عامة تشترك فيها كل لغات البشر.

٣

مفيد سمى جملة فقط نحو : إن كان العلم نافعا (١). فكل كلام جملة ، وليس كل جملة كلاما.

وتنقسم الجملة عندهم عدة تقسيمات :

تنقسم باعتبار الاستقرار فى ضمن جملة أخرى وعدمه ، إلى أربعة أقسام : صغرى ، وكبرى ، وذات وجهين ، ولا صغرى ولا كبرى (٢).

__________________

(١) ما زال السامع ينظر بقية الكلام (جواب الشرط).

(٢) هذا تقسيم منبثق عن طبيعة التراكيب فى العربية وكيفية البناء فيها والجملة التى لا هى صغرى ولا كبرى هى بداية التراكيب وتعد تركيبا من النوع البسيط ثم تبدأ بعد ذلك الجمل فى التداخل تركيبا وبناء ويأتى التحليل على النحو الآتى مسلطا الضوء على القسم الثانى من الجملة على النحو الآتى :

٤

الأول ـ الجملة الصغرى :

وهى ما كانت مستقرة فى ضمن جملة أخرى ، بأن كانت واقعة خبرا عن مبتدأ فى الحال أو فى الأصل اسمية كانت أو فعلية نحو : قام أبوه من زيد قام أبوه ، ونحو :

أبوه قائم من زيد أبوه قائم ، ونحو : قام أبوه أو أبوه قائم من ظننت زيدا قام أبوه أو أبوه قائم.

الثانى ـ الجملة الكبرى :

وهى ما استقر فى ضمنها جملة أخرى ، بأن وقع الخبر فيها جملة نحو : زيد قام أبوه أو أبوه قائم سواء كانت اسمية كما مر أو فعلية ، نحو : ظننت زيدا قام أبوه أو أبوه قائم.

الثالث ـ الجملة الصغرى والكبرى معا تسمى ذات الوجهين ووسطى :

وهى ما وقعت خبرا عن مبتدا ، وكان فيها مبتدأ خبره جملة. كما إذا قيل : زيد أبوه غلامه منطلق ، فزيد مبتدأ أول وأبوه مبتدأ ثان وغلام مبتدأ ثالث ومنطلق خبر الثالث وهو غلام ، وجملة غلامه منطلق خبر الثانى وهو أبو ، رابطها ضمير غلامه ، وجملة أبوه غلامه منطلق خبر عن زيد رابطها ضمير أبوه فيسمى المجموع وهو : زيد أبوه غلامه منطلق جملة كبرى لوقوع الخبر فيها جملة ، وتسمى جملة غلامه منطلق صغرى لوقوعها خبرا ، وتسمى جملة أبوه غلامة منطلق صغرى باعتبار وقوعها خبرا عن زيد وكبرى باعتبار وقوع الخبر فيها جملة ومعنى هذا التركيب غلام إبى زيد منطلق.

والرابع ـ الجملة التى لا صغرى ولا كبرى :

وهى ما لا تكون مستقرة فى ضمن جملة أخرى ولا مستقرا فى ضمنها جملة أخرى ، أى ليست واقعة خبرا عن مبتدأ ولا واقع الخبر فيها جملة ، نحو : قام زيد ، وزيد قائم.

وهذا التقسيم عند اصحاب هذه المدرسة المبدوءة بابن هشام ينضوى تحته كل ما هو موجود لدى المحدثين فنجد أنهم يجعلون الوحدات التى يتم منها البناء اللغوى على النحو الآتى :

٥

١ ـ الكلمة.

٢ ـ العبارة.

٣ ـ التركيب.

٤ ـ الجملة.

وقد بنى هذا التقسيم على أساسيين هما :

١ ـ البناء الداخلى Structure Internal.

٢ ـ التوزيع الموقعى distribution Syntactic.

وتتضح نقاط التلاقى من خلال التحليل الذى ينبثق عن طبيعة كل لغة وإن بدأ فى ظاهره أنه بعيد ولكنه فى جوهره متقارب وذلك على النحو الآتى :

الكلمة : أصغر الوحدات البنائية المكونة للتراكيب المذكورة فكل من العبارة والتركيب لا يتكون من أقل من كلمتين. أما الجملة فيمكن أن تجئ فى شكل مساو للكلمة وهو ما يعرف «بالجملة الكلمة» (١) وتطالعنا نماذج متعددة له داخل اعمال علمائنا.

التوزيع الموقعى : يمكن أن يتكون من الكلمة المستقلة متى وقعت بين سكتتين ما يسمى (بالجملة الكلمة) التى هى أصغر أشكال الجملة وهذا عند علمائنا يدخل ضمن التحليل عن طريق التقدير والتأويل وهو ما تذهب إليه المدرسة التحويلية.

العبارة : أ ـ البناء الداخلى : العبارة وحدة لغوية مركبة تتكون من كلمتين أو أكثر بينهما ترابط وهى أصغر من التركيب والجملة لأنه يمكن أن يقع كل منهما فى أشكال تتضمن عبارتين أو أكثر ـ فلا يمكن للعبارة أن تتكون من اثنتين من التراكيب أو الجمل وهذا واضح فى أعمال علمائنا وهم يفرقون بين مفهوم الجملة ومفهوم الكلام.

ب ـ التوزيع الموقعى : يمكن أن يتكون من العبارة بمفردها متى وقعت بين سكتتين جملة صغرى sentence mimor ولا يمكن أن يتكون منها بمفردها جملة بسيطة sentence simple.

__________________

(١).١٧٩ P Langusge : Bloomfesld.

٦

التركيب : وحدة مركبة يتكون من كلمتين على الأقل بينهما ترابط وهو أصغر من الجملة لأن الجملة المركبة أو التركيبية يمكن أن تجئ فى أشكال تتضمن تركيبين.

الجملة : يمكن أن تجئ الجملة فى واحد من المستويات الثلاثة السابقة (الكلمة ـ العبارة التركيب) متى كان كل منها بين سكتتين وهى ما تعرف عند علمائنا بالجملة الكبرى.

ويمكن أن تجئ فى شكل موسع يتضمن أكثر من تركيب وأكثر من عبارة جملة صغرى وكبرى معا ذات الوجهين ووسطى فالجملة تعد أكبر المستويات التى يمكن أن يجرى فيها التحليل الوصفى (١).

وتتعدد وجهات النظر عن اللغويين المحدثين بشأن تحليل التراكيب وتعريف الجمل .. وهكذا ... الخ ونجد المحدثين من علمائنا يدلون بدلائهم وعندى أنه لو سلطت أضواء الدراسة على ما وصفه علماؤنا من خلال دراساتهم الوصفية التحليلة للغة العربية لقدم المحدثون من علمائنا فى ذلك أعمالا رائدة يحتذيها المحدثون من الغربيين.

فمثلا الجملة عند فرايز :

وقد اختارFries تعريف بلو مفيلد للجملة ـ وهو (٢)

الجملة «تركيب أو شكل لا يعد فى الحديث جزءا من تركيب أو شكل أكبر».

وبناء عليه فالتركيب المتضمن وهو ما يسمى جملة صغرى فى هذه المدرسة لا يعد جملة عند فرايز وذلك حين يقع أى تركيب لغوى جزءا من تركيب آخر يقال إنه وضع متضمّن Position included وحين لا يكون جزءا من تركيب آخر يقال إنه فى وضع مطلق (٣) Position Absolute وهذا راجع لطبيعة لغتهم ولكنه فى عمومه موضوعة قواعده عند اصحاب هذه المدرسة العربية القديمة.

أما بالنسبة للمحدثين من علمائنا فإننا نجد تعريفات الجملة على النحو الآتى :

ـ فالجملة عند الأستاذ عباس حسن : «الكلام أو الجملة هو ما تركب من كلمتين أو أكثر وله معنى مفيد مستقل» (٤).

__________________

(١) ـ lingu thearetical to introduction : Iyanz Jone. ١٩٦٩, prese university conbridge ١٧٢ p istics

(٢).٢٠ p english of structure the : Fries

(٣).٢٠ p english of structure the : Fries

(٤) النحو الوافى ١ / ١٥.

٧

 ـ والجملة عند الدكتور كمال بشر : «وحدة لغوية يتم بها الكلام فى الموقف المناسب مع تحديدها أو امكانية تحديدها بوقف سابق ولا حق» (١).

ـ والجملة عند الدكتور مهدى المخزومى «هى الصورة اللفظية الصغرى للكلام المفيد فى أية لغة من اللغات وهى المركب الذى يبين به المتكلم أن صورة ذهنية كانت قد تألفت أجزاؤها فى ذهنه ، ثم هى الوسيلة التى تنقل ما جال فى ذهن المتكلم إلى ذهن السامع» (٢).

ـ ويقول أيضا : «هى أقل قدر من الكلام يفيد السامع معنى مستقلا بنفسه» (٣).

على حين آن ما جاء عند علمائنا من أعلام هذه المدرسة التى نحن بصدد التعرض لأعمالها فإنه يمثل شبكة متعانقة من العلاقات داخل اللغة تطلعك على قدرات لغوية تتفرد بها اللغة العربية بين لغات البشر.

فمثلا لأن الجملة العربية يمكن أن تبدأ باسم أو بفعل أو بالظرف أو بالجار والمجرور اعتبرت الجملة بالنسبة لما بدئت به اسمية وفعلية ـ والجملة الظرفية لا تخرج عن الاسمية أو الفعلية فإن قدر المرفوع فاعلا بالظرف أو الجار والمجرور بعد الاستقرار المحذوف ولا مبتدأ مخبرا عنه بأحداهما كانت الجملة ظرفية فيصح أن تعد بهذا الاعتبار قسما ثالثا ، وهذا أحد خواص العربية المميز لها.

وكذلك لأن العربية لغة إعراب وجدنا الجمل باعتبار المحل من الإعراب وعدمه تنقسم إلى جمل لها محل من الإعراب وأخرى لا محل لها من الإعراب فى تتبع دقيق للظاهره ـ فالجمل التى لها محل والتى لا محل لها تطلع الدارس على تأثير الوحدات اللغوية الداخلة فى التراكيب بعضها فى بعض وعلى ترابط الفكر فاللغة من هنا مجموعة علاقات وليست مجموعة مفردات فهناك جمل مرتبطة بجمل.

__________________

(١) دراسات فى علم اللغة ج ٢ ص ٢٥١.

(٢) فى النحو العربى نقد وتوجيه ٣١.

(٣) مهدى المخزومى السابق.

٨

الجملة الموسعة إتساع الجملة : ـ

٩

١٠

الجمل التى لها محل من الإعراب ممثل لها مع جانب من التحليل :

١ ـ الواقعة خبرا زيد قام أبوه ، إن زيدا قام أبوه ، كانوا يظلمون. محل قام أبوه فى المثالين رفع. ومحل يظلمون نصب. المراد بوقوعها خبرا أن تقع خبرا لمبتدأ فى الحال أو فى الأصل.

٢ ـ الواقعة حالا. جاء زيد والشمس طالعة. «وجاءوا أباهم عشاء يبكون». محلها النصب. جملة الحال تكون اسمية أو فعلية.

٣ ـ الواقعة مفعولا به. قال : «إنى عبد الله». ظننت زيدا يقرأ. محلها نصب. ومن ذلك : أعلمت زيدا عمرا أبوه قائم.

«ولنعلم أى الحزبين أحصى» برفع أى.

٤ ـ الواقعة مضافا إليها. نحو : «هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم». «يوم هم باروزن». محلها جر.

أى المضاف إليها ظرف اسمية كانت أو فعلية.

٥ ـ الواقعة جوابا لشرط جازم إذا قرنت بالفاء أو بإذا الفجائية. نحو : «من يضلل الله فلا هادى له».

«وإن كنتم جنبا فاطهروا» «وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون». محلها جزم. لا فرق بين أن تكون فعلية خبرية إو إنشائية أو اسمية.

٦ ـ التابعة لمفرد عطفا أو نعتا أو بدلا. زيد منطلق أبوه ذاهب. «من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه». «ما يقال لك إلا ما قد قبل للرسل من قبلك إن ربك ...

إلى آخر الآية. محلها يختلف باختلاف متبوعها.

جملة «إن ربك» إلخ : فى محل رفع بدل من لفظ ما قيل إن كان المعنى ما يقول الله لك إلا ما قد قال. أما إذا كان المعنى : ما يقول لك كفار قريش إلا كما قال الكفار الماضون لأنبيائهم فالجملة مستأنفة.

٧ ـ التابعة لجملة لها محل من الإعراب. نحو : زيد قام أبوه وقعد أخوه زيد قام أبوه قام أبوه. يختلف محلها باختلاف المتبوعة.

تكون التبعية بعطف النسق وبالتوكيد اللفظى.

١١

الجمل التى لا محل من الإعراب ممثل لها مع جانب من التحليل :

١ ـ الابتدائية وهى المستأنفة. نحو : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ). (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ). «إن (الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً».*) تكون اسمية وفعلية والمدار على أنها ابتداء كلام ـ فقوله تعالى : «إن (الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً» *) بعد ولا يحزنك قولهم مستأنف لا مقول القول لفساد المعنى ٢ ـ التابعة لما لا موضع له من الإعراب. قعد عمرو من قولك : قام زيد وقعد عمرو ، وقام زيد من قولك قام زيد قام زيد. المراد التابعة بعطف النسق والتوكيد اللفظى.

٣ ـ الجملة المفسرة لغير ضمير الشأن. «إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب». فجملة خلقه من تراب تفسير لكمثل آدم.

٤ ـ الجملة المعترضة. ك «لو» : من تعلمون من قوله تعالى : («وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ».) هى المتوسطة بين متلازمتين مفردين أو جملتين أو مفرد وجملة.

٥ ـ الواقعة صلة الموصول. نحو : فرض عليك القرآن من قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) وجملة : قمت من قولك : يعجبنى أن قمت .. صلة الموصول اسما كان أو حرفا لا محل لها من الإعراب ، وإنما المحل للموصول الاسمى وحده وللحرفى مع ما أول به مع صلته بحسب ما تقتضيه العوامل.

٦ ـ الواقعة جوابا لقسم. نحو : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) بعد قوله تعالى : وَالْعَصْرِ».) المراد هنا ما يدل على اليمين ، ولو لم يذكر فيه إلا اللام الموطئة للقسم نحو: «وَالَّذِينَ جاهَدُوا) فيما (لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا».)

٧ ـ الواقعة جوابا لشرط غير جازم أو لشرط جازم ولم يقترن بالفاء ولا بإذا الفجائية. نحو : لفسدت الأرض من قوله تعالى («وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ».) ونحو : عدنا من قوله تعالى : («وَإِنْ عُدْتُمْ) عندنا». ونحو : أقم. من قولك : إن تقم أقم. فجملة الجواب فى الأمثلة المذكورة لا محل لها من الإعراب.

١٢

كما نظروا إلى الجملة من حيث الخبر والانشاء :

بالنسبة لوقوعها بعد النكرة والمعرفة فهو منهج شكلى وصفى ينظر إلى

دور المفردات اللغوية ونوعها وتأثير بعضها فى بعض على امتداد الجمل عندما تمتد وتشمل مساحات أوسع ويظهر تأثير الترابط بين أشكال المفردات اللغوية ونوعها وبين المعانى أى الارتباط بين حدى الحدث اللغوى الشكل والدلالة أو الشكل والمضمون فالجملة الخبرية نسبة للخبر الذى هو ضد للإنشاء.

والخبر ما يتوقف مدلوله على النطق به.

وعرف أهل المعانى الخبر بأنه ما لنسبته خارج تقصد مطابقته.

والإنشاء ما ليس لنسبته خارج تقصد مطابقته.

وعرف المناطقة الخبر بأنه ما احتمل الصدق والكذب لذاته أى بقطع النظر عن قائله.

والنكرة عرفا اسم يقبل «ال» المعرفة كرجل وفرس. أو يقع موقع ما يقبلها ك «من» و «ما».

والمعرفة ما عدا النكرة وهى ستة أنواع :

ـ الضمير : نحو : أنا وأنت وهو.

ـ والعلم : كزيد وهند واسامة وإبى هريرة وزين العابدين.

ـ واسم الإشارة : كهذا وهذه وهؤلاء.

ـ والموصول : كالذى والتى والذين والألى.

ـ والمحلى بأل : كالرجل والفرس.

ـ والمضاف لواحد من هذه : كعبده وغلام زيد ، وغلام هذا ، وغلام الذى حضر ، وغلام الرجل.

والنكرة إما محضة أى غير خالصة عما يقربها من المعرفة بألا توصف ولم تدخل عليها «أل» الجنسية.

أو غير محضة أى غير خالصة وهى القريبة من المعرفة بالوصف أو بالاقتران بأل الجنسية.

١٣

وكذلك المعرفة تكون محضة : كالعلم والضمير.

وغير محضة أى غير خالصة من شائبة التنكير كالمعرف بأل الجنسية فإنه قريب من النكرة فلا يسمى معرفة خالصة.

فالجملة الخبرية التى لم يطلبها عامل ويصح الاستغناء عنها إذا وقعت بعد نكره خالصة تكون صفة لتلك النكرة ويكون لها محل بحسب إعرابه ، نحو (نقرؤه) من قوله تعالى (حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ)(١) ، فجملة نقرؤه فى محل نصب ، صفة «لكتابا» ، لأنه نكرة خالصة.

فالجملة الوصفية إما أن تكون للتفسير ، نحو : جاء تاجر يبيع ويشترى.

أو للتخصيص نحو : جاء رجل يقرأ.

أو للمدح نحو : جاء كريم يحب العلماء.

أو للذم نحو : رأيت بخيلا يكره الفقهاء.

أو للتأكيد نحو : رأيت فقيها يفقه الأحكام الشرعية.

وكذلك شبه الجملة : وهو الظرف. والجار والمجرور ، إذا وقع بعد النكرة المحضة كان صفة نحو : رأيت طائرا فوق غصن ـ أو على غصن ، لأنه وقع بعد نكرة محضة وهو طائر.

وإذا وقعت الجملة الخبرية المذكورة بعد معرفة محضة كانت حالا ، نحو قوله تعالى :

(وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ)(٢) فى قراءة الرفع فجملة تستكثر من الفعل وفاعله المستتر فى محل نصب حال من الضمير المستتر فى تمنن المقدر.

بأنت وهو معرفة خالصة بل الضمير هو : أعرف المعارف ، بعد اسم الله تعالى وضميره فإنه أعرف المعارف إجماعا.

وكذلك شبه الجملة وهو الظرف والجار والمجرور إذا وقع بعد معرفة محضة فإنه يكون حالا كقولك : رأيت الهلال بين السحاب ، فبين السحاب حال من الهلال ، وكقوله تعالى

__________________

(١) الإسراء ١٧ / ٩٣ ك.

(٢) المدثر ٧٤ / ٦ ك.

١٤

حكاية عن قارون : (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ)(١).

ففى زينته فى موضع الحال ، أى متزينا أو كائنا فى زينته.

والجملة الخبرية التى لم تطلب لعامل لزوما ويصح الاستغناء عنها ، ولم تقترن بمانع الوصفية ، وهو اقترانها بالواو العاطفة ولا بمانع الحالية ، ولا بمانعهما معا ، وهو عدم استقامة المعنى ، إذا وقعت بعد اسم غير خالص من شائبة التعريف والتنكير بأن كانت النكرة قريبة من المعرفة بالصفة أو كانت المعرفة قريبة من النكرة بأل الجنسية ، فالجملة الواقعة بعد المعرفة أو النكرة تحتمل الوجهين أى الوصفية فيكون محلها بحسب موصوفها والحالية محلها نصب.

مثال الجملة الواقعة بعد نكرة غير محضة : مررت برجل صالح يصلى. فإن شئت قدرت جملة (يصلى) من الفعل والفاعل صفة ثانية لرجل. لأنه نكرة وقد وصف أولا بصالح. فهى فى محل جر ، وإن شئت قدرتها حالا منه لأنه قد قرب من المعرفة باختصاصه بالصفة الأولى.

ومثال الجملة الواقعة بعد معرفة قريبة من النكرة قوله تعالى : (كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً) فإن المراد بالحمار الجنس ، فى ضمن فرد مبهم فهو قريب من النكرة فى المعنى ومعرفة فى اللفظ فإن شئت قدرت جملة (يحمل أسفارا) من الفعل والفاعل والمفعول حالا من الحمار. نظرا لتعريفه لفظا وإن شئت قدرتها صفة له نظرا لتنكيره معنى.

وكذلك الظرف والجار والمجرور إذا وقعا بعد نكرة غير محضة ، يعنى موضوفة أو معرفة غير محضة يعنى معرفة بأل الجنسية احتمالا الوصفية والحالية نحو : هذا ثمر يانع فوق أغضانه. ونحو : يعجبنى الزهر فى أكمامه.

فيجوز فى كل من الظرف والجار والمجرور أن يكون صفة اعتبارا باللفظ وحالا اعتبارا بالمعنى.

ثم إن كلا من الظرف والجار والمجرور لا بد له من متعلق يتعلق به.

والمتعلق إما أن يكون فعلا أو ما فيه معنى الفعل ، ويشترط فى الفعل أن يكون متصرفا لا جامدا كنعم ويئس. وأجاز بعضهم التعلق بالفعل الجامد لأنهما يكفيهما أدنى رائحة ، فلا يشترط فى ناصبهما التصرف ، واستشهد على ذلك بقوله :

__________________

(١) القصص ٢٨ / ٧٩ ك.

١٥

فنعم مذكاء من ضاقت مذاهبه

ونعم من هو فى سر وإعلان

فقال إن «من» نكرة تامة تمييزا لفاعل ، نعم مستترا ، وأن الظرف متعلق بنعم والصحيح أنه متعلق بمحذوف ، والذى فيه معنى الفعل هو المصدر ، واسم المصدر،والوصف. والمؤول بالوصف ، واسم الفعل ، فالوصف يشمل اسم الفاعل كضارب ، واسم المفعول كمضروب ، والصفة المشبهة كحسن ، وصيغة المبالغة كقتال ، واسم التفضيل كأعظم.

والمؤول هو الجامد الذى أول بوصف كالمنسوب كقرشى ، فإنه فى تأويل المنتسب إلى قريش ، والمصغر نحو رجيل فإنه مؤول تحقير ، ويدخل فى المؤول قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ)(١) ففى السماء متعلق بإله وكذلك فى الأرض وهو اسم غير صفة لكن لتأوله بمعبود صح التعلق.

وقد اجتمع تعلق الجار والمجرور بفعل ومصدر فى قول ابن دريد فى مقصورته :

واشتعل المبيض فى مسوده

مثل اشتعال النار فى جزل الغضا

ففى مسودة متعلق بفعل وهو اشتعل ، وفى جزل متعلق بمصدر وهو اشتعال.

والضمير فى مسوده عائد على الرأس فى البيت قبله وهو قوله :

أما ترى رأسى حاكى لونه

طرة صبح تجنى أذيال الدجى (٢)

ومثل : مفعول مطلق ، والجزل : الغليظ من الحطب ، والغضا : شجر معروف إذا وقع فيه النار يشتعل سريعا ، ويبقى زمانا : شبه بياض الشيب وانتشاره فى رأسه بانتشار النار فى الغليظ من حطب الغضا ، واجتمع أيضا تعلق الجار والمجرور بفعل واسم مفعول فى قوله تعالى : (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ)(٣) فعليهم الأولى متعلق بفعل وهو أنعمت ومحله نصب ، وعليهم الثانى متعلق باسم مفعول وهو المغضوب ومحله رفع بالنيابة عن الفاعل.

هذه الدراسة التى أمام القارئ بكل تفضيلاتها ثمرة فكر أصحاب هذه المدرسة وهى تطلعك على فهم لروح اللغة وعمق فى التنظير ودقة فى التطبيق.

__________________

(١) سورة الزخرف آية ٨٤.

(٢) سبق أن أشرنا فى أكثر من موضع أن من خصائص هذه المدرسة إزاء النصوص التراثية أنها تنسب الشاهد وتشرحه وتكمل ما نقص وهذا المنهج استفاده الغربيون المحدثون من علمائنا.

(٣) سورة الفاتحة آية ٧.

١٦

أما عن شبه الجملة وهو الظرف والجار والمجرور بالنظر لمتعلقه المتعدى به فقد كانت دراساتهم وتحليلاتهم تنبعث عن نظرة تحليلية من خلال التعليق وتأثير وحدات اللغة بعضها فى بعض داخل التراكيب وذلك على النحو الآتى (١) :

شبه الجملة بالنظر لمتعلقه المتعدى به :

١ ـ فعل. سلمت أمام المسجد. على زيد. سلمت فعل وفاعل ، وأمام المسجد ظرف ومضاف إليه ، وعلى زيد جار ومجرور وهو والظرف قبله متعلقان بسلم. التعلق بالنسبة للجار والمجرور بالفعل أو شبهه هو تعدى المجرور وصيرورته فى المعنى مفعولا به أى أن زيدا صار مسلما عليه وقس على ذلك.

٢ ـ مصدر. تسليمى أمام المسجد. على زيد أفرحه.

تسليمى مبتدأ ومضاف إليه. وخيره جملة أفرحة من الفعل والفاعل والمفعول ، وكل من الظرف والجار والمجرور متعلق بتسليم. اجتمع تعلق الجار والمجرور بفعل ومصدر فى قول ابن دريد «واشتعل المبيض فى مسوده مثل اشتعال النار فى جزل الغضا».

٣ ـ اسم المصدر. سلامى أمام المسجد. على زيد أفرحه.

إعرابه كإعراب ما قبله. ومنه قوله تعالى : («سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ».)

٤ ـ اسم الفعل. شتان بين بلادها وبلادى. واها لسلمى.

شتان اسم فعل ماض والفاعل محذوف للعلم به تقديره الأمر وبين : طرف. وبلاد:مضاف إليه. والهاء مضاف إلى بلاد. وبلادى : معطوف على بلاد. ومضاف إلى الياء وواها: اسم فعل مضارع والفاعل مستتر.

ولسلمى : جار ومجرور متعلق باسم الفعل كما أن بين متعلق بشتان. سلمى مجرور باللام بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف لما فيه من العلمية والتأنيث.

__________________

(١) انظر رفاعة الطهطاوى تلميذ حسن العطار فى كتابه التحفة المكتبية تحقيقنا ونشر دار المعارف.

١٧

تابع ـ ٥ ـ اسم الفاعل أنا مسلم أمام المسجد على زيد. أنا مسلم : مبتدأ وخبر وأمام المسجد ظرف ومضاف إليه ، وعلى زيد جار ومجرور وهو والظرف قبله متعلقان بسلم. مسلم بكسر اللام المشددة والثانى بفتحها ، فالكسر والفتح هما الفرق فى غير الثلالى بين اسم الفاعل والمفعول.

٦ ـ اسم المفعول. زيد مسلم أمام المسجد. عليه

٧ ـ الصفة المشبهة. زيد طاهر القلب الآن. فى رأى الجميع. مبتدأ وخبر ومضاف إليه وكل من الظرف والجار والمجرور متعلق بالخبر.

٨ ـ صيغ المبالغة. زيد مهذار اليوم. فيما لا يعنيه. مثل ما قبله فى الإعراب. ويقاس على مفعال أمثلة بقية الأمثال.

٩ ـ أفعل التفضيل. زيد أفضل بعد عمرو. من جميع أقرانه إعرابه يعلم مما قبله. هو آخر الصفات المشبهة.

١٠ ـ المنسوب. هذا رومى الآن. شامى فى الأصل. هذا رومى : مبتدأ وخبر. والآن : ظرف متعلق برومى بمعنى منسوب وشامى : خبر ثان. وفى الأصل متعلق به. صح التعلق للتأويل بالمشتق ..

١١ ـ المصغر. زيد رجيل الآن فى أعين الناس. مبتدأ وخبر وظرف وجار ومجرور متعلقان بالخبر. صح التعلق لأن رجيل مؤول برجل محتقر.

١٢ ـ العلم المشهور بصفة. أنت حاتم الآن. بسخائك.

إعراب ما قبله. ويقاس عليه ما أشبهه نحو : أنت الآن قيس فى ذكائك وسحبان فى فصاحتك.

١٣ ـ اسم الجنس المؤول بمشتق. زيد أسد لدى الميدان. فى الحرب. لدى : ظرف منصوب بمتعلقه وهو أسد وفى الحرب متعلق به أيضا. صح تعلقه وعمله لتأويله بمعنى جسور وجرئ.

١٨

وقد اتبع العالمان اللذان اشتركا فى هذا العمل منهجية دقيقة فالشيخ خالد بدأ بأن قدم لشرحه المسمى موصل الطلاب فى إيجاز موجز ثم أخذ يقدم مالديه من مادة علمية من خلال منهجية رائدة دراسة وتحقيقا وكذلك قدم ابن هشام لكتابة الإعراب عن قواعد الإعراب وأوضح أن هدفه من هذا الكتاب هو عمل من طبّ لمن حبّ (كما يقول) والكتاب يدور حول أربعة أبواب.

الباب الأول فى الجمل ـ أقسامها وأحكامها ..

الجملة الاسمية والفعلية.

والجملة الوصفية : الصغرى والكبرى.

والجمل التى لها محل من الإعراب.

والجمل التى لا محل لها.

والجملة الخبرية والإنشائية إلى آخر ما تناوله من تفضيلات داخل هذا الباب.

وتحدث فى الباب الثانى فى الجار والمجرور وأنه لا بد من تعلقه.

وحكم الجار والمجرور إذا وقع بعد المعرفة أو بعد النكرة .. الخ. فالأعمال كلها مترابطة تطلعك على الترابط داخل الجمل وكيف أن مفهوم اللغة عندهم مجموعة علاقات وهذا ما ينتهى إليه المحدثون اليوم فى حقل الدرس اللغوى.

وهكذا على نحو ما عرضه من جزئيات دقيقة تنبئ عن تمكن من المادة وفهم روح استعمالها وسبق فى مجال الدراسة اللغوية يحسب لأصحاب هذه المدرسة.

أما الباب الثالث فقد تناول ثمانية أنواع من الكلمات تمثل اثنتين وعشرين كلمة منها ما جاء على وجه واحد ومنها ما جاء على وجهين ومنها ما جاء على ثلاثة وجوه وهكذا إلى أن انتهى إلى النوع الثامن وهو كلمات جاءت على اثنى عشر وجها. وقد استغرق هذا الباب أكبر أقسام الكتاب. وإن كل مبحث فى أى قسم من الأقسام لهو قمين بأن يطيل القارئ النظر فيه ويمعن التأمل بطول الوقوف أمامه فهو يقدم لعلم الأساليب فى الدراسات الحديثة خير ما يعتز به المنهج التطبيقى وهذه واحدة أخرى تحسب لأصحاب هذه المدرسة فى مجال الدراسات اللغوية.

١٩

وأما الباب الرابع فقد جاء تحت عنوان فى الإشارات إلى عبارات محررة حيث تناول فيه تصحيح بعض عبارات جاريه على ألسن المشتغلين يصناعة الاعراب وتبين الخطأ فى المصطلح المستعمل ووضع البديل وبين سبب اختياره له ... وجاءت من خلاله إشارات ناقشت آراء بعض العلماء وفصلت القول فى قضايا تثار اليوم ويتناولها غير واحد فى أخص قضايا اللغة والقرآن وتلك سمة أخرى تحسب لأصحاب هذه المدرسة.

وإن كل جزئية من الجزئيات التى عولجت فى كل باب من أبواب الكتاب تعد مبحثا يعطى مادة ومنهجا ويستحق التأمل وطول النظر فى ضوء الدراسات اللغوية الحديثة ..

من حيث التنظير ومنهج التناول.

فإذا كانت نظرية النحو التحويلى التوليدى TransFormational.g.T grammar تفترض وجود أربع مراحل تتم من خلالها عملية البناء اللغوى فإن ما جاء فى الباب الثالث من مباحث تفصيلية عن الأنواع الثمانية من الكلمات التى تمثل الاثنتين وعشرين كلمة تقدم دراسات على ضوئها يأخذ قانون المفردات rules Lexical مكانه بين العمليات الفكرية الأربع حيث يؤدى وظيفيته إزاء المرحلة الأولى التى تمثل مرحلة الاقتدار) competencen).

التى يتشكل فيها ما يطلق عليه مصطلح تركيب العبارةPhrase أو التركيب الأساسى structure Phrase أو الأوّلىّ ويربط المرحلة الثانية والمرحلة الثالثة التى يتم فيها تحويل التركيب العميق أو الباطنى.S.D مصحوبا بالمفردات إلى تركيب سطحى أو ظاهرى S.S من خلال القوانين التحويلية.R.T.

وإن كل مبحث من مباحث هذا الباب يقدم مادة ومنهجا فيه استقصاء وعرض للمادة اللغوية المجموعة من أفواه العرب فى ضوء الاستفادة من النصوص القرآنية الكريمة فى عرض لآراء العلماء إزاء تحليل كل كلمة.

وعلى سبيل التمثيل مما جاء من كلمات النوع الثالث وليكن مما هو على ثلاثة أوجه وهو سبع كلمات ولنأخذ أحدها وليكن إذ ونقف عند هذه الكلمة وما يطرأ عليها داخل التراكيب وداخل دماغ المتكلم وعقل السامع فيقال فيها تارة ظرف لما مضى من الزمان

٢٠