موصل الطلاب

الشيخ خالد الأزهري

موصل الطلاب

المؤلف:

الشيخ خالد الأزهري


المحقق: الدكتور البدراوي زهران
الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٩٦

(وهما واو المفعول معه نحو) : قولك :

(سرت والنيل) : بنصب النيل على أنه مفعول معه

(و) : الثانية

(واو الجمع الداخلة على) : الفعل

(المضارع المسبوق ينفى أو طلب) : محضين وتسمى عند الكوفيين واو الصرف لصرفهم ما بعدها عن سنن الكلام مثال الداخلة على الفعل المسبوق بالنفى

(نحو) : قوله تعالى :

(وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)(١) : أى وأن يعلم

(و) : مثال الداخلة على الفعل المسبوق بالطلب نحو.

(قول أبى الأسود) : الدؤلى

(لا تنه عن خلق وتأتى مثله):

 ... عار عليك إذا فعلت عظيم

أى وأن تأتى وعبارة المغنى والواوان اللذان ينصب ما بعدهما واو المفعول معه والواو الداخلة على المضارع المنصوب لعطفه على اسم صريح أو مؤول بالصريح فالصريح كقوله :

ولبس عباءة وتقرعينى

 ... أحب إلى من لبس الشفوف

والمؤول نحو الواقع قبل واو الصرف اه

(و) : أن لنا

(واوين ينجر ما بعدهما) : من الأسماء وهما

(واو القسم) : ينجر ما بعدها بها

(نحو) : قوله تعالى :

(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَ)(٢) : والثانية

(واو ربّ) : ينجر ما بعدها بإضمار رب لا بالواو على الأصح

(كقوله) : وهو عامر ابن الحارث

(وبلدة ليس بها أنيس):

 ... الا اليعافير وإلا العيس

أى ورب بلدة. واليعافير : الظباء البيض والعيس الإبل

(و) : أن لنا

__________________

(١) ـ سورة آل عمران آية ١٤٢.

(٢) ـ سورة التين آية ١.

١٤١

(واوا يكون ما بعدها على حسب ما قبلها وهى واو العطف) : وهذه هى الأصل والغالب وهمى لمطلق الجمع على الأصح فلا تدل على ترتيب ولا معية الا بقرينة خارجية وعند التجرد من القرينة يحتمل معطوفها المعانى الثلاثة فإذا قلت قام زيد وعمرو كان محتملا للمعية والتأخر والتقدم

(و) : أن لنا

(واوا يكون دخولها فى الكلام كخروجها وهى) : الواو

(الزائده) : وتسمى فى القرآن صلة

(نحو) : قوله تعالى :

(حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها)(١) : ففتحت جواب إذا والواو صله جئ بها لتوكيد المعنى بدليل الآية الأخرى قبلها وهى : "حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها" بغير واو

(وقيل ليست زائدة) : وأنها عاطفة والجواب محذوف والتقدير كان كيت وكيت قاله الزمخشرى والبيضاوى

(وقيل واو الحال) : أى وقد فتحت فدخلت الواو لبيان أنها كانت مفتحة قبل مجيئهم فحذفت من الآية الأولى لبيان أنها كانت مغلقة قبل مجيئهم قاله البغوى

(وقول جماعة) : من الأدباء كالحريرى ومن النحويين كابن خالويه ومن المفسرين كالثعلبى

(أنها) : أى واو وفتحت

[واو الثمانية]

(واو الثمانية) : لأن أبواب الجنة ثمانية ولذلك لم تدخل فى الآية قبلها لأن أبواب جهنم سبعة

(وقولهم أن منها) : أى من واو الثمانية قوله تعالى :

(وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ)(٢) : وهذا القول

(لا يرضاه نحوى) : لأنه لا يتعلق به حكم إعرابى ولا سر معنوى (٣)

__________________

(١) سورة الزمر آية ٧٣.

(٢) سورة الكهف آية ٢٢.

(٣) تحدد هذه العبارة وظيفة النحوى ومنهج دراسته فهو يبحث عن الأحكام الإعرابية الخاصة بالحركة الاعرابية داخل الكلمات فى الجمل كما يبحث عن الدلالات من خلال التراكيب ـ واستمع إلى دقه العبارة فى استعمالها واو الثمانية هنا لا يرضى ما قيل عنها نحوى ولذلك قالقول بخصوصها من جهة النحاة مرفوض.

١٤٢

(والقول بذلك) : بأن الواو واو الثمانية

(فى قولة تعالى (وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ)(١) : لأن الوصف الثامن أبعد من القول بذلك فى الآيتين قبلها والقول بذلك فى قوله تعالى : "ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً" (٢) لأن البكارة وصف ثامن

(ظاهر الفساد) : لأن واو الثمانية صالحة للسقوط عند القائل بها وهى فى هذه الآية لا يصح إسقاطها إذ لا تجتمع الثيوبة والبكارة وليست أبكارا صفة ثامنة وإنما هى تاسعة إذ أول الصفات : "خَيْراً مِنْكُنَّ" وقول الثعلبى إن منها قوله تعالى : "سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ" (٣) سهو ظاهر لأنها عاطفة وذكرها واجب (٤)

[٨]

[النوع الثامن]

[ما]

النوع (الثامن) : وهو آخر الأنواع

(ما يأتى من الكلمات على أثنى عشر وجها وهو ما وهى) : على ضربين (اسمية وحرفية) : فالضرب

(الأول الاسمية) : وهى الأشرف

(وأوجهها سبعة) : أحدها

(معرفة تامة) : فلا تحتاج إلى شئ وهى ضربان عامة وخاصة فالعامة هى التى لم يتقدمها اسم تكون هى وعاملها صفه له فى المعنى نحو قوله تعالى : "إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ" (٥) فما فاعل. نعم معناها الشئ وهى ضمير الصدقات على تقدير مضاف محذوف دل عليه تبدوا وهو المخصوص بالمدح : أى فنعم الشئ ابداؤها ، والخاصة هى التى يتقدمها اسم تكون هى وعاملها صفة له فى المعنى وتقدر من لفظ ذلك الاسم المتقدم نحو غسلته غسلا نعما ، ودققته دفا نعما ، : أى نعم الغسل ، ونعم الدق.

__________________

(١) سورة التوبة آية ١١٢.

(٢) سورة التحريم آية ٥.

(٣) سورة الحاقة آية ٧.

(٤) فى عبارة سهو ظاهر تأدب ازاء العلماء فلم يقل إنه أخطأ أو غير ذلك من العبارات التى تسئ وإنما قال : «سهو ظاهر» ثم أتى بالتعليل ومثل هذا الخلق ثمرة لمدارسة هؤلاء العلماء للغة القرأن وتأدب بأخلاق الإسلام.

(٥) سورة البقرة آية ٢٧١.

١٤٣

* (و) : الثانى

(معرفة ناقصة وهى الموصولة) : تحتاج إلى صلة وعائد نحو قوله تعالى : "قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ" (١) فما موصول اسمى فى محل رفع على الابتداء وعند الله : صلته ، وخير : خبره. أى الذى عند الله خير

(و) : والثالث

(شرطية) : زمانية وغير زمانيه فالأولى :

(نحو) : قوله تعالى :

(فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ)(٢) : أى فاستقيموا لهم مدة استقامتهم لكم والثانية

(نحو) : قوله تعالى :

(وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ (٣) و) : الرابع

(استفهامية نحو) : قوله تعالى :

(وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى)(٤) ويجب فى ما الاستفهامية حذف ألفها إذا كانت

مجرورة بحرف نحو) : قوله تعالى :

(عَمَّ يَتَساءَلُونَ) (٥) (فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ)(٦) : الأصل عما وبما

(فحذفت الألف) : فرقا بين الاستفهامية والخبرية (٧)

(وسمع إثباتها) : قليلا

(على الأصل) : نثرا أو شعرا فالنثر ، كقراءة عيسى وعكرمة : "عما يتساءلون" بإثبات الألف والشعر كقول ، حسان رضى الله عنه :

__________________

(١) سورة الجمعة آية ١١.

(٢) سورة التوبة آية ٧.

(٣) سورة البقرة ١٩٧.

(٤) سورة طه آية ١٧.

(٥) سورة النبأ آية ١.

(٦) سورة النمل آية ٣٥.

(٧) حذف الألف هنا مبعثة دقة ملاحظة فى كيفية النطق وذلك لأن أسلوب الاستفهام يتطلب الضغط والتركيز) Stress (على بداية الجملة مما يتطلب معه عدم وجود الألف المد ومن هنا جاء التعليل علميا دقيقا ـ وأما الذين قالوا بوجودها وعزوها إلى إحدى اللهجات فتلك دقة منهم كذلك وذلك لاننا نرى اللهجات تختلف فعند الاستفهام بمن أو كم فى الفصحى نجد الضغط على الأداتين أما فى اللهجة المصرية فإننا نجد مدا بهاتين الأداتين وكأننا تقول : مين؟ ـ كام؟. غير أن الواجب الالتزام بالفصحى والتقعيد خاص بها.

١٤٤

على ما قام يشتمنى لئيم

 ... كخنزير تمرغ فى دمان

والدمان : كالرماد ، وزنا ومعنى إلا أن حذف الألف هو الأجود وأثباتها لا يكاد يوجد

(ولهذا) : أى ولأجل أن ما الاستفهامية يحذف ألفها إذا جرت

(رد الكسائى على المفسرين قولهم فى) : قوله تعالى

(بِما غَفَرَ لِي رَبِّي)(١) أنها استفهامية) : وجه الرد أن نفى اللازم يستلزم نفى الملزوم وتكون ما الاستفهامية مدخول حرف الجر ملزوم لحذف الألف وحذف الألف لازم فإذا ثبت الألف فقدا انتفى اللازم وإذا انتفى اللازم وهو حذف الألف فقد انتفى الملزوم وهو كون ما استفهامية ، وإذا انتفى كون ما استفهامية ثبت نقيضه وهو كونها غير استفهامية. وجوابه يؤخذ مما تقدم قال. فى الكشاف ويحتمل أن تكون ما استفهامية أعنى بأى شئ غفر لى ربى؟ فطرح الألف أجود وإن كان إثباتها جائزا يقال قد علمت بما صنعت هذا وبم صنعت أهو على وجوب حذف الألف إنما جاز إثبات الألف فى لماذا فعلت؟ لأن ألفها صارت حشوا بالتركيب مع ذا وصيرورتهما كالكلمة الواحدة فأشبهت ما الاستفهامية فى حال تركيبها مع ذا الموصولة فى وقوع ألفها حشوا لصيرورة الموصول مع صلته كالشئ الواحد(٢)

(و) : الخامس

(نكرة تامة) : غير محتاجة إلى صفة

(وذلك) : واقع

(فى ثلاثة مواضع) : فى كل منها خلاف يذكر ، أحدها

(الواقعة فى باب نعم وبئس إذا وقع بعدها اسم او فعل) : فالأول

(نحو) : قوله تعالى :

(فَنِعِمَّا هِيَ) والثانى) (٣) : كقوله :

(نعم ما صنعت) : فما فى المثالين نكرة تامة منصوبة المحل على التمييز للضمير المستتر فى نعم المرفوع على الفاعلية والمخصوص بالمدح فى المثال الأول مذكور

__________________

(١) سورة يونس آية ٢٧.

(٢) إنما هى ملاحظة على الأداء وطريقة التعبير وكيفية النطق وهنا تبدو أهمية الدراسة الصوتيه فى المباحث النحوية وننظر إلى مثل هذه المباحث اليوم على أنها من أحدث الدراسات علما بأنها مباحث قام بها علماؤنا من قديم.

(٣) سورة البقرة آية ٢٧١.

١٤٥

أى نعم شيئا هى وفى المثال الثانى محذوف والفعل والفاعل صفته

(أى نعم شيئا شئ صنعته) : والخلاف فى الأولى على ثلاثة أقوال وفى الثانية عشرة أقوال تركتها خوف الإطالة

(والموضع) :

(الثانى) : من المواضع الثلاثة

(قولهم) : إذا أرادوا المبالغة فى الإكثار من فعل

(أنى مما أن أفعل) : فخبران محذوف ومن متعلقة به وما نكرة تامة بمعنى

(أمر) : وأن وصلتها فى موضع جر يدل من ما

(أى أنى مخلوق من أمر) : وذلك الأمر

(هو فعل كذا وكذا) : وزعم السيرافى وابن خروف وتبعهما ابن مالك ونقله عن سيبويه أن ما معرفة تامة بمعنى الأمر وأن وصلتها مبتدأ والظرف خبره والجملة خبر أن أى أنى من الأمر فعلى كذا وكذا والأول أظهر

(وذلك) : لأنه

(على سبيل المبالغة مثل : "خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ" (١)) : جعل الإنسان لمبالغته فى العجلة كأنه مخلوق منها ويؤيده أن بعده فلا تستعجلون وقيل العجل الطين بلغة حمير ورده المصنف فى شرح بانت سعاد بأن ذلك لم يثبت عند علماء اللغة (٢)

(و) : الموضع

(الثالث) : وهو آخرها

(التعجب نحو ما أحسن زيدا) : فما نكره تامة مبتدأ وما بعده خبرها أى شئ حسّن زيدا ، وهذا القول هو قول سيبويه وجوز الأخفش أن تكون موصولة وأن تكون نكرة ناقصة وما بعدها صلة أو صفة والخبر محذوف وجوبا مقدر بعظيم ونحوه وذهب الفراء وابن درستويه إلى أنها استفهامية وما بعدها خبرها

(و) : السادس

(نكرة موصوفة) : بصفة

__________________

(١) سورة الانبياء آية ٣٧.

(٢) جمع اللغات من القبائل المختلفة والاستعانة بها فى الدراسة النحوية ظاهرة قديمة تعرض لها علماء العربية وفى هذا ما يؤكد دقة منهجهم.

١٤٦

(كقولهم) : أى العرب : مررت بما معجب لك) : أى بشئ معجب لك

(ومنه) : أى من وقوع ما نكرة موصوفة فى قول قال به الأخفش والزجاج والزمخشرى

(نعم ما صنعت) : فما نكره ناقصة فاعل نعم وما بعدها صفتها

(أى نعم شئ) : صنعته

(ومنه أيضا : ما أحسن زيدا) : عند الأخفش فى أحد احتمالية

(أى شئ موصوف بأنه حسن زيدا) : فحذف الخبر وهو عظيم تقدم عنه

(و) : السابع

(نكرة موصوفة بها) : نكرة قبلها إما للتحقير أو التعظيم أو للتنويع فالأول (نحو قوله تعالى : "مَثَلاً ما بَعُوضَةً" (١) و) : الثانى

(نحو قولهم) : أى العرب كالزباء

(لأمر ما جدع قصير أنفه فما فيهما نكرة موصوف بها مثلا) : فى الأول وأمر فى الثانى مؤولة بالمشتق

(أى مثلا بالغافى الحقارة) : بعوضه

(ولأمر عظيم جدع قصير أنفه) : وقصير اسم رجل وهو قصير بن سعد اللخمى صاحب جذيمة الأبرش وقصته مشهورة مع الزباء لما احتال على قتلها

(و) : الثالث

(نحو) : قوله :

(ضربته ضربا ما) : أى نوعا من الضرب من أى نوع كان

(وقيل إن ما) : فى هذه المواضع الثلاثة حرف

(لا موضع لها) : زائدة منبهة على وصف لائق بالمحل وهو أولى لأن زيادتها عوضا عن محذوف ثابت فى كلامهم قاله ابن مالك فى شرح التسهيل

(و) : الضرب الثانى

(حرفية وأوجهها خمسة) : الأول

(نافية فتعمل فى دخولها على الجمل الاسمية عمل ليس) : فترفع الاسم وتنصب الخبر

(فى لغة الحجازيين نحو) : قوله تعالى

__________________

(١) سورة البقرة آية ٢٦.

١٤٧

(ما هذا بَشَراً)(١) : "ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ" (٢)

(والثانى مصدرية غير ظرفيه نحو) : قوله تعالى :

(بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ)(٣) : فتسبك ما مع صلتها بمصدر

(أى بنسيانهم اياه) : أى يوم الحساب

(و) : الثالث

(مصدرية ظرفيه) : زمانية

(نحو) : قوله تعالى :

(ما دُمْتُ حَيًّا)(٤) : فتنوب عن المدة وتؤول بمصدر أى مدة دوامى حيا ولا تقع ظرفية غير مصدرية نحو قوله تعالى : "كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ" (٥) فالزمان المقدر هنا مجرور ؛ أى : كل وقت والمجرور لا يسمى ظرفا اصطلاحا (٦)

(و) : الرابع

(كافة عن العمل وهى فى ذلك على ثلاثة أقسام) : الأول

(كافة عن عمل الرفع) : فى الفاعل

(كقولة) : وهو المرار يخاطب امرأة.

(صددت فأطولت الصدود وقلما

 ... وصال على طول الصدود يدوم)

فقل فعل ماض) : معتل الفاء

(وما كافة له عن طلب الفاعل وأما وصال فهو فاعل بفعل محذوف) :

وجوبا

(يفسره الفعل المذكور وهو يدوم) : والتقدير قلما يدوم وصال يدوم على حد : "إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ" (٧)

(ولا يكون وصال مبتدأ) : وخبره يدوم

__________________

(١) سورة يوسف آية ٣١.

(٢) سورة المجادلة آية ٢.

(٣) سورة ص آية ٢٦.

(٤) سورة مريم آية ٣١.

(٥) سورة البقرة آية ٢٠.

(٦) المجرور لا يسمى ظرفا اصطلاحا عبارة دقيقة تتفق مع مبادئ المنهج الشكلى فبمادئ المنهج متسقة بينها ترابط.

(٧) سورة النساء آية ١٧٦.

١٤٨

(لأن الفعل المكفوف عن طلب الفاعل لا يدخل إلا على الجمل الفعلية): (١) لأنه أجرى مجرى حرف النفى فقولك قلما يقول زيد بمعنى ما يقول زيد قال ابن مالك فى شرح التسهيل : فإن قلت أين فاعل قلما ، قلت لا فاعل له فإن قلت الفعل لا بد له من فاعل قلت أقول بموجبه ولكن فى غير الفعل المكفوف. فإن قلت : هل لذاك نظير؟ قلت نعم. الفعل المؤكد كقوله :

أتاك أتاك اللاحقون ...

فاللاحقون فاعل للأول ولا فاعل للثانى قاله المصنف فى التوضيح (٢)

[قلّ ـ وطال ـ وكثر]

(ولم يكف ما من الأفعال) : عن عمل الرفع

(إلا) : ثلاثة

(قل وطال وكثر) : ولا تدخل هذه الأفعال المكفوفة بما إلا على فعلية صرح بفعلها فالأول نحو : قلما يبرح اللبيب ،

والثانى يا ابن الزبير طالما عصيكا ،

والثالث : كثر ما فعلت كذا

(و) : القسم الثانى (٣)

(كافة عن عمل النصب والرفع وذلك مع أن وأخواتها نحو) : قوله تعالى : (إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ (٤) و) : القسم الثالث

(كافة عن عمل الجر) : ومهيئة للدخول على الجملة الفعلية فالمهيئة

(نحو) : قوله تعالى

(رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ (٥) و) : الكافة عن عمل الجر

__________________

(١) تطبيق مبادئ المنهج الوصفى الشكلى فى دقة تجعل دراسة النحو العربى يتفرد بين أنحاء اللغات وتوجب على المحدثين الاستفادة من هذه المباحث فى تقديم النحو العربى فى صورة نافعة فى ثوب محدث.

(٢) دراسة وصفية استقصائية لا علاقة لها بالتمحكات العقلية وانما تمثل الفهم التام لما عليه العربية والإحاطة الكامله بها منهج الاعتراض (الفنقله) بهدف تقليب الأمر على كل وجوهه.

(٢) دراسة وصفية استقصائية لا علاقة لها بالتمحكات العقلية وانما تمثل الفهم التام لما عليه العربية والإحاطة الكامله بها منهج الاعتراض (الفنقله) بهدف تقليب الأمر على كل وجوهه.

(٣) سورة النساء آية ١٧.

(٤) سورة الحجر آية ٢.

١٤٩

(نحو قوله) : وهو الشمردل أخ ماجد :

لم يخزنى يوم مشهد

 ... (كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه) :

برفع سيف على الابتداء والخبر.

(واختلف فى لفظ ما التالية) : للفظ

(بعد كقوله) : وهو المرار يخاطب نفسه :

(أعلاقة أم الوليد بعد ما):

 ... أفنان رأسك كالثغام المخلس

على قولين

(فقيل كافة لبعده عن الإضافة) : إلى أفنان

(وقيل مصدرية) : عند من يجوز وصلها بالجملة الاسمية.

والعلاقة بفتح العين المهملة : علاقة الحب ، والوليد : تصغير الولد : وهو الصبى ، والأفنان : جمع فنن : وهو الغصن مبتدأ ، وكالثغام بفتح المثلثة وبالغين المعجمة : جمع ثغامة خبره وهو نبت فى الجبل يبيض إذا يبس ، شبه به الشيب والمخلس بالخاء المعجمة والسين المهملة : اسم فاعل من أخلس النبات إذا اختلط رطبه ويابسه واختلس رأسه إذا خالط سواده البياض

(و) : الوجه

(الخامس زائدة وتسمى هى وغيرها من الحروف الزوائد صلة وتأكيدا) :

فى اصطلاح المعربين فرارا من أن يتبادر إلى الذهن أن الزائد لا معنى له والحامل على هذه التسمية خصوص المقام القرآنى والتعميم لطرد الباب وقطع المادة

(نحو : "فَبِما رَحْمَةٍ" (١)) : من الله لنت لهم

(عَمَّا قَلِيلٍ)(٢) : ليصبحن نادمين

(أى فبرحمه وعن قليل) : وما صلة مؤكدة

__________________

(١) سورة آل عمران آية ١٥٩.

(٢) سورة المؤمنون آية ٤٠.

١٥٠

(الباب الرابع فى الإشارات إلى عبارات محررة) (١)

أى مهذبة منقحة

(مستوفاة) : للمقصود

(موجزة) : من الإيجاز وهو تجريد المعنى من غير رعاية للفظ الأصل بلفظ يسير ولم يقل مختصرة لأن الاختصار تجريد اللفظ اليسير من اللفظ الكثير مع بقاء المعنى وليس مرادا هنا

(وينبغى) : لك أيها المعرب

(أن تقول فى نحو : ضرب) : بضم أوله وكسر ما قبل آخره

(من قولك ضرب زيد ضرب فعل ماض) : لتبين نوع الفعل

(لم يسم فاعله) : لتبين أنه لم يبق على صيغته الأصلية

(أو) : تقول

(فعل ماض مبنى للمفعول) : لوجازة هاتين العبارتين (٢)

(ولا تقل) : مع قولك فعل ماض

(مبنى لما) : أى شئ

(لم يسم فاعله لما فيه) : أى لما فى هذا التعبير بمعنى العبارة

(من التطويل والخفاء) : أما التطويل فلأن هذه العبارة سبع كلمات والعبارتان السابقتان دون ذلك وأما الخفاء فلإبهام ما وقعت عليه ما المجرورة باللام وفى كلتا العبارتين السابقتين نظر. أما الأولى : فلأنها تصدق على الفعل الذى لا فاعل له نحو قلما : فإنه فعل ماض لم يسم فاعله مع أنه ليس مرادا ، وأما الثانية فلأن المفعول حيث أطلق انصرف إلى المفعول به لأنه أكثر المفاعيل دورانا فى الكلام كما قاله المصنف فى المغنى (٢) فلا يشمل المسند إلى المجرور والظرف والمصدر

(و) : ينبغى لك أن تقول

__________________

(١) يتحدث فى هذا الباب عن عبارات محررة ـ ومقصوده بهذا المصطلح ـ تصحيح بعض عبارات جارية على ألسن المشتغلين بهذه الصناعة ويبين الخطأ فى المصطلح المستعمل ويضع البديل ويبين لما كان اختياره.

(٢) عبارة المصنف هنا تعنى ابن هشام صاحب الكتاب المشروح وهو كما لا يخفى صاحب المغنى ومن الواضح أن الشيخ خالد الأزهرى يرجع كثيرا إلى المغنى وهو مستفيد منه ومتأثر به.

١٥١

(فى نحو زيد) : المسند إليه الفعل المبنى للمفعول

(نائب عن الفاعل) : لجلائه ووجازته

(ولا تقل مفعول لما لم يسم فاعله لخفائه وطوله كما يؤخذ مما تقدم

(وصدقه) : بالجر أى ولصدق هذا القول

(على) : المفعول الثانى

(مثل درهما من نحو : أعطى زيد درهما) : فيصدق على درهما فى هذا المثال أنه مفعول ما لم يسم فاعله مع أنه ليس مرادا ومن ثم سماه المتقدمون خبرا لما لم يسم فاعله

(و) : ينبغى لك أن تقول

(فى قد) : قد :

(حرف لتقليل زمن الماضى) : وتقريبه من الحال

(و) : تقليل حدث

(المضارع ولتحقيق حدثيهما) : وتقدمت أمثلة ذلك فى بحث قد (١)

(و) : ينبغى لك أن تقول

(فى لن) : فى نحو : لن أقوم

(حرف نفى ونصب واستقبال) : ولا تقتضى تأكيد النفى خلافا للزمخشرى فى كشافه ولا تأبيده خلافا له فى أنموذجه فلن أقوم يحتمل أنك تريد أنك لا تقوم أبدا وأنك لا تقوم فى بعض أزمنة المستقبل على الأصح (٢)

(و) : ينبغى لك أن تقول

(فى لم) : من نحو : لم يقم ، لم :

(حرف جزم ونفى للمضارع وقلبه ماضيا و) : أن تقول

(فى أما المفتوحة) : الهمزة

(المشددة) : الميم من نحو : "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ" (٣) الآية ؛ أما :

(حرف شرط وتفصيل وتوكيد) : ومن نحو أما زيد فمنطلق ، أما : حرف شرط وتوكيد بدون تفصيل

(و) : أن تقول

__________________

(١) الجزئيات التى عولجت فى كل باب من أبواب الكتاب تعد كل واحدة منها مبحثا فى ذاتها فما جاء حول قد اعتبره مبحثا ـ وكل جزئية هى مبحث قائم يعطى مادة ومنهجا.

(٢) جاءت هذه الأقوال مفصله فى كتابه شرح العوامل المائة موضوع (لن) ـ تحقيقنا ـ ونشر دار المعارف.

(٣) سورة الضحى آية ٩.

١٥٢

(فى أن المفتوحة الهمزة الساكنة النون) : من نحو أن تقوم أن (١)

(حرف مصدرى ينصب المضارع) : ويخلصه للاستقبال وتقول فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة

(و) : أن تقول

(فى الفاء التى بعد الشرط) : من نحو : "وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (٢)

(الفاء رابطة لجواب الشرط) : بالشرط

(ولا تقول جواب الشرط كما يقولون) : كالحوفى وغيره

(لأن الجواب) : فى الحقيقة إنما هو

(الجملة بأسرها) : يعنى الفاء ومدخولها

(لا الفاء وحدها) : وفيه تجوز لأن الفاء لا مدخل لها فى الجواب وإنما جئ بها لربط الجواب بالشرط كما قال قبل التعليل والجواب عند القائلين بأن الفاء جواب الشرط أنه على حذف مضاف والتقدير حذف جواب الشرط أولا حذف فيكون مجازا علاقته المجاورة من إطلاق أحد المتجاورين وهو الجواب على مجاوره وهو الفاء (٣)

(و) : أن تقول

(فى نحو : زيد بالجر من) : نحو :

(جلست أمام زيد مخفوض بالإضافة) : أى بإضافة أمام إليه أو بالمضاف

(ولا يقال مخفوض بالظرف) : وهو أمام

(لأن المقتضى للخفض إنما هو الإضافة أو المضاف لا كون المضاف ظرفا بخصوصه بدليل) : أن المضاف قد يأتى غير ظرف كأن يكون اسم ذات أو اسم معنى نحو

(غلام زيد وإكرام عمرو) :

وفى بعض النسخ (٤) إنما هو بالمضاف من حيث إنه مضاف وهو متعين لأن الأصح أن

__________________

(١) انظر السابق.

(٢) سورة الأنعام آية ١٧.

(٣) فى هذه العبارة توضيح وذلك لأنه قد أبدى مثل هذا الاعتراض فى مقدمة كتابه تمرين الطلاب فى صناعة الأعراب. انظرنا تحقيقنا لهذا الكتاب.

(٤) لأن كتب ابن هاشم درسها الطلاب فقد وجدت منها نسخ متعددة ووجدت فى بعض النسخ عبارات مخالفة لبعض النسخ ولأن الذين أملوا هذه النسخ أو كتبوها لهم آراؤهم فى هذا التخصص وجدنا هذه العبارة وهى (وفى بعض النسخ) ترد كثيرا وهذا منهج أصيل فى التحقيق ويظن بعضنا أنه من عمل المحدثين وهو فى الحقيقة موجود من قديم فى تراثنا واستفادة المحدثون من علمانيا.

١٥٣

العامل فى المضاف إليه إنما هو المضاف لا الإضافة

(و) : ينبغى أن تقول

(فى الفاء) : من نحو : "إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ" (١) الفاء

(فاء السببية ولا تقل فاء العطف لأنه لا يجوز) : على رأى أو لا يحسن على آخر

(عطف الطلب) : وهو قسم من الإنشاء

(على الخبر) : المقابل للإنشاء فلو جعلنا الفاء عاطفة (صل) على (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) لزم عطف الإنشاء على الخبر

(ولا العكس) : أى عطف الخبر على الإنشاء وهى مسألة خلاف منع من ذلك البيانيون لما بينهما من التنافى وعدم التناسب وأجازه الصفار قال المرادى فى شرح التسهيل : أجاز سيبويه التخالف فى تعاطف الجملتين بالخبر والاستفهام فأجاز هذا زيد ومن عمرو اه (٢)

(و) : أن تقول

(فى الواو العاطفة) : من نحو جاء زيد وعمرو الواو :

(حرف عطف لمجرد الجمع) : بين المتعاطفين قال المصنف فى المغنى ولا تقل للجمع المطلق لأنها لا تكون للجمع المقيد نحو جاء زيد وعمرو قبله أو بعده أو معه

(و) : أن تقول

(فى نحو حتى) : من نحو قد قدم الحجاج حتى المشاة ، حتى :

(حرف عطف للجمع والغاية والتدريج و) : أن تقول :

(فى ثم) : من نحو قام زيد ثم عمرو ، ثم :

(حرف عطف للترتيب) : بين المتعاطفين

__________________

(١) سورة الكوثر آية ١ ، ٢.

(٣) الفيصل فى ذلك الاستعمال اللغوى والمادة المجموعة أما استخدام المنطق العقلى إزاء بعض الظواهر اللغوية فقد لا يقره الاستعمال ومعلوم أن لكل لغة منطقها الخاص بها الذى قد لا يتفق مع منطق غيرها من اللغات فى نفس الظاهرة ولا مع المنطق العقلى انظر باب : (المنطق واللغة) فى كتابنا مقدمة فى علوم اللغة نشر دار المعارف له أكثر من طبعه.

١٥٤

(مع مهلة) : فى الزمان

(و) : أن تقول

(فى الفاء) : من نحو قام زيد فعمرو الفاء

(حرف عطف للترتيب والتعقيب) : وتعقيب كل شئ بحسبه تقول تزوج فلان فولد له إذا لم يكن بينهما إلّا مدة الحمل

(وإذا اختصرت فيهن) : أى فى أحرف العطف الأربعة وما عطفت عليه

(فقل عاطف ومعطوف) : على طريق اللف والنشر على الترتيب الأول للأول والثانى للثانى

(كما تقول فى نحو بسم الله جار ومجرور كذلك) : تقول

(فى نحو : "لن نبرح" "ولن نفعل" ناصب ومنصوب) : وفى نحو لم يقم جازم ومجزوم

(و) : أن تقول

(فى إن المكسورة) : الهمزة

(المشددة) : النون

(حرف توكيد ينصب الاسم) : اتفاقا

(ويرفع الخبر) : على الأصح

(و) : تزيد على ذلك

(فى أن المفتوحة) : الهمزة المشددة النون مصدرية فتقول

(أن حرف توكيد مصدرى ينصب الاسم) : اتفاقا

(ويرفع الخبر) : على الأصح وتقول فى كأن حرف تشبيه ينصب الاسم ويرفع الخبر وفى لكن حرف استدراك ينصب الاسم ويرفع الخبر وفى لعل حرف ترج بنصب الاسم ويرفع الخبر وفى ليت حرف تمن ينصب الاسم ويرفع الخبر

(واعلم أنه يعاب على الناشئ فى صناعة) : بكسر الصاد وهى العلم الحاصل من التمرن فى العمل (١)

(الإعراب) : بكسرة الهمزة وتقدم بيانه

__________________

(١) يقدم نصانح يجب على الدارسين فى أيامنا أن يتنبهوا لها.

١٥٥

(أن يذكر فعلا) : من الأفعال الثلاثة

(ولا يبحث عن فاعله إن كان له فاعل) : ولو قال أن يذكر عاملا ولا يبحث عن معموله لكان أشمل ليدخل فى العامل جميع الأفعال وأسمائها والمصادر وأسمائها والصفات وما فى معناها ويدخل فى المعمول الفاعل ونائبه واسم كان وأخواتها وخبر إن وأخواتها وما أشبه ذلك

(أو) : يذكر

(مبتدأ) : فى الأصل أو فى الحال

(ولا يبحث عن خبره) : أهو مذكور أو محذوف

(وجوبا أم جوازا) : أو يذكر

(ظرفا أو مجرورا) : لهما متعلق

(ولا ينبه على متعلقة) : أهو فعل أو شبهه وتقدم أن المجرور بحرف زائد لا يتعلق بشئ فلا متعلق له (١)

(أو) : يذكر

(جملة) : فعلية أو اسمية.

(ولا يذكر أن لها محلا من الإعراب أم لا) : وهل المحل رفع أو نصب أو خفض أو جزم

(أو) : يذكر

(موصولا) : اسميا (٢)

(ولا يبين صلته وعائده ومما يعاب على الناشئ فى صناعة الإعراب أن يقتصر فى إعراب الاسم المبهم من قولك قام ذا أو قام الذى على أن يقول) : فى الأول

(ذا اسم إشارة) : أو

(يقول فى) : الثانى

(الذى اسم موصول فإن ذلك لا يبنى عليه إعراب) : من رفع أو غيره

__________________

(١) سبق أن أوضح هذه المبادئ ولكنه ينبه لها هنا لأهميتها.

(٢) كلها وصايا هامة على المهتم بالإعراب ألا تغيب عن باله.

١٥٦

(فالصواب أن يقال) : فى ذا والذى فى المثالين

(فاعل محله رفع) : وهو اسم إشارة أو فاعل وهو اسم موصول وهل المحل للموصول دون صلته أو لهما صحح فى المغنى الأول وقد أورد المصنف سؤالا على ما قرره وأجاب عنه فقال

(فإن قلت لا فائدة) : فى قوله

(وفى ذا إنه اسم إشارة) : بعد قوله إنه فاعل لأن الغرض بيان الإعراب وكونه اسم إشارة لا ينبنى عليه إعراب

(بخلاف قولك فى الذى) : مع بيان محله من الإعراب

(إنه اسم موصول فإن فيه) : فائدة

و (تنبيها على ما يفتقر الموصول إليه من الصلة والعائد ليطلبهما المعرب وليعلم أن جملة الصلة لا محل لها قلت بل فيه) : أى فى قوله اسم إشارة

(فائدة وهى التنبيه على أن ما يلحقه من الكاف حرف خطاب) : وإكانت متصرفة تصرف الأسماء

(لا أنها اسم مضاف إليه وليهتدى إلى أن الاسم) : المقرون بأل

(الذى يقع بعده) : أى بعد اسم الإشارة

(من نحو قولك جاءنى هذا الرجل نعت) : عند ابن الحاجب (١)

(أو عطف بيان) : عند ابن مالك (٢)

(على الخلاف) : المذكور

(فى المعرف بأل الواقع بعد اسم الإشارة والواقع بعد أيها) : فى نحو :

يا أيها الرجل فذهب بعضهم إلى أنه نعت أيها وبعضهم إلى أنه عطف بيان عليها وقيل بدل منها

(ومما لا يبنى عليه إعراب أن تقول فى غلام من نحو : غلام زيد مضاف مقتصرا عليه فإن المضاف ليس له إعراب مستقر كما فى الفاعل) : فإن له إعرابا مستقرا وهو الرفع لفظا أو محلا

__________________

(١) على الرغم من أنه يتحدث مع الناشئ فى علم النحو وفى صناعة الإعراب إلا أنه يذكر آراء مختلفة لعلماء راسخين فى هذا المجال مما يؤكد أننا بعدنا عما كان عليه السلف كثيرا وأن علينا أن نحاول الاقتراب مما ينبغى أن يكون.

(١) على الرغم من أنه يتحدث مع الناشئ فى علم النحو وفى صناعة الإعراب إلا أنه يذكر آراء مختلفة لعلماء راسخين فى هذا المجال مما يؤكد أننا بعدنا عما كان عليه السلف كثيرا وأن علينا أن نحاول الاقتراب مما ينبغى أن يكون.

١٥٧

(ونحوه) : أى الفاعل مما له إعراب مستقر كالمفعول فإن له إعرابا مستقرا وهو النصب بخلاف المضاف فإنه ليس له إعراب مستقر

(وإنما إعرابه بحسب ما يدخل عليه) : مما يقتضى رفعه أو نصبه أو خفضه

(فالصواب أن يبين) : مواقع إعرابه

(فيقول فاعل أو مفعول أو نحو ذلك) : من العمد والفضلات

(بخلاف المضاف إليه فإن له إعرابا مستقرا وهو الجر بالمضاف فإذا قيل مضاف إليه علم أنه مجرور) : لفظا أو محلا وينبغى للمعرب أن لا يعبر عما هو موضوع على حرف واحد بلفظه فيقول فى الضمير المتصل بالفعل من نحو ضربت : ت فاعل إذ لا يكون اسم هكذا فالصواب أن يعبر عنه باسمه الخاص أو المشترك فيقول التاء أو الضمير فاعل ، أما ما صار بالحذف على حرف واحد فلا بأس بذلك فنقول فى : م :

مبتدأ حذف خبره لأنه بعض أيمن وفى ق من نحو قولك ق نفسك فعل أمر لأنه من الوقاية فإن كان موضوعا على حرفين ينطق به فتقول : من : اسم الاستفهام وما أشبه ذلك ولا يحسن أن يعبر عن الكلمة بحروف هجائها فلا تقول الميم والنون اسم استفهام ولذلك كان قولهم أل فى أداة التعريف أقيس من قولهم الألف واللام

(وينبغى أن يجتنب المعرب أن يقول فى حرف من كتاب الله تعالى زائد) : تعظيما له واحتراما

(لأنه يسبق إلى الأذهان أن الزائد هو الذى لا معنى له أصلا وكلامه تعالى منزه عن ذلك) : لأنه ما من حرف إلّا وله معنى صحيح

(ومن فهم خلاف ذلك فقد وهم وقد وقع هذا الوهم) : بفتح الهاء مصدر وهم بكسرها إذا غلط

(للإمام فخر الدين الرازى) : خطيب الرى قال الكافيجى (١) فإن قلت من أين

__________________

(١) قام الإمام الكافيجى بشرح كتاب الإعراب عن قواعد الإعراب لابن هشام قبل شرح الشيخ خالد له ـ ومن هنا فإنه يذكر ما سبق أن ذكره الكافيجى فى هذا الصدد والكافيجى هو محمد بن سليمان الرومى المتوفى سنة ٨٧٩ ه‍ وقد استقر فى القاهرة ودرّس فى المدرسة الشيخونية وغيرها وكان صاحب فلسفة ومنطق بجانب براعته فى النحو وشرحه على قواعد الإعراب لابن هشام هذا من أجل أعماله وبعد الكافيجى من شيوخ الشيخ خالد الأزهرى انظر فى ترجمة الكافيجى : الضوء اللامع ج ٧ رقم ٦٥٥ وشذرات الذهب ٧ / ٣٢٦.

ومما جاء عنه فى بغية الوعاء ١ / من ص ١١٧ / ١١٩ أنه ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة وأنه ـ ـ ـ ـ

١٥٨

علم المصنف أن هذا الوهم وقع للإمام فخر الدين الرازى قلت من أمرين : الأول أنه نقل إجماع الأشاعرة على عدم وقوع المهمل فى كتاب الله تعالى وهو عين الإجماع على عدم وقوع الزائد فيه إذ الزائد بهذا المعنى هو عين المهمل فلو لم يقع له هذا الوهم لما احتاج إلى التعرض لهذا الإجماع ، والثانى أنه حمل ما فى قوله تعالى : "فَبِما رَحْمَةٍ" (١) على أنها استفهامية بمعنى التعجب كقوله تعالى : "ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ" (٢) فأشار المصنف إلى الأول بقوله

(فقال الفخر الرازى المحققون من المتكلمين) : وهم الأشاعرة (٣) على أن المهمل لا يقع فى كلام الله تعالى) : لترفعه عن ذلك وأشار إلى الثانى بقوله

(وأما ما فى قوله تعالى (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ) فيمكن أن تكون استفهامية للتعجب والتقدير فبأى رحمة من الله) : يعنى لا زائدة انتهى كلام الفخر الرازى (٤) ، والظاهر أن هذا الوهم لا يقع لواحد من العلماء فضلا عن أن يقع لمثل هذا الإمام وإنما أنكر إطلاق القول بالزائد إجلالا لكلام الله تعالى وللملازمة لباب الأدب كما هو اللائق بحاله وأما حمل ما فى قوله تعالى : "فَبِما رَحْمَةٍ" على أن تكون استفهامية بمعنى التعجب على سبيل الجواز والإمكان الذى قاله المعربون وعبارة بعضهم قيل ما زائدة للتوكيد وقيل نكرة موصوفة برحمة وقيل غير موصوفة ورحمة بدل منها فهو بمعزل عن الدلالة على وقوع الوهم منه بمراحل أه كلام الكافيجى (٥)

__________________

ـ تولى المشيخة بتربة الأشراف وتولى مشيخة الشيخونية ويذكر السيوطى أن تصانيفه فى العلوم العقلية لا تحصى ويقول أنه سأله أن يسمى له جميعها ليكتبها فى ترجمته فقال لا أقدر على ذلك ـ ويقول عنه إنه كان كثير التعبد كثير الصدقة والبذل كثير الاحتمال لأعدائه صبورا على الأذى واسع العلم وقال أنه لزمه أربع عشرة سنة وأنه فى كل مرة كان يلقاه كان يسمع منه من التحقيقات والعجائب ما لم يسمعه منه من قبل ويقول إنه قال له يوما أعرب زيد قائم ثم أخبره أن له فى زيد قائم مائة وثلاثة عشر بحثا. فقال له السيوطى لا أقوم من هذا المجلس حتى استفيدها ثم يذكر أنه كان يعده والدا لكثرة ماله عليه من الشفقة والإفادة وأنه كان بينه وبين والدة صداقة تامة وأن والده كان منصفا له وهذه الشهادة من السيوطى للكافيجى تبين مكانة الشيخ خالد وأمانته.

(١) سورة آل عمران آية ١٥٩.

(٢) سورة النمل آية ٢٠.

(٣ و ٤ و ٥) يعرض لقضية هامة خاصة بالجانب التركيبى للغة ويبين موقف بعض الفرق من هذه القضية وهم الأشاعرة ويعرض رأى الفخر الرازى وهو من هو فى صلاحه وتقواه وهكذا موقف الكافيجى وهو عالم منصف.

١٥٩

ولما فرغ المضنف من نقل كلام الرازى وتوجيهه وأراد إبطاله وبيان تعريف الزائد قال (والزائد عند النحويين هو الذى لم يؤت به إلا لمجرد التقوية والتوكيد) :

لأن الزائد عندهم هو المهمل كما توهمه الإمام الرازى وأنت قد علمت أن الإمام برئ من ذلك (١)

(والتوجيه المذكور) : للإمام الرازى

(فى الآية باطل لأمرين) : أحدهما

(أن ما الاستفهامية إذا خفضت وجب حذف ألفها) : فرقا بين الاستفهام والخبر

(نحو عَمَّ يَتَساءَلُونَ)(٢) : وما فى الآية ثابتة الألف ولو كانت استفهامية لحذف ألفها لدخول حرف الخفض عليها ، وأجيب بأن حذف ألف ما الاستفهامية إذا دخل عليها الخافض أكثرى لا دائمى فيجوز إثباتها للتنبيه على إبقاء الشئ على أصله وعورض بأن إثبات الألف لغة شاذة لا يحسن تخريج التنزيل عليها (٣)

(و) : الأمر الثانى

(أن خفض رحمة حينئذ) : أى حين إذ قال إن ما استفهامية

(يشكل) : على القواعد

(لأنه) : أى خفض رحمة

(لا يكون بإضافة) : إذ ليس فى أسماء الاستفهام ما يضاف إلا أى عند النحاة الجميع وكم عند أبى إسحاق الزجاج

(ولا) : يكون خفضها

(بالإبدال من ذلك) : ولا يجوز

__________________

(١) قضية يهتم بها ابن هشام والشيخ خالد ومع ذلك تناقش فى موضوعية علمية.

(٢) سورة النبأ آية ١.

(٣) انظر ما سبق أن ذكرناه فى هذه القضية فى الصفحات السابقة من هذا الكتاب.

١٦٠