موصل الطلاب

الشيخ خالد الأزهري

موصل الطلاب

المؤلف:

الشيخ خالد الأزهري


المحقق: الدكتور البدراوي زهران
الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٩٦

(أن تجزم فعلين) : مضارعين أو ماضيين أو مختلفين يسمى الأول منهما شرطا والثانى جوابا وجزاء

(وتارة) : يقال فيها

(نافية) : وتدخل على الجملة الاسمية كالتى

(فى نحو : "إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا" (١)) : أى ما عندكم من سلطان وعلى الفعلية الماضوية كالتى فى نحو : "إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى" (٢) والمضارعية كالتى فى نحو :

"إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا وحكمها الإهمال عند جمهور العرب

(وأهل العالية يعملونها عمل ليس) : فيرفعون بها الاسم وينصبون بها الخبر نثرا وشعرا فالنثر

(نحو) : قول بعضهم :

(إن أحد خيرا من أحد إلا يالعافية) : فأحد اسمها وخيرا خبرها والشعر كقول الشاعر :

إن هو مستوليا على أحد

 ... إلا على أضعف المجانين

فهو اسمها ومستوليا خبرها

(وقد اجتمعت إن الشرطية والنافية فى قوله تعالى : (وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ)(٣) : فإن الداخلة على زالتا شرطية وإن الداخلة على امسكهما نافية

(و) : يقال فيها تارة

(مخففة من الثقيلة) : كالتى

(فى نحو قوله تعالى : "وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ" (٤) فى قراءة من خفف الثقلية) : وهم الحرميان وأبو بكر

(ويقل إعمالها عمل إن المشددة) : من نصب الاسم ورفع الخبر

(كهذه القراءة) : فكلا اسمها وما بعده خبرها

(ومن) : ورود

(إهمالها) : قوله تعالى

__________________

(١) سورة يونس آية ٦٨.

(٢) سورة التوبة آية ١٠٧.

(٣) سورة فاطر آية ٤١.

(٤) سورة هود آية ١١١.

١٢١

(إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ (١) فى قراءة من خفف لما) : وهو نافع وابن كثير وأبو عمرو والكسائى وخلف ويعقوب فكل نفس مبتدأ ومضاف إليه وجملة : "لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ" خبره وما صلة والتقدير إن كل نفس إلا عليها حافظ

(وأما من شدد) : لمّا وهو أبو جعفر وابن عامر وعاصم وحمزة

(فهى) : أى إن

(عنده نافية) : ولما ايجابية على لغة هذيل بمعنى إلا والتقدير : ما كل نفس إلا عليها حافظ

(و) : يقال فيها تارة

(زائدة) : لتقوية الكلام وتوكيده والغالب أن تقع بعد ما النافية كالتى

(فى نحو : ما إن زيد قائم وتكف ما الحجازية عن العمل) : فى المبتدأ والخبر كقوله :

فما ان طبنا جبن ولكن

 ... منايانا ودولة آخرينا

(وحيث اجتمعت ما وإن فإن تقدمت ما) : على إن

(فهى) : أى ما

(نافية وإن زائدة) : نحو ما تقدم من المثال والبيت

(وان تقدمت إن) : على ما

(فهى) : أى إن

(شرطية وما زائدة نحو : "وَإِمَّا تَخافَنَّ) : مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً" (٢)

[أن]

* الكلمة (الثالثة) : مما جاء على أربعة أوجه

(أن المفتوحة الهمزة المخففة النون فيقال فيها) : تارة

(حرف مصدرى تؤول مع صلتها بالمصدر وتنصب المضارع) : لفظا أو محلا فالأول

(نحو : "يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ" (٣)) : والثانى نحو : يريد النساء أن يرضعن أولادهن

(وأن) : هذه

(هى الداخلة على الفعل الماضى فى نحو أعجبنى أن صمت) : بدليل أنها تؤول بالمصدر أى صيامك

__________________

(١) سورة الطارق آية ٤.

(٢) سورة الانفال آية ٤.

(٣) سورة النساء آية ٢٨.

١٢٢

(لا) : أن

(غيرها خلافا لابن طاهر) : فى زعمه أنها غيرها محتجا بأن الداخلة على المضارع تخلصه للاستقبال فلا تدخل على غيره كالسين ونقض بأن الشرطية فإنها تدخل على المضارع وتخلصه للاستقبال وتدخل على الماضى بالاتفاق

(و) : يقال فيها تارة

(زائدة) : لتقوية المعنى وتوكيده كالتى

(فى نحو : "فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ" (١) وكذا) : يحكم لها بالزيادة

(حيث جاءت بعد لمّا) : التوقيتيه كهذا المثال أو وقعت بين فعل القسم ولو كقوله : "وأقسم أن لو التقينا" ، أو بين الكاف ومجرورها كقوله : كأن ظبية نعطو (٢) فى رواية الجر(و) : يقال فيها تارة

(مفسرة) : لمضمون جملة قبلها فتكون بمنزلة أى التفسيرية كالتى

(فى نحو : "فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ" (٣)) : أى اصنع فالأمر بصنع الفلك تفسير للوحى

(وكذا) : يحكم لها بأنها مفسرة

(حيث وقعت بعد جملة قيها معنى القول دون حروفه) : أى حروف القول

(ولم تقترن) : أن

(بخافض) : وتتأخر عنها جملة اسمية أو فعلية فالفعلية كالمثال المتقدم والاسمية نحو "وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها" (٤)

(فليس منها) : أى من المفسرة

(نحو : "وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ" (٥) لأن المتقدم عليها غير جملة) : وإنما هى أن المخففة من الثقلية

__________________

(١) سورة يوسف آية ٩٦.

(٢) تمام البيت :

ويوما توافينا بوجه مقسّم

 ... كأن ظيبة تعطو إلى واوق السلم

انظر ماكتبناه بخصوص هذا البيت هامش العوامل المائة النحوية نشر دار المعارف ط ٢ ص ١٦٧.

(٣) سورة المؤمنون آية ٢٧.

(٤) سورة الاعراف آية ٤٣.

(٥) سورة يونس آية ١٠.

١٢٣

(ولا) : نحو

(كتبت إليه بأن افعل لدخول الخافض) : عليها وإنما هى أن المصدريه ولا نحو ذكرت عسجدا أن ذهبا لأن المتأخر عنها مفرد لا جملة فيجب أن يؤتى بأى مكانها ولا نحو قلت له : أى أفعل لأن الجملة المتقدمة عليها فيها حروف القول

(وأما قول بعض العلماء) : وهو سليم الرازى

(فى قول الله تعالى : "ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ" (١) أنها) : أى أن الداخلة على اعدبوا

(مفسرة) : ففيه إشكال لأنه لا يخلو إما أن تكون

(مفسرة لأمرتنى أو لقلت) : قال الزمخشرى وكلاهما لا وجه له لأنه

(إن حمل على أنها مفسرة لأمرتنى دون قلت يمنع منه) : فساد المعنى ألا ترى

(أنه لا يصح أن يكون : "اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ" ، مقولا لله تعالى) :وذلك لأن أمرتنى مقول قلت ، وهو مسند إلى ضمير الله تعالى فلو فسر بالعبادة الواقعة على ربى وربكم لم يستقم لأن الله تعالى لا يقول أعبدوا الله ربى وربكم

(أو حمل على أنها) : أى أن

(مفسره لقلت) : دون أمرت

(فحروف القول تأباه) : أى تأبى التفسير لما تقدم من أن شرط المفسر بفتح السين أن لا يكون فيه حروف القول لأن القول يحكى بعد الكلام من غير أن يتوسط بينهما حرف التفسير اه كلام الزمخشرى

فإن أوّل لفظ القول بغيره جاز التفسير

(و) : لهذا

(جوزه) : أى التفسير

(الزمخشرى فأول قلت بأمرت) : والتقدير ما أمرتهم إلا ما أمرتنى به أن أعبدوا الله ربى واستحسنه المصنف فى المغنى

(وجوز) : الزمخشرى أيضا

(مصدريتها) : أى مصدرية أن هذه

__________________

(١) ـ سورة المائدة آية ١١٧.

١٢٤

(على أن المصدر) : المؤول من أن وصلتها وهو أن اعبدوا

(بيان للهاء) : أى عطف بيان على الهاء المجرورة بالباء

(فى به لا) : أن المصدر

(بدل) : من الهاء لأن المبدل منه فى حكم الساقط

(وعلى تقدير اسقاط الضمير) : المبدل منه

(يلزم إخلاء الصلة من عائد) : على الموصول الذى هو ما وذلك لا يجوز واللازم باطل فكذا الملزوم

(والصواب العكس) : وهو كون المصدر بدلا من الهاء من به لا عطف بيان عليها

(لأن البيان) : فى الجوامد (كالصفة) : فى المشتقات فكما أن الضمائر لا تنعت كذلك لا يعطف عليها عطف البيان نص على ذلك ابن السيد وابن مالك وعلى هذا

(فلا يتبع) : الضمير بعطف البيان كما أن الضمير لا ينعت وإذا امتنع أن يكون بيانا تعين أن يكون بدلا ، فإن قال قائل : يلزم على القول بالبدلية إخلاء الصلة من عائد كما تقدم بناء على أن المبدل منه فى نية الطرح قلنا ذلك غالب لا لازم ولئن سلمنا لزومه فلنا جواب آخر وهو أن نقول

(العائد المقدر فالمحذوف موجود لا معدوم) : فلا يلزم المحذور

(ولا يصح أن يبدل) : المصدر المذكور

(من ما) : الموصولة المعمولة لقلت

(لأن العبادة مصدر) : مفرد

(لا يعمل فيها فعل القول) : لأن القول وما تصرف منه لا يعمل إلا فى الجملة أو مفرد يؤدى معنى الجملة كقلت قصيدة والعبادة ليست كذلك

(نعم يجوز) : أن تبدل العبادة من ما

(إن أول قلت بأمرت) : لأن أمرت تعمل فى المفرد الخالى عن معنى الجملة نحو أمرتك الخير والأكثر تعديته إلى المأمور به بالباء

(قال الزمخشرى) : ما حاصله

(ولا يمتنع فى) : أن من قوله تعالى

(وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي)(١) أن تكون مفسرة) : بمنزلة أى

(مثلها فى : "فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ" (٢)) : فيكون التقدير أى اتخذى

__________________

(١) ـ سورة النحل آية ٦٨.

(٢) ـ سورة المؤمنون آية ٢٧.

١٢٥

فسر الوحى إلى النحل بأنه الأمر بأن تتخذ من الجبال بيوتا انتهى

(خلافا لمن منع ذلك) : وهو الإمام الرازى

فإنه قال متعقبا لكلام الزمخشرى إن الوحى هنا الهام باتفاق وليس فى الإلهام معنى القول وإنما هى مصدرية أى باتخاذ الجبال بيوتا وأشار المصنف إلى دفعه نصرة للزمخشرى بقوله

(لأن الإلهام فى معنى القول) : لأن المقصود من القول الإعلام والإلهام فعل من الله يتضمن الإعلام بحيث أن يكون الملهم عاملا بما ألهم به وإلهام الله النحل من هذا القبيل

(ويقال) : فيها تارة

(مخففة من الثقيلة) : كالتى

(فى نحو : (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ) : مِنْكُمْ مَرْضى)(١)

(وَحَسِبُوا) أن لا (تَكُونَ فِتْنَةٌ)(٢) فى قراءة الرفع) : فى تكون وهى قراءة أبى عمرو وحمزة والكسائى ويعقوب وخلف فى اختياره

(وكذا) : يحكم لها بالتخفيف من الثقيلة

(حيث وقعت بعد علم) : وليس المراد به علم بل كل ما يدل على اليقين

(أو ظن ينزل) : ذلك الظن

(منزلة العلم) : وتقدم مثالهما

[من]

* الكلمة (الرابعة) : مما جاء على أربعة أوجه

(من) : بفتح الميم

(فتكون) : تارة

(شرطية) : كالتى

(فى نحو : "مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ" (٣) و) : تارة

(موصولة) : كالتى

(فى نحو : "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ" (٤)) : على أحد احتمالين فيحتاج إلى صلة وعائد

__________________

(١) ـ سورة المزمل آية ٢٠.

(٢) ـ سورة المائدة آية ٧١.

(٣) ـ سورة النساء آية ١٢٣.

(٤) ـ سورة البقرة آية ٨.

١٢٦

(و) : تارة

(استفهامية) : كالتى

(فى نحو : "مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا" (١) : فتحتاج إلى جواب

(و) : تارة

(نكرة موصوفة) : كالتى

(فى نحو مررت بمن معجب لك) : أى بإنسان معجب لك وتحتاج إلى صفة

(وأجاز أبو على الفارسى فى من أن تقع نكرة تامة) : فلا تحتاج إلى صفة

(وحمل عليه قوله : "ونعم من هو فى سر وإعلان") : ففاعل نعم مستتر فيها ومن تمييز بمعنى شخصا والضمير المنفصل هو المخصوص بالمدح

(أى ونعم شخصا) : هو بشر بن مروان المذكور فى البيت قبله

[٥]

[النوع الخامس]

(النوع الخامس) : من الأنواع الثمانية

(ما يأتى) : من الكلمات

[أىّ]

* (على خمسة أوجه وهو شيئان أحدهما أىّ) (٢) : بفتح الهمزة وتشديد الياء

(فتقع) : تارة

(شرطية) : فتحتاج إلى شرط وجواب والأكثر أن تتصل بها ما الزائدة

(نحو : "أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ" (٣) : فأى اسم شرط مفعول مقدم بقضيت وقضيت فعل الشرط وجملة فلا عدوان على جواب الشرط

(و) : تقع تارة

(استفهامية) : فتحتاج إلى جواب

(نحو : "أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً" (٤) فأى مبتدأ وخبره ما بعده

(وتقع) : تارة

(موصوله خلافا لثعلب) : فى زعمة أنها لا تقع موصوله أصلا ويرده

__________________

(١) سورة يس آية ٥٢.

(٢) كان من الأفضل أن يقول : وهو كلمتان بدل : وهو شيئان.

(٣) سورة القصص آية ٢٨.

(٤) سورة التوبة آية ١٢٤.

١٢٧

(نحو : "لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ" (١) : فأى موصولة حذف صدر صلتها

(أى الذى هو أشد قاله سيبويه ومن تابعه) : وهى عنده مبنية على الضم إذا أضيفت وحذف صدر صلتها كهذه الآية

(وقال من رأى أن أيا الموصولة لا تبنى) : وإنما هى معربة دائما

(هى هنا) : فى هذه الآية

(استفهامية مبتدأ وأشد خبره) : وعليه الكوفيون وجماعة من البصريين منهم الزجاج وقال ما تبين لى أن سيبويه غلط إلا فى مسألتين احداهما هذه فإنه يسلم أنها تعرب إذا أفردت فكيف يقول ببنائها إذا أضيفت (٢)

(و) : تقع تارة

(دالة على معنى الكمال) : للموصوف بها فى المعنى

(فتقع صفة لنكرة) : قبلها

(نحو) : قولك

(هذا رجل أى رجل) : فأى صفة لرجل دالة على معنى الكمال

(أى هذا رجل كامل فى صفة الرجال و) : تقع تارة

(حالا) : لمعرفة قبلها

(كمررت بعبد الله أىّ رجل) : فأى منصوبة على الحال من عبد الله أى كاملا فى صفة الرجال

(و) : تقع تارة

(وصلة لنداء ما فيه أل نحو : يأيها الإنسان) : فأى منادى وها للتنبيه والإنسان نعت أى وحركته إعرابية وحركة أى بنائية.

* الكلمة (الثانية) : مما جاء على خمسة أوجه

[لو]

(لو فأحد أوجهها) : وهو الغالب

(أن تكون حرف شرط فى الماضى) : نحو لو جاءنى زيد أكرمته وإذا دخلت على المضارع صرفته إلى الماضى نحو لو يفى كفى

(فيقال فيها حرف يقتضى امتناع ما يليه) : وهو فعل الشرط مثبتا كان أو منفيا

__________________

(١) سورة مريم آية ٦٩.

(٢) ولذا جاءت المقولة المشهورة : «أىّ كذا خلقت».

١٢٨

(و) : يقتضى

(استلزامه) : أى فعل الشرط

(لتاليه) : وهو الجواب مثبتا كان أو منفيا فالأقسام أربعة لأنهما إما مثبتان نحو : لو جاءنى زيد أكرمته أو منفيان نحو لو لم يجئ زيد ما أكرمته ، أو الأول مثبت والثانى منفى نحو لو قصدنى ما خيبته أو عكسه نحو لو لم يجئ عتبت عليه ، والمنطقيون يسمون الشرط مقدما لتقدمه فى الذكر ويسمون الجواب تاليا لأنه يتلوه ثم ينتفى التالى إن لزم المقدم ولم يخلف المقدم غيره (١)

(نحو : "وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها" (٢)) : فلو هنا دالة على أمرين أحدهما أن مشيئة الله تعالى هى المقدم لرفع هذا المنسلخ الذى هو التالى منفية بدخول لو عليها

(ويلزم من هذا النفى للمقدم) : الذى هو مشيئة الله

(أن يكون رفعه) : أى رفع هذا المنسلخ الذى هو التالى

(منفيا) : للزومه للمقدم ولكونه لم يخلف المقدم غيره

(إذ لا سبب له) : أى التالى وهو الرفع

(إلا) : المقدم وهو

(المشيئة وقد انتفت) : ولا يخلفها غيرها فينتفى الرفع

(وهذا) : الحكم

(بخلاف) : ما إذا خلف المقدم غيره نحو قول عمر رضى الله تعالى عنه فى صهيب رضى الله عنه :

(لو لم يخف الله لم يعصه فإنه لا يلزم من انتفاء) : المقدم الذى هو

(لم يخف) : الله

(انتفاء) : التالى الذى هو

(لم يعصه حتى يكون) : المعنى إنه

__________________

(١) هذه التقسيمات العقلية فيها دقة فى الفهم وتتبع لكل الحالات وهنا تظهر قيمة الثقافة الشاملة وكيف يسخر دارس اللغة بقية العلوم فى خدمة الظاهرة موضوع دراسته وهذا اتجاه محدث فى الدراسات اللغوية حيث يستفيدون من العلوم الرياضية والطبيعية والإنسانية اليوم فى دراسة اللغة وفى وضع نظرياتها.

(٢) سورة الاعراف آية ١٧٦.

١٢٩

(قد خاف وعصى) : بناء على إن لو إذا دخلت على نفى اثبتته مقدما كان أو تاليا

(وذلك) : متخلف هنا (١)

(لأن انتفاء العصيان) : الذى هو التالى

(له سببان) : أحدهما

(الخوف) : من العقاب

(وهو طريقة العوام و) : الثانى

(الإجلال لله والتعظيم) : له

(وهى طريقة الخواص) : العارفين بالله تعالى

(والمراد أن صهيبا رضى الله عنه من هذا القسم) : أى من قسم الخواص وهو أن سبب خوفه من الله تعالى إجلال الله وتعظيمه

(وأنه لو قدّر) : أى فرض

(خلوه من الخوف لم تقع منه معصية فكيف والخوف) : مع ذلك

(حاصل له) : وهذه المسألة كالمستثناة من حكم لو وهو أنها إذا دخلت على مثبت صيرته منفيا وإذا دخلت على منفى صيرته مثبتا وكذا حكم جوابها

(ومن هنا) : أى ومن أجل أنه لا يلزم من امتناع المقدم امتناع التالى فى نحو لو :

لم يخف الله لم يعصه

(تبين فساد قول المعربين إن لو حرف امتناع) (٢) : الجواب

(لإمتناع) : الشرط

(والصواب أنها لا تعرض لها إلى امتناع الجواب) : أصلا

(ولا إلى ثبوته وإنما لها تعرض لامتناع الشرط) : فقط

(فإن لم يكن للجواب سبب سوى ذلك الشرط) : لا غير بحيث لا يخلفه غيره (لزم من انتفائه) : أى الشرط

(انتفاؤه) : أى الجواب نحو لو كانت الشمس طالعة لكان النهار موجودا فيلزم من انتفاء الشرط وهو طلوع الشمس انتفاء الجواب وهو وجود النهار

(وإن خلف الشرط غيره بأن كان له) : أى للجواب

(سبب آخر) : غير الشرط

__________________

(١) أى لم يحدث.

(٢) تظهر هنا قيمة ربط المنطق بالنحو فى استنتاج الأحكام الصحيحة.

١٣٠

(لم يلزم من انتفائه) : أى الشرط

(انتفاء الجواب ولا ثبوته) : لأنها لا تعرض لها إلى انتفاء الجواب ولا إلى ثبوته (نحو لو كانت الشمس طالعة كان الضوء موجودا) : فإنه لا يلزم من انتفاء طلوع الشمس وجود الضوء ولا ثبوته

(ومنه) : قول عمر رضى الله عنه نعم العبد صهيب

(لو لم يخف الله لم يعصه) : وتقدم توجيهه.

(الأمر الثانى مما دلت عليه لو فى المثال المذكور) : وهو "لَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها" (١)

(أن ثبوت المشيئة) : من الله تعالى

(مستلزم لثبوت الرفع ضرورة لأن المشيئة سبب) : للرفع

(والرفع مسبب) : عنها وثبوت السبب عنها مستلزم لثبوت المسبب

(وهذان المعنيان) : المعبر عنهما بالآخرين

(قد تضمنتهما) : أى شملتهما

(العبارة المذكورة) : وهى قوله حرف يقتضى امتناع ما يليه واستلزامه لتاليه (٢) (دون عبارة المعربين) : وهى قولهم حرف امتناع لامتناع فإنها لا تتضمنهما الوجه (الثانى) : من أوجه لو أن تكون حرف شرط فى المستقبل

(مرادفا لأن) : الشرطية

(إلا أنها) : أى لو

(لا تجزم) : على المشهور

(كقوله : "وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا" (٣)) : من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فلو هنا شرطية بمنزلة إن

(أى إن تركوا أى شارفوا أو قاربوا أن يتركوا) : وإنما احتاج إلى التفسير الثانى لأن الخطاب للأوصياء أو لمن يحضرون الموصى حالة الإيصاء وإنما يتوجه الخطاب

__________________

(١) سورة الاعراف آية ١٧٦.

(٢) تحليل لغوى من خلال استعمال اللغة يؤكد به ما يراه من اعتراض على مصطلح المعربين ـ فى ضوء الاستعمال القرآنى وفصيح القول ـ ومن هنا جاءت دقة عبارته.

(٣) سورة النساء آية ٩.

١٣١

اليهم قبل الترك لأنهم بعده أموات قاله المصنف فى المغنى (١)

(و) : نحو

(قول الشاعر) : وهو رؤية صاحب ليلى :

(ولو تلتقى أصداؤنا بعد موتنا

 ... ومن دون رمسينا من الأرض سبسب)

أى وإن تلتق وإثبات الياء دليل على أن لو غير حازمة وزعم قوم أن الجزم بها أنه مطرد ، وخصة ابن الشجرى بالشعر.

* الوجه (الثالث) : من أوجه لو

(أن تكون حرفا مصدريا) : أو مؤولا مع صلته بمصدر

(مرادفا لأن المصدرية إلا أنها) : أى لو

(لا تنصب) : كما تنصب أن

(وأكثر وقوعها بعدودّ نحو : "وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ" (٢)) : أى ودوا الإدهان

(أو) : بعد

(يود نحو (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ)(٣) : أى التعمير) : ومن القليل قول قتيله للنبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم

ما كان ضرك لو مننت وربما

 ... منّ الفتى وهو المغيظ المحنق (٤)

أى منك ووقوع لو مصدرية قال به الفراء والفارسى والتبريزى وأبو البقاء وابن مالك وكثير من النحويين

(وأكثرهم لا يثبت هذا القسم) : وهو وقوع لو مصدرية حذرا من الاشتراك

(وتخرج الآية) : الثانية

(ونحوها على حذف مفعول الفعل) : الذى

(قبلها) : وهو يود

(و) : حذف

__________________

(١) أمانة علمية تطالعنا فى أعمال هؤلاء العلماء ومنهج دقيق لاستخدام المرجع حيث يذكر الرأى ويرده إلى صاحبه ويسجل المرجع الذى ورد فيه ـ وعلماؤنا فى ذلك قدوة للمحدثين.

(٢) سورة القلم آية ٩.

(٣) سورة البقرة آية ٩٦.

(٤) التبريزى من تلامذة عبد القاهر الجرحانى وعبد القاهر ينحو منحى أبى على ،

وأبو البقاء العكبرى من شراح الإيضاح والتكملة لأبى على الفارسى ـ فمن الواضح أنها سلسلة مترابطة الحلقات ذات منحى فى النحو يميزها. ومن هنا جاء ابداعها من وجهة نظرنا إلى اتجاه مدرسى.

١٣٢

(الجواب) : بعدها أى : يود أحدهم التعمير لو يعمر ألف سنه لسره ذلك ولا

يخفى ما فى هذا التقدير من كثرة الحذف

* الوجه (الرابع) : من أوجه لو

(أن تكون) : حرفا للتمنى بمنزله ليت إلا أنها لا تنصب ولا ترفع

(نحو : "فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً" (١)) : فنكون من المؤمنين فلو للتمنى

(أى فليت لنا كره وقيل لهذا) : أى ولكون لو للتمنى

(نصب فنكون فى جوابها كما انتصب فأفوز فى جواب ليت بأن) :

مضمره بعد الفاء وجوبا فى قوله تعالى : "يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً" (٢) هكذا استدلوا

(ولا دليل) : لهم

(فى هذا) : الاستدلال

(لجواز أن يكون النصب فى فنكون) : بأن مضمرة جوازا بعد الفاء وأن الفعل فى تأويل مصدر معطوف على كرة

(مثله فى قوله) : وهو الشخص المسمى ميسون أم يزيد بن معاوية وكانت بدوية

(ولبس عباءة وتقرّ عينى

 ... أحب إلى من لبس الشفوف

فتقر منصوب بأن مضمرة بعد الواو جوازا وأن والفعل فى تأويل مصدر معطوف على لبس ومثله فى قوله تعالى : "وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً" (٣) فيرسل منصوب بأن مضمرة بعد أو جوازا وأن والفعل فى تأويل مصدر معطوف على وحيا ومثله فى قول الشاعر :

إنى وقتلى سليكا ثم أعقله

 ... كالثور يضرب لما عافت البقر

فأعقله منصوب بأن مضمرة جوازا بعد ثم وأن والفعل فى تأويل مصدر معطوف على قتلى وهو من خصائص الفاء والواو وأو وثم.

* الوجه (الخامس) : من أوجه لو

(أن تكون للعرض) : وهو الطلب بلين ورفق

__________________

(١) سورة الشعراء آية ١٠٢.

(٢) سورة النساء آية ٧٣.

(٣) سورة الشورى آية ٥١.

١٣٣

(نحو لو تنزل عندنا فتصيب خيرا) : ذكره ابن مالك فى التسهيل

(وذكر لها ابن هشام اللخمى) : وغيره

(معنى آخر) : سادسا.

(وهو أن تكون للتقليل) : بالقاف

(نحو) : قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

(تصدقوا ولو بظلف محرق) : وفى رواية النسائى : "ردوا السائل ولو بظلف محرق" والمعنى : تصدقوا بما تيسر ولو بلغ فى القلة كالظلف وهو بكسر الظاء المعجمة للبقر والغنم كالحافر للفرس والمراد بالمحرق المشوى وفى رواية الشيخين اتقوا النار ولو بشق تمرة وقد يدعى أن التقليل إنما يستفاد من مدخولها لا منها لأن الظلف والشق يشعران بالتقليل (١)

[٦]

[النوع السادس]

[قد]

(النوع السادس) : من الأنواع الثمانية

(ما يأتى) : من الكلمات

(على سبعة أوجه وهو قد) : لا غير

(فأحد أوجهها أن تكون اسما بمعنى حسب) : وفيها مذهبان أحدهما أنها معربة رفعا على الابتداء وما بعدها خبر وإليه ذهب الكوفيون وعلى هذا

(فيقال فيها) : إذا أضيفت إلى ياء المتكلم

(قدى) : درهم

(بغير نون) : للوقاية

__________________

(١) ملاحظة مبنية على فهم للغة واستعمالاتها ومقام استعمالها وكل هذا يدخل فى التحليل إذن هو اعتراض تكامل لا اعتراض تناقض.

١٣٤

(كما يقال حسبى درهم) : بغير نون وجوبا والثانى أنها مبنية على السكون لشبهها بالحرفية لفظا وهو مذهب البصريين وعلى هذا يقال قدى بغير نون حملا على حسب وقد يؤتى بالنون حفظا للسكون لأنه الأصل فى البناء.

* الوجه (الثانى) : من أوجه قد

(أن تكون) : اسم فعل

(بمعنى يكفى) : وهى مبنية اتفاقا وتتصل بها ياء المتكلم

(فيقال قدنى درهم بالنون وجوبا كما يقال يكفينى درهم) : فياء المتكلم فى محل نصب على المفعولية ودرهم فاعل.

* الوجه (الثالث) : من أوجه قد

(أن تكون حرق تحقيق) : لكونها تفيد تحقيق وقوع الفعل بعدها

(فتدخل على الفعل الماضى) : اتفاقا

(نحو (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها)(١) : فحققت حصول الفلاح لمن اتصف بذلك

(قيل وتدخل على الفعل المضارع نحو : "قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ" (٢)) : أى قد علم فحصول العلم محقق لله تعالى وهذا مأخوذ من قول التسهيل (٣) وتدخل عليهما للتحقيق.

* الوجه (الرابع) : من أوجه قد

(أن تكون حرف توقع) : لكونها تفيد توقع الفعل وانتظاره

(فتدخل عليهما) : أى على الماضى والمضارع على الأصح فيهما وفى قوله

__________________

(١) سورة الشمس آية ٩.

(٢) سورة النور آية ٦٤.

(٣) منهج متكامل الأبعاد ـ أمانة دقة فى المرجع إحاطة بابعاد الموضوع المدروس ـ عودة لأراء العلماء الذين عرضوا له ـ

كل هذه المبادئ مأخوذة من علمائنا ـ ويقتفى أثرها المحدثون زاعمين بجدتها ـ وأنها من وضعهم.

١٣٥

(أيضا) : تسمح لأن قد التى للتحقيق لا تدخل على المضارع إلا فى قول ضعيف عبر عنه بقيل

(تقول) : فى المضارع

(قد يخرج زيد) : إذا كان خروجه متوقعا منتظرا

(فدل على أن الخروج منتظر متوقع) : وتقول فى الماضى قد خرج زيد لمن يتوقع خروجه وفى التنزيل : "قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها" (١) لأنها كانت تتوقع سماع شكواها هذا مذهب الأكثر من النحويين

(وزعم بعضهم أنها) : أى قد

(لا تكون للتوقع مع الماضى لأن التوقع انتظار الوقوع) : فى المستقبل

(والماضى قد وقع) : فكيف يتوقع وقوع ما قد وقع

(وقال الذين أثبتوا معنى التوقع مع الماضى إنها تدل على أنه) : أى الفعل الماضى

(كان منتظرا تقول قد ركب الأمير لقوم ينتظرون هذا الخبر) : وهو ركوب الأمير

(ويتوقعون) : الفعل وهو الركوب وذهب المصنف فى المغنى إلى أن قد لا تفيد التوقع أصلا.

* الوجه (الخامس) : من أوجه قد

(تقريب) : الزمن

(الماضى من الزمن الحال) : نحو قد قام فإنها قربت الماضى من الحال

(ولهذا) : التقريب

(تلزم قد مع الماضى الواقع حالا) (٢) : اصطلاحية

__________________

(١) سورة المجادلة آية ١.

(٢) علماؤنا يولون الزمن فى اللغة العربية عناية فائقة ويتتبعون أدق دقائق حالاته وفى هذا ما يرد على دعوى المستشرقين من علماء الساميات الذين يزعمون أن الزمن فى العربية لا تعرف دقة اللغات الهندية الأوربية انظر فى ذلك مقالالنا فى مجلة الفن الإذاعى وفى مجلة مجمع اللغة العربية وموضوع الزمن فى العربية فى حاجة لإلقاء الضوء عليه من خلال الدراسة التفصيلية التطبيقية.

١٣٦

(إما ظاهرة) : فى اللفظ

(نحو : "وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ" (١)) : فجملة وقد فصل لكم حالية

(أو مقدرة نحو : "هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا" (٢)) : أى قد ردت الينا والجملة حالية وذهب الكوفيون والأخفش إلى أن اقتران الماضى الواقع حالا بقد ليس بلازم لكثرة وقوعه حالا بدون قد والأصل عدم التقدير هذا هو الظاهر إذ ليس بين الحال الاصطلاحية والحال الزمنية ارتباط معنوى بدليل أنهم قسموا الحال الاصطلاحية إلى ماضوية ومقارنة ومستقبلة اللهم إلا أن يقال الكلام فى الحال المقارنة لأنها المتبادرة إلى الذهن عند الإطلاق

(وقال ابن عصفور إذا أجيب القسم بماض) : معنى

(مثبت) : لا منفى

(متصرف) : لا جامد

(فإن كان) : الماضى

(قريبا من الحال جئت) : قبل الفعل الماضى

(باللام وقد) : جميعا

(نحو بالله لقد قام زيد) : وفى التنزيل نحو : "تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا" (٣)

(وإن كان) : الماضى

(بعيدا) : من الحال

(جئت) : قبل الفعل الماضى

(باللام فقط كقوله) : وهو امرؤ القيس :

(حلفت لها بالله حلفة فاجر

 ... لناموا فما إن من حديث ولا صال)

: قال المصنف فى المغنى والظاهر فى الآية والبيت عكس ما قال إذ المراد فى الآية لقد فضلك الله علينا بالصبر وذلك محكوم له به فى الأزل وهو متصف به مذ عقل والمراد فى البيت أنهم : ناموا قبل مجيئه اه

(وزعم جار الله) : الزمخشرى فى كشافه

__________________

(١) سورة الانعام آية ١١٩.

(٢) سورة يوسف آية ٦٥.

(٣) سورة يوسف آية ٩١.

١٣٧

(عندما تكلم على قوله تعالى : "لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً" (١) فى تفسير سورة الأعراف أن قد الواقعة مع لام القسم) : تكون

(بمعنى التوقع) : وهو الانتظار (٢)

(لأن السامع يتوقع الخبر) : وينتظر عند سماع المقسم به وهذا معنى كلام الزمخشرى ولفظه فإن قلت فما بالهم لا يكادون ينطقون بهذه اللام إلا مع قد وقل عنهم نحو قوله : حلفت لها بالله البيت ، قلت لأن الجملة القسمية لا تساق إلا لتوكيد الجملة المقسم عليها التى هى جوابها فكانت مظنة لمعنى التوقع الذى هو معنى قد عند استماع المخاطب كلمة القسم. انتهى

ولا ينافى ذلك كونها للتقريب قال فى التسهيل وتدخل على فعل ماض متوقع لا يشبه الحرف لتقريبه من الحال. انتهى ،

واحترز بقوله لا يشبه الحرف من الفعل الجامد نحو نعم وبئس وأفعل التعجب فلا تدخل عليها قد لأنها سلبت الدلالة على المضى (٣).

* الوجه (السادس) : من أوجه قد

(التقليل) : بالقاف

(وهو ضربان) : الأول

(تقليل وقوع الفعل نحو) : قولهم فى المثل

(قد يصدق الكذوب وقد يجود البخيل) : فوقوع الصدق من الكذوب والجود من البخيل قليل

(و) : الثانى

(تقليل متعلقه) : أى متعلق الفعل

(نحو) : قوله تعالى

(قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ)(٤) : فمتعلق الفعل العلم بما هم عليه

__________________

(١) سورة الأعراف آية ٥٩.

(٢) أى قرب حدوث الفعل.

(٣) عناية دقيقة بالظاهرة محل الدراسة وتتبع فى وعى.

(٤) سورة النور آية ٦٤.

١٣٨

(أى أن ما هم عليه) : من الأحوال والمتعلقات

(هو أقل معلوماته تعالى وزعم بعضهم أنها) : أى قد

(فى ذلك) : أى فى قوله تعالى : "قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ" (١)

(للتحقيق) : لا للتقليل

(كما تقدم) : فى قوله وتدخل على المضارع نحو قوله تعالى قد يعلم ما أنتم عليه

(وزعم هذا البعض أيضا أن التقليل فى المثالين الأولين) : وهما قد يصدق الكذوب وقد يجود البخيل

(لم يستفد من) : لفظ

(قد بل من) : نفس

(قولك البخيل يجودو) : من قولك

(الكذوب يصدق فإنه) : أى الشأن

(إن لم يحمل على أن صدور ذلك) : أى الجود

(من البخيل و) : الصدق

(من الكذوب قليل) : على جهة الندور

(كان متناقضا) : لأن البخيل والكذوب صيغة مبالغة تقتضى كثرة البخل والكذب فلو كان كل من يجود ويصدق بدون قد يقتضى كثرة الجود والصدق لزم تدافع الكثرتين (٢)

(لأن آخر الكلام) : وهو البخيل والكذوب

(يدفع أوله) : وهو يجود ويصدق.

* الوجه (السابع) : من أوجه قد

(التكثير قاله سيبويه فى قوله) : وهو الهذلى

(قد أترك القرن مصفرا أنامله) : ... كأن أتوابه مجت بفرصاد

والقرن بكسر القاف وهو الكفء فى الشجاعة ، والأنامل جمع أنملة هى رأس

__________________

(١) سورة النور آية ٦٤.

(٢) استفادة من العلوم الأخرى وتسخيرها فى خدمة الظاهرة اللغوية موضع البحث وهنا تبدو الاستفادة من المنطق والتأثر به والاعتماد على الاستعمال اللغوى ومناقشة القضية فى ضوء سياق الاستعمال ومقامه وما يستفاد منه فى خدمة الدلالة وهو اتجاه محدث فى الدرس اللغوى.

١٣٩

الأصبع ، ومجت بالبناء للمفعول : أى رميت يقال : مجّ الرجل الشراب من فيه : إذا رمى به. والفرصاد بكسر الفاء : التوت الأحمر

(قاله الزمخشرى) : أى قال أنها ترد للتكثير

(فى قوله تعالى : "قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ" (١)) : فالكثرة هنا فى متعلق الفعل لا فى الفعل نفسه وإلا لزم تكثير الرؤية وهى قديمة وتكثير القديم باطل عند أهل السنة.

[٧]

[النوع السابع]

[الواو]

(النوع السابع ما يأتى) : من الكلمات

(على ثمانية أوجه وهى الواو وذلك) : أى الانحصار فى الثمانية

(إن لنا واوين يرتفع ما بعدهما) : من الأسم والفعل المضارع

(وهما واو الاستئناف وهى الواقعة فى ابتداء كلام آخر غير الأول

(نحو) : قوله تعالى :

(لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ)(٢) برفع نقر) : فالواو الداخلة عليه واو الاستئناف

(فإنها لو كانت للعطف) : على نبين

(لا نتصب الفعل الداخلة عليه) : وهو نقر كما نصب فى قراءة أبى زرعة وعاصم فى رواية المفضل

(و) : الواو الثانية

(واو الحال) : وهى الداخلة على الجملة الحالية اسمية كانت أو فعلية

(وتسمى واو الابتداء أيضا نحو) : قولك :

(جاء زيد والشمس طالعة) : ونحو دخل زيد وقد غربت الشمس

(وسيبويه يقدرها) : أى الواو

(بإذ) : لأنها تدخل على الجملتين بخلاف إذا لاختصاصها بالجملة الفعلية على الأصح

(و) : أن لنا

(واوين ينتصب ما بعدهما) : من الاسم والفعل المضارع ويفيدان المعية

__________________

(١) ـ سورة البقرة آية ١٤٤.

(٢) ـ سورة الحج آية ٥.

١٤٠