موصل الطلاب

الشيخ خالد الأزهري

موصل الطلاب

المؤلف:

الشيخ خالد الأزهري


المحقق: الدكتور البدراوي زهران
الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٩٦

(المسألة الرابعة)

من المسائل الأربع

(يجوز فى الجار والمجرور) : حيث وقع

(فى هذه المواضع الأربعة) : صفة أو صلة أو خبرا أو حالا

و (حيث وقع بعد نفى أو استفهام أنه يرفع الفاعل) : لاعتماده على ذلك

(تقول مررت برجل فى الدار أبوه فلك فى أبوه وجهان أحدهما أن تقدره فاعلا بالجار والمجرور) : وهو فى الدار

(لنيابته عن استقر) : أو مستقر

(محذوفا وهذا) : الوجه

(هو الراجح عند الحذاق) (١) : من النحويين كابن مالك وحجته فى ذلك أن الأصل عدم التقديم والتأخير (و) : الوجه الثانى

(أن تقدره) : أى أبوه

(مبتدأ مؤخرا و) : تقدر

(الجار والمجرور) : وهو فى الدار

(خبرا مقدما والجملة) : من المبتدأ والخبر

(صفة لرجل) : والرابط بينهما الهاء من أبوه وكذا تقول فى الصلة والخبر وفى الحال

(وتقول) : فى الواقع بعد النفى والاستفهام

(ما فى الدار أحد) : وهل فى الدار أحد فلك فى أحد الوجهان

(قال الله تعالى : "أَفِي اللهِ شَكٌّ" (٢)) : فلك فى شك الوجهان وحكى ابن هشام الخضراوى عن الأكثرين أن المرفوع بعد الجار والمجرور يجب أن يكون فاعلا

(وأجاز الكوفيون والأخفش رفعهما) : أى الجار والمجرور

(الفاعل فى غير هذه المواضع) : الستة

(أيضا نحو فى الدار زيد) : فزيد عندهم يجوز أن يكون فاعلا ويجوز أن يكون

__________________

(١) خالد الأزهرى يرى أن ابن مالك من حداق النحويين وهو على حق فيما يرى وإن كان غيره يرى غير ذلك فتلك طبيعة البشر ـ فالتنافس موجود ـ والمعاصرة حجاب.

(٢) سورة إبراهيم آية ١٠.

١٠١

مبتدأ مؤخرا والجار والمجرور خبره وأوجب البصريون غير الأخفش ابتدائيته (١)

(تنبيه جميع ما ذكرناه فى الجار والمجرور) : من أنه لا بد له من تعلقه بفعل أو ما فى معناه ومن كونه صفة للنكرة المحضة وحالا من المعرفة المحضة ومحتملا للوصفية والحالية بعد غير المحضة منهما وغير ذلك

(ثابت للظرف فلا بد له من تعلقه بفعل (٢)) : زمانيا كان الظرف أو مكانيا فالأول

(نحو : "وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ" (٣)) : فعشاء ظرف زمان متعلق بجاءوا

(و) : الثانى نحو : "أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً" (٤) فأرضا ظرف مكان متعلق باطرحوه وإنما نصبت على الظرفية لإبهامها من حيث كونها منكرة مجهولة

(أو بمعنى فعل) : فالزمانى

(نحو زيد مبكر يوم الجمعة و) : المكانى نحو زيد

(جالس أمام الخطيب) : فالظرفان متعلقان باسم الفاعل لما فيه من معنى الفعل (ومثال وقوعه) : أى وقوع الظرف المكانى

(صفة) : بعد النكرة المحضة

(مررت بطائر فوق غصن) : ففوق غصن صفة لطائر

(و) : مثال وقوعه

(حالا) : بعد المعرفة المحضة

(رأيت الهلال بين السحاب) : فبين السحاب حال من الهلال

(و) : مثال وقوعه

(محتملا لهما) : أى للوصفية والحالية بعد غير المحضة منهما

(يعجبنى الثمر) : بالمثلثة

(فوق الأغصان ورأيت ثمرة يانعة فوق غصن) : ففوق فى المثالين محتمل الوصفية والحالية أما الأول فلأنه وقع بعد المعرف بأل الجنسية وهو قريب من النكرة فإن (٥) راعيت معناه جعلت الظرف صفة له وإن راعيت لفظه جعلته حالا منه (٦) وأما

__________________

(١ و ٢) كل هذه من دعائم أسس المنهج التحويلى التوليدى الذى يروج بين اللغويين المحدثين فى هذه الأيام.

(٣) سورة يوسف آية ١٦.

(٤) سورة يوسف آية ٩.

(٥) اتجاه تحليلى شكلى لا يغفل دور العقل وهو ما ينادى به اللغويون المحدثون.

١٠٢

الثانى فلأنه وقع بعد النكرة الموصوفة بيانعة والمنكر الموصوف قريب من المعرفة فإن لم تكتف بالصفة جعلت الظرف صفة ثانية وإن أكتفيت بها جعلته حالا من النكرة الموصوفة

(و) : مثال وقوعه

(خبرا : "وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ" (١) فى قراءة السبعة) : نافع وابن كثير وابن عامر وأبى عمرو وحمزة وعاصم والكسائى

(بنصب أسفل) : فأسفل ظرف مكان خبر عن الركب

(و) : مثال وقوعه

(صلة : "وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ" (٢)) : فمن بفتح الميم اسم موصول وعنده صلتها

(ومثال رفعه الفاعل) : الظاهر

(زيد عنده مال) : فمال فاعل عنده لأنه اعتمد على مخبر عنه هذا هو الراجح

(ويجوز تقديرهما) : أى الظرف والمرفوع بعده

(مبتدأ) : مؤخرا

(وخبرا) : مقدما والجملة خبر زيد والرابط بينهما الهاء من عنده وكذلك الحكم إذا وقع بعد نفى أو استفهام نحو : أعندك زيد؟ وما عندك زيد. فيأتى فى زيد الوجهان

(ويجرى فى نحو عندك زيد المذهبان) : المتقدمان فيما إذا لم يعتمد الظرف على شئ ووقع بعده مرفوع فمذهب البصريين إلا الأخفش وجوب رفعه على الابتداء والظرف خبر مقدم ومذهب الكوفيين والأخفش جواز رفعه على الفاعلية لأنهم لا يشترطون الاعتماد

__________________

(١) سورة الأنفال آية ٤٣.

(٢) سورة الأنبياء آية ١٩.

١٠٣

(الباب الثالث) (١)

(فى) : تفسير

(كلمات) : كثيرة

(يحتاج إليها المعرب) : يكثر فى الكلام دورها ويقبح بالمعرب جهلها (وهى عشرون) : بل اثنتان وعشرون كلمة

(وهى ثمانية أنواع) : عدد أبواب الجنة

[١]

[النوع الأول]

(أحدها) : أى الأنواع

(ما جاء على وجه واحد) : لا غير

[قط] (وهى أربعة أحدها قط بفتح القاف وتشديد الطاء وضمها فى اللغة الفصحى) :وهى اللغة الأولى والثانية بفتح القاف وتشديد الطاء مكسورة على أصل التقاء الساكنين والثالثة إتباع القاف للطاء فى الضم والرابعة تخفيف الطاء مع الضم والخامسة تخفيف الطاء مع السكون (٢)

__________________

(١) يتحدث هنا عن ثمانية أنواع من الكلمات تمثل اثنتين وعشرين كلمة

* منها ما جاء على وجه واحد مثل قط ، وعوض ، وابد ، وأجل وبلى.

* ومنها ما جاء على وجهين نحو : إذا ـ بغير تنوين.

* ومنها ما جاء على ثلاثة أوجه وهو سبع كلمات منها إذ .. وكلأ.

* ومنها ما جاء على أربعة أوجه

* ومنها ما جاء على خمسة أوجه.

* والنوع السادس من الأنواع الثمانية كلمات جاءت على سبعة أوجه وهى قد لا غير

* ثم يتحدث عن النوع السابع من الأنواع الثمانية وهى كلمات جاءت على ثمانية أوجه منها الواو ويعرض فى هذا المبحث لواو الثمانية.

* ثم يتحدث عن النوع الثامن وهو آخر الأنواع وهو نوع من الكلمات تأتى على اثنى عشر وجها ومنها ما ويتحدث عن ما الاسمية والحرفية.

ـ والاسمية أوجهها سبعة ..... الخ.

(٢) هذه النطوق المتعددة لهذه الكلمة جرت على ألسنة العرب فى بيئاتهم المختلفة ولهجاتهم المتعددة فأى نطق على هذه الكيفية هو نطق عربى ـ غير أن اللسان الفصيح هو الذى نزل به القرآن الكريم وعرفته اللغة النموذجية وهى اللغة التى نظم بها الشعر الجاهلى هو تشديد الطاء وضمها ـ وقد أشار إلى ذلك.

غير أن علماء العربية وهم بصدد جمع اللغة لم يتركوا لغة لم يجمعوها. وهم فى ذلك قدموا للدرس اللغوى العربى جهدا رائدا ننتفع به اليوم فى مباحثنا.

١٠٤

(وهى) : فى اللغات الخمس

(ظرف لاستغراق ما مضى من الزمان) : ملازم للنفى

(تقول) : هذا الشئ

(ما فعلته قط) : أى لم يصدر منى فعله فى جميع أزمنة الماضى ، واشتقاقها من القط: وهو القطع فمعنى ما فعلته قط ما فعلته فيما انقطع من عمرى لانقطاع الماضى عن الحال والاستقبال فلا تستعمل إلا فى الماضى (١).

(وقوله : "العامة لا أفعله قط" لحن) : أى خطأ لأنهم استعملوها فى المستقبل وذلك مخالف للوضع والاشتقاق وسماه لحنا لما فيه من تغير المعنى يقال للمخطئ لا حن لأنه يعدل بالكلام عن الصواب

[عوض]

(الثانى عوض بفتح أوله) : وإهماله وسكون ثانية (٢)

(وتثليث آخره وإعجامه وهو ظرف لاستغراق ما يستقبل من الزمان) :

غالبا

(وسمى الزمان عوضا لأنه كلما ذهبت منه مدة عوضتها مدة أخرى أو لأنه) : أى الزمان

(يعوض ما سلف منه فى زعمهم) : الفاسد واعتقادهم الباطل وهو ملازم للنفى (تقول) : أنت هذا الشئ

(لا أفعله عوض) : أى لا يصدر منى فعله فى جميع أزمنة المستقبل وهو مبنى (فإن أضفته) : أعربته

و (نصبته) : على الظرفية

(فقلت لا أفعله عوض العائضين كما تقول دهر الداهرين) : ومن غير الغالب ما ذكره ابن مالك (٣) فى التسهيل من أن عوض قد ترد للماضى فتكون بمعنى قط وأنشد عليه قوله ... فلما أرعاما عوض أكثر هلكا

(وكذلك) : أى ومثل عوض فى استغراق المستقبل

__________________

(١) يربط بين اشتقاق الفعل ودلالته ويتتبع تاريخ وتطور الكلمة فى الشكل والدلالة وهذا منهج تاريخى.

(٢) هذا اللفظ لم يعد مستعملا فى أيامنا ولكن تسجيل هذه الدراسة عنه فرصة لإحياء مادرس من مفردات العربية لا سيما وأنها مفردات وردت فى اللغة النموذجية.

(٣) انظر أدب العلماء وتوقير الخالف للسالف أنه يرد رأى ابن مالك بعبارة علمية دقيقة.

١٠٥

(أبدا تقول فيها ظرف لاستغراق ما يستقبل من الزمان) : إلا أنها لا تختص بالنفى ولا تبنى

[أجل]

(الثالث) : مما جاء على وجه واحد

(أجل بسكون اللام) : وفتح الهمزة والجيم ويقال فيها بجل بالموحدة

(وهو حرف) : موضوع

(لتصديق الخبر) : مثبتا كان الخبر أو منفيا

(يقال) : فى الإثبات

(جاء زيد و) : فى النفى

(ما جاء زيد فتقول) : فى جواب كل منهما تصديقا للخبر

(أجل أى صدقت) : هذا قول الزمخشرى وابن مالك وجماعة وقال المصنف فى المغنى إنها كنعم فتكون حرف تصديق بعد الخبر ووعد بعد الطلب وإعلام بعد الاستفهام فتقع بعد نحو ما قام زيد ، وأضرب زيدا ، وأقام زيد ، وقيد المالقى الخبر بالمثبت والطلب بغير النهى وقيل لا تقع بعد الاستفهام وعن الأخفش هى بعد الخبر أحسن من نعم ونعم بعد الاستفهام أحسن منها اه (١)

[بلى]

(الرابع) : مما جاء على وجه واحد

(بلى وهو حرف) : موضوع

(لإيجاب) : الكلام

(المنفى) : أى لإثباته وتختص بالنفى وتفيد إبطاله

(مجردا كان) : النفى عن الاستفهام

(نحو : "زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ" (٢)) : فبلى هنا أثبتت البعث المنفى وأبطلت النفى

__________________

(١) عرض لآراء العلماء إزاء تحليل كلمة واحدة وردت فى استعمالات متعددة وخرج كل واحد من هؤلاء العلماء برأى وتكامل من مجموع الآراء الوجه الصواب ـ وفى ذلك دلالة على إخلاص العلماء للغة القرآن ـ وبيان على أن ما جمعه السابقون مازال عطاؤه فى التقعيد مستمر إلى هذه العصور المتأخرة وإلى يومنا هذا ـ وفى هذا ما يلقى على العلماء فى عصرنا مزيدا من التبعة.

(٢) سورة التغابن آية ٧.

١٠٦

(أو) : كان النفى

(مقرونا بالاستفهام) : الحقيقى نحو : أليس زيد بقائم فيقال : بلى. أى هو قائم أو التوبيخى نحو : "أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى" (١) أى بلى نسمع

(أو التقريرى نحو ألست بربكم قالوا بلى أى) : بلى

(أنت ربنا) : أجروا النفى مع التقرير مجرى النفى المجرد فلذلك قال ابن عباس لو قالوا نعم لكفروا ووجهه أن نعم لتصديق الخبر ينفى أو إثبات.

[٢]

[النوع الثانى]

(النوع الثانى ما جاء) : من هذه الكلمات

(على وجهين وهو إذا) : بغير تنوين

(فتارة يقال فيها ظرف مستقبل خافض لشرطه منصوب بجوابه) : غالبا فيهن وذلك فى نحو : إذا جاء زيد أكرمتك فإذا ظرف للمستقبل مضاف وجاء زيد شرطه مضاف إليه إذا والمضاف خافض للمضاف إليه وأكرمتك جواب إذا جاء زيد وفعل الجواب وما أشبهه هو الناصب لمحل إذا فإذا متقدمة من تأخير والأصل :

أكرمتك إذا جاء زيد (٢) ومن غير الغالب أن تكون إذا للماضى كما سيأتى وأن تكون لغير الشرط نحو : "وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ" (٣) فلا يكون لها شرط ولا جواب ولا تضاف لما بعدها والتقدير هم يغفرون وقت غضبهم وتنصب بما لا يكون جوابا تقدم عليها أو تأخر عنها

(وهذا) : التعريف الذى ذكره المصنف

(أنفع) : معنى

(وأرشق) : عبارة

(وأوجز) : لفظا

(من قول المعربين إنها ظرف لما يستقيل من الزمان وفيه معنى) : حرف

__________________

(١) سورة الأعراف آية ١٧٢.

(٢) تحليل دقيق لما يحدث فى مراكز الكلام فى الدماغ ـ وهذا ما أفادته نظرية النحو التحويلى التوليدى من أعمال علمائنا. وتحليل علمائنا جاء نتيجة لربط الكلام فى العالم الخارجى بين المتكلمين والسامعين ودلالته لأن العبرة بالمقاصد وهذا مبعث أصالة مباحث علمائنا.

(٣) سورة الشورى آية ٣٧.

١٠٧

(الشرط غالبا) : أما أنه أنفع فلما فيه من بيان عمل إذا والعامل فيها وتسمية ما يليها شرطا وتاليه جوابا وعبارتهم لا تفيد ذلك وأما أنه أرشق وأوجز فظاهر

(وتختص إذا) : الشرطية

(هذه بالدخول على الجملة الفعلية) (١) : عكس الفجائية على الأصح فيهما

(نحو : "فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ" (٢) وأما نحو : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ)(٣)) : مما دخلت فيه على اسم

(فمحمول) : عند جمهور البصريين

(على إضمار الفعل ويكون الاسم الداخلة هى عليه فاعلا بفعل محذوف يفسره الفعل المذكور والتقدير : إذا انشقت السماء أنشقت (٤).

(مثل : "وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ" (٥)) : فامرأة فاعل بفعل محذوف على شريطة التفسير والتقدير وإن خافت امرأة خافت فقاس الشرط غير الجازم على الشرط الجازم فى دخوله على الاسم المرفوع بفعل محذوف وهذا القياس إن كان لمجرد التنظير فظاهر وإن كان للاستدلال ففيه نظر لأن شرط المقيس عليه أن يكون مما اتفق عليه الخصمان والخلاف ثابت فى أن أيضا والمخالف فى ذلك الأخفش والكوفيون فإنهم يجيزون دخول إن وإذا الشرطيتين على الأسماء ، فامرأة عندهم مبتدأ وخافت خبره أو فاعل بالمذكور عند الكوفيين أو المحذوف عند الأخفش (٦)

(وقد) : تخرج إذا عن المستقبل

و (تستعمل) : ظرفا

(للماضى) : مطلقا وللحال بعد القسم فالأول

(نحو : "وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها" (٧)) : والثانى نحو : "وَالنَّجْمِإِذا هَوى" (٨)

__________________

(١) منهج شكلى يحقق غاية تربوية تعليمية ويحدد مواقع الكلمات وأنواعها.

(٢) تحليل ووصف للبنية العميقة ولما يحدث فى مراكز الكلام داخل الدماغ الانسانى. وهذا ما يقوم عليه المنهج التحويلى التوليدى فى دراسة اللغة. ثم تابع ما جاء من خلاف عند علمائنا وتعمق سببه تجد منهجا متكاملا وأبعاد نظرية لغوية تتكامل عناصرها وتتناسق من خلال الخلافات.

(٣) سورة الرحمن آية ٣٧.

(٤) سورة الإنشقاق آية ١.

(٥) سورة النساء آية ١٢.

(٥) سورة النساء آية ١٢.

(٦) سورة الجمعة آية ١١.

(٧) سورة النجم آية ١.

١٠٨

(وتارة يقال فيها حرف مفاجأة) : فلا تحتاج إلى جواب

(وتختصّ) : بالدخول على

(الجمل الإسمية) : على الأصح

(نحو : "وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ" (١)) : فهى مبتدأ وبيضاء خبرها وقد تليها الجملة الفعلية إذا كانت مصحوبة بقد نحو : خرجت فإذا قد قام زيد حكاه الأخفش عن العرب وأختلف فى الفاء الداخلة عليها فقال المازنى زائدة وقال الزجاج دخلت للربط كما فى جواب الشرط (٢)

(و) : اختلف فى حقيقة إذا الفجائية

(هل هى حرف أو اسم و) : على الاسمية

(هل هى ظرف مكان أو ظرف زمان أقوال) : ثلاثة ؛ ذهب إلى الأول الأخفش والكوفيون واختاره ابن مالك.

وإلى الثانى ذهب المبرد والفارسى وأبو الفتح ابن جنى وعزى إلى سيبويه واختاره ابن عصفور.

وإلى الثالث الزجاج والرياشى واختاره الزمخشرى.

والصحيح الأول (٣) ويشهد له قولهم خرجت فإذا إن زيدا بالباب بكسر إن فلو كانت إذا ظرف مكان أو زمان لاحتاجت إلى عامل يعمل فى محلها النصب وأن لا يعمل ما بعدها فيما قبلها وإذا بطل أن تكون ظرفا تعين أن تكون حرفا ولكل من إذا الشرطية والفجائية مواضع تخصهما (٤)

(وقد اجتمعا فى قوله تعالى : (ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ) تحرجون"(٥)) : فإذا الأولى شرطية وليتها جملة فعلية والثانية فجائية وليتها جملة اسمية

__________________

(١) سورة الأعراف آية ١٠٨.

(٢) المادة اللغوية المجموعة من أفواه العرب ـ والنصوص القرآنية الكريمة ـ وإخلاص العلماء للغة فى درسها سر هذا العطاء الذى لا يوجد إلا فى الدرس اللغوى العربى ـ مما تنبثق عنه نظريات لغوية لم يصل إليها اللغويون المحدثون حتى اليوم.

(٣) وهو الذى اختار ، الشيخ خالد الأزهرى ويعضده بما يراه من أدله على نحو ما نرى.

(٤) تتبع للظاهرة فى أوضاعها المختلفة ورصدلها فى كل حالاتها.

(٥) سورة الروم آية ٢٥.

١٠٩

[٣]

[النوع الثالث]

(النوع الثالث ما جاء) : من الكلمات

[إذ]

(على ثلاثة أوجه وهو سبعة : أحدها : إذ ، فيقال فيها تارة ظرف لما مضى من الزمان) : غالبا

(وتدخل على الجملتين) : الاسمية والفعلية فالأولى

(نحو : "وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ" (١)) : والثانية نحو

("وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً" (٢) و) : من غير الغالب أنها

(تستعمل للمستقبل نحو : "فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ" (٣)) :فإذ هنا بمعنى إذا لأن العامل فيها فعل مستقبل

(و) : يقال فيها

(تارة حرف مفاجأة) : إذا وقعت بعد بينا أو بينما فالأول كقولك: بينا أنا فى ضيق إذ جاء الفرج ، والثانى :

(كقوله) :

استقدر الله خيرا وأرضين به

 ... فينما العسر إذ دارت مياسير:

وهل هى ظرف زمان أو مكان أو حرف بمعنى المفاجأة أو حرف زائد للتوكيد أقوال (و) : يقال فيها

(تارة حرف تعليل) :

بالعين (كقوله تعالى : "وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ" (٤)) : أنكم فى العذاب مشتركون (أى) : ولم ينفعكم اليوم اشتراككم فى العذاب

(لأجل ظلمكم) : فى الدنيا وهل هى حرف بمنزلة لام التعليل أو ظرف والتعليل مستفاد من قوة الكلام ، قولان : ـ

[لمّا]

* (الثانية) : من الكلمات التى جاءت على ثلاثة أوجه

(لمّا) : بفتح اللام وتشديد الميم

__________________

(١) سورة الأعراف آية ٢٦.

(٢) سورة الأعراف آية ٨٦.

(٣) سورة غافر آية ٧١.

(٤) سورة الزخرف آية ٣٩.

١١٠

(فيقال فيها فى نحو : "لمّا جاء زيد جاء عمرو. حرف وجود لوجود) :

فوجود مجئ عمرو لوجود مجئ زيد

(وتختص) : بالدخول على الفعل

(الماضى) : على الأصح وكونها حرفا هو مذهب سيبويه

(وذهب الفارسى ومتابعوه) : كابن جنى

(أنها ظرف) : للزمان

(بمعنى حين) : فالمعنى فى المثال حين جاء زيد جاء عمرو فيقتضى مجيئهما فى زمن واحد وهو غير لازم

(و) : تارة

(يقال فيها) : إذا دخلت على المضارع

(فى نحو : "بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ" (١) حرف جزم لنفى) : حدث

(المضارع وقلبه) : أى قلب زمنه

(ماضيا متصلا) : نفيه

(بالحال متوقعا ثبوته) : فى الاستقبال

(ألا ترى أن المعنى) : فى المثال

(أنهم لم يذوقوه) : أى العذاب

(إلى الآن وأن ذوقهم له متوقع) : فى المستقبل

(وتارة يقال فيها حرف استثناء بمنزلة إلا الاستثنائية فى لغة هذيل) :

فإنهم يجعلون لما بمنزلة إلا

(فى نحو قولهم : أنشدك الله لما فعلت كذا أى ما أسألك إلا فعلك كذا ومنه) : أى ومن مجئ لما بمعنى إلا قوله تعالى :

((إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ)(٢) فى قراءة التشديد) : وهى قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة وأبى جعفر (٣)

(ألا ترى أن المعنى ما كل نفس إلا عليها حافظ) : فإن نافية ولما فيه بمعنى إلا

__________________

(١) سورة ص آية ٨.

(٢) سورة الطارق آية ٤.

(٣) لفصحى يجتمع بها ظواهر من لهجات مختلفة وهذا أمر مقرر لدى اللغويين المحدثين.

١١١

(ولا التفات إلى إنكار الجوهرى ذلك) : حيث قال إن لما بمعنى إلا غير معروف فى اللغة وسبقه إلى ذلك الفراء وأبو عبيدة وما قاله المصنف حكاه الخليل وسيبويه والكسائى ومن حفظ حجة على من لم يحفظ والمثبت مقدم على النافى (١)

[نعم]

* (الثالثة) : من الكلمات التى جاءت على ثلاثة أوجه

(نعم) : بفتحتين

(فيقال فيها حرف تصديق إذا وقعت بعد الخبر) : المثبت (٢)

(نحو قام زيد و) : الخبر المنفى نحو :

(ما قام زيد ، ويقال فيها حرف إعلام إذا وقعت بعد الاستفهام نحو : هل قام زيد و): يقال فيها

(حرف وعد) : إذا وقعت

(بعد الطلب نحو) : أن يقال لك

(أحسن إلى فلان فتقول نعم) : ومن مجيئها أيضا

(للإعلام) : بعد الاستفهام قوله تعالى : "فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ" (٣) وهذا المعنى) : وهو مجئ نعم للإعلام

(لم ينبه عليه سيبويه) : فإنه قال نعم عدة وتصديق ولم يزد على ذلك ، الكلمة

[أىّ]

* (الرابعة) : مما جاء على ثلاثة أوجه

(إى : بكسر الهمزة وسكون الياء) : المخففة

(وهى) : حرف جواب

(بمنزلة نعم) : فتكون لتصديق الخبر ولإعلام المستخبر ولوعد الطالب فتقع بعد نحو: قام زيد وما قام زيد وهل قام زيد واضرب زيدا كما تقع نعم بعدها هذا مقتضى التشبيه وزعم ابن الحاجب أنها إنما تقع بعد الاستفهام خاصة

(إلا أنها) : تفارق نعم من حيث كونها

(تحتص بالقسم) : بعدها

(نحو) : قوله تعالى : "وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ" (٤)

__________________

(١) الفصحى يجتمع بها ظواهر من لهجات مختلفة وهذا أمر مقرر لدى اللغويين المحدثين.

(٢) الكلمات التى يعرض لها فى هذا الباب يقدمها من خلال دراسة أسلوبية يعرض من خلالها حالات الاستعمال وكيفيته فى الأوضاع المختلفة والأساليب المتنوعة ـ فى منهج استقصائى يتتبع دور بعض الوحدات اللغوية ووظائفها واستخداماتها.

(٣) سورة الأعراف آية ٤٤.

(٤) سورة يونس آية ٥٣.

١١٢

(قل إى وربى إنه لحق) : الكلمة

[حتى]

* (الخامسة) : مما جاء على ثلاثة أوجه

(حتى فأحد أوجهها أن تكون جارة فتدخل على الاسم الصريح) : الظاهر فتكون بمعنى إلى فى الدلالة على انتهاء الغاية

(نحو "حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ" (١) "حَتَّى حِينٍ" (٢)) : وهل مجرورها داخل فيما قبلها أو خارج عنه أو داخل نارة وخارج أخرى أقوال ذهب سيبويه والمبرد وأبو بكر وأبو على إلى الأول وذهب أبو حيان وأصحابه إلى الثانى وذهب ثعلب وصاحب الذخائر إلى الثالث

(و) : تدخل

(على الاسم المؤول من أن) : حال كونها

(مضمرة) : وجوبا

(ومن الفعل المضارع) : وهى فى ذلك على وجهين

(فتكون تارة بمعنى إلى نحو) : قوله تعالى : "لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ" (٣)

(حتى يرجع إلينا موسى) : الأصل فى التقدير حتى أن يرجع بأن والفعل المضارع

(أى إلى رجوعه) : بتأويل المصدر من أن والفعل أى إلى زمان رجوعه بتقدير زمان وذلك لأن الرجوع لا بد له من زمان يكون حصوله فيه إلا أن دلالة المصدر على الزمان التزامية ودلالة الفعل المؤول منه المصدر على الزمان وضعية

(و) : تكون حتى

(تارة بمعنى كى) : التعليلية

(نحو) : قولك للكافر

(أسلم حتى تدخل الجنة) : أى كى تدخلها ، أى لأجل دخولها

(وقد تكون) : حتى فى الموضع الواحد

(تحتملهما) : أى المعنيين معنى إلى ومعنى كى

(كقوله تعالى : "فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ" (٤)) : يحتمل

__________________

(١) سورة القدر آية ٥.

(٢) سورة الصافات آية ١٧٨.

(٣) سورة طه آية ٩١.

(٤) سورة الحجرات آية ٩.

١١٣

أن يكون المعنى على الغاية أو التعليل

(أى إلى أن تفئ أو كى أن تفئ) : والغالب أنها لا تكون لغير ذلك

(وزعم ابن هشام الخضراوى وتبعه ابن مالك أنها) : أى حتى

(تكون بمعنى إلا) : الاستثنائية

(كقوله) :

ليس العطاء من الفضول سماحة

 ... حتى تجود ومالديك قليل

أى إلا أن تجود وهو) : أى إلا أن تجود

(استثناء منقطع) : لأن الجود فى حال قلة المال ليس من جنس المستثنى منه وهو العطاء فى حال الكثرة قال الدمامينى وتبعه الشمنى وتحتمل الغاية احتمالا مرجوحا بأن يكون المعنى أن انتفاء كون عطائك معدودا من السماحة يمتد إلى زمن عطائك فى حالة قلة مالك فإذا أعطيت فى تلك الحالة ثبتت سماحتك اه

(و) : الوجه

(الثانى) : من أوجه حتى

(أن تكون حرف عطف) : خلافا للكوفيين

(تفيد مطلق الجمع) : من غير ترتيب ولا معية على الأصح

(كالواو) : فى ذلك

(إلا أن المعطوف بها) : أى بحتى

(مشروط بأمرين أحدهما أن يكون بعضا من المعطوف عليه) : إما حقيقة أو حكما كما سيأتى

(و) : الأمر

(الثانى أن يكون) : المعطوف بها

(غاية له) : أى المعطوف عليه

(فى شىء كالشرف نحو) : قولك

(مات الناس حتى الأنبياء فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام) : هم المعطوف بحتى وهم

(غاية للناس فى شرف المقدار) : بالنسبة إلى كمال النوع الإنسانى

(وعكسه) : كالدناءة

(نحو) : قولك

١١٤

(زارنى الناس حتى الحجامون) : فالحجامون هم المعطوف بحتى وهم غاية الناس فى دناءة المقدار

(وكالقوة والضعف كما قال الشاعر :

قهرناكم حتى الكماة فأنتم

 ... تهابوننا حتى بنينا الأصاغرا.

(فالكماة) : جمع كمى وهو البطل من الكم وهو الستر لأنه يستر نفسه بالدرع والبيضة فالكماة

(غاية فى القوة والبنون غاية فى الضعف وتقول) : فى البعض الحقيقى أكلت السمكة حتى رأسها وفى البعض الحكمى

(أعجبتنى الجارية حتى كلامها لأن الكلام) : فى عدم استقلاقه بنفسه واحتياجه إليها

(كجزئها) : لما بينهما من التعلق الاشتمالى

(ويمتنع) : أن تقول أعجبتنى الجارية

(حتى ولدها) : لأن الولد مستقل بنفسه وغير قائم بها وفى تمثيله للثانى قبل الأول لف ونشر غير مرتب

(والضابط) : وهو أمر كلى منطبق على جزئياته

(أن يقال ما صح استثناؤه) : مما قبله على الاتصال

(صح دخول حتى عليه ومالا) : يصح استثناؤه مما قبله

(فلا) : يصح دخول حتى عليه ألا ترى أنه يصح أن يقال أعجبتنى الجارية إلا كلامها ويمتنع إلا ولدها لعدم دخوله فيها

(و) : الوجه

(الثالث) : من أوجه حتى

(أن تكون حرف ابتداء) : على الأصح

(فتدخل على ثلاثة أشياء على) : الجملة الفعلية المبدوءة بالفعل.

(الماضى نحو) : قوله تعالى :

(حَتَّى عَفَوْا)(١) : وعلى المبدوءة بالفعل

(المضارع نحو) : قوله تعالى :

("وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ" (٢) فى قراءة من رفع) : وهو نافع

(وعلى الجملة الاسمية كقوله) : وهو جربر

__________________

(١) سورة الأعراف آية ٩٥.

(٢) سورة البقرة آية ٢١٤.

١١٥

(حتى ماء دجلة أشكل) : وقد تقدم

(وقيل هى مع) : الفعلية المصدرة بالفعل

(الماضى جارة وأن بعدها مضمرة) : والتقدير فى حتى عفوا : حتى أن عفوا كذا قال ابن مالك ، قال المصنف فى المغنى ولا أعرف له فى ذلك سلفا وفيه تكلف إضمار من غير ضرورة اه (١)

(وقد مضى خلاف الزجاج وابن درستويه) : فى الكلام على الجملة الابتدائية (٢) الكلمة

[كلّا]

* (السادسة) : مما جاء على ثلاثة أوجه

(كلّا) : بفتح الكاف وتشديد اللام

(فيقال فيها تارة حرف ردع وزجر) : وهو قول الخليل وسيبويه وجمهور البصريين

(كالتى فى نحو) : قوله تعالى :

(فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ كَلَّا)(٣) أى انته) : والزجر

(عن هذه المقالة) : التى هى الإخبار بأن تقدير الرزق أى تضييقه إهانة فقد يكون كرامة لتأديته إلى سعادة الآخرة

(و) : يقال فيها تارة

(حرف جواب وتصديق) : بمنزلة إى بكسر الهمزة وسكون الياء وهو قول الفراء والنضر بن شميل

(نحو : "كَلَّا وَالْقَمَرِ" (٤) والمعنى أى والقمرو) : يقال فيها تارة حرف

(بمعنى حقا أو ألا) : بفتح الهمزة واللام المخففة

(الاستفتاحية على خلاف فى ذلك نحو : "كَلَّا لا تُطِعْهُ" (٥)) : فالمعنى على الأول حقا لا تطعه وهو قول الكسائى وابن الأنبارى ومن وافقهما وعلى الثانى ألا لا تطعه وهو قول أبى حاتم والزجاج

(والصواب الثانى) : وهو أنها للاستفتاح (٦)

__________________

(١) اعتراضه عليه : يبنيه على أسس بحث علمى ثم يقدم رأيه فى احترام علمى له ولغيره.

(٢) يستطيع القارئ أن يعاود ما جاء عن حتى على سبيل التمثيل ليخرج بمنهج الدراسة : الوصفى الاستقصائى الذى انتهجه علماء العربية فى هذا ـ ويرى مبادئ الدراسة فى دقتها من خلال منهج تطبيقى له نزعة أكاديمية تعليمية.

(٣) سورة الفجر آية ١٦.

(٤) سورة المدثر آية ٣٢.

(٥) سورة العلق آية ١٩.

(٦) ترجيحه لأحد الآراء يعد رأيا خاصا به يتحمل معه تبعة الرأى الذى رجحه.

١١٦

(لكسر الهمزة) : من إن بعدها

(فى نحو : "كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى" (١)) : كما تكسر بعد ألا الاستفتاحية فى نحو : "أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ" (٢) ولو كانت بمعنى حقا لفتحت الهمزة بعدها كما تفتح بعد حقا كقوله : "أحقا أن جيرتنا استقلوا" (٣) بفتح الهمزة ويدفع بأنه إنما تفتح همزة أن بعد كلا إذا كانت بمعنى حقا لأنها حرف لا يصلح للخبرية صلاحية حقا لها

[لا]

* الكلمة (السابعة) : مما جاء على ثلاثة أوجه

(لا : فتكون) : تارة

(نافية و) : تارة

(ناهية و) : تارة

(زائدة فالنافية تعمل فى النكرات عمل إن كثيرا) : فتنصب الاسم وترفع الخبر إذا أريد بها نفى الجنس على سبيل التنصيص

(نحو لا إله إلا الله) : فإله اسمها وخبرها محذوف تقديره لنا ونحوه

(و) : تارة

(تعمل عمل ليس قليلا) : فترفع الاسم وتنصب الخبر إذا أريد بها نفى الجنس على سبيل الظهور أو أريد بها نفى الواحد فالأول

(كقوله

 ... تعز فلا شئ على الأرض باقيا

 ... ولا وزر مما قضى الله واقيا) :

والثانى كقولك لا رجل قائما بل رجلان

(والناهية تجزم) : الفعل

(المضارع) : سواء أسند إلى مخاطب أو غائب فالأول

(نحو (لا تَمْنُنْ)(٤)) : والثانى :

(فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ)(٥)) : ويقل إسناده للمتكلم مبنيا للمفعول نحو : لا أخرج

__________________

(١) سورة العلق آية ٦.

(٢) سورة يونس آية ٦٢.

(٣) هذا هو المنهج العلمى الذى يعتد باللغة المنطوقة ولا يستعمل التأويلات لتبرير ما يرى وإنما الفيصل النطق وهذا غاية ما ينتهجة المحدثون فى دراسة اللغة.

(٤) سورة المدثر آية ٦٩.

(٥) سورة الإسراء آية ٣٣.

١١٧

ولا تخرج ويندر جدا المبنى للفاعل والفرق بين النافية والناهية من حيث اللفظ اختصاص الناهية بالمضارع وجزمه بخلاف النافية ، ومن حيث المعنى : أن الكلام مع الناهية طلبى ومع النافية خبرى (١)

(والزائدة) : هى التى

(دخولها) : فى الكلام

(كخروجها) : وفائدتها التقوية والتأكيد

(نحو (ما مَنَعَكَ) أن لا (تَسْجُدَ)(٢) : فى سورة الأعراف

(أى أن تسجد كما جاء) : أن تسجد بدون لا مصرحا به

(فى موضع آخر) : فى سورة ص (٣)

[لو لا]

(النوع الرابع ما جاء) : من الكلمات

(على أربعة أوجه وهو أربعة أحدها لو لا فيقال فيها حرف يقتضى امتناع جوابه لوجود شرطه وتختص بالجملة الاسمية المحذوفة الخبر) : وجوبا

(غالبا) : وذلك إذا كان الخبر كونا مطلقا

(نحو لو لا زيد) : أى موجود

(لأكرمتك) : امتنع الإكرام الذى هو الجواب لوجود زيد الذى هو الشرط

(ومنه) : أى من دخولها على الجملة الاسمية المحذوفة الخبر

(لولاى لكان كذا أى لو لا أنا موجود) : فأقام المتصل مقام المنفصل وحذف الخبر لكونه كونا مطلقا هذا مذهب الأخفش وذهب سيبويه إلى أن لو لا جارة للضمير كما تقدم ومن غير الغالب : لو لا زيد سالمنا ما سلم.

(و) : يقال فيها تارة

(حرف تحضيض) : بمهملة فمعجمتين

(و) : تارة حرف

(عرض) : بسكون الراء

(أى طلب بإزعاج) : فى التحضيض

__________________

(١) منهج دراسة وصفى شكلى يرصد الحالات المختلفة داخل التراكيب اللغوية ويضع فى اعباره حدى الحدث اللغوى واللفظ الدلالة معا من خلال الاستعمالات اللغوية المتنوعة للمادة المدروسة.

(٢) سورة الأعراف آية ١٢.

(٣) سورة ص آية ٧٥. قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى.

١١٨

(أو) : طلب

(برفق) : فى العرض على الترتيب

(فتختص) : فيهما بالجملة الفعلية المبدوءه

(بالمضارع أو ما فى تأويلة) : فالتحضيض (١)

(نحو : "لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ" (٢)) : أى استغفروه ولا بد ونحو : "لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ" (٣) فأنزل مؤول بالمضارع أى ينزل والعرض نحو : "لو لا تنزل عندنا فتصيب خيرا"

(ونحو : "لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ" (٤)) : فأخرتنى مؤول بالمضارع أى تؤخرنى

(و) : يقال فيها تارة حرف

(توبيخ) : مصدر وبخه أى عيره بفعله القبيح

(فتختص) : بالجملة الفعلية المبدوءة

(بالماضى نحو : "فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ قُرْباناً آلِهَةً" (٥)) : أى فهلا نصرهم (٦)

(قيل وتكون) : لولا

(حرف استفهام) : تختص بالماضى

(نحو : "لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ ، لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ قاله") : أحمد أبو عبيدة (٧)

__________________

(١) دراسة أسلوبية تركيبة يتتبع فيها بناء التراكيب وما يرتبط بها من دلالة مع دراسة وصفية شكلية من حيث الوحدات اللغوية الداخلة فى التراكيب ـ ومن هنا فعلم التراكيب بمفهومه اللغوى لدى المحدثين ـ Syntax مستفاد من أعمال علمائنا وواضع أسسه عبد القاهر الجرحانى فى نظريته معانى النحو وأحكامه فيما بين الكلم من علاقات ـ انظر كتابنا : «عالم اللغة عبد القاهر الجرحانى».

(٢) سورة النمل آية ٤٦.

(٣) سورة الفرقان آية ٧.

(٤) سورة المنافقون آية ١٠.

(٥) سورة الأحقاف آية ٢٨.

(٦) كل ما جاء بعد النصوص القرآنية السابقة من تأويل هو ما يستقر فى إدراك المتعامل باللغة نتيجة لما تصنعه مراكز الكلام فى الدماغ ـ وهو ما ينضوى تحت مصطلح البنية الداخلية أو البنيه العميقة structure Deep.

(٧) يحرص الشيخ خالد على التوضيح لطلابه بما يتلاءم وطبيعه ثقافتهم وتلك ترجمة شديدة الإيجاز عن الهروى ـ غير أن عصرنا هذا يستفيد من كتب التراجم بأنواعها.

١١٩

(الهروى) : والمعنى هل أخرتنى وهل أنزل

(والظاهر أنها) : أى لولا

(فى الآية الأولى) : وهى لو لا أخرتنى

(للعرض) : كما تقدم

(وفى) : الآية

(الثانية): "وهى لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ" (١)

(للتحضيض) : أى هلّا أنزل

(وزاد) : الهروى

(معنى آخر وهو أن تكون لو لا نافية بمنزلة لم وجعل منه) : أى النفى

(فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ)(٢) أى لم تكن قرية آمنت) : وهذا بعيد

(والظاهر أن المراد) : بلولا التوبيخ والمعنى :

(فهلا وهو قول الأخفش والكسائى والفراء ويؤيده) : أن فى حرف أبىّ بن كعب و): حرف عبد الله

(بن مسعود) : أى فى قراءتهما

(فهلا ويلزم من ذلك) : المعنى الذى ذكرناه وهو التوبيخ

(معنى النفى الذى ذكره الهروى لأن اقتران التوبيخ بالفعل الماضى يشعر بانتفاء وقوعه) :

[إنّ]

* الكلمة (الثانية) : مما جاء على أربعه أوجه

(إن المكسورة) : الهمزة

(المخففة النون فيقال فيها تارة شرطية) : ومعناها تعليق حصول مضمون جملة بحصول مضمون جملة أخرى كالتى

(فى نحو : "قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ" (٣)) :فحصول مضمون العلم معلق بحصول مضمون ما تخفونه أو تبدونه

(و) : إن الشرطية

(حكمها) : بالنسبة إلى العمل

__________________

(١) سورة الفرقان آية ٧.

(٢) سورة يونس آية ٩٨.

(٣) سورة آل عمران آية ٢٩.

١٢٠