الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي
المحقق: مركز الغدير للدّراسات الإسلاميّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
المطبعة: فروردين
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣١
قال صاحب رياض العلماء (١) : ورثاه جماعةٌ من الشعراء.
وللمترجم له قصيدة جارى بها البردة للبوصيري يمدح بها الرسول الأعظم وخليفته الصدّيق الأكبر أوّله :
ألؤلؤٌ نظمُ ثغرٍ منك مبتسمِ |
|
أم نرجسٌ أم أقاحٌ في صفى بشمِ |
والقصيدة طويلة تناهز ( ١٢٩ ) بيتاً وقد وقف سيّد الأعيان منها على ( ٦٩ ) بيتاً (٢) ، فحسب أنّها تمام القصيدة فقال : تبلغ ( ٦٩ ) بيتاً ثم ذكر جملةً منها. ومن شعر المترجم له قوله :
ما شممتُ الوردَ إلّا |
|
زادني شوقاً إليكْ |
وإذا ما مالَ غصنٌ |
|
خلتُهُ يحنو عليكْ |
لست تدري ما الذي قد |
|
حلَّ بي من مقلتيكْ |
إن يكن جسمي تناءى |
|
فالحشا باقٍ لديكْ |
كلّ حسنٍ في البرايا |
|
فهو منسوبٌ إليكْ |
رشقَ القلبَ بسهمٍ |
|
قوسُه من حاجبيكْ |
إنَّ ذاتي وذواتي |
|
يا مُنايا في يديكْ |
آه لو أُسقى لأَشفى |
|
خمرةً من شفتيكْ |
وله قوله وهو المخترع لهذا الرويّ :
فاح عرف الصبا وصاح الديك |
|
وانثنى البان يشتكي التحريك |
قم بنا نجتلى مشعشعة |
|
تاهَ من وجدهِ بها النسّيك |
لو رآها المجوسُ عاكفةً |
|
وحّدوها وجانبوا التشريك |
___________________________________
(١) رياض العلماء : ٢ / ١١٢.
(٢) أعيان الشيعة : ٦ / ٦٥.
إن تسر نحونا نسرُّ وإن |
|
متَّ في السير دوننا نحييك |
وذكر شيخنا البهائي في كشكوله (١) ( ص ٦٥ ) لوالده على هذا الرويّ ثمانية عشر بيتاً أوّلها :
فاح ريح الصبا وصاح الديك |
|
فانتبه وانف عنك ما ينفيك |
وعارضها ولده الشيخ بهاء الدين بقصيدة كافيّة مطلعها :
يا نديمي بمهجتي أفديك |
|
قم وهات الكؤوسَ من هاتيك |
خمرة إن ضللت ساحتها |
|
فسنا نورِ كأسِها يهديك |
يا كليمَ الفؤادِ داوِ بها |
|
قلبك المبتلى لكي تشفيك |
هي نارُ الكليمِ فاجتلِها |
|
واخلعِ النعلَ واتركِ التشكيك |
صاحِ ناهيك بالمدامِ فدم |
|
في احتساها مخالفاً ناهيك (٢) |
وخلف المترجم على علمه الجمّ وفضله المتدفّق ولداه العلمان : شيخ الطائفة بهاء الملّة والدين الآتي ذكره وهو أكبر ولديه ، ولد سنة ( ٩٥٣ ) ، والشيخ أبو تراب عبد الصمد بن الحسين المولود بقزوين ليلة الأحد وقد بقي من الليل نحو ساعة ثالث شهر صفر سنة ( ٩٦٦ ) كما في الرياض (٣) نقلاً عن خطِّ والده المترجم له ـ الشيخ حسين ـ وصرّح والدهما المترجم له في إجازته لهما أنَّ البهائي أكبر ولديه ، وللشيخ عبد الصمد حاشية على أربعين أخيه شيخنا البهائي وفوائده على الفرائض النصيريّة ، وكتب الشيخ البهائي باسمه فوائده الصمديّة ، يروي بالإجازة عن والده المقدّس الشيخ حسين ، ويروي عنه العلّامة السيّد حسين بن حيدر بن قمر الكركي توفّي
___________________________________
(١) الكشكول : ١ / ٢١٧.
(٢) إلى آخر الأبيات المذكورة في خلاصة الأثر : ٣ / ٤٤٩ ، وريحانة الألبّاء للخفاجي [ ص ٢٠٩ ـ ٢١٠ ] ، وكشكول ناظمها : ص ٦٥ [ ١ / ٢١٨ ]. ( المؤلف )
(٣) رياض العلماء : ٢ / ١١٠.
سنة ( ١٠٢٠ ) ، ترجمه صاحبا الأمل (١) والرياض (٢) وغيرهما .
وورثه على علمه الغزير ولداه العالمان : الشيخ أحمد بن عبد الصمد نزيل هراة ، يروي عنه بالإجازة السيّد حسين بن حيدر بن قمر الكركي الراوي عن والده أيضاً. وأخوه الشيخ حسين بن عبد الصمد كان قاضي هراة ، قال صاحب رياض العلماء (٣) : كان شاعراً ماهراً في العلوم الرياضيّة له منظومة بالفارسيّة في الجبر والمقابلة. انتهى. يروي عن عمّه شيخنا البهائي بالإجازة ، توجد بعض تعاليقه على بعض الكتب مؤرّخاً بسنة ( ١٠٦٠ ).
وأمّا سائر رجالات هذه الأسرة الكريمة فوالد المترجم له الشيخ عبد الصمد من نوابغ الطائفة ، وعلمائها البارعين ، وصفه شيخ الطائفة الشهيد الثاني في إجازته لولد المترجم له (٤) بالشيخ الصالح العامل العالم المتقن ، وأثنى عليه السيّد حيدر البيروي في إجازته (٥) للسيد حسين المجتهد الكركيِّ : بالشيخ العالم العامل ، خلاصة الأخيار ، وزين الأبرار الشيخ عبد الصمد ، ولد سنة ( ٨٥٥ ) في ( ٢١ ) محرّم وتوفّي سنة ( ٩٣٥ ) في منتصف ربيع الثاني ، ترجمه صاحبا الرياض (٦) وأمل الآمل (٧) وغيرهما .
وأخو المترجم الأكبر الشيخ نور الدين أبو القاسم عليّ بن عبد الصمد الحارثي المولود سنة ( ٨٩٨ ) من تلمذة الشهيد الثاني ، قال صاحب رياض العلماء (٨) : فاضل
___________________________________
(١) أمل الآمل : ١ / ١٥٥ رقم ١٥٨.
(٢) رياض العلماء : ٢ / ١٠٨ ـ ١٢١.
(٣) المصدر السابق : ص ١١١.
(٤) بحار الأنوار : ١٠٨ / ١٤٨ رقم ٥٣.
(٥) المصدر السابق : ١٠٩ / ١٦٥ رقم ٧٩.
(٦) رياض العلماء : ٣ / ١٢٨.
(٧) أمل الآمل : ١ / ١٠٩ رقم ٩٨.
(٨) رياض العلماء : ٤ / ١١٤.
عالم جليل فقيه شاعر ، له منظومةٌ في ألفيّة الشهيد تسمّى بالدرّة الصفيّة في نظم الألفيّة ، يروي عن المحقّق الكركي بالإجازة سنة ( ٩٣٥ ) وقرأ عليه جملة من كتب الفقه.
وأخوه : الشيخ محمد بن عبد الصمد ولد سنة ( ٩٠٣ ) وتوفّي سنة ( ٩٥٢ ).
وأخوه الثالث : الحاج زين العابدين المولود سنة ( ٩٠٩ ) والمتوفّى سنة ( ٩٦٥ ).
وأوعزنا في ترجمة عمّ والد المترجم له الشيخ إبراهيم الكفعمي ( ص ٢١٥ ) إلى ترجمة جدّ المترجم الشيخ شمس الدين محمد ، وجدّ والده الشيخ زين الدين عليّ.
توجد ترجمة شيخنا عزّ الدين الحسين ، وسرد جمل الثناء عليه في كشكول الشيخ يوسف البحراني ، لؤلؤة البحرين ( ص ١٨ ) ، رياض العلماء ، أمل الآمل ( ص ١٣ ) ، نظام الأقوال في أحوال الرجال (١) تاريخ عالم آراي عبّاسي ، روضات الجنّات ( ص ١٩٣ ) ، مستدرك الوسائل ( ٣ / ٤٢١ ) ، تنقيح المقال ( ١ / ٣٣٢ ) ، الأعلام للزركلي ( ١ / ٢٥٠ ) ، أعيان الشيعة ( ٢٦ / ٢٢٦ ـ ٢٧٠ ) وفيها فوائد جمّة ، سفينة البحار ( ١ / ١٧٤ ) ، الكنى والألقاب ( ٢ / ٩١ ) ، الفوائد الرضويّة ( ١ / ١٣٨ ) ، منن الرحمن ( ١ / ٨ ) (٢).
___________________________________
(١) تأليف المولى نظام الدين محمد القرشي ، تلميذ شيخنا البهائي ، ولد المترجم له. ( المؤلف )
(٢) الكشكول : ٢ / ٢٠٢ ، لؤلؤة البحرين : ص ٢٣ رقم ٦ ، رياض العلماء : ٢ / ١٠٨ ، أمل الآمل : ١ / ٧٤ رقم ٦٧ ، روضات الجنات : ٢ / ٣٣٨ رقم ٢١٧ ، الأعلام : ٢ / ٢٤٠ ، أعيان الشيعة : ٦ / ٥٦ ـ ٦٦ ، سفينة البحار : ٢ / ٢٣٨ ، الكنى والألقاب : ٢ / ١٠٢ ـ ١٠٣.
ـ ٧٩ ـ ابن أبي شافين البحراني
المتوفّى بعد ( ١٠٠١ )
أجلُّ مصابي في الحياة وأكبرُ |
|
مصابٌ له كلُّ المصائبِ تصغرُ |
مصابٌ به الآفاقُ أظلم نورها |
|
ووجه التقى والدين أشعث أغبرُ |
مصابٌ به أطواد علمٍ تدكدكت |
|
وأصبح نور الدين وهو مغبّرُ |
إلى أن قال فيها :
وسار النبيُّ الطهرُ من أرضِ مكةٍ |
|
وقد ضاق ذرعاً بالذي فيه أضمروا |
ولمّا أتى نحو الغدير برحلِهِ |
|
تلقّاه جبريلُ الأمينُ يبشِّرُ |
بنصب عليٍّ والياً وخليفةً |
|
فذلك وحيُ اللهِ لا يتأخّرُ |
فردَّ من القوم الذين تقدّموا |
|
وحطّ أُناسٌ رحلَهم قد تأخّروا |
ولم يك تلك الأرضُ منزلَ راكبٍ |
|
بحرِّ هجيرٍ نارُه تتسعّرُ |
رقى منبرَ الأكوارِ طهرٌ مطهّرٌ |
|
ويصدعُ بالأمرِ العظيمِ ويُنذرُ |
فأثنى على اللهِ الكريمِ مقدّساً |
|
وثنّى بمدحِ المرتضى وهو مخبرُ |
بأن جاءني فيه من اللهِ عزمةٌ |
|
وإن أنا لم أصدعْ فإنّي مقصّرُ |
وإنّي على اسمِ الله قمتُ مبلّغاً |
|
رسالتَه واللهُ للحقِّ ينصرُ |
عليٌّ أخي في أُمّتي وخليفتي |
|
وناصرُ دينِ اللهِ والحقُّ يُنصرُ |
وطاعتُه فرضٌ على كلِّ مؤمنٍ |
|
وعصيانُه الذنبُ الذي ليس يُغفرُ |
ألا فاسمعوا قولي وكونوا لأمرِهِ |
|
مطيعين في جنبِ الإلٰهِ فتُوجَروا |
ألستُ بأولى منكمُ بنفوسِكمْ |
|
فقالوا نعم نصٌّ من اللهِ يذكرُ |
فقال ألا من كنت مولاه منكمُ |
|
فمولاه بعدي والخليفةُ حيدرُ |
التقطنا هذه الأبيات من قصيدة كبيرة لشاعرنا ـ ابن أبي شافين ـ تبلغ خمسمائة وثمانين بيتاً توجد في المجاميع المخطوطة العتيقة.
الشاعر
الشيخ داود بن محمد بن أبي طالب الشهير بابن أبي شافين الجد حفصي البحراني ، من حسنات القرن العاشر ، ومن مآثر ذلك العصر المحلّى بالمفاخر ، شعره مبثوثٌ في مدوّنات الأدب ، والموسوعات العربيّة ، ومجاميع الشعر ، إن ذُكر العلم فهو أبو عذره أو حدّث عن القريض فهو ابن بجدته ، ذكره السيّد علي خان في السلافة (١) ( ص ٥٢٩ ) وأطراه بقوله : البحر العجّاج إلّا أنّه العذب لا الأُجاج ، والبدر الوهّاج إلّا أنّه الأسد المهاج ، رتبته في الاباءة شهيرة ، ورفعته أسمى من شمس الظهيرة ، ولم يكن في مصره وعصره من يدانيه في مدِّه وقصره ، وهو في العلم فاضلٌ لا يسامى ، وفي الأدب فاصلٌ لم يكلّ الدهر له حساما ، إن شهر طبق ، وإن نشر عبق ، وشعره أبهى من شفِّ البرود ، وأشهى من رشف الثغر البرود ، وموشّحاته الوشاح المفصّل ، بل التي فرّع حسنها وأصّل ، ومن شعره قوله :
أنا واللهِ المعاني |
|
بالهوى شوقيَ أعربْ |
كلُّ آنٍ مرّ حالي |
|
في الهوى يا صاحِ أغربْ |
كلما غنّى الهوى لي |
|
أرقصَ القلبَ وأطربْ |
وغداً يسقيه كاسا |
|
تِ صباباتٍ فيشربْ |
___________________________________
(١) سلافة العصر : ص ٥٢١ ـ ٥٢٤.
فالذي يطمعُ في سلـ |
|
ـبِ هوى قلبيَ أشعبْ |
قلت للمحبوب حتّا |
|
م الهوى للقلبِ ينهبْ |
وبميدانِ الصِّبا والـ |
|
ـلهو ساهٍ أنت تلعبْ |
قال ما ذنبي إذا شا |
|
هدت نارَ الخدِّ تلهبْ |
فهوى قلبُك فيها |
|
ذاهباً في كلِّ مذهبْ |
قلت هب أنّ الهوى |
|
هبَّ فألقاه بهبْ هبْ |
أفلا تُنقذ من يهـ |
|
ـواك مِن نارٍ تلهّبْ |
ثم ذكر له لاميّة وموشّحة داليّة تناهز ( ٤٢ ) بيتاً مطلعها :
قل لأهلِ العذل لو وجدوا |
|
من رسيسِ الحبّ ما نجدُ |
أوقدوا في كلِّ جارحةٍ |
|
زفرةً في القلب تتّقدُ |
فاسعد الهائم أيّها اللائم |
|
فالهوى حاكم إن عصى أحدُ |
وذكره المحبّي في خلاصة الأثر ( ٢ / ٨٨ ) وقال : من العلماء الأجلّاء الأدباء ، أستاد السيّد أبي محمد الحسين بن الحسن بن أحمد بن سليمان الحسيني الغريفيّ البحرانيّ ، ولمّا توفّي تلميذه السيّد العلّامة الغريفي في سنة ( ١٠٠١ ) وبلغ نعيه إلى شيخه الشيخ داود بن أبي شافين البحرانيّ استرجع الشيخ وأنشد بديهة :
هلك القصر (١) يا حمام فغنّي |
|
طرباً منك في أعالي الغصونِ (٢) |
وأثنى عليه الشيخ سليمان الماحوزي في رسالته في علماء البحرين بقوله : واحد عصره في الفنون كلّها ، وشعره في غاية الجزالة ، وكان جدليّاً حاذقاً في علم المناظرة وآداب البحث ، ما ناظر أحداً إلّا وأفحمه. إلى آخره.
___________________________________
(١) كذا في سلافة العصر ، وفي خلاصة الأثر : هلك الصقر.
(٢) وذكره السيد صاحب السلافة : ص ٥٠٤ [ ٤٩٦ ]. ( المؤلف )
وقال الشيخ صاحب أنوار البدرين (١) : كان هذا الشيخ من أكابر العلماء وأساطين الحكماء.
وذكره العلّامة المجلسي في إجازات البحار (٢) ( ص ١٢٩ ) وأطراه بما مرّ عن سلافة العصر ، وجمل الثناء عليه منضّدةٌ في أنوار البدرين (٣) ووفيات الأعلام لشيخنا الرازي ، والطليعة للمرحوم السماوي ، وتتميم أمل الآمل للسيد ابن أبي شبانة البحراني .
لشاعرنا ـ ابن أبي شافين ـ رسائل منها : رسالة في علم المنطق ، وشرح على الفصول النصيريّة في التوحيد ، وشعره مبثوثٌ في مجاميع الأدب ، ذكر له شيخنا الطريحي في المنتخب (٤) ( ١ / ١٢٧ ) قصيدةً يرثي بها الإمام السبط عليهالسلام تناهز ( ٣٧ ) بيتاً مستهلّها :
هلمّوا نبكِ أصحاب العباءِ |
|
ونرثي سبطَ خيرِ الأنبياءِ |
هلمّوا نبكِ مقتولاً بكتْهُ |
|
ملائكةُ الإلٰهِ من السماءِ |
وذكر له العلّامة السيد أحمد العطّار في الجزء الثاني من موسوعة الرائق قوله في رثاء الإمام السبط سلام الله عليه :
يا واقفاً بطفوفِ الغاضريّاتِ |
|
دعني أسحُّ الدموعَ العندميّاتِ (٥) |
من أعينٍ بسيوفِ الحزنِ قاتلةٍ |
|
طيبَ الكرى لقتيلِ السمهريّاتِ |
وسادةٍ جاوزوا بيدَ الفلاةِ بها |
|
وقادةٍ قُدِّدوا بالمشرفيّاتِ |
___________________________________
(١) أنوار البدرين : ص ٨٠ رقم ٢٣.
(٢) بحار الأنوار : ١٠٩ / ١٤١.
(٣) أنوار البدرين : ص ٨٠ رقم ٢٣.
(٤) المنتخب : ١ / ٢٢٢.
(٥) نسبة إلى العندم ، وهو صبغ أحمر.
القصيدة تناهز ( ٦٢ ) بيتاً يقول في آخرها :
لا يبتغي ابنُ أبي شافين من عوضٍ |
|
إلّا نجاةً وإسكاناً بجنّاتِ |
وذكر السيد قدسسره في الرائق أيضاً له قوله في رثاء الإمام الشهيد صلوات الله عليه :
مصائبُ يومِ الطفِّ أدهى المصائبِ |
|
وأعظمُ من ضربِ السيوفِ القواضبِ |
تذوبُ لها صمُّ الجلاميدِ حسرةً |
|
وتنهدُّ منها شامخاتُ الشناخبِ |
بها لبس الدينُ الحنيفُ ملابساً |
|
غرابيبَ سوداً مثلَ لونِ الغياهبِ |
القصيدة (٥٠ ) بيتاً وفي آخرها قوله :
ودونكمُ غرّاءَ كالبدر في الدجى |
|
من ابن أبي شافين ذاتَ غرائبِ |
وذكر الشيخ لطف الله بن علي بن لطف الله الجد حفصي البحراني في مجموعته (١) الشعريّة له قصيدة تبلغ ( ٧١ ) بيتاً في رثاء الإمام السبط الطاهر عليهالسلام أوّلها :
قفا بالرسومِ الخالياتِ الدواثرِ |
|
تنوحُ على فقدِ البدورِ الزواهرِ |
بدورٌ لآل المصطفى قد تجلّلتْ |
|
بعارضِ جونٍ فاختفتْ بدياجرِ |
ففي كلِّ قطرٍ منهمُ قمرٌ ثوى |
|
وجُلِّل من غيمِ الغمومِ بساترِ |
وفي تلك المجموعة له في رثاء الإمام السبط عليهالسلام تناهز ( ٤٢ ) بيتاً مطلعها :
قف بالطفوف بتذكارٍ وتزفارِ |
|
وذُب من الحزن ذوبَ التِّبر في النارِ |
واسحب ذيولَ الأسى فيها ونُح أسفاً |
|
نوحَ القُماري على فقدانِ أقمارِ |
___________________________________
(١) هذه المجموعة تتضمّن ما قاله أربعة وعشرون شاعراً من فحول الشعراء في رثاء الإمام السبط عليهالسلام أوّلهم سيّدنا الشريف الرضي ، وقفت منها بخطّ جامعها على عدّة نسخ في النجف الأشرف والكاظمية المشرّفة ، وطهران عاصمة إيران. ( المؤلف )
وانثر على ذهبِ الخدَّينِ من دُرَر الدَّمع الهتون وياقوت الدم الجاري |
||
ونح هناك بليعاتِ الأسى جزعاً |
|
فما على الوالهِ المحزون من عارِ |
وعزِّ نفسَكَ عن أثوابِ سلوتِها |
|
على القتيلِ الذبيحِ المفردِ العاري |
لهفي وقد ماتَ عطشاناً بغصّتِهِ |
|
يُسقى النجيعَ ببتّارٍ وخطّارِ |
كأنّما مُهره في جريِهِ فلكٌ |
|
ووجهُه قمرٌ في أُفقه ساري |
وله قصيدةٌ يمدح بها النبيّ الأعظم ووصيّه الطاهر وآلهما صلوات الله عليهم أوّلها :
بدا يختالُ في ثوبِ الحريرِ |
|
فعمَّ الكون من نشرِ العبيرِ |
فقلنا نورُ فجرٍ مستطيرِ |
|
جبينُك أم سنا القمرِ المنيرِ |
* * *
وقدٌّ مائلٌ أم غصنُ بانِ |
|
تثنّى أم قضيبٌ خيزراني |
عليه بدر تمّ شعشعاني |
|
بنورٍ في الدياجي مستطيرِ |
* * *
ألا يا يوسفيَّ الحسنِ كم كمْ |
|
فؤادي من لهيب الشوق يضرمْ |
وكم يافتنةَ العشّاقِ أُظلمْ |
|
وما لي في البرايا من نصيرِ |
يقول فيها :
فإن ضيّعت شيئاً من ودادي |
|
فحسبي حبُّ أحمد خيرِ هادي |
ومبعوث إلى كلِّ العبادِ |
|
شفيعِ الخلق والهادي البشيرِ |
* * *
وهل أُصلى لظى نارٍ توقّدْ |
|
وعندي حبُّ خيرِ الخلقِ أحمدْ |
وحبُّ المرتضى الطهرِ المسدَّدْ |
|
وحبُّ الآلِ باقٍ في ضميري |
* * *
به داود يُجزى في المعادِ |
|
نجاةً من لظى ذاتِ اتّقادِ |
وينجو كلُّ عبدٍ ذي ودادِ |
|
بحبِّ الآل والهادي البشيرِ |
ابن أبي شافين
قد وقع الخلاف في ضبط كنية شاعرنا هذه ، ففي سلوة الغريب للسيّد علي خان المدني : ابن أبي شافيز. وكذلك ضبطها سيّد الأعيان (١). وفي سلافة العصر (٢) للسيد المدني أيضاً : ابن أبي شافير. بالراء المهملة تارة وبالنون أخرى. وفي خلاصة الأثر (٣) للمحبّي : ابن أبي شاقين. بالقاف والنون. وفي البحار (٤) : ابن أبي شافير. مهملة الآخر . والذي نجده في شعره بلا خلاف فيه : ابن أبي شافين ، بالفاء والنون.
___________________________________
(١) أعيان الشيعة : ٦ / ٣٨٣.
(٢) سلافة العصر : ص ٤٩٦.
(٣) خلاصة الأثر : ٢ / ٨٨.
(٤) بحار الأنوار : ١٠٩ / ١٤١.
ـ ٨٠ ـ زين الدين الحميدي
المتوفّى ( ١٠٠٥ )
صاح عرِّج على قبابِ قباء |
|
وارتقب خلوةً عن الرقباءِ |
لا تكن لاهياً بسعدى وسلمى |
|
لا ولا معجباً بجرِّ قباءِ |
وتدلّل لسادةٍ في فؤادي |
|
لهمُ مسكنٌ حصينُ البناءِ |
وتلطّف واروِ حديثاً قديماً |
|
عن غرامٍ نامٍ حشا أحشائي |
وتعطّف وانشر لهم طيَّ وجدي |
|
وهيامي بهم وطولَ بكائي |
قل تركنا صباصباً في هواكم |
|
وتباريحَ الهجر في برحائي |
قد وهى في الهوى تجلّده والنَّوم كالصبرِ عنه قاصٍ ونائي |
||
بين واشٍ وشى بافتراء |
|
وعذولٍ يُعزى إلى العوّاءِ |
وجَنانٍ عن التسلّي جبانٍ |
|
ودموعٍ ممزوجة بدماءِ |
وزفيرٍ لولا المدامعُ تهمى |
|
لشواه قد صارَ خلف عناءِ |
شاقه نشقُ طيبِ مأوى الفـ |
|
ـخر والمجد والعُلى والهناءِ |
مهبط الوحي منزل العزِّ مثوى الـ |
|
ـفضل دار الثنا محلّ البهاءِ |
تربةٌ تربها على التبر يسمو |
|
وضياها يفوق ضوء ذكاءِ |
بقعةٌ فُضِّلتْ على العرش والكر |
|
سيِّ فضلاً عن سائرِ البطحاءِ |
موطنٌ حلَّ فيه خيرُ نبيٍّ |
|
متحلٍّ بأشرفِ الأسماءِ |
أحمد الحامدين محمود فعلٍ |
|
خصَّ بالحوض واللوا والولاءِ |
حسنٌ محسنٌ رؤوفٌ رحيمٌ |
|
خاتم الرسل صفوة الأصفياء |
أعبدُ العابدين برٌّ كريمٌ |
|
منه كانت مكارمُ الكرماءِ |
رحمة الله للخلائق طرّاً |
|
فبه منه رحمةُ الرحماءِ |
أعذب الخلق منطقاً أصدق النَّاس مقالاً ما فاه بالفحشاءِ |
||
أعرف العارفين أخوف خلق |
|
الله منه في جهره والخفاءِ |
كلُّ ما في الوجودِ من أجلهِ أُو |
|
جِدَ لا تفتقرْ إلى استثناءِ |
أكملُ الكاملين كلُّ كمالٍ |
|
منه فضلاً سرى إلى الفضلاءِ |
فبه آدمٌ تعلّم ما لم |
|
يدرِه غيرُه من الأسماءِ |
وبه في السفين نُجّيَ نوحٌ |
|
ونجا يونسٌ من الغمّاءِ |
حرُّ نارِ الخليل قد صار برداً |
|
إذ به كان حالة الإلقاءِ |
أيّ حرٍّ يقوى بمن كانت الـ |
|
ـسحب له في الهجير أقوى وقاءِ |
كشف الضرّ منه عن جسمِ أيّو |
|
ب وأوتي ضعفاً من الآلاءِ |
وبه قد علا لإدريس شأنٌ |
|
والذبيحان أُنقذا بالفداءِ |
منه سرٌّ سرى لعيسى فأحيا |
|
دارساً مذ دعاه بعد البلاءِ |
وكذا أكمهاً وأبرصَ أبرا |
|
فشفى ذا وذاك أوفى شفاءِ |
هو من قبل كلِّ خلقٍ نبيٌ |
|
لا تقف عند حدِّ طينٍ وماءِ |
كان نورَ الإلٰهِ إذ ذاك فاستو |
|
دعَ ضمناً بمبدأ الآباءِ |
فتلقّاه من شريفٍ شريفٌ |
|
من لدن آدمٍ ومن حوّاءِ |
مودعٌ في كرائمٍ من كرامٍ |
|
عن سفاحٍ تنزّهوا وخناءِ |
فأتى الفخرُ منه آمنةً إذ |
|
كان منها له أجلّ وعاءِ |
حملته فلم تجدْ منه ثقلاً |
|
حال حملٍ كما يُرى بالنساءِ |
فهنيئاً به لها إذ بخير الـ |
|
ـخلقِ جاءت وسيّد الأنبياءِ |
وضعته فكان في الوضع رفعٌ |
|
وارتفاعٌ للحقِّ والأهواءِ |
أبرزته شمساً محا غيهبَ الشر |
|
كِ ومنها استضاء كلُّ ضياءِ |
وبميلاده بدت معجزاتٌ |
|
فرأى المشركون هول المرائي |
أُطفِئت نارُهم ليُعلَمَ أن قد |
|
جاء من كفرهم به في انطفاءِ |
أيّ نارٍ ترى وبالنور لاحت |
|
دور بصرى لمن بمكة رائي |
وبكسر الإيوان قد آن جبرٌ |
|
وانكسارٌ للدينِ والأعداءِ |
وأُكبّت أوثانُهم فأحسّوا |
|
بمبادي الوبال والأوباءِ |
وعيون سيلت بساوةَ ساوت |
|
حيث غيضت مقعّر الغبراءِ |
يالها ليلةً لنا أسفرت عن |
|
بدرِ تمٍّ محا دجى الظلماء |
ليلة شرّفت على كلِّ يومٍ |
|
إذ هبطنا مشرّف الشرفاءِ |
إلى أن قال فيها :
وبصدّيقك الصدوق الذي حا |
|
ز بسبقِ التصديقِ فضلَ ابتداءِ (١) |
الرفيقِ الرفيقِ بالغار والوا |
|
قيكَ فيه من حيّةٍ رقطاءِ (٢) |
المواسيك بالذي ملكت يمـ |
|
ـناه صدرِ الأئمّةِ الخلفاءِ (٣) |
الإمامِ الذي حمى بيضة الد |
|
ين بإحياءِ سنّةٍ بيضاءِ (٤) |
___________________________________
(١) مرّ في الجزء الثاني : ص ٣١٢ أنّ الصدّيق حقّاً هو سيّدنا أمير المؤمنين بتلقيب من النبي الأعظم وحياً من الله تعالى. وبينّا في الجزء الثالث : ص ٢٤٠ أنّ أبا بكر لم يحز فضل السبق إلى الإيمان.
( المؤلف )
(٢) أسلفنا في الجزء الثامن : ص ٤١ ـ ٤٦ : أنّ حديث الحيّة مكذوب مفترى وأنّ حياة الفضائل لا تثبت بالحيّات. ( المؤلف )
(٣) سبق منا القول الفصل حول ما ملكت يمنى أبي بكر وما أنفقه في سبيل الدعوة الإسلامية. راجع الجزء الثامن : ص ٥٠ ـ ٦٠ الطبعة الأولى [ ص ٧٥ ـ ٨٨ من هذه الطبعة ]. ( المؤلف )
(٤) عرفت في الجزء السابع : ص ١٠٨ ـ ١٢٠ مبلغاً من عرفانه السنّة ، وكيف كان يحيي ما لا يعرف وفي لسانه قوله : لئن أخذتموني بسنّة نبيّكم لا أُطيقها ! ( المؤلف )
قام بالرفق في الخليقة من بعـ |
|
ـدك رفقِ الآباءِ بالأَبناءِ (١) |
وبفاروقِكَ المفرِّق بالبأ |
|
سِ جموعَ الإضلال والإغواءِ (٢) |
السديدِ الشديدِ بالمُسْخِطِ اللهَ |
|
الرحيمِ الشفيقِ بالأتقياءِ (٣) |
عمر فاتح الفتوح الذي مهّد طرق الهدى بحسن ولاءِ |
||
سالب الفُرْسِ ملكهم وكذا الرو |
|
م ومبدي الصلاة بعد الخفاءِ |
الأمير الذي برحمته ما |
|
ر عفاة الأرامل الضعفاءِ (٤) |
فرقاً فرَّ من مهابته الشيـ |
|
ـطانُ عن فجِّه فرار فراءِ (٥) |
وبتاليهما ابن عفّان من جهّز |
|
للهِ الجيشَ في اللأواءِ |
الموفّي في يوم بدر وقد خلـ |
|
ـف الإذن أوفر الانصباءِ |
جامع الذكر في المصاحف ذي النو |
|
رين شيخ الإحسان كهف الحياءِ |
فاسح المسجد المؤسّس بالتقو |
|
ى وملقي الأملاك باستحياءِ (٦) |
وببابِ العلومِ صنوكَ مُردي |
|
في الردى كلَّ مبطلٍ بالرداءِ |
أسدِ اللهِ في الحروب مجلّي |
|
أزماتِ الكروبِ والغمّاءِ |
جعل الباب معجز القوم نقلاً |
|
ترسه يومَ خيبرٍ بنجاءٍ |
___________________________________
(١) سل العترة النبوية الطاهرة عن رفق الخليفة ، وخصّ بالسؤال الصدّيقة بضعة النبيّ الأقدس. ( المؤلف )
(٢) أنّى وأين كان هذا البأس المزعوم عن مغازي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وحروبه ؟ ولعلّه يريد يوماً فرّ عن الزحف وولّى الدبر. ( المؤلف )
(٣) استحفِ السؤال عن الشطر الأوّل أمّ جميل الزانية أو المغيرة الزاني ، وسل عن الرحيم الشفيق بضعة المصطفى الصدّيقة وبعلها الصدّيق. ( المؤلف )
(٤) مار عياله : أتاهم بالطعام والمؤنة. ( المؤلف )
(٥) حديث فرار الشيطان فرقاً من عمر من الأكاذيب المضحكة تمسّ كرامة النبيّ الأقدس ، راجع الجزء الثامن ص ٦٥ الطبعة الأولى [ ص ٩٦ من هذه الطبعة ]. ( المؤلف )
(٦) استوفينا البحث عمّا لفّقه الشاعر من مناقب عثمان ، وفصّلنا القول حول حيائه في الجزء التاسع ص ٢٧٣ الطبعة الأولى [ ص ٣٧٢ من هذه الطبعة ]. ( المؤلف )
لم يُمِلْهُ عن التقى زخرفُ اللهو |
|
ولا مال قطُّ للأهواءِ |
بَتَّ زهداً طلاق دنياه ما غرَّ بأمِّ الغرور بالإغراءِ |
||
الحسيبِ النسيبِ أوّل لاقٍ |
|
من ثنيّات نسبة الأقرباءِ |
الوزيرِ المشيرِ بالصوب في الحر |
|
بِ الذي قد علا على الجوزاءِ (١) |
وكفاهُ حديثُ من كنت مولا |
|
ﻩ فخاراً ناهيك ذا من ثناءِ |
أخذنا هذه الأبيات من قصيدة شاعرنا الحميدي البالغة ( ٣٣٧ ) بيتاً يمدح بها النبيّ الأقدس صلىاللهعليهوآلهوسلم أسماها : الدرّ المنظّم في مدح النبيِّ الأعظم ، طبع ببولاق سنة ( ١٣١٣ ) ضمن ديوانه في ( ١٤٩ ) صحيفة توجد من ( ص ٥ ـ ٢٢ ).
الشاعر
زين الدين عبد الرحمن بن أحمد (٢) بن عليّ الحميديّ ، شيخ أهل الوراقة بمصر ، أثنى عليه الشهاب الخفاجي في ريحانة الألباء (٣) ( ص ٢٧٠ ) بقوله : كان أديباً تفتّحت بصبا اللطف أنوار شمائله ، ورقت على منابر الآداب خطباء بلابله ، إذا صدحت بلابل معانيه ، وتبرّجت حدائق معاليه ، جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري ، نظم في جيد الدهر جمانه ، وسلّم إلى يد الشرف عنانه ، خاطراً في رداء مجد ذي حواشٍ وبطانه ، ناثراً فرائد بيان ، وينثرها اللسان فتودع حقاق الآذان ، وله في الطبّ يد مسيحيّة تُحيي ميت الأمراض ، وتبدّل جواهر الجواهر بالأعراض.
مبارك الطلعة ميمونها |
|
لكن على الحفّار والغاسلِ |
وديوان شعره شائع ، ذائع ، ولمّا نظم بديعيّته أرسلها إليَّ فنظرت فيها في أوائل الصبا تنافس على أرجه وقد فاح مسك الليل وكافور الصباح.
___________________________________
(١) الصوب : الصواب. ( المؤلف )
(٢) في ريحانة الأدب وخلاصة الأثر : محمد ، بدل أحمد. ( المؤلف )
(٣) ريحانة الألباء : ٢ / ١١٤ رقم ١١٢.
ولا مقرب إلّا بصدغ مليحة |
|
ولا جور إلّا في ولاية ساق |
وترجمه المحبّي في خلاصة الأثر ( ٢ / ٣٧٦ ) وذكر كلمة الخفاجي مع زيادة : له الدرّ المنظّم ، وبديعيّة وشرحها ، طبعت مع ديوانه كما مرَّ في ترجمة صفيِّ الدين الحلّي ، توفّي سنة ألف وخمس ، وللقارئ عرفان مذهبه ممّا ذكرناه من شعره ، وميزانه في الشعر قوّة وضعفاً كما ترى ، وله قصيدة يمدح بها النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم مستهلّها :
ما لي أراك أهمت هامه |
|
أذكرت إلفك في تهامه |
أم رام قلبك ريم رامه |
|
للّقا فلم يبلغ مرامه |
أم فوق أفنان الريا |
|
ض شجاك تفنين الحمامه |
إلى أن قال في المديح :
ختم الإلٰه ببعثه |
|
بعثاً وفضَّ به ختامه |
فهو البدايةُ والنها |
|
يةُ والكفايةُ في القيامه |
وبه الوقايةُ والهدا |
|
يةُ والعنايةُ والزعامه |
فببابِه لُذ خاضعاً |
|
متذلّلاً تلقَ الكرامه |
وأفض دموعَك سائلاً |
|
متوسِّلاً تُكْفَ الملامه |
وأنِخْ قلوصَكَ في حما |
|
ﻩ ترى النجاةَ من المضامه |
وبذا الجناب فقم وقل |
|
يا من حوى كلَّ الفخامه |
أنت الذي بالجود أخجلـ |
|
ـتَ الزواخر والغمامه |
أنت الذي في الحشر يقبـ |
|
ـل ربُّنا فينا كلامه |
أنت الذي لولاك ما |
|
ذُكِرَ العقيقُ ولا تهامه |
أنت الذي لولاك ما اشـ |
|
ـتاقَ المشوق لأرض رامه |
أنت الذي لولاك ما |
|
ركب الحجاز سرى وسامه |
أنت الذي من لمس كفّك |
|
قد كفى العافي سقامه |
فيما حويت من الجمالِ |
|
بوجهِكَ الحاوي قسامه |
القصيدة ( ٦٦ ) بيتاً