الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ١١

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ١١

المؤلف:

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي


المحقق: مركز الغدير للدّراسات الإسلاميّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
المطبعة: فروردين
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣١
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

الأُمّة يعبّر عنه شيخنا الشهيد الثاني بالشيخ الإمام في إجازته لحفيده الشيخ حسين ابن عبد الصمد والد شيخنا البهائي (١) ، ويصفه المحقّق الكركي بقدوة الأجلّاء في العالمين في إجازته لحفيده الشيخ عليّ بن عبد الصمد بن شمس الدين محمد المذكورة في رياض العلماء ، وذكره بالإمامة السيّد حيدر البيروي في إجازته للسيّد حسين الكركيِّ. وأثنى عليه العلّامة المجلسيُّ في إجازاته بقوله : صاحب الكرامات.

قرأ شمس الدين كثيراً على الشيخ عزِّ الدين الحسن بن أحمد بن يوسف بن العشرة العامليّ المتوفّى بكرك نوح سنة ( ٨٦٢ ) ، وله إجازةٌ من الشيخ عليِّ بن محمد بن عليِّ بن المحلّى المتوفّى سنة ( ٨٥٥ ) ، تذكر في إجازات البحار ( ص ٤٤ ) ، ولد رحمه‌الله سنة ( ٨٢٢ ) وتوفّي سنة ( ٨٨٦ ).

توفّي شيخنا الكفعمي شاعرنا العظيم في كربلاء المشرّفة سنة ( ٩٠٥ ) كما في كشف الظنون (٢) وكان يوصي أهله بدفنه في الحائر المقدّس بأرض تسمّى عقيرا ومن ذلك قوله :

سألتكمُ بالله أن تدفنونني

إذا متُّ في قبرٍ بأرض عقيرِ (٣)

فإنّي به جارُ الشهيدِ بكربلا

سليلِ رسولِ اللهِ خيرِ مجيرِ

فإنِّي به في حفرتي غيرُ خائفٍ

بلا مريةٍ من منكرٍ ونكيرِ

أمنتُ به في موقفي وقيامتي

إذا الناس خافوا من لظىً وسعيرِ

فإنّي رأيت العربَ يحمي نزيلَها

ويمنعُه من أن يُنالَ بضيرِ

___________________________________

(١) راجع إجازات البحار : ص ٨٥ [ ١٠٨ / ١٤٨ رقم ٥٣ ]. ( المؤلف )

(٢) راجع : ٢ / ٦١٧ وفي طبعة : ص ١٩٨٢. ( المؤلف )

(٣) لعلّ العقر اسم لبعض نواحي كربلاء المشرّفة كالغاضرية وشاطئ الفرات ، ولذا لمّا سئل سيّدنا الحسين السبط سلام الله عليه عن اسم المحلّ كان من جواب القوم له : أنّه يسمّى العقر ، فقال عليه‌السلام : « أعوذ بالله من العقر ». أو أنّ التسمية مأخوذة ممّا جاء في اللغة من أنّ العقير : الشريف القتيل.

( المؤلف )

٢٨١
 &

فكيف بسبطِ المصطفى أن يذودَ من

بحائره ثاوٍ بغيرِ نصيرِ

وعارٌ على حامي الحمى وهو في الحمى

إذا ضلَّ في البيدا عقال بعيرِ

لفت نظر :

ذكر السيّد الأمين صاحب الأعيان (١) في ( ٥ / ٣٣٦ ) : أنَّ المترجم له ولد سنة ( ٨٤٠ ) مستفيداً من أرجوزة له في علم البديع ، وهذا التاريخ بعيدٌ عن الصواب جدّاً ، وذهول عمّا ذكره السيّد نفسه من أمور تفنّده وتضادّه ، قال (٢) في ( ص ٣٤٠ ) : وجد بخطّه كتابُ دروس الشهيد فرغ من كتابته سنة ( ٨٥٠ ) وعليه قراءته وبعض الحواشي الدالّة على فضله.

وعدّ من تآليفه ( ص ٣٤٣ ) حياة الأرواح (٣) ، فقال : فرغ من تأليفه سنة ( ٨٤٣ ).

وذكر له مجموعةً كبيرة فقال : قال صاحب الرياض : رأيته بخطّه في بلدة إيروان من بلاد آذربيجان ، وكان تاريخ إتمام كتابة بعضها سنة ( ٨٤٨ ) ، وبعضها سنة ( ٨٤٩ ) ، وبعضها ( ٨٥٢ ).

وقال (٤) في ( ص ٣٣٦ ) : تاريخ وفاته مجهولٌ ، وفي بعض المواضع : إنّه توفّي سنة ( ٩٠٠ ) ولم يذكر مأخذه ، فهو إلى الحدس أقرب منه إلى الحسّ ، لكنَّه كان حيّاً سنة ( ٨٩٥ ) فإنّه فرغ من تأليف المصباح في ذلك التاريخ ، وليس في تواريخ مؤلّفاته ما هو أزيد من هذا. فعلى ما استفاده سيّد الأعيان من تاريخ ولادته ( ٨٤٠ ) يكون عند تأليفه المصباح ابن خمس وخمسين سنة ، وله في رائيّته في المصباح قوله :

وشيخٌ كبيرٌ له لمّةٌ

كساها التعمّر ثوب القتيرِ

___________________________________

(١) أعيان الشيعة : ٢ / ١٨٤.

(٢) المصدر السابق : ص ١٨٥.

(٣) المصدر السابق : ص ١٨٦.

(٤) المصدر السابق : ص ١٨٤.

٢٨٢
 &

فمجموع ما ذكرناه يُعطينا خبراً بأنّ شاعرنا المترجم له ولد في أُوليات القرن التاسع ، وأنّه كان في سنة ( ٨٤٣ ) مؤلّفاً صاحب رأي ونظر ، يثني على تآليفه الأساتذة الفطاحل ، وكان حينما ألّف المصباح سنة ( ٨٩٤ ) شيخاً هرماً كبيراً.

٢٨٣
 &

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب الجزء الحادي عشر ـ العلامة الأميني

٢٨٤
 &

ـ ٧٨ ـ عزّ الدين العاملي

المولود ( ٩١٨ )

المتوفّى ( ٩٨٤ )

إلى مَ أُلام وأمري شهيرْ

وأشفقُ من كلِّ نذلٍ حقيرْ

وحبّي النبيَّ وآلَ النبيِّ

وقوليَ بالعدلِ نعم الخفيرْ

ولي رحمٌ تقتضي حرمةً

ولي نسبةٌ بولائي الخطيرْ

فلي في المعادِ عمادٌ بهم

ولي في القيامِ مقامٌ نضيرْ

لأنّي أُنادي لدى النائبات

والخوفُ من أنَّ ذنبي كبيرْ

أخا المصطفى وأبا السيّدين

وزوجَ البتولِ ونجلَ الظهيرْ

ومحبوبَ ربٍّ حميدٍ مجيدٍ

وخيرِ نبيٍّ بشيرٍ نذيرْ

ونور الظلام وكافي العظامِ

ومولى الأنام بنصِّ الغديرْ

مجلّي الكروبِ عليمَ الغيوب

نقيَّ الجيوبِ بقولِ الخبيرْ

وأقضى الأنامِ وأقصى المرامِ

وسيفَ السلامِ السميعِ البصيرْ

القصيدة ( ٤٥ ) بيتاً

ما يتبع الشعر

هذه الأبيات مستهلّ قصيدة للشيخ الحسين بن عبد الصمد العاملي والد شيخنا البهائي ، وشرحها بعد مدّة من نظمها بشرح كبير ، وأثبت كلّ ما ذكر فيها من فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام بطريق الجمهور ، وقال فيه : قولي : ومولى الأنام بنصِّ الغدير ،

٢٨٥
 &

إشارة إلى خبر غدير خمّ.

وقال بعد ذكر حديث الغدير ما ملخّصه : رواه أحمد بن حنبل بستّ عشرة طريقاً ، والثعلبي بأربع طرق في تفسير قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) (١) ورواه ابن المغازلي بثلاث طرق ، ورواه في الجمع بين الصحاح الستّ ، قال ابن المغازلي : وقد روى حديث غدير خمّ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحو من مائة نفس ، وذكر محمد بن جرير الطبريّ المؤرّخ لحديث الغدير خمساً وسبعين طريقاً ، وأفرد له كتاباً سمّاه كتاب الولاية ، وذكر الحافظ أبو العبّاس أحمد بن عقدة له خمساً ومائة طريقٍ ، وأفرد له كتاباً ، فهذا قد تجاوز حدَّ التواتر. ومن العجب تأويل هذا الحديث وهو نصٌّ في الإمامة ووجوب الطاعة ، ويشهد العقل السليم بفساد ذلك التأويل كما يأباه الحال والمقام ، وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ألست أولى منكم بأنفسكم ؟ » بعد نزول قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ ) . وأمثال ذلك. فغفل أصحاب التأويل من معنى قول أبي الطيب :

وهبني قلت هذا الصبحُ ليلٌ

أيعشى العالمون عن الضياءِ

الشاعر

عزّ الدين الشيخ حسين بن عبد الصمد بن شمس الدين محمد بن زين الدين عليِّ بن بدر الدين حسن بن صالح بن إسماعيل الحارثي الهمداني العاملي الجبعي.

هو من بيت عرّق فيه المجد والشرف بولاء العترة الطاهرة منذ العهد العلوي ، فمن هنا بشّر أمير المؤمنين عليه‌السلام جدّه الأعلى الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني الخارفي (٢) عند وفاته بنتيجة عقيدته الصحيحة به ، وولائه الخالص له ، والمترجم له

___________________________________

(١) المائدة : ٦٧.

(٢) الخارفي ـ بكسر الراء ـ نسبة إلى خارف ؛ بطن من همدان نزل الكوفة. ويقال الحوتي ـ بضم الحاء ـ نسبة إلى الحوت ؛ بطن من همدان أيضاً. ( المؤلف )

٢٨٦
 &

صرح بانتسابه إلى هذا الموالي العلويّ الهمداني في كتاب كتبه إلى السلطان شاه طهماسب في سنة ( ٩٦٨ ) رأيته بخطّه ، وذكره في إجازته لتلميذه الشيخ رشيد الدين ابن الشيخ إبراهيم الأصبهانيّ تاريخها تاسع عشر جمادى الأولى سنة ( ٩٧١ ) ، وفي إجازته لملك علي كما في مستدرك الإجازات (١) لشيخنا الحجّة ميرزا محمد الرازي نزيل سامرّاء المشرّفة.

ونصَّ بهذه النسبة ولده شيخنا البهائي في إجازته سنة ( ١٠١٥ ) للمولى صفيّ الدين محمد القمي (٢) ، وقال في كشكوله (٣) ( ص ٢٧٩ ) طبع مصر سنة ( ١٣٠٥ ) : من نهج البلاغة (٤) من كتاب كتبه أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى الحارث الهمدانيّ جدّ جامع الكتاب.

وصرّح بها لفيفٌ من أساطين الطائفة ومشايخ الأُمّة ممّن عاصر المترجم له أو من قارب عصره ، وإليك أسماء جمع منهم غير المعاجم التي ذكرت فيها ترجمة المترجم له أو ولده البهائي :

١ ـ شيخنا الشهيد الثاني في إجازته للمترجم له سنة ( ٩٤١ ) (٥).

٢ ـ الشيخ حسن صاحب المعالم في استجازته من المترجم له سنة ( ٩٨٣ ) كما في المستدرك.

___________________________________

(١) أحد أجزاء مستدرك البحار لشيخنا الأجلّ الرازي : كتاب كريم قيّم ضخم فخم استدرك به ما فات مولانا العلّامة المجلسي قدس‌سره ، أتى في عدّة مجلدات ، تربو صحائف مستدرك إجازاته فحسب على ألفي صحيفة ، وقس عليها غيرها من أجزاء البحار ، ومن سرح النظر في هذا السفر الحافل يجد العلم طافحاً من جوانبه ، وتتراءى له الفضيلة المتدفّقة في طيّاته ، ويشاهد همّة قعساء يقصر دونها البيان ، وتفشل عن إدراكها الهمم ، ولا تبلغ مداها جمل الإطراء والثناء ، أبقى له ذكراً خالداً مع الأبد يذكر ويشكر ، قدس الله روحه وطيّب رمسه. ( المؤلف )

(٢) بحار الأنوار : ١٠٩ / ١٤٦ رقم ٧١.

(٣) الكشكول للبهائي : ٣ / ٩٥ ـ ٩٦.

(٤) نهج البلاغة : ص ٤٥٩.

(٥) بحار الأنوار : ١٠٨ / ١٤٦ رقم ٥٣.

٢٨٧
 &

٣ ـ الشيخ أبو محمد بن عناية الله الشهير ببايزيد البسطامي الثاني في إجازته للسيّد حسين الكركي سنة ( ١٠٠٤ ) (١).

٤ ـ السيد ماجد بن هاشم البحراني في إجازته للسيّد أمير فضل الله دست غيب سنة ( ١٠٢٣ ) (٢).

٥ ـ المولى حسن علي ابن المولى عبد الله التستري في إجازته للمولى محمد تقي المجلسي سنة ( ١٠٣٤ ) (٣).

٦ ـ الأمير شرف الدين علي الشولستاني النجفي في إجازته للمولى محمد تقي المجلسي سنة ( ١٠٣٦ ) (٤).

٧ ـ السيّد نور الدين العاملي أخ السيّد محمد صاحب المدارك في إجازته سنة ( ١٠٥١ ) للمولى محمد محسن بن محمد مؤمن (٥).

٨ ـ الأمير السيّد أحمد العاملي صهر سيّدنا الأمير محمد باقر داماد الراوي عنه في صورة طرق روايته (٦).

٩ ـ المولى محمد تقي المجلسي في طرق روايته الصحيفة السجّاديّة في مواضع ثلاثة توجد في إجازات البحار (٧) ( ص ١٤٥ ، ١٤٦ ، ١٤٩ ) ، وفي إجازته للميرزا إبراهيم ابن المولى كاشف الدين محمد اليزدي سنة ( ١٠٦٣ ) ، وفي إجازته للمولى محمد

___________________________________

(١) بحار الأنوار : ١٠٩ / ١٦٧ رقم ٨٠.

(٢) المصدر السابق : ١١٠ / ١٧ رقم ٨٤.

(٣) المصدر السابق : ص ٣٨ رقم ٩١.

(٤) المصدر السابق : ص ٣٢ رقم ٩٠.

(٥) المصدر السابق : ص ٢٥ رقم ٨٨.

(٦) المصدر السابق : ١٠٩ / ١٥٢ ـ ١٥٤ رقم ٧٥.

(٧) المصدر السابق : ١١٠ / ٦٣ رقم ٤٣ ، و ٦٧ رقم ٩٢ ، و ٧٩ رقم ٩٤.

٢٨٨
 &

صادق الكرباسي الأصفهاني الهمداني سنة ( ١٠٦٨ ) ، وفي إجازته لبعض تلاميذه ، وفي إجازته لولده العلّامة المجلسي.

١٠ ـ آقا حسين ابن آقا جمال الخونساري في إجازته للأمير ذي الفقار سنة ( ١٠٦٤ ) (١).

١١ ـ المحقّق السبزواري المولى محمد باقر في إجازته للمولى محمد الكيلاني سنة ( ١٠٨١ ) وفي إجازته للمولى محمد شفيع سنة ( ١٠٨٥ ) (٢).

١٢ ـ الشيخ قاسم بن محمد الكاظمي في إجازته للشيخ نور الدين محمد ابن شاه مرتضى الكاشاني سنة ( ١٠٩٥ ) كما في مستدرك الإجازات.

١٣ ـ العلّامة المجلسي في موضعين من فائدة أوردها في إجازات البحار ( ص ١٣٤ ) وفي غير واحد من إجازاته لتلامذته (٣).

١٤ ـ الشيخ حسام الدين بن جمال الدين الطريحي في إجازته للشيخ محمد جواد الكاظميّ سنة نيف وتسعين وألف.

١٥ ـ السيّد الأمير حيدر ابن السيّد علاء الدين الحسيني البيروي في موضعين من إجازته للسيّد حسين المجتهد ابن السيّد حيدر الكركي (٤).

١٦ ـ بعض تلمذة البهائي في بيان روايته عنه ، قال العلّامة المجلسي : لعلّه السيّد حسين بن حيدر الكركي.

١٧ ـ الشيخ محمد حسين الميسي العاملي في إجازته للشيخ أبي الحسن الشريف العاملي سنة ( ١١٠٠ ).

___________________________________

(١) بحار الأنوار : ١١٠ / ٨٥ رقم ٩٥.

(٢) المصدر السابق : ص ٩٢ رقم ٩٦.

(٣) المصدر السابق : ص ٧٤ رقم ٩٣.

(٤) المصدر السابق : ١٠٩ / ١٦٥ رقم ٧٩.

٢٨٩
 &

١٨ ـ الشيخ عبدالواحد بن محمد البوراني في إجازته للشيخ أبي الحسن الشريف الفتوني العاملي سنة ( ١١٠٣ ).

١٩ ـ الأمير محمد صالح بن عبد الواسع في إجازته للشيخ أبي الحسن الشريف الفتوني سنة ( ١١٠٧ ).

٢٠ ـ الشيخ صفيّ الدين بن فخر الدين الطريحي في إجازته للشيخ أبي الحسن الشريف الفتوني سنة ( ١١١١ ) وفي غير واحد من إجازاته.

وأشار إلى هذا النسب الذهبي الشيخ جعفر الخطّي البحراني (١) المتوفّى سنة ( ١٠٢٨ ) في قصيدته التي جارى بها رائيّة شيخنا البهائي ومدحه فيها ، وكتب الشيخ تقريظاً عليها ، يقول فيها :

فيابن الأُلى أثنى الوصيُّ عليهمُ

بما ليس تثني وجهَهُ يدُ إنكارِ

بصفّينَ إذ لم يلف من أوليائه

وقد عضّ نابٌ للوغى غيرَ فرّارِ

وأبصر منهم جندَ حرب تهافتوا

على الموتِ إسراعَ الفراشِ على النارِ

سراعاً إلى داعي الحروب يرونها

على شربها الأعمارَ مورد أعمارِ

أطاروا غمودَ البيضِ واتكلوا على

مفارقِ قومٍ فارقوا الحقَّ فُجّارِ

وأرسوا وقد لاثوا على الركب الحبا

بروكاً كهدي أبركوه لجزّارِ

فقال وقد طابت هنالك نفسُه

رضى وأقرّوا عينه أيَّ إقرارِ

فلو كنت بوّاباً على بابِ جنّةٍ

كما أفصحتْ عنه صحيحاتُ آثارِ

أشار إلى ما كان عليه قبيلة همدان يوم صفّين وكان فيهم البطل المجاهد جدّ المترجم له ـ الحارث ـ فأثنى عليهم أمير المؤمنين عليه‌السلام وقال : « يا معشر همدان أنتم درعي ورمحي ما نصرتم إلَّا الله وما أجبتم غيره :

___________________________________

(١) توجد ترجمته في سلافة العصر [ ص ٥٢٤ ـ ٥٢٦ ] ، وأنوار البدرين [ ص ١١٢ رقم ٤١ ]. ( المؤلف )

٢٩٠
 &

دعوتُ فلبّاني من القوم عُصبةٌ

فوارسُ من همدانَ غيرُ لئامِ

فوارسُ من همدان ليسوا بعزّلٍ

غداة الوغى من شاكرٍ وشبامِ

بكلِّ ردينيٍّ وعضبٍ تخاله

إذا اختلف الأقوامُ شعلَ ضرامِ

لهمدانَ أخلاقٌ ودينٌ يزينهمْ

وبأسٌ إذا لاقوا وجدّ خصامِ

وجدٌّ وصدقٌ في الحروبِ ونجدةٌ

وقولٌ إذا قالوا بغير أثامِ

متى تأتهمْ في دارِهمْ تستضيفهمْ

تَسبِتْ ناعماً في خدمةٍ وطعامِ

جزى الله همدانَ الجنانَ فإنّها

سمامُ العدى في كلِّ يومِ زحامِ

فلو كنتُ بوّاباً على باب جنّةٍ

لقلت لهمدان ادخلي بسلامِ » (١)

ومؤسّس شرف هذا البيت الرفيع ـ الحارث الهمداني ـ كان صاحب أمير المؤمنين عليه‌السلام والمتفاني في ولائه ، والفقيه الأكبر في شيعته ، وأحد أعلام العالم ، أثنى عليه جمعٌ من رجال العامّة (٢) ، وذكره السمعاني في الخارفي من الأنساب (٣) وقال : كان غالياً في التشيّع. وعدّه ابن قتيبة في المعارف (٤) ( ص ٣٠٦ ) من الشيعة في عداد صعصعة ابن صوحان وأصبغ بن نباتة وأمثالهما ، وترجم له الذهبي في ميزان الاعتدال (٥) ( ١ / ٢٠٢ ) وقال : من كبار علماء التابعين. ونقل هو وابن حجر في تهذيب التهذيب (٦) ( ص ١٤٥ ) عن أبي بكر بن أبي داود أنّه قال : كان الحارث أفقه الناس ، وأحسب الناس ، وأفرض الناس ، وتعلّم الفرائض من عليّ عليه‌السلام. وفي خلاصة تهذيب

___________________________________

(١) كتاب صفّين لابن مزاحم : ص ٣١٠ ، ٤٩٦ [ ص ٢٧٤ ، ٤٣٧ ] طبعة مصر ، شرح ابن أبي الحديد : ١ / ٤٩٢ ، ٢ / ٢٩٤ [ ٥ / ٢١٧ الخطبة ٦٥ ، و ٨ / ٧٨ الخطبة ١٢٤ ]. ( المؤلف )

(٢) خلا أناس منهم حنّاق على العترة الطاهرة ، يتحرّون الوقيعة في شيعتهم ، فخلقوا له إفكاً ، ونبزوه بالسفاسف ممّا لا يقام له عند المنقّب وزن. ( المؤلف )

(٣) الأنساب : ٢ / ٣٠٥.

(٤) المعارف : ص ٦٢٤.

(٥) ميزان الاعتدال : ١ / ٤٣٥ رقم ١٦٢٧.

(٦) تهذيب التهذيب : ٢ / ١٢٦.

٢٩١
 &

الكمال (١) ( ص ٨٥ ) : إنّه أحد كبار الشيعة.

وروى الكشي في رجاله (٢) ( ص ٥٩ ) بإسناده عن أبي عمير البزّاز عن الشعبي قال : سمعت الحارث الأعور وهو يقول : أتيت أمير المؤمنين عليّاً عليه‌السلام ذات ليلة فقال : « يا أعور ما جاء بك ؟ » قال : فقلت : يا أمير المؤمنين جاء بي والله حبّك. قال : فقال : « أما إنّي سأحدِّثك لتشكرها ، أما إنّه لا يموت عبدٌ يحبّني فيخرج نفسه حتى يراني حيث يحبُّ ، ولا يموت عبدٌ يبغضني فيخرج نفسه حتى يراني حيث يكره ». قال : ثم قال لي الشعبي بعدُ : أما إنّ حبّه لا ينفعك وبغضه لا يضرّك (٣).

وحدّث الشيخ أبو علي ابن شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي في أماليه (٤) ( ص ٤٢ ) بإسناده عن جميل بن صالح عن أبي خالد الكاملي (٥) عن الأصبغ بن نباتة قال : دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام في نفر من الشيعة وكنت فيهم فجعل ـ يعني الحارث ـ يتأوّد في مشيته ويخبط الأرض بمحجنه وكان مريضاً ، فأقبل عليه أمير المؤمنين عليه‌السلام وكانت له منه منزلة فقال : « كيف تجدك يا حارث ؟ ». قال : نال الدهر منّي يا أمير المؤمنين ، وزادني أُواراً وغليلاً اختصام أصحابك ببابك. قال : « وفيم خصومتهم ؟ ». قال : في شأنك والبليّة من قِبلك فمن مفرط غالٍ ، ومقتصدٍ قال ، ومن متردّدٍ مرتاب ، لا يدري أيقدم أو يحجم. قال : « فحسبك يا أخا همدان ألا إنَّ خير شيعتي النمط الأوسط ، إليهم يرجع الغالي وبهم يلحق التالي ». قال : لو كشفت فداك أبي وأُمِّي الرين عن قلوبنا وجعلتنا في ذلك

___________________________________

(١) خلاصة الخزرجي : ١ / ١٨٤ رقم ١١٤٢.

(٢) رجال الكشّي : ص ٨١ رقم ٢٦.

(٣) قول الشعبي هذا مناقض لما جاء به النبيّ الأعظم في حبّ أمير المؤمنين عليه‌السلام وبغضه من الكثير الطيّب ، راجع ما مرّ في أجزاء كتابنا هذا وما يأتي. ( المؤلف )

(٤) أمالي الطوسي : ص ٦٢٥ ح ١٢٩٢.

(٥) كذا والصحيح : الكابلي. ( المؤلف )

٢٩٢
 &

على بصيرةٍ من أمرنا ، قال : « قدك (١) فإنّك امرؤٌ ملبوسٌ عليك ، إنَّ دين الله لا يُعرف بالرجال بل بآية الحقِّ ، فاعرف الحقَّ تعرف أهله ، يا حارِ إنَّ الحقَّ أحسن الحديث والصادع به مجاهد ، وبالحقِّ أُخبرك فأعرني سمعك ثم خبّر به من كانت له حصانة من أصحابك ، ألا إنّي عبد الله وأخو رسوله وصدّيقه الأوّل ، قد صدّقته وآدم بين الروح والجسد ، ثم إنّي صدّيقه الأوّل في أُمّتكم حقّاً ، فنحن الأوّلون ونحن الآخرون ، ألا وأنا خاصّته يا حار وخالصته وصنوه ووصيّه ووليّه صاحب نجواه وسرّه ، أوتيت فيهم الكتاب وفصل الخطاب وعلم القرون والأسباب ، واستُودعت ألف مفتاح ، يفتح كلّ مفتاح ألف باب ، يفضي كلُّ باب إلى ألف ألف عهد ، وأُيِّدت ـ أو قال : ـ أمددت بليلة القدر نفلاً ، وإنَّ ذلك ليجري لي ومن استحفظ من ذرّيتي ما جرى الليل والنهار حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، وأُبشِّرك يا حارث ليعرفني والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة وليّي وعدوّي في مواطن شتّى ، ليعرفني عند الممات وعند الصراط وعند المقاسمة » قال : قلت : وما المقاسمة يا مولاي ؟ قال : « مقاسمة النار ، أُقاسمها قسمةً صحاحاً أقول : هذا وليّي وهذا عدوّي ».

ثم أخذ أمير المؤمنين عليه‌السلام بيد الحارث وقال : « يا حارث أخذت بيدك كما أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيدي ، فقال لي واشتكيت إليه حسدة قريش والمنافقين لي : إنّه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل أو بحجزة يعني عصمة من ذي العرش تعالى وأخذت يا علي بحجزتي وأخذ ذريّتك بحجزتك وأخذ شيعتكم بحجزتكم ، فماذا يصنع الله بنبيّه ؟ وما يصنع نبيّه بوصيّه ؟ خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة : أنت مع من أحببت ، ولك ما احتسبت » ، أو قال : ما اكتسبت. قالها ثلاثاً ، فقال الحارث ـ وقام يجرُّ رداءه جذلاً ـ ما أبالي ربّي بعد هذا متى لقيت الموت أو لقيني. قال جميل بن صالح : فأنشدني السيّد بن محمد في كتابه :

___________________________________

(١) أي : حسبك.

٢٩٣
 &

قول عليٍّ لحارثٍ عجبٌ

كم ثَمّ أُعجوبة له حملا

يا حارِ همدانَ من يمُت يرني

من مؤمنٍ أو منافقٍ قبلا

يعرفني طرفه وأعرفُه

بنعتِه واسمِه وما فعلا

وأنت عند الصراط تعرفُني

فلا تخف عثرةً ولا زللا

أسقيك من باردٍ على ظمأِ

تخالُه في الحلاوة العسلا

أقول للنارِ حين تُعرَضُ للعرض

دعيه لا تقبلي الرجلا

دعيه لا تقربيه إنَّ له

حبلاً بحبل الوصيِّ متّصلا

توفِّي الحارث الهمداني سنة ( ٦٥ ) كما ذكره (١) الذهبي في ميزان الاعتدال ، وابن حجر نقلاً عن ابن حبّان في تهذيب التهذيب ( ٢ / ١٤٧ ) ، والمؤرّخ عبد الحيّ في شذرات الذهب ( ١ / ٧٣ ) ، فما في خلاصة تذهيب الكمال ( ص ٥٨ ) من أنها سنة ( ١٦٥ ) ليس بصحيح.

والمترجم له شيخنا ـ الحسين ـ أحد أعلام الطائفة ، وفقهائها البارعين في الفقه وأصوله والكلام والفنون الرياضيّة والأدب ، وكان إحدى حسنات هذا القرن ، والألق المتبلّج في جبهته ، والعبق المتأرّج بين أعطافه ، أذعن بتقدّمه في العلوم علماء عصره ومن بعدهم ، قال شيخه الشهيد الثاني في إجازته له المؤرَّخة بـ ( ٩٤١ ) المذكورة في كشكول شيخنا البحراني (٢) صاحب الحدائق : ثم إنَّ الأخ في الله المصطفى في الأخوّة ، المختار في الدين ، المرتقى عن حضيض التقليد إلى أوج اليقين ، الشيخ الإمام العالم الأوحد ، ذا النفس الطاهرة الزكيّة ، والهمّة الباهرة العليّة ، والأخلاق الزاهرة الإنسيّة ، عضد الإسلام والمسلمين ، عزّ الدنيا والدين حسين ابن الشيخ الصالح العالم العامل المتقن المتفنّن خلاصة الأخيار الشيخ عبد الصمد ابن الشيخ الإمام شمس الدين محمد

___________________________________

(١) ميزان الاعتدال : ١ / ٤٣٧ رقم ١٦٢٧ ، كتاب المجروحين : ١ / ٢٢٢ ، تهذيب التهذيب : ٢ / ١٢٧ ، شذرات الذهب : ١ / ٢٩٠ حوادث سنة ٦٥ هـ ، خلاصة الخزرجي : ١ / ١٨٤ رقم ١١٤٢.

(٢) الكشكول : ٢ / ٢٠٢.

٢٩٤
 &

الشهير بالجبعيِّ أسعد الله جدّه ، وجدّد سعده ، وكبت عدوّه وضدّه ، ممّن انقطع بكلّيته إلى طلب المعالي ، ووصل يقظة الأيّام بإحياء الليالي ، حتى أحرز السبق في مجاري ميدانه ، وحصّل بفضله السبق على سائر أترابه وأقرانه ، وصرف برهةً من زمانه في تحصيل هذا العلم ، وحصل منه على أكمل نصيب وأوفر سهم ، فقرأ على هذا الضعيف. إلى آخره.

وأثنى عليه معاصره السيد الأمير حيدر ابن السيّد علاء الدين الحسيني البيروي في إجازته للسيّد حسين المجتهد الكركي (١) بقوله : الشيخ الإمام الزاهد العابد العامل العالم ، زبدة فضلاء الأنام ، وخلاصة الفقهاء العظام ، فقيه أهل البيت عليهم‌السلام ، عضد الإسلام والمسلمين ، عزّ الدنيا والدين حسين ابن الشيخ العالم.

وفي رياض العلماء (٢) : كان فاضلاً عالماً جليلاً أصوليّاً متكلّماً فقيهاً محدِّثاً شاعراً ماهراً في صنعة اللغز ، وله ألغازٌ مشهورةٌ خاطب بها ولده البهائي فأجابه هو بأحسن منها ، وهما مشهوران وفي المجاميع مسطوران.

وقال المولى مظفّر علي أحد تلاميذ ولده البهائي في رسالة له في أحوال شيخه : وكان والد هذا الشيخ في زمانه من مشاهير فحول العلماء الأعلام والفقهاء الكرام ، وكان في تحصيل العلوم والمعارف وتحقيق مطالب الأصول والفروع مشاركاً ومعاصراً للشهيد الثاني ، بل لم يكن له قدّس الله سرّه في علم الحديث والتفسير والفقه والرياضي عديل في عصره وله فيها مصنّفات. انتهى.

وقال المولى نظام الدين محمد تلميذ ولده البهائي في نظام الأقوال في أحوال الرجال : الحسين بن عبد الصمد بن محمد الجبعي الحارثيّ الهمدانيّ الشيخ العالم الأوحد ، صاحب النفس الطاهرة الزكيّة ، والهمّة الباهرة العليّة ، والد شيخنا وأستاذنا

___________________________________

(١) بحار الأنوار : ١٠٩ / ١٦٥ رقم ٧٩.

(٢) رياض العلماء : ٢ / ١٠٩.

٢٩٥
 &

ومن إليه في العلوم استنادنا أدام الله ظلّه البهيّ ، من أجلّة مشايخنا قدّس الله روحه الشريفة ، كان عالماً فاضلاً مطّلعاً على التواريخ ماهراً في اللغات ، مستحضراً للنوادر والأمثال ، وكان ممّن جدّد قراءة كتب الأحاديث ببلاد العجم ، له مؤلّفات جليلة ، ورسالات جميلة. انتهى.

وفي أمل الآمل (١) : كان عالماً ماهراً محقّقاً مدقّقاً متبحّراً جامعاً أديباً منشئاً شاعراً عظيم الشأن ، جليل القدر ، ثقةً من فضلاء تلامذة شيخنا الشهيد الثاني. إلى آخره.

إلى كلمات أخرى مبثوثة في الإجازات ومعاجم التراجم. وعرف فضله عاهل إيران بوقته السلطان شاه طهماسب الصفوي ، فسامه تقديراً وتبجيلاً ، وقلّده شيخوخة الإسلام بقزوين ، ثم بخراسان المقدّسة ثم بهراة ، وفوّض إليه أمر التدريس والإفادة ، وكان يقدّمه على كثير من معاصريه بعد أستاذه المحقّق الكركي ، فنهض المترجم له بعبء العلم والدين ونشر أعلامهما بما لا مزيد عليه ، فخلّد له التاريخ بذلك كلّه ذكراً جميلاً تضيء به صحائفه ، وتزدهي سطوره ، وممّا خصّه المولى سبحانه به وفضّله بذلك على كثير من عباده ، وحريٌّ بأن يُعدَّ من أكبر فضائله الجمّة ، وأفضل أعماله المشكورة مع الدهر ، أنّه نشر ألوية التشيّع في هراة ومناحيها ، وأدرك خلق كثيرٌ بإرشاده الناجع سعادة الرشد ، وسبيل السداد ، واتّبعوا الصراط السويَّ المستقيم .

مشايخه والرواة عنه :

يروي شيخنا المترجم له عن لفيف من أعلام الطائفة وأساتذة العلم. منهم :

١ ـ شيخنا الأكبر زين الدين الشهيد الثاني وأخذ منه العلم (٢).

___________________________________

(١) أمل الآمل : ١ / ٧٤ رقم ٦٧.

(٢) بحار الأنوار : ١٠٨ / ١٤٦ رقم ٥٣.

٢٩٦
 &

٢ ـ السيّد بدر الدين الحسن ابن السيّد جعفر الأعرجي الكركي العاملي.

٣ ـ الشيخ حسن صاحب المعالم ابن الشهيد الثاني.

٤ ـ السيّد حسن بن علي بن شدقم الحسيني المدني.

ويروي عنه :

١ ـ السيّد الأمير محمد باقر الأستراباديّ الشهير بـ : داماد (١).

٢ ـ الشيخ رشيد الدين بن إبراهيم الأصفهاني بالإجازة المؤرّخة بسنة ( ٩٧١ ).

٣ ـ السيّد شمس الدين محمد بن علي الحسيني الشهير بابن أبي الحسن ، كما في إجازة العلّامة المجلسي للسيّد نعمة الله الجزائريّ المؤرّخة بسنة ( ١٠٧٥ ).

٤ ـ السيّد حيدر بن علاء الدين البيروي كما في إجازته للسيّد حسين الكركي (٢).

٥ ـ الشيخ أبو محمد بن عناية الله البسطامي كما في إجازته للسيّد حسين الكركي (٣).

٦ ـ المولى معاني التبريزي كما في إجازات البحار ( ص ١٣٤ ، ١٣٥ ).

٧ ـ الميرزا تاج الدين حسين الصاعدي كما في الإجازات ( ص ١٣٥ ).

٨ ـ الشيخ حسن صاحب المعالم كما في إجازة الأمير شرف الدين الشولستاني للمولى محمد تقي المجلسي (٤).

٩ ـ وملك علي يروي عنه بالإجازة المذكورة في أعيان الشيعة (٥) ( ٢٦ / ٢٦٠ ).

___________________________________

(١) بحار الأنوار : ١٠٩ / ٨٧ رقم ٦٦.

(٢) المصدر السابق : ص ١٦٥ رقم ٧٩.

(٣) المصدر السابق : ص ١٦٧ رقم ٨٠.

(٤) المصدر السابق : ١١٠ / ٣٢ رقم ٩٠.

(٥) أعيان الشيعة : ٦ / ٦٣.

٢٩٧
 &

١٠ و ١١ ـ ولداه العلمان : شيخنا البهائي ، وأبو تراب الشيخ عبد الصمد (١). وقرأ عليه السيّد علاء الدين محمد بن هداية الله الحسني الخيروي سنة ( ٩٦٧ ).

آثاره أو مآثره :

ومن آثاره أو مآثره تآليف قيّمة منها :

١ ـ شرح على القواعد.

٢ ـ شرحان على ألفيّة الشهيد.

٣ ـ الرسالة الطهماسبيّة في الفقه.

٤ ـ الرسالة الوسواسيّة.

٥ ـ رسالة في وجوب الجمعة.

٦ ـ وصول الأخيار إلى أصول الأخبار.

٧ ـ الرسالة الرضاعيّة.

٨ ـ حاشية على الإرشاد.

٩ ـ رسالة مناظرة مع علماء حلب (٢).

١٠ ـ رسالة في الرحلة (٣).

١١ ـ رسالة في العقائد.

١٢ ـ رسالة الطهارة الظاهريّة والقلبيّة.

١٣ ـ رسالة في المواريث.

١٤ ـ كتاب الغرر والدرر.

___________________________________

(١) بحار الأنوار : ١٠٨ / ١٨٩ رقم ٦٢.

(٢) للمترجم له رحلات فيها خطوات محمودة ومواقف تذكر وتشكر وراء صالح الأُمّة والسعي دون مناهج الدين والمذهب ، ورسالته هذه تجمع شتات تلكم المساعي. راجع أعيان الشيعة لسيدنا الأمين [ ٦ / ٦٤ ]. ( المؤلف )

(٣) رسالة قيّمة في الإمامة تجد جملة ضافية منها في أعيان الشيعة : ٢٦ / ٢٤٨ [ ٦ / ٦٤ ]. ( المؤلف )

٢٩٨
 &

١٥ ـ رسالة في تقديم الشياع على اليد.

١٦ ـ رسالة في الواجبات.

١٧ ـ تعليقات على الصحيفة.

١٨ ـ رسالة في القبلة.

١٩ ـ ديوان شعره.

٢٠ ـ دراية الحديث.

٢١ ـ كتاب الأربعين.

٢٢ ـ تعليقة على خلاصة العلّامة.

٢٣ ـ رسالة في جواز استرقاق الحربيِّ البالغ حال الغيبة.

٢٤ ـ رسالة تحفة أهل الإيمان في قبلة عراق العجم وخراسان.

٢٥ ـ رسالةٌ في وجوب صرف مال الإمام عليه‌السلام في أيّام الغيبة.

٢٦ ـ جواب عمّا أورد على حديث نبويّ (١).

٢٧ ـ رسالةٌ في عدم طهر البواري بالشمس.

ولادته ووفاته :

ولد شيخنا المترجم له أوّل محرّم الحرام سنة ( ٩١٨ ) ، وتوفّي سنة ( ٩٨٤ ) في ثامن ربيع الأوّل في قرية المصلّى من أرباض هجر من بلاد البحرين وكان عمره ستّاً وستّين سنة وشهرين وسبعة أيّام ، ورثاه ولده الأكبر شيخنا البهائيّ بقوله :

قف بالطلول وسلها أين سلماها

وروِّ من جُرَعِ الأجفانِ جَرعاها (٢)

وردِّد الطرفَ في أطرافِ ساحتِها

وروِّح الروحَ من أرواحِ أرجاها

وإن يفُتْك من الأطلالِ مخبرُها

فلا يفوتك مرآها وريّاها

___________________________________

(١) من قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إني أحبّ من دنياكم ثلاثاً : النساء ، والطيب ، وقرّة عيني الصلاة ». ( المؤلف )

(٢) الجُرَع : جمع جُرعة ، وهي الحسوة. الجرعاء : الرملة المستوية التي لا تنبت شيئاً.

٢٩٩
 &

ربوعُ فضلٍ تباهي التبرَ تربتُها

ودارُ أُنسٍ يحاكي الدرَّ حصباها

عدا على جيرةٍ حلَّوا بساحتِها

صرفُ الزمانِ فأبلاهم وأبلاها

بدورُ تمٍّ غمامُ الموتِ جلّلها

شموسُ فضلٍ سحابُ التربِ غشّاها

فالمجدُ يبكي عليها جازعاً أسفاً

والدينُ يندبُها والفضلُ ينعاها

ياحبّذا أزمنٌ في ظلِّهم سلفتْ

ما كان أقصرَها عمراً وأحلاها

أوقات أُنسٍ قضيناها فما ذُكرِتْ

إلّا وقطّع قلبَ الصبِّ ذكراها

يا سادةً هجروا واستوطنوا هجراً

واهاً لقلبي المعنّى بعدكم واها

رعياً لليلاتِ وصلٍ بالحمى سلفتْ

سقياً لأيّامنا بالخيفِ سقناها

لفقدِكم شُقَّ جيبُ المجدِ وانصدعت

أركانُه وبكم ما كان أقواها

وخرَّ من شامخاتِ العلمِ أرفعُها

وانهدَّ من باذخاتِ الحلم أرساها

يا ثاوياً بالمصلّى من قرى هجرٍ

كُسِيتَ من حلل الرضوان أرضاها

أقمت يا بحرُ بالبحرين فاجتمعت

ثلاثةٌ كنَّ أمثالاً وأشباها

ثلاثةٌ أنت أنداها وأغزرُها

جوداً وأعذبُها طعماً وأحلاها

حويتَ من درر العلياء ما حويا

لكنَّ درَّك أعلاها وأغلاها

يا أخمصاً وطأت هام السهى شرفاً (١)

سقاك من ديم الوسميِّ أسماها

ويا ضريحاً علا فوق السماكِ عُلاً

عليك من صلواتِ اللهِ أزكاها

فيك انطوى من شموسِ الفضلِ أزهرُها

ومن معالمِ دينِ اللهِ أسناها

ومن شوامخِ أطوادِ الفتوّة أر

ساها وأرفعُها قدراً وأبهاها

فاسحب على الفلك الأعلى ذيول عُلاً

فقد حويتَ من العلياء أعلاها

عليك منّي سلامُ اللهِ ما صدحتْ

على غصون أراك الدوح وَرقاها

___________________________________

(١) أخمص القدم : ما لا يصيب الأرض من باطنها. ويراد به القدم كلّها. السهى : كوكب خفيّ من بنات نعش الصغرى. ومنه المثل : أُريها السهى وتريني القمر. ويضرب للذي يسأل عن شيء فيجيب جواباً بعيداً. ( المؤلف )

٣٠٠