قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب [ ج ١٠ ]

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب [ ج ١٠ ]

426/530
*

حديث الوفود :

وفد علي عليه‌السلام الأوّل :

أوفد الإمام عليه‌السلام في أوّل ذي الحجّة سنة (٣٦) بشير بن عمرو بن محصن الأنصاري ، وسعيد بن قيس الهمداني ، وشبث بن ربعي التميمي على معاوية ، وقال : ائتوا هذا الرجل فادعوه إلى الله ، وإلى الطاعة والجماعة. فأتوه ودخلوا عليه ، فتكلّم بشير بن عمرو ، فحمد الله وأثنى عليه وقال : يا معاوية ، إنّ الدنيا عنك زائلة ، وإنّك راجع إلى الآخرة ، وإنّ الله عزّ وجلّ محاسبك بعملك ، وجازيك بما قدّمت يداك ، وإنّي أنشدك الله عزّ وجلّ أن تفرّق جماعة هذه الأمّة ، وأن تسفك دماءها بينها.

فقطع عليه الكلام وقال : هلاّ أوصيت بذلك صاحبك؟ فقال بشير : إنّ صاحبي ليس مثلك ، إنّ صاحبي أحقّ البريّة كلّها بهذا الأمر في الفضل ، والدين ، والسابقة في الإسلام ، والقرابة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. قال : فيقول ما ذا؟ قال : يأمرك بتقوى الله عزّ وجلّ ، وإجابة ابن عمّك إلى ما يدعوك إليه من الحقّ ، فإنّه أسلم لك في دنياك ، وخير لك في عاقبة أمرك.

قال معاوية : ونُطلّ دم عثمان رضى الله عنه؟ لا والله لا أفعل ذلك أبداً.

فتكلّم شبث بن ربعي ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال :

يا معاوية إنّي قد فهمت ما رددت على ابن محصن ، إنّه والله ما يخفى علينا ما تغزو وما تطلب ، إنّك لم تجد شيئاً تستغوي به الناس ، وتستميل به أهواءهم ، وتستخلص به طاعتهم ، إلاّ قولك : قُتل إمامكم مظلوماً فنحن نطلب بدمه ، فاستجاب له سفهاء طغام ، وقد علمنا أنّك قد أبطأت عنه بالنصر ، وأحببت له القتل ، لهذه المنزلة التي أصبحت تطلب ، وربّ متمنّي أمر وطالبه الله عزّ وجلّ يحول دونه بقدرته ،