بحوث في الملل والنّحل - ج ٧

الشيخ جعفر السبحاني

بحوث في الملل والنّحل - ج ٧

المؤلف:

الشيخ جعفر السبحاني


الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٠

وقال الاِمام أبو طالب : وكان يحث الناس على نصرة الهادي يحيى بن الحسين (١) ويقول من يمكنه أن ينصره وقرب منه فنصرته واجبة عليه. ومن تمكن من نصرتي وقرب مني فلينصرني. كان طويل القامة يضرب إلى الأدمة ، به طرش من ضربة.

أولاده :

أبو الحسن الأديب الشاعر ، وأبو القاسم جعفر وأبي الحسين أحمد وقد أشار ، موَلف التحف إلى تعاصر الاِمامين : الهادي والناصر في قطرين بقوله :

وعاصره في الجيـل أفضـل قائـم

وأبسل من يدعى إذا انحاز هالع (٢)

____________

١ ـ في المصدر الحسن وهو مصحف الحسين.

٢ ـ الموَيدي : التحف شرح الزلف : ٧٠ ـ ٧٣.الهالع : الجبان

٤٠١

٥

الاِمام المرتضى أبو القاسم محمد بن يحيى

(٢٧٨ ـ ٣١٣ هـ)

هو ابن الاِمام الهادي بايعه الناس بعد وفاة والده سنة ٢٩٩ هـ ، وأقام بصعدة وفي يده بلاد همدان ونجران وخولان ، وسيّر جنوده لقتال القرامطة ، فقتلوا في كل فج واستقامت له الأمور ، وبويع يوم الخميس لاِحدى وعشرين ليلة مضت من ذي القعدة من سنة ٢٩٩ هـ وكان ورعاً متقللاً من المعاش كثير العبادة موَثراً للعلم والعمل وقد تخلّـى عن الحكم بعد سنتين لأخيه الناصر بعد أن رأى أشياء ساءته من عشيرته وله من العمر ٣٢ سنة.

موَلفاته :

١ ـ الأصول في العدل والتوحيد ٢ ـ تفسير القرآن ٧ أجزاء ٣ ـ جواب ابن فضل القرمطي ٤ ـ جواب مسائـل ابن مهـدي ٤ أجزاء ٥ ـ رسالة الاِمام المرتضى إلى أهل طبرستان ٦ ـ الرسائـل السبع المنتقاة ٧ ـ الرد على الروافض ٨ ـ الرد على القرامطة أتباع علي بن فضل ٩ ـ الشرح والبيان في تفسير القرآن.

وله شعر جيد ، وله قصيدة مطلعها :

ياحي همدان انّ اللّه فضلكم

بنصر آل رسول اللّه في الكتب (١)

ولما تنازل ورثه في الحكم أخوه الآتي :

__________________

١ ـ حسام الدين المحلي : الحدائق الوردية : ٢ / ٤١ ـ ٤٦ ، الحبشي : حكام اليمن : ٤٦.

٤٠٢

٦

الناصر لدين اللّه أحمد بن يحيى ابن الحسين

ولد الاِمام الهادي

( ... ـ ٣٢٠ هـ)

ذكر حسام الدين المحلي طرفاً من مناقبه وشعره وظهوره وأجمل الكلام في سبب تنازل أخيه الاِمام المرتضى عن الحكم لصالحه ، وقد كانت بيعته سنة ٣٠١ هـ ، يقول : وبويع له بالخلافة يوم الجمعة في مسجد الهادي إلى الحقّ (والده) واجتمع إليه خلق كثير من الناس ، ثم أقبلت نجران وأهل همدان فبايعوه على الطاعة ، فأرسل قواده واعماله إلى جميع مخالفيه وساس الأمور أحسن سياسة ، وكانت أكثر حروبه مع الباطنية ، إلى أن وافته المنية سنة ٣٢٠ هـ وكانت مدّة ظهوره نحو عشرين سنة ودفن بصعده إلى جنب أخيه وأبيه ومشاهدهم معروفة مزورة (١).

__________________

١ ـ حسام الدين المحلي : الحدائق الوردية : ٢ / ٤٦ ـ ٥٣ ، وحكام اليمن للحبشي : ٥٤ وفيه أنّه توفي عام ٣٢٥ هـ.

٤٠٣

٧

الاِمام السيد الموَيد أبو الحسين أحمد بن الحسين بن هارون

(٣٣٣ ـ ٤١١ هـ)

من أئمة الزيدية في أواخر القرن الرابع وأوائل الخامس ، ترجمه حسام الدين المحلي في الحدائق الوردية وقال : نسب تعنو له الأنوار ، وتغض من شعاعها الشموس والأقمار ، ينتهي إلى جوهر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جواهره ، ونمت إلى عنصره الكريم عناصره ، وهذا هو الفضل الرائق ، والحسب الفائق.

كان وحيد عصره وفريد دهره ، والحافظ لعلوم العترة عليهم‌السلام والناصر لفقه الذرية الكرام فَأُخذ عنه مذهب الزيدية ، وقرِىَ عليه الكلام على طريقة البغدادية وكان في الأصل إمامياً فوضح له الحقّ فانقاد له أحسن انقياد واختلف أيضاً إلى أبي الحسين علي بن إسماعيل بن إدريس. وقُرأ عليه فقه الزيدية والحنفية وروى عنه الحديث عن الناصر للحق عليه‌السلام.

وكان أبو الحسين هذا من أجلة أهل طبرستان رئاسة وستراً وفضلاً وعلماً ، قال مصنف سيرته : وكان عليه‌السلام في الورع والتقشف والاحتياط والتفرد إلى حد يقصر العبارَة عنه ، والفهم عن الاِحاطة وتصوّف في عنفوان شبابه حتى بلغ في علومهم مبلغاً منيعاً وحلّ التصوف والزهد محلاّ ً رفيعاً وصنف سياسة المريدين.

وكان يحمل السمك من السوق إلى داره ، وكانت الشيعة يتشبثون ويتبركون بحمله فلا يمكن أحداً من حمله ، ويقول : أنا أحمله قسراً للهوى وتركاً للتكبر لا لاعواز من يحمله.

٤٠٤

وكان قدس اللّه روحه يجالس الفقراء وأهل المسكنة ويكابر أهل السير والعفة ويميل إليهم ، وكان يرد الهدايا والوصايا إلى بيت المال وكان يكثر ذكر الصالحين وإذا خلى بنفسه يتلو القرآن بصوت حزين إلى آخر ما ذكره (١).

وقال الزركلي : أحمد بن الحسين بن هارون الأقطع ، من أبناء زيد بن الحسن العلوي الطالبي القرشي ، أبو الحسين : إمام زيدي ، من أهل طبرستان. مولده بها في آمل ، ودعوته الأولى سنة ٣٨٠ بويع له بالديلم ولقب بالسيد « الموَيد باللّه » ومدة ملكه عشرون سنة. وكان غزير العلم ، له مصنفات في الفقه والكلام ، منها « الأمالي » و « التجريد » في علم الأثر ، و « شرحه » في أربعة مجلدات (٢).

أقول : له ترجمة ضافية في مقدمة الجزء الأوّل من كتابه « شرح التجريد في فقه الزيدية ».

وما ذكره حسام الدين المحلي من أنه كان إمامياً ، ثم صار زيدياً ، حقّ ، وقد نبه بذلك الشيخ الطوسي في أوائل كتاب التهذيب ناقلاً عن الشيخ المفيد أنّه قال : إنّ أبا الحسين الهاروني العلوي كان يعتقد الحقّ ويدين بالاِمامة فرجع عنها لما التبس عليه الأمر في اختلاف الأحاديث وترك المذهب ، ودان بغيره لما لم يتبين له وجوه المعاني فيها. وهذا يدل على أنّه دخل فيه على غير بصيرة واعتقد المذهب من جهة التقليد ، لأنّ الاختلاف في الفروع لا يوجب ترك ما ثبت بالأدلة من الأصول (٣).

أقول : قد ذكرنا علل اختلاف الأخبار المروية عن أئمة أهل البيت وذكرنا أسبابها المختلفة ، مقرونا بالشواهد في محاضراتنا في الأصول (٤) وكان الشيخ أبا

__________________

١ ـ حسام الدين المحلى : الحدائق الوردية : ٢ / ٦٥ ـ ٦٦.

٢ ـ الزركلي ، الأعلام : ١ / ١١٦.

٣ ـ الطوسي : التهذيب : ١ / ٢ ـ٣.

٤ ـ المحصول : ٤ / ٤٢٩ ـ ٤٣٧.

٤٠٥

الحسين لم يكن واقفاً عليها عن كثب ، وإلاّ لما ترك المذهب ، وقد وصل إلينا من كتبه ، كتابه « شرح التجريد في فقه الزيدية » في ثلاثة أجزاء كبار ـ على القطع الرحلي ، نشرته مكتب عنبر بدمشق عام ١٤٠٥ والكتاب شرح لفتاوى الاِمامين : القاسم بن إبراهيم الرسي ، والهادي يحيى بن الحسين بوجه مبّسط ، وقد تجلّـى فيه تبحره في الفقه الزيدي بعيداً عن الفقه الحنفي كما هو ظاهر لمن طالع الكتاب بالاِمعان والدقة ولأبي الحسين الهاروني ، شعر رائق منه ما يمدح به الصاحب بن عباد نقتبس منه ما يلي :

سقى عهدها ، صوب من المزن الهاطل

يحيّى بها تلك الربا والمنازل

منازل نجم الوصل فيهن طالع

يضىء ونجم الهجر فيهن آفل

إلى أن يقول :

ألا أيّها ذا الصاحب الماجد الذي

أنا مله العليا غيوث هواطل

أنامل لو كنت تشير إلى الصفا

تفجر للعافين منها جداول

إليك عميد المجد سارت ركابهم

وليس لهم إلاّ علاك وسايل

وأسعدتهم والنحس لولاك ناجم

وأعذرتهم والذل لولاك شامل

فكل زمان لم تزينه عاطل

وكل مديح غير مدحك باطل (١)

__________________

١ ـ شرح التجريد : قسم المقدمة : بقلم يوسف بن السيد محمد الموَيد الحسن : ٧١ ـ ٧٢.

٤٠٦

٨

الحاكم الجشمي

(٤١٣ ـ ٤٩٤ هـ)

المحسـن بن محمد بن كرامة الجشمـي البيهقـي ، المعروف بـ « الحـاكم الجشمي » ، أحد المفسرين العظام المتبحرين في علام الكلام ، شيخ الزمخشري. قرأ بنيسابور وغيرها. واشتهر بصنعاء « اليمن » وتوفي مقتولاً بمكة. له تآليف يبلغ إلى اثنين وأربعين ، وإليك بعضها :

١ ـ « التهذيب » في تفسير القرآن ، في ثمانية أجزاء ، ويوجد منها الجزء ٤ ، ٦ ، ٨ في مكتبة الفاتيكان تاريخ كتابتها سنة ٥٦٥ هـ.

٢ ـ شرح عيون المسائل في علم الكلام.

٣ ـ التأثير والموَثر في الكلام.

٤ ـ المنتخب في فقه الزيدية.

٥ ـ السفينة في التاريخ إلى زمانه في أربعة أجزاء.

٦ ـ تحكيم العقول في الأصول.

٧ ـ الاِمامة على مذهب الزيدية.

٨ ـ الرسالة التامة في نصيحة العامة.

٩ ـ جلاء الأبصار في علم الحديث.

١٠ ـ « تفسيران » بالفارسية ، مبسوط وموجز (١).

إنّ الكعبي المعتزلي ألف كتاباً باسم « ذكر المعتزلة » وأكمله عبد الجبار القاضي المعتزلي بكتاب أسماه « فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة » وقد استدركه الحاكم الجشمي بطبقتين من طبقات المعتزلة : الحادية عشرة ، والثانية عشرة ، وقد طبعه فوَاد السيد ، أمين المخطوطات بدار الكتب المصرية عام ١٤٠٦ هـ (٢)

__________________

١ ـ الزركلي ، الأعلام : ٥ / ٢٨٩.

٢ ـ لاحظ : بحوث في الملل والنحل : ٣ / ٤٠٨ ـ ٤٠٩.

٤٠٧

٩

أبو سعيد نشوان بن سعيد الحميري

( ... ـ ٥٧٣ هـ)

كان أوحد أهل عصره ، وأعلم أهل زمانه في اللغة والنحو والاِنسان والتواريخ وسائر ما يتصل بفنون الأدب ، شاعراً ، كاتباً خطيباً مفوها. وكانت له في الفرائض اليد الطولى.

قال السيوطي : الفقيه العلاّمة المعتزلي النحوي اللغوي ، كذا ذكره الخزرجي ، وقال : كان أوحد أهل عصره ، وأعلم أهل دهره ، فقيهاً نبيلاً ، عالماً متفنّناً ، عارفاً بالنحو واللغة والأصول والفروع والأنساب والتواريخ وسائر فنون الأدب ، شاعراً فصيحاً بليغاً مفوهاً.

صنف : شمس العلوم في اللغة ، ثمانية أجزاء.

قال في البلغة : سلك فيها مسلكاً غريباً ، يذكر الكلمة من اللغة ، فإن كان لها نفع من جهة الطلب ذكره ، فاختصره ولده في جزأين وسمّاه « ضياء الحلوم ».

وقال ياقوت : استولى نشوان على تلاع وحصون وقدّمه أهل جبل صَبِـر ، حتى صار ملكاً.

وقال غيره : مات بعد عصر يوم الجمعة رابع عشر ذي الحجّة سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة (١).

وكان نشوان ذا نفس وثّابة ، طموحة إلى المعالي ، لاترضى إلاّ بالوصول إلى قمة المجد والجمع بين شرف العلم وشرف الملك.

__________________

١ ـ بغية الوعاة : ٢ / ٣١٢ برقم ٢٠٥٧.

٤٠٨

موَلفاته :

١ ـ شمس العلوم ودواء كلام العرب من العلوم ، وهـو من كتب الأدب الهامة ألّفه في ثمانية أجزاء ورتبه على حروف المعجم ، وهو أشبه بدائرة المعارف الرائجة في عصرنا ، وقد اختصر هذا الكتاب ابنه في جزأين وسمّاه « ضياء الحلوم » كما مرّ وقد نشرت منتخبات منه في أخبار اليمن بعناية عظيم الدين أحمد مطبوعة في مطبعة بريد في مدينة ليدن في سنة ١٩١٦ م.

٢ ـ القصيـدة الحميريـة أو النشوانية ، وهي خلاصة السيرة لملوك حمير ، والاِذواء والاِقبال ، مطلعها.

الأمر جـد وهـو غـير مزاح

فاعمل لنفسك صالحاً ياصاح

٣ ـ كتاب القوافي

٤ ـ التبيان في تفسير القرآن

٥ ـ أحكام صنعاء وزبيد

٦ ـ ارجوزة في الشهور الرومية

٧ ـ رسالة على التصريف

آخرها رسالة « الحور العين وتنبيه السامعين ». وقد طبعت عام ١٣٦٧ هـ بتحقيق كمال مصطفى وذكر ترجمة الموَلف في أوّله شكر اللّه مساعيه. وقدّم له المحقق محمد زاهد الكوثري. ومن قرأ الكتاب يقف على أنّه كان زيدياً ، ومع ذلك ربما لا يصرح بمذهبه.

ومن ذلك ما يذكره في باب الاِمامة عدّة نظريات ، منها : نظرية إبراهيم بن سيار النظام ، وهي إمامة أكرم الخلق وخيرهم عند اللّه ، فمن كان أتقى الناس للّه ،

٤٠٩

وأكرمهم عند اللّه ، وأعلمهم باللّه ، وأعملهم بطاعته ، كان أولاهم بالاِمامة ، والقيام في خلقه ، كائناً من كان منهم ، عربياً كان أو أعجمياً ، ثم يقول : قال مصنف الكتاب : وهذا المذهب الذي ذهب إليه النظام هو أقرب الوجوه إلى العدل وأبعدها عن المحاباة (١).

ومن المعلوم أنّ الضابط الذي أعطاه النظام وقبله الموَلف لا ينطبق إلاّ على علي عليه‌السلام ، مع ذلك لم يصرّح الموَلف بالاسم.

وقد خص فصلاً لفضل زيد (٢) وذكر خروجه : ويظهر منه أنّ باليمن في عصره كان فرقتين فقط :

الجارودية من الزيدية ، والمباركية من الاِسماعيلية (٣).

وفي الكتاب بحوث واسعة حول الفرق الاِسلامية ، ولأجل ذلك صار الكتاب ممتعاً.

وقد ترجمه الزركلي (٤) ولم يزد شيئاً عما جاء في مقدمة ذلك الكتاب.

__________________

١ ـ الحور العين : ٢٥٢.

٢ ـ الحور العين : ١٨٨.

٣ ـ نفس المصدر : ١٥٦.

٤ ـ الأعلام : ٨ / ٢٠.

٤١٠

١٠

الاِمام المنصور باللّه : عبد اللّه بن حمزة بن سليمان

(٥٦١ ـ ٦١٤ هـ)

عبد اللّه بن حمزة بن سليمان المنتهي نسبه إلى إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الحسن بن المثنى ، كان آية في الحفظ ، قرأ الأصولين على حسام الدين أبي محمد الحسن بن محمد الرصاص. وألف كتباً كثيراً وله شعراً رائق نقلها حسام الدين المحلي في الحدائق الوردية وترجم له ، ترجمة ضافية استغرق خمسين صفحة ذكر أنّه دعا لنفسه عام ٥٩٣ هـ ، وبويع عام ٥٩٤ هـ وتوفي عام ٦١٤ هـ بأرض حولان ، قال عبد اللّه الحبشي : تسلم الاِمامة بتكليف من أهل عصره. وكان يأمل في دعوة الأمير عماد الدين بن يحيى فاعتذر عنها وتحملها الاِمام عبد اللّه ، على مشقّة. وفي بداية دعوته جاءت رسائل من أهل حصن « ميتك » يطلبونه لتخليصهم من نفوذ بني حاتم. وكانوا قد استولوا على ناحيتهم فاعتذر فلم يقبلوا عذره وما زالوا به حتى أقبل عليهم وخلّصهم من بني حاتم. ويقول الموَرخون : إنّه قبل أن يدخل حصن « ميتك » أرسل إلى أهله يقول : « قد ملكت هذا الحصن ولكم فيه حقّ العمارة ولست أُقيم إلاّ برضاكم ، فإن تأذنوا لي وإلاّ خرجت عنه » فقالوا بأجمعهم : رضينا بك ، فأقام بين ظهرانيهم سنتين وثلاثة أشهر.

وأكثر أخباره معارك مع سلاطين بني حاتم ، وكان قد أتى من مصر إلى اليمن سيف الاِسلام « طغتكين » سنة ٥٧٩ هـ ، فوقعت بينه وبين الاِمام بعض المعارك كتلك الوقعة التي قتل فيها أخوه الاِمام محمد بن حمزة.

وما زالت الحروب بينهم حتى مات « طغتكين » سنة ٥٩٣ هـ. وتم الصلـح

٤١١

بينه وبين السلطان علي بن حاتم بعد أن جدّد لنفسه الدعوة.

وله كتب في شتى المواضيع من الفقه وأُصوله والكلام والحديث والأدب :

١ ـ صفوة الأخيار في أُصول الفقه ٢ ـ حديقة الحكم النبوية شرح الأربعين السلفية ٣ ـ الشافي في أُصول الدين أربعة أجزاء٤ ـ الرسالة الهادية بالأدلة البادية في السبي ٥ ـ الأجوبة الكافية بالأدلة الوافية ٦ ـ الدرة اليمنية في أحكام السبي والغنيمة ٧ ـ الاختيار المنصورية في المسائل الفقهية ٨ ـ الاِيضاح لعجمة الاِفصاح أكثره يتعلق بالسير ٩ ـ كتاب الفتاوى مرتب على كتب الفقه ١٠ ـ الرسالة القاهرة بالأدلة الباهرة في الفقه ١١ ـ الرسالة الحاكمة بالأدلة العالمة ١٢ ـ الرسالة الناصحة المشيرة بترك الاعتراض على السيرة.١٣ ـ العقيدة النبوية في الأصول الدينية. ١٤ ـ الرسالة الفارقة بين الزيدية والمارقة. ١٥ ـ الرسالة النافعة بالأدلة القاطعة ١٦ ـ الرسالة الكافية إلى أهل العقول الوافية ١٧ ـ الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة. ١٨ ـ الجوهرة الشفافة الرادعة للرسالة الطوافة ١٩ ـ الأجوبة الرافعة للاِشكال ٢٠ ـ الزبدة في أُصول الدين ٢١ ـ العقد الثمين في الاِمامة ٢٢ ـ القاطعة للأوارد في الجهاد ٢٣ ـ كتاب تحفة الاِخوان ٢٤ ـ الرسالة التهامية ٢٥ ـ ديوانه.

ومن شعره الرائق قوله في حقّ الوصي :

بني عمنا! إنّ يوم « الغدير »

يشهد للفارس المعلم

أبينا علي وصي الرسول

ومن خصه باللوا الأعظم

لكم حرمة بانتساب إليه

وها نحن من لحمه والدم

لأن كان يجمعنا هاشم

فأين السنام من المنسم؟

وإن كنتم كنجوم السماء

فنحن الأهلّة للأنجم

ونحن بنو بنته دونكم

ونحن بنو عمه المسلم

حماه أبونا أبو طالب

وأسلم والناس لم تسلم

٤١٢

وقد كان يكتم إيمانه

فأمّا الولاء فلا يكتم

وأي الفضائل لم نحوها

ببذل النوال وضرب الكمي؟

قفونا محمد في فعله

وأنتم قفوتم أبا مجرم (١)

هدى الملك هدي العروس

فكافئتموه بسفك الدم

ورثنا الكتاب وأحكامه

على مفصح الناس والأعجم

فإن تفزعوا نحو بارئكم

فزعنا إلى آية المحكم

أشرب الخمور وفعل الفجور

من شيم النفر الأكرم؟

قتلتم هداة الورى الطاهرين

كفعل يزيد الشقي العمي

فخرتم بملك لكم زائل

يقصر عن ملكنا الأدوم

ولابد للملك من رجعه

إلى مسلك المنهج الأقوم

إلى النفر الشمّ أهل الكسا

ومن طلب الحقّ لم يظلم (٢)

وقد ترجمه الزركلي في الأعلام وذكر صورة تآليفه مشيراً إلى المخطوط منه والمطبوع وذكر « العقد الثمين » ورمز بعلامة « خ » مشيراً إلى أنّه مخطوط (٣) مع أنّه طبع في الثمانينات بعد قيام الجمهورية وهو رد على الاِماميّة ، ولأجل إيقاف القارىَ على نماذج من نقده على الاِمامية نأتي بنظره في النص على إمامة علي ، وهو ممن يقول بأنّ النص كان خفياً لا جليّاً ، قال :

الخلاف بين الشيعة في علي بن أبي طالب أمير الموَمنين في وجوه :

أحدها : في كيفية النصّ عليه عليه‌السلام بعد اتفاقهم على ثبوت إمامته بالنص.

__________________

١ ـ يعني أبا مسلم الخراساني ، عبد الرحمن القائم بالدعوة العباسية سنة ١٢٩ هـ.

٢ ـ مصادر الترجمة : الحدائق الوردية : ٢ / ١٣٢ ـ ١٨٢. الغدير : ٥ / ٣٩٦ ـ ٤٠٠ ، حكّام اليمن : ٨٢.

٣ ـ الزركلي : الأعلام : ٤ / ٨٣ ولاحظ : التحف شرح الزلف : ١٠٣ ـ ١٠٥.

٤١٣

ثانيها : في حاله بعد ظهور قتله وإخبار الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك وإخبار علي عليه‌السلام بذلك من بعده وكون ذلك معلوماً بالضرورة.

وثالثها : في حكم المتقدمين عليه ، المخالفين له :

ونحن نترك كلامه في الأمرين الأخيرين ونقتصر بكلامه في الأمر الأوّل ، وقد اختار أن النصّ على إمامته لم يكن جلياً بل كان خفياً ولكن الاِمامية تقول بكونه جلياً قال : وأمّا الاِمامية فقد ادّعوا أنّ النصّ جلي بحيث نعلم أنّ الجميع اضطروا إلى العلم بالمراد ، وان الكلّ علموا أنّ قصد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كون علي إمام الأمّة بعده بلا فصل .....

ثمّ أشكل عليه بقوله : إنّه لو كان المراد من النصّ معلوماً بالضرورة لاستغنوا عن الكشف والبيان كما هو الحال في الأمور الضرورية ، مثلاً إنّا لا ننصب لأهل الاِسلام الدليل على أنّ الصلوات خمس ، وأنّ الزكاة مفروضة في الأموال ، وأنّ الحجّ إلى بيت اللّه ، وأنّ نبيّ هذه الأمّة محمّد رسول اللّه ، لما كانت هذه معلومة ضرورة ، لم تفتقر إلى بيان ولا كشف. ولما رأى علماءهم المبرزين كالشريف المرتضى الموسوي ومن تقدمه وتأخر عنه من أهل الكلام ، بالغوا في تبيين معنى الآية والخبر بل الأخبار علمنا أنّهم من اعتقاد الضرورة ، على شفا جرف هار ، لأنّ من تحمل المشقة في إظهار الظاهر كان عابثاً وكيف يكشف المكشوف أو مجتهد في صفة المشاهد المعروف.

ولأنّا قد اتفقنا نحن وإيّاهم ونحن الجم الغفير والعدد المتعذر الانحصار الكثير ، فكيف لم يحصل العلم لكلّنا أو بعضنا. ونحن وإيّاهم قد اتفقنا على أنّ الاِمام بعد رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلا فصل علي بن أبي طالب وأنّ من تقدم عليه فقد أخطأ وعصى ، فلو كان ما ذكروا من النصّ يوصل إلى الضرورة لوصلنا لاتفاقنا نحن وإيّاهم على العلم بالدليل وكيفية ترتيب الاستدلال فلو حصل العلم لهم ، لحصل

٤١٤

لنا ضرورة (١).

يلاحظ عليه : أوّلاً : أنّ الاِمامة ـ حسب عقيدة الشيعة ـ من الأصول التي يعتبر فيها العلم ، ولا يكفي فيها الظن والحدس ولا خبر الآحاد ، والمراد من العلم ، هو العلم بما صدر عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإذا كان المطلوب فيها العلم ، ثم الاعتقاد وعقد القلب فهو يطلب لنفسه أن يكون النص الوارد في ذلك المجال جلياً مورثاً للعلم واليقين ، ذابّاً للشك والريب عن أذهان المكلّفين حاضرهم وغائبهم ، وكل من وصل إليه خطابه إلى يوم القيامة ، وإلاّ فلا ينتج إلاّ الظن والشك غير المفيدين في ذلك الباب.

وبعبارة أُخرى : إذا كان الاِعلام بإمامة علي واجباً على النبي من اللّه سبحانه ، اذاً لا يخلو الأمر من حالتين : إمّا أن يكون مع تمكنه من النص الجليّ ، أو لا معه ، والثاني لا تصدقه حياة النبي خصوصاً القسم الأخير منها ، عندما استقر الاسلام ملقياً جرانه ومتبوّئاً أوطانه (٢) فكان النبي ، مطاعاً ومهاباً ، منذ وعى الوحي الاِلهي بملأ قلبه « الّذِينَ يُبَلّغُونَ رِسالاتِ اللّه وَيَخْشَونَهُ وَلا يَخْشَونَ أحداً أبداً وَكَفى باللّه حسيباً » (الأحزاب ـ ٣٩) وعلى ضوء ذلك فكان في وسع النبي ، التنصيص الواضح بولاية الاِمام في أنّه سبحانه جعله إماماً للناس بعد رحيله. إذاً العدول عنه إلى النص الخفي ، تعريض للأمّة ، للتفرقة والنزاع ، وزرع لبذر الخلاف والنقاش ومع أنّه سبحانه يقول : « وَاعَتَصِمُوا بِحَبلِ اللّهِ جَميعاً ولا تَفَرَّقوا » (آل عمران ـ ١٠٣).

ثانياً : أنّ القضايا البديهية في المنطق تنقسم إلى أقسام ، بعضها غنية عن

__________________

١ ـ الاِمام المنصور باللّه حمزة بن عبد اللّه بن سليمان : العقد الثمين : ٧ ـ ٨.

٢ ـ اقتباس من كلام الاِمام علي نهج البلاغة : الخطبة ٥٦.

٤١٥

الكشف والبيان والبرهنة والاستدلال دون البعض الآخر والمجموع عبارة عن :

١ ـ الأوّليات ٢ ـ المشاهدات ٣ ـ المتواترات ٤ ـ التجربيات ٥ ـ الحدسيات ٦ ـ الفطريات.

ولكل تعريف واحد ، والثلاثة الأول وإن كانت غنية عن البرهنة والاستدلال ، لكن الثلاثة الأخيرة ، بحاجة إليها. مع كونها من أُصول اليقينيات والبديهيات لدى المنطقيين.

مثلاً كون نور القمر مستفاداً من الشمس من الحدسيات ، لكن الاِذعان بالحكم المذكور غير غني عن البيان ، ولأجل ذلك يستدل عليه بتشكل القمر عند اعتراض الأرض بينه وبين الشمس ، ومثلها التجربيات التي لا تفارق عن بذل الجهد ، في طريق المطلوب أيّاماً وشهوراً. وأمّا الفطريات فمصطلح المنطقيين فيها غير مصطلح القرآن ، فهي عندهم عبارة عما لا يصدقه العقل بمجرد تصور طرفيها ـ كالأوّليّات ـ بل لا بد من وسيط إلاّ أنّ هذا الوسيط ليس مما يذهب عن الذهن حتى يحتاج إلى الفكر.

وعلى ذلك فليس كل قضية ضرورية ، غنية عن الكشف والبيان.

إنّ الاِمام ابن حمزة جعل القضايا الضرورية مساوية للأوّليّات التي يصدقها العقل لذاتها وبدون سبب خارج عن ذاتها مثل قولنا ، الكل أعظم من الجزء وغفل عن أنّ المراد من النصّ الجلي هو المفيد للعلم بالضرورة وإن كانت الاِفادة متوقفة على أُمور بسيطة ، لو التفت إليها ، لحصل العلم ، فبذل الجهد في الاستدلال بحديث الغدير ، سنداً ومضموناً لا ينافي كونها من القضايا اليقينية المفيدة لليقين ولو بعد التأمل في أُمور حوله.

وثالثاً : أنّ النبي الأكرم ألقى حديث الغدير الذي هو من أوضح الأدلة على إمامة علي عليه‌السلام في منصرفه عن حجة الوداع في أرض تسمى بـ « غدير خم » ،

٤١٦

ألقاه في محتشد عظيم ضمّ إلى نفسه أزيد من ثمانين ألف صحابي من أقطار مختلفة.

وقد وقف من شهد الواقعة على مقاصد النبي ومآربه ، من غير شك ولا ترديد فيها ، ولكن ابتعاد الأجيال اللاحقة ، عن عصر الرسول ، صار سبباً ، لاختفاء كثير من القرائن اللفظية والحالية التي كان لها دور في تبيين المقصود فمست الحاجة بجمعها وترصيفها على وجه ، تحكي لنا الواقعة على ما هي عليها ، بلا زيادة ولا نقيصة حتى يصير الغائب كالحاضر في فهم المراد ، وينتقلا بالضرورة إلى معنى واحد.

وبعبارة أُخرى : الغرض من البيان والكشف إحضار الواقعة بمالها من الخصوصيات المسموعة والمرئية في عقلية الغائب حتى يكون هو والحاضر في رحاب الخطاب سيان ، وهذا طبيعة كل قضية حصل الفصل الزمني بينها والجيل اللاحق ، فليس للقائل بصحة الواقعة إلاّ مسير واحد ، وهو إخراج الواقعة عن ملفِّ التاريخ وتصويرها على وجه كأنّ الجيل اللاحق ، يرى نفس ما رآه السابق حتى يكون الجيلان أمام التاريخ سواسية ، ومثل ذلك لا يُخرج الواقعة عن كونها جلية.

٤١٧

١١

الموَيد باللّه يحيى بن حمزة بن علي

(٦٦٩ ـ ٧٤٩ هـ)

هو الاِمام الموَيد باللّه ، أبو إدريس يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إدريس بن جعفر بن علي التقي ابن محمد الجواد بن الاِمام علي الرضا.

وهو المعروف بعلمه الجم ، واطّلاعه الواسع ، وتوغّله في علم الكلام وبروزه في أسرار البلاغة والفصاحة ، يعرّفه الموَيدي بقوله :

هذا الاِمام من منن اللّه على أرض اليمن ، وأنواره المضيئة في جبين الزمن ، نفع اللّه بعلومه الأئمّة وأفاض من بركاته على هذه الأمّة ، قام بالحكم بعد وفاة الاِمام محمد بن المطهر سنة ٧٢٩ هـ وتوفي ٧٤٩ هـ عن عمر يناهز ٨٢ سنة.

وأمّا موَلفاته فهي كثيرة جداً وقد وصل إلينا منها الكتاب الآتي :

الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الاِعجاز ، فرغ منه موَلفه سنة ٧٢٨ هـ طبع بالقاهرة عام ١٣٣٢ هـ بمطبعة المقتطف في ثلاثة أجزاء وهذا الكتاب من حسنات الدهر ، وقد أفادنا كثيراً عند البحث عن إعجاز القرآن في محاضراتنا في الاِلهيّات.

ومن تأليفاته المهمة أيضاً :

الشامل لحقائق الأدلة العقلية وأُصول المسائل الدنيوية ، ومنه نسخة في المكتبة العربية في اليمن برقم ٨٨ وهذا هو الكتاب الذي استخرجه الدكتور أحمد

٤١٨

محمود صبحي آراء الموَلف الكلامية منه وضم إليه آراء مختلف المتكلمين الذين أدلوا بآرائهم حول مختلف الموضوعات.

غير أنّ الذي أبرزه بين العلماء هو كتابان :

الأوّل : كتاب الطراز على ما عرفت.

الثاني : كتاب الانتصار في الفقه ، وهو الينبوع الذي نهل منه ابن المرتضى (وستوافيك ترجمته) وهو المادة الأولى لكتاب البحر الزخار. ويذكر أنّه في ١٨ مجلداً ، وقد ذكر غير واحد من المترجمين له كتاب :

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي ، وهو شرح لكتاب نهج البلاغة الذي جمعه الشريف الرضي (١).

__________________

١ ـ الموَيدي : التحف شرح الزلف : ١٢٠ ـ ١٢٣ ، وانظر حكام اليمن : ١٣٣ ـ ١٤٨ ، ولاحظ الاِمام المجتهد يحيى بن حمزة وآراءه الكلامية تأليف الدكتور أحمد محمود صبحي ، نشره عام ١٤١٠ هـ.

٤١٩

١٢

أحمد بن يحيى بن المرتضى

المهدي لدين للّه

(٧٦٤ ـ ٨٤٠ هـ)

موَلّف البحر الزخار

ابن المرتضى أحد الأئمّة الزيديين اللامعين ، لايشق غباره ، فهو بحر لا يبارى في الفقه والأصول ولنذكر شيئاً من حياته : قال مجد الدين الموَيدي :

الاِمام المهدي لدين اللّه ، أحد من ارتضع من العلوم لبابها ، واكترع من لجج البحار عبابها ، هو أبو الحسن أحمد بن يحيى بن المرتضى بن أحمد بن المرتضى بن المفضل بن منصور بن المفضل الكبير بن عبد اللّه الحجاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن يوسف بن الاِمام يحيى بن الاِمام الناصر لدين اللّه أحمد بن يحيى الحسين بن القاسم الرسيّ.

تلقى العلوم الأدبية واللغوية والدينية من أُسرته وبلغ إلى حد بايعه العلماء بالاِمامة بعد وفاة الاِمام الناصر صلاح الدين بن محمد عام ٧٩٣ هـ بينما بايع الوزراء ابن الاِمام الناصر يعني علي بن صلاح. فصارت الغلبة نصيب الثاني فسجن ابن المرتضى ، ولقد كان التوفيق حليفه في السجن فتفرغ للتأليف وانتج آثاراً لها مكانة كبرى في الأوساط العلمية لا سيما الزيدية إلى أن وافته المنية عام ٨٤٠ هـ.

وينقل الموَيد أنّ الهادي بن إبراهيم يستعطف عليّ بن صلاح الذي سجن

٤٢٠