الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي
المحقق: مركز الغدير للدّراسات الإسلاميّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
المطبعة: فروردين
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٤
ولصدره تطأ الخيولُ وطالما |
|
بسريره جبريلُ كان موكّلا |
عُقرتْ أما علمت لأيِّ معظّمٍ |
|
وطأتْ وصدرٍ غادرته مفصّلا |
ولثغرِهِ يعلو القضيبُ وطالما |
|
شرفاً له كان النبيُّ مُقبّلا |
وبنوه في أسرِ الطغاةِ صوارخٌ |
|
ولهاءُ معولةٌ تجاوبُ معولا |
ونساؤه من حولِه يندبنَهُ |
|
بأبي النساءَ النادبات الثكّلا |
يندبنَ أكرمَ سيّدٍ من سادةٍ |
|
هجروا القصورَ وآنسوا وحش الفلا |
بأبي بدوراً في المدينة طُلّعاً |
|
أمست بأرضِ الغاضريّةِ أُفّلا |
آسادُ حربٍ لا يمسُّ عفاتَها |
|
ضرُّ الطوى ونزيلها لن يخذلا (١) |
من تلقَ منهم تلقَ غيثاً مُسبلاً |
|
كرماً وإن قابلت ليثاً مُشبلا |
نزحتْ بهم عن عقرِهمْ أيدي العدا |
|
بأبي الفريقَ الظاعنَ المترحّلا |
ساروا حثيثاً والمنايا حولَهمْ |
|
تسري فلن يجدون عنها معزلا |
ضاقت بهم أوطانُهمْ فتبيّنوا |
|
شاطي الفراتِ عن المواطنِ موئلا |
ظفرت بهم أيدي البغاةِ فلم أَخَلْ |
|
وأبيك تقتنص البغاثُ الأَجدَلا (٢) |
منعوهمُ ماءَ الفراتِ ودونَه |
|
بسيوفِهمْ دمُهمْ يُراق مُحلّلا |
هجرت رءوسُهمُ الجسومَ فواصلتْ |
|
زرقَ الأسنّةِ والوشيجَ الذبّلا |
يبكي أسيرُهمُ لفقدِ قتيلهمْ |
|
أسفاً وكلٌّ في الحقيقةِ مبتلى |
هذا يميلُ على اليمينِ مُعفرّا |
|
بدمِ الوريدِ وذا يُساق مغلّلا |
ومن العجائبِ أن تقاد أُسودها |
|
أسراً وتفترسُ الكلابُ الأشبلا |
لهفي لزينِ العابدين يُقاد في |
|
ثقلِ الحديدِ مقيّداً ومكبّلا |
متقلقلاً في قيدِهِ متثقِّلاً |
|
متوجّعاً لمصابِهِ متوجّلا |
أفدي الأسيرَ وليت خدِّي موطئاً |
|
كانت له بين المحامل محملا |
__________________
(١) العفاة : جمع عافٍ وهو الفقير.
(٢) البغاث : كلّ طائر ليس من جوارح الطير ، وقيل : طائر أبغث بطيء الطيران. الأجدل : الصقر.
أقسمتُ بالرحمنِ حلفةَ صادقٍ |
|
لو لا الفراعنةُ الطواغيتُ الأُلى |
ما بات قلبُ محمدٍ في سبطِهِ |
|
قلقاً ولا قلبُ الوصيِّ مقلقلا |
خانوا مواثيقَ النبيِّ وأجّجوا |
|
نيرانَ حربٍ حرُّها لن يصطلى |
يا صاحبَ الأعرافِ يُعرَضُ كلُ |
|
مخلوقٍ عليه محقّقاً أو مبطلا |
يا صاحبَ الحوضِ المباحِ لحزبِهِ |
|
حلٌّ ويمنعُه العصاةَ الضلّلا |
يا خيرَ من لبّى وطاف ومن سعى |
|
ودعا وصلّى راكعاً وتنفّلا |
ظفرت يدي منكمْ بقسم وافرٍ |
|
سبحانَ من وهبَ العطاءَ وأجزلا (١) |
شُغِلتْ بنو الدنيا بمدحِ ملوكهمْ |
|
وأنا الذي بسواكمُ لن أُشغلا |
وتردّدوا لوفادةٍ لكنَّهم |
|
ردّوا وقد كسبوا على القيل القلا |
ومنحتُكمْ مدحي فرحتُ خزانتي |
|
بنفائسِ الحسناتِ مفعمةٌ مَلا |
وأنا الغنيُّ بكم ولا فقرٌ ومن |
|
ملك الغنى لسواكمُ لن يسألا |
مولاي دونك من عليٍّ مدحةً |
|
عربيّةَ الألفاظِ صادقةَ الولا |
ليس النضارُ نظيرَها لكنّها |
|
درٌّ تكاملَ نظمُه فتفصّلا |
فاستجلها منِّي عروساً غادةً |
|
بكراً لغيرِك حسنها لن يجتلى |
فصداقها منك القبولُ فكن لها |
|
يا ابن المكارمِ سامعاً متقبِّلا |
وعليكمُ منِّي التحيّةُ ما دعا |
|
داعي الفلاحِ إلى الصلاةِ مهلّلا |
صلّى عليك اللهُ ما سحَّ الحيا |
|
وتبسّمت لبكائِهِ ثغُر الكلا (٢) |
القصيدة الخامسة
حلّت عليك عقودُ المُزنِ يا حللُ (٣) |
|
وصافحتكَ أكفُّ الطلِّ يا طللُ |
وحاكتِ الوِرقُ في أعلى غصونِك إذ |
|
حاكت بك الودقَ جلباباً له مثلُ |
__________________
(١) وفي نسخة : سبحان من قسم العطاء الأجزلا. (المؤلف)
(٢) إلى هنا من أولها توجد في أعيان الشيعة : ٨ / ١٩٢ ـ ١٩٣.
(٣) الحلل جمع الحلة وهي : المحلّة ، المجلس والمجتمع. (المؤلف)
يزهو على الربعِ من أنواره لمعٌ |
|
ويشمل الربع من نوّاره حللُ |
وافترَّ في ثغرِكَ المأنوسِ مبتسماً |
|
ثغرُ الأقاح وحيّاك الحيا الهطلُ |
ولا انثنت فيك بانات اللوى طرباً |
|
إلاّ وللوِرقِ في أوراقها زَجَلُ |
وقارن السعد يا سعدى وما حجبت |
|
عن الجآذر فيك الحجب والكللُ |
يروق طرفي بروقٌ منك لامعةٌ |
|
تحت السحابِ وجنحُ الليلِ منسدلُ |
يذكي من الشوقِ في قلبي لهيب جوىً |
|
كأنَّما لمعُها في ناظري شُعلُ |
فإن تضوّعَ من أعلى رباك لنا |
|
ريّاك والروضُ مطلولٌ به خضِلُ |
فهو الدواءُ لأدواءٍ مبرِّحةٍ |
|
نعلُّ منها إذا أودت بنا العللُ |
أقسمتُ يا وطني لم يهنني وطري |
|
مذ بان عنِّي منك البانُ والأثلُ |
لي بالربوعِ فؤادٌ منك مرتبعٌ |
|
وفي الرواجلِ جسمٌ عنك مرتحلُ |
لا تحسبنَّ الليالي حدّثت خلدي |
|
بحادثٍ فهو عن ذكراك مشتغلُ |
لا كنت إن قادني عن قاطنيك هوىً |
|
أو مال بي مَلل أو حال بي حوَلُ |
أنّى ولي فيك بين السربِ جاريةٌ |
|
مقيدي في هواها الشكل والشكلُ (١) |
غرّاءُ ساحرةُ الألحاظِ مانعةُ ال |
|
ألفاظ مائسةٌ في مشيها ميلُ |
في قدِّها هيفٌ في خصرها نحفٌ |
|
في خدِّها صَلفٌ في ردفها ثقلُ (٢) |
يرنّح الدلّ عطفيها إذا خطرتْ |
|
كما ترنّح سكراً شاربٌ ثَملُ |
تُريك حولَ بياضٍ حمرةً ذهبتْ |
|
بنضرتي في الهوى خدٌّ لها صقلُ |
ما خلتُ من قبلِ فتكٍ من لواحظِها |
|
أن تَقتُل الأُسدَ في غاباتِها المقلُ |
عهدي بها حينَ ريعانِ الشبيبةِ لم |
|
يرعه شيبٌ وعيشي ناعمٌ خَضِلُ |
وليلُ فوديَ ما لاح الصباحُ به |
|
والدار جامعةٌ والشمل مشتملُ |
__________________
(١) وفي نسخة : مقيدي في هواها الشكل لا الشكل. (المؤلف) الشكل ـ بفتح المعجمة ـ : الصورة. وبالفتح والكسر : دلال المرأة وغنجها. (المؤلف)
(٢) وفي نسخة : في طرفها كحل. (المؤلف)
وربع لهويَ مأنوسٌ جوانبُه |
|
تروق فيه ليَ الغزلان والغَزَلُ |
حتى إذا خالط الليلُ الصباحَ وأض |
|
ـحى الرأسُ وهو بشهبِ الشيبِ مشتعلُ |
وخطَّ وخط مشيبي في صحيفتِهِ |
|
لي أحرفاً ليس معنى شكلِها شكلُ |
مالت إلى الهجرِ من بعدِ الوصالِ و |
|
عهدُ الغانياتِ كفيء الظلِّ منتقلُ |
من معشرٍ عدلوا عن عهدِ حيدرةٍ |
|
وقابلوه بعدوانٍ وما قبلوا |
وبدّلوا قولَهمْ يومَ الغديرِ له |
|
غدراً وما عدلوا في الحبّ بل عدلوا |
حتى إذا فيهمُ الهادي البشيرُ قضى |
|
وما تهيّا له لحدٌ ولا غسلُ |
مالوا إليه سراعاً والوصيُّ برز |
|
ء المصطفى عنهمُ لاهٍ ومشتغلُ |
وقلّدوها عتيقاً لا أبا لهم |
|
أنّى تسودُ أُسودَ الغابةِ الهمَلُ |
وخاطبوه أميرَ المؤمنين وقد |
|
تيقّنوا أنّه في ذاك منتحلُ |
وأجمعوا الأمرَ فيما بينهمْ وغوتْ |
|
لهم أمانيّهم والجهلُ والأملُ |
أن يحرقوا منزلَ الزهراءِ فاطمةٍ |
|
فيا له حادثٌ مستصعبٌ جللُ |
بيتٌ به خمسةٌ جبريلُ سادسُهمْ |
|
من غيرِ ما سببٍ بالنارِ يشتعلُ |
وأُخرِجَ المرتضى عن عقرِ منزلِهِ |
|
بين الأراذل محتفٌّ بهم وَكلُ |
يا للرجالِ لدينٍ قلَّ ناصرُه |
|
ودولةٍ ملكتْ أملاكَها السفلُ |
أضحى أجيرُ ابنِ جدعانٍ له خلفاً |
|
برتبةِ الوحيِ مقرونٌ ومتّصلُ |
فأين أخلافُ تيمٍ والخلافة وال |
|
ـحكمُ الربوبيُّ لو لا معشر جهلوا |
ولا فخارٌ ولا زهدٌ ولا ورعٌ |
|
ولا وقارٌ ولا علمٌ ولا عملُ |
وقال : منها أقيلوني فلست إذاً |
|
بخيرِكمْ وهو مسرورٌ بها جذلُ |
وفضّها وهو منها المستقيلُ على |
|
الثاني ففي أيِّ قولٍ يصدق الرجلُ |
ثمّ اقتفتها عديٌّ من عداوتِها |
|
وافتضّ من فضّها العدوانُ والجدلُ |
أضحى يسير بها عن قصدِ سيرتِها |
|
فلم يسدَّ لها من حادثٍ خللُ |
وأجمع الشور في الشورى فقلّدها |
|
أُميّةً وكذا الأحقادُ تنتقلُ |
تداولوها على ظلمٍ وأرّثها |
|
بعضٌ لبعضٍ فبئس الحكمُ والدولُ |
وصاحبُ الأمرِ والمنصوصُ فيه بإذ |
|
ن اللهِ عن حكمِهِ ناءٍ ومعتزلُ |
أخو الرسولِ وخيرُ الأوصياءِ ومن |
|
بزهده في البرايا يُضرَبُ المثلُ |
وأقدمُ القومِ في الإسلام سابقةً |
|
والناس باللاّتِ والعزى لهم شُغُلُ |
ورافعُ الحقِّ بعد الخفضِ حين قنا |
|
ةُ الدينِ واهيةٌ في نصبها مَيلُ |
الأروعُ الماجدُ المقدامُ إذ نكصوا |
|
والليثُ ليثُ الشرى والفارسُ البطلُ |
من لم يعشْ في غواةِ الجاهلينَ ذوي |
|
غيٍّ ولا مقتدى آرائه هَبلُ |
عافوه وهو أعفُّ الناسِ دونهمُ |
|
طفلاً وأعلى محلاّ وهو مكتهلُ |
وإنّه لم يزل حلماً ومكرمةً |
|
يقابلُ الذنبَ بالحسنى ويحتملُ |
حتى قضى وهو مظلومٌ وقد ظُلم ال |
|
حسينُ من بعدِهِ والظلمُ متّصلُ |
من بعد ما وعدوه النصرَ واختلفت |
|
إليه بالكتبِ تسعى منهمُ الرسلُ |
فليته كفَّ كفّا عن رعايتِهمْ |
|
يوماً ولا قرّبته منهمُ الإبلُ |
قومٌ بهم نافقٌ سوقُ النفاقِ ومن |
|
طباعِهمُ يُستمَدُّ الغدرُ والدخلُ |
تالله ما وصلوا يوماً قرابتَه |
|
لكن إليه بما قد ساءه وصلوا |
وحرّموا دونه ماءَ الفراتِ ولل |
|
كلابِ من سعةٍ في وردها عللُ |
وبيّتوه وقد ضاقَ الفسيحُ به |
|
منهم على موعدٍ من دونِهِ العطلُ |
حتى إذا الحربُ فيهم من غدٍ كشفتْ |
|
عن ساقِها وذكا من وقدِها شعلُ |
تبادرت فتيةٌ من دونِه غررٌ |
|
شمُّ العرانينِ ما مالوا ولا نكلوا |
كأنّما يُجتنى حلواً لأنفسهم |
|
دون المنون من العسّالة العسلُ |
تسربلوا في متونِ السابقات دلا |
|
ص السابغات وللخطّيّة اعتقلوا (١) |
وطلّقوا دونه الدنيا الدنيّة وار |
|
تاحوا إلى جنّة الفردوس وارتحلوا |
__________________
(١) دلاص السابغات : اي الدروع الملساء اللينة ذات البريق.
تراءت الحورُ في أعلى الجنانِ لهم |
|
كشفاً فهان عليهم فيه ما بذلوا |
سالت على البيضِ منهم أنفسٌ طهرت |
|
نفيسةٌ فعلَوا قدراً بما فعلوا |
إن يُقتلوا طالما في كلِّ معركةٍ |
|
قد قاتلوا ولَكَم من مارقِ قتلوا |
لهفي لسبطِ رسولِ اللهِ منفرداً |
|
بين الطغاةِ وقد ضاقت به السُّبلُ |
يلقى العداةَ بقلبٍ لا يُخامره |
|
رهبٌ ولا راعه جبنٌ ولا فشلُ |
كأنّه كلّما مرّ الجوادُ به |
|
سيلٌ تمكّن في أمواجِه جبلُ |
ألقى الحسام عليهم راكعاً فهوت |
|
بالترب ساجدةً من وقعه القللُ |
قدّت نعالاتُهُ هاماتِهمْ فبها |
|
أخدى الجواد فأمسى وهو منتعلُ |
وقد رواه حميدٌ نجلُ مسلم ذو ال |
|
قولِ الصدوقِ وصدقُ القولِ ممتثلُ |
إذ قال لم أرَ مكثوراً عشيرتُه |
|
صرعى فمنعفرٌ منهم ومُنجدلُ |
يوماً بأربطَ جاشاً من حسينِ وقد |
|
حفّت به البيضُ واحتاطت به الأسَلُ |
كأنّما قَسْورٌ ألقى على حُمرٍ |
|
عطفاً فخامرها من بأسه ذَهلُ |
أو أجدلٌ مرَّ في سربٍ فغادره |
|
شطراً خموداً وشطرٌ خيفةً وجلُ |
حتى إذا آن ما إن لا مردَّ له |
|
وحان عند انقضاءِ المدّةِ الأجلُ |
أَرْدَوه كالطودِ عن ظهرِ الجوادِ حمي |
|
ـدَ الذكرِ ما راعه ذلٌّ ولا فشلُ |
لهفي وقد راح ينعاه الجوادُ إلى |
|
خبائِهِ وبه من أسهمٍ قَزلُ (١) |
لهفي لزينبَ تسعى نحوه ولها |
|
قلبٌ تزايد فيه الوجدُ والوجلُ |
فمذ رأته سليباً للشمال على |
|
معنى شمائله من نسجها سملُ |
هوت مُقبِّلةً منه المحاسن وال |
|
ـحسينُ عنها بكربِ الموتِ مشتغلُ |
تُدافعُ الشمرَ عنه باليمين وبا |
|
لشمال تسترُ وجهاً شأنهُ الخجلُ |
تقولُ يا شمرُ لا تعجلْ عليه ففي |
|
قتلِ ابنِ فاطمةٍ لا يُحمد العَجَلُ |
__________________
(١) قزل قزلاناً وقزلاً : وثب ومشى مشية العرجان. القزل ـ محرّكة ـ : أسوأ العرج. (المؤلف)
أليس ذا ابنَ عليٍّ والبتولِ ومن |
|
بجدِّه خُتِمتْ في الأُمّة الرسلُ |
هذا الإمامُ الذي يُنمى إلى شرفٍ |
|
ذريّةٌ لا يُداني مجدَها زحلُ |
إيّاك من زلّة تصلى بها أبداً |
|
نارَ الجحيمِ وقد يردي الفتى الزللُ |
أبى الشقيُّ لها إلاّ الخلافَ وهل |
|
يجدي عتابٌ لأهل الكفرِ إن عُذلوا |
ومرَّ يحتزُّ رأساً طالما لرسو |
|
لِ الله مرتشفاً في ثغره قُبَلُ |
حتى إذا عاينت منه الكريم على |
|
لدنٍ يميل به طوراً ويعتدلُ |
ألقت لفرطِ الأسى منها البنانَ على |
|
قلبٍ تقلّب فيه الحزنُ والثكلُ |
تقول يا واحداً كنّا نؤمِّله |
|
دهراً فخاب رجانا فيه والأملُ |
ويا هلالاً علا في سعدِهِ شرفاً |
|
وغاب في التربِ عنّا وهو مكتملُ |
أخي لقد كنت شمساً يُستضاء بها |
|
فحلّ في وجهها من دوننا الطفلُ |
وركن مجدٍ تداعى من قواعده |
|
والمجد منهدمُ البنيان منتقلُ |
وطرف سبق يفوت الطرفَ سرعتُه (١) |
|
مذ أدرك المجدَ أمسى وهو معتقلُ |
ما خلت من قبل ما أمسيت مرتهناً |
|
بين اللئامِ وسدّت دونك السبلُ |
أن يوغل البوم في البازيِّ إن ظفرت |
|
ظفراً ولا أسداً يغتاله حملُ (٢) |
كلاّ ولا خلت بحراً مات من ظمأ |
|
ومنه رَيٌّ إلى العافين متّصلُ |
فليت عينَكَ بعد الحجبِ تنظرنا |
|
أسرى تجاذبَنا الأشرارُ والسفلُ |
يسيّرونا على الأقتابِ عاريةً |
|
وزاجرُ العيسِ لا رفقٌ ولا مَهلُ |
فليت لم ترَ كوفاناً ولا وخدت |
|
بنا إلى ابن زياد الأينق الذللُ (٣) |
إيهاً على حسرةٍ في كلِّ جانحةٍ |
|
ما عشت جائحة تعلو لها شعلُ |
أيُقتلُ السبطُ ظمآناً ومن دمِهِ |
|
تروى الصوارمُ والخطيّةُ الذبلُ |
__________________
(١) الطرف : الكريم الطرفين من الناس والخيل. (المؤلف)
(٢) الحمل : الخروف أو الجذع من أولاد الضأن والجمع الحملان وأحمال. (المؤلف)
(٣) الوخد : ضرب من سير الإبل.
ويسكن التربَ لا غسلٌ ولا كفنٌ |
|
لكن له من نجيعِ النحرِ مغتسلُ |
وتستباحُ بأرضِ الطفِّ نسوتُه |
|
ودون نسوةِ حربٍ تُضرَبُ الكِللُ |
بالله أُقسم والهادي البشيرِ وبيت |
|
الله طاف به حافٍ ومنتعلُ |
لو لا الأُلى نقضوا عهد الوصيِّ وما |
|
جاءت به قدماً في ظلمِها الأُولُ |
لم يُغلِ قوماً على أبناء حيدرة |
|
من الموارد ما تروى به الغللُ |
يا صاح طف بي إذا جئت الطفوفَ على |
|
تلك المعالمِ والآثارِ يا رجلُ |
وابك البدورَ التي في الترب آفلةً |
|
بعد الكمالِ تغشّى نورَها الظللُ |
وابك الشفاه التي لم تروَ من عطشٍ |
|
لكن عليهنّ من سيل الدما بللُ |
يا آلَ أحمدَ يا سفنَ النجاةِ ومن |
|
عليهمُ بعد ربِّ العرش أتّكلُ |
وحقِّكم ما بدا شهر المحرّم لي |
|
إلاّ ولي ناظرٌ بالسهد مكتحلُ |
ولا استهلَّ بنا إلاّ استهلّ من ال |
|
أجفان لي مدمعٌ في الخدِّ منهملُ |
حُزناً لكم ومواساةً وليس لمم |
|
ـلوكٍ بدمعٍ على ملاّكه بُخلُ |
فإن يكن فاتكم نصري فلي مِدَحٌ |
|
بمجدكم أبداً ما عشت تتّصلُ |
عرائسٌ حدت الحادون من طربٍ |
|
بها تُعرّس أحياناً وترتحلُ |
فدونكم من عليٍّ عبدِ عبدِكمُ |
|
فريدةً طاب منها المدحُ والغزلُ |
رقّت فراقتْ معانيها الحسانُ فلا |
|
يُماثلُ الطولَ منها السبعة الطولُ |
أعددتها جُنّةً من حرِّ نار لظىً |
|
أرجو بها جنّةً أنهارُها عسلُ |
صلّى الإله عليكم ما شدتْ طرباً |
|
وِرْقٌ على وَرَقٍ والليلُ منسدلُ (١) |
القصيدة السادسة
عسى موعدٌ إن صحَّ منك قبولُ |
|
تؤدِّيه إن عزَّ الرسول قبولُ |
فربّ صباً تهدي إليَّ رسالةً |
|
لها منك إن عزَّ الوصولُ وصولُ |
__________________
(١) أعيان الشيعة : ٨ / ١٩٦.
تطاول عمرُ العتبِ يا عتبُ بيننا |
|
وليس إلى ما نرتجيه سبيلُ |
أفي كلِّ يومٍ للعتاب رسائلٌ |
|
مجدّدةٌ ما بيننا ورسولُ |
رسائلُ عتبٍ لا يُردّ جوابُها |
|
ونفثُ صدورٍ في السطور يطولُ |
يدلُّ عليها من وسائلِ سائلٍ |
|
خضوعٌ ومن شكوى الفصال فصولُ |
عسى مُسمَعٌ يصغي إلى قول مُسمِعٍ |
|
فيعطف قاسٍ أو يرقّ ملولُ |
وأعجبُ شيءٍ أن أراكِ غريّةً |
|
بهجري وللواشي عليَّ قبولُ |
سجيّة نفسي بالوعود مع القلى |
|
وكلُّ سخيٍّ بالوعودِ بخيلُ |
عذرتُكِ إن ميّلتِ أو مِلتِ أنّني |
|
أخالك غصناً والغصونُ تميلُ |
وما لظباءِ السربِ خلقُكِ إنّما |
|
لخلقِكِ منها في العدولِ عدولُ |
وقد كنت أبكي والديارُ أنيسةٌ |
|
وما ظعنتْ للظاعنين قفولُ |
فكيف وقد شطَّ المزار وروّعت |
|
فريقَ التداني فُرقةٌ ورحيلُ |
إذا غبتمُ عن ربعِ حلّةِ بابلٍ |
|
فلا سحبت للسحب فيه ذيولُ |
ولا ابتسمت للثغر فيه مباسمٌ |
|
ولا ابتهجت للطلِّ فيه طُلولُ |
ولا هبَّ معتلُّ النسيمِ ولا سرت |
|
بليلٍ على تلك الربوع بَليلُ |
ولا صدرت عنها السوام ولا غدا |
|
بها راتعاً بين الفصولِ فصيلُ |
ولا برزت في حُلّةٍ سُندسيّةٍ |
|
لذات هديرٍ في الغصونِ هديلُ (١) |
وما النفعُ فيها وهي غيرُ أواهلٍ |
|
ومعهدُها ممّن عهدتِ مَحيلُ |
تنكّر منها عرفُها فأُهيلُها |
|
غريبٌ وفيها الأجنبيُّ أهيلُ |
رعى الله أياماً بظلّ جنابها |
|
ونحن بشرقيِّ الأثيلِ نزولُ |
لياليَ لا عودُ الربيعِ يُجِفُّه |
|
ذُبولٌ ولا عودُ الربوعِ هزيلُ |
بها كنت أصبو والصبا ليَ مسعدٌ |
|
وصعبُ الهوى سهلٌ لديَّ ذلولُ |
__________________
(١) هدر الحمام : قرقر وكرّر صوته في حنجرته. الهديل : صوت الحمام. (المؤلف)
وإذ نحن لا طرفُ الوعودِ عن اللقا |
|
بطيّ ولا طرفُ السعودِ كليلُ |
نبيتُ ولا غيرُ العفاف شعارُنا |
|
وللأمنِ من واشٍ عليَّ شمولُ |
كروحينِ في جسمٍ أقاما على الوفا |
|
عفافاً وأبناءُ العفافِ قليلُ |
إلى أن تداعى بالفراقِ فريقُكمْ |
|
ولمَّ بكم حادٍ وأمَّ دليلُ |
تقاضى الهوى منِّي فما لضلاله |
|
مَقيلٌ ولا ممّا جناهُ مُقيلُ |
فحسبيَ إذ شطّت بكم غربةُ النوى |
|
علاجُ نحولٍ لا يكاد يحولُ |
أروم بمعتلِّ الصبا برء علّتي |
|
وأعجبُ ما يشفي العليلَ عليلُ |
لعلَّ الصبا إن شطّتِ الدارُ أودنا |
|
مثالُكمُ أو عزَّ منك مثيلُ |
أُحيّي الحيا إن شطَّ من صوبِ أرضِكمْ |
|
بناديه من لمعِ البروقِ زميلُ |
تمرُّ بنا في الليل وهناً بريّها |
|
يُبَلُ (١) غليلٌ أو يَبَلُ (٢) عليلُ |
سرى وبريقُ الثغرِ وهناً كأنّما |
|
لديَّ بريقُ الثغرِ منك بديلُ |
وأنشا شمال الغور لي منك نشوةً |
|
عساه لمعتلِّ الشمالِ شَمولُ (٣) |
أمتّهمٌ قلبي من البينِ سلوةً |
|
ومُتهِمةٌ (٤) في الركب ليس تؤولُ |
أغرّك أنِّي ساترٌ عنكِ لوعةً |
|
لها ألمٌ بين الضلوعِ دخيلُ |
فلا تحسبي أنّي تناسيتُ عهدَكمْ |
|
ولكنّ صبري يا أُمَيمُ جميلُ |
ثقي بخليلٍ لا يغادرُ خلَّهُ |
|
بغدرٍ ولا يثنيه عنك عذولُ |
جميلُ خلالٍ لا يُراع خليلُه |
|
إذا ريعَ في جنبِ الخليلِ خليلُ |
خليقٌ بأفعالِ الجميلِ خلاقُه |
|
وكلُّ خليقٍ بالجميلِ جميلُ |
يزين مقالَ الصدق منه فعالُهُ |
|
وما كلُّ قوّالٍ لديكِ فعولُ |
__________________
(١) البلة : الندوة. (المؤلف)
(٢) بل من مرضه : برأ. (المؤلف)
(٣) الشمول : الخمر أو الباردة منها. (المؤلف)
(٤) من أتهم أي أتى تهامة أو نزل فيها. (المؤلف)
غضيضٌ إذا البيضُ الحسانُ تأوّدتْ |
|
لهنّ قدودٌ في الغلائلِ ميلُ |
ففي الطرف دون القاصراتِ تقاصرٌ |
|
وفي الكفِّ من طَولِ المكارم طُولُ |
أما وعفافٍ لا يدنِّسه الخنا |
|
وسرِّ عتابٍ لم يُزله مزيلُ |
لأنتِ لقلبي حيث كنتِ مسرّةٌ |
|
وأكرمُ مسؤولٍ لديَّ سؤولُ |
يقصّر آمالي صدودُك والقِلى |
|
وينشرُها منك الرجا فتطولُ |
وتعلق آمالي غروراً بقربِكمْ |
|
كما غُرَّ يوماً بالطفوفِ قتيلُ |
قتيلٌ بكت حزناً عليه سماؤها |
|
وصبَّ لها دمعٌ عليه همولُ |
وزلزلت الأرضُ البسيطُ لفقدِهِ |
|
وريعَ له حزنٌ بها وسهولُ |
أأنسى حسيناً للسهامِ رميّةً |
|
وخيلُ العدى بغياً عليه تجولُ |
أأنساه إذ ضاقت به الأرضُ مذهباً |
|
يشير إلى أنصارِه ويقولُ |
أُعيذكمُ باللهِ أن ترِدوا الردى |
|
ويطمعَ في نفسِ العزيزِ ذليلُ |
ألا فاذهبوا فالليلُ قد مدَّ سجفَهُ |
|
وقد وضحتْ للسالكين سبيلُ |
فثابَ إليه قائلاً كلُّ أقيلٍ |
|
نمته إلى أزكى الفروعِ أصولُ |
يقولون والسمرُ اللدانُ شوارعٌ |
|
وللبيضِ من وقعِ الصفاحِ صليلُ |
أنُسلم مولانا وحيداً إلى العدى |
|
وتسلمُ فتيانٌ لنا وكهولُ |
ونعدل خوفَ الموت عن منهج الهدى |
|
وأين عن العدل الكريم عدولُ |
نودُّ بأن نبلى ونُنشَرَ للبلى |
|
مراراً ولسنا عن علاكَ نحولُ |
وثاروا لأخذِ الثارِ قدماً كأنّهم |
|
أُسودٌ لها بين العرين شبولُ |
مغاويرُ عرسٍ عرسُها يومَ غارةٍ |
|
لها الخطُّ في يومِ الكريهةِ غيلُ |
حماةٌ إذا ما خيف للثغرِ جانبٌ |
|
كماةٌ على قبِّ الفحول فحولُ (١) |
ليوثٌ لها في الدارعين وقائعٌ |
|
غيوثٌ لها للسائلين سيولُ |
__________________
(١) قبّ الأسد والفحل : إذا سمعت قعقعة أنيابه ، كنّى بها عن شدة البأس.
أدلّتُها في الليلِ أضواءُ نورِها |
|
وفي النقعِ أضواءُ السيوف دليلُ |
يؤمُّ بها قصدَ المغالب أغلبٌ |
|
فروسٌ لأشلاءِ الكماةِ أكولُ |
له الخطُّ كوبٌ والجماجمُ أكؤسٌ |
|
لديه وآذيُّ الدماءِ شمولُ (١) |
يرى الموتَ لا يخشاهُ والنبلُ واقعٌ |
|
ولا يختشي وقعَ النبالِ نبيلُ |
صئولٌ إذا كرَّ الكميُّ مناجزٌ |
|
بليغُ إذا فاه البليغُ قؤولُ |
له من عليٍّ في الخطوبِ شجاعةٌ |
|
ومن أحمدٍ عند الخطابة قيلُ |
إذا شمختْ في ذروةِ المجدِ هاشمٌ |
|
فعمّاه منها جعفرٌ وعقيلُ |
كفاه علوّا في البريّةِ أنّه |
|
لأحمدَ والطهرِ البتولِ سليلُ |
فما كلُّ جدٍّ في الرجالِ محمدٌ |
|
ولا كلُّ أُمٍّ في النساءِ بتولُ |
حسينٌ أخو المجدِ المنيفِ ومن له |
|
فخارٌ إذا عُدَّ الفخارُ أثيلُ |
أرى الموتَ عذباً في لهاك وصابُهُ |
|
لغيرك مكروه المذاق وبيلُ |
فما مرَّ ذو باس إلى مرِّ باسِهِ |
|
على مهلٍ إلاّ وأنت عجولُ |
كأنّ الأعاديَ حين صُلْتَ مبارزاً |
|
كثيبٌ ذرته الريحُ وهو مهيلُ |
وما نهل الخطيُّ منك ولا الظبا |
|
ولا علَّ إلاّ وهو منك عليلُ |
بنفسي وأهلي عافرَ الخطِّ حولَهُ |
|
لدى الطفِّ من آل الرسولِ قبيلُ |
كأنّ حسيناً فيهمُ بدرُ هالةٍ |
|
كواكبُها حول السماكِ حلولُ |
قضى ظامياً والماءُ طامٍ تصدّه |
|
شرارُ الورى عن وردِهِ ونغولُ |
وحُزَّ وريدُ السبطِ دون ورودِهِ |
|
وغالته من أيدي الحوادثِ غولُ |
وآب جواد السبط يهتف ناعياً |
|
وقد ملأ البيداء منه صهيلُ |
فلمّا سمعنَ الطاهراتُ نعيّه |
|
لراكبه والسرجُ منه يميلُ |
برزن سليباتِ الحليِّ نوادباً |
|
لهنَّ على الندبِ الكريمِ عويلُ |
__________________
(١) الآذيّ : الموج.
بنفسيَ أُختَ السبطِ تعلنُ ندبَها |
|
على ندبِها محزونةً وتقولُ |
أخي يا هلالاً غابَ بعد طلوعِهِ |
|
وحاق به عند الكمالِ أُفولُ |
أخي كنت شمساً يكسفُ الشمسَ نورُها |
|
ويخسأ عنها الطرفُ وهو كليلُ |
وغصناً يروق الناظرين نضارةً |
|
تغشّاه بعد الإخضرار ذبولُ |
وربعاً يميرُ الوافدين ربيعُه |
|
تعاهده غبَّ العهادِ مُحولُ (١) |
وعضباً رماه الدهر في دار غربةٍ |
|
وفي غربه للمرهفات (٢) فلولُ |
وضرغام غيل غيلَ من دونِ عرسِهِ |
|
ومخلبُه ماضي الغرارِ (٣) صقيلُ |
فلم أر دون الخدر قبلك خادراً |
|
له بين أشراكِ الضباعِ حصولُ |
أصبت فلا ثوب المآثر صَيّبٌ |
|
ولا في ظلال المكرمات مقيلُ |
ولا الجودُ موجودٌ ولا ذو حميّةٍ |
|
سواك فيحمى في حماه نزيلُ |
ولا صافحت منك الصفاحُ محاسناً |
|
ولا كاد حسن الحال منك يحولُ |
ولا تربت منك الترائبُ في البلا |
|
ولا غالها في القبرِ منك مغيلُ |
لتنظرنا من بعد عزٍّ ومنعةٍ |
|
تلوح علينا ذلّةٌ وخمولُ |
تعالج سلبَ الحلي عنّا علوجُها |
|
وتحكم فينا أعبدٌ ونغولُ |
وتبتزُّ أهلُ اللبسِ عنّا لباسَنا |
|
وتُنزعُ أقراطٌ لنا وحجولُ |
ترى أوجهاً قد غاب عنها وجيهُها |
|
وأعوزَها بعد الكفاةِ كفيلُ |
سوافرُ بين السفرِ في مهمهِ الفلا |
|
لنا كلَّ يومٍ رحلةٌ ونزولُ |
تزيد خفوقاً يا ابن أُمّ قلوبُنا |
|
إذا خفقتْ للظالمين طبولُ |
فيا لكِ عيناً لا تجفُّ دموعُها |
|
وناراً لها بين الضلوعِ دخيلُ |
__________________
(١) يمير الوافدين : يمدّهم بالطعام.
(٢) العضب : السيف القاطع ، والرجل الحديد الكلام. الغرب : الحدّة. المرهف : المحدّد المرقّق الحدّ. (المؤلف)
(٣) الغرار : حدّ السيف. (المؤلف)
أيُقتلُ ظمآناً حسينٌ وجدُّه |
|
إلى الناسِ من ربِّ العباد رسولُ |
ويُمنَعُ شربَ الماءِ والسربُ آمنٌ |
|
على الشربِ منها صادرٌ ونهولُ |
وآلُ رسولِ اللهِ في دار غربةٍ |
|
وآلُ زيادٍ في القصورِ نزولُ |
وآلُ عليٍّ في القيودِ شواحبٌ |
|
إذا أنّ مأسورٌ بكته ثكولُ |
وآلُ أبي سفيان في عزِّ دولةٍ |
|
تسير بهم تحت البنود خيولُ |
مصابٌ أُصيب الدينُ منه بفادحٍ |
|
تكادُ له شمُّ الجبالِ تزولُ |
عليك ابنَ خيرِ المرسلينَ تأسّفي |
|
وحزني وإن طال الزمانُ طويلُ |
جللتَ فجلّ الرزءُ فيك على الورى |
|
كذا كلُّ رزءٍ للجليلِ جليلُ |
فليس بمُجدٍ فيك وجدي ولا البكا |
|
مفيدٌ ولا الصبرُ الجميلُ جميلُ |
إذا خفّ حزنُ الثاكلاتِ لسلوةٍ |
|
فحزني على مرِّ الدهورِ ثقيلُ |
وإن سَئِمَ الباكون فيك بكاءَهم |
|
ملالاً فإنِّي للبكاء مُطيلُ |
فما خفَّ من حزني عليك تأسّفي |
|
ولا جفَّ من دمعي عليك مسيلُ |
وينكر دمعي فيك من باتَ قلبُهُ |
|
خليّا وما دمعُ الخليِّ هطولُ |
وما هيَ إلاّ فيك نفسٌ نفيسةٌ |
|
يحلّلها حَرُّ الأسى فتسيلُ |
تباينَ فيك القائلون فمعجبٌ |
|
كثيرٌ وذو حزنٍ عليكَ قليلُ |
فأجرُ بني الدنيا عليك لشأنِهمْ |
|
دنيٌّ وأجرُ المخلَصين جزيلُ |
فإن فاتني إدراكُ يومِك سيّدي |
|
وأخّرني عن نصرِ جيلِكَ جيلُ |
فلي فيك أبكارٌ لوفقِ جناسِها |
|
أصولُ بها للشامتين نُصولُ |
لها رقّةُ المحزونِ فيك وخطبُها |
|
جسيمٌ على أهلِ النفاق مَهولُ |
يهيمُ بها سرُّ الوليِّ مسرّةً |
|
وينصب منها ناصبٌ وجهولُ |
لها في قلوبِ الملحدين عواسلٌ |
|
ووقعُ نصولٍ ما لهنَّ نصولُ |
بها من عليٍّ في علاكَ مناقبٌ |
|
يقوم عليها في الكتابِ دليلُ |
ينمُّ عن الأعرافِ طيِّبُ عَرفِها |
|
فتعلقُها للعاقلين عقولُ |
إذا نطقتْ آيُ الكتابِ بفضلِكمْ |
|
فما ذا عسى فيما أقول أقولُ |
لساني على التقصيرِ في شرحِ وصفِكمْ |
|
قصيرٌ وشرحُ الاعتذارِ طويلُ |
عليكم سلامُ اللهِ ما اتّضح الضحى |
|
وما عاقبت شمسَ الأصيلِ أُفولُ (١) |
وذكر له العلاّمة السيّد أحمد العطّار في الجزء الثاني من موسوعته الموسومة بالرائق ، وقال : قد قالها في مرض موته ، قوله :
آن الرحيلُ وحقَّ فينا ما ترى |
|
وسرتْ لقطعِ مفازةِ البين البرى |
وظعنتُ عمّن ودَّ يوم ترحّلي |
|
لو أنّها بالروحِ لي عوضٌ تُرى |
ونقلتُ من سعةِ القصورِ وروحِها |
|
فرداً إلى ظلماتِ أطباقِ الثرى |
وتصرّمتْ أيّامُنا فكأنّها |
|
كانت وكنّا طيفَ أحلامِ الكرى |
ومروعةٌ بالبينِ كاد فؤادُها |
|
من هولِ يوم البين أن يتفطّرا |
وتقول إذ آن الرحيلُ ودمعُها |
|
قد خطَّ في الخدِ المخدّد أسطرا |
يا نازلاً بحشاشتي ومخلّفي |
|
عرَضَ المخافةِ والمجاعةِ والعرا |
فإلى من الملجا سواك لنا إذا |
|
شطّت صروفُ الدهرِ أو خطبٌ عرا |
فأجبتُها والعينُ كوبُ فراقِها |
|
تهمي على خدِّي نجيعاً أحمرا |
أنتم وديعةُ ذي الجلالِ كما غدا |
|
شخصي وديعةَ حيدرٍ خيرِ الورى |
يا مونسي في وحدتي إذ عاينتْ |
|
عيني نكيراً في اللحودِ ومنكرا |
أنا واثقٌ بك لا أرى شخصيهما |
|
إلاّ بشيراً سائلي ومبشّرا |
فبحقِّ قوم ائتمنتَهمُ على |
|
مكنونِ سرِّك عارفاً ومخبّرا |
إلاّ غفرتَ ذنوبَ عبدٍ نازلٍ |
|
بفناءِ من ألزمتَ طاعتَه الورى |
لا زاهدٍ ورعٍ ولا متجنّبٍ |
|
إثماً ولا يوماً بعسرٍ أيسرا |
__________________
(١) أعيان الشيعة : ٨ / ١٩٤.
لكن يدي علقت بحبلِ ولاكمُ |
|
ثقةً بكم ولنا بذلك مفخرا (١) |
يا ناصرَ الإسلامِ حين تأوّدتْ |
|
منه الدعائمُ فاستقامَ بلا مرا |
ومذلَّ عزِّ الكفرِ بعد حميّةٍ |
|
خشناءَ عاليةِ الجوانبِ والذرى |
الله في عبدٍ أتاك مجاوراً |
|
متحصّناً بولائِكمْ متستّرا |
إنّي أتيتُكَ وافداً ومجاوراً |
|
ولكلِّ جارٍ وافدٍ حقُّ القِرى |
انتهى الجزء السادس من كتاب الغدير
ويليه السابع إن شاء الله
وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكّلت وإليه انيب
__________________
(١) كذا.
محتويات الكتاب
شعراء الغدير في القرن الثامن
٩ ـ ٥٥٦
أبو محمد بن داود الحلي............................................. ١١ ـ ١٧
الشاعر.................................................................. ١٤
تأليفه القيّمة.............................................................. ١٦
جمال الدين الخلعي.................................................. ١٩ ـ ٣١
الشاعر.................................................................. ٢٢
لفت نظر................................................................ ٣١
السريجي الاوالي...................................................... ٣٣ ـ ٥٨
مايتبع الشعر............................................................. ٣٥
الشاعر.................................................................. ٥٨
صفيّ الدين الحلّي.................................................... ٥٩ ـ ٧٨
الشاعر.................................................................. ٦٢
آثاره ومآثره............................................................... ٦٥
ولادته ووفاته............................................................. ٧٥
الامام الشيباني الشافعي............................................... ٧٩ ـ ٨٢
ما يتبع الشعر............................................................. ٨٠
الشاعر.................................................................. ٨١
شمس الدين المالكي............................................... ٨٣ ـ ٥٠١
مايتبع الشعر............................................................. ٨٦
١ ـ حديث تزويج المولى سبحانه فاطمة من علي............................ ٨٧
٢ ـ حديث (أنا مدينة العلم وعلي بابها) ومن أخرجه من الحفاظ.............. ٨٧
صحّة الحديث........................................................ ١١١
لفظ الحديث......................................................... ١١٣
ما عشت أراك الدهر عجباً................................................ ١١٨
نوادر الأثر في علم عمر................................................... ١٢٠
١ ـ رأي الخليفة في فاقد الماء............................................... ١٢٠
تحريف وتدجيل....................................................... ١٢١
الخليفة لايعرف حكم الشكوك......................................... ١٣٢
جهل الخليفة بكتاب الله............................................... ١٣٣
العجب العجاب...................................................... ١٣٥
امرأة اخرى وضعت لستة أشهر......................................... ١٣٦
٥ ـ كل الناس أفقه من عمر............................................... ١٣٦
جهل الخليفة بمعنى الاب............................................... ١٤٢
قضاء الخليفة على مجنونة قد زنت....................................... ١٤٥
لفت نظر............................................................ ١٤٨
جهل الخليفة بتأويل كتاب الله.......................................... ١٤٨
جهل الخليفة بكفّارة بيض نعام.......................................... ١٤٩
١٠ ـ كل الناس افقه من عمر............................................. ١٥٠
امر الخليفة بضرب غلام خاصم امة...................................... ١٥٠
جهل الخليفة بمعاريض الكلم............................................ ١٥١
اجتهاد الخليفة في قراءة الصلاة.......................................... ١٥٥
راي الخليفة في الميراث.................................................. ١٥٧
١٥ ـ جهل الخليفة بطلاق الامة........................................... ١٥٨
لولا علي لهلك عمر................................................... ١٥٨
كل احد افقه من عمر................................................ ١٥٩
رأي الخليفة في الحائض بعد الافاضة..................................... ١٥٩
جهل الخليفة بالسنة................................................... ١٦٢
٢٠ ـ اجتهاد الخليفة في امراة تسرّرت غلامها................................ ١٦٤
الخليفة وامراة مغنية.................................................... ١٦٩
حكم الخليفة برجم مضطرّة............................................. ١٧١
الخليفة لايدري ما يقول................................................ ١٧٢
٢٥ ـ قضايا في عسّه وتجسّمه............................................. ١٧٢
راي الخليفة في حد الخمر............................................... ١٧٦
الخليفة وامراة احتالت على شابّ........................................ ١٨٠
الا أبقاني الله بعد أين ابي طالب........................................ ١٨٠
الخليفة والكلالة....................................................... ١٨١
٣٠ ـ رأي الخليفة في الأرنب.............................................. ١٨٦
رأي الخليفة في القود................................................... ١٨٩
لولا معاد لهلك عمر................................................... ١٨٨
رأي الخليفة في القود................................................... ١٨٨
رأي الخليفة في ذمّي مقتول............................................. ١٨٩
٣٥ ـ قصّة اخرى في ذمّي مقتول........................................... ١٩٠
رأي الخليفة في قاتل معفو عنه.......................................... ١٩٠
راي الخليفة في الاصابع................................................ ١٩١
رأي الخليفة في دية الجنين.............................................. ١٩٢
رأي الخليفة في سارق.................................................. ١٩٤
٤٠ ـ اجتهاد الخليفة في هدية ملكة الروم.................................... ١٩٤
رأي الخليفة في جلد المغيرة.............................................. ١٩٦
كل افقه من عمر حتى العجائز......................................... ٢٠٤
استشارة الخليفة في متسابين............................................ ٢٠٥
رأي الخليفة في شجرة الرضوان.......................................... ٢٠٧
٤٥ ـ رأي الخليفة في آثار الأنبياء.......................................... ٢٠٨
الخليفة وقوم من أحبار اليهود........................................... ٢٠٩
رأي الخليفة في الزكاة................................................... ٢١٩
رأي الخليفة في ليلة القدر.............................................. ٢٢٠
ضرب الخليفة بالدّرة لغير موجب........................................ ٢٢٢
٥٠ ـ جهل الخليفة بالسنّة المشهورة......................................... ٢٢٣
اجتهاد الخليفة في البكاء على الميت..................................... ٢٢٤
اجتهاد الخليفة في الاضحية............................................. ٢٣٦
الخليفة في إرث الزوجة من الدية......................................... ٢٣٧