الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٦

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٦

المؤلف:

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي


المحقق: مركز الغدير للدّراسات الإسلاميّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
المطبعة: فروردين
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٤

لي : أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه ، فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم. فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ، ورجع أبو بكر رضى الله عنه فقال : يا رسول الله نزل فيَّ شيء؟ قال : لا ، ولكنّ جبريل جاءني فقال : لن يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك».

أخرجه (١) عبد الله بن أحمد في زوائد المسند ، والحافظ أبو الشيخ ، وابن مردويه ، وحكاه عنهم السيوطي في الدرّ المنثور (٣ / ٢٠٩) ، وكنز العمّال (١ / ٢٤٧) ، والشوكاني في تفسيره (٢ / ٣١٩) ، ويوجد في الرياض النضرة (٢ / ١٤٧) ، وذخائر العقبى (ص ٦٩) ، وتاريخ ابن كثير (٥ / ٣٨ و ٧ / ٣٥٧) ، وفي تفسيره (٢ / ٣٣٣) ، ومناقب الخوارزمي (ص ٩٩) ، وفرائد السمطين للحمّوئي ، ومجمع الزوائد (٧ / ٢٩) ، وشرح صحيح البخاري للعيني (٨ / ٦٣٧) ، ووسيلة المآل لابن با كثير ، وشرح المواهب اللدنيّة للزرقاني (٣ / ٩١) ، وتفسير المنار (١٠ / ١٥٧).

صورة أخرى :

عن زيد : قال : نزلت براءة فبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبا بكر ثمّ أرسل عليّا فأخذها منه ، فلمّا رجع أبو بكر قال : هل نزل فيَّ شيء؟ قال : «لا ، ولكنّي أُمرت أن أُبلّغها أنا أو رجل من أهل بيتي». فانطلق عليّ إلى مكة ، فقام فيهم بأربع.

تفسير الطبري (٢) (١٠ / ٤٦) ، تفسير ابن كثير (٢ / ٣٣٣).

__________________

(١) زوائد المسند : ص ٣٥٣ ح ١٤٦ ، الدرّ المنثور : ٤ / ١٢٢ ، كنز العمّال : ٢ / ٤٢٢ ح ٤٤٠٠ ، فتح القدير : ٢ / ٣٣٤ ، الرياض النضرة : ٣ / ١١٩ ، البداية والنهاية : ٥ / ٤٤ حوادث سنة ٩ ه‍ و ٧ / ٣٩٤ حوادث سنة ٤٠ ه‍ ، المناقب : ص ١٦٥ ح ١٩٦ ، فرائد السمطين : ١ / ٦١ باب ٨ ، عمدة القاري : ١٨ / ٢٦٠ ، وسيلة المآل : ص ١٢٢.

(٢) جامع البيان : مج ٦ / ج ١٠ / ٦٤.

٤٨١

صورة ثالثة :

عن زيد : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ثمّ أتبعه بعليّ فقال له : «خذ الكتاب فامض إلى أهل مكة» قال : فلحقه فأخذ الكتاب منه ، فانصرف أبو بكر وهو كئيب فقال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنزَلَ فيَّ شيء؟ قال : «لا ، إلاّ أنّي أُمرت أن أُبلّغه أنا أو رجل من أهل بيتي» (١).

خصائص النسائي (ص ٢) ، الأموال لأبي عبيد (ص ١٦٥).

صورة رابعة :

عن عليّ أمير المؤمنين ، من طريق حنش باللفظ الأوّل المذكور من ألفاظ زيد ابن يُثيع حرفيّا. أخرجه أحمد في مسنده (٢) (١ / ١٥١) ، والكنجي في الكفاية (٣) (ص ١٢٦) نقلاً عن أحمد وابن عساكر (٤) ، والهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٢٩).

صورة خامسة :

عن حنش ، عن أمير المؤمنين : قال : إنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين بعثه ببراءة فقال : يا نبي الله إنّي لست باللسن ولا بالخطيب ، قال : «ما بدّ أن أذهب بها أنا أو تذهب بها أنت» ، قال : فإن كان لا بدّ فسأذهب أنا. قال : «فانطلق فإنّ الله يثبّت لسانك ويهدي قلبك». قال : ثمّ وضع يده على فمه.

__________________

(١) السنن الكبرى : ٥ / ١٢٨ ح ٨٤٦١ ، وفي خصائص أمير المؤمنين : ص ٩٢ ح ٧٦ ، الأموال : ص ٢١٥ ح ٤٥٧.

(٢) مسند أحمد : ١ / ٢٤٣ ح ١٢٩٩.

(٣) كفاية الطالب : ص ٢٥٥ باب ٦٢.

(٤) ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ ابن عساكر ـ الطبعة المحققة ـ : رقم ٨٩٠.

٤٨٢

مسند أحمد (١ / ١٥٠) ، الرياض النضرة (٢ / ١٧٤) ، تفسير ابن كثير (٢ / ٣٣٣) ، الدرّ المنثور (٣ / ٢١٠) نقلاً عن أبي الشيخ ، كنز العمّال (١ / ٢٤٧) (١).

صورة سادسة :

عن أبي صالح ، عن أمير المؤمنين : قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبا بكر ببراءة إلى أهل مكة وبعثه على الموسم ثمّ بعثني في أثره فأدركته فأخذتها منه ، فقال أبو بكر : ما لي؟ قال : «خير أنت صاحبي في الغار ، وصاحبي على الحوض ، غير أنّه لا يبلّغ عنّي غيري أو رجل منّي».

أخرجه الطبري (٢) كما في فتح الباري لابن حجر العسقلاني (٣) (٨ / ٢٥٦).

٢ ـ أبو بكر بن أبي قحافة ، قال : إنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعثه ببراءة إلى أهل مكة لا يحجُّ بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنّة إلاّ نفس مسلمة ، من كان بينه وبين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عهد فأجله إلى مدّته والله بريء من المشركين ورسوله ، فسار ثلاثاً ثمّ قال لعليّ : «الحقه ، فردَّ عليّ أبا بكر وبلّغها أنت». قال : ففعل فلمّا قدم على النبيّ أبو بكر بكى ، فقال : يا رسول الله حدث فيَّ شيء؟ قال : «ما حدث فيك إلاّ خير ولكن أُمرت أن لا يبلّغه إلاّ أنا أو رجل منّي».

أخرجه (٤) أحمد في مسنده (١ / ٣) ، وابن خزيمة ، وأبو عوانة ، والدارقطني في

__________________

(١) مسند أحمد : ١ / ٢٤٢ ح ١٢٨٩ ، الرياض النضرة : ٣ / ١١٩ ، الدرّ المنثور : ٤ / ١٢٥ ، كنز العمّال : ٢ / ٤٢٢ ح ٤٤٠١.

(٢) جامع البيان : مج ٦ / ج ١٠ / ٦٤.

(٣) فتح الباري : ٨ / ٣١٨.

(٤) مسند أحمد : ١ / ٧ ح ٤ ، كنز العمّال : ٢ / ٤١٧ ح ٤٣٨٩ ، كفاية الطالب : ص ٢٥٤ ، مختصر تاريخ دمشق : ١٨ / ٦ وفي ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ ابن عساكر ـ الطبعة المحققة ـ : رقم ٨٨٩ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٩٤ حوادث سنة ٤٠ ه‍.

٤٨٣

الأفراد كما في كنز العمّال (١ / ٢٤٦) ، والكنجي في الكفاية (ص ١٢٥) نقلاً عن أحمد وأبي نعيم وابن عساكر ، وابن كثير في تاريخه (٧ / ٣٥٧).

٣ ـ ابن عبّاس ، قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبا بكر وأمره أن ينادي بهذه الكلمات ثمّ أتبعه عليّا ، فبينا أبو بكر ببعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله القصواء ، فخرج أبو بكر فزعاً فظنّ أنّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإذا هو عليّ رضى الله عنه ، فدفع إليه كتاب رسول الله ، وأمر عليّا أن ينادي بهؤلاء الكلمات ، (فإنّه لا ينبغي أن يبلّغ عنّي إلاّ رجل من أهلي ثمّ اتّفقا) (١) فانطلقا ، فقام عليّ أيام التشريق ينادي : «ذمّة الله ورسوله بريئة عن كلّ مشرك». الحديث.

أخرجه (٢) الترمذي في جامعه (٢ / ١٣٥) ، والبيهقي في سننه (٩ / ٢٢٤) ، والخوارزمي في المناقب (ص ٩٩) ، وابن طلحة في مطالب السؤول (ص ١٧) ، والشوكاني في تفسيره (٢ / ٣١٩) ، نقلاً عن الترمذي وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي بلفظ أخصر ، وأشار إليه ابن حجر في فتح الباري (٨ / ٢٥٦).

صورة أُخرى :

من لفظ ابن عبّاس : قال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث أبا بكر ببراءة ثمّ أتبعه عليّا فأخذها منه فقال أبو بكر رضى الله عنه : يا رسول الله حدث فيَّ شيء؟ قال : «لا ، أنت صاحبي في الغار وعلى الحوض ، ولا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ». الحديث.

أخرجه الطبري في تفسيره (٣) (١٠ / ٤٦).

__________________

(١) لا يوجد ما بين القوسين في بعض المصادر. (المؤلف)

(٢) سنن الترمذي : ٥ / ٢٥٧ ح ٣٠٩١ ، المناقب : ص ١٦٤ ح ١٩٥ ، فتح القدير : ٢ / ٣٣٤ ، المستدرك على الصحيحين : ٢ / ٣٦١ ح ٣٢٧٥ ، السنن الكبرى للبيهقي : ٩ / ٢٢٤ ـ ٢٢٥ ، فتح الباري : ٨ / ٣١٨.

(٣) جامع البيان : مج ٦ / ج ١٠ / ٦٤.

٤٨٤

حديث آخر :

عن ابن عبّاس : قال في حديث طويل عدّ فيه جملة من فضائل مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام ممّا تسالمت الأُمّة عليه : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلاناً بسورة التوبة فبعث عليّا خلفه فأخذها منه وقال : «لا يذهب بها إلاّ رجل هو منّي وأنا منه».

وحديث ابن عبّاس هذا أخرجه كثيرون من أئمّة الحديث وحفّاظه في المسانيد بإسناد صحيح رجاله كلّهم ثقات مصرِّحين بصحّته وثقة رجاله ، أسلفناه في الجزء الأوّل (ص ٤٩ ـ ٥١) ومرّ الكلام حوله في الجزء الثالث (ص ١٩٥ ـ ٢١٧).

حديث آخر :

عن ابن عبّاس : أخرج ابن عساكر (١) ، بإسناده من طريق الحافظ عبد الرزّاق ، عن ابن عبّاس ، قال : مشيت وعمر بن الخطّاب في بعض أزقّة المدينة فقال : يا ابن عبّاس أظنّ القوم استصغروا صاحبكم إذ لم يولّوه أُموركم. فقلت : والله ما استصغره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ اختاره لسورة براءة يقرؤها على أهل مكة. فقال لي : الصواب تقول ، والله لسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعليّ بن أبي طالب : «من أحبّك أحبّني ، ومن أحبّني أحبّ الله ، ومن أحبّ الله أدخله الجنّة مدلاّ». كنز العمّال (٢) (٦ / ٣٩١) ، شرح ابن أبي الحديد (٣) (٣ / ١٠٥) ذكره إلى قوله : فقال لي.

٤ ـ جابر بن عبد الله الأنصاري : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين رجع من عمرة

__________________

(١) مختصر تاريخ دمشق : ٢٠ / ٦٨.

(٢) كنز العمّال : ١٣ / ١٠٩ ح ٣٦٣٥٧.

(٣) شرح نهج البلاغة : ١٢ / ٤٦ خطبة ٢٢٣.

٤٨٥

الجِعْرانة (١) بعث أبا بكر على الحجّ فأقبلنا معه ، حتى إذا كنّا بالعرج ثوّب (٢) بالصبح ، فلمّا استوى للتكبير سمع الرغوة خلف ظهره فوقف عن التكبير فقال : هذه رغوة ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الجدعاء ، لقد بدا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الحجّ ، فلعلّه أن يكون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنصلّي معه ، فإذا عليّ رضى الله عنه عليها ، فقال له أبو بكر : أمير أم رسول؟ قال : «لا ، بل رسول أرسلني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحجّ». فقدمنا مكة ، فلمّا كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس فحدّثهم عن مناسكهم ، حتى إذا فرغ قام عليّ فقرأ على الناس حتى ختمها ، ثمّ خرجنا معه حتى إذا كان يوم عرفة قام أبو بكر فخطب الناس فحدّثهم عن مناسكهم ، حتى إذا فرغ قام عليّ رضى الله عنه فقرأ على الناس براءة حتى ختمها. فلمّا كان النفر الأوّل قام أبو بكر فخطب الناس فحدّثهم كيف ينفرون أو كيف يرمون فعلّمهم مناسكهم ، فلمّا فرغ قام علي رضى الله عنه فقرأ على الناس براءة حتى ختمها.

أخرجه (٣) الدارمي في سننه (٢ / ٦٧) ، والنسائي في الخصائص (ص ٢٠) ، وابن خزيمة وصحّحه ، وابن حبّان من طريق ابن جريج ، والطبري ، ومحبّ الدين الطبري في الرياض النضرة (٢ / ١٧٣) من طريق أبي حاتم والنسائي. ويوجد في تيسير الوصول (١ / ١٣٣) ، تفسير القرطبي (٨ / ٦٧) ، المواهب اللدنيّة للقسطلاني ، شرح

__________________

(١) الجِعْرانة : ماء بين الطائف ومكة ، وهي إلى مكة أقرب. نزلها النبي صلّي الله عليه وآله وسلّم لما قسم غنائم هوازن مرجعه من غزاة حنين وأحرم منها.

(٢) التثويب : هو الدعاء للصلاة وغيرها. وأصله أنّ الرجل إذا جاء مستصرخاً لوّح بثوبه ليُرى ويشتهر.

(٣) السنن الكبرى : ٥ / ١٢٩ ح ٨٤٦٣ ، خصائص أمير المؤمنين : ص ٩٣ ح ٧٨ ، صحيح ابن خزيمة : ٤ / ٣١٩ ح ٢٩٧٤ ، الإحسان في تقريب صحيح ابن حبّان : ١٥ / ١٩ ح ٦٦٤٥ ، جامع البيان : مج ٦ / ج ١٠ / ٦٥ ، الرياض النضرة : ٣ / ١١٨ ، تيسير الوصول : ١ / ١٥٨ ـ ح ١٠ ، الجامع لأحكام القرآن : ٨ / ٤٤ ، المواهب اللدنيّة : ١ / ٦٤٠ ، السيرة النبويّة لزيني دحلان : ٢ / ١٤٠ ، روح المعاني : ١٠ / ٤٤.

٤٨٦

المواهب للزرقاني (٣ / ٩١) ، تاريخ الخميس (٢ / ١٤١) ، سيرة زيني دحلان (٢ / ٣٦٥) ، تفسير الآلوسي روح المعاني (٣ / ٢٦٨) ، تفسير المنار (١٠ / ١٥٦) نقلاً عن الحفّاظ الخمسة المذكورين من الدارمي إلى محبّ الدين الطبري.

٥ ـ أنس بن مالك ، قال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة ثمّ دعاه فقال : «لا ينبغي أن يبلّغ هذا إلاّ رجل من أهلي» ، فدعا عليّا فأعطاه إيّاها.

وفي لفظ آخر لأحمد :

إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر الصدِّيق رضى الله عنه ، فلمّا بلغ ذا الحليفة قال : «لا يبلّغها إلاّ أنا أو رجل من أهل بيتي» ، فبعث بها مع عليّ.

طرق الحديث صحيحة رجاله كلّهم ثقات ، أخرجه (١) أحمد في مسنده (٣ / ٢١٢ ، ٢٨٣) ، والترمذي في جامعه (٢ / ١٣٥) طبع الهند ، والنسائي في خصائصه (ص ٢٠) ، وابن كثير في تاريخه (٥ / ٣٨) عن الترمذي وأحمد ، وفي تفسيره (٢ / ٣٣٣) ، والخوارزمي في المناقب (ص ٩٩) ، والقسطلاني في شرح صحيح البخاري (٧ / ١٣٦) ، وابن حجر في شرح الصحيح (٨ / ٢٥٦) ، والعيني في شرح الصحيح (٨ / ٦٣٧) ، وابن طلحة في مطالب السؤول (ص ١٧) ، والسيوطي في الدرّ المنثور (٣ / ٢٠٩) نقلاً عن ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وأبي الشيخ وابن مردويه ، وفي كنز العمّال (١ / ٢٤٩) عن ابن أبي شيبة ، والزرقاني في شرح المواهب (٣ / ٩١) ، والشوكاني في تفسيره (٢ / ٣١٩) نقلاً عمّن نقل عنه السيوطي في الدرّ المنثور ، والآلوسي في تفسيره (٣ / ٢٦٨) نقلاً عن أحمد

__________________

(١) مسند أحمد : ٤ / ٧٧ ح ١٢٨٠٢ ، ص ١٩٨ ح ١٣٦٠٥ ، سنن الترمذي : ٥ / ٢٥٦ ح ٣٠٩٠ ، السنن الكبرى للنسائي : ٥ / ١٢٨ ح ٨٤٦٠ ، خصائص أمير المؤمنين : ص ٩٢ ح ٧٥ ، البداية والنهاية : ٥ / ٤٦ حوادث سنة ٩ ه‍ ، المناقب : ص ١٦٥ ح ١٩٧ ، إرشاد الساري : ١٠ / ٢٨٣ ، فتح الباري : ٨ / ٣١٨ ، عمدة القاري : ٤ / ٧٨ ، الدرّ المنثور : ٤ / ١٢٣ ، كنز العمّال : ٢ / ٤٣١ ح ٤٤٢١ ، فتح القدير : ٢ / ٣٣٤ ، روح المعاني : ١٠ / ٤٥.

٤٨٧

والترمذي وأبي الشيخ ، وصاحب المنار في تفسيره (١٠ / ١٥٧).

٦ ـ أبو سعيد الخدري ، قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبا بكر رضى الله عنه يؤدّي عنه براءة ، فلمّا أرسله بعث إلى عليّ رضى الله عنه فقال : «يا عليّ إنّه لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو أنت». فحمله على ناقته العضباء فسار حتى لحق بأبي بكر رضى الله عنه فأخذ منه براءة ، فأتى أبو بكر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد دخله من ذلك مخافة أن يكون قد أُنزل فيه شيء ، فلمّا أتاه قال : ما لي يا رسول الله؟ قال : «خير أنت أخي وصاحبي في الغار ، وأنت معي على الحوض ، غير أنّه لا يبلّغ عنّي غيري أو رجل منّي».

أخرجه (١) ابن حبّان وابن مردويه كما في الدرّ المنثور للسيوطي (٣ / ٢٠٩) ، وروح المعاني للآلوسي (٣ / ٢٦٨) وفي طبع المنيريّة (١٠ / ٤٠) ، وأوعز إليه ابن حجر في فتح الباري (٨ / ٢٥٦) من طريق عمرو بن عطيّة ، عن أبيه ، عن أبي سعيد.

٧ ـ أبو رافع ، قال رضى الله عنه : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبا بكر رضى الله عنه ببراءة إلى الموسم ؛ فأتى جبريل عليه‌السلام فقال : إنّه لن يؤدِّيها عنك إلاّ أنت أو رجل منك ، فبعث عليّا رضى الله عنه على أثره حتى لحقه بين مكة والمدينة فأخذها ، فقرأها على الناس في الموسم.

أخرجه ابن مردويه والطبراني بإسنادهما كما في الدرّ المنثور للسيوطي (٢) (٣ / ٢١٠) ، وفتح الباري لابن حجر (٣) (٨ / ٢٥٦).

٨ ـ سعد بن أبي وقّاص ، قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليّا رضى الله عنه فأخذها منه ثمّ سار بها فوجد أبو بكر في نفسه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لا يؤدِّي عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي» (٤).

__________________

(١) الإحسان في تقريب صحيح ابن حبّان : ١٥ / ١٦ ح ٦٦٤٤ ، الدرّ المنثور : ٤ / ١٢٤ ، فتح الباري : ٨ / ٣١٨.

(٢) الدرّ المنثور : ٤ / ١٢٤.

(٣) فتح الباري : ٨ / ٣١٨.

(٤) السنن الكبرى : ٥ / ١٢٩ ح ٨٤٦٢ ، وفي خصائص أمير المؤمنين : ص ٩٣ ح ٧٧ ، الدرّ المنثور : ٤ / ١٢٣ ، فتح القدير : ٢ / ٣٣٤ ، فتح الباري : ٨ / ٣١٨.

٤٨٨

خصائص النسائي (ص ٢٠) ، الدرّ المنثور (٣ / ٢٠٩) نقلاً عن ابن مردويه ، تفسير الشوكاني (٢ / ٣١٩) ، وأوعز إليه ابن حجر في فتح الباري (٨ / ٢٥٥).

حديث آخر :

عن سعد : أخرج ابن عساكر (١) ، بإسناده عن الحرث بن مالك ، قال : أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقّاص فقلت : هل سمعت لعليّ منقبة؟ قال : لقد شهدت له أربعاً لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليَّ من الدنيا أُعمَّر فيها مثل عمر نوح : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش فسار بها يوماً وليلة ، ثمّ قال لعليّ : «اتبع أبا بكر فخذها وبلّغها» فردّ عليّ أبا بكر فرجع يبكي ، فقال : يا رسول الله أنزل فيَّ شيء؟ قال : «لا ، إلاّ خيراً إنّه ليس يبلّغ عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي ، أو قال : من أهل بيتي». الحديث ـ راجع الجزء الأوّل (ص ٤٠).

٩ ـ أبو هريرة ، قال : كنت مع عليِّ بن أبي طالب رضى الله عنه لمّا بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فنادى بأربع حتى صهل صوته. الحديث.

أخرجه الدارمي في سننه (٢ / ٢٣٧) ، والنسائي في سننه (٢) (٥ / ٢٣٤) مع اختصار غير مخلّ ، كما قاله السيوطي في شرحه ، وحديث أبي هريرة أخرجه كثير من الحفّاظ غير أنّه لعبت به أيدي الهوى ، ومهّدت لرماة القول على عواهنه مجال التره (٣) والدجل حول هذه الأثارة الكريمة.

وأخرج الحافظ محبّ الدين الطبري في الرياض النضرة (٤) (٢ / ١٧٣) ، وذخائر

__________________

(١) مختصر تاريخ دمشق : ١٧ / ٣٣٣ ، وفي ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ ابن عساكر ـ الطبعة المحققة ـ : رقم ٢٧٨.

(٢) السنن الكبرى : ٢ / ٤٠٧ ح ٣٩٤٩.

(٣) التره : الباطل.

(٤) الرياض النضرة : ٣ / ١١٨.

٤٨٩

العقبى (ص ٦٩) من طريق أبي حاتم ، عن أبي سعيد أو أبي هريرة ، قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبا بكر ، فلمّا بلغ ضجنان (١) سمع بغام (٢) ناقة عليّ فعرفه ، فأتاه فقال : ما شأني؟ قال : «خير إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعثني ببراءة». فلمّا رجعنا انطلق أبو بكر إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا رسول الله ما لي؟ قال : «خير أنت صاحبي في الغار غير أنّه لا يبلّغ غيري أو رجل منّي» يعني عليّا.

١٠ ـ عبد الله بن عمر ، ذكر ابن حجر العسقلاني في فتح الباري (٣) (٨ / ٢٥٦) ما مرّ عن أمير المؤمنين عليه‌السلام من طريق أبي صالح ، ثمّ قال : ومن طريق العمري ، عن نافع ، عن ابن عمر كذلك.

١١ ـ حبشي بن جنادة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «عليّ منِّي وأنا منه لا يؤدِّي عنِّي إلاّ أنا أو عليّ».

حديث صحيح رجاله كلّهم ثقات أخرجه (٤) بطرق أربعة أحمد بن حنبل في مسنده (٤ / ١٦٤ ، ١٦٥) ، والترمذي في صحيحه (٢ / ٢١٣) وصحّحه وحسّنه ، والنسائي في الخصائص (ص ٢٠) ، وابن ماجة في السنن (١ / ٥٧) ، والبغوي في المصابيح (٢ / ٢٧٥) ،

__________________

(١) قال الواقدي : بين ضجنان ومكة خمسة وعشرون ميلاً. معجم البلدان : ٣ / ٤٥٣.

(٢) البُغام : صوت الإبل.

(٣) فتح الباري : ٨ / ٣١٨.

(٤) مسند أحمد : ٥ / ١٧٠ ح ١٧٠٥١ ، ص ١٧١ ح ١٧٠٥٦ ـ ١٧٠٥٨ ، سنن الترمذي : ٥ / ٥٩٤ ح ٣٧١٩ ، السنن الكبرى : ٥ / ١٢٨ ح ٨٤٥٩ ، وفي خصائص أمير المؤمنين : ص ٩١ ح ٧٤ ، سنن ابن ماجة : ١ / ٤٤ ح ١١٩ ، مصابيح السنّة : ٤ / ١٧٢ ح ٤٧٦٨ ، مشكاة المصابيح : ٣ / ٣٥٦ ح ٦٠٩٢ ، مناقب عليّ بن أبي طالب : ص ٢٢٢ ح ٢٦٧ ، كفاية الطالب : ص ٢٧٦ باب ٦٧ ، تهذيب الأسماء واللغات : ١ / ٣٤٨ ، الرياض النضرة : ٣ / ١١٩ ، تذكرة الخواص : ص ٣٦ ، تذكرة الحفّاظ : ٢ / ٤٥٥ رقم ٤٦٢ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٩٤ حوادث سنة ٤٠ ه‍ ، المقاصد الحسنة : ص ١٢٤ ح ١٨٩ ، كنوز الحقائق : ٢ / ١٦ ، فرائد السمطين : ١ / ٥٩ ح ٢٤ ، الجامع الصغير : ٢ / ١٧٧ ح ٥٥٩٥ ، كنز العمّال : ١١ / ٦٠٣ ح ٣٢٩١٣.

٤٩٠

والخطيب العمري في المشكاة (ص ٥٥٦) ، والفقيه ابن المغازلي في المناقب ، والكنجي في الكفاية (ص ٥٥٧) ، والنووي في تهذيب الأسماء واللغات ، والمحبّ الطبري في الرياض (٢ / ٧٤) ، عن الحافظ السلفي ، وسبط ابن الجوزي في التذكرة (ص ٢٣) ، والذهبي في تذكرة الحفّاظ في ترجمة سويد بن سعيد ، وابن كثير في تاريخه (٧ / ٣٥٦) ، والسخاوي في المقاصد الحسنة ، والمناوي في كنوز الدقائق (ص ٩٢) والحمّوئي في الباب السابع من فرائد السمطين ، وجلال الدين السيوطي في الجامع الصغير ، وفي جمع الجوامع كما في ترتيبه (٦ / ١٥٣).

وذكره (١) ابن حجر في الصواعق (ص ٧٣) ، والمتّقي الهندي في كنز العمّال عن أحد عشر حافظاً ، والبدخشاني في نزل الأبرار (ص ٩) نقلاً عن ابن أبي شيبة ، وأحمد ، وابن ماجة ، والترمذي ، والبغوي ، وابن أبي عاصم ، والنسائي ، وابن قانع ، والطبراني ، والضياء المقدسي ، والجارودي ، والفقيه شيخ بن العيدروس في العقد النبوي ، والأمير محمد الصنعاني في الروضة الندية ، والقندوزي في ينابيع المودّة ، والشبلنجي في نور الأبصار (ص ٧٨) ، والصبّان في الإسعاف ـ هامش نور الأبصار ـ (ص ١٥٥).

قال الأميني : هذه الجملة المرويّة من حبشي بن جنادة ، وعمران ، وأبي ذرّ الغفاري مأخوذة من حديث التبليغ وهي شطره كما نصَّ عليه صاحب اللمعات والمرقاة (٢) والسندي الحنفي في شرح سنن ابن ماجة (١ / ٥٧) وقالوا : قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذا تكريماً لعليّ واعتذاراً إلى أبي بكر.

١٢ ـ عمران بن حصين ، في حديث مرفوعاً : «عليّ منّي وأنا منه ، ولا يؤدّي

__________________

(١) الصواعق المحرقة : ص ١٢٢ ، نزل الأبرار : ص ٣٨ ، المصنّف لابن أبي شيبة : ١٢ / ٥٩ ح ١٢١٢٠ ، المعجم الكبير : ٤ / ١٦ ح ٣٥١١ و ٣٥١٣ ، الروضة الندية : ص ٢٥٧ ، ينابيع المودّة : ١ / ٥٢ باب ٧ ، نور الأبصار : ص ١٦٠.

(٢) مرقاة المفاتيح : ١٠ / ٤٦٤ ح ٦٠٩٢.

٤٩١

عنّي إلاّ عليّ». أخرجه الترمذي وقال : حديث حسن غريب كذا في تذكرة السبط (٣) (ص ٢٢).

١٣ ـ أبو ذرّ الغفاري ، مرفوعاً : «عليّ منِّي وأنا من عليّ ، ولا يؤدّي إلاّ أنا أو عليّ». مطالب السؤول (ص ١٨).

المراسيل :

١ ـ عن أبي جعفر محمد بن عليّ ـ الإمام الباقر عليه‌السلام ـ ، قال : «لمّا نزلت براءة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد كان بعث أبا بكر الصدِّيق رضى الله عنه ليقيم للناس الحجّ قيل له : يا رسول الله لو بعثت بها إلى أبي بكر ، فقال : لا يؤدِّي عنِّي إلاّ رجل من أهل بيتي ، ثمّ دعا عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليه ، فقال له : اخرج بهذه القصة من صدر براءة وأذِّن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى : أنّه لا يدخل الجنّة كافر ، ولا يحجّ بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان له عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عهد فهو له إلى مدّته ، فخرج عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليه على ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم العضباء حتى أدرك أبا بكر بالطريق ، فلمّا رآه أبو بكر بالطريق قال : أمير أو مأمور؟ فقال : بل مأمور. ثمّ مضيا فأقام أبو بكر للناس الحجّ ، والعرب إذ ذاك في تلك السنة على منازلهم من الحجّ التي كانوا عليها في الجاهلية ، حتى إذا كان يوم النحر قام عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه فأذّن في الناس بالذي أمره به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم». الحديث (٤).

سيرة ابن هشام (٤ / ٢٠٣) ، تفسير الطبري (١٠ / ٤٧) ، تفسير الكشّاف (٢ / ٢٣) ،

__________________

(٣) تذكرة الخواص : ص ٣٦.

(٤) السيرة النبويّة : ٤ / ١٩٠ ، جامع البيان : مج ٦ / ج ١٠ / ٦٥ ، الكشّاف : ٢ / ٢٤٣ ، البداية والنهاية : ٥ / ٤٤ حوادث سنة ٩ ه‍ ، عمدة القاري : ٤ / ٧٨.

٤٩٢

تفسير ابن كثير (٢ / ٣٣٤) ، تاريخ ابن كثير (٥ / ٣٧) ، عمدة القاري (٤ / ٦٣٣).

٢ ـ رُوي أنّ أبا بكر لمّا كان ببعض الطريق هبط جبريل عليه‌السلام وقال : يا محمد لا يبلّغن رسالتك إلاّ رجل منك فأرسل عليّا ، فرجع أبو بكر إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا رسول الله أشيء نزل من السماء؟ قال : «نعم ؛ فسِرْ وأنت على الموسم وعليّ ينادي بالآي». الحديث ذكره نظام الدين النيسابوري في تفسيره (١) المطبوع في هامش تفسير الطبري (١٠ / ٣٦).

٣ ـ عن السدّي ، قال : لمّا نزلت هذه الآيات إلى رأس أربعين آية بعث بهنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع أبي بكر وأمّره على الحجّ ، فلمّا سار فبلغ الشجرة من ذي الحليفة أتبعه بعليّ فأخذها منه ، فرجع أبو بكر إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا رسول الله بأبي أنت وأُمّي أنزل في شأني شيء؟ قال : لا ، ولكن لا يبلّغ عنّي غيري أو رجل منّي ، أما ترضى يا أبا بكر أنّك كنت معي في الغار وأنّك صاحبي على الحوض؟ قال : بلى يا رسول الله. فسار أبو بكر على الحاج وعليّ يؤذّن ببراءة (٢). الحديث.

تفسير الطبري (١٠ / ٤٧) ، تاريخ الطبري (٣ / ١٥٤).

٤ ـ قال البغوي المفسِّر في تفسيره (٣) ـ هامش تفسير الخازن ـ (٣ / ٤٩): لمّا كان سنة تسع أراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يحجّ ثمّ قال : إنّه يحضر المشركون فيطوفون عراة ، فبعث أبا بكر تلك السنة أميراً على الموسم ليقيم للناس الحجّ وبعث معه أربعين آية من صدر براءة ليقرأها على أهل الموسم ، ثمّ بعث بعده عليّا كرّم الله وجهه على ناقته العضباء ليقرأ على الناس صدر براءة وأمره أن يؤذِّن بمكّة ومنى وعرفة : أن قد برئت ذمّة الله وذمّة رسوله من كلِّ مشرك ولا يطوف بالبيت عريان. فرجع أبو بكر

__________________

(١) تفسير غرائب القرآن : ٣ / ٤٢٩.

(٢) جامع البيان : مج ٦ / ج ١٠ / ٦٥ ، تاريخ الأُمم والملوك : ٣ / ١٢٢ حوادث سنة ٩ ه‍.

(٣) تفسير البغوي : ٢ / ٢٦٧.

٤٩٣

فقال : يا رسول الله بأبي أنت وأُمّي أنزل في شأني شيء؟ قال : لا ، ولكن لا ينبغي لأحد أن يبلِّغ هذا إلاّ رجل من أهلي أما ترضى يا أبا بكر أنَّك كنت معي في الغار ، وأنّك صاحبي على الحوض؟ قال : بلى يا رسول الله. فسار أبو بكر رضى الله عنه أميراً على الحاجّ وعليّ رضى الله عنه ليؤذّن ببراءة. الحديث.

وتجده مرسلاً إرسال المسلّم بلفظ موجز أو مفصّل (١) في طبقات ابن سعد (ص ٦٨٥) ، تفسير ابن حيّان (٥ / ٦) ، تفسير الكشّاف (٣ / ٢٣) ، تفسير الخازن (٢ / ٢١٣) ، تفسير البيضاوي (١ / ٤٨٨) ، تفسير النسفي هامش الخازن (٢ / ٢١٢) ، تفسير النيسابوري هامش الطبري (١٠ / ٣٦) ، تذكرة السبط (ص ٢٢) ، إمتاع المقريزي (ص ٤٩٩) ، الروض الأُنُف (٢ / ٣٢٨) ، كامل ابن الأثير (٢ / ١٢١) ، تفسير الرازي (٤ / ٤٠٨) ، شرح النهج لابن أبي الحديد (٢ / ٢٦٠) ، شرح المواهب للزرقاني (٣ / ٩١) ، الإصابة لابن حجر (٢ / ٥٠٩) ، تاريخ الخميس (٢ / ٤١) ، الصواعق (ص ١٩) ، السيرة النبوية لزيني دحلان (٢ / ٣٦٤).

وينبئ عن إطباق الصحابة الأوّلين على هذه المأثرة لأمير المؤمنين استنشاده عليه‌السلام بها أصحاب الشورى يوم ذاك بقوله : «أفيكم من ائتُمن على سورة براءة وقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّه لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي ، غيري؟» قالوا : لا.

وقد أسلفنا حديث المناشدة يوم الشورى في الجزء الأوّل (ص ١٥٩ ـ ١٦٣) وأنّ هذه الجملة المذكورة عدّها ابن أبي الحديد من الصحيح وممّا استفاض في الروايات من المناشدة يوم الشورى.

__________________

(١) الطبقات الكبرى : ٢ / ١٦٨ ، الكشّاف : ٢ / ٢٤٣ ، تفسير الخازن : ٢ / ٢٠٣ ، تفسير البيضاوي : ١ / ٣٩٤ ، تفسير النسفي : ٢ / ١١٥ ، تفسير غرائب القرآن : ٣ / ٤٢٩ ، تذكرة الخواص : ص ٣٧ ، الروض الأُنف : ٧ / ٣٧٤ ، الكامل في التاريخ : ١ / ٦٤٤ ، التفسير الكبير : ١٥ / ٢١٨ ، شرح نهج البلاغة : ٧ / ٢٨٨ خطبة ١١٩ ، الصواعق المحرقة : ص ٣٢ ، السيرة النبويّة : ٢ / ١٤٠.

٤٩٤

المتخلّص من سرد هذه الأحاديث هو تواتر معنوي أو إجمالي لوقوع أصل القصّة من استرداد الآي من أبي بكر وتشريف أمير المؤمنين عليه‌السلام بتبليغها ونزول الوحي المبين بأنّه لا يبلّغ عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلاّ هو أو رجل منه ، ولا يجب علينا البخوع لبعض الخصوصيات التي تفرّد بها بعض الطرق والمتون فإنّها لا تعدو أن تكون آحاداً ، وفي القصّة إيعاز إلى أنّ من لا يستصلحه الوحي المبين لتبليغ عدّة آيات من الكتاب كيف يأتمنه على التعليم بالدين كلّه ، وتبليغ الأحكام والمصالح كلّها؟

الشاعر

أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن عليّ الهواري المالكي الأندلسي النحوي المعروف بابن جابر الأعمى ، من أهل المريّة (١). أحد رجالات الشعر والأدب ، متضلّع في النحو والتاريخ والسير والحديث ، ولد سنة (٦٩٨) وقرأ القرآن والنحو على محمد بن يعيش ، والفقه على محمد بن سعيد الرندي ، والحديث على أبي عبد الله الزواوي ، ثمّ رحل إلى الشرق وصحب أبا جعفر أحمد بن يوسف الألبيري (٢) الطليطلي (٣) الشهير بالبصير المتوفّى سنة (٧٧٩) ، وشمّرا لطلب العلم والأدب ذراعاً ، ومدّا إلى التاريخ باعاً ، فكان المترجم يؤلّف وينظم ويملي ، وصاحبه يقرأ عليه ويكتب ، حتى نبغا في الأدب ، غير أنّ المترجم أكثر نظماً ، ولم يزالا على ذلك طيلة عمرهما ، وسمعا بمصر من أبي حيّان ، ثمّ حجّا ورجعا إلى الشام وسمعا الحديث من المزّي أبي الحجّاج الدمشقي المتوفّى (٧٤٢) والجزري وابن كاميار ، ثمّ قطنا حلب وحدّثا بها ،

__________________

(١) المريّة ـ بالفتح ثمّ الكسر وتشديد الياء ـ : مدينة كبيرة من كورة البيرة من أعمال الأندلس [معجم البلدان : ٥ / ١١٩]. (المؤلف)

(٢) ألبيرة ـ بألف قطع ـ : كورة كبيرة من الأندلس [معجم البلدان : ١ / ٢٤٤]. (المؤلف)

(٣) طليطلة ـ بضمّ الطائين وفتح اللام أو ضمّ الأُولى وفتح الثانية ـ : مدينة كبيرة بالأندلس [معجم البلدان : ٤ / ٣٩]. (المؤلف)

٤٩٥

ثمّ غادراها إلى ألبيرة فاستمرّا بها نحواً من خمسين سنة إلى أن تزوّج ابن جابر في الآخر فتهاجرا. يروي عن المترجم جماعة منهم : محمد بن أحمد الحريري قاضي حلب وأجاز لمن أدرك حياته ومات في جمادى الآخرة سنة (٧٨٠).

تآليفه :

١ ـ شرح الألفية لابن مالك ، قال السيوطي في البغية : كتاب مفيد يعتني بالإعراب للأبيات ، وهو جليل جدّا نافع للمبتدئين.

٢ ـ نظم الفصيح لثعلب أبي العبّاس الشيباني المتوفّى (٢٩١).

٣ ـ نظم كفاية المتحفّظ.

٤ ـ شرح ألفيّة ابن معطٍ في ثمان مجلّدات ، قاله السيوطي في بغية الوعاة وفي شذرات الذهب : ثلاث مجلّدات.

٥ ـ ديوان شعره الكثير المتنوّع.

٦ ـ مقصورة في مدح النبيّ الأعظم في (٢٩٦) بيتاً أوّلها :

بادر قلبي للهوى وما ارتأى

لمّا رأى من حسنها ما قد رأى

٧ ـ بديعيّته المشهورة ببديعيّة العميان المسمّاة بالحلّة السيرا في مدح خير الورى.

مرّ مستهلّها والإيعاز إلى شرحها في ترجمة صفيّ الدين الحلّي ، سمعها منه شرف الدين أبو بكر محمد بن عمر العجلوني المتوفّى (٨٠١) ، وسمعها منه ابن حجر كما في شذرات الذهب (١) (٧ / ١٠).

__________________

(١) شذرات الذهب : ٩ / ٢٢ حوادث سنة ٨٠١ ه‍.

٤٩٦

توجدترجمته (١) في الدرر الكامنة (٣ / ٣٣٩) ، بغية الوعاة في طبقات النحاة (ص ١٤) ، شذرات الذهب (٦ / ٢٦٨) ، نفح الطيب (٤ / ٣٧٣ ـ ٤٠٨) ذكر جملة ضافية من شعره ، وذكر له قصيدة يمدح بها النبيّ الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفيها التورية بسور القرآن وهي :

في كلِّ فاتحةٍ للقولِ معتبره

حقُّ الثناءِ على المبعوث بالبقرَه

في آلِ عمرانَ قدماً شاع مبعثُه

رجالُهم والنساءُ استوضحوا خبرَه

من مدَّ للناسِ من نعماه مائدةً

عمّت فليست على الأنعامِ مقتصرَه

أعرافُ نعماه ما حلَّ الرجاءُ بها

إلاّ وأنفالُ ذاك الجودِ مبتدرَه

به توسّلَ إذ نادى بتوبتِهِ

في البحر يونسُ والظلماءُ معتكرَه

هودٌ ويوسفُ كم خوفٍ به أَمِنا

ولن يروّع صوت الرعد من ذكرَه

مضمونُ دعوةِ إبراهيمَ كان وفي

بيتِ الإله وفي الحجرِ التمسْ أثرَه

ذو أُمّة كدويّ النحل ذكرهمُ

في كلِّ قطرٍ فسبحانَ الذي فطرَه

بكهفِ رحماهُ قد لاذ الورى وبه

بشرى ابنِ مريمَ في الإنجيلِ مشتهرَه

سمّاه طه وحضَّ الأنبياءَ على

حجّ المكانِ الذي من أجلِه عمرَه

قد أفلحَ الناسُ بالنورِ الذي عمروا

من نورِ فرقانِه لمّا جلا غررَه

أكابرُ الشعراءِ اللُّسنِ قد عجزوا

كالنملِ إذ سمعت آذانُهم سورَه

وحسبُه قصصٌ للعنكبوتِ أتى

إذ حاك نسجاً ببابِ الغارِ قد ستَرَه

في الرومِ قد شاع قدماً أمرُه وبه

لقمانُ وفّقَ للدرِّ الذي نثَرَه

كم سجدةٍ في طلى الأحزابِ قد سجدت

سيوفُه فأراهم ربُّه عِبَره

سباهمُ فاطرُ السبع العلى كرماً

لمن بياسينَ بين الرسلِ قد شهرَه

__________________

(١) بغية الوعاة : ١ / ٣٤ رقم ٥٥ ، شذرات الذهب : ٨ / ٤٦٢ حوادث سنة ٧٨٠ ه‍ ، نفح الطيب : ١٠ / ١٦٦ ـ ٢٣١.

٤٩٧

في الحربِ قد صُفّتِ الأملاكُ تنصرُه

فصار جمعُ الأعادي هازماً زمرَه

لغافرِ الذنبِ في تفضيلِهِ سورٌ

قد فصّلتْ لمعان غيرِ منحصرَه

شوراه أَن تهجرَ الدنيا فزخرفُها

مثلُ الدخانِ فيعشي عينَ من نظرَه

عزّت شريعتُهُ البيضاءُ حين أتى

أحقافَ بدرٍ وجندُ الله قد نصرَه

فجاء بعد القتالِ الفتحُ متّصلاً

وأصبحت حجراتُ الدينِ منتصرَه

بقاف والذارياتِ اللهُ أقسمَ في

أنّ الذي قاله حقٌّ كما ذكرَه

في الطورِ أبصر موسى نجمَ سؤددِهِ

والأُفقُ قد شقّ إجلالاً له قمرَه

أسرى فنالَ من الرحمنِ واقعةً

في القربِ ثبّتَ فيه ربُّه بصرَه

أراه أشياءَ لا يقوى الحديدُ لها

وفي مجادلةِ الكفّار قد أزرَه

في الحشرِ يوم امتحانِ الخلقِ يقبلُ في

صفٍّ من الرسل كلٌّ تابعٌ أثرَه

كفٌّ يسبّحُ للهِ الحصاةُ بها

فاقبلْ إذا جاءَكَ الحقُّ الذي قدرَه

قد أبصرتْ عنده الدنيا تغابنَها

نالت طلاقاً ولم يصرفْ لها نظرَه

تحريمه الحبَّ للدنيا ورغبته

عن زهرةِ الملكِ حقّا عندما نظرَه

في نون قد حقّت الأمداحُ فيه بما

أثنى به اللهُ إذ أبدى لنا سيرَه

بجاهِه سال نوحٌ في سفينتِهِ

سفن النجاةِ وموجُ البحر قد غمرَه

وقالت الجنُّ جاءَ الحقُّ فاتّبعوا

مزّمّلاً تابعاً للحقّ لن يذرَه

مدَّثراً شافعاً يومَ القيامةِ هل

أتى نبيٌّ له هذا العلى ذخَره

في المرسلاتِ من الكتبِ انجلى نبأٌ

عن بعثهِ سائرُ الأخبارِ قد سطرَه

ألطافُه النازعاتُ الضيم في زمنٍ

يومٌ به عبس العاصي لما ذعرَه

إذ كُوِّرتْ شمسُ ذاك اليوم وانفطرتْ

سماؤه ودعت ويلٌ به الفجرَه

وللسماءِ انشقاقٌ والبروجُ خلتْ

من طارقِ الشهبِ والأفلاكُ مستترَه

فسبّحِ اسمَ الذي في الخلقِ شفّعه

وهل أتاك حديثُ الحوض إذ نهرَه

كالفجرِ في البلدِ المحروسِ غرّتُه

والشمسُ من نوره الوضّاح مستترَه

٤٩٨

والليلُ مثلُ الضحى إذ لاحَ فيه ألمْ

نشرحْ لك القولَ في أخبارِه العطِرَه

ولو دعا التينَ والزيتونَ لابتدرا

إليه في الحينِ واقرأ تستبنْ خبرَه

في ليلةِ القدرِ كم قد حازَ من شرفٍ

في الفخرِ لم يكنِ الإنسانُ قد قدرَه

كم زُلزلتْ بالجيادِ العادياتِ له

أرضٌ بقارعةِ التخويفِ منتشرَه

له تكاثرُ آياتٍ قد اشتهرتْ

في كلِّ عصرٍ فويلٌ للذي كفرَه

ألم ترَ الشمس تصديقاً له حُبِستْ

على قريشٍ وجاءَ الروحُ إذ أمرَه

أرأيت أنّ إلهَ العرشِ كرّمَه

بكوثرٍ مرسلٍ في حوضِه نهرَه

والكافرون إذا جاء الورى طُرِدوا

عن حوضِهِ فلقد تبّت يدا الكفرَه

إخلاصُ أمداحِه شغلي فكم فلقٍ

للصبح أسمعتُ فيه الناسَ مفتخرَه

أزكى صلاتي على الهادي وعترتِهِ

وصحبهِ وخصوصاً منهمُ عشره (١)

ثمّ سمّى العشرة المبشَّرة وبعدها خصّ بالذكر حمزة والعبّاس وجعفراً وعقيلاً وخديجة وبنتها الزهراء سلام الله عليها ، وقد جاراه في قصيدته هذه أئمّة الأدب في مدح النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، منهم الشيخ القلقشندي بقصيدة ذات (٥١) بيتاً أوّلها :

عوّذت حبِّي بربِّ الناس والفلقِ

المصطفى المجتبى الممدوح بالخلقِ

والشيخ أبو عمران موسى الفاسي بقصيدة ذات (١٥٤) بيتاً أوّلها :

بدأتُ باسمِ اللهِ في أوّلِ السطرِ

فأسماؤه حصنٌ منيعٌ من الضرِّ

ولغيرهما قصيدة ذات (٤٠) بيتاً مستهلّها :

بحمدِ إلهِ العرشِ أستفتحُ القولا

وفي آية الكرسيّ أستمنحُ الطولا

ولآخر قصيدة ذات (٣٧) بيتاً مطلعها :

__________________

(١) نفح الطيب : ١٠ / ١٨٦.

٤٩٩

بسم الإلهِ افتتاحُ الحمدِ والبقره

مصلّياً بصلاةٍ لم تزلْ عطره

وللمترجم في نفح الطيب (١) قوله :

جعلوا لأبناءِ الرسولِ علامةً

إنّ العلامةَ شأنُ من لم يشهرِ

نورُ النبوّة في كريمِ وجوههِمْ

يغني الشريفَ عن الطراز الأخضرِ

قال الحافظ القسطلاني في المواهب اللدنيّة (٢) كما في شرحه (٧ / ٢١) : فهذه الذريّة الطاهرة قد خصّوا بمزايا التشريف ، وعمّوا بواسطة السيّدة فاطمة بفضل ضيف (٣) ، وألبسوا رداء الشرف ، ومنحوا بمزيد الإكرام والتحف ، وقد وقع الاصطلاح على اختصاصهم من بين الشرف كالعبّاسيّين والجعافرة ـ ذرية جعفر بن أبي طالب ـ بالشطفة (٤) الخضراء لمزيد شرفهم ، والسبب في ذلك كما قيل : أنّ المأمون الخليفة العبّاسي أراد أن يجعل الخلافة في بني فاطمة فاتّخذ لهم شعاراً أخضر ، وألبسهم ثياباً خضراً ، لكون السواد شعار العبّاسيّين ، والبياض شعار سائر المسلمين في جمعهم ونحوها ، والأحمر مختلف في كراهته ، والأصفر شعار اليهود بآخره ، ثمّ انثنى عزمه عن ذلك ، وردّ الخلافة لبني العبّاس فبقي ذلك شعاراً لأشراف العلويّين من الزهراء ، لكنّهم اختصروا الثياب إلى قطعة من ثوب أخضر توضع على عمائمهم هي المسمّاة : بالشطفة ، شعاراً لهم ، ثمّ انقطع ذلك إلى أواخر القرن الثامن ؛ قال في حوادث سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة من إنباء الغمر بأبناء العمر (٥) : وفيها أمر السلطان الأشرف أن يمتازوا عن الناس بعصائب ـ جمع عصابة ـ خضر على العمائم ففعل ذلك بمصر والشام

__________________

(١) نفح الطيب : ١٠ / ٢٠٠.

(٢) المواهب اللدنيّة : ٣ / ٣٧٤.

(٣) كذا في شرح المواهب. وفي المواهب : منيف.

(٤) الشطفة ـ بضمّ المعجمة ـ : القطعة. (المؤلف)

(٥) إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ : ١ / ٨.

٥٠٠