الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٦

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٦

المؤلف:

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي


المحقق: مركز الغدير للدّراسات الإسلاميّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
المطبعة: فروردين
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٤

١
٢

٣
٤

٥
٦

٧

بسم الله الرحمن الرحيم

سُبحانَكَ لا عِلمَ لَنا إلاّ ما عَلّمتَنا إنَّكَ أنتَ العَليمُ الحَكِيمُ. وَلَقَدْ جِئناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلناهُ عَلى عِلمٍ هُدىً وَرَحمَةً. وَالّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَعلَمُونَ أنَّهُ مُنزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالحَقِّ. وَلا يَرتابُ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ وَالمؤمنونَ. وَما اختَلَفَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ إلاّ مِنْ بَعدِ ما جاءَهُمُ العِلمُ بَغياً بَينَهُم. وَلَئنِ اتَّبَعتَ أهواءَهُم مِنْ بَعدِ ما جَاءَكَ مِنَ العِلمِ إنَّكَ إذاً لَمِنَ الظّالِمِين. وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلمٍ إنْ يَتَّبعُونَ إلاّ الظَنَّ وَإنَّ الظَنَّ لا يُغني مِنَ الحَقِّ شَيئاً. ذَلِك مَبلَغُهُمْ مِنَ العِلمِ إنَّ رَبَّكَ هُوَ أعلَمُ بمَنِ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُو أَعْلَمُ بِمَنِ اهتَدَى.

الحَمدُ لِلّه الّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهتَدِيَ لَو لا أنْ هَدانا الله. وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الّذِينَ اصطَفى. أُولئِكَ عَلَيهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ المُهتَدُون.

الأميني

٨

شعراء الغدير

في

القرن الثّامن

١ ـ أبو محمد بن داود الحلي

٢ ـ جمال الدين الخلعي

٣ ـ السريجي الأُوالي

٤ ـ صفيّ الدين الحلّي

٥ ـ الإمام الشيباني الشافعي

٦ ـ شمس الدين المالكي

٧ ـ علاء الدين الحلّي

٩
١٠

ـ ٦٥ ـ

أبو محمد بن داود الحلّي

المولود (٦٤٧)

وإذا نظرتَ إلى خطاب محمدٍ

يوم الغدير إذ استقرَّ المنزلُ

من كنتُ مولاه فهذا حيدرٌ

مولاه لا يرتابُ فيه محصِّلُ

لعرفتَ نصَّ المصطفى بخلافةٍ

من بعدِه غرّاءَ لا يُتأوَّلُ

وله من أُرجوزة في الإمامة طويلة :

وقد جرتْ لي قصّةٌ غريبه

قد نتجت قضيّةً عجيبه

فاعتبروا فيها ففيها معتبرْ

يغني عن الإغراق في قوسِ النظرْ

حضرتُ في بغدادَ دارَ علمِ

فيها رجال نظرٍ وفهمِ

في كلِّ يومٍ لهمُ مجالُ

تدنو به الأوجالُ والآجالُ

لا بدَّ أن يسفرَ عن جريحِ

بصارمِ الحجّة أو طريحِ

لمّا اطمأنّت بهمُ المجالسُ

ووضعتْ لاماتِها الفوارسُ

واجتمعَ المدرِّسون الأربعه

في خلوةٍ آراؤهم مجتمعه

حضرتُ في مجلسِهمْ فقالوا

أنت فقيهٌ وهنا سؤالُ

من ذا تُرى أحقُّ بالتقدُّمِ

بعد رسولِ اللهِ هادي الأممِ

فقلت فيه نظرٌ يحتاجُ

أن يُترك العنادُ واللجاجُ

وكلّنا ذوو عقولٍ ونظرْ

وفِكَرٍ صالحةٍ ومعتبرْ

١١

فلنفرض الآن قضى النبيُ

واجتمع الدنيُّ والقصيُ

وأنتمُ مكانَ أهلِ العقدِ

والحلِّ بل فوقهمُ في النقدِ

فالتزموا قواعد الإنصافِ

فإنَّها من شِيَمِ الأشرافِ

لمّا قضى النبيُّ قال الأكثرُ

إنَّ أبا بكر هو المؤمَّرُ

وقال قومٌ ذاك للعبّاسِ

وانقرضوا وقال باقي الناسِ

ذاك عليٌّ والجميع مدّعي

أنَّ سواه للمحال يدَّعي

فهل ترون أنَّه لمّا قضى

نصَّ على خليفةٍ أم فوّضا

ترتيبه بعدُ إلى الرعايا

ليجمعوا على الإمام رأيا

فقال منهم واحدٌ بل نصّا

على أبي بكر بها وخصّا

قال له الباقون هذا يشكلُ

بما عن الفاروق نحن ننقلُ

من أنَّهُ قال إن استخلفتُ (١)

فلأبي بكر قد اتّبعتُ

وإن تركتُ فالنبيُّ قد ترك

والحقُّ بين الرجلين مشترك

وقال كانت فلتةً بيعتهُ (٢)

فمن يعد حلّت لكم قتلتهُ

وقول سلمان لهم فعلتم

وما فعلتم إذ له عزلتم

وقالت الأنصار نستخيرُ

منّا أميراً ولكم أميرُ

فلو يكون نصّ في عتيقِ

للزمَ الطعنُ على الفاروقِ

ثمَّ على سلمانَ والأنصارِ

وليس ذا بالمذهبِ المختارِ

مع أنَّه استقال واستقالتُهْ (٣)

دلّت على أن باختيارٍ بيعتُهْ

لو أنَّها نصٌّ من الرسولِ

لم يك في العالم من مقيلِ

فاجتمعَ القومُ على الإنكارِ

للنصِّ والقولِ بالاختيارِ

__________________

(١) راجع الجزء الخامس من كتابنا هذا : ص ٣٦٠. (المؤلف)

(٢) راجع ما أسلفناه في الجزء الخامس : ص ٣٧٠. (المؤلف)

(٣) مر حديث الاستقالة في الجزء الخامس : ص ٣٦٨. (المؤلف)

١٢

فقلت لمّا فوّضت إلينا

أيلزم الأمّةَ أن يكونا

أفضلَهم أم ناقصاً مفضولا

لا يستحقُّ الحكم والتأهيلا

فاجتمعوا أن ليس للرعيّه

إلاّ اختيار أفضلِ البقيّه

قلت لهم يا قوم خبّروني

أعلى صفات الفضلِ بالتعيينِ

فقدّموا السبقَ إلى الإيمانِ

وهجرةَ القوم عن الأوطانِ

إلى أن يقول فيها :

قلت دعوني من صفات الفضلِ

فأنتمُ من كلّها في حلِ

نفرضُها كأمةٍ بين نفرْ

قد أحدقوا من حولها وهم زُمَرْ

وافترق الناسُ فقال الأكثرُ

لواحد خذها فأنت أجدرُ

وقال باقيهم لشخصٍ ثاني

ليس لها مولىً سواك قاني

ثمَّ رأينا الأوّل المولّى

ينكر فيها الملك مستقلاّ

يقول ليس لي بها من حقِ

وذا يقول أمتي ورقي

ويستغيث وله تألّمُ

على الذي يغصبُه ويظلمُ

وكلُّ شخصٍ منهما صدِّيقُ

ليس إلى تكذيبه طريقُ

فما يقول الفقهاء فيها

شرعاً أنعطيها لمدّعيها

أم من يقول ليس لي بحقِ

بالله أفتونا بمحض الحقِ

بُعيد هذا قالت الجماعه

سمعاً لما ذكرتمُ وطاعه

ما عندنا في فضله تردّدُ

وأنَّه المكمّل المؤيَّدُ

لكنّنا لا نترك الإجماعا

ولا نرى الشقاق والنزاعا

والمسلمون قطُّ لم يجتمعوا

على ضلالٍ فلهم نتّبعُ

ثمَّ الأحاديثُ عن النبيِ

ناطقةٌ بنصِّهِ الجليِ

قلت لهم دعواكمُ الإجماعا

ممنوعة إذ ضدُّها قد شاعا

١٣

وأيُّ إجماعٍ هنالك انعقدْ

والصفوةُ الأبرارُ ما منهم أحدْ

مثل عليّ الصنو والعبّاسِ

ثمَّ الزبير هم سراة الناسِ

ولم يكن سعدُ فتى عباده

ولا لقيسٍ ابنهِ إراده

ولا أبو ذرٍّ ولا سلمانُ

ولا أبو سفيانَ والنعمانُ

أعني ابنَ زيد لا ولا المقدادُ

بل نقضوا عليهمُ ما شادوا

وغيرهم ممَّن له اعتبارُ

لم يقنعوا بها ولم يختاروا

فلا يقال إنّه إجماعُ

بل أكثرُ الناسِ له أطاعوا

لكنّما الكثرة ليست حجّه

بل ربما في العكس كان أوجه

فاللهُ قد أثنى على القليلِ

في غيرِ موضعٍ من التنزيلِ

فسقطَ الإجماعُ باليقينِ

إلاّ إذا كابرتمُ في الدينِ

ونصّكمْ كيف ادّعيتموهُ

وعن قليلٍ قد منعتموهُ

أليس قد قرّرتمُ أنَّ النبي

مات بلا نصّ وليس مذهبي

لكنّني وافقتكم إلزاما

ولم أقل بذلك التزاما

لأنَّني أعلمُ مثلَ الشمسِ

نصَّ الغدير واضحاً عن لبسِ

وأنتمُ أيضاً نقلتموهُ

كنقلنا لكن رفضتموهُ

إلى آخر الأرجوزة ، ذُكر شطر مهمّ منها في أعيان الشيعة (١) (٢٢ / ٣٤٣).

الشاعر

تقيّ الدين أبو محمد الحسن بن عليّ بن داود الحلي ، هو نابغة في الفقه والحديث والرجال والعربيّة وفي علوم شتّى ، ولم يختلف اثنان في أنّه من أوحديّي هذه الفرقة الناجية ، ومن علمائها الأعلام ، وأطراه العلماء في المعاجم والإجازات بكلِّ جميل ، وإن

__________________

(١) أعيان الشيعة : ٥ / ١٩١.

١٤

تكلّم بعضهم في مقدار اعتبار كتابه المعروف السائر في الرجال ، فمن معوِّل عليه (١) حاصر لتعويله به ، ومن معرض عنه (٢) نهائيّا ، لكن خير الأُمور أوسطها ، وهو نظريّة أكثر علمائنا من أنّه كغيره من أُصول علم الرجال يُعتمد عليه وربما يُنتقد ، وأمّا الشعر فقد كان تحدوه إلى نظمه غايات كريمة حيناً بعد حين.

ولد المترجم (٥) جمادى الثانية سنة (٦٤٧) ، وأخذ العلم من السيّد الحجّة السيّد أبي الفضائل أحمد بن طاووس الحلّي المتوفّى (٦٧٣) ، ويروي عنه وعن جمع آخر من أعلام الطائفة منهم :

١ ـ المحقِّق نجم الدين جعفر بن الحسن الحلّي : المتوفّى (٦٧٦) وهو أحد مشايخ قراءته.

٢ ـ الشيخ نجيب الدين أبو زكريّا يحيى بن سعيد الحلّي ابن عمّ المحقّق المذكور : المتوفّى (٦٨٩).

٣ ـ الفيلسوف الأكبر خواجه نصير الدين الطوسي : المتوفّى (٦٧٢).

٤ ـ السيّد غياث الدين عبد الكريم ابن السيّد أبي الفضائل أحمد بن طاووس الحلّي المذكور : المتوفّى (٦٩٣).

٥ ـ الشيخ سديد الدين يوسف بن عليّ بن المطهّر الحلّي والد العلاّمة الحلّي.

٦ ـ الشيخ مفيد الدين محمد بن جهيم ـ جهم ـ الأسدي ، عدّه المترجم في رجاله من مشايخه.

ويروي عنه من مشايخ الطائفة :

__________________

(١) كالشيخ حسين بن عبد الصمد والد شيخنا البهائي في درايته. (المؤلف)

(٢) كالشيخ عبد الله التستري في شرح التهذيب في شرح الحديث الأول. (المؤلف)

١٥

١ ـ الشيخ رضيُ الدين أبو الحسن عليّ بن أحمد المزيدي الحلّي : المتوفّى (٧٥٧)

٢ ـ السيّد أبو عبد الله محمّد بن القاسم الديباجي الحلّي الشهير بابن معيّة : المتوفّى (٧٧٦).

٣ ـ الشيخ زين الدين عليّ بن طرّاد المطارآبادي : المتوفّى بالحلّة (٧٥٤).

تآليفه القيّمة :

ذكر المترجم في كتابه في الرجال لنفسه تآليف قيّمة وهي :

١ ـ التحفة السعديّة

 ١٥ ـ مختصر أسرار العربية (في النحو)

٢ ـ المقتصر من المختصر

 ١٦ ـ حلّ الإشكال في عقد الأشكال

٣ ـ كتاب الرائع

 ١٧ ـ إحكام القضيّة في أحكام القضيّة

٤ ـ كتاب في الفقه

 ١٨ ـ شرح قصيدة الساوي (في العروض)

٥ ـ كتاب الرجال

 ١٩ ـ تكملة المعتبر

٦ ـ مختصر الإيضاح

 ٢٠ ـ كتاب الدرج

٧ ـ اللمعة في الصلاة

 ٢١ ـ كتاب الكافي

٨ ـ الإكليل (في العروض)

 ٢٢ ـ البغية في القضايا (١)

٩ ـ الرائض في الفرائض [نظماً]

 ٢٣ ـ كتاب النكت

١٠ ـ عدّة الناسك في قضاء المناسك (نظماً)

 ٢٤ ـ حروف المعجم

١١ ـ اللؤلؤة في خلاف أصحابنا (نظماً)

 ٢٥ ـ تحصيل المنافع

١٢ ـ الخريدة العذراء في العقيدة الغرّاء (نظماً)

 ٢٦ ـ خلاف المذاهب

١٣ ـ الدرّ الثمين في أصول الدين (نظماً)

 ٢٧ ـ أصول الدين

١٤ ـ عقد الجواهر في الأشباه والنظائر (نظماً)

 ٢٨ ـ الجوهرة في نظم التبصرة

٢٩ ـ قرّة عين الخليل في شرح النظم الجليل لابن حاجب (في العروض)

__________________

(١) صحّحه في الذريعة : ١٧ / ١٥٥ ب (القضية في المنطق والقضايا).

١٦

لم نقف على تاريخ وفاة المترجم وإنّما فرغ من كتاب رجاله سنة (٧٠٧) وله من العمر ستون سنة ، ورأى صاحب رياض العلماء (١) في مشهد الرضا عليه‌السلام نسخة من الفصيح بخطّ شاعرنا المترجم له في آخرها : كتبه مملوكه حقّا حسن بن علي بن داود غفر له في ثالث عشر شهر رمضان المبارك سنة إحدى وأربعين وسبعمائة حامداً مصلّياً مستغفراً (٢). فكان في (٧٤١) حيّا وله من العمر (٩٤) عاماً.

ومرّت من شعر المترجم أبيات في رثاء الشيخ شمس الدين محفوظ بن وشاح الحلّي في (٥ / ٤٤٢).

__________________

(١) رياض العلماء : ٤ / ١٢٣.

(٢) روضات الجنّات : ص ٣٥٧ [٤ / ٢٢٤ رقم ٣٨٤] ، وفي طبع : ص ٣٦١. (المؤلف)

١٧
١٨

ـ ٦٦ ـ

جمال الدين الخلعي

المتوفّى (٧٥٠)

فاح أريجُ الرياضِ والشجرِ

ونبّه الورقُ راقدَ السحرِ

واقتدحَ الصبحُ زندَ بهجتهِ

فأشعلت في محاجر الزهرِ

وافترَّ ثغرُ النوار مبتسماً

لمّا بكته مدامعُ المطرِ

واختالتِ الأرضُ في غلائلِها

فعطّرتنا بنشرِها العطرِ

وقامت الورقُ في الغصونِ فلم

يبق لنا حاجةٌ إلى الوترِ

ونبّهتنا إلى مساحبِ أذ

يالِ الصبا بالأصيلِ والبُكرِ

يا طيبَ أوقاتِنا ونحن على

مستشرفٍ شاهقٍ نَدٍ نضرِ

تطلُّ منه على بقاعٍ أنيقا

تٍ كساها الربيعُ بالحُبرِ

في فتيةٍ ينثرُ البليغُ لهم

وتراً فيهدي تمراً إلى هجرِ

من كلِّ من يشرفُ الجليسُ له

معطّر الذكر طيِّب الخبرِ

فمن جليلِ صدرٍ ومن شادنٍ

شادٍ فصيحٍ كطلعة القمرِ

يورد ما جاء في الغديرِ وما

حدّث فيه عن خاتمِ النذرِ

ممّا روته الثقاتُ في صحّة

النقلِ وما أسندوا إلى عمرِ

قد رقى المصطفى بخمّ على

الأقتابِ لا بالونى ولا الحصرِ

إذ عاد من حجّةِ الوداعِ إلى

منزله وهي آخرُ السفرِ

وقال يا قوم إنَّ ربِّيَ قد

عاودني وحيُه على خطرِ

١٩

إن لم أُبلّغ ما قد أُمرِتُ به

وكنتُ من خلقكم على حذرِ

وقال إن لم تفعلْ محوتُكَ من

حكمِ النبيِّين فاخشَ واعتبرِ

إن خفت من كيدِهم عصمتُكَ فاس

تبشر فإنّي لَخيرُ منتصرِ

أقمْ عليّا عليهمُ علماً

فقد تخيّرتُه من البشرِ

ثمَّ تلا آيةَ البلاغ لهم

والسمع يعنو لها مع البصرِ

وقال قد آن أن أُجيب إلى

داعي المنايا وقد مضى عمري

ألستُ أولى منكم بأنفسكم

قلنا بلى فاقضِ حاكماً ومُرِ

فقالَ والناسُ محدقون به

ما بين مصغٍ وبين منتظرِ

من كنتُ مولىً له فحيدرةٌ

مولاه يقفو به على أثري

يا ربّ فانصر من كان ناصرَهُ

واخذل عداه كخذلِ مقتدرِ

فقمت لمّا عرفتُ موضعَهُ

من ربِّه وهو خيرةُ الخيرِ

فقلت يا خيرةَ الأنامِ بخٍ

جاءتك منقادةً على قدرِ

أصبحتَ مولىً لنا وكنتَ أخاً

فافخر فقد حزتَ خيرَ مفتخرِ

ويقول فيها :

تالله ما ذنبُ من يقيسُ إلى

نعلك من قدّموا بمغتفرِ

أنكر قومٌ عيد الغدير وما

فيه على المؤمنين من نكرِ

حكّمك اللهُ في العبادِ به

وسرتَ فيهم بأحسنِ السِّيرِ

وأكملَ اللهُ فيه دينَهمُ

كما أتانا في محكمِ السُّورِ

نعتُكَ في محكمِ الكتابِ وفي

التوراةِ بادٍ والسّفر والزُّبُرِ

عليك عرضُ العباد تقضي على

من شئت منهم بالنفع والضررِ

تُظمئ قوماً عند الورود كما

تروي أُناساً بالوِردِ والصَدرِ

يا ملجأ الخائف اللهيفِ ويا

كنزَ الموالي وخير مدّخرِ

٢٠