الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٦

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٦

المؤلف:

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي


المحقق: مركز الغدير للدّراسات الإسلاميّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
المطبعة: فروردين
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٤

العاشر ، ذكره في شرح الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام (١) محتجّا به.

٨٧ ـ الحاج عبد الوهّاب بن محمد البخاري : المتوفّى (٩٣٢) ، في تفسيره الأنوري عند قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ذكره من طريق جابر نقلاً عن ابن المغازلي وأردفه بعدّة من الفضائل ، ثمّ قال : اعلم يا هذا أنّ هذه الأحاديث وردت عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في عليّ رضى الله عنه.

٨٨ ـ الحافظ الشيخ محمد بن يوسف الشامي : المتوفّى (٩٤٢) ، ذكره في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (٢) ، وقال : والصواب أنّه حديثٌ حسنٌ كما قال الحافظان العلائي وابن حجر ... إلخ.

٨٩ ـ الشيخ أبو الحسن عليّ بن محمد بن عراق الكناني : المتوفّى (٨٦٣) ، ذكره في تنزيه الشريعة عن الأخبار الشنيعة (٣) ، وأردفه بتصحيح الحاكم وتضعيف ابن الجوزي وتحسين ابن حجر والعلائي إيّاه ، ويظهر منه اختيار الأخير.

٩٠ ـ شهاب الدين أحمد بن محمد بن حجر الهيتمي المكّي : المتوفّى (٩٧٤) ، ذكره في الصواعق (٤) (ص ٧٣) ، وفي شرح الهمزيّة (٥) للبوصيري (٦) عند شرح قوله :

كم أبانت آياتُه من علومٍ

عن حروفٍ أبانَ عنها الهجاءُ

__________________

(١) شرح ديوان أمير المؤمنين عليه‌السلام : ص ٣.

(٢) سبل الهدى والرشاد : ١١ / ٢٩٢.

(٣) تنزيه الشريعة عن الأخبار الشنيعة : ١ / ٣٧٧ ـ ٣٧٨ ح ١٠٣.

(٤) الصواعق المحرقة : ص ١٢٢.

(٥) شرح الهمزيّة : ص ١٩٥ و ٢٤٦.

(٦) شرف الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد الدلاصي المتوفّى ٦٩٤. (المؤلف)

١٠١

وفي شرح قوله :

ووزيرُ ابنِ عمّهِ في المعالي

ومن الأهلِ تسعد الوزراءُ

وفي شرح قوله :

لم يزده كشفُ الغطاءِ يقيناً

بل هو الشمسُ ما عليه غطاءُ

وذكره وحسّنه. وقال في تطهير الجنان ـ هامش الصواعق (١) ـ (ص ٧٤) : ورواه في الفتاوى الحديثية (٢) (ص ١٢٦) وحسّنه. وقال في (ص ١٩٧) : هو حديث حسن ، بل قال الحاكم : صحيح.

٩١ ـ عليّ بن حسام الدين الشهير بالمتّقي الهندي : المتوفّى (٩٧٥) ، ذكره في إكمال جمع الجوامع للسيوطي في قسم الأقوال من فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام كما في ترتيبه الكنز (٣) (٦ / ١٥٦).

٩٢ ـ الشيخ إبراهيم بن عبد الله الوصّابي اليمني الشافعي ، ذكره في كتاب الاكتفاء نقلاً عن أبي نعيم في المعرفة والحاكم والخطيب محتجّا به لفضل علم عليّ عليه‌السلام ، من دون أيّ غمز في سنده ودلالته.

٩٣ ـ الشيخ جمال الدين محمد طاهر الهندي : المتوفّى (٩٨٦) ، ذكره في تذكرة الموضوعات (٤) ، وحسّنه وقال : فمن حكم بكذبه فقد أخطأ.

٩٤ ـ ميرزا مخدوم عباس بن معين الدين الجرجاني ثم الشيرازي :

__________________

(١) تطهير الجنان ـ هامش الصواعق ـ : ص ٣٥.

(٢) الفتاوى الحديثية : ص ١٧٢ و ٢٦٩.

(٣) كنز العمال : ١١ / ٦١٤ ح ٣٢٩٧٨ و ٣٢٩٧٩.

(٤) تذكرة الموضوعات : ص ٩٥.

١٠٢

المتوفّى (٩٨٨) ، ذكره في الفصل الثاني من نواقض الروافض ، وعدّه من فضائل أمير المؤمنين نقلاً عن الترمذي من دون أيّ غمز فيه.

٩٥ ـ شيخ بن عبد الله العيدروس : المتوفّى (٩٩٠) ، ذكره في العقد النبويّ والسرّ المصطفويّ نقلاً عن البزّار ، والطبراني ، والحاكم ، والعقيلي ، وابن عدي ، والترمذي من دون إيعاز إلى ضعف سنده.

٩٦ ـ جمال الدين المحدّث عطاء الله بن فضل الله الشيرازي : المتوفّى (١٠٠٠) ، ذكره في كتابه الأربعين (١) وهو الحديث السادس عشر منه ، وذكره في المطلب الأوّل من كتابه تحفة الأحبّاء من مناقب آل العباء.

٩٧ ـ أبو العصمة محمد معصوم بابا السمرقندي ، ذكره في الفصل الثاني من رسالة الفصول الأربعة ، واحتجّ به على من طعن أبا بكر بغصب فدك ، وأنكر بذلك شهادة أمير المؤمنين لفاطمة سلام الله عليهما بمكانته العلميّة الثابتة بالحديث.

٩٨ ـ الشيخ علي القاري الهروي الحنفي : المتوفّى (١٠١٤) ، ذكره في المرقاة شرح المشكاة (٢).

٩٩ ـ الحافظ الشيخ عبد الرؤوف بن تاج العارفين المناوي الشافعي : المتوفّى (١٠٣١) ، ذكره في فيض القدير شرح الجامع الصغير (٣ / ٤٦) ، وفي التيسير شرح الجامع الصغير (٣) ، وقال في الأوّل :

فإنّ المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المدينة الجامعة لمعاني الديانات كلّها ، ولا بدّ للمدينة من باب ، فأخبر أنّ بابها هو عليّ كرّم الله وجهه ، فمن أخذ طريقه دخل المدينة ، ومن

__________________

(١) الأربعين في فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام : ص ٤٧ ح ١٦.

(٢) المرقاة في شرح المشكاة : ١٠ / ٤٧٠ ح ٦٠٩٦.

(٣) التيسير بشرح الجامع الصغير : ١ / ٣٧٧.

١٠٣

أخطأه أخطأ طريق الهدى ؛ وقد شهد بالأعلميّة الموافق والمخالف والمعادي والمحالف ، خرّج الكلاباذي أنّ رجلاً سأل معاوية عن مسألة فقال : سل عليّا هو أعلم منِّي ، فقال : أُريد جوابك. قال : ويحك كرهت رجلاً كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعزّه بالعلم عزّا. وقد كان أكابر الصحب يعترفون له بذلك ، وكان عمر يسأله عمّا أشكل عليه ، جاءه رجل فسأله فقال : هاهنا عليّ فاسأله ، فقال : أُريد أن أسمع منك يا أمير المؤمنين ، قال : قم لا أقام الله رجليك. ومحا اسمه من الديوان.

وصحّ عنه من طرق : أنّه كان يتعوّذ من قوم ليس هو فيهم حتى أمسكه عنده ولم ير له شيئاً من البعوث لمشاورته في المشكل.

وأخرج الحافظ عبد الملك بن سليمان قال : ذكر لعطاء : أكان أحد من الصحب أفقه من عليّ؟ قال : لا والله. قال الحرالي : قد علم الأوّلون والآخرون أنّ فهم كتاب الله منحصر إلى علم عليّ ، ومن جهل ذلك فقد ضلّ عن الباب الذي من ورائه ، يرفع الله عن القلوب الحجاب حتى يتحقّق اليقين الذي لا يتغيّر بكشف الغطاء. انتهى.

١٠٠ ـ المولى يعقوب اللاهوري ، ذكره في رسالة العقائد ، وتكلّم في دلالته على أعلميّة الإمام وأفضليّته.

١٠١ ـ الشيخ أحمد بن الفضل بن محمد با كثير المكّي الشافعي : المتوفّى (١٠٤٧) ذكره في كتابه وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل (١) نقلاً عن أبي عمر صاحب الاستيعاب (٢) من دون أيِّ غمز في السند والمتن والدلالة.

١٠٢ ـ الشيخ محمود بن محمد بن علي الشيخاني القادري ، ذكره في تأليفه

__________________

(١) وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل : ص ١٢٣ باب ٤.

(٢) الاستيعاب : القسم الثالث / ١١٠٢ رقم ١٨٥٥.

١٠٤

الصراط السويّ في مناقب آل النبيّ ، نقلاً عن أحمد (١) والترمذي (٢) بصورة إرسال المسلّم ثمّ قال : ولهذا كان ابن عبّاس يقول : من أتى العلم فليأتِ الباب وهو عليّ رضى الله عنه.

١٠٣ ـ عبد الحقّ الدهلوي : المتوفّى (١٠٥٢) ، ذكره في اللمعات في شرح المشكاة ، وحكى كلمات غير واحد من الحفّاظ حول الحديث نفياً وإثباتاً واختار ما ذهب إليه جمع من متأخّري الحفّاظ من القول بثبوته وحسنه ، وعدّ أيضاً في مدارج النبوّة (٣) من أسماء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مدينة العلم ، أخذاً بالحديث.

١٠٤ ـ السيّد محمد ابن السيّد جلال بن حسن البخاري ، ذكره في كتابه تذكرة الأبرار عن ذكر أمير المؤمنين ونصّ على صحّته.

١٠٥ ـ الله ديا بن عبد الرحيم بن بينا حكيم الچشتي العثماني ، ذكره في سرّ الأقطاب محتجّا به مرسلاً إيّاه إرسال المسلّم.

١٠٦ ـ عبد الرحمن بن عبد الرسول بن القاسم الچشتي ، ذكره في مرآة الأسرار عند ذكر مولانا أمير المؤمنين.

١٠٧ ـ شيخ بن عليّ بن محمد الجفري : المتوفّى (١٠٦٣) ، في كتابه كنز البراهين الكسبيّة (٤).

١٠٨ ـ الحافظ عليّ بن أحمد العزيزي الشافعي : المتوفّى (١٠٧٠) ، ذكره في السراج المنير في شرح الجامع الصغير (٥) (٢ / ٦٣) ، وحكى حسنه عن شيخه ولم يوعز

__________________

(١) فضائل عليّ : ص ١٣٨ ح ٢٠٣.

(٢) سنن الترمذي : ٥ / ٥٩٦ ح ٣٧٢٣.

(٣) مدارج النبوّة : ١ / ١٥٣.

(٤) الكتاب المذكور لشيخ بن محمّد الجفري المتوفّى ١٢٢٢ ه‍. أنظر : إيضاح المكنون : ٤ / ٣٨٤ ، الأعلام ٣ / ١٨٢.

(٥) السراج المنير : ٢ / ٦٨.

١٠٥

إلى شيء ممّا يزيّفه ، فقال : يؤخذ منه أنّه ينبغي للعالم أن يخبر الناس بفضل من عرف فضله ليأخذوا عنه العلم.

١٠٩ ـ أبو الضياء نور الدين عليّ بن عليّ الشبراملسي القاهري الشافعي : المتوفّى (١٠٨٢) ، ذكره في حاشيته على المواهب اللدنيّة المسمّاة بتيسير المطالب السنيّة بكشف أسرار المواهب اللدنيّة في شرح أسماء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في اسمه : مدينة العلم ، فقال : والصواب أنّه حديث حسن كما قاله العلائي وابن حجر.

١١٠ ـ الشيخ تاج الدين السنبهلي ، ذكره في رسالة أشغال النقشبنديّة.

١١١ ـ الشيخ إبراهيم بن الحسن الكردي الكوراني الشافعي : المتوفّى (١١٠١) ، ذكره في النبراس لكشف الالتباس الواقع في الأساس ، نقلاً عن البزّار والطبراني عن جابر ، ومن طريق الترمذي والحاكم عن عليّ عليه‌السلام من دون غمز في السند.

١١٢ ـ الشيخ إسماعيل بن سليمان الكردي البصري ، ذكره في كتابه جلاء النظر في دفع شبهات ابن حجر ، احتجّ به على من نسب الخطأ في الفتيا إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام حكاه ابن حجر في الفتاوى الحديثيّة (١) عن بعض معاصريه.

١١٣ ـ الشيخ محمد بن عبد الرسول البرزنجي المدني : المتوفّى (١١٠٣) ، في رسالته الإشاعة في أشراط الساعة.

١١٤ ـ الشيخ محمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني المالكي : المتوفّى (١١٢٢) ، ذكره في شرح المواهب اللدنيّة (٣ / ١٤٣) وحسّنه.

١١٥ ـ الشيخ سالم بن عبد الله بن سالم البصري الشافعي ، ذكره في رسالته الإمداد بمعرفة الإسناد ، المؤلّف سنة (١١٢١).

١١٦ ـ ميرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني الحارثي ، أخرجه في نُزُل

__________________

(١) الفتاوى الحديثيّة : ص ١٧٢ و ٢٦٩.

١٠٦

الأبرار بما صحّ من مناقب أهل البيت الأطهار (١) (ص ٢٧) نقلاً عن البزّار والعقيلي وابن عدي والطبراني والحاكم وأبي نعيم ، والحديث عنده صحيح على شرط كتابه.

١١٧ ـ الشيخ محمد صدر العالم ، في المعارج العلى في مناقب المرتضى ، ذكر ما أفاده السيوطي في جمع الجوامع من صحّة الحديث حرفيّا ، فيظهر منه اختيار صحّته كالسيوطي.

١١٨ ـ شاه وليُّ الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي : المتوفّى (١١٧٦) ، ذكره في قرّة العينين (٢) في عدّة مواضع مرسلاً إيّاه إرسال المسلّم ، وعدّه من فضائل أمير المؤمنين في كتابه إزالة الخفاء (٣).

١١٩ ـ الشيخ محمد بن سالم المصري الحفني : المتوفّى (١١٨١) ، في حاشيته على شرح الجامع الصغير للعزيزي (٤) (٢ / ٦٣).

١٢٠ ـ الشيخ محمد بن محمد أمين السندي ، عدّ في كتابه دراسات اللبيب (٥) المطبوع سنة (١٢٨٤) في لاهور باب مدينة العلم من أسماء أمير المؤمنين أخذاً بالحديث.

١٢١ ـ الأمير محمد بن إسماعيل بن صلاح اليمني الصنعاني : المتوفّى (١١٨٢) ذكره في الروضة النديّة في شرح التحفة العلويّة (٦) ، وحكم بصحّة الحديث تبعاً للحاكم وابن جرير والسيوطي ، وقال بعد نقل تصحيح المصحِّحين وتحسين من حسّنه : فظهر لك بطلان دعوى الوضع وصحّة القول بالصحّة كما اختاره السيوطي وهو قول الحاكم وابن جرير.

__________________

(١) نزل الأبرار : ص ٧٥.

(٢) قرّة العينين : ص ٢٣٥.

(٣) إزالة الخفاء : ٢ / ٢٦٢.

(٤) حاشية الحفني على شرح الجامع الصغير : ٢ / ٦٨.

(٥) دراسات اللبيب : ص ٥٠.

(٦) الروضة النديّة في شرح التحفة العلويّة : ص ١٧٩.

١٠٧

١٢٢ ـ الشيخ سليمان جمل ، في الفتوحات الأحمديّة بالمنح المحمديّة ، ذكره مرسلاً إيّاه إرسال المسلّم.

١٢٣ ـ المولى السيّد قمر الدين الحسيني الأورنك آبادي : المتوفّى (١١٩٣) ، ذكره في نور الكريمتين (١) محتجّا به متسالماً عليه.

١٢٤ ـ شهاب الدين أحمد بن عبد القادر العجيلي الشافعي ـ أحد شعراء الغدير يأتي في شعراء القرن الثاني عشر ـ ذكره في كتابه ذخيرة المآل في شرح عقد اللآل في عدّة مواضع كذكر الحديث الثابت الصحيح المتسالم عليه.

١٢٥ ـ الشيخ محمد بن عليّ الصبّان : المتوفّى (١٢٠٥) ، ذكره في إسعاف الراغبين (ص ١٥٦) ـ هامش نور الأبصار ـ نقلاً عن البزّار والطبراني والحاكم والعقيلي وابن عدي والترمذي ، وصوّب قول من حسّنه خلافاً لمن صحّحه أو زيّفه.

١٢٦ ـ الشيخ محمد مبين بن محبّ الله السهالوي : المتوفّى (١٢٢٥) ، احتجّ به لعلم الإمام عليه‌السلام في كتابه وسيلة النجاة (٢) ثمّ قال : وهذا الحديث صحيح على رأي الحاكم ، وقال ابن حجر : حسن. ولم يذكر شيئاً من كلم الغمز فيه مومياً إلى فسادها.

١٢٧ ـ القاضي ثناء الله پاني پتي : المتوفّى (١٢٢٥) ، ذكره في غير موضع من كتابه السيف المسلول ، وذكر تصحيح الحاكم إيّاه وتضعيف من ضعّفه واختيار ابن حجر حسنه ، ثمّ قال ما معناه : الصواب ما اختاره ابن حجر نظراً إلى السند ، وأمّا نظراً إلى كثرة الشواهد فيمكننا الحكم بالصحّة.

__________________

(١) نور الكريمتين : ص ٤٩.

(٢) وسيلة النجاة : ص ١٣٦.

١٠٨

١٢٨ ـ عبد العزيز بن وليّ الله الدهلوي ، ذكره في جواب سؤال سئل عنه (١) ، وفي رسالة كتبها في عقائد والده الشاه وليّ الله.

١٢٩ ـ الشيخ جواد ساباط بن إبراهيم ساباط الساباطي الحنفي ، ذكره في البراهين الساباطيّة.

١٣٠ ـ عمر بن أحمد الخرپوتي الحنفي ، في كتاب عصيدة الشهدة في شرح قصيدة البردة (٢) قال في شرح قوله :

فاق النبيّين في خَلقٍ وفي خُلُقٍ

ولم يدانوه في علمٍ ولا كرمِ

ثمّ اعلم أنّ بيان علمه ثابت بقوله تعالى : (وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ) (٣) ، وبقوله عليه‌السلام «أنا مدينة العلم». الحديث وغير ذلك.

١٣١ ـ القاضي محمد بن عليّ الشوكاني الصنعاني : المتوفّى (١٢٥٠) ، ذكره في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة (٤) ، وحسّنه.

١٣٢ ـ محمد رشيد الدين خان الدهلوي ، في إيضاح لطافة المقال.

١٣٣ ـ جمال الدين أبو عبد الله محمد بن عبد العلي القرشي المعروف بميرزا حسن علي اللكهنوي ، عدّه من مناقب أمير المؤمنين في تفريح الأحباب بمناقب الآل والأصحاب ، واختار حسنه.

١٣٤ ـ نور الدين إسماعيل بن السليماني ، ذكره في الدرّ اليتيم ، نقلاً عن أبي نعيم

__________________

(١) راجع الجزء الخامس من عبقات الأنوار : ص ٤٧٩ [عبقات الأنوار ـ تلخيص الميلاني ـ : ١٠ / ٣٥٥]. (المؤلف)

(٢) عصيدة الشهدة في شرح قصيدة البردة : ص ٨١.

(٣) النساء : ١١٣.

(٤) الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة : ص ٣٧٤ ح ٥٣.

١٠٩

والحاكم والخطيب من دون غمز فيه.

١٣٥ ـ وليّ الله بن حبيب الله بن محبّ الله ابن ملاّ أحمد عبد الحقّ السهاوي اللكهنوي : المتوفّى (١٢٧٠) ، عدّه من مناقب أمير المؤمنين في كتابه مرآة المؤمنين (١) ، ثمّ قال ما معناه : والذي زادوا عليه في بعض الروايات من مناقب الصحابة موضوع مفترى على ما في الصواعق.

١٣٦ ـ شهاب الدين السيّد محمود بن عبد الله الآلوسي البغدادي : المتوفّى (١٢٧٠) في تفسيره روح المعاني (٢) يسمّي عليّا عليه‌السلام بباب مدينة العلم عند البحث عن رؤية اللوح في (٢٧ / ٣) من الطبعة المنيريّة.

١٣٧ ـ الشيخ سليمان بن إبراهيم الحسيني البلخي القندوزيّ : المتوفّى (١٢٩٣) ذكره بطرق كثيرة في ينابيع المودّة (٣) (ص ٦٥ ، ٧٢ ، ٧٣ ، ٤٠٠ ، ٤١٩) نقلاً عن جمع من الحفّاظ والأعلام تنتهي أسنادهم إلى أمير المؤمنين ، وابن عبّاس ، وجابر بن عبد الله ، وحذيفة بن اليمان ، والحسن بن عليّ ، وابن مسعود ، وأنس بن مالك ، وعبد الله بن عمر.

١٣٨ ـ الشيخ سلامة الله البدايوني ، أسمى أمير المؤمنين عليه‌السلام في كتابه معركة الآراء بباب مدينة العلم أخذاً بالحديث.

١٣٩ ـ السيّد أحمد زيني دحلان المكّي الشافعي : المتوفّى (١٣٠٤) ، في الفتوحات الإسلاميّة (٤) (٢ / ٥١٠).

١٤٠ ـ المولوي حسن الزمان ، ذكره في القول المستحسن في فخر الحسن (٥) ،

__________________

(١) مرآة المؤمنين : ص ٦٧.

(٢) في تفسير قوله تعالى : (والذاريات ذرواً).

(٣) ينابيع المودّة : ١ / ٦٤ ، ٧٠ ، ٧١ باب ١٤ و ٣ / ٥٢ باب ٦٧ و ٦٧ باب ٦٩.

(٤) الفتوحات الإسلاميّة : ٢ / ٣٣٧.

(٥) القول المستحسن في فخر الحسن : ص ٢٦ و ٦٥.

١١٠

وعدّه من المشهور الصحيح وقال : صحّحه جماعات من الأئمّة وعدّ منها ابن معين ، والخطيب ، وابن جرير ، والحاكم ، والفيروزآبادي في النقد الصحيح. ثمّ قال : واقتصر على تحسينه العلائي والزركشي وابن حجر في أقوام أُخر ردّا على ابن الجوزي.

١٤١ ـ الشيخ عليّ بن سليمان المغربي المالكي الشاذلي ، ذكره في كتابه نفع قوت المغتذي على صحيح الترمذي (١).

١٤٢ ـ الشيخ عبد الغني أفندي الغنيمي ، حكاه عنه سليم محمد أفندي في قرّة الأعيان المطبوع في القسطنطينيّة سنة (١٢٩٧).

١٤٣ ـ الشيخ محمد حبيب الله بن عبد الله اليوسفي المدني الشنقيطي المصري في كفاية الطالب لمناقب عليّ بن أبي طالب (ص ٤٨).

توجد كلمات كثير من هؤلاء الأعلام حول الحديث في الجزء الخامس من عبقات الأنوار لسيّدنا العلَم الحجّة المجاهد الأكبر السيّد مير حامد حسين الموسوي اللكهنوي المتوفّى (١٣٠٦).

صحّة الحديث

نصّ غير واحد من هؤلاء الأعلام بصحّة الحديث من حيث السند ، وهناك جمع يظهر منهم اختيارها ، وكثيرون من أولئك يرون حسنه مصرّحين بفساد الغمز فيه ، وبطلان القول بضعفه ، وممّن صحّحه :

١ ـ الحافظ أبو زكريّا يحيى بن معين البغداديّ : المتوفّى (٢٣٣) ، نصّ على صحّته كما ذكره الخطيب وأبو الحجّاج المزّي وابن حجر (٢) وغيرهم.

__________________

(١) نفع قوت المغتذي على صحيح الترمذي : ص ١٤٩.

(٢) الصواعق المحرقة : ص ١٢٢.

١١١

٢ ـ أبو جعفر محمد بن جرير الطبريّ : المتوفّى (٣١٠) ، صحّحه في تهذيب الآثار (١).

٣ ـ أبو عبد الله الحاكم النيسابوريّ : المتوفّى (٤٠٥) ، صحّحه في المستدرك (٢).

٤ ـ الحافظ الخطيب البغداديّ : المتوفّى (٤٦٣) ، عدّه ممّن صحّحه المولوي حسن الزمان في القول المستحسن.

٥ ـ الحافظ أبو محمد الحسن السمرقندي : المتوفّى (٤٩١) ، في بحر الأسانيد.

٦ ـ مجد الدين الفيروزآبادي : المتوفّى (٨١٦) ، صحّحه في النقد الصحيح.

٧ ـ الحافظ جلال الدين السيوطي : المتوفّى (٩١١) ، صحّحه في جمع الجوامع (٣) كما مرّ.

٨ ـ السيّد محمد البخاري ، نصّ على صحّته في تذكرة الأبرار.

٩ ـ الامير محمد اليماني الصنعاني : المتوفّى (١١٨٢) ، صرّح بصحّته في الروضة النديّة (٤).

١٠ ـ المولوي حسن الزمان ، عدّه من المشهور الصحيح في القول المستحسن (٥).

وممّن يظهر منه اختيار صحّته.

١١ ـ أبو سالم محمد بن طلحة القرشي : المتوفّى (٦٥٢).

__________________

(١) تهذيب الآثار : ص ١٠٤ ح ١٧٣ من مسند علي عليه‌السلام.

(٢) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١٣٧ ح ٤٦٣٧ ، ٤٦٣٨.

(٣) كنز العمّال : ١٣ / ١٤٨ ح ٣٦٤٦٣ ، ٣٦٤٦٤.

(٤) الروضة النديّة : ص ١٧٧.

(٥) القول المستحسن في فخر الحسن : ص ٢٦ و ٦٥.

١١٢

١٢ ـ أبو المظفر يوسف بن قزاوغلي : المتوفّى (٦٥٤).

١٣ ـ الحافظ أبو عبد الله الكنجي : المتوفّى (٦٥٨).

١٤ ـ الحافظ صلاح الدين العلائي : المتوفّى (٧٦١).

١٥ ـ شمس الدين محمد الجزري : المتوفّى (٨٣٣).

١٦ ـ شمس الدين محمد السخاوي : المتوفّى (٩٠٢).

١٧ ـ فضل الله بن روزبهان الشيرازي.

١٨ ـ المتّقي الهندي عليّ بن حسام الدين : المتوفّى (٩٧٥).

١٩ ـ ميرزا محمد البدخشاني.

٢٠ ـ ميرزا محمد صدر العالم.

٢١ ـ ثناء الله پاني پتي الهندي.

لفظ الحديث

١ ـ عن الحرث وعاصم ، عن عليّ عليه‌السلام مرفوعاً «إنّ الله خلقني وعليّا من شجرة أنا أصلها ، وعليّ فرعها ، والحسن والحسين ثمرتها ، والشيعة ورقها ، فهل يخرج من الطيّب إلاّ الطيّب؟ وأنا مدينة العلم وعليٌّ بابها ، فمن أراد المدينة فليأتِها من بابها».

وفي لفظ حذيفة عن عليّ عليه‌السلام : «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها ، ولا تؤتى البيوت إلاّ من أبوابها».

وفي لفظ آخر له عليه‌السلام : «أنا مدينة العلم وأنت بابها ، كذب من زعم أنّه يصل إلى المدينة إلاّ من قِبَل الباب».

١١٣

وفي لفظ له عليه‌السلام «أنا مدينة العلم وأنت بابها ، كذب من زعم أنه يدخل المدينة بغير الباب ، قال الله عزّ وجلّ : وأتوا البيوت من أبوابها».

٢ ـ عن ابن عبّاس : «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها ، فمن أراد العلم فليأتِ بابه ـ الباب».

وفي لفظ عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس : «يا عليُّ أنا مدينة العلم وأنت بابها ، ولن تؤتى المدينة إلاّ من قِبَل الباب».

٣ ـ عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الحديبية وهو آخذ بيد عليّ يقول : «هذا أمير البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله» ، ثمّ مدّ بها صوته فقال : «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها ، فمن أراد البيت فليأتِ الباب».

وفي لفظ له : «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها ، فمن أراد العلم فليأتِ الباب».

وهناك أحاديث أُخرى أخرجها الأعلام في تآليفهم القيّمة تعاضد صحّة هذا الحديث منها :

١ ـ «أنا دار الحكمة وعليّ بابها» (١).

٢ ـ «أنا دار العلم وعليّ بابها» (٢)

٣ ـ «أنا ميزان العلم وعليّ كفّتاه» (٣).

__________________

(١) أخرجه الترمذي في جامعه الصحيح : ٢ / ٢١٤ [٥ / ٥٩٦ ح ٣٧٢٣] ، وأبو نعيم في حلية الأولياء : ١ / ٦٤ ، والبغوي في مصابيح السنّة [٤ / ١٧٤ ح ٤٧٧٢] ، وجمع آخر تربو عدّتهم على ستين من الحفّاظ وأئمة الحديث. (المؤلف)

(٢) أخرجه البغوي في مصابيح السنّة كما ذكره الطبري في ذخائر العقبى : ص ٧٧ ، وآخرون. (المؤلف)

(٣) أخرجه الديلمي في فردوس الأخبار [١ / ٤٤ ح ١٠٧] مسنداً عن ابن عبّاس مرفوعاً ، وتبعه جمع ونقلوه عنه كالعجلوني في كشف الخفاء : ١ / ٢٠٤ [ح ٦١٨] وغيره. (المؤلف)

١١٤

٤ ـ «أنا ميزان الحكمة وعليّ لسانه» (١).

٥ ـ «أنا المدينة وأنت الباب ، ولا يؤتى المدينة إلاّ من بابها» (٢).

٦ ـ في حديث : «فهو باب مدينة علمي» (٣).

٧ ـ «عليّ أخي ومنّي وأنا من عليّ فهو باب علمي ووصيّي».

٨ ـ «عليّ باب علمي ومبيّن لأُمّتي ما أُرسلت به من بعدي» (٤).

٩ ـ «أنت باب علمي». قاله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليّ عليه‌السلام في حديث أخرجه : الخركوشي ، وأبو نعيم ، والديلمي ، والخوارزمي ، وأبو العلاء الهمداني ، وأبو حامد الصالحات ، وأبو عبد الله الكنجي ، والسيّد شهاب الدين صاحب توضيح الدلائل ، والقندوزي.

١٠ ـ «يا أُمّ سلمة اشهدي واسمعي هذا عليّ أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، وعيبة علمي ـ وعاء علمي ـ وبابي الذي أوتى منه».

أخرجه أبو نعيم ، والخوارزمي في المناقب (٥) ، والرافعي في التدوين (٦) ،

__________________

(١) ذكره الغزالي في الرسالة العقلية ، وحكاه عنه الميبذي في شرح الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين [ص ٣]. (المؤلف)

(٢) أخرجه العاصمي أبو محمد في كتابه زين الفتى في شرح سورة هل أتى. (المؤلف)

(٣) أخرجه الفقيه ابن المغازلي [في مناقب عليّ بن أبي طالب : ص ٥٠ ح ٧٣] ، وأبو المؤيد الخوارزمي [في المناقب : ص ١٢٩ ح ١٤٣] ، وذكره القندوزيّ في الينابيع : ص ٧١ [١ / ٦٩ باب ١٤]. (المؤلف)

(٤) كنز العمّال : ٦ / ١٥٦ [١١ / ٦١٤ ح ٣٢٩٨١] ، والقول الجلي في فضائل عليّ للسيوطي ، جعله الحديث الثامن والثلاثين من الكتاب. (المؤلف)

(٥) المناقب : ص ١٤٢ ح ١٦٣.

(٦) التدوين في أخبار قزوين : ١ / ٨٩.

١١٥

والكنجي في المناقب (١) ، والحمّوئي في فرائد السمطين (٢) ، وحسام الدين المحلّي ، وشهاب الدين في توضيح الدلائل ، والشيخ محمد الحفني في شرح الجامع الصغير (٣) وقال في حاشية شرح العزيزي (٢ / ٤١٧) : حديث العيبة أي وعاء علمي الحافظ له ، فإنّه مدينة العلم ولذا كانت الصحابة تحتاج إليه في تلك المشكلات ، ولذا كان يسأله سيّدنا معاوية في زمن الواقعة عن المشكلات فيجيبه فتقول له جماعته : مالك تجيب عدوّنا؟ فيقول : أما يكفيكم أنّه يحتاج إلينا؟

ووقع له فكُّ مشكلات مع سيّدنا عمر ، فقال : ما أبقاني الله إلى أن أدرك قوماً ليس فيهم أبو الحسن ، أو كما قال ، فقد طلب أن لا يعيش بعده ، ثمّ ذكر قضايا منها حديث اللطم (٤) وحديث قد أمر سيّدنا عمر برجم زانية (يأتي بتمامه) فقال سيّدنا عمر : لو لا عليّ لهلك عمر.

وقال المناوي في فيض القدير (٤ / ٣٥٦) : «عليّ عيبة علمي» أي مظنّة استفصاحي وخاصتي ، وموضع سرّي ، ومعدن نفائسي ، والعيبة ما يحرز الرجل فيه نفائسه. قال ابن دريد (٥) : وهذا من كلامه الموجز الذي لم يسبق ضرب المثل به في إرادة اختصاصه بأُموره الباطنة التي لا يطّلع عليها أحد غيره ، وذلك غاية في مدح عليّ ، وقد كانت ضمائر أعدائه منطوية على اعتقاد تعظيمه.

وفي شرح الهمزيّة (٦) : إنّ معاوية كان يرسل يسأل عليّا عن المشكلات

__________________

(١) كفاية الطالب : ص ١٩٨ باب ٤٨.

(٢) فرائد السمطين : ١ / ١٥٠ ح ١١٣ باب ٢٩.

(٣) حاشية الحفني على شرح الجامع الصغير : ٢ / ٤٥٨.

(٤) أخرجه محبّ الدين الطبري في الرياض النضرة : ٢ / ١٩٦ ، ١٩٧ [٣ / ١٤٢ ـ ١٤٥]. (المؤلف)

(٥) جمهرة اللغة : ١ / ٣٦٩.

(٦) شرح الهمزيّة : ص ١٩٢.

١١٦

فيجيبه ، فقال أحد بنيه : تجيب عدوّك؟ قال : أما يكفينا أن احتاجنا وسألنا؟

١١ ـ * «أنا مدينة الفقه وعليّ بابها» ، ذكره أبو المظفّر سبط ابن الجوزي في التذكرة (١) (ص ٢٩) ، وأخرجه ابن بطّة العكبري بإسناده عن سلمة بن كهيل عن عبد الرحمن عن عليّ ، وأبو الحسن عليّ بن محمد الشهير بابن عراق في تنزيه الشريعة (٢).

__________________

(١) تذكرة الخواص : ص ٤٨.

(٢) تنزيه الشريعة : ١ / ٣٧٧ ح ١٠٣.

١١٧

ما عشت أراك الدهر عجباً

ما عساني أن أقول في مثقّف يحسب نفسه فقيهاً من فقهاء الإسلام وبين يديه هذه الأحاديث وأمثالها الجمّة من الصحاح والحسان المذكورة في الجزء الثالث صحيفة (٩٥ ـ ١٠٠) وما أسلفناه هنا وهناك من كلمات الصحابة ومن إجماع الأُمّة الإسلاميّة جمعاء على وراثة أمير المؤمنين عليه‌السلام علم النبيِّ الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيصفح عن تلكم النصوص كلّها ، ويرى في الأمّة من الصحابة وحتى اليوم من هو أعلم من أمير المؤمنين.

ما عساني أن أقول في رجل يؤلِّف كتاباً من المخاريق والمخازي ويسمّيه الوشيعة غير مكترث لمغبّة مساءته ، ولا متحاشٍ عن كشف سوأته؟ بل يتبهّج ويتبجّح عند قومه بالردِّ على الشيعة ، ولم يدرِ المغفّل أنّه شوّه سمعتهم ، وسوّد صحيفة تاريخهم بتلك الوقيعة بالوشيعة ، غير شاعر بأنّ بحّاثة التنقيب سيميط الستر عن أكاذيبه وتقوّلاته ، ويسمه بسمة العار ، ووسمة الشنار.

قال : كان عمر أفقه الصحابة وأعلم الصحابة في زمنه على الإطلاق ، وإنّما كان أعرف الفقهاء بمواقع السنن والقرآن الكريم ، وكان مدّة عمره في جميع أُموره يعمل بالكتاب والسنّة ، وكان يعرف مواقع السنن ويفهم معاني الكتاب (ن ط).

هذه الجمل الأربع التقطناها من سفاسفه المعنْوَنة بالخلافة الراشدة من صحيفة

١١٨

(ون ـ ه‍ س) ، ونحن لا ننكر لعمر بن الخطّاب فقهاً ولا علماً شأن كلّ مسلم عاصر النبي الأعظم وعاشره إن لم يُلهه عنه الصفق بالأسواق ، وإنّا نودّ أن نعرّفه ـ إن وسعنا ـ بما وصفه الرجل بعد ما عُرف في الملأ بالخلافة الراشدة ، ومن حمله ذلك العبء الثقيل ، غير أنّ ما حفظته غضون الكتب والمعاجم لا يتّفق مع هذه المزعمة ، والتاريخ الصحيح يوجّهنا إلى غير شطر ولّى الرجل إليه وجهه ، ويبعدنا عن محسبته بُعد المشرقين ، ويُسمعنا قول الخليفة نفسه من وراء ستر رقيق : كلُّ الناس أفقه من عمر حتى ربّات الحجال (١) ، فنحن نقدّم الى رُوّاد الحقيقة آثاراً تُعرّف مهيع الطريق ، وتُعرب عن جليّة الحال.

__________________

(١) سيوافيك حديثه [ص ١٣٧ ـ ١٤٢ ، ٢٠٤]. (المؤلف)

١١٩

نوادر الأثر في علم عمر

ـ ١ ـ

رأي الخليفة في فاقد الماء

أخرج الإمام مسلم في صحيحه (١) في باب التيمّم بأربعة طرق عن عبد الرحمن ابن أبزي : إنّ رجلاً أتى عمر فقال : إنّي أجنبت فلم أجد ماءً فقال عمر : لا تصلِّ. فقال عمّار : أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سريّة فأجنبنا فلم نجد ماءً ، فأمّا أنت فلم تصلِّ ، وأمّا أنا فتمعّكت في التراب وصلّيت ، فقال النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «إنّما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ثمّ تنفخ ثمّ تمسح بهما وجهك وكفّيك» ، فقال عمر : اتّق الله يا عمّار ، قال : إن شئت لم أُحدّث به.

وفي لفظ : قال عمّار : يا أمير المؤمنين إن شئت لِما جعل الله عليّ من حقّك أن لا أُحدّث به أحداً ، ولم يذكر.

سنن أبي داود (١ / ٥٣) ، سنن ابن ماجة (١ / ٢٠٠) ، مسند أحمد (٤ / ٢٦٥) ، سنن النسائي (١ / ٥٩ ، ٦١) ، سنن البيهقي (١ / ٢٠٩) (٢).

__________________

(١) صحيح مسلم : ١ / ٣٥٥ ح ١١٢ كتاب الحيض.

(٢) سنن أبي داود : ١ / ٨٨ ح ٣٢٢ ، سنن ابن ماجة : ١ / ١٨٨ ح ٥٦٩ ، مسند أحمد : ٥ / ٣٢٩ ح ١٧٨٦ ، السنن الكبرى : ١ / ١٣٤ ح ٣٠٣ ـ ٣٠٥.

١٢٠