عيون الغرر في فضائل الآيات والسور

مشتاق المظفّر

عيون الغرر في فضائل الآيات والسور

المؤلف:

مشتاق المظفّر


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٨
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) قال : لا بشيءٍ من آلائك ربّ أُكذّب » (١).

٩٥ ـ الشيخ أبو محمّد جعفر بن أحمد بن علي القمي ، في كتاب العروس : عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : « يستحب أن تقرأ في دبر الغداة يوم الجمعة ( الرَّحْمَـٰنُ ) ثمّ تقول كلّما قلت ( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) قلت : لا بشيءٍ من آلائك ربّ اُكذّب » (٢).

__________________________

١ ـ القراءات : ٥٩ ، وعنه في المستدرك ٤ : ١٨١ / ٤٤٣٧.

٢ ـ كتاب العروس : ١٥٥ ـ ضمن جامع الأحاديث ، وعنه في المستدرك ٤ : ١٨١ / ٤٤٣٨.

٤١
 &

ما يستحب قراءته في الفرائض والنوافل

٩٦ ـ محمّد بن يعقوب في الكافي : عن علي بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن عبدوس ، عن محمّد بن زاوية ، عن أبي علي ابن راشد قال : قلت لأبي الحسن عليه‌السلام : جعلت فداك إنّك كتبت إلى محمّد بن الفرج تعلّمه أنّ أفضل ما يقرأ في الفرائض ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ) و ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) ، وإنّ صدري ليضيق بقراءتهما في الفجر ، فقال عليه‌السلام : « لا يضيقنّ صدرك بهما فإنّ الفضل والله فيهما » (١).

ورواه الشيخ في التهذيب : بإسناده عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن عبدوس ، عن محمّد بن زادويه ، عن ابن راشد ، مثله (٢).

٩٧ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ثواب الأعمال : عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن يحيىٰ ، عن محمّد بن أحمد ، عن سهل بن الحسن ، عن محمّد بن علي ، عن علي بن أسباط ، عن عمّه يعقوب بن سالم ، عن أبي الحسن العبدي قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : من قرأ ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) و ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) وآية الكرسي في كلّ ركعة من تطوّعه فقد فتح الله له بأفضل أعمال الآدميّين إلّا من

__________________________

١ ـ الكافي ٣ : ٣١٥ / ١٩ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٧٨ / ٧٣٩٥.

٢ ـ التهذيب ٢ : ٢٩٠ / ١١٦٣.

٤٢
 &

أشبهه أو زاد عليه » (١).

٩٨ ـ وعنه : عن أبيه ، عن أحمد بن ادريس ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن حسّان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي ، عن سيف بن عميرة ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « الواجب على كلّ مؤمن إذا كان لنا شيعة أن يقرأ في ليلة الجمعة بالجمعة و ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) ، وفي صلاة الظهر بالجمعة والمنافقين ، فإذا فعل ذلك فكأنّما يعمل بعمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان جزاؤه وثوابه على الله الجنّة » (٢).

٩٩ ـ وعنه : عن أبيه ، عن محمّد بن يحيىٰ ، عن الأشعري ، عن محمّد بن حسّان ، عن ابن مهران ، عن ابن البطائني ، عن ابن أبي العلاء ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « من قرأ ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) و ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) في فريضة من الفرائض ، غفر الله له ولوالديه وما ولدا ، وإن كان شقيّاً محي من ديوان الأشقياء واُثبت في ديوان السّعداء ، وأحياه الله سعيداً ، وأماته شهيداً ، وبعثه شهيداً » (٣).

١٠٠ ـ وعنه : بإسناده عن الحسن ، عن أبيه والحسين بن أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : « من كان قراءته في فريضة ( لَا أُقْسِمُ بِهَـٰذَا الْبَلَدِ ) كان في الدنيا معروفاً أنّه من الصالحين ، وكان في الآخرة معروفاً أنّ له من الله مكاناً ، وكان يوم القيامة من رُفقاء النبيّين والشُّهداء والصالحين » (٤).

__________________________

١ ـ ثواب الأعمال : ٥٤ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٣٧ / ٧٥٥٤.

٢ ـ ثواب الأعمال : ١٤٦ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٢٠ / ٧٥٠٤.

٣ ـ ثواب الأعمال : ١٢٧ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٨٢ / ٧٤٠٤ ، والبحار ٩٢ : ٣٤٠ / ٥.

٤ ـ ثواب الأعمال : ١٥١ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٤٩ / ٧٥٨٧.

٤٣
 &

١٠١ ـ وعنه : عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن حسّان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي عبيدة الحذّاء ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « من أوتر بالمعوّذتين و ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) قيل له : يا عبدالله ، أبشر فقد قبل الله وِترك » (١).

١٠٢ ـ وفي الأمالي : عن أبيه ، عن الحسن بن أحمد المالكي ، عن منصور بن العبّاس ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن زيد الشحّام ، عن أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام قال : « من قرأ في الركعتين الأوّلتين من صلاة الليل ستّين مرّة ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) في كلّ ركعة ثلاثين مرّة انفتل وليس بينه وبين الله ذنب » (٢).

١٠٣ ـ الشيخ الطوسي في التهذيب : بإسناده ، عن الحسين بن سعيد ، قال عليّ ابن النُعمان ، وقال الحارث : سمعته وهو يقول ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) ثُلث القرآن ، و ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) تَعدِل رُبعه ، وكان رسول الله يَجْمَع قول ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) في الوَتر لكي يَجْمَع القرآن كلّه (٣).

١٠٤ ـ وعنه : بإسناده ، عن الحسين بن سعيد ، عن صَفوان ، عن عبدالرحمن بن الحَجّاج ، قال : سألتُ أبا عبدالله عليه‌السلام عن القراءة في الوَتر ؟ فقال : « كان بيني وبين أبي بابٌ ، فكان أبي إذا صلّى يقرأ في الوَتر بـ ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) في ثلاثتهنّ ، وكان يقرأ ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) فإذا فرغ منها ، قال : كذلك الله ربّي ، أو كذاك الله ربّي » (٤).

__________________________

١ ـ ثواب الأعمال : ١٥٧ / ١ ، أمالي الصدوق : ١١٥ / ٩٨ ، وعنهما في الوسائل ٦ : ١٣٢ / ٧٥٣٩ ، وورد أيضاً في الفقيه ١ : ٣٠٧ / ١٤٠٤.

٢ ـ أمالى الصدوق : ٦٧٢ / ٥ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٣٠ / ٧٥٢٩.

٣ ـ التهذيب ٢ : ١٢٤ / ٤٦٩ ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٩٦ / ١٢٠٠٤.

٤ ـ التهذيب ٢ : ١٢٧ / ٤٨١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٣١ / ٧٥٣٣.

٤٤
 &

١٠٥ ـ وعنه : قال : روي « أنّ من قرأ في الركعتين الأوّلتين من صلاة الليل في كلّ ركعة الحمد مرّة و ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) ثلاثين مرّة انفتل وليس بينه وبين الله ذنب إلّا غفر له » (١).

ورواه محمّد بن علي بن الحسين في الفقيه (٢).

١٠٦ ـ وعنه : بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن إسماعيل بن عبدالخالق ، عن محمّد بن أبي طلحة خال سهل بن عبدربّه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « قرأت في صلاة الفجر بـ ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) و ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) وقد فعل ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله » (٣).

١٠٧ ـ وفي المصباح : عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنّه قال : « إذا أردت صلاة الليل ليلة الجمعة فاقرأ في الركعة الاُولى ( الحمد ) و ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) وفي الثاني ( الحمد ) و ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) وفي الثالثة الحمد و ( الم السجدة ) ، وفي الرابعة ( الحمد ) و ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ) وفي الخامسة ( الحمد ) و ( حم السجدة ) ، وفي السادسة ( الحمد ) وسورة ( الملك ) ، وفي السابعة ( الحمد ) و ( يس ) ، وفي الثامنة ( الحمد ) و ( الواقعة ) ، ثمّ توتر بالمعوّذتين والإخلاص » (٤).

١٠٨ ـ فقه الإمام الرضا عليه‌السلام : قال العالم عليه‌السلام : « اقرأ في صلاة الغداة المرسلات و ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) ، ومثلهما من السور ، وفي الظهر ( إِذَا السَّمَاءُ

__________________________

١ ـ التهذيب ٢ : ١٢٤ / ٤٧٠ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٢٩ / ٧٥٢٨.

٢ ـ الفقيه ١ : ٣٠٧ / ١٤٠٣.

٣ ـ التهذيب ٢ : ٩٦ / ٣٥٨ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٨١ / ٧٤٠٢.

٤ ـ مصباح المتهجد : ٢٣٩ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٤٠ / ٧٥٥٧.

٤٥
 &

انفَطَرَتْ ) و ( إِذَا زُلْزِلَتِ ) ومثلهما ، وفي العصر العاديات والقارعة ومثلهما ، وفي المغرب ( وَالتِّينِ ) و ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) ومثلهما » (١).

١٠٩ ـ وعنه : قال عليه‌السلام : « وتقرأ في صلاتك كلّها يوم الجمعة وليلة الجمعة ، سورة ( الجمعة ) و ( المنافقين ) و ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) » (٢).

١١٠ ـ وعنه : قال : قال العالم عليه‌السلام : « اقرأ في صلاة الغداة ـ إلى أن قال ـ وفي يوم الجمعة وليلة الجمعة ، سورة الجمعة والمنافقين » (٣).

١١١ ـ وعنه : قال عليه‌السلام : « اقرأ في صلاة الغداة يوم الجمعة ، سورة ( الجمعة ) في الاولى وفي الثانية المنافقون ». وروي : « قل هو الله أحد » (٤).

١١٢ ـ أبو عبدالله السياري في التنزيل والتحريف ( القراءات ) : عن ابن فضّال ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : قال لي : « اقرأ ( يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) في المكتوبة وفي غيرها » (٥).

١١٣ ـ دعائم الإسلام : روينا عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام ، أنّه قال : « يقرأ في الظهر والعشاء الآخرة ، مثل : و ( وَالْمُرْسَلَاتِ ) و ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) ، وفي العصر مثل : و ( العاديات ) و ( القارعة ) وفي المغرب مثل : ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) و ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ ) وفي الفجر أطول من ذلك ـ إلى أن قال ـ : ولا بأس ان يقرأ في الفجر بطوال المفصل ، وفي الظهر والعشاء الاخرة بأوساطه ، وفي العصر والمغرب

__________________________

١ ـ فقه الإمام الرضا عليه‌السلام : ١٢٤ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٠٧ / ٤٥٠٣.

٢ ـ فقه الإمام الرضا عليه‌السلام : ١٣٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٠٧ / ٤٥٠٥.

٣ ـ فقه الإمام الرضا عليه‌السلام : ١٢٤ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٠٨.

٤ ـ فقه الإمام الرضا عليه‌السلام : ١٢٨ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٠٨.

٥ ـ التنزيل والتحريف ( القراءات ) : ٧٢ ، وعنه في المستدرك ٤ : ١٩١ / ٤٤٦١.

٤٦
 &

بقصاره » (١).

١١٤ ـ الشيخ أبو محمّد جعفر بن أحمد القمي في كتاب العروس : عن أبي الصباح الكناني ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : « إقرأ ليلة الجمعة في المغرب بسورة الجمعة و ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) ، واقرأ في صلاة العتمة بسورة الجمعة و ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ ) ، وفي الصبح سورة الجمعة و ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) ، وفي الظهر سورة الجمعة والمنافقون ، وفي العصر يوم الجمعة سورة الجمعة و ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) » (٢).

١١٥ ـ وعنه : في خبر آخر عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، أنّه قال : « إقرأ في ليلة الجمعة في صلاة العتمة ، سورة الجمعة وسورة الحشر » (٣).

١١٦ ـ وعنه : قال الإمام الباقر عليه‌السلام : « يستحب أن يقرأ في ليلة الجمعة في صلاة العتمة سورة الجمعة والمنافقون ، وفي صلاة الفجر مثل ذلك ، وفي صلاة الظهر مثل ذلك ، وفي صلاة العصر مثل ذلك » (٤).

١١٧ ـ أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج : عن صاحب الزمان عليه‌السلام أنّه كتب إلى محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري في جواب مسائله حيث سأله عمّا روي في ثواب القرآن في الفرائض وغيرها ، أنّ العالم عليه‌السلام قال : « عجباً لمن لم يقرأ في صلاته ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ، كيف تُقبل صلاته ».

__________________________

١ ـ دعائم الاسلام ١ : ١٦٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٠٧ / ٤٥٠٤.

٢ ـ كتاب العروس : ١٤٩ ( ضمن جامع الأحاديث ) وعنه في المستدرك ٤ : ٢٠٨ / ٤٥٠٦.

٣ ـ نفس المصدر : ١٤٩ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٠٨ / ٤٥٠٧.

٤ ـ نفس المصدر : ١٥٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٠٨ / ٤٥٠٨.

٤٧
 &

وروي : « ما زكت صلاة لم يقرأ فيها ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) ».

وروي : « أنّ من قرأ في فرائضه ( الهُمَزَةَ ) اُعطي من الثواب قدر الدنيا » فهل يجوز أن يقرأ الهمزة ويدع هذه السور التي ذكرناها مع ما قد روي أنّه لا تقبل صلاة ولا تزكو إلّا بهما؟

التوقيع : « الثواب في السور على ما قد روي ، وإذا ترك سورة ممّا فيها الثواب وقرأ ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) و ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ) لفضلها اُعطي ثواب ما قرأ وثواب السور التي ترك ، ويجوز أن يقرأ غير هاتين السورتين وتكون صلاته تامّة ولكنّه يكون قد ترك الأفضل » (١).

١١٨ ـ السيد علي بن طاووس في فلاح السائل : عن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن علي بن محمّد بن الزبير ، عن عبدالله بن محمّد الطيالسي ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن عبدالخالق بن عبدربّه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : « كان أبي يصلّي بعد عشاء الآخرة ، ركعتين وهو جالس ، يقرأ فيهما مائة آية ، وكان يقول : من صلّاهما وقرأ مائة آية ، لم يكتب من الغافلين ».

قال اسماعيل بن عبدالخالق بن عبدربّه : إنّ أبا جعفر عليه‌السلام ، كان يقرأ فيهما بالواقعة والاخلاص (٢).

١١٩ ـ وعنه : قال : روى أبو المفضّل محمّد بن عبدالله ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود العياشي قال : حدّثنا أبي ، عن جعفر بن أحمد ، عن العمركي بن علي ، عن يعقوب بن يزيد ، عن أحمد بن عبدوس الخلنجي ، عن محمّد بن دادنه ،

__________________________

١ ـ الاحتجاج : ٤٨٢ ، الغيبة للطوسي : ٣٧٧ ، وعنهما في الوسائل ٦ : ٧٩ / ٧٣٩٩.

٢ ـ فلاح السائل : ٤٥٥ / ١ و ٢ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٠٤ / ٤٤٩٦.

٤٨
 &

عن محمّد بن الفرج ، أنّه كتب إلى الرجل عليه‌السلام ، يسأله عمّا يقرأ في الفرائض ، وعن أفضل ما يقرأ به فيها ، فكتب عليه‌السلام إليه : « إنّ أفضل ما يقرأ في الفرائض ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ، و ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) » (١).

__________________________

١ ـ فلاح السائل : ٢٩١ / ١٨ ، وعنه في المستدرك ٤ : ١٩٠ / ٤٤٥٨.

٤٩
 &

القراءة والنظر في القرآن

١٢٠ ـ الكليني في الكافي : عن عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن يعقوب بن يزيد ، رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « من قرأ القرآن في المصحف مُتّع ببصره وخُفّف عن والديه وإن كانا كافرين » (١).

ورواه الصدوق في ثواب الأعمال : بسنده عن أبي عبدالله عليه‌السلام (٢).

١٢١ ـ وعنه : عن عليّ بن الحسين بن الحسن الضرير ، عن حمّاد بن عيسى ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « إنّه ليعجبني أن يكون في البيت مصحف يطرد الله عزَّوجلّ به الشياطين » (٣).

١٢٢ ـ وعنه : عن علي بن محمّد ، عن ابن جمهور ، عن محمّد بن عمر بن مسعدة ، عن الحسن بن راشد ، عن جدّه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « قراءة القرآن في المصحف تخفّف العذاب عن الوالدين ولو كانا كافرين » (٤).

__________________________

١ ـ الكافي ٢ : ٦١٣ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٠٤ / ٧٧٣٤ و ٧٧٣٥.

٢ ـ ثواب الأعمال : ١٢٨ / ١.

٣ ـ الكافي ٢ : ٦١٣ / ٢ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٠٥ / ٧٧٤٠ ، عدّة الداعي : ٣٣١.

٤ ـ الكافي ٢ : ٦١٣ / ٤ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٠٤ / ٧٧٣٦.

٥٠
 &

١٢٣ ـ وعنه : عن عدَّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن يحيى بن المبارك ، عن عبدالله بن جبلة ، عن معاوية بن وهب ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك إنّي أحفظ القرآن على ظهر قلبي ، فأقرأه على ظهر قلبي أفضل أو أنظر في المصحف ؟ قال : فقال لي : « بل اقرأه وانظر في المصحف فهو أفضل ، أما علمت أنَّ النظر في المصحف عبادة » (١).

١٢٤ ـ الشيخ جعفر بن أحمد القمي في كتاب المسلسلات : حدّثنا علي بن محمّد بن حمشاذ ، قال : حدّثني أحمد بن حبيب بن الحسن البغدادي ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثني أبو عبدالله محمّد بن إبراهيم الصفدي ، رجل من أهل اليمن ورد بغداد ، قال : حدّثنا أبو هاشم بن أخي الوادي ، عن علي بن خلف ، قال : شكا رجل إلى محمّد بن حميد الرازي الرمد ، فقال له :

أدم النظر في المصحف ، فإنّه كان بي رمد فشكوت ذلك إلى جرير بن عبدالحميد ، فقال لي :

أدم النظر في المصحف ، فإنّه كان بي رمد فشكوت ذلك إلى الأعمش ، فقال لي :

أدم النظر في المصحف ، فإنّه كان بي رمد فشكوت ذلك إلى عبدالله بن مسعود ، فقال لي :

أدم النظر في المصحف ، فإنّه كان بي رمد فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال لي :

« أدم النظر في المصحف ، فإنّه كان بي رمد فشكوت ذلك إلى جبرئيل ، فقال

__________________________

١ ـ الكافي ٢ : ٦١٣ / ٥ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٠٤ / ٧٧٣٧.

٥١
 &

لي : أدم النظر في المصحف » (١).

١٢٥ ـ وفي كتاب الغايات : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال : « أفضل العبادة القراءة في المصحف » (٢).

١٢٦ ـ جامع الأخبار : قال عليه‌السلام : « القراءة في المصحف أفضل من القراءة ظاهراً » (٣).

١٢٧ ـ الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : عن سليل ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : سمعته يقول : « من قرأ القرآن في المصحف ، خفّف الله تعالى العذاب عن والديه وان كانا مشركين ، ومن قرأ القرآن عن حفظه ، ثمّ ظنّ أنّ الله تعالى لا يغفره فهو ممّن استهزأ بآيات الله » (٤).

__________________________

١ ـ المسلسلات : ٢٥٢ ، ( ضمن جامع الاحاديث ) وعنه في المستدرك ٤ : ٢٦٧ / ٤٦٦٦.

٢ ـ الغايات : ١٨٧ ( ضمن جامع الأحاديث ) ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٦٧ / ٤٦٦٥.

٣ ـ جامع الأخبار : ١١٦ / ٢٠٩ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٢٠ / ١٨.

٤ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ١ : ٨ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٦٩ / ٤٦٦٩.

٥٢
 &

فضل البسملة

١٢٨ ـ ابن بابويه في عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن الرضا عليه‌السلام قال : « إنّ ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها » (١) الحديث.

١٢٩ ـ وفي التوحيد : عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن علي بن حسن بن فضّال ، عن أبيه ، قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن بسم الله ، قال : « معنى قول القائل بسم الله أي أسِمُ نفسي بِسِمَة من سمات الله عزَّوجلَّ ، وهو العبوديّة » قال : فقلت له : ما السمة ؟ قال : « العلامة » (٢).

١٣٠ ـ وعنه : عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن صفوان بن يحيى ، عمّن حدَّثه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام

__________________________

١ ـ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٥ / ١١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٥٩ / ٧٣٤٦ ، وورد أيضاً في تحف العقول : ٤٨٧ ، وتفسير العياشي ١ : ٢١ / ١٣ ، وجامع الأخبار : ١١٩ / ٢١٣.

٢ ـ التوحيد : ٢٢٩ / ١ ، معاني الأخبار : ٣ / ١ ـ باب معنى بسم الله ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٢٦٠ / ١٩ ، وعنهم في البحار ٩٢ : ٢٣٠ / ٩.

٥٣
 &

أنّه سئل عن ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) فقال : « الباء بهاء الله ، والسّين سناء الله ، والميم ملك الله » قال : قلت : الله ، فقال : « الألف آلاء الله على خلقه من النعيم بولايتنا ، واللّام إلزام الله خلقه ولايتنا » قلت : فالهاء فقال : « هوان لمن خالف محمّداً وآل محمّد صلوات الله عليهم » قلت : الرحمن قال : « بجميع العالم » قلت : الرّحيم قال : « بالمؤمنين خاصّة » (١).

١٣١ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنه عليه‌السلام قال : « إذا قال المعلّم للصبي : قل : ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) ، فقال الصبي : ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) كتب الله براءة للصبي وبراءة لأبويه وبراءة للمعلّم » (٢).

١٣٢ ـ الشهيد الثاني في منية المريد : عن زيد بن ثابت أنّه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا كتبت ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) فبيّن السين فيه » (٣).

١٣٣ ـ وعنه : قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من كتب ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) فجوّده تعظيماً لله ، غفر الله له » (٤).

١٣٤ ـ جامع الأخبار : عن ابن مسعود ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « من أراد أن ينجيه الله تعالى من الزبانية التسعة عشر ، فليقرأ ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) فإنّها

__________________________

١ ـ التوحيد : ٢٣٠ / ٣ ، معاني الأخبار : ٣ / ٢ ، وعنهما في البحار ٩٢ : ٢٣١ / ١٢ ، وورد أيضاً في المحاسن : ٢٣٨ / ٢١٣ ، وتفسير العياشي ١ : ٢٢ / ١٩.

٢ ـ مجمع البيان ١ : ١٨ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٦٩ / ٧٦٥١ ، وورد أيضاً في جامع الأخبار : ١١٩ / ٢١٤ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٨٦ / ٤٩٨٨.

٣ ـ منية المريد : ٣٥٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٧١ / ٤٩٧٣.

٤ ـ منية المريد : ٣٥١ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٧١ / ٤٩٧٤.

٥٤
 &

تسعة عشر حرفاً ليجعل الله كل حرف منها جُنّة من واحد منهم » (١).

١٣٥ ـ وعنه : روى عبدالله بن مسعود عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « من قرأ ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) كتب الله له بكلّ حرف أربعة آلاف حسنة ، ومحا عنه أربعة آلاف سيّئة ، ورفع له أربعة آلاف درجة » (٢).

١٣٦ ـ وعنه : روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من قال ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) بنى الله له في الجنّة سبعين ألف قصر من ياقوتة حمراء ، في كلّ قصر سبعون ألف بيت من لؤلؤة بيضاء ، في كلّ بيت سبعون ألف سرير من زبرجدة خضراء ، فوق كلّ سرير سبعون ألف فراش من سندس واستبرق ، وعليه زوجة من الحور العين ، ولها سبعون ألف ذؤابة مكلّلة بالدرّ واليواقيت ، مكتوب على خدّها الأيمن : محمّد رسول الله ، وعلى خدها الأيسر : عليّ وليّ الله ، وعلىٰ جبينها : الحسن ، وعلى ذقنها : الحسين ، وعلى شفتيها : ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) » قلت : يا رسول الله لمن هي هذه الكرامة ؟ قال : « لمن يقول بالحرمة والتعظيم ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) » (٣).

١٣٧ ـ وعنه : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا قال العبد عند منامه : ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) يقول الله : ملائكتي اكتبوا بالحسنات نَفَسَه إلى الصباح » (٤).

__________________________

١ ـ جامع الأخبار : ١١٩ / ٢١٥ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٨٧ / ٤٩٨٩ ، والبحار ٩٢ : ٢٥٧ / ٥٢ ، وورد أيضاً في مجمع البيان ١ : ١٩.

٢ ـ نفس المصدر : ١٢٠ / ٢١٦ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٢٥٨ / ٥٢.

٣ ـ نفس المصدر : ١٢٠ / ٢١٧ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٨٧ / ٤٩٩١ ، والبحار ٩٢ : ٢٥٨ / ١٨.

٤ ـ نفس المصدر : ١٢٠ / ٢١٨ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٢٥٨ / ١٨.

٥٥
 &

١٣٨ ـ وعنه : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا مرّ المؤمن على الصراط فيقول : ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) طفئت لهب النيران ، وتقول : جز يا مؤمن فإنّ نورك قد أطفأ لهبي » (١).

١٣٩ ـ وعنه : سُئل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : هل يأكل الشيطان مع الإنسان ؟ فقال : « نعم ، مائدة لم يذكر بسم الله عليها يأكل الشيطان معهم ، ويرفع الله البركة عنها » (٢).

١٤٠ ـ الشهيد الثاني في منية المريد : عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام أنّه قال : « إذا تنوّق (٣) رجل في كتابة ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) غفر الله تعالى له » (٤).

__________________________

١ ـ نفس المصدر : ١٢٠ / ٢١٩ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٨٨ / ٤٩٩٢ ، والبحار ٩٢ : ٢٥٨ / ١٨.

٢ ـ نفس المصدر : ١٢٠ / ٢٢٠ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٢٥٨ / ١٨.

٣ ـ تنوّق : تجوّد وبالغ. القاموس المحيط ٣ : ٣٨٩ ـ نوق.

٤ ـ منية المريد : ١٨٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٧١ / ٤٩٧٥.

٥٦
 &

سورة الفاتحة

(١)

مكّيّة

نزلت بعد سورة المدّثّر

فضلها :

١٤١ ـ تفسير الإمام العسكري عليه‌السلام : عن آبائه عليهم‌السلام قال : « قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ( فاتحة الكتاب ) أعطاها الله محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله وأُمّته ، بدأ فيها بالحمد والثناء عليه ، ثمّ ثنّى بالدعاء لله عزّوجلّ ، ولقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : قال الله عزّوجلّ : قسّمت الفاتحة بيني وبين عبدي ، فنصفها لي ، ونصفها لعبدي ، ولعبدي ما سأل.

إذا قال العبد : ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) قال الله عزّوجلّ : بدأ عبدي بإسمي ، وحقّ عليَّ أن اُتمّم له اُموره ، واُبارك له في أحواله.

فإذا قال : ( الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) قال الله جلّ جلاله : حمدني عبدي ، وعلم أنّ النعم التي له من عندي ، وأنّ البلايا التي دفعت عنه فبتطوّلي ، اُشهدكم أنّي اُضيف له نعم الدنيا إلى نعم الآخرة ، وأدفع عنه بلايا الآخرة ، كما دفعت عنه بلايا الدنيا.

٥٧
 &

فإذا قال : ( الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) قال الله عزّوجلّ : شهد لي بأنّي الرحمن الرحيم ، اُشهدكم لأُوفّرنّ من رحمتي حظّه ، ولأُجزلنّ من عطائي نصيبه.

فإذا قال : ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) قال الله جلّ جلاله : اُشهدكم كما اعترف بأنّي أنا المالك ليوم الدين ، لأُسهّلنّ يوم الحساب حسابه ، ولأقبلنّ حسناته ، ولأتجاوزنّ عن سيّئاته.

فإذا قال العبد : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) قال الله عزّوجلّ : صدق عبدي ، إيّاي يعبد ، لأثيبنّه عن عبادته ثواباً يغبطه كلّ من خالفه في عبادته لي.

فإذا قال : ( وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) قال الله عزّوجلّ : بي استعان وإلي التجأ ، اُشهدكم لأعيننّه على أمره ، ولأغيثنّه في شدائده ، ولآخذنّ بيده يوم نوائبه (١).

فإذا قال : ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) إلى آخر السورة ، قال الله عزّوجلّ : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ، فقد استجبت لعبدي ، وأعطيته ما أمّل ، وآمنته ممّا منه وجل » (٢).

١٤٢ ـ وعنه : قال عليه‌السلام : « إنّ الله عزّوجلّ قد فضّل محمّداً بفاتحة الكتاب على جميع النبيّين ، ما أعطاها أحد قبله إلّا ما اُعطي سليمان بن داود عليه‌السلام من ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) فرآها أشرف من جميع ممالكه الّتي أعطاها ، فقال : يا ربّ ما أشرفها من كلمات ، إنّها لآثر عندي من جميع ممالكي الّتي وهبتها لي ، قال الله تعالى : يا سليمان ، وكيف لا يكون كذلك ، وما من عبد ولا أمة سمّـاني بها إلّا

__________________________

١ ـ في المستدرك : يوم القيامة عند نوائبه.

٢ ـ تفسير الإمام العسكري عليه‌السلام : ٥٨ ـ ٥٩ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٢٧ / ٤٧٩٩ ، وورد أيضاً في عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٣٠٠ / ٥٩ ، وأمالي الصدوق : ٢٣٩ / ٢٥٣.

٥٨
 &

أوجبت له من الثواب ألف ضعف ما اوجب لمن تصدَّق بألف ضعف ممّا لك ، يا سليمان هذا سبع ما أهبه إلّا لمحمّد سيّد المرسلين تمام فاتحة الكتاب إلى آخرها » (١).

١٤٣ ـ تفسير العياشي : عن أبي بكر الحضرمي ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : « إذا كانت لك حاجة فأقرأ المثاني وسورة اُخرى ، وصلِّ ركعتين ، وادع الله » قلت : أصلحك الله وما المثاني ؟ قال : « فاتحة الكتاب ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) » (٢).

١٤٤ ـ وعنه : عن محمّد بن مسلم ، قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) (٣) فقال : « فاتحة الكتاب يثنّى فيها القول ، قال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ الله منَّ عليَّ بفاتحة الكتاب من كنز الجنّة ، فيها ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) الآية الّتي يقول فيها ( وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ) (٤) و ( الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) دعوى أهل الجنّة حين شكروا الله حسن الثواب و ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) قال جبرئيل : ما قالها مسلم قط إلّا صدَّقه الله وأهل سماواته : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) إخلاص العبادة ( وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) أفضل ما طلب به العباد حوائجهم ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) صراط الأنبياء ، وهم الّذين أنعم الله عليهم ( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ) اليهود و ( وَلَا

__________________________

١ ـ تفسير الإمام العسكري عليه‌السلام : ٥٩١ ـ ٥٩٢ ، وعنه في البحار ٢٤ : ٣٨٣ و ٩٢ : ٢٥٧ / ٤٩.

٢ ـ تفسير العياشي ١ : ٢١ / ١١ و ٢ : ٢٤٩ / ٣٥ ، وعنه في المستدرك ٤ : ١٦٥ / ٤٣٨٩ ، والبحار ٩٢ : ٢٣٦ / ٢٥.

٣ ـ سورة الحجر ١٥ : ٨٧.

٤ ـ سورة الإسراء ١٧ : ٤٦.

٥٩
 &

الضَّالِّينَ ) النصارىٰ » (١).

١٤٥ ـ الصدوق في عيون الأخبار : عن محمّد بن القاسم المفسّر ، عن يوسف بن محمّد بن زياد وعلي بن محمّد بن سيّار ، عن أبويهما ، عن الحسن بن علي العسكري ، عن آبائه عليهم‌السلام ـ في حديث ـ قال : « إنّ فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش ـ إلى أن قال ـ ألا فمن قرأها معتقداً لموالاة محمّد وآله أعطاه الله بكلّ حرف منها حسنة ، كلّ واحدة منها أفضل له من الدنيا وما فيها ، من أصناف أموالها وخيراتها ، ومن استمع إلى قارىء يقرؤها كان له قدر ما للقارىء ، فليستكثر أحدكم من هذا الخير » (٢).

١٤٦ ـ وفي الأمالي : عن ماجيلويه ، عن عمّه ، عن البرقي ، عن علي بن الحسين البرقي عن عبدالله بن جبلة ، عن معاوية بن عمّار ، عن الحسين بن عبدالله ، عن أبيه ، عن جدِّه الحسن بن عليّ قال : جاء نفر من اليهود إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فكان فيما سألوهُ : أخبرنا عن سبع خصال أعطاك الله من بين النبيّين ، وأعطى اُمّتك من بين الاُمم ، فقال النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : « أعطاني الله عزَّوجلَّ فاتحة الكتاب ، والأذان ، والجماعة في المسجد ، ويوم الجمعة ، والاجهار في ثلاث صلوات ، والرُّخص لاُمّتي عند الأمراض ، والسّفر والصّلاة على الجنائز ، والشفاعة لأصحاب الكبائر من اُمّتي ».

قال اليهودي : صدقت يا محمّد فما جزاء من قرأ فاتحة الكتاب ؟ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من قرأ فاتحة الكتاب أعطاه الله بعدد كلِّ آية اُنزلت من السّماء

__________________________

١ ـ تفسير العياشي ١ : ٢٢ / ١٧ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٢٣٨ / ٤٠.

٢ ـ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٣٠٢ / ٦٠ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٩٠ / ٧٦٩٩.

٦٠