الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٥

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٥

المؤلف:

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي


المحقق: مركز الغدير للدّراسات الإسلاميّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
المطبعة: فروردين
الطبعة: ١
الصفحات: ٧١٢

هاتيك يا صاح رُبا لعلعِ

ناشدتكَ الله فعرِّج معي

وانزلْ بنا بين بيوت النقا

فقد غدتْ آهلَةَ المربعِ

حتى نطيلَ اليومَ وقفاً على ال

ساكن أو عطفاً على الموضعِ

وكان كثيراً ما يستعمل العربيّة في شعره ، فمن ذلك قوله :

وكنّا خمس عشرة في التآمٍ

على رغم الحسود بغير آفه

فقد أصبحتُ تنويناً وأضحى

حبيبي لا تفارقه الإضافه

وله في غلام أرسل أحد صدغيه وعقد الآخر :

أرسلَ صدغاً ولوى قاتلي

صدغاً فأعيا بهما واصفه

فخلتُ ذا في خدِّه حيّةً

تسعى وهذا عقرباً واقفه

ذا ألفٌ ليست لوصلٍ وذا

واوٌ ولكن ليست العاطفه

وله في شخص لا يكتم السرَّ :

لي صديقٌ غدا وإن كان لا ين

طق إلاّ بغيبةٍ أو محالِ

أشبه الناس بالصدى إن تحدِّث

ه حديثاً أعاده في الحالِ (١)

وله قوله :

قالوا حبيبك قد تضوّع نشرُهُ

حتى غدا منه الفضاءُ معطَّرا

فأجبتهمْ والخال يعلو خدّه

أو ما ترون النار تحرقُ عنبرا

وله قوله :

هواك يا من له اختيالُ

مالي على مثله احتيالُ

قسمة أفعاله لحيني

ثلاثةٌ ما لها انتقالُ

__________________

(١) الصدى : طير معروف ، ما يردّه الجبل أو غيره إلى المصوّت مثل صوته. (المؤلف)

٦٤١

وعدك مستقبلٌ وصبري

ماضٍ وشوقي إليك حالُ

وله أيضاً :

إن كان قد حجبوه عنّي غيرةً

منهم عليه فقد قنعتُ بذكرهِ

كالمسكِ ضاعَ لنا وضاعَ مكانُه

عنّا فأغنى نشره عن نشرهِ

وله أيضاً في غلام قد ختن :

هنّأتُ من أهواه عند ختانه

فرحاً وقلبي قد عراه وجومُ

يفديك من ألمٍ ألمَّ بك امرؤٌ

يخشى عليك إذا ثناك نسيمُ

أمعذّبي كيف استطعت على الأذى

جَلَداً وأجزعُ ما يكون الريمُ

لو لم تكن هذي الطهارة سنّةً

قد سنّها من قبلُ إبراهيمُ

لفتكت جهدي بالمزيِّن إذ غدا

في كفِّه موسى وأنت كليمُ

ومعظم شعره على هذا الأُسلوب ، وكان من المغالين في التشيّع ، وأكثر أهل حلب ما كانوا يعرفونه إلاّ بمحاسن الشوّاء ، والصواب فيه هو الذي ذكرته هاهنا وأنَّ اسمه يوسف وكنيته أبو المحاسن ، ورأيت ترجمته في كتاب عقود الجمان الذي وضعه صاحبنا الكمال بن الشعار الموصلي ، وكان صاحبه وأخذ عنه كثيراً من شعره ، وهو من أخبر الناس بحاله ، كان مولده تقريباً في سنة اثنتين وستّين وخمسمائة ، فإنّه كان لا يتحقّق مولده ، وتوفّي يوم الجمعة تاسع عشر المحرّم سنة خمس وثلاثين وستمائة بحلب ، ودفن ظاهرها بمقبرة باب أنطاكية غربيّ البلد ، ولم أحضر الصلاة عليه لعذر عرض لي في ذلك الوقت ـ رحمه‌الله تعالى ـ فلقد كان نعم الصاحب.

وأمّا شيخه ابن الجبراني المذكور فهو طائيّ بحتريّ من قرية جبرين (١) من

__________________

(١) قرية قرب حلب.

٦٤٢

أعمال عُزاز ، وكان متضلّعاً من علم الأدب خصوصاً اللغة فإنّها كانت غالبة عليه ، وكان متبحِّراً فيها ، وكان له تصدّر في جامع حلب في المقصورة الشرقيّة المشرفة على صحن الجامع ، وكان مولده يوم الأربعاء الثاني والعشرين من شوّال سنة إحدى وستّين وخمسمائة ، وتوفّي يوم الاثنين سابع رجب من سنة ثمان وعشرين وستمائة بحلب ، ودفن في سفح جبل جوشن ـ رحمه‌الله تعالى. انتهى.

قال الأميني : في معجم البلدان (١) (٣ / ١٧٢) نقلاً عن عبد الله بن محمد بن سعيد ابن سنان الخفاجي في ديوانه عند أبيات له في جوشن ، قال : جوشن جبل في غربي حلب ومنه كان يُحمل النحاس الأحمر وهو معدنه ؛ ويقال : إنّه بطل منذ عبر عليه سبي الحسين بن عليّ رضى الله عنه ونساؤه ؛ وكانت زوجة الحسين حاملاً فأسقطت هناك فطلبت من الصنّاع في ذلك الجبل خبزاً أو ماءً فشتموها ومنعوها ، فدعت عليهم ، فمن الآن من عمل فيه لا يربح ؛ وفي قبلي الجبل مشهد يُعرف بمشهد السّقط ، ويسمّى مشهد الدكّة ؛ والسّقط يسمّى محسن بن الحسين رضى الله عنه. انتهى.

__________________

(١) معجم البلدان : ٢ / ١٨٦.

٦٤٣
٦٤٤

ـ ٥٩ ـ

كمال الدين الشافعي

المتوفّى (٦٥٢)

أصخ واستمع آياتِ وحيٍ تنزّلتْ

بمدح إمامٍ بالهدى خصّه اللهُ

ففي آلِ عمرانَ المباهلةُ التي

بإنزالها أولاه بعضَ مزاياهُ

وأحزابُ حاميم وتحريمُ هل أتى

شهودٌ بها أثنى عليه فزكّاهُ

وإحسانُه لمّا تصدّق راكعاً

بخاتمه يكفيه في نيل حسناهُ

وفي آيةِ النجوى التي لم يفُز بها

سواه سنا رشد به تمَّ معناهُ

وأزلفَهُ حتى تبوَّأ منزلاً

من الشرفِ الأعلى وآتاهُ تقواهُ

وأكنفَهُ لطفاً به من رسولِهِ

بوارقَ إشفاق عليه فربّاهُ

وأرضعه أخلافَ أخلاقِهِ التي

هداه بها نهجَ الهدى فتوخّاهُ

وأنكحه الطهرَ البتولَ وزاده

بأنّك منّي يا عليُّ وآخاهُ

وشرّفه يومَ الغديرِ فخصَّه

بأنّك مولى كلّ من كنت مولاهُ

ولو لم يكن إلاّ قضيّةُ خيبرٍ

كفت شرفاً في مأثراتِ سجاياهُ (١)

الشاعر

أبو سالم كمال الدين محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن القرشي العدوي

__________________

(١) مطالب السؤول لناظمها [ص ٢٠] ، الصراط المستقيم للبياضي [١ / ٢٩٧] ، التهاب مثير الأحزان. (المؤلف)

٦٤٥

النصيبيني الشافعي المفتي الرحّال ، أحد الصدور والرؤساء المعظّمين ، كان إماماً في الفقه الشافعي ، بارعاً في الحديث والأُصول والخلاف ، مقدّماً في القضاء والخطابة ، متضلّعاً في الأدب والكتابة ، موصوفاً بالزهد.

سمع الحديث بنيسابور عن أبي الحسن المؤيّد بن عليّ الطوسي ، وزينب الشعريّة (١) ، وحدّث بحلب ودمشق وبلاد كثيرة ، وروى عنه الحافظ الدمياطي (٢) ، ومجد الدين بن العديم (٣) ، وفقيه الحرمين الكنجي (٤) في كفاية الطالب (٥) ، قال في الكتاب (ص ١٠٨) : فمن ذلك ما أخبرنا شيخنا حجّة الإسلام شافعيّ الزمان أبو سالم محمد بن طلحة ، القاضي بمدينة حلب.

أقام بدمشق في المدرسة الأمينيّة ، وترسّل عن الملوك وساد وتقدّم ، وفي سنة (٦٤٨) كتب الملك الناصر ، المتوفّى (٦٥٥) صاحب دمشق تقليده بالوزارة فاعتذر وتنصّل فلم يقبل منه ، فتوّلاها بدمشق يومين كما في طبقات السبكي (٦) (٥ / ٢٦) ، وتركها وانسلّ خفية وترك الأموال والموجود وخرج عمّا يملك من ملبوس ومملوك وغيره ، ولبس ثوباً قطنيّا وذهب فلم يُعرف موضعه ، وقد نسب إلى الاشتغال بعلم

__________________

(١) بنت عبد الرحمن بن الحسن الجرجاني أمّ المؤيّد توفّيت سنة (٦١٥) ، فقيهة اشتغلت بالحديث ، وأخذت عن جماعة من كبار العلماء رواية وإجازة ، مولدها ووفاتها بنيسابور [أنظر وفيات الأعيان : ٢ / ٣٤٤ رقم ٢٥١]. (المؤلف)

(٢) أبو محمد عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن الدمياطي شيخ المحدّثين ، المولود في آخر سنة (٦١٣) والمتوفّى (٧٠٥) ، كان كثير المشايخ يزيدون على ألف وثلاثمائة شيخ ، ألّف كتاباً في تراجمهم في مجلّدين. (المؤلف)

(٣) قاضي القضاة عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن العديم الحلّي ثمّ الدمشقي الحنفي ، توفّي سنة (٦٧٧). (المؤلف)

(٤) أبو عبد الله محمد بن يوسف القرشي الشافعي المتوفّى (٦٥٨). (المؤلف)

(٥) كفاية الطالب : ص ٢٣١ باب ٦٢.

(٦) طبقات الشافعية الكبرى : ٨ / ٦٣ رقم ١٠٧٦.

٦٤٦

الحروف والأوفاق ، وأنّه يستخرج أشياء من المغيّبات ، وقيل : إنّه رجع ، ويؤيّد ذلك قوله في المنجّم :

إذا حكمَ المنجِّمُ في القضايا

بحكمٍ حازمٍ فارددْ عليهِ

فليس بعالمٍ ما اللهُ قاضٍ

فقلِّدني ولا تركن إليهِ

وقال فيه :

لا تركننَّ إلى مقالِ منجِّمٍ

وكِل الأُمورَ إلى الإلهِ وسلِّمِ

واعلم بأنّكَ إن جعلت لكوكبٍ

تدبيرَ حادثةٍ فلستَ بمسلمِ

وتولّى في ابتداء أمره القضاء بنصيبين ، ثمّ قضاء مدينة حلب ، ثمّ ولي خطابة دمشق ، ثمّ لمّا زهد حجَّ ، فلمّا رجع أقام بدمشق قليلاً ، ثمّ سار إلى حلب فتوفّي بها.

تآليفه :

١ ـ العقد الفريد للملك السعيد ، ألّفه لنجم الدين غازي بن أرتق من ملوك ماردين ، طبع بمصر.

٢ ـ الدرّ المنظّم في اسم الله الأعظم ، توجد منه نسخة في مكتبة حسين باشا بآستانة رقمها (٣٤٦) ، وذكر شطراً منه الشيخ سليمان القندوزيّ الحنفي في ينابيع المودّة (١) (ص ٤٠٣ ـ ٤٧١).

٣ ـ مفتاح الفلاح في اعتقاد أهل الصلاح.

٤ ـ كتاب دائرة الحروف.

٥ ـ مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ، طبع غير مرّة ؛ قال معاصره

__________________

(١) ينابيع المودّة : ٣ / ٥٥ باب ٦٨.

٦٤٧

الإربلي في كشف الغمّة (١) (ص ١٧) : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول تصنيف الشيخ العالم كمال الدين محمد بن طلحة ، وكان شيخاً مشهوراً وفاضلاً مذكوراً أظنّه مات سنة أربع وخمسين وستمائة ، وحالهُ في ترفّعه وزهده وتركه وزارة الشام ، وانقطاعه ورفضه الدنيا حال معلومة قرب العهد بها ، وفي انقطاعه عمل هذا الكتاب وكتاب الدائرة ، وكان شافعيّ المذهب من أعيانهم ورؤسائهم. انتهى.

وينقل عنه السيّد هبة الدين أبو محمد الحسن الموسوي ، مصرِّحاً بنسبة الكتاب إليه في كتابه المجموع الرائق الذي ألّفه سنة (٧٠٣).

ونسبه إليه ابن الصبّاغ المالكي ، المتوفّى (٨٥٥) وينقل عنه كثيراً في الفصول المهمّة (٢) ، وتوجد منه نسخة مخطوطة مورّخة بسنة (٨٩٦) منقولة عن نسخة بخطّ المؤلّف سنة (٦٥٠) في نحو (٢٥) كرّاسة في مكتبة المدرسة الأحمديّة بحلب.

وينقل عنه السيّد الشبلنجي في نور الأبصار في مناقب آل النبيّ المختار (٣).

وُلد المترجَم سنة (٥٨٢) كما في طبقات السبكي (٤) ، وتوفّي بحلب في (١٧) رجب سنة (٦٥٢) كما في الكتابين : الطبقات والشذرات ، وفي الوافي بالوفيات للصفدي (٥) والتاريخ له ، والبداية والنهاية لا بن كثير (٦) ، ومرآة الجنان لليافعي (٧) ، والأعلام للزركلي (٨) ، وغيرها ، وقد سمعت ظنَّ الإربلي بأنّه توفّي سنة (٦٥٤).

__________________

(١) كشف الغمّة : ١ / ٥٣.

(٢) الفصول المهمّة : ص ١٤١.

(٣) نور الأبصار : ص ٣٢٦.

(٤) طبقات الشافعية الكبرى : ٨ / ٦٣ رقم ١٠٧٦.

(٥) الوافي بالوفيات : ٣ / ١٧٦ رقم ١١٤٦.

(٦) البداية والنهاية : ١٣ / ٢١٨ حوادث سنة ٦٥٢ ه‍.

(٧) مرآة الجنان : ٤ / ١٢٨ وفيات سنة ٦٥٢ ه‍.

(٨) الأعلام : ٦ / ١٧٥.

٦٤٨

توجد جملة من شعره في أهل البيت عليهم‌السلام في كتابه مطالب السؤول (١) ، منها قوله ختم به الكتاب :

رويدكَ إن أحببتَ نيلَ المطالبِ

فلا تعدُ عن ترتيلِ آيِ المناقبِ

مناقبِ آلِ المصطفى المهتدى بهم

إلى نِعَمِ التقوى ورغبى الرغائبِ

مناقبِ آلَ المصطفى قدوةِ الورى

بهم يبتغي مطلوبَهُ كلُّ طالبِ

مناقب تجلى سافراتٍ وجوهُها

ويجلو سناها مدلهمَّ الغياهبِ

عليك بها سرّا وجهراً فإنّها

تحلُّك عندَ اللهِ أعلى المراتبِ

وخذ عند ما يتلو لسانُك آيَها

بدعوةِ قلبٍ حاضرٍ غيرِ غائبِ

لمن قامَ في تأليفها واعتنى بها

ليقضي من مفروضها كلَّ واجبِ

عسى دعوةٌ يزكو بها حسناته

فيحظى من الحسنى بأسنى المواهبِ

فمن سأل اللهَ الكريمَ أجابَه

وجاورَهُ الإقبالُ من كلِّ جانبِ

ومنها قوله في (ص ٨):

هم العروةُ الوثقى لمعتصمٍ بها

مناقبُهم جاءت بوحي وإنزالِ

مناقبُ في الشورى وسورة هل أتى

وفي سورةِ الأحزاب يعرفُها التالي

وهم أهلُ بيت المصطفى فودادُهمْ

على الناسِ مفروضٌ بحكمٍ وإسجالِ

فضائلُهمْ تعلو طريقةُ متنِها

رواةٌ عَلَوا فيها بشدٍّ وترحالِ

أشار بهذا الأبيات إلى عدّة من فضائل العترة الطاهرة ممّا نزل به القرآن الكريم في سورة الشورى وهل أتى والأحزاب ، أمّا الشورى ففيها قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) (٢) ،

__________________

(١) مطالب السؤول : ص ٩١.

(٢) الشورى : ٢٣.

٦٤٩

وقد أسلفنا في الجزء الثاني (ص ٣٠٦ ـ ٣١٠) ، والجزء الثالث (ص ١٧١) ما ورد في الآية الكريمة من أنّها نزلت في العترة الطاهرة صلوات الله عليهم.

وأمّا هل أتى ففيها قوله النازل فيهم : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً * وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) (١) ، وقد بسطنا القول في أنّها نزلت فيهم ـ صلوات الله عليهم ـ في الجزء الثالث (ص ١٠٧ ـ ١١١).

وأمّا الأحزاب ففيها قوله تعالى : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (٢) ، وقوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٣) ، وقد مرّ في الجزء الثاني (ص ٥١) نزول الآية الأولى في عليّ أمير المؤمنين وعمّه حمزة وابن عمّه عبيدة. وقد تسالمت الأمّة الإسلاميّة على نزول آية التطهير في صاحب الرسالة الخاتمة ، ووصيّه الطاهر وابنيهما الإمامين ، وأُمّهما الصدّيقة الكبرى ، وأخرج الحفّاظ وأئمّة الحديث فيها أحاديث صحيحة متواترة في الصحاح والمسانيد ، لعلّنا نوقف القارئ عليها في بقيّة أجزاء كتابنا ؛ وما توفيقي إلاّ بالله.

ومن شعره في العترة الطاهرة قوله :

يا ربّ بالخمسة أهلِ العبا

ذوي الهدى والعملِ الصالحِ

ومن همُ سفنُ نجاةٍ ومن

واليهمُ ذو متجرٍ رابحِ

ومن لهم مقعدُ صدقٍ إذا

قام الورى في الموقفِ الفاضحِ

لا تُخزني واغفر ذنوبي عسى

أسلم من حرِّ لظى اللافحِ

فإنَّني أرجو بحبّي لهم

تجاوزاً عن ذنبيَ الفادحِ

__________________

(١) الدهر : ٧ ـ ٨.

(٢) الأحزاب : ٢٣.

(٣) الأحزاب : ٣٣.

٦٥٠

فهم لمن والاهمُ جُنّةٌ

تنجيه من طائرِهِ البارحِ

وقد توسّلتُ بهم راجياً

نجح سؤال المذنبِ الطالحِ

لعلّه يحظى بتوفيقِهِ

فيهتدي بالمنهجِ الواضحِ

ومن شعره في قتلة الإمام السبط عليه‌السلام قوله :

ألا أيُّها العادون إنَّ أمامكم

مقامَ سؤالٍ والرسولُ سؤولُ

وموقفُ حكمٍ والخصومُ محمدٌ

وفاطمةُ الزهراءُ وهي ثكولُ

وإنَّ عليّا في الخصامِ مؤيِّدٌ

له الحقُّ فيما يدّعي ويقولُ

فما ذا تردّون الجواب عليهمُ

وليس إلى ترك الجوابِ سبيلُ

وقد سُؤتموهم في بنيهمْ بقتلهمْ

ووزرُ الذي أحدثتموه ثقيلُ

ولا يُرتجى في ذلك اليوم شافعٌ

سوى خصمكم والشرحُ فيه يطولُ

ومن كان في الحشرِ الرسولُ خصيمَهُ

فإنَّ له نارَ الجحيمِ مقيلُ

وكان عليكم واجباً في اعتمادِكمْ

رعايتُهم أن تحسنوا وتنيلوا

فإنَّهم آلُ النبيّ وأهلُه

ونهجُ هداهم بالنجاةِ كفيلُ

مناقبُهم بين الورى مستنيرةٌ

لها غررٌ مجلوّةٌ وحُجولُ

مناقبُ جلّت أن تحاطَ بحصرِها

فمنها فروعٌ قد زكتْ وأُصولُ

مناقبُ من خلقِ النبيّ وخُلقِه

ظهرن فما يغتالهنَّ أُفولُ

٦٥١
٦٥٢

ـ ٦٠ ـ

أبو محمد المنصور بالله

وُلد (٥٩٦)

توفّي (٦٧٠)

الحمدُ للمهيمنِ الجبّارِ

مكوّرِ الليل على النهارِ

ومنشئ الغمام والأمطارِ

على جميع النِّعمِ الغزارِ

ثمّ صلاةُ اللهِ خَصّت أحمدا

أبا البتولِ وأخاه السيّدا

وفاطماً وابنيهما سمَّ العدى

وآلهم سفنَ النجاة والهدى

يا سائلي عمّن له الإمامه

بعد رسولِ اللهِ والزعامه

ومن أقامَ بعده مقامه

ومن له الأمرُ إلى القيامه

خذ نفثاتي عن فؤادٍ منصدعْ

يكادُ من بثّ وحزنٍ ينقطع

لحادثٍ بعد النبيِّ متّسع

شتّت شمل المسلمين المجتمع

الأمرُ من بعد النبيِّ المرسلِ

من غيرِ فصلٍ لابن عمِّه علي

كان بنصِّ الواحدِ الفردِ العلي

وحكمُه على العدوِّ والولي

والأمرُ فيه ظاهرٌ مشهورُ

في الناسِ لا مُلغىً ولا مستورُ

وكيف يخفى من صباحٍ نورُ

لكن يزلّ الخطلُ المحسورُ

ويقول فيها :

وكان في البيت العتيق مولدُهْ

وأُمّه إذ دخلتْ لا تقصدهْ

٦٥٣

وإنَّما إلهُهُ مؤيّدُهْ

فمن قلاه فالجحيم موعده

ثمَّ أبوه كافلُ الرسولِ

ومؤمنٌ باللهِ والتنزيلِ

في قولِ أهلِ العلمِ والتحصيلِ

فهاتِ في آبائهمِ كقيلي

وأُمُّهُ ربّت أخاه أحمدا

واتَّبعته إذ دعا إلى الهدى

فكم دعاها أُمّه عند الندا

وقام في جهازِها ممجّدا

ألبسها قميصَهُ إكراماً

ونام في حفيرِها إعظاما

ومدّ للملائكِ القياما

حتى قضوا صلاتَها تماما

وهو الذي كان أخاً للمصطفى

بحكمِ ربِّ العالمين وكفى

واقتسما نورَهما المشرّفا

فاعددْ لهم كمثلِ هذا شرفا

وزوجُه سيّدةُ النساءِ

خامسةُ الخمسةِ في الكساءِ

أنكحها الصدّيق في السماءِ

فهل لهم كهذه العلياءِ

اللهُ في إنكاحِها هو الولي

وجبرئيلُ مستنابٌ عن علي

والشهداءُ حاملو العرش العلي

فهل لهم كمثل ذا فاقصصه لي

حوريّةٌ إنسيّةٌ سيّاحه

خلقَها الله من التفّاحه

وأكرم الأصل بها لقاحه

فهل ترى إنكاحَهم إنكاحه

وابناه منها سيّدا الشبابِ

وابنا رسولِ الله عن صوابِ

مرتضعا السنّة والكتابِ

فهل لهم كهذهِ الأسبابِ

هما إمامانِ بنصِّ أحمدا

إذ قال قاما هكذا أو قعدا

وخصّ في نسلِهما أهلَ الهدى

أئمّةَ الحقِّ إلى يوم الندا

ثمّ أخوه جعفرُ الطيارُ

إخوانُه الملائكُ الأبرارُ

وعمُّه المرابطُ الصبّارُ

حمزةُ سيفُ الملّةِ البتّارُ

وربُّنا شقَّ اسمَه من اسمِهِ

فمن له سهمٌ كمثلِ سهمهِ

وهو اختيارُ اللهِ دون خصمهِ

وهو أذانُ ربِّنا في حكمهِ

٦٥٤

بلّغَ عن ربِّ السما براءه

واختير للتبليغ والقراءه

وكان للإسلامِ كالمراءه

فاجعل هُديتَ خصمَهُ وراءه

اختار ذو العرش عليّا نفسَهُ

جهراً وخلّى جِنّه وإنسَهُ

فرفضوا اختياره لا لبسه

وبدّلوه باختيار خمسه

وهو الوليُّ أيّ هذا السامعُ

مؤتي الزكاة المرءَ وهو راكعُ

والشاهدُ التالي فأين الجامعُ

للقومِ هل ثمّ دليلٌ قاطعُ

وهو وليُّ الحلِّ والإبرامِ

والأمرِ والنهيِ على الأنامِ

بحكمِ ذي الجلالِ والإكرامِ

وما قضاه في أُولي الأرحامِ

وآيةٌ قاضيةٌ بالطاعه

لله والرسول ذي الشفاعه

ثمّ أولي الأمرِ من الجماعه

فهي له قد فازَ من أطاعه

والمصطفى المنذر وهو الهادي

وهو له الفادي ونعم الفادي

في ليلةِ الغارِ من الأعادي

تحت ظلالِ القُضُب الحدادِ

يرمونه في الليلِ بالحجاره

لعلّها تبدو لهم أماره

فاتّخذ الصبرَ لها دثارَه

والموتُ إذ ذاك يشبُّ ناره

حتى بدا وجهُ الصباحِ طالعا

وقام فيهم ضيغماً مسارعا

فانهزموا يمعر (١) كلٌّ راجعا

فاستقبل الأزواج والودائعا

فأنزل الرحمنُ يشري نفسَه

لمّا ابتغى رضاءه وقدسه

أما يزيل مثل هذا لبسَه

وقد أراه جنّه وإنسه

ويقول فيها :

ألم يقل فيه النبيُّ المنتجبْ

قولاً صريحاً أنت فارسُ العربْ

وكم وكم جلا به الله الكُرَبْ

فاعجب ومهما عشتَ عاينت العجبْ

__________________

(١) تمعّر وجهه : تغيّر وعلته صفرة. الممعور : المقطّب غضباً. (المؤلف)

٦٥٥

واسمع أحاديثَ بلفظِ البابِ

في العلمِ والحكمةِ والصوابِ

ولا تلمني بعدُ في الإطنابِ

في حبِّ مولاي أبي ترابِ

وقال أيضاً فيه أقضاكم علي

ومثله أعلمكم عن النبي

ومثله عيبةُ علمي والملي

أنّى يكون هكذا غيرُ الوصي

ألم يكن فوقَ الرجالِ حجّه

نيّرةً واضحةَ المحجّة

وعلمهم في علمه كالمجَّه

فما تكون مَجَّةٌ في لُجّه

أحاط بالتوراةِ والإنجيلِ

وبالزبورِ يا ذوي التفضيلِ

علماً وبالقرآن ذي التنزيلِ

في قوله المصدّقِ المقبولِ

بل أيّهم قال له الحقُّ معه

وهو مع الحقِّ الذي قد شرعه

هل جمعَ القومُ الذي قد جمعه

من علمِهِ بخٍ له ما أوسعه

وهل علمتَ مثلَهُ خطيبا

أو ناثراً أو ناظماً غريبا

أو بادياً في العلمِ أو مجيبا

أو واعظاً عن خشيةٍ منيبا

وهو يقول علّم التنزيلا

منّي وفيما نزلتْ نزولا

آياته إذ فصّلت تفصيلا

يا حبّذا سبيلُه سبيلا

وعلّم المجملَ والمفصّلا

ومحكمَ الآياتِ حيث نزلا

وما تشابهَ وكيف أُوِّلا

وناسخاً منها ومنسوخاً خلا

وهو الذي نأمنُ منه الباطنا

فما يُعدُّ في الأُمور خائنا

وغيره لا نأمنُ البواطنا

منه بحالٍ فانظر التباينا

ويقول فيها :

وفيه أوحى ذو الجلال هل أتى

وزوجه إذ نذرا فأخبتا

فأطعما وأوفيا ما أثبتا

يا حبّذا هما وعوداً أثبتا

وفيه جاءت آيةُ الإنفاقِ

في الليلِ والنهارِ عن إطلاقِ

٦٥٦

سرّا وإعلاناً من الخلاّقِ

حيث ابتغى تجارةً في الباقي

وآيةُ القنوتِ في السجودِ

في الليل والقيامِ للمعبودِ

في حذرِ العقابِ والوقودِ

وفي رجاءِ ربِّه الحميدِ

وهو المناجي بعد دفعِ الصدقه

ثمّ غدتْ أبوابُها مغلّقه

فكانتِ التوبةُ عنهم ملحقه

فأيُّهم كان على الحقِّ ثقه

وحسبُنا الله فتلكَ فيهِ

وآيةُ الإيمانِ والتنزيهِ

والفسقُ للوليد ذي التمويهِ

فأيّ ذمٍّ بعد ذا يأتيهِ

وآيةُ الوقوفِ للسؤال

في المرتضى حقّا أبي الأشبالِ

وهو لسان الصدق شيخ الآلِ

كم فيه من آيات ذي الجلالِ

وقبلُ جاءت آيةُ الإيذاء

فيه بلا شكٍّ ولا امتراءِ

ولم يُعاتَبْ أبداً في الآي

لا بل له التشريفُ في البداءِ

وقبلُ جاءت آيةُ السقايه

وآيةُ الإيمان والهدايه

فيه فأكرم ببداه آيه

ليس له في الفضلِ من نهايه

وآيةٌ واردةٌ في الأُذنِ

فإنَّها في السيّد المؤتمنِ

قولاً أتى من صادقٍ لم يَمِنِ

حكماً من الله الحميدِ المحسنِ

وكم وكم من آيةٍ منزّله

فيه من اللهِ أتتْ مفصّله

شاهدةٌ على الورى بالفضل له

فليعلُ من قدَّمه وفضّله

كآية الودِّ من الرحمنِ

وهكذا كرائم القرآنِ

فيه كما قد جاءَ في البيانِ

عن أحمدٍ عن ربِّه المنّانِ

وآيةِ التطهيرِ في الجماعه

أهلِ الكساءِ المرتدين الطاعة

الآمنين من خطوبِ الساعة

يا حبذا حبُّهمُ بضاعه

والأمرُ بالصلاةِ فيهم نزلا

خير البريّات الأُلى حازوا العلى

سفنُ النجاةِ الشهداءُ في الملا

بورك علماً علمُهم مفصّلا

٦٥٧

وقيل هم في الذكر أهلُ الذكرِ

نزّل فيهم فاسألوا هل تدري

نعم أُناساً أهلُ بيت الطهرِ

أهلُ المقامات وأهلُ الفخرِ

وفيهمُ الدعاءُ للمباهله

حيث أتى الكفّارُ للمجادله

أكرمْ بهم من دعوةٍ مقابله

بالنصرِ لكن هربوا معاجله

هذا عليٌّ هاهنا نفسُ النبي

وولداه ابنا الرسولِ اليثربي

يا حبّذا من شرفٍ مستعجبِ

يضيءُ في المجد ضياءَ الكوكبِ

ويقول فيها :

وقال فيه المصطفى أنت الولي

ومثلُه أنت الوزيرُ والوصي

وكم وكم قال له أنت أخي

فأيّهم قال له مثلَ علي

وهل سمعت بحديث مولى

يومَ الغديرِ والصحيحُ أولى

ألم يقل فيه الرسولُ قولا

لم يبق للمخالفين حولا

وهل سمعتَ بحديثِ المنزله

بجعل هارون النبيّ مثَله

وثبّت الطهرُ له ما كان له

من صنوه موسى فصار مدخله

من حيث لو لم يذكرِ النبوّه

كانت له من بعده مرجوّه

فاستُثنيتْ ونال ذو الفتوّه

عمومَ ما للمصطفى من قوّه

إلى أن قال :

إنّ الكتابَ للوصيِّ قد حكمْ

بأنّه الإمامُ في خيرِ الأمم

فمن يكن مخالفاً فقد ظلمْ

وقد أساء الفعلَ حقّا واجترم

قال فلي دلائلٌ في الآثارْ

تواترت وانتشرت في الأقطارْ

على إمامةِ الرجالِ الأخيارْ

فأيّ قولٍ بعد تلك الأخبارْ

فقلت إن كان حديثُ المنزله

فيها وأخبارُ الغدير مدخله

فإنَّها معلومةٌ مفصّله

أو لا فدعها لعليٍّ فهي له

٦٥٨

لا تجعلنّ خبراً عن واحدِ

أو قولَ كلِّ كاذبٍ معاندِ

مثلَ أحاديثِ الإمامِ الماجدِ

يومَ الغدير في ذوي المشاهدِ

تلك التي تواترت في الخلقِ

وانتشرت أخبارُها عن صدقِ

ونطقتْ في الناسِ أيّ نطقِ

إنّ عليّا لَإمامُ الحقِ

أخذناها من أرجوزه لشاعرنا المنصور في الإمامة ، وهي قيّمة جدّا تشتمل على (٧٠٨) أبيات.

الشاعر

أبو محمد المنصور بالله الإمام الحسن بن محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن يحيى الهادي إلى الحقِّ اليمني ، أحد أئمّة الزيديّة في الديار اليمنيّة ، وأوحديّ من أعلامها الفطاحل ، له في علم الحديث وفنونه أشواط بعيدة ، وفي الأدب وقرض الشعر خطوات واسعة ، وفي قوّة العارضة جانب هام ، وفي الحجاج والمناظرة يد غير قصيرة ، يعرب عن هذه كلّها كتابه الضخم الفخم ـ أنوار اليقين ـ في شرح أُرجوزته الغرّاء المذكورة في الإمامة ، وهي آية محكمة تدل على فضله الكثار وعلمه المتدفّق ، كما أنّها برهنة واضحة عن تضلّعه في الأدب ، وتقدّمه في صناعة القريض.

كان في أيّام الإمام المهدي أحمد بن الحسين يُعدّ من جلّة العلماء ، وله فيه مدائح ، ومن شعره فيه مهنّئاً له السلامة ـ حينما دسّ عليه الملك يوسف بن عمر ملك اليمن على ما يُقال أو المستعصم العبّاسي أبو أحمد عبد الله المتوفّى (٦٥٦) رجلين ووثبا عليه ، فطعنه أحدهما فجرحه وسلم ، فأُخذ الرجلان وقتلا ـ قوله :

راموك والله رامٍ دون ما طلبوا

وكيف يفرق شملٌ أنت جامعُهُ

كم قبل ذلك من فتقٍ مُنيتَ به

واللهُ من حيث يخفى عنك دافعُهُ

عوائدٌ لك تجري في كفالتِهِ

لا يجبرُ اللهُ عظماً أنت صادعُهُ

٦٥٩

ضاقت جوانبُه وانسدَّ مخرجُه

وأنت فيه رحيبُ الصدرِ واسعُهُ

ردّا إليه وتسليماً لقدرتِهِ

فيما تحاولُهُ أو ما تدافعُهُ

ومن شعره قوله :

لم ينجُ بالكهف سوى عصبةٍ

فرّت عن الدار وأربابِها

ولا نجا في يوم نوحٍ سوى

سفينة الله وأصحابِها

ألم يكن في المغرَقين ابنُه

فغاب عن زمرةِ ركّابِها

وهل نجا بالسلم إلاّ الأُلى

رقوا إلى السلم بأسبابِها

أو أدرك الغفرانَ من لم يلجْ

لداخلِ الحطّةِ من بابِها

أُعيذكم بالله أن تجمحوا

عن عترة الحقِّ وأحزابِها

ولد الإمام المترجم سنة (٥٩٦) ، وبويع له بالإمامة بعد قتل الإمام أحمد بن الحسين ، وكانت دعوته سنة (٦٥٧) ، وتوفّي في مدينة رغافة ـ من مدن صعدة ـ في شهر محرّم سنة (٦٧٠) ، توجد ترجمته في نسمة السحر فيمن تشيّع وشعر (١).

__________________

(١) نسمة السحر : مج ٧ / ج ١ / ١٩٤.

٦٦٠