الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٥

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٥

المؤلف:

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي


المحقق: مركز الغدير للدّراسات الإسلاميّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
المطبعة: فروردين
الطبعة: ١
الصفحات: ٧١٢

ويرى آونة أنَّ طبع عمل مثله ، مبنيٍّ على المسارعة والاستعجال ، يستدعي أن يكون عريّا عن الخضوع ، نقراً كنقر الغراب ، فلا يكون فيه كثير جدوى. ثمّ ختم كلامه بقوله : ثمّ إحياء الليل بالتهجّد وقراءة القرآن في ركعةٍ هو ثابت عن عثمان رضى الله عنه ، فتهجّده وتلاوته القرآن أظهر من غيره (١).

الجواب : أمّا حسبان كراهة ذلك العمل ومخالفة السنّة النبويّة وخروجه بذلك عن الفضيلة ، فيعرب عن جهله المطبق بشؤون العبادات وفقه السنّة ، وتمويهه على الحقائق الراهنة جهلاً أو عناداً ، فإنّ صلاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاث عشرة ركعة ، وكذلك صلاة نهاره ، إنَّما هي صلاة الليل والشفع والوتر ونافلة الصبح ونافلة الصلوات اليومية ، كما فُصّل في غير واحد من الأخبار ، وهي النوافل المرتَّبة المعيّنة في الليل والنهار ، لا ترتبط باستحباب مطلق الصلاة ومطلوبيّة نفسها ، ولا تنافي ما صحَّ عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قوله : «الصلاة خير موضوع ، استكثر أو استقل» (٢).

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الصلاة خير موضوع ، فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر» (٣).

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الصلاة خير موضوع ، من شاء أقلّ ، ومن شاء أكثر» (٤).

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يا أنس أكثر الصلاة بالليل والنهار تحفظك حفظتك» (٥).

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنس في حديث طويل : «إن استطعتَ أن لا تزال تصلّي فإنَ

__________________

(١) راجع منهاج السنّة : ٢ / ١١٩. (المؤلف)

(٢) أخرجه الحافظ أبو نعيم في الحلية : ١ / ١٦٦ بستّة طرق. (المؤلف)

(٣) أخرجه الطبراني في الأوسط [١ / ١٨٣ ح ٢٤٥] كما في الترغيب والترهيب : ١ / ١٠٩ [١ / ٢٥٠ ح ٩] ، وكشف الخفاء : ٢ / ٣٠ [ح ١٦١٦]. (المؤلف)

(٤) مستدرك الحاكم : ٢ / ٥٩٧ [٢ / ٦٥٣ ح ٤١٦٦] ، مجمع الزوائد : ١ / ١٦٠ ، كشف الخفاء للعجلوني : ٢ / ٣٠ [ح ١٦١٦] وقال : رواه الطبراني وأحمد وابن حبّان والحاكم وصحّحه عن أبي ذرّ. (المؤلف)

(٥) تاريخ ابن عساكر : ٣ / ١٤٢ [٩ / ٣٤٤ رقم ٨٢٩ ، وفي مختصر تاريخ دمشق : ٥ / ٦٧]. (المؤلف)

٤١

الملائكة تصلّي عليك ما دمت مصلّياً» (٦).

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من أكثر صلاته ـ أو من كثرت صلاته ـ بالليل حسن وجهه بالنهار» (٧).

وما روي عن نصر بن عليّ الجهضمي قال : رأيت الحافظ يزيد بن زريع في النوم فقلت : ما فعل الله لك؟ قال : دخلت الجنّة. قلت ، بما ذا؟ قال : بكثرة الصلاة (٨).

وصحَّ عن البخاري (٩) ومسلم : أنَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقوم من الليل حتى تنفطر قدماه.

وفي رواية لهما والترمذي : إن كان النبيّ ليقوم أو ليصلّي حتى ترم قدماه أو ساقاه. وفي رواية عن عائشة : حتى تفطّرت قدماه. وفي رواية عن أبي هريرة : حتى تزلع (١٠) قدماه. وفي المواهب اللدنيّة (١١) : كان يصلّي ـ بعد كبره ـ بعض ورده جالساً بعد أن كان يقوم حتى تفطّرت قدماه.

وقد جرت السنّة المطّردة بين العاملين في النسك والعبادات من الصلاة والصوم والحجِّ وقراءة القرآن وغيرها ممّا يقرِّب إلى الله زلفى ، أن يأتي كلٌّ منهم بما تيسّر له منها غير مقتصر بما أتى به النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والناس متفاوتون في القدر ، والله تعالى يقول : (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (١٢) و (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها) (١٣) فترى هذا يصلّي

__________________

(٦) تاريخ ابن عساكر : ٣ / ١٤٢ [٩ / ٣٤٣ رقم ٨٢٩ ، وفي مختصر تاريخ دمشق : ٥ / ٦٧] (المؤلف)

(٧) سنن ابن ماجة : ١ / ٤٠٠ [١ / ٤٢٢ ح ١٣٣٣] ، تاريخ الخطيب : ١ / ٣٤١ [رقم ٢٥٧] و ٧ / ٣٩٠ [رقم ٣٩٢٤]. (المؤلف)

(٨) شذرات الذهب : ١ / ٢٩٨ [٢ / ٣٦٧ حوادث سنة ١٨٢ ه‍]. (المؤلف)

(٩) صحيح البخاري : ١ / ٣٨٠ ح ١٠٧٨.

(١٠) زلعت الكفّ والقدم : تشقّقتا من ظاهر وباطن.

(١١) المواهب اللدنيّة : ٤ / ١٨١.

(١٢) التغابن : ١٦.

(١٣) البقرة : ٢٨٦.

٤٢

كلّ يوم مائة ركعة (١) ، والآخر يصلّي مائتي ركعة مثل القاضي الفقيه أبي يوسف الكوفي المتوفّى (١٨٢) (٢) ، والقاضي أبي عبد الله محمد بن سماعة البغدادي المتوفّى (٢٣٣) (٣) ، وبشر بن الوليد الكندي المتوفّى (٢٣٨) (٤).

ومنهم من كان يصلّي ثلاثمائة ركعة ، نظير :

إمام الحنابلة أحمد بن حنبل المتوفّى (٢٤١) (٥) ، وأبي القاسم الجنيد القواريري المتوفّى (٢٩٨) (٦) ، والحافظ عبد الغني المقدسي المتوفّى (٦٠٠) (٧).

ومنهم من كان يصلّي أربعمائة ركعة ، نظراء :

بشر بن المفضّل الرقاشي المتوفّى (١٨٧) (٨) ، وإمام الحنفيّة أبي حنيفة نعمان

__________________

(١) راجع مناقب أبي حنيفة للقاري في هامش الجواهر المضيّة : ٢ / ٥٢٣ ، دول الإسلام : ١ / ٩٤ [ص ١٠٨ سنة ١٩٣ ه‍] ، تاريخ بغداد : ١٤ / ٦ [رقم ٧٤٤٧] ، البداية والنهاية : ١٠ / ٢١٤ [١٠ / ٢٣٣ حوادث سنة ١٩٣ ه‍]. (المؤلف)

(٢) تذكرة الحفّاظ : ١ / ٢٧٠ [١ / ٢٩٢ رقم ٢٧٣] ، شذرات الذهب : ١ / ٢٩٨ [٢ / ٣٦٧ حوادث سنة ١٨٢ ه‍]. (المؤلف)

(٣) تاريخ بغداد : ٥ / ٣٤٣ [رقم ٢٨٥٩] ، الجواهر المضيّة : ٢ / ٥٨ [٣ / ١٦٨ رقم ١٣٢٢] ، شذرات الذهب : ٢ / ٧٨ [٣ / ١٥٤ حوادث سنة ٢٣٣ ه‍]. (المؤلف)

(٤) تاريخ بغداد : ٧ / ٨٢ [رقم ٣٥١٨] ، ميزان الاعتدال : ١ / ١٥٢ [١ / ٣٢٦ رقم ١٢٢٩]. (المؤلف)

(٥) البداية والنهاية : ١٣ / ٣٩ [١٣ / ٤٧ حوادث سنة ٦٠٠ ه‍] ، تاريخ مدينة دمشق : ٢ / ٣٦ [٥ / ٣٠٠ رقم ١٣٦ ، وفي مختصر تاريخ دمشق : ٣ / ٢٤٨] ، الطبقات الكبرى للشعراني : ١ / ٤٧ [١ / ٥٥ رقم ٩٤]. (المؤلف)

(٦) المنتظم : ٦ / ١٠٦ [١٣ / ١١٨ رقم ٢٠٥٣] ، البداية والنهاية : ١١ / ١١٤ [١١ / ١٢٨ حوادث سنة ٢٩٨ ه‍] ، وفي صفة الصفوة : ٢ / ٢٣٦ [٢ / ٤١٧ رقم ٢٩٦] : أربعمائة ركعة. (المؤلف)

(٧) البداية والنهاية : ١٣ / ٣٩ [١٣ / ٤٧ حوادث سنة ٦٠٠ ه‍]. (المؤلف)

(٨) تذكرة الحفّاظ : ١ / ٢٨٥ [١ / ٣١٠ رقم ٢٨٦] ، شذرات الذهب : ١ / ٣١٠ [٢ / ٣٨٩ حوادث سنة ١٨٦ ه‍] ، تهذيب التهذيب : ١ / ٤٥٩ [١ / ٤٠٢]. (المؤلف)

٤٣

المتوفّى (١٥٠) (١) ، وأبي قلابة عبد الملك بن محمد المتوفّى (٢٧٦) (٢) ، وضيغم بن مالك أبي مالك. صفة الصفوة (٣) (٣ / ٢٧٠) ، وأمّ طلق كانت تصلّي أربعمائة ركعة وتقرأ من القرآن ما شاء الله. صفة الصفوة (٤) (٤ / ٢٤) ، وأحمد بن مهلهل الحنبلي المتوفّى (٥٥٤) (٥).

ومنهم من كان يصلّي خمسمائة ركعة ، أشباه :

بشر بن منصور البصري المتوفّى (١٨٠) (٦) ، وسمنون بن حمزة المتوفّى (٢٩٨) (٧). تاريخ بغداد (٩ / ٢٣٦) ، المنتظم (٦ / ١٠٨).

ومنهم من كان يصلّي ستمائة ركعة ، أمثال :

الحارث بن يزيد الحضرمي المتوفّى (٨) (١٣٠). خلاصة التهذيب (٥٩) ، تهذيب التهذيب (٢ / ١٦٣) ، والحسين بن الفضل الكوفي المتوفّى (٢٨٢) (٩) ، وعليّ بن عليّ بن النجاد أبي إسماعيل البصري. خلاصة التهذيب (١٠) (٢٣٤) ، وأُمّ الصهباء معاذة

__________________

(١) مناقب أبي حنيفة للخوارزمي : ١ / ٢٤٧ ، مناقب الكردري : ١ / ٢٤٦. (المؤلف)

(٢) المنتظم : ٥ / ١٠٣ [١٢ / ٢٧٧ رقم ١٨٢٥] ، البداية والنهاية : ١١ / ٥٧ [١١ / ٦٧ حوادث سنة ٢٧٦ ه‍] ، تهذيب التهذيب : ٦ / ٤٢٠ [٦ / ٣٧٢]. (المؤلف)

(٣) صفة الصفوة : ٣ / ٣٥٧ رقم ٥٥١.

(٤) صفة الصفوة : ٤ / ٣٧ رقم ٥٩٧.

(٥) شذرات الذهب : ٤ / ١٧٠ [٦ / ٢٨٤ حوادث سنة ٥٥٤ ه‍]. (المؤلف)

(٦) تهذيب التهذيب : ١ / ٤٦٠ [١ / ٤٠٣] ، شذرات الذهب : ١ / ٢٩٣ [٢ / ٣٥٧ حوادث سنة ١٨٠ ه‍]. (المؤلف)

(٧) المنتظم : ١٣ / ١٢٢ رقم ٢٠٥٧.

(٨) خلاصة الخزرجي : ١ / ١٨٧ رقم ١١٧٢ ، تهذيب التهذيب : ٢ / ١٤٢.

(٩) مرآة الجنان : ٢ / ١٩٥ ، شذرات الذهب : ٢ / ١٧٨ [٣ / ٣٣٥ حوادث سنة ٢٨٢ ه‍] ، لسان الميزان : ٢ / ٣٠٨ [٢ / ٣٧٥ رقم ٢٧٨٧]. (المؤلف)

(١٠) خلاصة الخزرجي : ٢ / ٢٥٤ رقم ٥٠٢٤.

٤٤

العدويّة. صفة الصفوة (١) (٤ / ١٤).

ومنهم من كان يصلّي سبعمائة ركعة ، مثيل :

الأسود بن يزيد ـ زيد ـ النخعي المتوفّى (٧٥) (٢) ، وعبد الرحمن بن الأسود المتوفّى (٩٨). طبقات الحفّاظ (٣) (١ / ٤٨).

وقد ذكروا في ترجمة غير واحد من رجال أهل السنّة ، وعدّوا من فضائلهم أنّهم كانوا يصلّون في اليوم والليلة ـ أو في اليوم فقط ـ ألف ركعة ، منهم :

١ ـ مرّة بن شراحيل الهمداني المتوفّى (٧٦) : على ما قيل كان يصلّي كلّ يوم وليلة ألف ركعة (٤). حلية الأولياء (٤ / ١٦٢) ، البداية والنهاية (٨ / ٧٠) ، صفة الصفوة (٣ / ١٧).

٢ ـ عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عفان : كان يصلّي في كلّ يوم ألف ركعة. أنساب البلاذري (٥ / ١٢٠) ، رسائل الجاحظ (٥) (ص ٩٨).

٣ ـ عمير بن هانئ أبو الوليد الدمشقي التابعي ، قال الترمذي : كان يصلّي كلّ يوم ألف ركعة ، ويسبِّح مائة ألف تسبيحة. كذا حكاه الشيخ محمد عبد الحيّ الأنصاري الحنفي في إقامة الحجّة (٦) (ص ٧) ، وفي تهذيب التهذيب (٧) (٨ / ١٥٠) : كان

__________________

(١) صفة الصفوة : ٤ / ٢٢ رقم ٥٨٤.

(٢) طرح التثريب : ١ / ٣٤ ، شذرات الذهب : ١ / ٨٥ [١ / ٣١٣ حوادث سنة ٧٥ ه‍] ، وفي دول الإسلام : ١ / ٣٩ [ص ٤٥] : ستمائة ركعة. (المؤلف)

(٣) تذكرة الحفّاظ : ١ / ٥١ رقم ٢٩.

(٤) البداية والنهاية : ٨ / ٧٦ حوادث سنة ٥٤ ه‍ ، صفة الصفوة : ٣ / ٣٤ رقم ٣٨٨.

(٥) رسائل الجاحظ : ص ٤٤١ الرسائل السياسيّة.

(٦) إقامة الحجّة : ص ٦٤.

(٧) تهذيب التهذيب : ٨ / ١٣٤.

٤٥

يصلّي كلّ يوم ألف سجدة ، ويسبّح مائة ألف تسبيحة.

٤ ـ عليّ بن عبد الله العباسي المتوفّى (١١٧) : كان يصلّي كلّ يوم ألف ركعة ، وقيل : في الليل والنهار (١). كامل المبرّد (٢ / ١٥٧) ، البداية والنهاية (٨ / ٣٠٦) ، تهذيب التهذيب (٣ / ٣٥٨) ، شذرات الذهب (١ / ١٤٨).

٥ ـ ميمون بن مهران الرقّي المتوفّى (١١٧) : عالم أهل الجزيرة ، صلّى سبعة عشر يوماً سبعة عشر ألف ركعة. طبقات الحفّاظ (٢) (١ / ٩٣).

٦ ـ بلال بن سعد الأشعري المتوفّى (حدود ١٢٠) : كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة (٣). خلاصة التهذيب (ص ٤٥) ، تاريخ الشام (٣ / ٣١٥) ، البداية والنهاية (٩ / ٣٤٨) ، تهذيب التهذيب (١ / ٥٠٣).

٧ ـ عامر بن عبد الله الأسدي المدني : كان قد فرض على نفسه كلّ يوم ألف ركعة (٤). حلية الأولياء (٢ / ٨٩) ، صفة الصفوة (٣ / ١٢٨) ، تاريخ الشام (٧ / ١٦٩) طبقات الأخيار (١ / ٢٤).

٨ ـ مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير المتوفّى سنة (١٥٧) : كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة (٥). الترغيب والترهيب (٤ / ٢٢٧) ، صفة الصفوة (٢ / ٩٩ ،

__________________

(١) الكامل في اللغة والأدب : ١ / ٤٩٧ رقم ٤٢ ، البداية والنهاية : ٩ / ٣٥١ حوادث سنة ١١٨ ه‍ ، تهذيب التهذيب : ٧ / ٣١٢ ، شذرات الذهب : ٢ / ٧١ حوادث سنة ١١٤ ه‍.

(٢) تذكرة الحفّاظ : ١ / ٩٨ رقم ٩١.

(٣) خلاصة الخزرجي : ١ / ١٤٠ رقم ٨٦٦ ، تاريخ مدينة دمشق : ١٠ / ٤٨٤ رقم ٩٨٥ ، وفي مختصر تاريخ دمشق : ٥ / ٢٦٨ ، البداية والنهاية : ٩ / ٣٨٠ حوادث سنة ١٢٤ ه‍ ، تهذيب التهذيب : ١ / ٤٤١.

(٤) صفة الصفوة : ٣ / ٢٠٢ رقم ٤٨٤ ، تاريخ مدينة دمشق : ٢٦ / ١٧ رقم ٣٠٥٢ ، وفي مختصر تاريخ دمشق : ١١ / ٢٧٧ ، الطبقات الكبرى : ١ / ٢٨ رقم ٢٦.

(٥) الترغيب والترهيب : ٤ / ٥٧٨ ، صفة الصفوة : ٢ / ١٧٦ و ١٩٧ رقم ١٨٨ و ١٩٨ ، ميزان الاعتدال : ٤ / ١١٩ رقم ٨٥٥٨ ، تهذيب التهذيب : ١٠ / ١٤٤.

٤٦

١١١) ، ميزان الاعتدال (٣ / ١٧٢) ، تهذيب التهذيب (١٠ / ١٥٩).

٩ ـ أبو السائب المخزومي : كان يصلّي في كل يوم وليلة ألف ركعة. الأغاني (١) (١ / ١٠٩).

١٠ ـ سليمانان ، قال القيسي : كان يصلّي كلّ يوم وليلة ألف ركعة حتى أقعد من رجليه ، فكان يصلّي جالساً ألف ركعة. حلية الأولياء (٦ / ١٩٥).

١١ ـ كهمس بن الحسن أبو عبد الله الدعّاء : كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة حلية الأولياء (٦ / ٢١١) ، صفة الصفوة (٢) (٣ / ٢٣٤).

١٢ ـ محمد بن حفيف الشيرازي أبو عبد الله المتوفّى (٣٧١) : ربّما كان يصلّي من الغداة إلى العصر ألف ركعة. مفتاح السعادة (٣) (٢ / ١٧٧).

١٣ ـ أبو حنيفة إمام الحنفيّة : كان يصلّي في كلّ ليلة ثلاثمائة ركعة ، ومرَّ يوماً في بعض الطرق ، فقالت امرأة لامرأة : هذا الرجل يصلّي في كلّ ليلة خمسمائة ركعة. فسمع الإمام ذلك فجعل يصلّي بعد ذلك في كل ليلة خمسمائة ركعة ، ومرَّ يوماً على جمعٍ من الصبيان قال بعضهم لبعض : هذا يصلّي في كلِّ ليلة ألف ركعة ولا ينام بالليل. فقال أبو حنيفة : نويت أن أصلّي في كلِّ ليلة ألف ركعة وأن لا أنام بالليل. إقامة الحجّة للشيخ محمد عبد الحيّ الحنفي (٤) (ص ٩).

١٤ ـ رابعة : كانت تصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة. روض الأخبار المنتخب من ربيع الأبرار (١ / ٥).

__________________

(١) الأغاني : ١ / ٢٦٩.

(٢) صفة الصفوة : ٣ / ٣١٤ رقم ٥٣٥.

(٣) مفتاح السعادة : ٢ / ٢٨٧.

(٤) إقامة الحجّة : ص ٨٠.

٤٧

ونحن نعرف من أصحابنا اليوم من يأتي بها في الليل تارة ، وفي الليل والنهار أخرى ، في أقلّ من سبع ساعات يصلّيها صلاةً تامّة مع سورة التوحيد بالرغم من حسبان ابن تيميّة استحالتها في اليوم والليلة ، فإتيان ألف ركعة في الليل والنهار لا يستوعب كلّ الليل ، ولا يحتاج إلى قيام تمامه ولا إلى قيام نصفه ، ولا تخالف السنّة ، بل هي السنّة النبويّة المعتضدة بعمل العلماء والأولياء ، فمن شاء استكثر ، ومن شاء استقلّ.

والمداومة على قيام جميع الليل إن لم تكن مستحبّا وكانت من المكروه المخالف للسنّة الثابتة عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما زعمه ابن تيميّة ، فكيف تعدّ في طيّات الكتب فضيلة لأعلام قومه ، منهم :

١ ـ سعيد بن المسيّب التابعي المتوفّى (٩٣) : صلّى الغداة بوضوء العتمة خمسين سنة. صفة الصفوة (١) (٢ / ٤٤).

٢ ـ الحسن البصري التابعي المتوفّى (١١٠) : صلّى الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة. روضة الناظرين (٢).

٣ ـ إمام الحنفيّة نعمان : صلّى أربعين سنة صلاة الغداة على طهارة العشاء. وقال ابن المبارك : خمساً وأربعين سنة. مناقب أبي حنيفة للخوارزمي (١ / ٢٣٦ ، ٢٤٠) ، مناقب الكردري (١ / ٢٤٢).

٤ ـ أبو جعفر عبد الرحمن بن الأسود النخعي المتوفّى (٩٨) : صلّى الفجر بوضوء العشاء. صفة الصفوة (٣) (٣ / ٥٣).

__________________

(١) صفة الصفوة : ٢ / ٨٠ رقم ١٥٩.

(٢) روضة الناظرين : ص ٢١.

(٣) صفة الصفوة : ٣ / ٩٥ رقم ٤١٥.

٤٨

٥ ـ أبو بكر النيسابوري الرحّال الفقيه : صلّى أربعين سنة صلاة الصبح على طهارة العشاء ، قال : إنَّه قام أربعين سنة لم يَنَم الليل ، ويتقوّت كلّ يوم بخمس حبّات ، يصلّي صلاة الغداة على طهارة العشاء الآخرة (١). تاريخ بغداد (١٠ / ١٢٢) ، طبقات الحفّاظ (٣ / ٣٨) ، شذرات الذهب (٢ / ٣٠٢).

٦ ـ محمد بن عبد الرحمن أبو الحارث المتوفّى (١٥٩) : كان يصلّي اللّيل أجمع. صفة الصفوة (٢) (٢ / ٩٨).

٧ ـ هاشم ـ صفة الصفوة : هشيم ـ بن بشير أبو معاوية المتوفّى (١٨٣) : صلّى عشرين سنة الصبح بوضوء العشاء (٣). دول الإسلام (١ / ٩١) ، صفة الصفوة (٣ / ٦) ، البداية والنهاية (١ / ١٨٤).

٨ ـ أبو غياث منصور بن المعتمر السلمي المتوفّى (١٣٢) : كان يحيي الليل كلّه في ركعة لا يسجد فيها ولا يركع. صفة الصفوة (٤) (٣ / ٦٣).

٩ ـ أبو الحسن الأشعري : مكث عشرين سنة يصلّي الصبح بوضوء العشاء. طبقات الأخيار (٥) (٢ / ١٧٢).

١٠ ـ أبو الحسين بن بكّار البصري المتوفّى (١٩٩) : كان يصلّي الغداة بوضوء العتمة. صفة الصفوة (٦) (٤ / ٢٤٠).

__________________

(١) تذكرة الحفّاظ : ٣ / ٨٢٠ رقم ٨٠٥ ، شذرات الذهب : ٤ / ١٢٩ حوادث سنة ٣٢٤ ه‍.

(٢) صفة الصفوة : ٢ / ١٧٥ رقم ١٨٧.

(٣) دول الإسلام : ص ١٠٥ ، صفة الصفوة : ٣ / ١٦ رقم ٣٧٦ ، البداية والنهاية : ١٠ / ١٩٨ حوادث سنة ١٨٣ ه‍.

(٤) صفة الصفوة : ٣ / ١١٣ رقم ٤٢٧.

(٥) الطبقات الكبرى : ٢ / ١٩٠ رقم ٨٧.

(٦) صفة الصفوة : ٤ / ٢٦٦ رقم ٧٩٥.

٤٩

١١ ـ الحافظ سليمان بن طرخان التيمي : صلّى أربعين سنة صلاة الصبح والعشاء بوضوء واحد (١). حلية الأولياء (٣ / ٢٩) ، صفة الصفوة (٣ / ٢١٨) ، طبقات الحفّاظ (١ / ١٤٢).

١٢ ـ أبو خالد يزيد بن هارون الحافظ : صلّى نيّفاً وأربعين سنة صلاة الصبح بوضوء العشاء (٢). طبقات الحفّاظ (١ / ٢٩٢) ، صفة الصفوة (٣ / ٨).

١٣ ـ عبد الواحد بن زيد : صلّى الغداة بوضوء العشاء أربعين سنة (٣). صفة الصفوة (٣ / ٤٣) طبقات الأخيار (١ / ٤٠).

على أنَّ ثبوت السنّة عند القوم لا يستلزم فعل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فحسب ؛ بل هي تثبت بفعل أيّ أحد سنَّ سنّة من أفراد الأمّة ، فليكن أمير المؤمنين عليه‌السلام أوّل من سنَّ صلاة ألف ركعة في اليوم والليلة ، كما نصَّ الباجي والسيوطي والسكتواري وغيرهم ، على أنَّ أوّل من سنَّ التراويح عمر بن الخطاب رضى الله عنه سنة أربع عشرة (٤) ، وعلى أنَّ أوّل من جمع الناس على التراويح عمر (٥) ، وعلى أنَّ إقامة النوافل بالجماعات في شهر رمضان من محدثات عمر رضى الله عنه ، وأنَّها بدعة حسنة (٦) ، وعلى أنَّ أوّل من جلد في الخمر ثمانين عمر رضى الله عنه (٧). وأمثال ذلك بكثير ممّا سنّه عمر بن الخطاب وصُيِّر بدعة حسنة ، وسنّة متّبعة.

__________________

(١) صفة الصفوة : ٣ / ٢٩٧ رقم ٥٢٨ ، تذكرة الحفّاظ : ١ / ١٥١ رقم ١٤٥.

(٢) تذكرة الحفّاظ : ١ / ٣١٨ رقم ٢٩٨ ، صفة الصفوة : ٣ / ١٨ رقم ٣٧٧.

(٣) صفة الصفوة : ٣ / ٣٢٤ رقم ٥٣٧ ، الطبقات الكبرى : ١ / ٤٦ رقم ٨٥.

(٤) محاضرات الأوائل : ص ١٤٩ طبع سنة (١٣١١) ، ص ٩٨ طبع سنة (١٣٠٠). (المؤلف)

(٥) محاضرات الأوائل : ص ٩٨ طبع سنة (١٣٠٠) [ص ١٤٩] ، شرح المواهب للزرقاني : ٧ / ١٤٩. (المؤلف)

(٦) راجع طرح التثريب : ٣ / ٩٢. (المؤلف)

(٧) محاضرات الأوائل : ص ١١١ طبع سنة (١٣٠٠) [ص ١٦٩]. (المؤلف)

٥٠

وكما قال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني والخازن وغيرهما ، من أنَّ أوّل من سنَّ لكلّ مسلم قُتل صبراً الصلاة خبيب بن عديّ الأنصاري. حلية الأولياء (١ / ١١٣) ، تفسير الخازن (١) (١ / ١٤١).

وكما قال المؤرِّخون فيما سنَّ معاوية بن أبي سفيان في الإرث والدية خلاف سنّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والخلفاء الأربعة من بعده صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنَّه يُسمّى بسنّة الخلفاء لاتِّباعهم أثره بعده واتِّخاذهم ذلك سنّةً. البداية والنهاية (٢) (٩ / ٢٣٢ و ٨ / ١٣٩).

وكما أُخذت سنّة التبريك في الأعياد من عمر بن عبد العزيز ، كما قاله الحافظ ابن عساكر في تاريخه (٣) (٢ / ٣٦٥).

وهلاّ صحّ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قوله : «عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديّين» (٤) ،أوصحَّ ذلك غير أنّ بينه وبين عليّ أمير المؤمنين حُجزاً وحُدُداً يخصّانه بغيره؟

ولدفع مزعمة ابن تيميّة هذه ومن لفَّ لفَّه ، ألّف الشيخ محمد عبد الحيّ الحنفي رسالةً أسماها ب : إقامة الحجّة على أنّ الإكثار في التعبّد ليس ببدعة ، وذكر جماعة من الصحابة والتابعين الذين اجتهدوا في العبادة وصرفوا فيها أعمارهم ، والرسالة فيها فوائد جمّة لا يُستهان بها ، طبعت بالهند سنة (١٣١١).

قال في (ص ١٨) : خلاصة المرام في هذا المقام ، وهو الذي أختاره تبعاً للعلماء الكرام : أنّ قيام الليل كلّه ، وقراءة القرآن في يوم وليلة مرّة أو مرّات ، وأداء ألف ركعة

__________________

(١) تفسير الخازن : ١ / ١٣٧.

(٢) البداية والنهاية : ٩ / ٢٥٩ حوادث سنة ١٠٥ ه‍ و ٨ / ١٤٨ حوادث سنة ٦٠ ه‍.

(٣) تاريخ مدينة دمشق : ٧ / ٤٦٧ رقم ٥٨١ ، وقال ابن بدران في تهذيب تاريخ دمشق معلّقاً : ومنه ـ أي من عمر بن عبد العزيز ـ يؤخذ سنّة التبريك في الأعياد.

(٤) مستدرك الحاكم : ١ / ٩٦ [١ / ١٧٥ ح ٣٢٩]. (المؤلف)

٥١

أو أزيد من ذلك ، ونحو ذلك من المجاهدات والرياضات ليس ببدعة ، وليس بمنهيٍّ عنه في الشرع ، بل هو أمر حسنٌ مرغوب إليه .. إلخ.

وأمّا دعوى عدم الإمكان فمنشؤها تثاقل الطبع والكسل عن الإكثار من العبادة ، فإنّ من لم يتنشّط في كلّ عمره لأمثال ذلك ، البعيد عن عمل العاملين وعادات العبّاد يحسب خروج ذلك عن حيّز الإمكان ، لكن من تذوّق حلاوة الطاعة ولذّة العبادة يرى أمثال هذه من العاديّات المطّردة.

مشكلة الأوراد والختمات :

يجد الباحث في طيّات الكتب والمعاجم أعمالاً كبيرةً باهظةً تستوعب من الوقت أكثر من ألف ركعة صلاة ، معزوّة إلى أُناس عاديّين لم ينكرها عليهم ولا على رواتها أحدٌ لا ابن تيميّة ولا غيره ؛ لأنَّ بواعث الإنكار على أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام لا توجد هنالك ، وإليك نُبَذاً من تلك الأعمال :

١ ـ كان عُويمر بن زيد أبو الدرداء الصحابيّ المتوفّى (٣٢) يسبِّح كلّ يوم مائة ألف تسبيحة. شذرات الذهب (١) (١ / ١٧٣).

٢ ـ كان أبو هريرة الدوسي الصحابيّ المتوفّى (٥٧ ، ٥٨ ، ٥٩) يسبِّح كلّ ليلة اثني عشر ألف تسبيحة قبل أن ينام ، ويستغفر الله ويتوب إليه كلّ يوم اثني عشر ألف مرة (٢). البداية والنهاية (٨ / ١١٠ ، ١١٢) ، شذرات الذهب (١ / ١٧٣).

٣ ـ كان خالد بن معدان المتوفّى (١٠٣ ، ١٠٤ ، ١٠٨) يسبِّح في اليوم أربعين ألف تسبيحة ، سوى ما يقرأ من القرآن (٣). حلية الأولياء (٥ / ٢١٠) ، خلاصة

__________________

(١) شذرات الذهب : ٢ / ١١٨ حوادث سنة ١٢٧ ه‍.

(٢) البداية والنهاية : ٨ / ١٢٠ حوادث سنة ٥٩ ه‍ ، شذرات الذهب : ٢ / ١١٩ حوادث سنة ١٢٧ ه‍.

(٣) خلاصة الخزرجي : ١ / ٢٨٤ رقم ١٨٠٢ ، دول الإسلام : ص ٦٣.

٥٢

الخزرجي (ص ٨٨) ، دول الإسلام (١ / ٥٤).

٤ ـ كان عمُير بن هاني المتوفّى (١٢٧) يسبِّح كلّ يوم مائة ألف تسبيحة (١). صفة الصفوة (٤ / ١٦٣) ، ميزان الاعتدال (٢ / ٣٠٥) ، تهذيب التهذيب (٨ / ١٥٠) ، شذرات الذهب (١ / ١٧٣).

٥ ـ كان أبو حنيفة إمام الحنفيّة المتوفّى (١٥٠) يأتي إلى الجمعة ويصلّي قبل صلاتها عشرين ركعة يختم فيهنّ القرآن. مناقب أبي حنيفة للخوارزمي (١ / ٢٤٠) ، مناقب الكردري (١ / ٢٤٤).

٦ ـ كان يعقوب بن يوسف أبو بكر المطوعي المتوفّى (٢٨٧) يقرأ كلّ يوم ـ وفي نسخة : وليلة ـ سورة التوحيد إحدى وثلاثين ألف مرّة ، أو : إحدى وأربعين ألف (٢) ـ شكَّ جعفر الراوي عنه ـ تاريخ بغداد (١٤ / ٢٨٩) ، البداية والنهاية (١١ / ٨٤) ، المنتظم (٦ / ٢٦).

٧ ـ كان الجنيد القواريري المتوفّى (٢٩٨) وِرْده كلّ يوم ثلاثمائة ركعة ، قال ابن الجوزي : أربعمائة ركعة وثلاثين ألف تسبيحة (٣). المنتظم (٦ / ١٠٦) ، صفة الصفوة (٢ / ٢٣٥) ، البداية والنهاية (١١ / ١١٤) ، تاريخ بغداد (٧ / ٢٤٢).

٨ ـ كان فقيه الحرم الإمام محمد يقرأ كلّ يوم ستّة آلاف قل هو الله أحد ، وهي من جملة أوراده. طبقات الأخيار (٤) (٢ / ١٧٠).

__________________

(١) صفة الصفوة : ٤ / ٢١٩ رقم ٧٥٢ ، ميزان الاعتدال : ٣ / ٢٩٧ رقم ٦٤٩٢ ، تهذيب التهذيب : ٨ / ١٣٣ ، شذرات الذهب : ٢ / ١١٨ حوادث سنة ١٢٧ ه‍.

(٢) البداية والنهاية : ١١ / ٩٦ حوادث سنة ٢٨٧ ه‍ ، المنتظم : ١٢ / ٤١٤ رقم ١٩٤٧.

(٣) المنتظم : ١٣ / ١١٨ رقم ٢٠٥٣ ، صفة الصفوة : ٢ / ٤١٦ رقم ٢٩٦ ، البداية والنهاية : ١١ / ١٢٨ حوادث سنة ٢٩٨ ه‍.

(٤) الطبقات الكبرى للشعراني : ٢ / ١٨٩ رقم ٨٧.

٥٣

٩ ـ كان الشيخ أحمد الزواوي المتوفّى (٩٢٢) يقرأ كلّ يوم وليلة عشرين ألف تسبيحة ، وأربعين ألف صلاة على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. شذرات الذهب (١).

١٠ ـ كان محمد بن سليمان الجزولي يقرأ نهاراً أربعة عشر ألف بسملة ، وسلكتين من تأليفه دلائل الخيرات في الصلاة على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. نيل الابتهاج (ص ٣١٧).

١١ ـ كان عبد العزيز المقدسي يقول : حاسبت نفسي من يوم بلوغي إلى يومي هذا فإذا زلاّتي لا تجاوز ستّا وثلاثين زلّة ، ولقد استغفرت الله لكلّ زلّة مائة ألف مرة ، وصلّيت لكلّ زلّة ألف ركعة ، ختمت في كلّ ركعة منها ختمة. صفة الصفوة (٢) (٤ / ٢١٩).

وأنت تعلم أنَّ ألف ركعة صلاة تكون ثلاثةً وثمانين ألف كلمة ؛ إذ الركعة الأولى من تكبيرة الإحرام إلى السجدة الأخيرة تعدّ كلماتها (٦٩) كلمة ، وتكون إذا صلّيتها تسعة آلاف وستّين ألفاً ، ويخرج من الركعة الثانية ألف كلمة عن تكبيرة الإحرام غير الموجودة فيها فتبقى ثمانية وستون ألفاً ، وإذا أضفت إليها كلمات التشهّد على طريقة الشيعة ، والسلام بصيغة (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) وهي خمسة عشر ألف كلمة ، يكون المجموع ثلاثة وثمانين ألف كلمة تربو على كلمات القرآن الشريف بخمسة آلاف وسبع وخمسين كلمة ، فقس الأعمال المذكورة إلى هذه تجدها تزيد عليها بكثير ، لكن الولاء لصاحب الأوراد المذكورة يمكّنه منها ، والبغضاء لصاحب الصلاة من العترة الطاهرة تُقعد به عن العمل.

وأمّا ما ختم به ابن تيميّة كلامه من قراءة عثمان القرآن في ركعة واحدة فهو خارجٌ عن موضوع البحث ، غير أنَّه راقه أن يقابل تلك المأثرة بفضيلة لعثمان ذاهلاً عن أنَّ ما أورده على صلاة الأئمّة من الإشكال واردٌ فيها ، فهي تخالف السنّة

__________________

(١) شذرات الذهب : ١٠ / ١٥٢ حوادث سنة ٩٢٢ ه‍.

(٢) صفة الصفوة : ٤ / ٢٤٥ رقم ٧٧٣.

٥٤

على زعمه أوّلاً ؛ إذ لم يثبت عن رسول الله قراءة القرآن في ركعة واحدة ، وأنّها خارجةٌ عن نطاق الإمكان ثانياً ؛ إذ كلمات القرآن سبعة وسبعون ألف وتسعمائة وأربع وثلاثون كلمة ، وفي قول عطاء بن يسار سبعة وسبعون ألف وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة (١) ، وتلك الركعة الواحدة لا بدّ إمّا أن تقع بين المغرب والعشاء ، وإمّا بعد العشاء الآخرة إلى صلاة الصبح ، فإتيانها على كل حال في ركعة غير ممكن الوقوع.

على أنّ الشيخين ـ البخاري ومسلماً ـ قد أخرج ا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال لعبد الله بن عمر : «واقرأ في سبع ولا تزد على ذلك». وصحَّ عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «من قرأ القرآن في أقلّ من ثلاث لم يفقه». ثمّ إنّ عثمان عُدّ ممّن كان يختم في كلّ أسبوع من الصحابة (٢).

ومشكلة الختمة في كتب القوم جاءت بأُذني عناق (٣) ، أثقل من شمام (٤) ، تنتهي إلى شجنةٍ (٥) من العَتَه ، فذكروا أنَّ منهم من كان يختم القرآن في ركعة ما بين الظهر والعصر ، أو بين المغرب والعشاء ، أو في غيرهما ، وعُدّ من أُولئك :

١ ـ عثمان بن عفّان الأموي : كان يختم في ركعة ليلاً. حلية الأولياء (١ / ٥٧)

٢ ـ تميم بن أوس الداري الصحابي : كان يختم في ركعةٍ. صفة الصفوة (٦) (١ / ٣١٠).

__________________

(١) تفسير القرطبي : ١ / ٥٧ [١ / ٤٧] ، الإتقان للسيوطي : ١ / ١٢٠ [١ / ١٩٧]. (المؤلف)

(٢) التذكار للقرطبي : ص ٧٦ ، إحياء العلوم : ١ / ٢٦١ [١ / ٢٤٦] ، خزينة الأسرار : ص ٧٧ [ص ٥٥]. (المؤلف)

(٣) مثل يضرب لمن جاء بالكذب الفاحش. والعناق : الداهية ، وهو هنا الكذب والباطل. مجمع الأمثال : ١ / ٢٩٠ رقم ٨٥١.

(٤) شمام : جبل له رأسان.

(٥) أي شعبة من الضلال والحمق.

(٦) صفة الصفوة : ١ / ٧٣٨ رقم ١١٥.

٥٥

٣ ـ سعيد بن جبير التابعي المتوفّى (٩٥). حلية الأولياء (٤ / ٢٧٣).

٤ ـ منصور بن زاذان المتوفّى (١٣١) : كان يختمه مرّة فيما بين الظهر والعصر ، وأخرى فيما بين المغرب والعشاء ، قال هشام : صلّيت إلى جنب منصور فقرأ القرآن فيما بين المغرب والعشاء ختمتين ، ثمّ قرأ إلى الطواسين قبل أن تقام الصلاة ، وكانوا إذ ذاك يؤخِّرون العشاء في شهر رمضان إلى أن يذهب ربع الليل ، وكان يختم فيما بين الظهر والعصر ، وفي خلاصة التهذيب : وكان يختم في الضحى (١). حلية الأولياء (٣ / ٥٧) ، صفة الصفوة (٣ / ٤) ، طبقات الحفّاظ (١ / ١٣٤) ، دول الإسلام (١ / ٩٧) ، شذرات الذهب (١ / ١٨١).

٥ ـ أبو الحجّاج مجاهد المتوفّى (١٣٢) : ذكره ابن أبي داود كما في الفتاوى الحديثيّة (٢) (ص ٤٤).

٦ ـ أبو حنيفة النعمان بن ثابت ـ إمام المذهب ـ : كان يحيي الليل بقراءة القرآن ثلاثين سنة في ركعة. مناقب أبي حنيفة للقاري (ص ٤٩٤).

٧ ـ يحيى بن سعيد القطّان المتوفّى (١٩٨). تاريخ بغداد (١٤ / ١٤١) ، شذرات الذهب (١ / ٣٥٥) (٣).

٨ ـ الحافظ أبو أحمد محمد بن أحمد العسّال المتوفّى (٣٤٩). طبقات الحفّاظ (٤) (٣ / ٩٧).

__________________

(١) خلاصة الخزرجي : ٣ / ٥٧ رقم ٧٢٠٥ ، صفة الصفوة : ٣ / ١١ رقم ٣٧٣ ، تذكرة الحفّاظ : ١ / ١٤١ رقم ١٣٤ ، دول الإسلام : ص ٨٠ ، شذرات الذهب : ٢ / ١٣٤ حوادث سنة ١٣١ ه‍.

(٢) الفتاوى الحديثيّة : ص ٥٨.

(٣) شذرات الذهب : ٢ / ٤٦٨ حوادث سنة ١٩٨ ه‍.

(٤) تذكرة الحفّاظ : ٣ / ٨٨٧ رقم ٨٥٤.

٥٦

٩ ـ أبو عبد الله محمد بن حفيف الشيرازي المتوفّى (٣٧١) : كان ربّما يقرأ القرآن كلّه في ركعة واحدة. مفتاح السعادة (١) (٢ / ١٧٧).

١٠ ـ جعفر بن الحسن الدرزيجاني المتوفّى (٥٠٦) : له ختمات كثيرة جداً كلّ ختمة منها في ركعة واحدة. شذرات الذهب (٢) (٤ / ١٦).

ومنهم من كان يختم في كل يوم ختمة ، وعُدّ من أُولئك :

١ ـ سعد بن إبراهيم الزهري المتوفّى (١٢٧). دول الإسلام (١ / ٦٦) ، وفي خلاصة التهذيب (ص ١١٣) : في كلّ يوم وليلة (٣).

٢ ـ أبو بكر بن عيّاش الأسدي الكوفي المتوفّى (١٩٣). البداية والنهاية (١٠ / ٢٢٤) ، تهذيب التهذيب (١٢ / ٣٦) (٤).

٣ ـ أبو العبّاس محمد بن شاذل النيسابوري المتوفّى (٣١١). شذرات الذهب (٥) (٣ / ٢٦٢).

٤ ـ أبو جعفر الكتاني : كان يختمها مع الزوال. حلية الأولياء (١٠ / ٣٤٣).

٥ ـ أبو العبّاس الآدمي المتوفّى (٣٩٠) : كان يختم في غير شهر رمضان كلّ يوم ختمة (٦). المنتظم (٦ / ١٦٠) ، صفة الصفوة (٢ / ٢٥١) ، شذرات الذهب (٢ / ٢٥٧).

__________________

(١) مفتاح السعادة : ٢ / ٢٨٧.

(٢) شذرات الذهب : ٦ / ٢٦ حوادث سنة ٥٠٦ ه‍.

(٣) دول الإسلام : ص ٧٨ ، خلاصة الخزرجي : ١ / ٣٦٧ رقم ٢٣٧١.

(٤) البداية والنهاية : ١٠ / ٢٤٣ حوادث سنة ١٩٣ ه‍ ، تهذيب التهذيب : ١٢ / ٣٩.

(٥) شذرات الذهب : ٤ / ٥٨ حوادث سنة ٣١١ ه‍.

(٦) المنتظم : ١٣ / ٢٠٠ رقم ٢١٧٦ ، صفوة الصفوة : ٢ / ٤٤٤ رقم ٣٠٨ ، شذرات الذهب : ٤ / ٤٧ حوادث سنة ٣٠٩ ه‍.

٥٧

٦ ـ أحمد بن حنبل ـ إمام مذهبه ـ المتوفّى (٢٤١). مناقب أحمد لابن الجوزي (١) (ص ٢٨٧).

٧ ـ البخاري ـ صاحب الصحيح ـ المتوفّى (٢٥٦) ، تاريخ بغداد (٢ / ١٢)

٨ ـ الشافعي إمام الشافعيّة ـ المتوفّى (٢٠٤) : في غير شهر رمضان (٢). صفة الصفوة (٢ / ١٤٥) ، طبقات الأخيار (١ / ٣٣).

٩ ـ محمد بن يوسف أبو عبد الله البنّاء المتوفّى (٢٨٦). المنتظم (٣) (٦ / ٢٤).

١٠ ـ محمد بن عليّ الكرخي المتوفّى (٣٤٣). البداية والنهاية (١١ / ٢٢٨) ، المنتظم (٦ / ٣٧٦) (٤).

١١ ـ أبو بكر بن الحدّاد المصري الشافعي المتوفّى (٣٤٤ ، ٣٤٥). دول الإسلام (١ / ١٦٧) ، طبقات الحفّاظ (٣ / ١٠٨). وفي بعض المصادر : في اليوم والليلة (٥).

١٢ ـ الخطيب البغدادي ـ صاحب التاريخ ـ المتوفّى (٤٦٣). تاريخ الشام (٦) (١ / ٤١٠).

١٣ ـ أحمد بن أحمد ابن السيبي أبو عبد الله القصري المتوفّى (٤٣٩). تاريخ بغداد (٤ / ٤).

١٤ ـ الحافظ ابن عساكر المتوفّى (٥٧١) : كان له ذلك في شهر رمضان. شذرات الذهب (٧) (٤ / ٢٣٩).

__________________

(١) مناقب أحمد : ص ٣٨٤.

(٢) صفوة الصفوة : ٢ / ٢٥٥ رقم ٢٢٠ ، الطبقات الكبرى : ١ / ٥١ رقم ٩١.

(٣) المنتظم : ١٢ / ٤١٠ رقم ١٩٣٧.

(٤) البداية والنهاية : ١١ / ٢٥٩ حوادث سنة ٣٤٣ ه‍ ، المنتظم : ١٤ / ٩٦ رقم ٢٥٤٨.

(٥) دول الإسلام : ص ١٩٢ ، تذكرة الحفّاظ : ٣ / ٩٠٠ رقم ٨٦٦.

(٦) تاريخ مدينة دمشق : ٥ / ٣٦ رقم ١٦ ، وفي مختصر تاريخ دمشق : ٣ / ١٧٤.

(٧) شذرات الذهب : ٦ / ٣٩٦ حوادث سنة ٥٧١ ه‍.

٥٨

١٥ ـ الشيخ أحمد البخاري : له كلّ يوم ختمة وثلث. طبقات الأخيار (١) (٤ / ١٧٠) (٢).

ومنهم من كان يختمه في الليلة مرّة ، ومن أُولئك :

١ ـ عليّ بن عبد الله الأزدي التابعي : كان له ذلك في شهر رمضان. تهذيب التهذيب (٣) (٧ / ٣٥٨).

٢ ـ قتادة أبو الخطّاب البصري المتوفّى (١١٧) : كان له ذلك في عشرة شهر رمضان. صفة الصفوة (٤) (٣ / ١٨٢).

٣ ـ وكيع بن الجرّاح المتوفّى (١٩٧). دول الإسلام (١ / ٩٦) ، تاريخ بغداد (١٣ / ٤٧٠) ، تهذيب التهذيب (١١ / ١٢٩) (٥).

٤ ـ البخاري ـ صاحب الصحيح ـ المتوفّى (٢٥٦) : كان له ذلك في شهر رمضان. البداية والنهاية (٦) (١١ / ٢٦).

٥ ـ عطاء بن السائب الثقفي المتوفّى (١٣٦). خلاصة التهذيب (٧) (ص ٢٢٥)

٦ ـ عليّ بن عيسى الحميري : كان له ذلك في كلّ ليلة. طبقات القرّاء (١ / ٥٦٠).

٧ ـ أبو نصر عبد الملك بن أحمد المتوفّى (٤٧٢). المنتظم (٨) (٨ / ٣٢٤).

__________________

(١) الطبقات الكبرى : ٢ / ١٨٨ رقم ٨٧.

(٢) وقفنا على جمع كثير ممّن كان له كلّ يوم ختمة ، واقتصرنا على ذلك روماً للاختصار. (المؤلف)

(٣) تهذيب التهذيب : ٧ / ٣١٣.

(٤) صفة الصفوة : ٣ / ٢٥٩ رقم ٥١٣.

(٥) دول الإسلام : ص ١١١ ، تهذيب التهذيب : ١١ / ١١٤.

(٦) البداية والنهاية : ١١ / ٣٢ حوادث سنة ٢٥٦ ه‍.

(٧) خلاصة الخزرجي : ٢ / ٢٣٠ رقم ٤٨٥٣.

(٨) المنتظم : ١٦ / ٢٠٧ رقم ٣٥٠٠.

٥٩

٨ ـ الحافظ أبو عبد الرحمن القرطبي المتوفّى (٢٠٦) : كان يختم كلّ ليلة في ثلاث عشرة ركعة. طبقات الحفّاظ (١) (٢ / ١٨٥).

٩ ـ الشافعي ـ إمام الشافعيّة ـ : كان له ذلك في غير شهر رمضان. تاريخ بغداد (٢ / ٦٣).

١٠ ـ حسين بن صالح بن حيّ المتوفّى (١٦٧). طبقات الأخيار (٢) (١ / ٥٠).

١١ ـ زبيد بن الحارث. حلية الأولياء (٥ / ١٨).

١٢ ـ أبو بكر بن عيّاش : كان يختم القرآن كلّ ليلة ، أربعين سنة. تاريخ بغداد (١ / ٤٠٧).

ومنهم من كان يختمه في كلّ يوم وليلة مرّة ، وعُدّ من أولئك :

١ ـ سعد بن إبراهيم أبو إسحاق المدني المتوفّى (١٢٧). صفة الصفوة (٣) (٢ / ٨٢).

٢ ـ ثابت بن أسلم البنائي المتوفّى (١٢٧). حلية الأولياء (٢ / ٣٢١) ، طبقات الحفّاظ (٤) (١ / ١١٨).

٣ ـ جعفر بن المغيرة (٥) التابعي. تاريخ الشام (٤ / ٧٩).

__________________

(١) تذكرة الحفّاظ : ٢ / ٦٣١ رقم ٦٥٦.

(٢) الطبقات الكبرى : ١ / ٥٨ رقم ٩٧.

(٣) صفه الصفوة : ٢ / ١٤٦ رقم ١٨١.

(٤) تذكرة الحفّاظ : ١ / ١٢٥ رقم ١١٠ ، وفيه كما في الحلية : البُناني ، وكذا في سير أعلام النبلاء : ٥ / ٢٢٠ والطبقات الكبرى : ٧ / ٢٣٢.

(٥) كذا في تهذيب تاريخ مدينة دمشق : ٤ / ٨٢ ، وفي تاريخ مدينة دمشق : ١٢ / ١٨٢ رقم ١٢١٧ : عن جعفر بن أبي المغيرة قال : كان حُطيط صوّاماً قوّاماً يختم في كل يوم وليلة ختمة ، وكذا في مختصر تاريخ دمشق : ٦ / ٢٢٥.

٦٠