الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٥

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٥

المؤلف:

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي


المحقق: مركز الغدير للدّراسات الإسلاميّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
المطبعة: فروردين
الطبعة: ١
الصفحات: ٧١٢

١٤ ـ أبو بكر محمد بن الطيّب الباقلانيّ المتكلّم الأشعري الشافعي : توفّي سنة (٤٠٣) ودُفن في داره بدرب المجوس من نهر طابق ، ثمّ نُقل بعد ذلك فدُفِن في مقبرة باب حرب (١). المنتظم (٧ / ٢٦٥) ، البداية والنهاية (١١ / ٣٥١) ، وفيات الأعيان (٢ / ٥٦).

١٥ ـ أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي الفقيه الحنفي ، انتهت إليه الرئاسة في المذهب ، توفّي (٤٠٣) ودُفن في منزله بدرب عيده ، ونُقل سنة (٤٠٨) إلى تربة بسويقة غالب ودُفن بها. تاريخ بغداد (٣ / ٢٤٧).

١٦ ـ أبو حامد أحمد بن محمد الأسفراييني إمام الشافعيّة في عصره (٢) : توفّي سنة (٤٠٦) ودُفن بداره ، ثمّ نُقل إلى مقبرة باب حرب سنة (٤١٠ ، ٤١٦) (٣). تاريخ بغداد (٤ / ٣٧٠) ، المنتظم (٧ / ٢٧٨) ، البداية والنهاية (١٢ / ٣).

١٧ ـ أبو الحسن علي بن عبد العزيز ابن حاجب النعمان : المتوفّى سنة (٤٢١) ، دُفن في داره ببركة زلزل ، ثمّ نُقل تابوته إلى مقابر قريش فدفن بها ليلة الجمعة (٢٥) ذي القعدة سنة (٤٢٥). تاريخ بغداد (١٢ / ٣٢) (٤) ، المنتظم (٨ / ٥٢).

١٨ ـ الخليفة القادر بالله : توفّي في ذي الحجّة سنة (٤٢٢) ودُفن في داره ، ثمّ نُقل تابوته بعد سنة إلى الرصافة ، فدفن بها لخمس خلون من ذي القعدة سنة (٤٢٣). تاريخ بغداد (٤ / ٣٨) ، المنتظم (٥) (٨ / ٦١ ، ٦٨).

__________________

(١) المنتظم : ١٥ / ٩٦ رقم ٣٠٤٤ ، البداية والنهاية : ١١ / ٤٠٣ حوادث سنة ٤٠٣ ه‍ ، وفيات الأعيان : ٤ / ٢٧٠ رقم ٤٠٨.

(٢) ذكر ابن خلّكان عن القدّوري أنّه أفقه وأنظر من الشافعي [وفيات الأعيان : ١ / ٧٣ رقم ٢٦]. (المؤلف)

(٣) المنتظم : ١٥ / ١١٣ رقم ٣٠٦٢ ، البداية والنهاية : ١٢ / ٤ حوادث سنة ٤٠٦ ه‍.

(٤) المنتظم : ١٥ / ٢١٠ رقم ٣١٦٩.

(٥) المنتظم : ص ٢٢٠ رقم ٣١٧٣ ، ص ٢٢٩ حوادث سنة ٤٢٣ ه‍.

١٢١

١٩ ـ أحمد بن محمد أبو الحسين القدّوري البغدادي الحنفي ـ شيخ الحنفيّة بالعراق ـ انتهت إليه رئاسة المذهب : توفّي ببغداد (٤٢٨) ودُفن بداره في درب أبي خلف ، ثمّ نُقل إلى تربة في شارع المنصور فدفن بجانب أبي بكر الخوارزمي الفقيه الحنفي. شذرات الذهب (١) (٣ / ٢٣٣).

٢٠ ـ أبو طاهر جلال الدين المتوفّى (٤٣٥) : توفّي ببغداد ودُفن في بيته ، ثمّ نُقل تابوته في سادس شهر رمضان سنة (٤٣٦) إلى تربة لهم في مقابر قريش.

٢١ ـ عبد السيّد بن محمد الشهير بابن الصبّاغ الشافعي ـ إمام الشافعيّة في عصره ـ : توفّي سنة (٤٤٧) ـ في المنتظم (٤٧٧) (٢) ـ : ودُفن بداره في الكرخ ثمّ نُقل إلى باب حرب (٣). المنتظم (٩ / ١٣) ، البداية والنهاية (١٢ / ١٢٦).

٢٢ ـ أبو نصر أحمد بن مروان الكردي : توفّي سنة (٤٥٣) ، ودُفن في جامع المحدثة وقيل : في القصر السدلي ، ثمّ نُقل إلى القبّة المعروفة بهم الملاصقة بجامع المحدثة. وفيات الأعيان (٤) (١ / ٥٩).

٢٣ ـ أحمد بن محمد أبو الحسن السمناني القاضي الحنفي المتوفّى (٤٦٦) : توفّي ببغداد ودُفن بداره [في] نهر القلاّئين (٥) شهراً ، ثمّ نُقل إلى تربة بشارع المنصور ، ثمّ نقل منها إلى الخيزرانيّة (٦). المنتظم (٨ / ٢٨٧) ، الجواهر المضيّة (١ / ٩٦).

__________________

(١) شذرات الذهب ٥ / ١٣٢ حوادث سنة ٤٢٨ ه‍.

(٢) وهو الصحيح ؛ فإنّ جميع المعاجم التي ترجمت له ذكرت أنّه تولَّى التدريس في المدرسة النظامية بُعيد افتتاحها سنة ٤٥٩ ه‍.

(٣) المنتظم : ١٦ / ٢٣٦ رقم ٣٥٣٦ ، البداية والنهاية : ١٢ / ١٥٥ حوادث سنة ٤٧٧ ه‍.

(٤) وفيات الأعيان : ١ / ١٧٨ رقم ٧٣.

(٥) محلّة كبيرة ببغداد في شرقي الكرخ.

(٦) المنتظم : ١٦ / ١٥٨ رقم ٣٤٣٣ ، الجواهر المضيّة : ١ / ٢٥٦ رقم ١٨٤.

١٢٢

٢٤ ـ القائم بأمر الله الخليفة : توفّي (٤٦٧) ، ودُفن عند أجداده ثمّ نُقل إلى الرصافة ، وقبره يزار إلى الآن. البداية والنهاية (١) (١٢ / ١١٠ ، ١١٥).

٢٥ ـ الحسن بن عبد الودود أبو علي الشامي المتوفّى (٤٦٧) : دُفن في داره بسكّة الخرقي ، ثمّ أُخرج بعد ذلك فدفن في مقبرة جامع المدينة. المنتظم (٢) (٨ / ٢٩٥).

٢٦ ـ أحمد بن علي بن محمد قاضي دمشق : توفّي (٤٦٨) ودُفن في داره ، ثمّ نُقل إلى مقبرة الباب الصغير. تاريخ الشام (٣) (١ / ٤١٠).

٢٧ ـ أبو عبد الله الدامغاني الحنفي ـ قاضي القضاة ـ الفقيه الكبير : توفّي (٤٧٨) ودُفن بداره بدرب العلاّبين ثمّ نُقل إلى مشهد أبي حنيفة (٤). المنتظم (٩ / ٢٤) ، البداية والنهاية (١٢ / ١٢٩).

٢٨ ـ أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني ـ إمام الحرمين ـ الفقيه الشافعي : توفّي (٤٧٨) بنيسابور ودُفن في داره ، ثمّ نُقل بعد سنين إلى مقبرة الحسين فدفن إلى جانب والده ، وكان أصحابه المقتبسون من علمه نحو أربعمائة يطوفون في البلد وينوحون عليه (٥). وفيات الأعيان (١ / ٣١٣) ، المنتظم (٩ / ٢٠) ، البداية والنهاية (١٢ / ١٢٨) ، شذرات الذهب (٣ / ٣٦٠).

٢٩ ـ محمد بن هلال أبو الحسن الصابي ـ الملقّب بغرس النعمة ـ المتوفّى (٤٨٠):

__________________

(١) البداية والنهاية : ١٢ / ١٣٥ حوادث سنة ٤٦٧ ه‍ ، ص ١٤٠ حوادث سنة ٤٦٩ ه‍.

(٢) المنتظم : ١٦ / ١٦٨ رقم ٣٤٤٠.

(٣) تاريخ مدينة دمشق : ٥ / ٧٢ رقم ٣٨.

(٤) المنتظم : ١٦ / ٢٥٢ رقم ٣٥٤٧ ، البداية والنهاية : ١٢ / ١٥٩ حوادث سنة ٤٧٨ ه‍.

(٥) وفيات الأعيان : ٣ / ١٦٩ رقم ٣٧٨ ، المنتظم : ١٦ / ٢٤٧ رقم ٣٥٤٤ ، البداية والنهاية : ١٢ / ١٥٧ حوادث سنة ٤٧٨ ه‍ ، شذرات الذهب : ٥ / ٣٤١ حوادث سنة ٤٧٨ ه‍.

١٢٣

توفّي ببغداد ودُفن في داره بشارع ابن عوف ، ثمّ نُقل إلى مشهد عليّ عليه‌السلام. المنتظم (١) (٩ / ٤٢).

٣٠ ـ أبو محمد رزق الله بن عبد الوهّاب التميمي : توفّي (٤٨٨) ودُفن في داره بباب المراتب ، ثمّ نُقل بعد ذلك إلى مقبرة أحمد لمّا توفّي ابنه أبو الفضل سنة (٤٩١) (٢). مناقب أحمد لابن الجوزي (ص ٥٢٥) ، المنتظم له (٩ / ٨٩).

٣١ ـ محمد بن أبي نصر أبو عبد الله الأندلسي الحافظ المشهور : توفّي (٤٨٨) ودُفن في مقبرة باب أبرز من قبّة الشيخ أبي إسحاق الشيرازي ، ثمّ نُقل بعد ذلك في صفر سنة (٤٩١) إلى مقبرة باب حرب ، ودُفن عند قبر بشر بن الحارث ـ المعروف بالحافي (٣). وفيات الأعيان (٢ / ٦٠) ، المنتظم (٩ / ٩٦).

٣٢ ـ طرّاد بن محمد العبّاسي البغدادي المتوفّى (٤٩١) : دُفن بداره في باب البصرة ، ثمّ نُقل في ذي الحجّة سنة (٤٢٢) إلى مقابر الشهداء (٤) فدفن بها. المنتظم (٥) (٩ / ١٠٦).

٣٣ ـ أبو الحسن عقيل بن أبي الوفاء علي ـ شيخ الحنابلة ـ : توفّي (٥١٠) وقيل (٥١٣) قبل والده ودُفن في داره ، فلمّا مات والده نُقل معه إلى دكّة الإمام أحمد (٦).

__________________

(١) المنتظم : ١٦ / ٢٧٥ رقم ٣٥٨٣.

(٢) مناقب أحمد : ص ٦٩٩ ، المنتظم : ١٧ / ٢١ رقم ٣٦٥٠.

(٣) وفيات الأعيان : ٤ / ٢٨٣ رقم ٦١٩ ، المنتظم : ١٧ / ٢٩ رقم ٣٦٥٤.

(٤) يقال : فيها قوم من أصحاب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كانوا شهدوا معه قتال الخوارج بالنهروان وارتثوا في الوقعة ، ثمّ لمّا رجعوا أدركهم الموت في ذلك الموضع فدفنهم عليّ هناك. تاريخ بغداد : ١ / ١٢٦ ، المنتظم : ١٠ / ٩٨ [١٨ / ٢١ رقم ٤٠٧٥]. (المؤلف)

(٥) المنتظم : ١٧ / ٤٤ رقم ٣٦٧٥.

(٦) المنتظم : ص ١٤٨ رقم ٣٨٣٩ ، شذرات الذهب : ٦ / ٦٤ حوادث سنة ٥١٣ ه‍.

١٢٤

المنتظم (٩ / ١٨٦) ، شذرات الذهب (٤ / ٣٩).

٣٤ ـ محمد بن محمد أبو حازم الفقيه الحنبلي : توفّي (٥٢٧) ودُفن بداره بباب الأزج ، ونُقل سنة (٥٣٤) إلى مقبرة أحمد فدفن عند أبيه (١). المنتظم (١٠ / ٣٤) ، شذرات الذهب (٤ / ٨٢) ، مختصر طبقات الحنابلة (ص ٣٣).

٣٥ ـ الحسين بن حميد التميمي ـ أحد رجالات الحديث ـ : توفّي (٥٣١) ودُفن في داره بباب البريد ، ثمّ نُقل إلى جبل قاسيون. ابن عساكر (٢) (٤ / ٢٨٤).

٣٦ ـ أحمد بن جعفر أبو العبّاس الحربي المتوفّى (٥٣٤) : دُفن بالحربيّة ، ثمّ نُقل بعد ذلك إلى مقبرة باب حرب. المنتظم (٣) (١٠ / ٨٦).

٣٧ ـ الشيخ أبو يعقوب يوسف الهمداني : توفّي (٥٣٥) ودُفن بيامن على طريق مرو مدّة ، ثمّ حُملت جثّته إلى مرو ودُفن بها (٤). وفيات الأعيان (٢ / ٥٢٤) ، طبقات الأخيار (١ / ١١٧).

٣٨ ـ أحمد بن محمد بن علي أبو جعفر العدل البغدادي المتوفّى (٥٣٦) : كان يسرد الصوم إلاّ الأيّام المحرَّم صومها ، دُفن في داره بخرابة الهراس ثمّ نُقل بعد مدّة إلى مقبرة باب الحرب. المنتظم (٥) (١٠ / ٩٧).

٣٩ ـ علي بن طراد أبو القاسم الزينبي البغدادي المتوفّى (٥٣٨) : دُفن بداره الشاطئيّة بباب المراتب ، ثمّ نُقل إلى تربته بالحربيّة ليلة الثلاثاء سادس عشر رجب

__________________

(١) المنتظم : ١٧ / ٢٨١ رقم ٣٩٩١ ، شذرات الذهب : ٦ / ١٣٦ حوادث سنة ٥٢٧ ه‍ ، مختصر طبقات الحنابلة : ص ٣٩.

(٢) تاريخ مدينة دمشق : ١٤ / ٢٢ رقم ١٤٩٥ وفيه : الحسين بن أحمد.

(٣) المنتظم : ١٨ / ٥ رقم ٤٠٥٥.

(٤) وفيات الأعيان : ٧ / ٨٠ رقم ٨٤٠ ، الطبقات الكبرى : ١ / ١٣٦ رقم ٢٥٥.

(٥) المنتظم : ١٨ / ١٩ رقم ٤٠٧٣.

١٢٥

سنة أربع وأربعين (١) ، وجُمع على نقله الوعّاظ ، فوعظوا في داره إلى السحر ، ثمّ أُخرج والقرّاء معه والعلماء والشموع الزائدة في الحدّ. المنتظم (١٠ / ١٠٩ ، ١٦٦).

٤٠ ـ شيخ الإسلام محمد بن محمد الخُلْمي المفتي الحنفي ، انتهت إليه الرئاسة في المذهب : توفّي (٥٤٤) ودفن ببلخ ، ثمّ نُقل إلى ناحية خُلْم (٢) فقُ بر بها. الجواهر المضيّة (٣) (٢ / ١٣٠).

٤١ ـ علي بن محمد أبو الحسن الدريني : توفّي (٥٤٩) ودُفن في داره برحبة الجامع ، ثمّ نُقل إلى باب أبرز قريباً من المدرسة الناجية سنة (٥٧٤). وفيات الأعيان (٤) (١ / ٢٤٥).

٤٢ ـ جمال الدين محمد بن علي بن أبي منصور : توفّي (٥٥٩) ودُفن بالموصل ، ثمّ حُمل إلى مكّة وطيف به حول الكعبة ، وكان بعد أن صعدوا به ليلة الوقفة إلى جبل عرفات ، وكانوا يطوفون به كلّ يوم مراراً مدّة مقامهم بمكّة (٥) ، ثمّ حُمل إلى المدينة المنوّرة ودُفن بها في رباط بناه في شرقي مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٦) ، بعد أن طيف به حول حجرة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مراراً (٧). تاريخ الكامل (١١ / ١٢٤) ، وفيات الأعيان (٢ / ١٨٨) ، البداية والنهاية (١٢ / ٢٤٩).

__________________

(١) كذا في المنتظم : ١٠ / ١٠٩ [١٨ / ٣٥ رقم ٤٠٩٩] ، وقال في صحيفة ١٦٦ [١٨ / ١٠٧] : إنّ حمله كان في رجب سنة (٥٥١). (المؤلف)

(٢) خُلْم : بلدة بنواحي بلخ ، على بعد عشرة فراسخ منها.

(٣) الجواهر المضيّة : ٣ / ٣٥٩ رقم ١٥٣١.

(٤) وفيات الأعيان : ٢ / ٤٧٨ رقم ٢٩٧.

(٥) هذه العبارة والتي قبلها منقولة بالحرف من وفيات الأعيان وهي كما ترى.

(٦) في تاريخ ابن خلّكان : دفن بالبقيع. (المؤلف)

(٧) الكامل في التاريخ : ٧ / ١٧٨ حوادث سنة ٥٥٩ ه‍ ، وفيات الأعيان : ٥ / ١٤٥ رقم ٧٠٤ ، البداية والنهاية : ١٢ / ٣٠٩ حوادث سنة ٥٥٩ ه‍.

١٢٦

٤٣ ـ عمر بن بهليقا الطحّان المتوفّى (٥٦٠) : دُفن على باب جامع عمّره بعيداً من حائطه ، ثمّ نُبش بعد أيّام وأُخرج فدفن ملاصقاً لحائط الجامع ، ليشتهر ذكره بأنَّه بنى الجامع. المنتظم (١) (١٠ / ٢١٢).

٤٤ ـ محمد بن إبراهيم أبو عبد الله الكناني الشافعي المصري ـ الورع الزاهد ـ : توفّي بمصر (٥٦٢) ، ودُفن بالقرب من قبّة الإمام الشافعي بالقرافة الصغرى ، ثمّ نُقل إلى سفح المقطّم بقرب الحوض المعروف بأُمِّ مودود ، وقبره مشهورٌ هناك يزار ، وزرته مراراً. وفيات الأعيان (٢) (٢ / ١٢١).

٤٥ ـ جعفر بن عبد الواحد أبو البركات الثقفي المتوفّى (٥٦٣) : كان أبوه قد أقام في القضاء أشهراً ثمّ مات فدفن بدار بدرب بهروز ، فلمّا مات الولد أُخرجا فدفنا عند رباط الزوزني المقابل لجامع المنصور. المنتظم (٣) (١٠ / ٢٢٤).

٤٦ ـ مهذَّب الدين سعد الله بن نصر بن الدجاجي الفقيه الحنبلي : توفّي (٥٦٤) ودُفن بمقبرة الرباط ، ثمّ نُقل بعد خمسة أيّام فدفن عند والديه بمقبرة الإمام أحمد (٤). البداية والنهاية (١٢ / ٢٥٩) ، شذرات الذهب (٤ / ٢١٣).

قال ابن الجوزي في المنتظم : (١٠ / ٢٢٨) : دُفن إلى جانب رباط الزوزني في إرضاء الصوفيّة لأنَّه أقام عندهم مدّة حياته فبقي على هذا خمسة أيّام ، وما زال الحنابلة يلومون ولده على هذا ويقولون : مثل هذا الرجل الحنبليّ أيّ شيء يصنع عند

__________________

(١) المنتظم : ١٨ / ١٦٤ رقم ٤٢٥٣.

(٢) وفيات الأعيان : ٤ / ٤٦٢ رقم ٦٧٨.

(٣) المنتظم : ١٨ / ١٧٨ رقم ٤٢٦٧.

(٤) البداية والنهاية : ١٢ / ٣٢١ حوادث سنة ٥٦٤ ه‍ ، شذرات الذهب : ٦ / ٣٥٣ حوادث سنة ٥٦٤ ه‍ ، المنتظم : ١٨ / ١٨٤ رقم ٤٢٧٥.

١٢٧

الصوفيّة؟ فنبشه بعد خمسة أيّام بالليل وقال : كان قد أوصى أن يدفن عند والديه ودفنه عندهما.

قال الأميني : انظر لأيّ غايات تنبش القبور عند القوم ، وتنقل الجنائز من مدفن إلى مدفن.

٤٧ ـ الخليفة المستنجد بالله : توفّي (٥٦٦) في ثامن ربيع الآخر ودُفن بدار الخلافة ، ثمّ نُقل إلى الترب من الرصافة في عشيّة الإثنين ثامن وعشرين من شعبان سنة وفاته (١). المنتظم (١٠ / ٢٣٥ ، ٢٣٦) ، البداية والنهاية (١٢ / ٦٦٢).

٤٨ ـ الأمير نجم الدين أيّوب الدويني : توفّي (٥٦٨) ودُفن عند أخيه بالقاهرة ، ثمّ نُقلا سنة (٥٧٩ ، ٥٨٠) إلى المدينة المنوّرة (٢). البداية والنهاية (١٢ / ٢٧٢) ، شذرات الذهب (٤ / ٢١١ ، ٢٢٧).

٤٩ ـ الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي : توفّي (٥٦٩) ودُفن في بيته بقلعة دمشق ، ثمّ نُقل إلى مدرسته (٣). وفيات الأعيان (٢ / ٢٠٦) ، الجواهر المضيّة (٢ / ١٥٨) ، شذرات الذهب (٤ / ٢٣١).

٥٠ ـ أحمد بن علي بن المعمر أبو عبد الله الطاهر الحسيني المتوفّى (٥٦٩) : دُفن بداره من الحريم الطاهري مدّة ، ثمّ نُقل إلى مشهد الصبيان بالمدائن. المنتظم (٤) (١٠ / ٢٤٧).

__________________

(١) المنتظم : ١٨ / ١٩٤ رقم ٤٢٨٨ ، ص ١٩٥ رقم ٤٢٨٩ ، البداية والنهاية : ١٢ / ٣٢٦ حوادث سنة ٥٦٦ ه‍.

(٢) البداية والنهاية : ١٢ / ٣٣٧ حوادث سنة ٥٦٨ ه‍ ، شذرات الذهب : ٦ / ٣٥٠ حوادث سنة ٥٦٤ ه‍ ، ص ٣٧٥ حوادث سنة ٥٦٨ ه‍.

(٣) وفيات الأعيان : ٥ / ١٨٧ رقم ٧١٥ ، الجواهر المضيّة : ٣ / ٤٤٠ رقم ١٦١٨ ، شذرات الذهب : ٦ / ٣٨١ حوادث سنة ٥٦٩ ه‍.

(٤) المنتظم : ١٨ / ٢٠٨ رقم ٤٢٩٨.

١٢٨

٥١ ـ جلال الدين بن جمال الدين الأصبهاني : توفّي (٥٧٤) بمدينة دُنَيسِر (١) وحُمل إلى الموصل ودُفن بها ، ثمّ نُقل إلى المدينة ودُفن في تربة والده. وفيات الأعيان (٢) (٢ / ١٨٨).

٥٢ ـ الخليفة الناصر لدين الله أبو العبّاس أحمد بن المستضيء بأمر الله المتوفّى يوم الأحد آخر يوم من شهر رمضان سنة (٦٢٢) ، دُفن في دار الخلافة ثم نقل إلى الترب من الرصافة في ثاني ذي الحجّة سنة (٦٢٢) ، وكان يوماً مشهوداً. البداية والنهاية (٣) (١٣ / ١٠٦).

٥٣ ـ الخليفة الظاهر بأمر الله العبّاسي المتوفّى (٦٢٣) : دُفن في دار الخلافة ، ثمّ نُقل إلى الترب من الرصافة ، وكان يوماً مشهوداً. البداية والنهاية (٤) (١٣ / ١١٣ ، ١١٤).

٥٤ ـ شرف الدين عيسى الحنفي ـ المتصلّب في مذهبه ـ مؤلِّف السهم المصيب في الردّ على الخطيب البغدادي : توفّي سنة (٦٢٤) بدمشق ودُفن بقلعتها ، ثمّ نُقل إلى جبل الصالحيّة ودُفن في مدرسته ، وكان نقله سنة (٦٢٧). الجواهر المضيّة (٥) (١ / ٤٠٢) ، مرآة الجنان (٤ / ٥٨).

٥٥ ـ أبو سعيد كوكبوري بن أبي الحسن مظفّر الدين صاحب إربل : توفّي (٦٣٠) ونُقل إلى قلعة إربل ودُفن بها ، ثمّ حُمل بوصيّة منه إلى مكّة ـ شرّفها الله تعالى ـ وكان قد أُعِدَّ له بها قبّة تحت الجبل يُدفن فيها ، فلمّا توجّه الركب إلى الحجاز سنة (٦٣١) سيّروه في الصحبة ، فاتّفق أن رجع الحاجّ تلك السنة من لينة ، ولم يصلوا

__________________

(١) مدينة بالجزيرة الفراتية. (المؤلف)

(٢) وفيات الأعيان : ٥ / ١٤٦ رقم ٧٠٤.

(٣) البداية والنهاية : ١٣ / ١٢٥ حوادث سنة ٦٢٢ ه‍.

(٤) البداية والنهاية : ص ١٣٢ حوادث سنة ٦٢٣ ه‍.

(٥) الجواهر المضيّة : ٢ / ٦٨٣ رقم ١٠٨٩.

١٢٩

إلى مكّة ، فردّوه ودفنوه بالكوفة بالقرب من المشهد. وفيات الأعيان (١) (٢ / ٩).

٥٦ ـ أبو العبّاس أحمد بن عبد السيّد الإربلي : توفّي (٦٣١) ودُفن بظاهر الرها بمقبرة باب حرّان ، ثمَّ نقله ولده إلى الديار المصريّة ، فدفنه في تربته بالقرافة الصغرى سنة (٦٣٧). وفيات الأعيان (٢) (١ / ٦٣).

٥٧ ـ الأشرف موسى بن العادل المتوفّى (٦٣٥) : توفّي يوم الخميس رابع محرّم بالقلعة المنصورة ، ودُفن بها حتى نجزت تربته التي بُنيت له شمالي الكلاسة ، ثمّ حُوّل إليها في جمادى الأُولى. البداية والنهاية (٣) (١٣ / ١٤٦).

٥٨ ـ الكامل محمد بن العادل المتوفّى (٦٣٥) : توفّي (٢٢) من رجب ، ودُفن بالقلعة حتى كملت تربته التي بالحائط الشمالي من الجامع ، ذات الشبّاك الذي هناك قريباً من مقصورة ابن سنان ، ونُقل إليها ليلة الجمعة الحادي والعشرين من رمضان من سنة وفاته. البداية والنهاية (٤) (١٣ / ١٤٩).

٥٩ ـ الخليفة المستنصر بالله العبّاسي المتوفّى (٦٤٠) : دُفن بدار الخلافة ثمّ نُقل إلى الترب من الرصافة. البداية والنهاية (٥) (١٣ / ١٥٩).

٦٠ ـ الأمير عزّ الدين : توفّي (٦٤٥) في مصر ودُفن بباب النصر ، ثمّ نُقل إلى تربته التي فوق الورّاقة. البداية والنهاية (٦) (١٣ / ١٧٤).

٦١ ـ الملك الصالح نجم الدين أيّوب المتوفّى (٦٤٧) : توفّي ليلة النصف من شعبان

__________________

(١) وفيات الأعيان : ٤ / ١٢٠ رقم ٥٤٧.

(٢) وفيات الأعيان : ١ / ١٨٧ رقم ٧٦.

(٣) البداية والنهاية : ١٣ / ١٧١ حوادث سنة ٦٣٥ ه‍.

(٤) البداية والنهاية : ص ١٧٤ حوادث سنة ٦٣٥ ه‍.

(٥) البداية والنهاية : ص ١٨٦ حوادث سنة ٦٤٠ ه‍.

(٦) البداية والنهاية : ص ٢٠٣ حوادث سنة ٦٤٥ ه‍.

١٣٠

ودُفن بالمنصورة ، ونُقل إلى تربته بمدرسته سنة (٦٤٩). البداية والنهاية (١) (١٣ / ١٨١)

٦٢ ـ الشيخ الحسن بن محمد بن الحسن العدوي العمري ـ الإمام الحنفي من ولد عمر بن الخطّاب ـ : توفّي (٦٥٠) ببغداد ، ودُفن بداره في الحريم الطاهري ، ثمّ نُقل إلى مكّة ودُفن بها وكان أوصى بذلك ، وجعل لمن يحمله ويدفنه بمكّة خمسين ديناراً. الجواهر المضيّة (٢) (١ / ٢٠٢).

٦٣ ـ الشيخ أبو بكر بن قوام البالسي : توفّي (٦٥٨) ببلاد حلب ودُفن بها ، ثمّ نُقل تابوته ودُفن بجبل قاسيون في أوّل سنة (٦٧٠) شذرات الذهب (٣) (٥ / ٦٩٥).

٦٤ ـ الملك السعيد ابن الملك الطاهر أبو المعالي المتوفّى (٦٧٨) : دُفن أوّلاً عند قبر جعفر ، ثمّ نُقل إلى دمشق فدفن في تربة أبيه سنة (٦٨٠) البداية والنهاية (٤) (١٣ / ٢٩٠)

٦٥ ـ سعد الدين التفتازاني المتوفّى (٧٩١ ، ٧٩٢) : توفي يوم الإثنين الثاني والعشرين من المحرّم بسمرقند ، ثمّ نُقل إلى سرخس ودُفن بها يوم الأربعاء التاسع من جمادى الأولى سنة (٧٩٢). مفتاح السعادة (٥) (١ / ١٧٧).

٦٦ ـ الشيخ زين الدين الخافي المتوفّى (٧٣٨) : دُفن بقرية مالين من أعمال خراسان ، ثمّ نُقل بأمر منه إلى درويش آباد ودُفن هناك ومقامه معمورٌ. روضة الناظرين (ص ١٣٥).

٦٧ ـ الشيخ محمد بن سليمان الجزولي المالكي : توفّي (٨٧٠) ونقل تابوته بعد سبع وسبعين سنة ولم يتغيّر منه شيءٌ. نيل الابتهاج (ص ٣١٧).

__________________

(١) البداية والنهاية : ١٣ / ٢١٢ حوادث سنة ٦٤٩ ه‍.

(٢) الجواهر المضيّة : ٢ / ٨٢ رقم ٤٧٥.

(٣) شذرات الذهب : ٧ / ٥١١ حوادث سنة ٦٥٨ ه‍.

(٤) البداية والنهاية : ١٣ / ٣٣٨ حوادث سنة ٦٧٨ ه‍.

(٥) مفتاح السعادة : ١ / ١٩٢.

١٣١

٦٨ ـ عبد الرحمن بن أحمد الجامي المتوفّى (٨٩٨) : توفّي بهراة ودُفن بها ، ولمّا توجّهت الطائفة الأردبيليّة إلى خراسان أخذه ابنه من قبره ودفنه في ولاية أخرى ، فأتت الطائفة إلى قبره وفتّشوه فلم يجدوا جسده ، فأحرقوا ما فيه من الأخشاب (١) شذرات الذهب (٧ / ٣٦١).

٦٩ ـ الشيخ حسين بن أحمد الخوارزمي العابد المتوفّى (٩٥٨) : توفّي بحلب في عشر شعبان ودُفن بها في تابوت ، ثمّ نُقل بعد أربعة أشهر إلى دمشق ، ولم يتغيّر أصلاً ودُفن بها ، شذرات الذهب (٢) (٨ / ٣٢١).

٧٠ ـ يأتي (٣) في بيان البناء على قبر أبي حنيفة إمام الحنفيّة عن ابن الجوزي :

أنَّهم كانوا يطلبون الأرض الصلبة لأساس القبّة فلم يبلغوا إليها إلاّ بعد حفر سبعة عشر ذراعاً في ستّة عشر ذراعاً ، فخرج من هذا الحفر عظام الأموات الذين كانوا يطلبون جوار النعمان أربعمائة صَنّ (٤) ، ونُقلت جميعها إلى بقعة كانت ملكاً لقوم ، فحفر لها ودُفنت.

(مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) (٥)

__________________

(١) شذرات الذهب : ٩ / ٥٤٣ حوادث سنة ٨٩٨ ه‍.

(٢) شذرات الذهب : ١٠ / ٤٦٢ حوادث سنة ٩٥٨ ه‍.

(٣) في الصحيفة ٢٧٩.

(٤) الصَّنّ : شبه السلّة ، جمع صينان. (المؤلف)

(٥) غافر : ٧٨.

١٣٢

ـ ٦ ـ

زيارة مشاهد العترة الطاهرة

الدعاء عندها ، الصلاة فيها ، التوسّل والتبرّك بها

قد جرت السيرة المطّردة من صدر الإسلام منذ عصر الصحابة الأوّلين والتابعين لهم بإحسان على زيارة قبور ضمنت في كنفها نبيّا مرسلاً ، أو إماماً طاهراً ، أو وليّا صالحاً أو عظيماً من عظماء الدين ، وفي مقدّمها قبر النبيّ الأقدس صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وكانت الصلاة لديها ، والدعاء عندها ، والتبرّك والتوسّل بها ، والتقرّب إلى الله ، وابتغاء الزلفة لديه بإتيان تلك المشاهد من المتسالم عليه بين فرق المسلمين ، من دون أيّ نكير من آحادهم ، وأيّ غميزةٍ من أحد منهم على اختلاف مذاهبهم.

حتى ولد الدهر ابن تيميّة الحرّاني فجاء كالمغمور مستهتراً يهذي ولا يبالي ؛ فَتَرَّه (١) ، وأنكر تلكم السنّة الجارية سنّة الله التي لا تبديل لها ، ولن تجد لسنّة الله تحويلاً ، وخالف هاتيك السيرة المتّبعة وشذَّ عن تلكم الآداب الإسلاميّة الحميدة ، وشدّد النكير عليها بلسانٍ بذيء ، وبيانٍ تافه ، ووجوهٍ خارجة عن نطاق العقل السليم ، بعيداً عن أدب العلم ، أدب الدين ، أدب الكتابة ، أدب العفّة ، وأفتى بحرمة شدِّ الرحال لزيارة النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعدَّ السفر لأجل ذلك سفر معصية لا تقصر فيه الصلاة ، فخالفه أعلام عصره ورجالات قومه فقابلوه بالطعن والردّ الشديد ، فأفرد هذا

__________________

(١) من التُّرّه والتُّرّهة ، وهو الباطل.

١٣٣

بالوقيعة عليه تأليفاً حافلاً (١) ، وجاء ذلك يزيِّف آراءه ومعتقداته في طيّ تآليفه القيّمة (٢) ، وهناك ثالثٌ يترجمه بعُجره وبُجره ، ويعرِّفه للملإ ببدعه وضلالاته.

وقد أصدر الشاميّون فتياً ، وكَتَبَ عليها البرهان بن الفركاخ الفزاري نحو أربعين سطراً بأشياء ، إلى أن قال بتكفيره ، ووافقه على ذلك الشهاب بن جهبل ، وكتب تحت خطّه كذلك المالكي ، ثمّ عرضت الفتيا لقاضي القضاة الشافعيّة بمصر البدر ابن جماعة فكتب على ظاهر الفتوى : الحمد لله ، هذا المنقول باطنها جوابٌ عن السؤال عن قوله : إنَّ زيارة الأنبياء والصالحين بدعةٌ ، وما ذكره من نحو ذلك ومن أنّه لا يرخّص بالسفر لزيارة الأنبياء ، باطلٌ مردودٌ عليه ، وقد نقل جماعةٌ من العلماء أنَّ زيارة النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فضيلةٌ وسنّةٌ مجمعٌ عليها ، وهذا المفتي المذكور ـ يعني ابن تيميّة ـ ينبغي أن يُزجر عن مثل هذه الفتاوى الباطلة عند الأئمّة والعلماء ، ويُمنع من الفتاوى الغريبة ، ويُحبس إذا لم يمتنع من ذلك ، ويُشهر أمره ليحتفظ الناس من الاقتداء به.

وكتبه محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الشافعي.

وكذلك يقول محمد بن الجريري الأنصاري الحنفي : لكنْ يُحبس الآن جزماً مطلقاً.

وكذلك يقول محمد بن أبي بكر المالكي : ويبالغ في زجره حسبما تندفع تلك المفسدة وغيرها من المفاسد.

__________________

(١) كشفاء السقام في زيارة خير الأنام لتقيّ الدين السبكي ، والدرّة المضيّة في الرد على ابن تيميّة للسبكي أيضاً ، والمقالة المرضيّة لقاضي قضاة المالكية تقيّ الدين أبي عبد الله الأخنائي ، ونجم المهتديّ ورجم المقتدي للفخر ابن المعلم القرشي ، ودفع الشبه لتقي الدين الحصني ، والتحفة المختارة في الرّد على منكر الزيارة لتاج الدين الفاكهاني المتوفّى (٨٣٤) ، وتأليف أبي عبد الله محمد بن عبد المجيد الفاسي المتوفّى (١٢٢٩). (المؤلف)

(٢) كالصواعق الإلهية في الردّ على الوهابية للشيخ سليمان بن عبد الوهاب في الردّ على أخيه محمد بن عبد الوهاب النجدي ، والفتاوي الحديثية لابن حجر ، والمواهب اللدنيّة للقسطلاني ، وشرح المواهب للزرقاني ، وكتب أخرى كثيرة. (المؤلف)

١٣٤

وكذلك يقول أحمد بن عمر المقدسي الحنبلي.

راجع دفع الشبه (ص ٤٥ ـ ٤٧) وهؤلاء الأربعة هم قضاة قضاة المذاهب الأربعة بمصر أيّام تلك الفتنة في سنة (٧٢٦) (١).

وكان من معاصريه من ينهاه عن غيِّه كالذهبي ، فإنَّه كتب إليه ينصحه ، وإليك نص خطابه إيّاه :

الحمد لله على ذلّتي! يا ربّ ارحمني وأَقِلني عثرتي ، واحفظ عليَّ إيماني ، وا حُزناه على قلّة حزني! ووا أسفاه على السنّة وأهلها! وا شوقاه إلى إخوان مؤمنين يعاونونني على البكاء! وا حزناه على فقد أُناس كانوا مصابيح العلم وأهل التقوى وكنوز الخيرات! آه على وجود درهم حلال وأخ مؤنس ، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ، وتبّا لمن شغله عيوب الناس عن عيبه ، إلى كم ترى القذاة في عين أخيك وتنسى الجذع في عينيك؟ إلى كم تمدح نفسك وشقاشقك وعباراتك وتذمّ العلماء وتتّبع عورات الناس؟ مع علمك بنهي الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لا تذكروا موتاكم إلاّ بخير ، فإنَّهم قد أفضوا إلى ما قدّموا». بل أعرف أنَّك تقول لي لتنصر نفسك : إنَّما الوقيعة في هؤلاء الذين ما شمّوا رائحة الإسلام ، ولا عرفوا ما جاء به محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو جهاد ، بل والله عرفوا خيراً كثيراً ممّا إذا عُمل به فقد فاز ، وجهلوا شيئاً كثيراً ممّا لا يعنيهم ، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.

يا رجل بالله عليك كفَّ عنّا ، فإنَّك محجاج عليم اللسان لا تقرُّ ولا تنام ، إيّاكم والغلوطات في الدين ، كره نبيّك صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المسائل وعابها ونهى عن كثرة السؤال وقال : «إنَّ أخوف ما أخاف على أُمّتي كلّ منافق عليم اللسان». وكثرة الكلام بغير زلل تقسي القلب إذا كان في الحلال والحرام ، فكيف إذا كان في عبارات اليونسيّة والفلاسفة وتلك الكفريّات التي تعمي القلوب ، والله قد صرنا ضحكةً في الوجود ،

__________________

(١) راجع تكملة السيف الصقيل للشيخ محمد زاهد الكوثري : ص ١٥٥. (المؤلف)

١٣٥

فإلى كم تنبش دقائق الكفريّات الفلسفيّة؟ لنردَّ عليها بعقولنا.

يا رجل ، قد بلعت سموم الفلاسفة وتصنيفاتهم مرّات ، وكثرة استعمال السموم يدمن عليه الجسم وتكمن والله في البدن ، وا شوقاه إلى مجلس يُذكر فيه الأبرار! فعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة ، بل عند ذكر الصالحين يذكرون بالازدراء واللعنة ، كان سيف الحجّاج ولسان ابن حزم شقيقين فواخيتهما ، بالله خلّونا من ذكر بدعة الخميس وأكل الحبوب ، وجدّوا في ذكر بدعٍ كنّا نعدّها من أساس الضلال ، قد صارت هي محض السنّة وأساس التوحيد ، ومن لم يعرفها فهو كافرٌ أو حمار ، ومن لم يكفر فهو أكفر من فرعون وتعدّ النص ارى مثلنا ، والله في القلوب شكوك ، إن سلم لك إيمانك بالشهادتين فأنت سعيد ، يا خيبة من اتّبعك فإنَّه معرّض للزندقة والانحلال ، لا سيّما إذا كان قليل العلم والدين باطوليّا شهوانيّا ، لكنّه ينفعك ويجاهد عندك بيده ولسانه ، وفي الباطن عدوٌّ لك بحاله وقلبه ، فهل معظم أتباعك إلاّ قعيد مربوط خفيف العقل؟ أو عاميّ كذّابٌ بليد الذهن؟ أو غريبٌ واجمٌ قويُّ المكر؟ أو ناشف صالح عديم الفهم؟ فإن لم تصدِّقني ففتِّشهم وزِنْهم بالعدل.

يا مسلم ، أقدم حمار شهوتك لمدح نفسك ، إلى كم تصادقها وتعادي الأخيار؟ إلى كم تصادقها وتزدري الأبرار؟ إلى كم تعظِّمها وتصغِّر العباد؟ إلى متى تخاللها وتمقت الزهّاد؟ إلى متى تمدح كلامك بكيفيّة لا تمدح ـ والله ـ بها أحاديث الصحيحين؟ يا ليت أحاديث الصحيحين تسلم منك ، بل في كلِّ وقت تغير عليها بالتضعيف والإهدار ، أو بالتأويل والإنكار ، أما آن لك أن ترعوي؟ أما حان لك أن تتوب وتنيب؟ أما أنت في عشر السبعين وقد قرب الرحيل؟ بلى ـ والله ـ ما أدّكر أنَّك تذكر الموت بل تزدري بمن يذكر الموت ، فما أظنّك تقبل على قولي ولا تصغي إلى وعظي ، بل لك همّةٌ كبيرةٌ في نقض هذه الورقة بمجلّدات ، وتقطع لي أذناب الكلام ، ولا تزال تنتصر حتى أقول : البتّة سكتُّ ، فإذا كان هذا حالك عندي وأنا الشفوق المحبّ الوادّ ، فكيف حالك عند أعدائك؟ وأعداؤك ـ والله ـ فيهم صلحاء وعقلاء وفضلاء ، كما أنَ

١٣٦

أولياءك فيهم فجرة وكَذَبة وجهلة وبَطَلة وعور وبقر ، قد رضيت منك بأن تسبّني علانية وتنتفع بمقالتي سرّا فرحم الله امرأً أهدى إليّ عيوبي ، فإنّي كثير العيوب غزير الذنوب ، الويل لي إن أنا لا أتوب! ووا فضيحتي من علاّم الغيوب ؛ ودوائي يعفو الله ومسامحته وتوفيقه وهدايته ، والحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على سيّدنا محمد خاتم النبيّين وعلى آله وصحبه أجمعين (١).

فمن هنا وهناك أبادوا عليه ما أبدعته يده الأثيمة من المخاريق التافهة والآراء المحدثة الشاذّة عن الكتاب والسنّة والإجماع والقياس ، ونودي عليه بدمشق : من اعتقد عقيدة ابن تيميّة حلَّ دمه وماله (٢). فذهبت تلكم البدع السخيفة أدراج الرياح (كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) (٣).

ثمّ قيّض المولى سبحانه فى كلّ قرن وفي كلّ قطر رجالاً نصروا الحقيقة ، وأحيوا كلمة الحقّ ، وأماتوا بذرة الضلال ، وقابلوا تلكم الأضاليل المحدثة بحجج قويّة ، وبراهين ساطعة ، فجاءت الأمّة الإسلاميّة تتّبع الطريق المهيع ، وتسلك جَدد السبيل ، تباعاً وراء الكتاب والسنّة ، تعظِّم شعائر الله (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (٤) إلى أن ألقى الشرّ جرانه (٥) ، وجاد الدهر بولائد الجهل ، وربّتهم أيدي

__________________

(١) تكملة السيف الصقيل للكوثري : ص ١٩٠ كتبه من خطّ قاضي القضاة برهان الدين بن جماعة ، وكتبه هو من خط الشيخ الحافظ أبي سعيد بن العلائي ، وقد كتبه من خط الذهبي ، وذكر شطراً منه العزامي في الفرقان : ص ١٢٩. (المؤلف)

(٢) الدرر الكامنة لابن حجر العسقلاني : ١ / ١٤٧. (المؤلف)

(٣) الرعد : ١٧.

(٤) الحج : ٣٢.

(٥) الجِران : باطن العنق. يقال : ألقى البعير بجرانه ، إذا برك ومدّ عنقه على الأرض ، واستعاره المصنّف قدس‌سره هنا للشرّ إذا تمكّن وقرَّ في قراره.

١٣٧

الهوى ، وأرضعتهم أُمّهات الضلال ، وشاخلتهم (١) رجالات الفساد ، وتمثّلوا في الملأ بشراً سويّا ، وسجيّتهم الضلال ، فجاسوا خلال الديار وضلّوا وأضلّوا واتّبعوا سبيل الغيِّ وصدّوا عن سبيل الله ، ومن أُولئك الجماهير القصيميّ صاحب الصراع ، حذا حذو ابن تيميّة واتّخذ وتيرته واتّبع هواه ، فجاء في القرن العشرين كشيخه يموِّه ، ويدجِّل ، ويتسدّج (٢) ، ويتحرّش بالسباب المقذع ، ويقذف مخالفيه بالكفر والردّة ، ويرميهم بكلِّ معرّة ومسبّة ، ويُري المجتمع أنَّ هاتيك الأعمال من الزيارة والدعاء عند القبور المشرّفة والصلاة لديها والتبرّك والتوسّل والاستشفاع بها كلّها من آفات الشيعة ، وهم بذلك ملعونون خارجون عن ربقة الإسلام ، وبسط القول في هذه كلّها بألسنة حداد مقذعاً مستهتراً خارجاً عن أدب المناظرة والجدال ، قال في الصراع (١ / ٥٤):

وبهذا الغلوّ الذي رأيت من طائفة الشيعة في أئمّتهم ، وبهذا التأليه الذي سمعت منهم لعليّ وولده ، عبدوا القبور وأصحاب القبور ، وأشادوا المشاهد ، وأتوها من كلّ مكانٍ سحيق وفجٍّ عميق ، وقدّموا لها النذور والهدايا والقرابين ، وأراقوا فوقها الدماء والدموع ، ورفعوا لها خالص الخضوع والخشوع ، وأخلصوا لها ذلك وخصّوها به دون الله ربِّ الموحِّدين.

وقال في (١ / ١٧٨) : الأشياء المشروعة كالصلاة والسلام على الرسول الكريم لا فرق فيها بين القرب والنأي ، فإنَّها حاصلة في الحالتين ، وأمّا مشاهدة القبر الشريف نفسه ، ومشاهدة الأحجار نفسها ، فلا فضل فيها ولا ثواب بلا خلاف بين علماء الإسلام ، بل إنَّ مشاهدته ـ عليه الصلاة والسلام ـ حينما كان حيّا لا فضل لها بذاتها ، وإنَّما الفضل في الإيمان به والتعلّم منه والاقتداء به والنهج منهجه ومناصرته ، وبالإجمال إنَّ أحداً من الناس لن يستطيع أن يثبت لزيارة القبر الشريف فضلاً ما ،

__________________

(١) الشَّخْل : الصفيّ والصديق ، وشاخله : اتّخذه صفيّا وصديقاً.

(٢) التسدُّج : الكذب وتقوّل الأباطيل.

١٣٨

وهذا واضحٌ من سيرة المسلمين الأوّلين ... إلى آخر خرافاته ومخاريقه.

لعلّ القارئ يزعم من شدّة الرجل هذه وحدّته في النكير ، والجلبة واللغط في القول ـ التي هي شنشنةٌ يُعرف بها ابن تيميّة شيخ البدع والضلال والمرجع الوحيد في هذه الخزايات والخزعبلات ـ أنَّ لكلامه مقيلاً من الحقيقة ورمزاً من الصدق ، ذاهلا عن أنَّ أعلام المذاهب الإسلاميّة في القرون الخالية ، منذ القرن الثامن من يوم ابن تيميّة ، وبعده يوم محمد بن عبد الوهاب الذي أعاد لتلكم الدوارس جدّتها وحتى العصر الحاضر ، أنكروا على هذه السفسطات والسفاسف وحكموا بكفر من ذهب إلى هذه الآراء المضلّة والمعتقدات الشاذّة عن سيرة المسلمين ، وشنّوا عليه الغارة وبالغوا في الردّ عليه.

والقارئ جدُّ عليم بأنَّ هذه اللهجة القارصة ليست من شأن من أسلم وجهه لله وهو محسن ، وآمن بالنبيِّ الطاهر ، واعتنق بما جاء به من كتاب وسنّة ، ولا تسوِّغها مكارم الأخلاق ومبادئ الإنسانيّة ، ولا يحبِّذها أدب الإسلام المقدّس ؛ أيجوز لمسلم أن يُسوّي بين مشاهدة الأحجار وبين رؤية النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حال حياته؟ أيسوغ له أن لا يرى لزيارته حيّا وميّتاً قيمة ولا كرامةً ، ولا يعتبر لها فضلاً ما ، وينعق بذلك في الملأ الديني؟ أليس من السيرة المطّردة بين البشر أنَّ كلّ ملّة من الملل تستعظم زيارة كبرائها وزعمائها ، وتراها فضلاً وشرفاً وتعدّها للزائر مفخرةً ومحمدةً ، وتكثر إليها رغبات أفرادها لما يرون فيها من الكرامة ، وقد جرت على هذه سيرة العقلاء من الملل والنحل ، وعليه تصافقت الأجيال في أدوار الدنيا ، وكان يقدِّر الناس ـ سلفاً وخلفاً ـ أعلام الدين بالزيارة والتبرّك بهم ، قال أبو حاتم :

كان أبو مسهر عبد الأعلى الدمشقي الغسّاني المتوفّى (٢١٨) إذا خرج إلى المسجد اصطفَّ الناس يسلّمون عليه ويُقبِّلون يده (١).

__________________

(١) تاريخ الخطيب البغدادي : ١١ / ٧٣ [رقم ٥٧٥٠]. (المؤلف)

١٣٩

وقال أبو سعد : كان أبو القاسم سعد بن عليّ شيخ الحرم الزنجاني المتوفّى (٤٧١) ، إذا خرج إلى الحرم يخلو المطاف ، ويقبِّلون يده أكثر ممّا يقبِّلون الحجر الأسود (١).

وقال ابن كثير في تاريخه (٢) (١٢ / ١٢٠) : كان الناس يتبرّكون به ، ويقبِّلون يده أكثر مما يقبِّلون الحجر الأسود.

وكان أبو إسحاق إبراهيم بن عليّ الشيرازي المتوفّى (٤٧٦) كلّما مرَّ على بلدة خرج أهلها يتلقّونه بأولادهم ونسائهم يتبرّكون به ، ويتمسّحون بركابه ، وربّما أخذوا من تراب حافر بغلته ، ولمّا وصل إلى ساوة خرج إليه أهلها ، وما مرَّ بسوق منها إلاّ نثروا عليه من لطيف ما عندهم (٣).

وكان الشريف أبو جعفر الحنبلي المتوفّى (٤٧١) يدخل عليه فقهاء وغيرهم ، ويقبِّلون يده ورأسه (٤).

وكان الحافظ أبو محمد عبد الغني المقدسي الحنبلي المتوفّى (٦٠٠) إذا خرج في مصر يوم الجمعة إلى الجامع لا يقدر يمشي من كثرة الخلق يتبرّكون به ويجتمعون حوله. شذرات الذهب (٥) (٤ / ٣٤٦).

وكان أبو بكر عبد الكريم بن عبد الله الحنبلي المتوفّى (٦٣٥) منقطعاً عن الناس في قريته يقصده الناس لزيارته والتبرّك به. شذرات الذهب (٦) (٥ / ١٧١).

__________________

(١) تذكرة الحفّاظ للذهبي : ٣ / ٣٤٦ [٣ / ١١٧٥ رقم ٢٦] ، صفة الصفوة لابن الجوزي : ٢ / ١٥١ [٢ / ٢٦٦ رقم ٢٢٤]. (المؤلف)

(٢) البداية والنهاية : ١٢ / ١٤٦ حوادث سنة ٤٧١ ه‍.

(٣) البداية والنهاية : ١٢ / ١٢٣ [١٢ / ١٥١ حوادث سنة ٤٧٥ ه‍]. (المؤلف)

(٤) البداية والنهاية : ١٢ / ١١٩ [١٢ / ١٤٥ حوادث سنة ٤٧٠ ه‍]. (المؤلف)

(٥) شذرات الذهب : ٦ / ٥٦٢ حوادث سنة ٦٠٠ ه‍.

(٦) شذرات الذهب : ٧ / ٣٠١ حوادث سنة ٦٣٥ ه‍.

١٤٠