شرح ألفيّة ابن مالك

ابن ناظم

شرح ألفيّة ابن مالك

المؤلف:

ابن ناظم


الموضوع : اللغة والبلاغة
المطبعة: مطبعة القديس جاورجيوس
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٥٥

المضمر اولا ينقسم الى بارز ومستتر وهو ما لا صورة له في اللفظ وسيأتي ذكره ان شآء الله تعالى والبارز ينقسم الى متصل ومنفصل فالمنفصل هو ما يصح وقوعه في اول الكلام والمتصل ما لا يصح ان يقع في اول الكلام كتاء قمت وكاف اكرمك ولا يقع بعد الّا اختيارا فانك لا تقول ما قام الّات وما رأيت الّاه وانما تقول ما قام الّا انت وما رأيت الّا اياه ولا يقع الضمير المتصل بعد الّا الّا في الضرورة كقوله

وما نبالي اذا ما كنت جارتنا

ان لا يجاورنا الّاك ديّار

ولما ذكر ضابط الضمير المتصل مثله بقوله

كالياء والكاف من ابني أكرمك

والياء والها من سليه ما ملك

اعلم ان الضمير المتصل على ثلاثة اقسام مختص بمحل الرفع ومشترك بين النصب والجرّ وواقع في الاعراب كله وقد يفهم هذا من قوله

وكلّ مضمر له البنا يجب

ولفظ ما جرّ كلفظ ما نصب

للرّفع والنّصب وجرّ نا صلح

كاعرف بنا فإنّنا نلنا المنح

وألف والواو والنّون لما

غاب وغيره كقاما واعلما

المضمرات كلها مبنية لشبهها بالحروف في المعنى لان كل مضمر متضمن معنى التكلم او الخطاب او الغيبة وهو من معاني الحروف مدلول عليه بالياء ونا والكاف والهاء حروفا في نحو اياي وايانا واياك واياه وقيل بنيت المضمرات استغناء عن اعرابها باختلاف صيغها لاختلاف المعاني ولعل هذا هو المعتبر عند الشيخ في بناء المضمرات ولذلك عقبه بتقسيمها بحسب الاعراب كأنه قصد بذلك اظهار علة البناء فقال ولفظ ما جرّ كلفظ ما نصب اي الصالح للجرّ من الضمائر المتصلة هو الصالح للنصب لا غير والمتصل الصالح للنصب ضربان صالح للرفع وغير صالح له فالصالح منه للرفع هو نا وحدها ولذلك افردها بهذا الحكم فقال للرفع والنصب وجرّ نا صلح كاعرف بنا فاننا نلنا المنح فموضع نا جرّ بعد الياء ونصب بعد ان ورفع بعد الفعل ولما بيّن ان الواقع من الضمائر المتصلة في الاعراب كله هو نا علم ان ما عداها من المتصل المنصوب لا يتعدى النصب الا الى الجرّ وذلك ياء المتكلم وكاف الخطاب وهاء الغائب ويعرف هذا من التمثيل في قوله قبل من ابني اكرمك وسليه ما ملك فاوقع الياء في موضع

٢١

الجرّ بالاضافة فعلم انها صالحة للنصب نحو اكرمني زيد واوقع الكاف والهاء في موضع النصب بالمفعول فعلم انهما صالحان للجر نحو رغبت فيك وعنه ويختلف حال الكاف بحسب احوال المخاطب فتكون مفتوحة للمخاطب ومكسورة للمخاطبة وموصولة بميم والف للمخاطبين والمخاطبتين وبميم ساكنة او مضمومة للمخاطبين وبنون مشددة للمخاطبات نحو اكرمك واكرمك واكرمكما واكرمكم واكرمكنّ والهاء كذلك فتضم للغائب وتفتح للغائبة وتوصل في التثنية والجمع بما توصل به الكاف نحو اكرمه واكرمها واكرمهما واكرمهم واكرمهنّ وما عدا ما ذكرنا من الضمائر المتصلة مختص بالرفع وهي تاء الضمير وألفه وواوه وياء المخاطبة ونون الاناث فالتاء تضم للمتكلم وتفتح للمخاطب وتكسر للمخاطبة وتوصل في التثنية والجمع بما توصل به الهاء نحو فعلت وفعلت وفعلت وفعلتما وفعلتم وفعلتنّ والالف للاثنين والواو لجماعة الذكور العقلاء وياء المخاطبة كالفاعل من قوله سليه ما ملك ونون الاناث كقولك الهندات يقمن ويشترك الالف والواو والنون في المجىء للمخاطب تارة وللغائب اخرى ولذلك اشار بقوله لما غاب وغيره كقاما واعلما تقول افعلا وافعلوا وافعلن فالالف ضمير للمخاطبين والواو ضمير المخاطبين والنون ضمير المخاطبات وتقول فعلا وفعلوا وفعلن فالالف هنا ضمير الغائبين والواو ضمير الغائبين والنون ضمير الغائبات

ومن ضمير الرّفع ما يستتر

كافعل أو افق نغتبط إذ تشكر

لما فرغ من الكلام على الضمير المتصل اخذ في الكلام على الضمير المستتر فقال ومن ضمير الرفع ما يستتر فعلم ان المستتر لا يكون ضمير جرّ ولا ضمير نصب لان العمدة لما لم يستغن عنها في المعنى صح ان تقدر مع العامل في قوة المنطوق بها ولا كذلك الفضلة والحاصل ان ضمير الرفع يستتر استغناء عن لفظه بظهور معناه وذلك على ضربين واجب الاستتار وجائزة فالواجب الاستتار في خمسة اشياء فعل امر الواحد كافعل والمضارع ذو الهمزة كأوافق والنون كنغتبط وتاء المخاطب كتشكر واسم الفعل لغير الماضي كأوه ونزال يا زيد ونزال يا زيدان والجائز الاستتار هو المرفوع بفعل الغائب والغائبة وبالصفات المحضة نحو زيد قام وهند تقوم وعبد الله منطلق ففي قام ضمير زيد وفي تقوم ضمير هند وفي منطلق ضمير عبد الله وهي مستترة جوازا بمعنى انه يجوز ان يخلفها الظاهر نحو قام زيد وتقوم هند والضمير المنفصل في نحو زيد انما قام هو وزيد هند ضاربها هو والله اعلم

٢٢

وذو ارتفاع وانفصال أنا هو

وأنت والفروع لا تشتبه

وذو انتصاب في انفصال جعلا

إيّاي والتّفريع ليس مشكلا

الضمير المنفصل ضربان احدهما مختص بالرفع وهو انا للمتكلم ونحن له مشاركا او تعظيما وانت وانت وانتما وانتم وانتنّ للمخاطب بحسب احواله وهو وهي وهما وهم وهنّ للغائب بحسب احواله وقد اشار الى امثلة فروع الافراد والتذكير بقوله والفروع لا تشتبه والثاني مختص بالنصب وهو ايا مردفا بما يدل على المعنى نحو اياي للمتكلم واياك للمخاطب واياه للغائب وفروع الافراد والتذكير ظاهرة نحو ايانا واياك واياك واياكما واياكم واياكنّ واياه واياها واياهما واياهم واياهنّ

وفي اختيار لا يجيّ المنفصل

إذا تأتّي أن يجيء المتّصل

الاصل ان الضمير المنفصل لا يستعمل في موضع يمكن فيه المتصل لان الغرض من وضع الضمير التوصل الى الاختصار ووضع المنفصل موضع المتصل يأبى ذلك فحق الضمير المنفصل ان لا يكون الّا حيث يتعذر الاتصال كما اذا تقدم على العامل نحو اياك نعبد او كان محصورا نحو انما قام انا فانك لو قلت انما قمت انقلب الحصر من جانب الفاعل وصار في جانب الفعل اما اذا امكن الاتصال فإنه يجب رعايته فيما ليس خبرا لكان او احدى اخواتها ان ولي العامل نحو اكرمنا واكرمتنا او فصله منه ضمير رفع متصل نحو اكرمتك فانه لا سبيل فيه الى الانفصال الّا في ضرورة الشعر كقوله

وما اصاحب من قوم فاذكرهم

الّا يزيدهم حبا اليّ هم

وقال الآخر

بالباعث الوارث الاموات قد ضمنت

اياهم الارض في دهر الدهارير

وما سوى ما ذكر مما يمكن فيه الاتصال يجوز فيه الوجهان وقد نبه على هذا بقوله

وصل أو افصل هاء سلنيه وما

أشبهه في كنته الخلف انتمى

كذاك خلتنيه واتّصالا

أختار غيري اختار الانفصالا

المبيح لجواز اتصال الضمير وانفصاله هو كونه اما ثاني ضميرين او لهما اخص وغير مرفوع واما كونه خبرا لكان او احدى اخواتها اما الاول فكالهاء من سلنيه ومنعكها في قوله

٢٣

فلا تطمع ابيت اللعن فيها

ومنعكها بشيء يستطاع

فان الهاء منهما ثاني ضميرين أو لهما اخص لما علمت ان المتكلم اخص من المخاطب والمخاطب اخص من الغائب وغير مرفوع ايضا لانه في المثال الاول منصوب وفي الثاني مجرور فيجوز في الهاء المذكورة الوجهان نحو سلنيه وسلني اياه ومنعكها ومنعك اياها الّا ان الاتصال مع الفعل احسن واكثر كما في قوله تعالى. (أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ.) والانفصال جائز في السعة كقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ان الله ملككم اياهم ولو شاء لملكهم اياكم. ولو كان اول الضميرين غير اخص وجب في الثاني الانفصال كما في لملكهم اياكم وسيأتي ذكره ولو كان اول الضميرين مرفوعا وجب الاتصال نحو اكرمتك واعطيتك واما الثاني فكالهاء من قولك اما الصديق فكنته فانه يجوز فيه الاتصال لشبهه بالمفعول والانفصال ايضا لان منصوب كان خبر في الاصل والخبر لاحظ له في الاتصال واختار اكثرهم الانفصال والصحيح اختيار الاتصال لكثرته في النظم والنثر الفصيح كقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعمر رضي‌الله‌عنه في ابن صياد. ان يكنه فلن تسلط عليه وان لا يكنه فلا خير لك في قتله. وحكى سيبويه عمن يوثق به (عليه رجلا ليسني) وانشد لابي الاسود

فان لا يكنها او تكنه فانه

اخوها غذته امه بلبانها

واما الانفصال فجاء في الشعر كقوله

لئن كان اياه لقد حال بعدنا

عن العهد والانسان قد يتغير

ولم يجىء في النثر الّا في الاستثناء نحو اتوني ليس اياك. ولا يكون اياك فان الاتصال فيه من الضرورة كقوله

عددت قومي كعديد الطيس

اذ ذهب القوم الكرام ليسي

واما نحو خلتنيه فمن باب سلنيه ولكن افرده بالذكر لينبه على ما فيه من الخلاف ويذكر رأيه فيه فقال كذاك خلتنيه فعلم انه يجوز في الهاء منه الاتصال والانفصال ثم ذكر انه يختار الاتصال وان منهم من يختار الانفصال نظرا الى انه خبر في الاصل وليس بمرضي لان الاتصال قد جاء في الكتاب العزيز في قوله تعالى. (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ.) والانفصال لا يكاد يعثر عليه الّا في الشعر كقوله

اخي حسبتك اياه وقد مائت

ارجاء صدرك بالاضغان والإحن

وقدّم الأخصّ في اتّصال

وقدّمن ما شئت في انفصال

٢٤

وفي اتّحاد الرّتبة الزم فصلا

وقد يبيح الغيب فيه وصلا

مقصوده من البيت الاول بيان ان المراد بما اشبهه من قوله وصل او افصل هاء سلنيه وما اشبهه هو كل ثاني ضميرين الاول منهما اخص فانه اوجب تقديم الاخص مع الاتصال وخير بين تقديم الاخص وتقديم غيره مع الانفصال فعلم ضرورة انه متى تقدم غير الاخص وجب الانفصال لانه مع الاتصال يجب تقديم الاخص وعلم ايضا ان الاخص متى تقدم جاز في الثاني الاتصال لانه قد وجد شرط صحته وجاز ايضا الانفصال لأنه قد خير في حال الانفصال بين تقديم الاخص وغيره ثم اذا كان المقدم من الضميرين غير الاخص فاما ان يكون مخالفا في الرتبة او مساويا فيها فان كان مخالفا في الرتبة لم يجز اتصال ما بعده بحال وذلك نحو الدرهم اعطيته اياك واعجبني اعطاؤك اياي وان كان مساويا في الرتبة فان كان لمتكلم او مخاطب لم يكن بد من الانفصال كقولك ظننتني اياي وعلمتك اياك وان كان لغائب فان اتحد لفظ الضميرين فهو كما اذا كان لمخاطب تقول زيد ظننته اياه ولا يمكن فيه الاتصال وان اختلف لفظهما فالوجه الانفصال وقد يجيء فيه الاتصال كقول مغلس ابن لقيط

وقد جعلت نفسي تطيب بضغمة

لضغمهما ها يقرع العظم نابها

وقول الآخر

لوجهك في الاحسان بسط وبهجة

انالهماه قفو أكرم والد

وحكى الكسائي. هم احسن الناس وجوها وانضرهموها. وقوله وقد يبيح الغيب فيه وصلا بلفظ التنكير على معنى نوع من الوصل تعريض بانه لا يستباح الاتصال مع الاتحاد في الغيبة مطلقا بل بقيد وهو الاختلاف في اللفظ

وقبل يا النّفس مع الفعل التزم

نون وقاية وليسي قد نظم

وليتني فشا وليتي ندرا

ومع لعلّ اعكس وكن مخيّرا

في الباقيات واضطرارا خفّفا

منّي وعنّي بعض من قد سلفا

وفي لدنّي لدني قلّ وفي

قدني وقطني الحذف أيضا قد يفي

ياء المتكلم من الضمائر التي تتصل بالاسماء وغيرها وقد الزمت كسر ما قبلها اتباعا ما لم يكن الفا او ياء متحركا ما قبلها نحو فتاي ومسلمي فاذا نصبها الفعل وجب ان يلحق

٢٥

ما قبلها نون تقي الفعل كسرة الاتباع لانها شبيهة بالجرّ لكثرة وقوعها في الاسماء فام تلحق بالفعل الّا معها نون الوقاية اي الياء بخلاف الكسرة التي قبل ياء المخاطبة نحو تفعلين فانها لا تشبه الجرّ لان ياء المخاطبة مختصة بالفعل فصانوا الافعال عن الكسرة لياء المتكلم بالحاق نون الوقاية كقولك اكرمني ويكرمني واكرمني ولا تتصل الياء بالفعل بدون النون الّا فيما ندر من نحو اذ ذهب القوم الكرام ليسي والوجه ليسني او ليس اياي اما اذا نصب الياء الحرف اعني انّ او احدى اخواتها ففيه تفصيل فان الناصب ان كان ليت وجب الحاق النون نحو يا ليتني كنت معهم ولم تترك الّا فيما ندر من نحو قوله

كمنية جابر اذ قال ليتي

اصادفه وأفقد بعض مالي

وان كان لعل فالوجه تجردها من النون نحو قوله تعالى (.. لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى.) وقوله تعالى. (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ.) ولا تلحقها النون الّا في الضرورة كقوله.

فقلت اعيراني القدوم لعلني

اخط بها قبرا لأبيض ماجد

وان كان الناصب للياء إنّ او أنّ او كأنّ او لكنّ جاز الوجهان على السواء والى هذا اشار بقوله وكن مخيرا في الباقيات تقول اني وانني وكأني وكأنني ولكني ولكنني باثبات النون وحذفها لان هذه الحروف قريبة الشبه من الفعل فحسن فيها ان تصان عما صين عنه الفعل تارة الحاقا لها به وان لا تصان عنه اخرى فرقا بينها وبينه واستأثرت ليت بلزومها في الغالب الحاق النون قبل ياء المتكلم تنبيها على مزيتها على اخواتها في الشبه بالفعل اذ كانت تغير معنى الابتداء ولا يتعلق ما بعدها بما قبلها وخصت لعل بغلبة التجريد لانها ابعد من اخواتها عن الفعل لشبهها بحروف الجرّ في تعليق ما بعدها بما قبلها كما في قولك تب لعلك تفلح واذا كانت الياء مجرورة لم تلحق قبلها النون الّا ان يكون الجار من او عن او لدن او قد بمعنى حسب او قط اختها فاما من وعن فلا بد معهما من النون نحو مني وعني الّا فيما ندر من انشاد بعض النحويين

ايها السائل عنهم وعني

لست من قيس ولا قيس مني

واما لدن فالاكثر فيها الحاق النون وقد لا تلحق كقراءة نافع. من لدني عذرا. وكذا قرأ ابو بكر الّا انه اشم صمة الدال واما قد وقط فبالعكس من لدن لان قدي وقطي في كلامهم اكثر من قدني وقطني ومن شواهدهما قول الشاعر

اذا قال قدني قال بالله حلقة

لتغنى عني ذا انائك اجمعا

٢٦

وقال الآخر

قدني من نصر الخبيبين قدى

ليس الامام بالشحيح الملحد

فجمع بين اللغتين وفي الحديث. قط قط بعزتك وكرمك. يروى بسكون الطاء وكسرها مع ياء ودونها ويروى قطني قطني وقط قط قال الشاعر

امتلأ الحوض وقال قطني

مهلا رويدا قد ملأت بطني

(العلم)

إسم يعيّن المسمّى مطلقا

علمه كجعفر وخرنقا

وقرن وعدن ولاحق

وشدقم وهيلة وواشق

العلم عند النحويين على ضربين علم شخصي وعلم جنسي فالعلم الشخصي هو الدال على معين مطلقا اي بلا قيد بل بمجرد وضع اللفظ له على وجه منع الشركة فيه فالدال على معين جنس للمعارف ومطلقا خاصة للعلم يميزه عن سائر المعارف فان كل معرفة ما خلا العلم دلالته على التعيين بقرينة خارجة عن دلالة لفظه وتلك القرينة اما لفظية كالالف واللام والصلة واما معنوية كالحضور والغيبة وقولي على وجه منع الشركة فيه مخرج لاسم الجنس الذي مسماه واحد بالشخص كالشمس فانه يدل على معين بوضع اللفظ له وليس بعلم لان وضع اللفظ له ليس على وجه منع الشركة واما العلم الجنسي فهو كل اسم جنس جرى مجرى العلم الشخصي في الاستعمال كأسامة وذؤالة وسيأتي الكلام عليه ان شاء الله تعالى ثم العلم الشخصي مسماه اولوا العلم من المذكرين كجعفر ومن المؤنثات كخرنق وما يحتاج الى تعيينه مما يتخذ ويولف يعني الذي يحتاج الى تعيين هو الذي يتخذ ويولف غالبا وقد نبه على ذلك بالامثلة المذكورة فاعلام اولى العلم اسماء الملائكة والجن والانس كجعفر في الرجال وخرنق في النساء ومنها اسماء الله تعالى واعلام ما يتخذ ويولف كاسماء القبائل والإمكنة والخيل والابل والغنم والكلاب وما أشبه ذلك نحو قرن لقبيلة وعدن لبلد ولاحق لفرس وشدقم لجمل وهيلة لشاة وواشق لكلب وقالوا. باءت عرار بكحل. يعنون بقرتين

واسما أتى وكنية ولقبا

وأخّرن ذا إن سواه صحبا

وإن يكونا مفردين فأضف

حتما وإلّا أتبع الّذي ردف

٢٧

العلم ان كان مضافا مصدّرا بأب او امّ سمي كنية كأبي بكر وام كلثوم وان لم يكن كذلك فان اشعر برفعة المسمى كزين العابدين او ضعته سمي لقبا كبطة وقفة وانف الناقة وان لم يكن كذلك سمي الاسم الخاص كزيد وعمرو ونحو ذلك واذا اجتمع اللقب مع غيره اخّر اللقب فان كانا مفردين اضيف الاسم الى اللقب نحو هذا زيد بطة وسعيد كرز على تأويل الاسم الاول بالمسمى والثاني بالاسم كأنك قلت هذا صاحب هذا الاسم ولم يجوّز البصريون في الجمع بين الاسم واللقب اذا كانا مفردين الّا الاضافة واجاز الكوفيون فيه الاتباع والقطع بالرفع والنصب فالاتباع نحو هذا سعيد كرز ورأيت سعيدا كرزا ومررت بسعيد كرز بجعل الثاني بيانا للاول او مبدلا منه والقطع نحو مررت بسعيد كرزا تنصبه باضمار فعل ولك ان ترفعه فتقول مررت بسعيد كرز على معنى هو كرز وما قاله الكوفيون في ذلك لا يأباه القياس واما اذا لم يكن الاسم واللقب مفردين فلا بد من الاتباع سواء كانا مركبين نحو هذا عبد الله انف الناقة او احدهما مركبا نحو هذا زيد عائذ الكلب وهذا عبد الله بطة

ومنه منقول كفضل وأسد

وذو ارتجال كسعاد وأدد

العلم ينقسم الى منقول ومرتجل لانه ان سبق له استعمال لغير العلمية فهو منقول والّا فهو مرتجل نحو سعاد اسم امرأة وادد اسم رجل والمنقول اما من مصدر كفضل وسعد او صفة كحارث وغالب ومسعود او اسم عين كثور واسد او من فعل ماض نحو شمر اسم فرس وبذر اسم ماء او فعل مضارع نحو يزيد ويشكر او جملة نحو تأبط شرّا وبرق نحره ويزيد في قوله

نبئت اخوالي بني يزيد

ظلما علينا لهم فديد

وجملة وما بمزج ركّبا

ذا إن بغير ويه تمّ أعربا

وشاع في الأعلام ذو الإضافة

كعبد شمس وأبي قحافه

العلم بالنسبة الى لفظه ينقسم الى مفرد ومركب والمركب ينقسم الى جملة ومركب تركيب مزج ومضاف ولما اخذ في بيان هذا قال وجملة أي ومن العلم جملة والمراد بها ما كان في الاصل مبتدءا وخبرا او فعلا وفاعلا كبرق نحره ولا تكون الّا محكية والمركب تركيب المزجي هو كل اسمين جعلا اسما واحدا ونزّل ثانيهما منزلة تاء التانيث فيبنى

٢٨

الاول على الفتح ما لم يكن آخره ياء فيبنى على السكون وذلك نحو بعلبك وحضرموت ومعدي كرب واما الثاني فيعرب ما لم يكن اسم صوت كويه في سيبويه وعمرويه فيبنى لان الاصوات لاحظ لها في الاعراب واما المضاف فنحو عبد شمس وامريء القيس وهو اكثر اقسام المركب فان منه الكنى كأبي قحافة وابي سعيد ولا يخفى ما هي عليه من الكثرة والانتشار

ووضعوا لبعض الاجناس علم

كعلم الأشخاص لفظا وهو عم

من ذاك أمّ عريط للعقرب

وهكذا ثعالة للثّعلب

ومثله برّة للمبرّه

كذا فجار علم للفجره

الاجناس التي لا تؤلف كالسباع والوحوش واحناش الارض لا يحتاج فيها الى وضع الاعلام لاشخاصها فعوضت عن ذلك بوضع العلم فيها للجنس مشار ابه اليه اشارة المعرف بالالف واللام ولذلك بصلح للشمول كنحو اسامة اجرا من الضبع وللواحد المعهود كنحو هذا اسامة مقبلا وقد يوضع هذا العلم لجنس ما يؤلف كقولهم هيان بن بيان للمجهول وابو الدغفاء للاحمق وابو المضاء للفرس ومسميات اعلام الاجناس اعيان ومعان فالاعيان كشبوة للعقرب وثعالة للثعلب ومنه ابو الحارث واسامة للاسد وابو جعدة وذؤالة للذئب وابن دأية للغراب وبنت طبق لضرب من الحيات واما المعاني فكبرة للمبرة وفجار للفجرة جعلوه علما على المعنى مؤنثا ليكمل شبهه بنزال فيستحق البناء ومن ذلك حماد للمحمدة ويسار للميسرة وقالوا للخسران خباب بن هياب وللباطل وادي ثخيب ومنه الاعداد المطلقة نحو ستة ضعف ثلاثة واربعة نصف ثمانية هذه الاسماء كلها اسماء اجناس وسميت اعلاما لجريانها مجرى العلم الشخصي في الاستعمال وذلك لانها لا تقبل الالف واللام واذا وصفت بالنكرة بعدها انتصبت على الحال ويمنع منها الصرف ما فيه تاء التانيث أو الالف والنون المزيدتان فلما شاركت العلم الشخصي في الحكم الحقت به

(اسم الاشارة)

بذا لمفرد مذكّر أشر

بذي وذه تي تا على الأنثى اقتصر

٢٩

وذان تان للمثنّى المرتفع

وفي سواه ذين تين اذكر تطع

وبأولى أشر لجمع مطلقا

والمدّ أولى ولدى البعد انطقا

بالكاف حرفا دون لام أو معه

واللّام إن قدّمت ها ممتنعه

اسم الاشارة ما دلّ على حاضر او منزل منزلة الحاضر وليس متكلما ولا مخاطبا ويختلف حاله بحسب القرب والبعد والافراد والتذكير وفروعهما فله في القرب ذا للواحد وذي وذه وتي وتا وته للواحدة وذان وتان رفعا وذين وتين جرّا ونصبا للاثنين وللاثنتين واولاء للجمع مطلقا اي سواء كان مذكرا او مؤنثا واكثر ما يستعمل في من يعقل وقد يجيء لغيره كقوله

ذمّ المنازل بعد منزلة اللوى

والعيش بعد اولئك الايام

وفي اولاء لغتان المد والقصر فالمد لاهل الحجاز وبه نزل القرآن العظيم والقصر لبني تميم واذا اشير الى البعيد لحق اسم الاشارة كاف الخطاب حرفا يدل على حال المخاطب غالبا نحو ذاك وذاك وذاكما وذاكم وذاكنّ وقولي غالبا احترازا من نحو قوله تعالى. (ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ.) وانما حكم على هذه الكاف بأنها حرف لانها لو كانت اسما لكان اسم الاشارة مضافا واللازم منتف لان اسم الاشارة لا يقبل الاضافة لانه لا يقبل التنكير وتزاد قبل الكاف لام في الافراد غالبا وفي الجمع قليلا ولا تزاد في التثنية فيقال ذاك وذلك وتيك وتلك وذانك وذينك وتانك وتينك واولئك واولاك واولالك هذه الامثلة كلها للجنس البعيد وزعم الاكثرون ان المقرون بالكاف دون اللام للمتوسط وان المقرون بالكاف مع اللام للبعيد وهو تحكم لا دليل عليه ويكفي في رده ان الفراء حكى ان اخلاء ذلك وتلك من اللام لغة تميم فعلم ان الحجازيين اذا لم يريدوا القرب لا يقولون الّا ذلك وتلك وان ليس لاسم الاشارة عندهم الّا مرتبتان قرب وبعد وأمر غيرهم مشكوك فيه فيلحق بما علم وتلحق هاء التنبيه المجرد كثيرا نحو هذا وهذه وهذان وهاتان وهولاء والمقرون بالكاف دون اللام قليلا كقول طرفة

رأيت بني غبراء لا ينكرونني

ولا اهل هذاك الطراف الممدد

ولا يجوز هذالك ولذلك قال واللام ان قدمت ها ممتنعه

وبهنا أو ههنا أشر إلى

داني المكان وبه الكاف صلا

٣٠

في البعد أو بثمّ فه أو هنّا

أو بهنالك انطقن أو هنّا

يشار الى المكان القريب بهنا وقد تلحقه هاء التنبيه فيقال هاهنا فان كان المكان بعيدا جيء بالكاف مع اللام ودونها نحو هناك وهنالك ويشار الى المكان البعيد ايضا بثمرّ وهنا بفتح الهاء وكسرها قال ذو الرمة

هنا وهنا ومن هنالهن بها

ذات الشمائل والايمان هينوم

وقد يراد بهنا الزمان كقول الآخر

حنت نوار ولات هنّا حنت

وبدا الذي كانت نوار أجنّت

(الموصول)

موصول الاسماء الّذي الأنثى الّتي

واليا إذا ما ثنّيا لا تثبت

بل ما تليه أوله العلامه

والنّون إن تشدد فلا ملامه

والنّون من ذين وتين شدّدا

أيضا وتعويض بذاك قصدا

جمع الّذي الألى الّذين مطلقا

وبعضهم بالواو رفعا نطقا

باللّات واللّاء الّتي قد جمعا

واللّاء كالّذين نزرا وقعا

الموصول على ضربين اسمي وحرفي فالموصول الاسمي ما افتقر الى الوصل بجملة معهودة مشتملة على ضمير لائق بالمعنى والموصول الحرفي هو كل حرف أوّل هو مع صلته بمصدر نحو أن في قولك اريد ان تفعل وما في نحو قوله تعالى. (ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ.) وكي نحو جئتك لكي تحسن اليّ ولو في مثل قوله تعالى. (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ.) المعنى والله اعلم يود احدكم التعمير نص على ذلك ابو علي الفارسي ومنه قول قتيلة

ما كان ضرك لو مننت وربما

منّ الفتى وهو المغيظ المحنق

تقديره ما كان ضرّك منّك عليه واما الاسماء الموصولة فمنها الذي للواحد والتي للواحدة واللذان واللتان رفعا واللذين واللتين جرّا ونصبا للاثنين والاثنتين وكان القياس فيها اللذيان واللتيان كالشجيان والعميان الّا ان الذي والتي لما كانا مبنيين لم يكن ليائيهما حظ في التحريك فلم يفتح قبل علامة التثنية بل بقيت ساكنة فالتقى ساكنان

٣١

فحذف الاول منهما ولهذا شدد بعضهم النون تعويضا عن الحذف المذكور نحو اللذان واللتان ومنهم من شدد النون من ذان وتان فيقول ذانّ وتانّ بجعل ذلك تعويضا عن الف ذا ونا ومنها الذين لجمع من يعقل والألى بمعناه نحو جاء الألى فعلوا كما تقول جاء الذين فعلوا وهو اسم جمع لانه لا واحد له من لفظه والذين كذلك لانه مخصوص بمن يعقل والذي عام له ولغيره فلو كان الذين جمعا له لساواه في العموم لان دلالة الجمع كدلالة التكرار بالعطف فالألى والذين من اسماء الجموع واطلاق الجمع عليهما اصطلاح لغوي لا حرج على النحوي في استعماله قوله الذين مطلقا يعني انه يكون بالياء والنون في الرفع والنصب والجرّ لانه مبني ويدل على ان هذا المراد بالاطلاق قوله وبعضهم بالواو رفعا نطقا فنبه على ان من العرب من يجري الذين مجرى الجمع المذكر السالم فيجعله بواو في الرفع وبياء في الجرّ والنصب فجيء الذين بالياء عند هولاء مقيد بعامل الجرّ والنصب فعلم ان ذلك الاطلاق هو عدم ذلك التقييد والذين يجرون الذين مجرى جمع المذكر السالم هم هذيل وقال بعضهم هم بنو عقيل وانشدوا على ذلك قول الراجز

حن اللذون صبحوا الصباحا

يوم النخيل غارة ملحاحا

ومن الاسماء الموصولة اللاتي واللائي لجمع المؤنث السالم عاقلا كان او غيره وبحذف يائهما فيقال اللات واللاء نحو واللاء يئسن من المحيض وقد يجيء اللاء بمعنى الذين كقوله

فما اباؤنا بأمنّ منه

علينا اللاء قد مهدوا الحجورا

كما قد يجيء الاولى بمعنى اللاء كقول الآخر

فاما الألى يسكنّ غور تهامة

فكل فتاة تترك الحجل أقصما

وقال الآخر وقد جمع بين اللغتين

فتلك خطوب قد تملت شبابنا

قديما فتبلينا المنون وما نبلي

وتبلى الألى يستلئمون على الألى

تراهنّ يوم الروع كالحداء القبل

ومنها اسماء اخر مذكورة في قوله

ومن وما وأل تساوي ما ذكر

وهكذا ذو عند طيّء شهر

وكالّتي أيضا لديهم ذات

وموضع اللّاتي أتى ذوات

٣٢

ومثل ما ذا بعد ما استفهام

أو من إذا لم تلغ في الكلام

من الموصولات اسماء تستعمل بمعنى الذي والتي وتثنيتهما وجمعهما واللفظ واحد وتلك من وما والالف واللام وذو وذا واي فاما من فهي لمن يعقل تحقيقا او تشبيها كقوله

أسرب القطا هل من يعير جناحه

لعلي الى من قد هويت اطير

او تغليبا كقوله تعالى. (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ.) ومنه قوله تعالى. (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ.) غلب على كل دابة حكم من يعقل فعاد عليه ضمير من يعقل وفصل تفصيله وتكون من بمعنى الذي وفروعه ويجوز في ضميرها اعتبار المعنى واعتبار اللفظ وهو اكثر كقوله تعالى. (وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ.) وقوله تعالى. (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ.) واعتبار المعنى عربيّ جيد كقولهم من كانت امك وقول الشاعر

تعشّ فان عاهدتني لا تخونني

نكن مثل من يا ذئب يصطحبان

وقال عزوجل. (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ) واما ما فتجري مجرى من في جميع ما ذكر الّا انها لا تكون لمن يعقل وانما تكون لما لا يعقل نحو قوله تعالى. (وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ.) ولصفات من يعقل نحو قوله تعالى. (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ). وللمبهم امره كقولك لمن اراك شبحا لا تدري أبشر هو ام مدر رايت ما رايت ولا تطلق ما على من يعقل الّا مع غيره نحو قوله تعالى. (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ.) واما الالف واللام فتكون اسما موصولا بمعنى الذي وفروعه ويلزم في ضميرها اعتبار المعنى نحو جاء الضارب والضاربة والضاربان والضاربتان والضاربون والضاربات كانك قلت الذي ضرب والتي ضربت واللذان ضربا واللتان ضربتا والذين ضربوا واللاتي ضربن ويدلك على ان الالف واللام في نحو الضارب اسم موصول امور الاول استحسان خلو الصفة معهما عن الموصوف اذا قلت جاء الكريم المحسن فلو لا ان الالف واللام هنا اسم موصول قد اعتمدت الصفة عليه كما تعتمد على الموصوف لقبح خلوها عن الموصوف مع الالف واللام كما يقبح بدونها الثاني عود الضمير عليها نحو افلح المتقي ربه فانه لا يعود الضمير الّا على الاسم الثالث اعمال اسم الفاعل معها بمعنى المضي كقولك جاء الضارب ابوه زيدا امس فلو لا ان الالف واللام بمعنى الذي واسم الفاعل معها قد سدّ مسدّ الفعل لكان منع اعمال اسم الفاعل بمعنى المضي معها احق منه بدونها واما ذو فتكون موصولة في لغة طي خاصة والأعرف

٣٣

فيها عندهم بناؤها واستعمالها في الافراد والتذكير وفروعهما بلفظ واحد ويظهر المعنى بالعائد نحو رأيت ذو قام ابوه وذو قام ابوها وذو قام ابوهما وذو قام ابوهم وذو قام ابوهنّ قال الشاعر

ذاك خليلي وذو يواصلني

يرمي ورائي بأمسهم وامسلمه

اي والذي يواصلني وقال الآخر

فان الماء ماء ابي وجدّي

وبئري ذو حفرت وذو طويت

اراد التي حفرت والتي طويت وقد تعرب كما انشد ابو الفتح

فاما كرام موسرون لقيتهم

فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا

والرواية المشهورة فحسبي من ذو عندهم ما كفانيا على البناء وقد ذكر ابو الحسن في كتابه المغرب ان في ذو الموصولة لغتين احداهما اجراؤها مجرى من والاخرى اجراؤها مجرى الذي في اختلاف اللفظ لا اختلاف حاله في الافراد والتذكير وفروعهما وقد تلحقها تاء التأنيث وتبنى على الضم حكى الفراء. بالفضل ذو فضلكم الله به. والكرامة ذات اكرمكم الله به. والمعنى بالفضل الذي فضلكم الله به والكرامة التي اكرمكم الله بها وربما جمع ذات بالالف والتاء مع بقاء البناء كقول الراجز

جمعتها من اينق سوابق

ذوات ينهضن بغير سائق

واما ذا فتكون موصولة بمنزلة ما في الدلالة على معنى الذي وفروعه اذا وقعت بعد ما الاستفهامية او من اختها ما لم يكن مشارا بها او ملغاة فمتى لم يتقدم على ذا ما ولا من الاستفهاميتان لم يجز في ذا عند البصريين ان تكون موصولة واجازه الكوفيون وانشدوا قول ابن مقرع

عدس ما لعباد عليك امارة

امنت وهذا تحملين طليق

زاعمين ان المراد والذي تحملين طليق وهو محتمل والاظهر ان هذا اسم اشارة وتحملين حال والتقدير وهذا محمولا طليق اما اذا وقعت ذا بعد ما او من الاستفهاميتين فقد تكون مشارا بها كما في نحو ما ذا الواقف ومن ذا الذاهب وامر هذا ظاهر ولذلك لم يحترز عنها وقد لا تكون ذا مشارا بها كما في نحو ما ذا صنعت ومن ذا رأيت فيحتمل فيها حينئذ ان تكون موصولة مخبرا بها عن اسم الاستفهام وان تكون ملغاة دخولها في الكلام كخروجها ويظهر اثر الاحتمالين في البدل من الاستفهام وفي الجواب هذا ان فرغ ما بعد ذا من ضمير الاستفهام او ملابسه كما اذا قلت ما ذا صنعت أخيرا ام شرّا

٣٤

وا خير ام شرّ بنصب البدل ورفعه فالنصب على جعل ما مفعول صنعت وذا لغوا والرفع على جعل ما مبتدءا مخبرا عنه بذا موصولة على حد قول الشاعر

ألا تسألان المرء ما ذا يحاول

أنحب فيقضى ام ضلال وباطل

والجواب كالبدل في انّ حاله مبنية على الحكم في ذا فان حق الجواب ان يكون مطابقا للسوال فلذلك يجيء فعليا تارة وابتدائيا اخرى فيجيء فعليا اذا حملت ذا على كونها لغوا لان الاستفهام حينئذ يكون بجملة فعلية ويجيء ابتدائيا اذا حملت ذا على كونها موصولة لان الاستفهام حينئذ يكون بجملة اسمية وعلى ذلك قراءة ابي عمرو قوله تعالى.

(يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ.) برفع العفو على معنى الذي ينفقون العفو ونصبه على معنى انفقوا العفو واما اي فسيأتي ذكرها ان شاء الله تعالى

وكلّها يلزم بعده صله

على ضمير لائق مشتمله

وجملة أو شبهها الّذي وصل

به كمن عندي الّذي ابنه كفل

وصفة صريحة صلة أل

وكونها بمعرب الأفعال قل

لما فرغ من تعداد الاسماء الموصولة وشرح معانيها اخذ في بيان ما يلزمها من الاستعمال فذكر هذه الابيات وحاصلها ان كل موصول يلزمه ان يعرّف بصلة مشتملة على ضمير عائد الى الموصول مطابق له في الافراد والتذكير وفروعهما ومن شرط الصلة ان تكون معهودة نحو جاء الذي عرفته او منزلة منزلة المعهود نحو قوله تعالى. (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ.) والّا لم تصلح للتعريف ثم الموصول ان كان غير الالف واللام فصلته جملة خبرية مؤلفة من مبتدإ وخبر نحو جاء الذي زيد ابوه او من فعل وفاعل نحو جاء الذي كرم اخوه ولا يجوز ان تكون الصلة جملة طلبية لان الطلب غير محصل فلا يكون معهودا ولا يصلح للتعريف ويقوم مقام الجملة الموصول بها شبهها من ظرف او جار ومجرور متعلق باستقرار محذوف نحو رأيت الذي عندك والذي لزيد تقديره الذي استقرّ عندك والذي حصل لزيد وقد مثل للموصول بالجملة وشبهها بمن عندي الذي ابنه كفل فمن موصول بظرف شبيه بالجملة والذي موصول بجملة هي مبتدأ وخبر وان كان الموصول الالف واللام فصلته صفة صريحة اي خالصة الوصفية كضارب وحسن وظريف بخلاف التي غلبت عليها الاسمية كابطح واجرع وصاحب وراكب فانها لا تصلح لان يوصل بها وقد توصل الالف واللام بفعل مضارع

٣٥

شبهوه بالصفة لانه مثلها في المعنى قال الشاعر

ما أنت بالحكم الترضى حكومته

ولا الاصيل ولا ذي الرأي والجدل

وقال الآخر

يقول الخنى وابغض العجم ناطقا

الى ربنا صوت الحمار اليجدّع

أيّ كما وأعربت ما لم تضف

وصدر وصلها ضمير انحذف

وبعضهم أعرب مطلقا وفي

ذا الحذف أيّا غير أيّ يقتفي

إن يستطل وصل وإن لم يستطل

فالحذف نزر وأبوا أن يختزل

إن صلح الباقي لوصل مكمل

والحذف عندهم كثير منجلي

في عائد متّصل إن انتصب

بفعل او وصف كمن ترجو يهب

من الاسماء الموصولة اي وهي كما في الدلالة على معنى الذي والتي وتثنيتهما وجمعهما نحو امرر بأيّ فعل وأيّ فعلت وأيّ فعلا وأيّ فعلوا وأيّ فعلن وقد تلحقها تاء التانيث نحو امرر باية فعلت واعربت اي دون اخواتها لان شبهها بالحرف في الافتقار الى جملة معارض بلزومها الاضافة في المعنى فبقيت على مقتضى الاصل في الاسماء وقد تبنى وذلك اذا صرّح بما تضاف اليه وكان العائد مبتدءا محذوفا كقوله تعالى. (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا.) تقديره ايهم هو اشد ومثل ذلك قول الشاعر

اذا ما لقيت بني مالك

فسلم على ايهم افضل

واما اذا لم يكن العائد مبتداء محذوفا فلا بد من اعراب اي سواء كان العائد مبتداء مذكورا نحو امرر بايهم هو افضل او غيره نحو امرر بايهم قام ابوه وكذا اذا لم يصرح بما تضاف اليه اي فلا بد من اعرابها سواء كان العائد مبتدءا محذوفا نحو امرر بايّ افضل او لم يكن نحو امرر باي هو افضل واي قام ابوه ومن العرب من يعرب ايا مطلقا وعليه قراءة بعضهم. (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ.) بالنصب قوله وفي ذا الحذف أيا غير أيّ يقتفى يعني ان غير اي من الموصولات يتبع أيا في جواز حذف العائد عليها وهو مبتدأ لكنه لا يحسن ولا يكثر الّا اذا طالت الصلة كقول بعضهم.

ما انا بالذي قائل لك شيئا. اراد ما انا بالذي هو قائل لك شيئا ومنه قوله تعالى.

(وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ.) المعنى والله اعلم وهو الذي هو في السماء اله

٣٦

وهو في الارض اله اما اذا لم تطل الصلة فالحذف ضعيف قليل كقوله

من يعن بالحمد لا ينطق بما سفه

ولا يحد عن سبيل الحلم والكرم

اراد لا ينطق بما هو سفه ومنه قراءة بعضهم تماما على الذي احسن بالرفع قوله وابوا ان يختزل ان صلح الباقي لوصل مكمل يعني ان العائد اذا كان مبتداء لا يجوز اقتطاعه من الصلة وحذفه الّا ان يكون الخبر مفردا كما مرّ فلو كان ظرفا او جملة لم يجز حذف العائد لانه حينئذ لو حذف لم يبق على ارادته دليل لان الظرف والجملة من شأن كل واحد منهما ان يستقل بالوصل فتقول جاء الذي هو في الدار ورأيت الذي هو يقول ويفعل ولا يجوز في مثله حذف العائد وقوله والحذف عندهم كثير منجلي في عائد متصل الى آخر البيت بيان لانه يحسن حذف العائد اذا كان ضميرا متصلا منصوبا بفعل او وصف كقوله من نرجو يهب تقديره من نرجوه للهبة يهب ونحو قوله تعالى.

(مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً.) وقوله تعالى. (وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ.) وامثال ذلك مما حذف منه العائد منصوبا بفعل كثير واما ما حذف منه العائد منصوبا بالوصف فقليل وشاهده قول الشاعر

في المعقب البغي اهل البغي ما

ينهى امرءا حازما ان يسأما

تقديره في الذي اعقبه البغي ظلم اهل البغي ما ينهى الحازم ان يسأم من سلوك الحق وطريق السداد ولو كان العائد المنصوب بالفعل ضميرا منفصلا كما في نحو جاء الذي اياه اكرمت لم يجز حذفه لئلا تفوت فائدة الانفصال من الدلالة على الاختصاص والاهتمام

كذاك حذف ما بوصف خفضا

كأنت قاض بعد أمر من قضى

كذا الّذي جرّ بما الموصول جرّ

كمرّ بالّذي مررت فهو برّ

يعني انه يجوز حذف العائد مجرورا باضافة الوصف اليه كما جاز حذفه منصوبا لانه مثله في المعنى قال الله تعالى. (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ.) تقديره فاقض ما انت قاضيه وقال الشاعر

ويصغر في عيني تلادي اذا انثنت

يميني بادراك الذي كنت طالبا

ويجوز ايضا حذف العائد المجرور بحرف جرّ به الموصول لفظا ومعنى ومتعلقا كقولك مر بالذي مررت تقديره مر بالذي مررت به فحذف العائد لوضوح الدلالة

٣٧

عليه ومثله قوله تعالى. (ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ.)

أي منه ولو كان العائد مجرورا بحرف غير ما جرّ به الموصول لفظا ولا متعلقا كما في نحو جاء الذي مررت به لم يجز الحذف خوف اللبس ولو كان مجرورا بحرف جرّ به الموصول لفظا لا معنى ولا متعلقا كما في نحو زهدت في الذي رغبت فيه لم يجز ان يحذف العائد الّا فيما ندر من قوله

وان لساني شهدة يشتفى بها

وهو على من صبه الله علقم

أراد من صبه الله عليه

(المعرّف باداة التعريف)

أل حرف تعريف أو اللّام فقط

فنمط عرّفت قل فيه النّمط

مذهب سيبويه ان اللام وحدها هي المعرّفة لكنها وضعت ساكنة مبالغة في الخفة اذ كانت اكثر الادوات دورا في الكلام فاذا ابتدىء بها لحقتها الف الوصل مفتوحة ليمكن النطق بها ومذهب الخليل رحمه‌الله ان الالف اصل وعوملت معاملة الف الوصل لكثرة الاستعمال وليس ذلك بأبعد من قولهم خذ وكل ومر ووي لامه قال الشيخ ومذهب الخليل اقرب لسلامته من دعوى الزيادة في الحرف ومن التعرض لالتباس الاستفهام بالخبر او بقاء همزة الوصل في غير الابتداء مسهلة او مبدلة ومن مخالفة المعهود في نقل الحركة الى ما بعد همزة الوصل من الاستغناء عنها فان المشهور من قراءة ورش ان يبدأ بالهمزة في نحو الآخرة والاولى ولسلامته ايضا من ان يرتكب حينئذ في همزة الوصل في السعة ما لا يجوز مثله الّا في الضرورة وهو القطع في قولهم يا الله وها الله لا فعلنّ واذ قد عرفت هذا فاعلم ان التعريف بالاداة على ضربين عهدي وجنسي فان عهد مصحوبها بتقديم ذكر او علم كما في نحو قوله تعالى. (كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ.) ونحو. (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ.) فهي عهدية والّا فجنسية والجنسية ان خلفها كل بدون تجوز كنحو. (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ.) فهى لشمول الافراد وان خلفها كل بتجوز نحو انت الرجل علما وادبا فهي لشمول خصائص الجنس مبالغة وان لم يخلفها كل كنحو قوله تعالى. (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ.) فهي لبيان الحقيقة

وقد تزاد لازما كاللّات

والآن والّذين ثمّ اللّاتي

٣٨

ولاضطرار كبنات الأوبر

كذا وطبت النّفس يا قيس السّري

وبعض الاعلام عليه دخلا

للمح ما قد كان عنه نقلا

كالفضل والحارث والنّعمان

فذكر ذا وحذفه سيّان

تزاد اداة التعريف مع بعض الاسماء كما يزاد غيرها من الحروف فتصحب معرفا بغيرها وباقيا على تنكيره وزيادتها في الكلام على ضربين لازمة وعارضة فاللازمة في نحو اللات اسم صنم فانه لم يعهد بغير الالف واللام ونحو الآن فانه بني لتضمنه معنى اداة التعريف والالف واللام فيه زائدة غير مفارقة ونحو الذين واللاتي فانهما معرفان بالصلة والاداة فيهما زائدة لازمة ومن ذلك اليسع والسمؤل ونحوهما مما قارنت الاداة فيه التسمية به واما العارضة فمجوزة للضرورة او للمح الوصف بمصحوبها فالاول كقول الشاعر

ولقد جنيتك أكموءا وعساقلا

ولقد نهيتك عن بنات الاوبر

اراد بنات اوبر وهي ضرب من الكمأة ردي الطعم ومثله قول الآخر

اما ودماء مائرات تخالها

على قنة العزّى وبالنسر عند ما

اراد نسرا لانه يعني ذلك الصنم ومن ذلك قول الآخر

رأيتك لما ان عرفت وجوهنا

صددت وطبت النفس يا قيس عن عمرو

اراد طبت نفسا لانه تمييز ولكنه زاد فيه الالف واللام لاقامة الوزن ونحو زيادة الالف واللام في هذا البيت زيادتها في قراءة بعضهم. (لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ.) لان الحال كالتمييز في وجوب التنكير والشاذ قد يلحق بالمجوز للضرورة والثاني كحارث وعباس وحسن مما سموا به مجردا ثم ادخلوا عليه الالف واللام للمح الوصف به فقالوا الحارث والعباس والحسن شبهوه بنحو الضارب والكاتب والالف واللام فيه مزيدتان لانهما لم يحدثا تعريفا واكثر هذا الاستعمال في المنقول من صفة كما مرّ وقد يكون في المنقول من مصدر او اسم عين لان المصادر واسماء الاعيان قد تجري مجرى الصفات في الوصف بها على التأويل فالمنقول من مصدر كالفضل والنصر والمنقول من اسم عين كالنعمان وهو في الاصل من اسماء الدم ثم سمي به والله اعلم

وقد يصير علما بالغلبه

مضاف او مصحوب أل كالعقبه

٣٩

وحذف أل ذي إن تناد أو تضف

أوجب وفي غيرهما قد تنحذف

يعني ان من المعرف بالاضافة او بالاداة ما ألحق بالاعلام لانه قد غلب على بعض ما له معناه واشتهر به اشتهارا تاما بحيث لا يفهم منه سوى ذلك البعض الّا بقرينة فألحق بالاعلام لانه كالموضوع لتعين المسمى في اختصاصه به فالمضاف كابن عمر وابن دالان لعبد الله وجابر دون من عداهما من اخوتهما وذو الاداة كالنجم للثريا والصعق لخويلد ابن نفيل ومنه العقبة والبيت والمدينة وما فيه الاضافة من ذي الغلبة لا تفارقه بحال وما فيه الالف واللام منه حقه ان لا تفارقه ايضا لان الغلبة قد حصلت للاسم معهما فذهابهما مظنة فوات الغلبة فلذلك لزمت فلم تحذف غالبا الّا في الندا نحو يا صعق ونحو قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. في الحديث الّا طارقا يطرق بخير منك يا رحمن. واذا عرض الاشتراك في ذي الغلبة جاز تخصيصه بالاضافة كقولهم اعشى تغلب ونابغة ذبيان وكقول الشاعر

ألا ابلغ بني خلف رسولا

أحقا أن اخطلكم هجاني

وقولي غالبا احترازا مما نبه عليه بقوله وفي غيرهما قد تنحذف من نحو قولهم هذا يوم اثنين مباركا فيه حكاه سيبويه ونحو هذا عيوق طالعا حكاه ابن الاعرابي وزعم ان ذلك جائز في سائر النجوم وقال الشاعر

اذا دبران منك يوما لقيته

اؤمل ان القاك غدوا بأسعد

(الابتداء)

مبتدأ زيد وعاذر خبر

إن قلت زيد عاذر من اعتذر

وأوّل مبتدأ والثّاني

فاعل اغنى في أسار ذان

وقس وكاستفهام النّفي وقد

يجوز نحو فائز أولوا الرّشد

والثّان مبتدا وذا الوصف خبر

إن في سوى الإفراد طبقا استقر

المبتدأ هو الاسم المجرد عن العوامل اللفظية غير المزيدة مخبرا عنه او وصفا رافعا لمكتفى به والابتداء هو كون الاسم كذلك فقولي الاسم جنس للمبتدإ يعمّ الصريح منه نحو زيد قائم والمؤل نحوه (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ.) والمجرد عن العوامل اللفظية مخرج للاسم في

٤٠