شرح ألفيّة ابن مالك

ابن ناظم

شرح ألفيّة ابن مالك

المؤلف:

ابن ناظم


الموضوع : اللغة والبلاغة
المطبعة: مطبعة القديس جاورجيوس
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٥٥

والتاء واوا ان كانت ثالثة بدلا منها نحو قطاة وقطوات وياءان كانت ثالثة بدلا منها نحو فتاة وفتيات او رابعة مطلقا نحو معطاة ومعطيات

والسّالم العين الثّلاثي اسما أنل

إتباع عين فاءه بما شكل

إن ساكن العين مؤنّثا بدا

مختتما بالتّاء أو مجرّدا

وسكّن التّالي غير الفتح أو

خفّفه بالفتح فكلّا قد رووا

ومنعوا إتباع نحو ذروه

وزبية وشذّ كسر جروه

ونادر أو ذو اضطرار غير ما

قدّمته أو لأناس انتمى

اذا جمع بالالف والتاء الثلاثي الساكن العين مؤنثا بالهاء او مجردا منها فان كان اوله مفتوحا وجب فتح عينه بشرط كونه اسما صحيح العين نحو تمرة وتمرات ودعد ودعدات فلو كان صفة او معتل العين ولو بالادغام وجب بقاء السكون نحو صعبة وصعبات وجوزة وجوزات وبيضة وبيضات وكرّة وكرّات وان كان اوله مكسورا او مضموما جاز في عينه الاتباع لحركة الفاء والسكون والفتح بشرط كونه اسما صحيح العين وليست لامه واوا بعد كسرة ولا ياء بعد ضمة وذلك نحو سدرة وسدرات وسدرات وسدرات وهند وهندات وهندات وهندات وغرفة وغرفات وغرفات وغرفات وجمل وجملات وجملات وجملات فلو كان صفة تعين الاسكان نحو نضوة ونضوات وكذا لو كان معتل العين نحو بيعة وبيعات وعدّة وعدات وسومة وسومات وعدّة وعدّات ولو كانت لامه واوا بعد كسرة كذروة او ياء بعد ضمة كزبية امتنع في الجمع الاتباع وجاز الاسكان والفتح نحو ذروات وذروات وزبيات وزبيات وما جاء من هذا الباب على غير ما ذكرنا فنادرا وضرورة او لغة قوم من العرب فمن النادر قولهم عيرة وعيرات بالفتح لانه مثل بيعة وبيعات فحقه الاسكان لا غير ومنه قول بعضهم جروة وجروات بالاتباع لانه نظير ذروة فخفة الاسكان او الفتح ومنه قول بعضهم كهلة وكهلات بالفتح لانه نظير صعبة وصعبات فحقه الاسكان ليس الّا ومن الضرورة قول الراجز

عل صروف الدهر لو دولاتها

يدلننا اللّة من لماتها

٣٠١

فتستريح النفس من زفراتها

والقياس من زفراتها الّا انه سكن لاقامة الوزن ومما جاء على لغة قوم من العرب فتح هذيل العين المعتلة من نحو بيضة وجوزة فيقولون بيضات وجوزات قال شاعرهم

اخو بيضات رائح متاوّب

رفيق بمسح المنكبين سبوح

(جمع التكسير)

أفعلة أفعل ثمّ فعله

ثمّت أفعال جموع قلّه

وبعض ذي بكثرة وضعا يفي

كأرجل والعكس جاء كالصّفي

جمع التكسير على ضربين جمع قلة وجمع كثرة فجمع القلة مدلوله بطريق الحقيقة الثلاثة فما فوقها الى العشرة وجمع الكثرة مدلوله بطريق الحقيقة ما فوق العشرة الى غير نهاية ويستعمل كل منهما في موضع الآخر مجازا وامثلة جمع القلة اربعة أفعلة وافعل وفعلة وافعال كاسلحة وافلس وفتية وافراس وما سوى هذه الاربعة من ابنية التكسير فهو جمع كثرة وقد يستغنى ببعض ابنية القلة عن بعض ابنية الكثرة وببعض ابنية الكثرة عن بعض ابنية القلة فالاول كرجل وارجل وعنق واعناق وقتب واقتاب وفؤاد وافئدة والثاني كصفاة وصفيّ ورجل ورجال وقلب وقلوب وصرد وصردان

لفعل اسما صحّ عينا أفعل

وللرّباعيّ اسما ايضا يجعل

إن كان كالعناق والذّراع في

مدّ وتأنيث وعدّ الأحرف

أفعل لاسم على فعل صحيح العين نحو كلب واكلب وكعب واكعب وظبي وأظب ودلو وأدل وقالوا عبد واعبد وان كان صفة لغلبة الاسمية وشذ نحو عين واعين وثوب واثوب وافعل ايضا لاسم مؤنث رباعي بمدة قبل آخره كعناق واعنق وذراع واذرع وعقاب وأعقب ويمين وأيمن وشذ من المذكر نحو شهاب وأشهب وغراب وأغرب

وغير ما أفعل فيه مطّرد

من الثّلاثي اسما بأفعال يرد

وغالبا أغناهم فعلان

في فعل كقولهم صردان

٣٠٢

أفعال لكل اسم ثلاثي ليس على فعل مما هو صحيح العين ولا على فعل وذلك نحو ثوب واثواب وسيف واسياف وجمل وأجمال ونمر وأنمار وعضد واعضاد وحمل وأحمال وعنب واعناب وابل وآبال وقفل واقفال وطنب واطناب فاما فعل مما هو صحيح العين فجمعه على افعال شاذ نحو فرخ وافراخ وزند وازناد واما فعل فجاء بعضه على افعال كرطب وارطاب والغالب مجيئه على فعلان نحو صرد وصردان ونغر ونغران

في اسم مذكّر رباعيّ بمد

ثالث افعلة عنهم اطّرد

والزمه في فعال او فعال

مصاحبي تضعيف او إعلال

افعلة لاسم مذكر رباعي بمدة قبل آخره نحو قذال وأقذلة وطعام واطعمة وحمار وأحمرة وغراب واغربة ورغيف وارغفة وعمود وأعمدة والتزم افعلة في جمع فعال وفعال من المضاعف او المعتل اللام فلم يجمع على غيره فالمضاعف نحو بتات وابتة وزمام وازمة وامام وأئمة والمعتل اللام نحو قباء واقبية وفناء وافنية واناء وآنية

فعل لنحو أحمر وحمرا

وفعلة جمعا بنقل يدرى

من امثلة جمع الكثرة فعل وهو مطرد في كل وصف على أفعل مقابل فعلاء او على فعلاء مقابل افعل تحقيقا نحو احمر وحمر وحمراء وحمر او تقديرا كاكمر وكمر وآلى وألى وعفلاء وعفل وعجزاء وعجز ومن امثلة القلة فعلة ولم يطرد في شيء من الابنية وانما هو محفوظ في نحو ولد وولدة وفتى وفتية وشيخ وشيخة وثور وثيرة وغلام وغلمة وشجاع وشجعة وغزال وغزلة وصبي وصبية وخصي وخصية وثني وثنية والثني هو الثاني في السيادة

وفعل لاسم رباعيّ بمد

قد زيد قبل لام اعلالا فقد

ما لم يضاعف في الأعمّ ذو الألف

وفعل جمعا لفعلة عرف

ونحو كبرى ولفعلة فعل

وقد يجيء جمعه على فعل

من امثلة جمع الكثرة فعل وهو مطرد في كل اسم رباعي بمدة قبل آخره بشرط كونه صحيح اللام وغير مضاعف ايضا ان كانت المدة الفا ولا فرق في ذلك بين المذكر والمؤنث وذلك نحو قذال وقذل واتان وأتن وحمار وحمر وذراع وذرع وقراد وقرد

٣٠٣

وكراع وكرع وقضيب وقضب وعمود وعمد وقلوص وقلص واما المضاعف فان كانت مدته الفا فجمعه على فعل نادر نحو عنان وعنن وحجاج وحجج وان كانت مدته غير الف ففعل فيه مطرد نحو سرير وسرر وذلول وذلل واطرد فعل ايضا في فعول بمعنى فاعل نحو صبور وصبر وقتول وقتل وغفور وغفر وما جاء على فعل من غير ما ذكر فمحفوظ نحو نمر ونمر وخشن وخشن ونذير ونذر وصحيفة وصحف ومن امثلة جمع الكثرة فعل وهو لاسم على فعلة وللفعلى انثى الافعل فالاول نحو قربة وقرب و

غرفة وغرف والثاني كالكبرى والكبر والصغرى والصغر وشذ نحو بهمة وبهم ورؤيا وروءى ونوبة ونوب وقرية وقرى ولحية ولحى وحلية وحلى والى ذلك الاشارة بقوله وقد يجيء جمعه على فعل وشذ ايضا نحو تخمة وتخم بخلاف نحو رطبة ورطب مما لم يلزم التأنيث ومن امثلة جمع الكثرة فعل وهو لاسم على فعلة نحو كسرة وكسر وحجة وحجج ومرية ومرى ويحفظ فعل في سوى ما ذكر نحو حاجة وحوج وذكرى وذكر وقصعة وقصع وذربة وذرب وهدمة وهدم والهدم الثوب الخلق

في نحو رام ذو اطّراد فعله

وشاع نحو كامل وكمله

من امثلة جمع الكثرة فعلة وهو مطرد في وصف على فاعل معتل اللام لمذكر عاقل كرام ورماة وقاض وقضاة ومنها فعلة وهو مطرد في كل وصف على فاعل صحيح اللام لمذكر عاقل نحو كامل وكملة وسافر وسفرة وبارّ وبررة وساحر وسحرة وقد استغنى عن القيود المذكورة بالتمثيل برام وكامل

فعلى لوصف كقتيل وزمن

وهالك وميّت به قمن

من امثلة جمع الكثرة فعلى وهو لوصف على فعيل بمعنى مفعول دال على هلك او توجع كقتيل وقتلى وجريح وجرحى واسير واسرى ويحمل عليه ما اشبهه في المعنى من فعيل بمعنى فاعل كمريض ومرضى ومن فعل كزمن وزمنى وفاعل نحو هالك وهلكى وفيعل كميت وموتى وافعل وفعلان نحو احمق وحمقى وسكران وسكرى

لفعل اسما صحّ لاما فعله

والوضع في فعل وفعل قلّله

من امثلة جمع الكثرة فعلة وهو لفعل اسما صحيح اللام نحو قرط وقرطة ودرج ودرجة وكوز وكوزة ودب ودبية ويحفظ في كل اسم على فعل او فعل فالاول نحو قرد

٣٠٤

وقردة والثاني نحو غرد وغردة كما يحفظ في غير ذلك كقولهم لضد الانثى ذكر وذكرة وقولهم هادر وهدرة

وفعّل لفاعل وفاعله

وصفين نحو عاذل وعاذله

ومثله الفعّال فيما ذكّرا

وذان في المعلّ لاما ندرا

من امثلة جمع الكثرة فعّل وهو مقيس في وصف صحيح اللام على فاعل او فاعلة نحو ضارب وضرّب وضاربة وضرّب وصائم وصوّم وصائمة وصوّم ومنها فعّال وهو مقيس في وصف صحيح اللام على فاعل نحو صائم وصوّام وقائم وقوّام وندر في فاعلة كقول الشاعر

ابصارهنّ الى الشبان مائلة

وقد اراهنّ عني غير ضدّاد

يعني جمع صادة وندر ايضا فعّل وفعّال في المعتل اللام من فاعل او فاعلة نحو غاز وغزّي وعاف وعفّى وقالوا غزاه في جمع غاز وسراء في جمع سار وندر ايضا نحو خريدة وخرّد ونفساء ونفس ورجل اعزل ورجال عزّل

فعل وفعلة فعال لهما

وقلّ فيما عينه اليا منهما

وفعل أيضا له فعال

ما لم يكن في لامه اعتلال

أو يك مضعفا ومثل فعل

ذو التّا وفعل مع فعل فاقبل

وفي فعيل وصف فاعل ورد

كذاك في أنثاه أيضا اطّرد

وشاع في وصف على فعلانا

أو انثييه أو على فعلانا

ومثله فعلانة والزمه في

نحو طويل وطويلة تفي

من امثلة جمع الكثرة فعال وهو مطرد في كل فعل وفعلة اسمين كانا او وصفين نحو كعب وكعاب وثوب وثياب وصعب وصعاب وقصعة وقصاع وخدلة وخدال وقل فيما عينه ياء نحو ضيف وضياف وكذا فيما فاؤه ياء نحو يعر ويعار وفعال ايضا مطرد في فعل وفعلة ما لم تعتل لامهما او يضاعفا وذلك نحو جبل وجبال وجمل وجمال ورقبة ورقاب وثمرة وثمار وفي فعل وفعل نحو ذئب وذئاب وقدح وقداح ودهن

٣٠٥

ودهان ورمح ورماح وفي فعيل بمعنى فاعل وفي مؤنثه كظراف وكرام في جمع ظريف وظريفة وكريم وكريمة وكثيره فعال في فعلان وصفا وفي انثييه وهما فعلى وفعلانة وفي فعلان وصفا وفي انثاه وذلك نحو غضاب وندام وخماص في جمع غضبان وغضبي وندمان وندمانة وخمصان وخمصانة ولم يجاوز فعال الى غيره فيما عينه واو ولامه صحيحة من فعيل وفعيلة وصفين نحو طوال في جمع طويل وطويلة ويحفظ في نحو قائم وراع وآمّ وقائمة وراعية واعجف وجواد وخيّر وقلوص وبطحاء

وبفعول فعل نحو كبد

يخصّ غالبا كذاك يطّرد

في فعل اسما مطلق الفا وفعل

له وللفعال فعلان حصل

وشاع في حوت وقاع مع ما

ضاهاهما وقلّ في غيرهما

من امثلة جمع الكثرة فعول وهو مطرد في كل اسم ثلاثي على فعل نحو كبد وكبود ونمر ونمور ووعل ووعول ولا يكادون يتجاوزون في الكثرة جمع فعل على فعول الى جمعه على فعال فان جاء منه شيء عدّ نادرا واطرد فعول ايضا في اسم على فعل او فعل او فعل نحو كعب وكعوب وفلس وفلوس وحمل وحمول وضرس وضروس وجند وجنود وبرد وبرود فان كان فعل مضاعفا او معتل العين او اللام لم يجمع على فعول الّا ما ندر من نحو خص وخصوص ونؤي ونوءيّ ويحفظ فعول في فعل ولذلك قال وفعل له يعني له فعول ولم يقيده باطراد فعلم انه محفوظ فيه وذلك نحو اسد واسود وشجن وشجون وندب وندوب وذكر وذكور وسأق وسؤوق ويحفظ ايضا في نحو شاهد وصال وباك فيقال شهود وصليّ وبكيّ ومن ابنية جمع الكثرة فعلان وهو مطرد في كل اسم على فعال كغلام وغلمان وغراب وغربان او على فعل كما تقدم التنبيه عليه قبل ذلك وذلك نحو صرد وصردان ونغر ونغران وجرذ وجرذان ويطرد فعلان ايضا في جمع ما عينه واو من فعل او فعل نحو عود وعيدان وكوز وكيزان ونون ونينان وتاج وتيجان وخال وخيلان وقاع وقيعان وقل فعلان في غير ما ذكر قالوا خرب وخربان واخ واخوان وغزال وغزلان وصنو وصنوان وصوار وصيران وظليم وظلمان وخروف وخرفان وحائط وحيطان وقنو وقنوان فهذه وامثالها مما يحفظ ولا يقاس عليه

٣٠٦

وفعلا اسما وفعيلا وفعل

غير معلّ العين فعلان شمل

من ابنية جمع الكثرة فعلان وهو مقيس في كل اسم على فعل او فعيل او فعل صحيح العين نحو ظهر وظهران وبطن وبطنان وخشن وخشنان وقضيب وقضبان وكثب وكثبان ورغيف ورغفان وذكر وذكران وجذع وجذعان وجمل وجملان وقلّ في فاعل كراكب وركبان وفي افعل كاسود وسودان واعمى وعميان وفي فعال كزقاق وزقان وحكى سيبويه عن بعضهم حوار وحوران واكثرهم يقولون حوار وحيران وقال قوم حوار بالكسر ولا يتجاوزون في بناء الكثرة فعلانا

ولكريم وبخيل فعلا

كذ لما ضاهاهما قد جعلا

وناب عنه أفعلاء في المعل

لاما ومضعف وغير ذاك قل

من ابنية جمع الكثرة فعلاء وهو مقيس في فعيل صفة لمذكر عاقل بمعنى فاعل غير مضاعف ولا معتل اللام نحو ظريف وظرفاء وكريم وكرماء وكثر فيما دل على مدح كعاقل وعقلاء وصالح وصلحاء وشاعر وشعراء والى ذا الاشارة بقوله لما ضاهاهما يعني ان نحو عاقل وصالح وشاعر مشابه لنحو بخيل وكريم في الدلالة على معنى هو كالغريزة فهو كالنائب عن فعيل فلهذا جرى مجراه ويحفظ فعلاء في نحو جبان وجبناء وخليفة وخلفاء وسمح وسمحاء وودود وودداء ورسول ورسلاء ومن ابنية جمع الكثرة افعلاء وينوب عن فعلاء في المضاعف والمعتل نحو شديد واشداء وولي واولياء وغني واغنياء ونبه بقوله وغير ذاك قلّ على نحو نصيب وانصباء وصديق واصدقاء وهين واهوناء وما اشبه ذلك

فواعل لفوعل وفاعل

وفاعلاء مع نحو كاهل

وحائض وصاهل وفاعله

وشذّ في الفارس مع ما ماثله

من ابنية جمع للكثرة فواعل وهو لاسم على فوعل نحو جوهر وجواهر وكوثر وكواثر او على فاعل نحو طابع وطوابع وقالب وقوالب او على فاعلاء نحو قاصعاء وقواصع وراهطاء ورواهط او على فاعل نحو كاهل وكواهل وجائز وجوائز وفواعل ايضا لوصيف على فاعل ان كان لمؤنث عاقل نحو حائض وحوائض وطامث وطوامث

٣٠٧

او لمذكر مما لا يعقل نحو صاهل وصواهل وناعق ونواعق فان كان الوصف على فاعل لمذكر عاقل لم يجمع على فواعل الّا ما شذ من نحو قولهم فارس وفوارس وسابق وسوابق وناكس ونواكس وداجن ودواجن وفواعل ايضا لفاعلة مطلقا نحو صاحبة وصواحب وفاطمة وفواطم وناصية ونواص ولم يجيء فواعل لغير ما ذكر الّا فيما شذ نحو حاجة وحوائج ودخان ودواخن

وبفعائل اجمعن فعاله

وشبهه ذا تاء او مزاله

من ابنية جمع الكثرة فعائل وهو لكل رباعي بمدة قبل آخره مؤنثا بالتاء نحو سحابة وسحائب ورسالة ورسائل وكناسة وكنائس وصحيفة وصحائف وحلوبة وحلائب او مجردا منها نحو شمال وشمائل وعقاب وعقائب وعجوز وعجائز وهو من فعيل عزيز ولا يكاد يعثر عليه

وبالفعالي والفعالى جمعا

صحراء والعذراء والقيس اتبعا

من ابنية جمع الكثرة فعال وفعالى ففعال مختص بنحو موماة وموام وسعلاة وسعال وربما كان لاسم على فعلية او فعلوة نحو هبرية وهبار وعرقوة وعراق وربما حذف اول زائديه من نحو حبنطى وحباط وقلنسوة وقلاس فلو حذف ثاني الزائدين جاء على مثال فعالل نحو حبانط وقلانس ويشترك فعال وفعالى فيما كان على فعلاء اسما كصحراء وصحار وصحارى او صفة كعذراء وعذار وعذارى وكذلك يشترك فعال وفعالى فيما آخره الف مقصورة للتأنيث او للالحاق نحو حبلى وحبال وحبالى وذفرى وذفار وذفارى

واجعل فعاليّ لغير ذي نسب

جدّد كالكرسيّ تتبع العرب

من ابنية جمع الكثرة فعاليّ وهو لكل ثلاثي آخره ياء مشددة غير متجددة للنسب نحو كرسيّ وكراسي وبرديّ وبرادي ولا يقال بصريّ وبصاريّ فعلى هذا اناسي ليس جمعا لانسى وانما هو جمع انسان واصله اناسين فابدلت النون ياء كما قالوا ظربان وظرابيّ ومن العرب من يقول اناسين وظرابين على الاصل ولو كان اناسيّ جمع انسيّ لقيل في نحو جنيّ وتركيّ جنانيّ وتراكيّ وهذا لا يقوله احد

وبفعالل وشبهه انطقا

في جمع ما فوق الثّلاثة ارتقى

٣٠٨

من غير ما مضى ومن خماسي

جرّد الآخر انف بالقياس

والرابع الشّبيه بالمزيد قد

يحذف دون ما به تمّ العدد

وزائد العادي الرّباعي احذفه ما

لم يك لينا إثره اللّذ ختما

من ابنية جمع الكثرة فعالل وشبهه وهو كل جمع ثالثه الف بعدها حرفان ففعالل يجمع عليه كل رباعي مجرد كجعفر وجعافر وزبرج وزبارج وبرثن وبراثن واما شبه فعالل فيجمع عليه كل رباعي بزيادة الالحاق كجوهر وجواهر وصيرف وصيارف وعلقى وعلاق او لغير الالحاق ان لم يكن ما هي فيه من باب الكبرى والصغرى ولا من باب احمر وحمراء وسكرى ولا من باب ساحر ورام وصائم مما تقدم التنبيه على مثال جمعه ولم يذكر انه جمع على شبه فعالل وذلك نحو مسجد ومساجد واصبع واصابع وسلم وسلالم واما الخماسي فان كان مجرّدا جمع في القياس على فعالل بحذف آخره نحو سفرجل وسفارج ويجوز حذف رابعه ان كان مما يزاد كنون خدرنق او من مخرج ما يزاد كدال فرزدق فلك ان تقول خدارق وفرازق والاجود خدارن وفرازد وان كان الخماسي مزيدا فيه حرف حذف ما لم يكن حرف مد قبل الآخر وذلك نحو سبطرى وسباطر وفدوكس وفداكس ومدحرج ودحارج وما قبل آخره حرف مد يجمع على فعاليل نحو قرطاس وقراطيس وقنديل وقناديل وعصفور وعصافير والى ذا الاشارة بقوله ما لم يك لينا اثره اللذ ختما

والسّين والتّا من كمستدع أزل

إذ بينا الجمع بقاهما مخل

والميم أولى من سواه بالبقا

والهمز واليا مثله إن سبقا

والياء لا الواو احذف ان جمعت ما

كحيزبون فهو حكم حتما

وخيّروا في زائدي سرندى

وكلّ ما ضاهاه كالعلندى

نهاية ما يرتقي اليه بناء الجمع ان يكون على مثال فعالل او فعاليل فاذا كان في الاسم من الزوائد ما يخل بقاؤه باحد المثالين حذف فان تأتى بحذف بعض وابقاء بعض ابقي ما له مزية فان ثبت التكافوء فالحاذف مخير فعلى هذا تقول في جمع مستدع مداع فتحذف السين والتاء وتبقي الميم لانها مصدرة ومتجددة للدلالة على معنى وتقول

٣٠٩

في ألندد ويلندد الّادويلاد فتحذف النون وتبقي الهمزة من ألندد والياء من يلندد لتصدرهما ولانهما في موضع يقعان فيه دالين على معنى بخلاف النون فانها في موضع لا تدل فيه على معنى اصلا والى هذه المسئلة الاشارة بقوله والهمز واليا متله ان سبقا وتقول في استخراج تخاريج فتؤثر التاء بالبقاء على السين لان بقاءها لا يخرج الى عدم النظير لان تخاريج كتماثيل بخلاف السين فان بقاءها مع حذف التاء يخرج الى عدم النظير لان سفاعيل ليس في كلام العرب وتقول في حيزبون حزابين فحذفت الياء وابقيت الواو فقلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها وأوثرت الواو بالبقاء لانها لو حذفت لم يغن حذفها عن حذف الياء لان بقاء الياء مفوت لصيغة منتهى الجموع وتقول في نحو نيدلان وهو الكابوس ندالين بحذف الياء وقلب الالف على ما تقدم وتقول في نحو حطائط حطئط فتحذف الالف وتبقي الهمزة لان لها مزية على الالف بالتحريك وتقول في نحو مرمريس مراريس بحذف الميم وابقاء الراء لان بقاءها لا يوهم الاصلية بخلاف الميم لانه لو قيل في جمعه مراميس لظن انه فعاليل لا فعافيل ولو لم يكن لاحد الزائدين مزية فالحاذف مخير فتقول في نحو حبنطى حبانط بحذف الالف وحباط بحذف النون وتقول في كوالل كوائل بحذف اللام وابقاء الواو ولك ان تقول كاآلل بحذف الواو لانهما زائدتان زيدتا معا للالحاق وكل منهما متحرك وليس في تخصيصه بالحذف ضرر وهكذا علندى ونحوه تقول فيه علاند وان شئت علاد ولو كان احد الزائدين مماثلا للاصل والآخر بخلاف ذلك أوثر مماثل الاصل بالبقاء كقولك في عفنجج عفاجج دون عفانج ولو كان غير مماثل الاصل ميما مصدرة أوثر عند سيبويه بالبقاء فتقول في مقعنسس مقاعس وخالف المبرد فحذف الميم وابقى السين لانها بازاء اصل فقال قعاسس

(التصغير)

فعيلا اجعل الثّلاثيّ إذا

صغّرته نحو قذيّ في قذى

فعيعل مع فعيعيل لما

فاق كجعل درهم دريهما

وما به لمنتهى الجمع وصل

به إلى أمثلة التّصغير صل

وجائز تعويض يا قبل الطّرف

إن كان بعض الاسم فيهما انحذف

٣١٠

وحائد عن القياس كلّ ما

خالف في البابين حكما رسما

كل اسم متمكن قصد تصغيره فلا بد من ضم اوله وفتح ثانيه وزيادة ياء ساكنة بعده فان كان ثلاثيا لم يغير باكثر من ذلك وان كان رباعيا فصاعدا كسر ما بعد الياء فيجيء مثال التصغير على فعيل كقولك في فلس فليس وفي قذى قذي وعلى فعيعل كقولك في جعفر جعيفر وفي درهم دريهم وعلى فعيعيل كقولك في عصفور عصيفير ويتوصل في التصغير الى فعيعل وفعيعيل بما يتوصل به في التنكسير الى فعالل وفعاليل فيقال في تصغير نحو سفرجل ومستدع وألندد واستخراج وحيزبون سفيرج ومديع وأليّد وتخيريج وحزيبين فتحذف في التصغير نفس ما حذفت في الجمع وتقول في حبنطى حبيط وان شئت حبينط ويجوز ان يعوّض مما حذف في التصغير او التكسير بياء قبل الآخر فيقال في سفرجل سفيريج وسفاريج وفي حبنطى حبينيط وحبانيط وقد يجيء التصغير والتكسير على غير بناء واحده فيحفظ ولا يقاس عليه والى ذلك الاشارة بقوله وحائد عن القياس كل ما خالف في البابين حكما رسما فمما خولف به القياس في التصغير قولهم في المغرب مغيربان وفي العشاء عشيان وفي عشية عشيشية وفي انسان انيسيان وفي بنون ابينون وفي ليلة لييلية وفي رجل رويجل وفي صبية اصيبية وفي غلمة اغيلمة ومما خولف به القياس في التكسير فجاء على غير لفظ واحده قولهم رهط واراهط وباطل واباطيل وكراع واكارع وحديث واحاديث وعروض واعاريض وقطيع واقاطيع ومكان وامكن فهذا وامثاله لا يقاس عليه

لتلو يا التّصغير من قبل علم

تأنيث او مدّته الفتح انحتم

كذاك ما مدّة أفعال سبق

أو مدّ سكران وما به التحق

ان كان ما بعد ياء التصغير حرف اعراب جرى بمقتضى العوامل وان لم يكن حرف اعراب وجب كسره ان لم تله تاء التأنيث او الفه المقصورة او الممدودة او الف افعال جمعا وعلى هذا نبه بقوله سبق او الف فعلان الذي مؤنثه فعلى فان وليه شيء من ذلك وجب فتحه فيقال في نحو تمرة وحبلى وحمراء واجمال وسكران تميرة وحبيلى وحميراء واجيمال وسكيران وتقول في نحو سرحان سريحين لانه ليس من باب سكران فقالوا سريحين كقولهم في الجمع سراحين ولم يقولوا سكيرين لانهم لم يقولوا في الجمع سكارين

٣١١

وألف التّأنيث حيث مدّا

وتاؤه منفصلين عدّا

كذا المزيد آخرا للنّسب

وعجز المضاف والمركّب

وهكذا زيادتا فعلانا

من بعد أربع كزعفرانا

وقدّر انفصال ما دلّ على

تثنية أو جمع تصحيح جلا

لا يعتد في التصغير بالف التأنيث الممدودة فلا يضرّ بقاؤها مفصولة عن ياء التصغير باصلين كقولك في جخدباء جخيدباء لانها بمنزلة كلمة منفصلة ومثل الف التأنيث الممدودة في ذلك تاء التأنيث وزيادة النسب وعجز المركب والالف والنون المزيدتان بعد اربعة فصاعدا وعلامة التثنية وعلامة جمع التصحيح فيقال في نحو حنظلة وعبقري وبعلبك وزعفران ومسلمين ومسلمات حنيظلة وعبيقري وبعيلبك وزعيفران ومسيلمين ومسيلمات

وألف التّأنيث ذو القصر متى

زاد على أربعة لن يثبتا

وعند تصغير حبارى خيّر

بين الحبيرى فادر والحبيّر

الف التأنيث المقصورة ابعد عن تقدير الانفصال من الممدودة لعدم امكان استقلال النطق بها فلذلك تحذف في التصغير الف التأنيث المقصورة خامسة فصاعدا فان بقاءها يخرج البناء عن مثال فعيعل وفعيعيل وذلك قولك في نحو قرقرى ولغّيزى قريقر ولغيغيز فان كانت خامسة وقبلها مدة زائدة جاز حذف المدة وابقاء الف التأنيث وجاز عكسه كقولهم في حبارى حبيرى وحبيّر

واردد لأصل ثانيا لينا قلب

فقيمة صيّر قويمة تصب

وشذّ في عيد عييد وحتم

للجمع من ذا ما لتصغير علم

والألف الثّاني المزيد يجعل

واوا كذا ما الأصل فيه يجهل

يرد الى اصله في التصغير ما كان ثانيا من حرف لين مبدل من غير همزة تلي همزة كآدم فيقال في نحو قيمة وديمة قويمة ودويمة لانهما من القوام والدوام ويقال في نحو موقن وموسر مييقن ومييسر لانهما من اليقين واليسر وقالوا في عيد عييد وكان

٣١٢

القياس عويد لانه من عاد يعود ولكن قالوا عبيد فلم يردوه الى الاصل حملا على قولهم في الجمع اعياد وما ثانيه الف فان كانت بدل غير همزة ردت اليه كقولك في نحو باب بويب وفي ناب نييب وان كانت زائدة او بدل همزة قلبت واوا كقولك في ضارب ضويرب وآدم وأويدم وكذا ان كانت الالف مجهولة الاصل نحو صاب وصويب وعاج وعويج والتكسير جار فيما ذكرنا مجرى التصغير وذلك قولك باب وابواب وناب وانياب وضاربة وضوارب وآدم واوادم

وكمّل المنقوص في التّصغير ما

لم يحو غير التّاء ثالثا كما

يصغر ما حذف منه اصل ان كان متحركا ثنائيا مجردا او مؤنثا بالتاء برد المحذوف فيقال في نحو دم ويد دميّ ويدية وفي شفة وسنة وعدة شفيهة وسنية ووعيدة وفي عضة عضية وعضيهة ولو كان المنقوص على ثلاثة احرف بغير تاء التأنيث صغر على لفظه تقول هذا شاك السلاح فاذا صغرته قلت هذا شويّك ولا ترد المحذوف لان مثال فعيّل ممكن بدونه فلم يحتج الى الرد بخلاف ما هو على حرفين فلو سميت بماء ثم صغرته قلت مويّ بتكميل مثال فعيّل والى هذا الاشارة بقوله كما

ومن بترخيم يصغّر اكتفى

بالأصل كالعطيف يعني المعطفا

من التصغير نوع يسمى تصغير الترخيم وهو تصغير الاسم بتجريده من الزوائد فان كانت اصوله ثلاثة رد الى فعيل وان كانت اصوله اربعة ردّ الى فعيعل وان كانت الاصول ثلاثة والمسمى مؤنث لحقت التاء فيقال في المعطف عطيف وفي اسود وحامد ومحمود سويد وحميد ويقال في قرطاس وعصفور قريطس وعصيفر ويقال في سوداء وحبلى سويدة وحبيلة ويقال في ابراهيم واسماعيل بريه وسميع نص على ذلك سيبويه رحمه‌الله

واختم بتا التّأنيث ما صغّرت من

مؤنّث عار ثلاثيّ كسن

ما لم يكن بالتّا يرى ذا لبس

كشجر وبقر وخمس

وشذّ ترك دون لبس وندر

لحاق تا فيما ثلاثيا كثر

اذا كان الاسم المؤنث العاري من علامة التأنيث ثلاثيا في الحال كدار وسن او في

٣١٣

الاصل كيد صغر بلحاق التاء فقيل دويرة وسنينة ويديّة ولا يستغنى عن هذه التاء في غير شذوذ الّا عند خوف اللبس فمما شذ قولهم ذود وذويد وحرب وحريب وقوس وقويس وعرب وعريب ودرع ودريع ونعل ونعيل ومما ترك تأنيثه خوف اللبس قولك شجر وشجير وبقر وبقير وخمس وخميس فهذا وامثاله لا تلحقه التاء في التصغير لئلّا يلتبس بغيره فانك لو قلت شحيرة وبقيرة وخميسة لظن انها تصغير شجرة وبقرة وخمسة المعدود به مذكر وكما شذ عدم التاء في تصغير الثلاثي من نحو درع وحرب كذلك شذ لحاق التاء في بعض ما زاد على الثلاثة وذلك قولهم وراء ووريئة وامام واميمة وقدام وقديديمة والى ذا اشار بقوله وندر لحاق تا فيما ثلاثيا كثر اي فاقه في الكثرة

وصغّروا شذوذا الّذي الّتي

وذا مع الفروع منها تاوتي

التصغير من جملة التصاريف في الاسم فلا يدخل على غير المتمكن منها الّا ذا والذي وفروعهما فانها لما شايهت الاسماء المتمكنة بكونها توصف ويوصف بها استبيح تصغيرها لكن على وجه خولف به تصغير المتمكن فترك اولها على ما كان عليه قبل التصغير وعوّض من ضمه الف مزيدة في الآخر ووافقت المتمكن في زيادة ياء ساكنة فقيل في الذي والتي اللذيا واللتيا وفي ذا وتا ذيا وتيا والاصل ذبيّا وتبيّا بثلاث ياآت الاولى عين الكلمة والثالثة لامها والوسطى ياء التصغير فاستثقل ثلاث ياآت فقصد التخفيف بحذف واحدة فلم تحذف ياء التصغير لدلالتها على معنى ولا الثالثة لحاجة الالف الى فتح ما قبلها فتعين حذف الاولى ويقال في ذاك ذياك وفي ذلك ذيا لك قال الراجز

او تحلفي بربك العليّ

اني ابو ذيّا لك الصبيّ

ويقال في تصغير الذين اللذيون وفي اللائين اللويئون وفي الجر والنصب اللذيين واللويين وتقول في تصغير اللائي واللاتي اللويّا واللويتا واللتيات فاللويتا تصغير اللاتي على لفظه واللتيات رد اللاتي الى واحده ثم تصغيره وجمعه

(النسب)

ياء كيا الكرسيّ زادوا للنّسب

وكلّ ما تليه كسره وجب

ومثله ممّا حواه احذف وتا

تأنيث او مدّنه لا تثبتما

٣١٤

وإن تكن تربع ذا ثان سكن

فقلبها واوا وحذفها حسن

لشبهها الملحق والأصليّ ما

لها وللأصليّ قلب يعتمى

والألف الجائز أربعا أزل

كذاك يا المنقوص خامسا عزل

والحذف في اليا رابعا أحقّ من

قلب وحتم قلب ثالث يعن

وأول ذا القلب انفتاحا وفعل

وفعل عينهما افتح وفعل

وقيل في المرميّ مرمويّ

واختير في استعمالهم مرميّ

اذا قصد اضافة الرجل الى اب او قبيلة او بلد او نحو ذلك جعل حرف اعرابه ياء مشددة مكسورا ما قبلها وذلك هو النسب فيقال في احمد احمديّ فان كان آخر الاسم ياء كياء النسب في التشديد والمجي بعد ثلاثة احرف فصاعدا حذفت وجعلت ياء النسب موضعها فيقال في النسب الى الشافعي شافعيّ وفي النسب الى مرمي مرميّ وقد يقال مرموي تفرقة بين الاصل والزائد وسيأتي ذكره وتحذف في النسب ايضا ما في الاسم من تاء التأنيث كقولك في مكة مكيّ واذا نسب الى المقصور فان كانت الفه زائدة للتأنيث وجب حذفها ان كانت خامسة فصاعدا كحبارى وحباري او رابعة متحركا ثاني ما هي فيه كجمزى وجمزيّ وان كانت رابعة ساكنا ثاني ما هي فيه جاز فيه الحذف وقلبها واوا مباشرة للام او مفصولة بالف كقولك في النسب الى حبلى حبليّ وحبلويّ وحبلاويّ والاول هو المختار وان كانت الالف المقصورة زائدة للالحاق فهي كألف التأنيث في وجوب الحذف ان كانت خامسة كحبركى وحبركيّ وفي جواز الحذف والقلب الى الواو بغير فصل بالالف ان كانت رابعة فيقال في النسب الى علقى علقيّ وعلقوي الّا ان الثاني اجود بخلاف مثله في الف التأنيث وان كانت الف المقصورة بدلا من اصل فان كانت ثالثة قلبت واوا كفتى وفتوي وعصا وعصويّ وان كانت رابعة قلبت واوا ايضا وربما حذفت فيقال في ملهى ملهويّ وقد يقال ملهيّ وان كانت خامسة فصاعدا وجب الحذف كمصطفى ومصطفي واذا نسب الى المنقوص قلبت ياؤه واوا وفتح ما قبلها ان كانت ثالثة نحو شج وشجويّ وان كانت رابعة حذفت كقاض وقاضيّ وقد تقلب واوا ويفتح ما قبلها فيقال قاضويّ قال الشاعر

٣١٥

وكيف لنا بالشرب ان لم يكن لنا

دراهم عند الحانويّ ولا نقد

وان كانت خامسة فصاعدا وجب الحذف كمعتد ومعتديّ ومستعل ومستعليّ وفهم هذا كله من النظم المذكور ظاهر واذا نسب الى ما قبل آخره مكسور فان كانت الكسرة مسبوقة بحرف وجب في النسب التخفيف بجعل الكسرة فتحة فيقال في نمر ودئل وابل نمريّ ودئليّ وابليّ وان كانت الكسرة مسبوقة باكثر من حرف جاز وجهان فيقال في تغلب تغلبي وتغلبي قوله وقيل في المرمي البيت قياس النسب الى مرمي ونحوه مما آخره ياء مدغمة في مثلها مسبوقة باكثر من حرفين ان تحذف اليا آن وتلحق ياء النسب مكانهما ولا فرق في ذلك بين ان تكون اليا آن زائدتين او احداهما اصلا ومن العرب من يحذف اليائين اذا كانتا زائدتين فيقول في النسب الى كرسي كرسيّ كما يفعل غيره واذا كانت احداهما اصلا قلبها واوا وحذف الزائدة فيقول في النسب الى مرمي مرمويّ كما يقول في قاض قاضوي وهذه لغة قليلة والمختار خلافها ولذلك اطلق الكلام اولا حيث يقول ومثله مما حواه احذف وتا تأنيث البيت ثم اعقبه بهذا البيت تنبيها على اللغة المذكورة

ونحو حيّ فتح ثانيه يجب

واردده واوا إن يكن عنه قلب

اذا نسب الى ما آخره ياء مشددة فاما ان تكون مسبوقة بحرف او بحرفين او بثلاثة فصاعدا فان كانت مسبوقة بحرف لم يحذف من الاسم في النسب شيء ولكن يفتح ثانيه ويعامل معاملة المقصور الثلاثي وان كان ثانيه واوا في الاصل رد الى اصله وذلك قولك في النسب الى حيّ حيويّ والى طيّ طوويّ لانه من طويت وان كانت الياء المشددة مسبوقة بحرفين حذف في النسب اولى اليائين وقلبت الثانية واوا وفتح ما قبلها ان كان مكسورا فيقال في قصيّ وعليّ قصويّ وعلويّ وقد يقال قصبيّ وان كانت الياء المشددة مسبوقة باكثر من حرفين وجب حذف اليائين مطلقا الّا على لغة كما سبق

وعلم التّثنية احذف للنّسب

ومثل ذا في جمع تصحيح وجب

وثالث من نحو طيب حذف

وشذّ طائيّ مقولا بالألف

يحذف من المنسوب ما فيه علامة تثنية او جمع تصحيح فيقال في من اسمه زيدان معربا بالحروف زيديّ ومن اجراه مجرى حمدان قال زيداني وعلامة جمع التصحيح كعلامة التثنية فيقال في عرفات ونصيبين عرفيّ ونصيبيّ ومن قال هذه نصيبين فجعل النون

٣١٦

حرف الاعراب قال في النسب نصيبينيّ بغير حذف واذا وقع قبل الحرف المكسور من اجل ياء النسب ياء مكسورة مدغم فيها مثلها حذفت المكسورة كقولك في طيب طيبي وقياس النسب الى طييء ان يقال طيئيّ ولكن تركوا فيه القياس فقالوا طائيّ بابدال الياء الفا فان كانت الياء المدغم فيها مفتوحة لم تحذف فيقال في النسب الى هبيخ هبيخيّ وكذا لو كانت مكسورة مفصولة نحو مهييم تصغير مهيام فالنسب اليه مهييميّ لان التخفيف بفصل المد بمنزلة التخفيف بالفتح

وفعليّ في فعيلة التزم

وفعليّ في فعيلة حتم

وألحقوا معلّ لام عريا

من المثالين بما التّا أوليا

وتمّموا ما كان كالطّويله

وهكذا ما كان كالجليله

يقال في النسب الى فعيلة فعلي بفتح عينه وحذف يائه ان لم يكن معتل العين ولا مضاعفا وذلك نحو قولهم في حنيفة حنفي وشذ نحو قولهم في السليقة سليقي وفي عميرة كلب عميري واما نحو طويلة وجليلة مما هو معتل العين او مضاعف فلا تحذف ياؤه في النسب بل يجيء على فعيلي نحو طويلي وجليلي لانهم استثقلوا فك التضعيف وتصحيح الواو متحركة مفتوحا ما قبلها ويقال في فعيلة فعلي بحذف الياء ان لم يكن مضاعفا وذلك نحو قولهم في جهينة جهني وشذ نحو قولهم في ردينة رديني واما نحو قليلة مما هو مضاعف فانما ينسب اليه على لفظه فيقال قليلي كما يقال جليلي وفعولة في هذا الباب ملحق بفعيلة كقولهم في شنوه شنئيّ قوله والحقوا معلّ لام عريا البيت معناه ان ما كان على فعيل او فعيل بغير تاء فاما ان يكون صحيح اللام او معتلها فان كان صحيح اللام فالمطرد في النسب اليه ان لا يحذف منه شيء وذلك نحو قولهم في عقيل وعقيل عقيلي وعقيلي وشذ نحو قولهم في ثقيف ثقفي وفي هذيل هذلي وان كان معتل اللام فهو كالمؤنث في وجوب حذف يائه وفتح ما قبلها ان كان مكسورا فيقال في عدي وقصي عدوي وقصوي كما يقال في امية اموي

وهمز ذي مدّ ينال في النّسب

ما كان في تثنية له انتسب

حكم همزة الممدود في النسب حكمها في التثنية فان كانت زائدة للتأنيث قلبت واوا كقولك في صحراء صحراويّ وان كانت زائدة للالحاق او بدلا من اصل جاز فيها

٣١٧

ان تسلم وان تقلب واوا فيقال في نحو علباء علبائي وعلباوي وفي نحو كساء كسائي وكساوي وان كانت اصلا غير بدل وجب ان تسلم فيقال في نحو قرّاء قرّائي بالتصحيح لا غير

وانسب لصدر جملة وصدر ما

ركّب مزجا ولثان تمّما

إضافة مبدؤة بابن أو اب

أو ما له التّعريف بالثّاني وجب

فيما سوى هذا انسبن للأوّل

ما لم يخف لبس كعبد الأشهل

الاسم المركب اما جملة في الاصل كتأبط شرّا واما مركب تركيب مزج كبعلبك واما مضاف كامرىء القيس فاذا نسب الى ما هو جملة في الاصل حذف عجزه فيقال في برق بحره؟؟؟ برقيّ وفي تأبط شرّا تأبطيّ واذا نسب الى مركب تركيب مزج حذف عجزه ايضا فيقال في بعلبك بعلي وفي معدي كرب معديّ ومعدويّ وقد بينى من جزئي المركب اسم على فعلل وينسب اليه كقولهم في حضرموت حضرمي وفي عبد شمس عبشمي وفي تيم اللات تيملي واذا نسب الى مضاف فان كان صدره معرّفا بعجزه او كان كنية حذف صدره ونسب الى عجزه كقولك في غلام زيد وابن الزبير وابي بكر زيديّ وزبيريّ وبكريّ وان كان المضاف غير معرّف بالعجز ولا كان كنية حذف عجزه ونسب الى صدره كقولك في امرئ القيس امرئيّ ومرئيّ فان خيف لبس من حذف العجز نسب اليه وحذف الصدر كقولهم في عبد الاشهل وعبد مناف اشهلي ومنافي

واجبر بردّ اللّام ما منه حذف

جوازا أن لم يك ردّه ألف

في جمعي التّصحيح أو في التّثنيه

وحقّ مجبور بهذي توفيه

وبأخ أختا وبابن بنتا

ألحق ويونس أبى حذف التّا

وضاعف الثّاني من ثنائي

ثانيه ذو لين كلا ولائي

وإن يكن كشبة ما الفا عدم

فجبره وفتح عينه التزم

اذا كان المنسوب اليه محذوف اللام وكان مستحقا لرد المحذوف في التثنية كأخ وأب او في الجمع بالالف والتاء كأخت وعضة وجب رد المحذوف كقولك أخوي وأبوي

٣١٨

وعضوي فان لم يجبر المحذوف اللام في تثنية ولا مجمع بالالف والتاء جاز في النسب اليه رد المحذوف وتركه فيقال في عد ويد وابن عدي وعدوي ويدي ويدوي وابني وبنوي وان كان المحذوف اللام معتل العين وجب جبره في النسب كما يجب جبر اب ونحوه فيقال في شاه شاهي ويقال في النسب الى اخت وبنت اخوي وبنوى كما ينسب الى مذكرهما هذا مذهب سيبويه والخليل واما يونس فيقول اختيّ وبنتيّ وتقول في كلتا على مذهب سيبويه كلوي وهى مذهب يونس كلتي وكلتوي واذا نسب الى ثنائي لا ثالث له فان كان الثاني حرفا صحيحا جاز فيه التضعيف وعدمه فيقال في كم كميّ وكمّيّ وان كان حرفا معتلا وجب تضعيفه فيقال في لو لوي اصله لووي وان كان الحرف المعتل الفا ضوعفت وابدلت الثانية همزة كقولك في لا اسم رجل لائيّ ويجوز قلب الهمزة واوا فيقال لاوي واذا نسب الى المحذوف الفاء فان كان صحيح اللام لم يرد المحذوف فيقال في عدة وصفة عدي وصفي وان كان معتل اللام وجب الرد ومذهب سيبويه ان لا يرد عين المحذوف الى السكون ان كان اصلها السكون بل تفتح وتعامل معاملة المقصور ومذهب الاخفش ان يرد عين المحذوف الى سكونها ان كانت ساكنة فيقال في شية على مذهب سيبويه وشويّ وعلى مذهب الاخفش وشييّ

والواحد اذكر ناسبا للجمع

إن لم يشابه واحدا بالوضع

ومع فاعل وفعّال فعل

في نسب أغنى عن اليا فقبل

وغير ما أسلفته مقرّر

على الّذي ينقل منه اقتصرا

اذا نسب الى جمع باق على جمعيته جيء بواحده ونسب اليه كقولك في النسب الى الفرائض فرضي والى الحمس احمسيّ وان زال الجمع عن جمعيته بنقله الى العلمية نسب اليه على لفظه كانماري وكذا ان كان باقيا على جمعيته وجرى مجرى العلم كانصاري والى انمار وانصار ونحوهما الاشارة بقوله ان لم يشابه واحدا بالوضع وكذا ان كان جمعا اهمل واحده كعباديد فالنسب اليه عباديدي ويستغنى غالبا في النسب عن يائه ببناء الاسم على فاعل بمعنى صاحب كذا نحو تامر ولابن وكاس بمعنى صاحب تمر ولبن وكسوة وببنائه على فعّال في الحرف نحو يقال وحداد وبزاز وقد يبنى فعال بمعنى صاحب كذا كقول امرىء القيس

٣١٩

وليس بذي رمح فيطعنني به

وليس بذي سيف وليس بنبّال

اي وليس بذي نبل وعلى هذا حمل المحققون قوله تعالى. (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.)

اي ليس بذي ظلم وقد يستغنى عن ياء النسب بفعل بمعنى صاحب كذا كقولهم رجل طعم ولبس وعمل بمعنى ذي طعام وذي لباس وذي عمل انشد سيبويه

لست بليليّ ولكني نهر

لا ادلج الليل ولكن ابتكر

اراد ولكني نهاريّ اي عامل بالنهار وقالوا لبياع العطر وبياع البتوت وهي الاكسية عطار وعطريّ وبتات وبتي وما جاء من المنسوب مخالفا لما يقتضيه القياس فهو من شواذ النسب التي تحفظ ولا يقاس عليها وبعضه اشذ من بعض فمن ذلك قولهم في النسب الى البصرة بصريّ والى الدهر دهريّ والى مرو مروزي والى الري رازي والى جلولاء وحروراء جلوليّ وحروريّ والى صنعاء وبهراء صنعاني وبهراني والى البحرين بحراني والى امية اموي والى البادية بدوي والى ابل الطلح ابل طلاحية ومنه قولهم رقباني وجماني ولحياني لعظيم الرقبة والجمة واللحية

(الوقف)

تنوينا اثر فتح اجعل ألفا

وقفا وتلو غير فتح احذفا

واحذف لوقف في سوى اضطرار

صلة غير الفتح في الإضمار

وأشبهت إذن منوّنا نصب

فألفا في الوقف نونها قلب

وحذف يا المنقوص ذي التّنوين ما

لم ينصب اولى من ثبوت فاعلما

وغير ذي التّنوين بالعكس وفي

نحو مر لزوم ردّ اليا اقتفي

في الوقف على الاسم المنوّن ثلاث لغات اعلاها واكثرها ما نبه عليه وهو ان يوقف على المنصوب والمفتوح بابدال التنوين الفا وعلى غيرهما بالسكون وحذف التنوين بلا بدل والمراد بالمنصوب ما فتحته فتحة اعراب نحو رأيت زيدا والمراد بالمفتوح ما فتحته لغير الاعراب نحو ايها وويها وشبهوا اذن بمنون فابدلوا نونه في الوقف الفا واللغة الثانية لغة ربيعة وهي ان يوقف على المنوّن كله بالحذف والاسكان نحو هذا زيد ومررت زيد ورأيت زيد ومن شواهد هذه اللغة قول الشاعر

٣٢٠