شرح ألفيّة ابن مالك

ابن ناظم

شرح ألفيّة ابن مالك

المؤلف:

ابن ناظم


الموضوع : اللغة والبلاغة
المطبعة: مطبعة القديس جاورجيوس
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٥٥

(الاخبار بالذي والالف واللام)

ما قيل أخبر عنه بالّذي خبر

عن الّذي مبتدأ قبل استقر

وما سواهما فوسّطه صله

عائدها خلف معطي التّكمله

نحو الّذي ضربته زيد فذا

ضربت زيدا كان فادر المأخذا

وباللّذين والّذين والّتي

أخبر مراعيا وفاق المثبت

المخبر عنه في هذا الباب هو المجعول في آخر الجملة خبرا عن الموصول مبتداء فالباء في قولهم الاخبار بالذي باء السببية لا باء التعدية لدخولها على المخبر عنه حقيقة فاذا قلت اخبر عن زيد من قولك زيد منطلق فالمعنى اخبر عن مسمى زيد بوساطة التعبير عنه بعد اضماره بالذي موصولا بالجملة وجعل لفظ زيد خبرا ولذلك يقال في الجواب الذي هو منطلق زيد وكثيرا ما يصار الى هذا الإخبار لقصد الاختصاص او تقوّي الحكم او تشويق السامع او اجابة الممتحن فاذا اردت ان تخبر عن اسم في الجملة اخرته الى العجز وان كان ضميرا متصلا فصلته وصيرت ما عداه صلة للذي او شبهه واضعا مكان المؤخر ضميرا مطابقا عائدا على الموصول يخلف المؤخر فيما كان له من الاعراب فان كان مفعولا له او ظرفا متصرفا قرن الضمير باللام او في تقوّل في الاخبار عن زيد من نحو ضربت زيدا الذي ضربته زيد وعن التاء الذي ضرب زيدا انا فتأتي بالموصول مبتدأ وتؤخر ما تريد الاخبار عنه وتجعله خبرا عن الموصول وتجعل ما بينهما صلة فيها ضمير مطابق للموصول موضوع في مكان الاسم المؤخر المعبر عنه في النظم بمعطي التكملة اي الذي كان به تكميل الكلام قبل تركيب الاخبار وتقول في الاخبار عن رغبة من نحو جئت رغبة فيك الذي جئت له رغبة فيك وعن يوم الجمعة من نحو صمت يوم الجمعة الذي صمت فيه يوم الجمعة فتفعل فيهما كما فعلت فيما قبل ثم تقرن ضمير ما كان مفعولا له باللام وضمير ما كان ظرفا بفي لان الضمائر تردّ معها الاشياء الى اصولها اذ لم تقوّ قوة الاسماء الظاهرة ولم تتضمن ما تضمنته واذا كان المخبر عنه في هذا الباب مثنى او مجموعا على حدة او مؤنثا جيء بالموصول على وفقه لوجوب مطابقة المبتدأ خبره تقول في الاخبار عن الزيدين من نحو بلغ الزيدان العمرين رسالة اللذان بلغا العمرين رسالة الزيدان وعن العمرين

٢٨١

الذين بلغهم الزيدان رسالة العمرون وعن الرسالة التي بلغها الزيدان العمرين رسالة واذا عرفت هذا فاعلم ان ليس كل اسم يجوز ان يخبر عنه بل لا يصح الاخبار عن اسم في الكلام الّا بسبعة شروط وقد نبه على اربعة منها بقوله

قبول تأخير وتعريف لما

أخبر عنه ها هنا قد حتما

كذا الغنى عنه بأجنبيّ او

بمضمر شرط فراع ما رعوا

الشرط الاول جواز التأخير فلا يخبر عن اسم يلزم صدر الكلام كضمير الشان واسم الاستفهام لامتناع تأخير ما التزمت العرب تقديمه ووجوب تأخير الخبر في هذا الباب الثاني جواز تعريفه فلا يخبر عن الحال والتمييز لانهما ملازمان للتنكير فلا يصح جعل المضمر مكانهما لانه ملازم للتعريف الثالث جواز الاستغناء عنه باجنبي فلا يخبر عن ضمير عائد الى اسم في الجملة كالهاء من نحو زيد ضربته ومن نحو زيد ضرب غلامه لانه لو اخبر عنها لخلفها مثلها في العود الى ما كانت تعود اليه فيلزم اما بقاء الموصول بلا عائد واما عود ضمير واحد الى شيئين وكلاهما محال ولو كان الضمير عائدا الى اسم من جملة اخرى جاز الاخبار عنه كقولك في الاخبار عن الهاء من لقيته في نحو جاء زيد ولقيته الذي لقيته هو الرابع جواز الاستغناء عنه بمضمر فلا يخبر عن موصوف دون صفته ولا عن مصدر عامل دون معموله ولا عن مضاف دون مضاف اليه فلا يخبر عن عمرو وحده من نحو سرّ ابا زيد قرب من عمرو الكريم بل مع صفته نحو الذي سرّ ابا زيد قرب منه عمرو الكريم ولا عن القرب وحده بل مع معموله نحو الذي سرّ ابا زيد قرب من عمرو الكريم ولا عن الاب وحده بل مع المضاف اليه نحو الذي سرّه قرب من عمرو الكريم ابو زيد الخامس جواز استعماله مرفوعا فلا يخبر عما لازم الظرفية كعند ولدى وذات مرة السادس جواز وروده مثبتا فلا يخبر عن نحو احد وديار وعريب لئلّا يخرج عما الزمه من الاستعمال في النفي السابع ان يكون بعض ما يوصف به من جملة خبرية او جملتين في حكم واحدة فلا يخبر عن اسم في جملة طلبية ولا في احدى جملتين مستقلتين ليس في الاخرى منهما ضمير ذلك الاسم ولا بين الجملتين عطف بالفاء وانما يخبر عنه اذا كان بخلاف ذلك فيخبر عن الاسم اذا كان من جملة واحدة خبرية كما مرّ او من احدى جملتين غير مستقلتين كالشرط والجزاء نحو ان قام زيد قام عمرو وتقول في الاخبار عن زيد الذي

٢٨٢

ان قام قام عمرو زيد وعن عمرو الذي ان قام زيد قام عمرو ويخبر عن الاسم ايضا اذا كان من احدى جملتين مستقلتين اذا كان في الاخرى منهما ضمير الاسم او كان بينهما عطف بالفاء فالاول كالمتنازع فيه من نحو ضربني وضربت زيدا ونحو اكرمني واكرمته عمرو تقول في الاخبار عن زيد الذي ضربني وضربته زيد وعن عمرو الذي اكرمني واكرمته عمرو الثاني كاحد المرفوعين من نحو يطير الذباب فيغضب زيد تقول في الاخبار عن الذباب الذي يطير فيغضب زيد الذباب وعن زيد الذي يطير الذباب فيغضب زيد ويكتفى بضمير واحد في الجملتين الموصول بهما لان ما في الفاء من معنى السببية نزلهما منزلة الشرط والجزاء فجاز ذلك جواز قولك الذي ان يطر يغضب زيد الذباب ولو كان العطف بالواو امتنع الاخبار الّا ان ذكر الضمير لا يجوز الذي يطير ويغضب زيد الذباب لان الواو للتشريك وليس فيها معنى السببية كالفاء فلا يعطف على الصلة ما لا يصلح ان يكون صلة فلا يعطف على الصلة جملة خالية من ضمير الموصول بل جملة مشتملة عليه نحو الذي يطير ويغضب منه زيد الذباب

وأخبروا هنا بأل عن بعض ما

يكون فيه الفعل قد تقدّما

إن ضحّ صوغ صلة منه لأل

كصوغ واق من وقى الله البطل

وإن يكن ما رفعت صلة أل

ضمير غيرها أبين وانفصل

اذا اريد الاخبار عن اسم وكان من جملة اسمية تعين الاخبار عنه بالذي او احد فروعه فان كان من جملة فعلية جاز الاخبار عنه بذلك وبالالف واللام ايضا هذا ان صحّ ان يبنى من الفعل صفة توصل بها الالف واللام وذلك اذا كان الفعل متصرفا مثبتا فلا يخبر بالالف واللام عن معمول نحو نعم وبئس وما زال وما انفك بل عن معمول نحو وقى من قولك وقى الله البطل تقول في الاخبار عن الفاعل الواقي البطل الله وعن المفعول الواقيه الله البطل ولك ان تحذف الهاء ولا فرق في الاخبار بين الذي والالف واللام الّا في وجوب رد الفعل مع الالف واللام الى لفظ اسم الفاعل او المفعول لامتناع وصلها بغير الصفة الّا فيما لا اعتداد به ثم صلة الالف واللام ان رفعت ظاهرا فهي معه بمنزلة الفعل وان رفعت مضمرا فان كان للالف واللام وجب استتاره وان كان لغير الالف واللام وجب بروزه لما عرفت ان الصفة

٢٨٣

متى جرت على غير ما هي له امتنع ان ترفع ضميرا مستترا بخلاف الفعل تقول في الاخبار عن التاء من نحو بلّغت من الزيدين الى العمرين رسالة المبلغ من الزيدين الى العمرين رسالة انا وعن الزيدين المبلغ انا منهما الى العمرين رسالة الزيدان وعن العمرين المبلغ انا من الزيدين اليهم رسالة العمرون وعن الرسالة المبلغها انا من الزيدين الى العمرين رسالة فتأتي بضمير الرفع في المثال الاول مستترا لانه ضمير الالف واللام فلم يبرز لان رافعه جار على ما هو له وفي الامثلة الأخر بارزا لانه ضمير غير الالف واللام فوجب بروزه لان رافعه جار على غير ما هو له لانه جار على الالف واللام وهو في المعنى للمخبر عنه ولا فرق في ذلك بين ضمير الحاضر وضمير الغائب تقول في الاخبار بالالف واللام عن الضمير في ضرب جاريته من قولنا زيد ضرب جاريته زيد الضارب جاريته هو وعن الجارية زيد الضاربها هو جاريته

(العدد)

ثلاثة بالتّاء قل للعشره

في عدّ ما آحاده مذكّره

في الضّدّ جرّد والمميّز اجرر

جمعا بلفظ قلّة في الأكثر

يستعمل العدد من ثلاثة الى عشرة بالتاء ان كان واحد المعدود مذكرا وبتركها ان كان مؤنثا نحو عندي ثلاثة من العبيد وثلاث من الاماء وكان حق هذه الاعداد ان تستعمل بالتاء مطلقا لان مسماها جموع والجموع غالب عليها التأنيث ولكن ارادوا التفريق بين المذكر والمؤنث فجاؤا بعدد المذكر لكونه اصلا بالتاء على القياس وبعدد المؤنث بغير التاء للتفريق ثم المميز لهذا العدد ان كان اسم جنس كالغنم او سم جمع كقوم جرّ بمن نحو ثلاث من الغنم وقد يضاف اليه العدد نحو ثلاث ذود وتسعة رهط وان كان غير ذلك اضيف العدد اليه مجموعا ما لم يكن مائة فان اهمل جمع المميز على مثال قلة جيء به جمع كثرة نحو ثلاثة دراهم وخمس جوار وان لم يهمل جيء به في الغالب جمع قلة نحو ثلاثة اجبل وخمس آكم وقد يجاء به جمع كثرة كقوله تعالى. (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ.) مع مجيء الاقراء وان كان المميز مائة افردت في الاعرف تخفيفا لثقلها بالتأنيث والاحتياج الى مميز بعدها فيقال ثلاث مائة وقد يقال ثلاث مئات وثلاث مئين قال الشاعر

ثلاث مئين للملوك وفى بها

ردائي وجلّت عن وجوه الاهاتم

٢٨٤

وقد ينصب مميز هذا العدد نحو قول بعضهم خمسة اثوابا ولا يشركه في جرّ المميز الواحد والاثنان استغناء بافراد المميز وتثنيته الّا في الضرورة كقول الشاعر

كأنّ خصييه من التدلدل

ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل

واذ قد عرفت ان مميز العدد المذكور على ضربين مجرور بمن ومضاف اليه فاعلم ان المميز المضاف اليه اما ان يكون اسما او صفة فان كان اسما فاعتبار التذكير فيه والتأنيث في الغالب بلفظه لا بمعناه ما لم يتصل بالكلام ما يقوّي المعنى فيقال ثلاثة اشخص وثلاث اعين والمراد بالاول نسوة وبالثاني رجال اعتبارا للفظ ولو اتصل بالكلام ما يقوّي المعنى جاز اعتبار اللفظ واعتبار المعنى ومنه قول الشاعر

فكان مجني دون من كنت اتقي

ثلاث شخوص كاعبان ومعصر

وقول الآخر

وان كلابا هذه عشر أبطن

وانت بريء من قبائلها العشر

وقد يغلب المعنى وان لم يكن في الكلام ما يقويه كقولهم ثلاثة انفس والنفس مؤنثة ولكن كثر استعمالها مرادا بها انسان فجعل عددها بالتاء قال الشاعر

ثلاثة انفس وثلاث ذود

لقد جار الزمان على عيالي

وحكى يونس ان رؤبة قال ثلاث انفس فاسقط التاء مراعاة للفظ وان كان المميز صفة فاعتبار التذكير فيه والتأنيث بلفظ موصوفها المنوي لا بلفظها فيقال ثلاثة ربعات اذا قصد رجال وثلاثة دواب اذا قصد ذكور لان الدابة صفة في الاصل فالاعتبار بموصوفها ومن ذلك قوله تعالى. (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها.) المعنى فله عشر حسنات امثالها واما المميز المجرور بمن فاعتبار التذكير فيه والتأنيث باللفظ ما لم يفصل بينه وبين العدد صفة دالة على المعنى تقول عندي ثلاث من الغنم بحذف التاء لان الغنم مؤنث وتقول عندي ثلاث من البقر وثلاثة من البقر بالوجهين لان في البقر لغتين التذكير والتأنيث فلو فصل المميز بصفة دالة على المعنى وجب اعتباره نحو عندي ثلاثة ذكور من البط ولا اثر للوصف المتأخر نحو ثلاث من البط ذكور

ومائة والألف للفرد أضف

ومائة بالجمع نزرا قد ردف

تضاف المائة والالف الى المعدود بهما مفردا نحو مائة دينار والف درهم وقد تضاف

٢٨٥

المائة الى جمع كقراءة حمزة والكسائي قوله تعالى. (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ.)

واليه الاشارة بقوله ومائة بالجمع نزرا قد ردف وقد شذ تمييز المائة بمفرد منصوب في قول الربيع بن ضبع الفزاري

إذا عاش الفتى مائتين عاما

فقد ذهب اللذاذة والفتاء

فلا يقاس عليه

وأحد اذكر وصلنه بعشر

مركّبا قاصد معدود ذكر

وقل لدى التّأنيث إحدى عشره

والشّين فيها عن تميم كسره

ومع غير أحد وإحدى

ما معهما فعلت فافعل قصدا

ولثلاثة وتسعة وما

بينهما إن ركّبا ما قدّما

وأول عشرة اثنتي وعشرا

إثني إذا أنثى تشا أو ذكرا

حاصل هذه الابيات بيان ان العشرة تركب مع ما دونها فيقال في التذكير احد عشر واثنا عشر وثلاثة عشر الى تسعة عشر وفي التأنيث احدى عشرة واثنتا عشرة وثلاث عشرة الى تسع عشرة باسكان الشين على لغة اهل الحجاز وكسرها على لغة بني تميم فيجري اول الجزئين على ما كان له قبل التركيب من المجيء في التذكير بثلاثة وما فوقها مؤنثة وبما دونها مذكرا وفي التأنيث بثلاث وما فوقها مذكرة وبما دونها مؤنثا ويجري الثاني من الجزئين على العكس مما كان له قبل التركيب فاسقطوا تاءه في التذكير واثبتوها في التأنيث وانما لم يقولوا في التذكير ثلاثة عشرة كراهة الجمع بين علامتين بلفظ واحد فيما مما كشيء واحد ولا في التأنيث ثلاث عشر كراهة اخلاء المؤنث من علامة لا محذور في لحاقها

واليا لغير الرّفع وارفع بالألف

والفتح في جزءي سواهما ألف

كل عدد مركب فجزآه مبنيان على الفتح الّا اثنا واثنتا اما بناء الصدر منهما فلتنزله منزلة صدر الاسم واما بناء العجز فلتضمنه معنى الحرف لان الاصل في نحو خمسة عشر خمسة وعشر كما تقول خمسة وعشرون فلما تركبا ذهبت الواو من اللفظ وتضمن معناها ثاني الجزئين فبني على الفتح وانما لم يبن المركب على السكون لان له اصلا في

٢٨٦

التمكن ولا على حركة غير الفتح لكونه مستطالا بالتركيب فأوثر بأخف الحركات واما اثنا واثنتا فيستصحب اعرابهما في التركيب فيكونان بالف في الرفع نحو جاءني اثنا عشر رجلا واثنتا عشرة امرأة وبياء في النصب والجرّ نحو رأيت اثني عشر رجلا ومررت باثنتي عشرة امرأة وانما اعرب اثنا واثنتا من بين صدور المركبات لوقوع العجز منهما موقع النون فكما كان الاعراب مع النون ثابتا ثبت مع الواقع موقعها فان قلت كيف صح وقوع العجز من هذا موقع النون فاعرب صدره وما صح وقوع العجز من نحو خمسة عشر موقع التنوين من خمسة فاعرب صدره قلت صح ذلك في اثنا عشر لان ثبوت عشر بعد الالف منه متأخر عن ثبوت النون في اثنان لما علمت ان التركيب متأخر عن الافراد والمتأخر لا يمتنع ان يقال وقع موقع المتقدم ولم يصح ذلك في نحو خمسة عشر لان ثبوت عشر بعد التاء منه ليس متأخرا عن ثبوت التنوين في خمسة بل متقدما عليه لان تركيب المزج من الاوضاع المتقدمة على الاعراب المقارن للتنوين والمتقدم لا يمكن ان يقال وقع موقع المتأخر

وميّز العشرين للتّسعينا

بواحد كأربعين حينا

وميّزوا مركّبا بمثل ما

ميّز عشرون فسوّينهما

وإن أضيف عدد مركّب

يبق البنا وعجز قد يعرب

من اسماء العدد العشرون واخواتها الى التسعين وتستعمل بلفظ واحد للمذكر والمؤنث وبذكر معها النيف متقدما كقولك في التذكير ثلاثة وعشرون وفي التأنيث خمس واربعون وتميز هي والاعداد المركبة بمفرد منصوب نحو قوله تعالى. (أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً.)

وقوله تعالى. (وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً.) وقد تميز بجمع صادق على الواحد منها فيقال عندي عشرون دراهم على معنى عشرون شيئا كل واحد منها دراهم ومنه قوله تعالى. (وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً.) المعنى والله اعلم وقطعناهم اثنتي عشرة فرقة كل فرقة منهم اسباط وقد يضاف العدد الى مستحق المعدود فيستغنى عن التمييز نحو هذه عشر وزيد وبفعل ذلك بجميع الاعداد المركبة الّا اثني عشر فيقال احد عشرك وثلاثة عشرك ولا يقال اثنا عشرك لان عشر من اثني عشر بمنزلة نون اثنين فلا تجامع الاضافة ولا يقال اثناك لئلّا يلتبس باضافة اثنين بلا تركيب واذا اضيف العدد المركب استصحب البناء في صدره وفي عجزه ايضا الّا على لغة قال سيبويه ومن العرب

٢٨٧

من يقول خمسة عشرك وهي لغة رديئة وعند الكوفيين ان العدد المركب اذا اضيف اعرب صدره بما تقتضيه العوامل وجر عجزه بالاضافة نحو هذه خمسة عشرك وخذ خمسة عشرك واعط من خمسة عشرك وحكى الفراء عن ابي فقعس الاسدي وابي الهيثم العقيلي ما فعلت خمسة عشرك والبصريون لا يرون ذلك بل يستصحب عندهم البناء في الاضافة كما يستصحب مع الالف واللام باجماع

وصغ من اثنين فما فوق إلى

عشرة كفاعل من فعلا

واختمه في التّأنيث بالتّا ومتى

ذكّرت فاذكر فاعلا بغير تا

وإن ترد بعض الّذي منه بني

تضف إليه مثل بعض بيّن

وإن ترد جعل الأقلّ مثل ما

فوق فحكم جاعل له احكما

يصاغ من اثنين فما فوقه الى عشرة موازن فاعل مجردا عن التاء في التذكير ومتصلا بها في التأنيث لان مدلوله مفرد فلم يسلك به سبيل ما اشتق منه بل سبيل الصفات المفردة من نحو ضارب وضاربة ويستعمل على ضربين مفرد وغير مفرد فالمفرد نحو ثان وثانية الى عاشر وعاشرة وغير المفرد اما ان يستعمل مع ما اشتق منه كثان مع اثنين واما ان يستعمل مع ما يليه ما اشتق منه كثالث مع اثنين فالمستعمل مع ما اشتق منه يجب اضافته فيقال في التذكير ثاني اثنين وفي التأنيث ثانية اثنتين الى عاشر عشرة وعاشرة عشر والمراد احد اثنين واحدى اثنتين واحد عشرة واحدى عشر والمستعمل مع ما يليه ما اشتق منه يجوز ان يضاف وان ينوّن وينصب ما يليه فيقال هذا رابع ثلاثة ورابع ثلاثة وهذه رابعة ثلاث ورابعة ثلاثا لان المراد هذا جاعل ثلاثة اربعة فعومل معاملة ما هو بمعناه ولانه اسم فاعل حقيقة فانه يقال ثلّثت الرجلين اذا انضممت اليهما فصرتم ثلاثة وكذلك ربعت الثلاثة الى عشرت التسعة ففاعل هذا مساو لجاعل في المعنى والتفريغ على فعل فجرى مجراه في العمل بخلاف فاعل المراد به واحد مما اضيف اليه فانه ليس في معنى ما يعمل ولا مفرعا على فعل فالتزمت اضافته كما التزمت اضافة ما اشتق منه وقد نبه على استعمال فاعل المشتق من اسم العدد بالمعنيين المذكورين فاشار الى الاستعمال الاول بقوله وان ترد بعض الذي منه بني تضف اليه مثل بعض بين اي وان ترد بالمصوغ من اثنين فما فوق واحدا من

٢٨٨

الذي اشتق منه فاضف اليه مثله في اللفظ وهو ما اشتق منه واشار الى الاستعمال الثاني بقوله وان ترد جعل الاقل مثل ما فوق فحكم جاعل له احكما معناه وان ترد بالمصوغ من اثنين فما فوقه انه جعل ما هو اقل عددا مما اشتق منه مساويا له فاحكم لذلك المصوغ بحكم جاعل من معناه وجواز ان يليه مفعوله منصوبا به تارة ومجرورا به اخرى ويفهم من ذلك ان الذي يكون مفعولا للمصوغ للمعنى المذكور هو اسم ما يليه المشتق منه لانه هو الذي يصح ان يساويه بزيادة واحد

وإن أردت مثل ثاني اثنين

مركّبا فجئ بتركيبين

أو فاعلا بحالتيه أضف

إلى مركّب بما تنوي يفي

وشاع الاستغنا بحادي عشرا

ونحوه وقبل عشرين اذكرا

وبابه الفاعل من لفظ العدد

بحالتيه قبل واو يعتمد

صدر العدد المركب مثل غيره من العدد المفرد في جواز صوغ فاعل منه ولكن لا من كل وجه فانه لا يبنى من صدر المركب فاعل للدلالة على جعل ما يليه ما اشتق الفاعل منه مساويا له وانما يبنى فاعل من صدر المركب للدلالة على واحد من العدد الذي اشتق من صدره لا غير وفي استعماله ثلاثة اوجه احدها وهو الاصل ان يجاء بتركيبين صدر اولهما فاعل في التذكير وفاعلة في التأنيث وصدر ثانيهما الاسم المشتق منه وعجز المركبين عشر في التذكير وعشرة في التأنيث فيقال في التذكير ثاني عشر اثني عشر وثالث عشر ثلاثة عشر وفي التأنيث ثانية عشرة اثنتي عشرة وثالثة عشرة ثلاث عشرة الى تاسع عشر تسعة عشر وتاسعة عشرة تسع عشرة باربع كلمات مبنية للتركيب اولاهنّ مع الثانية وثالثتهنّ مع الرابعة واول المركبين مضاف الى الثاني اضافة فاعل الى ما اشتق منه الاستعمال الثاني ان يقتصر على صدر المركب الاول فيعرب لعدم التركيب ويضاف الى المركب الثاني باقيا بناؤه فيقال ثاني اثني عشر وثالث ثلاثة عشر وثانية اثنتي عشرة وثالثة ثلاث عشرة الاستعمال الثالث ان يقتصر على المركب الاول باقيا بناء صدره وبعض العرب يعربه حكى ذلك ابن السكيت وابن كيسان رحمهما‌الله ولما اراد الشيخ بيان هذا الاستعمال الثالث قال وشاع الاستغنا بحادي عشرا ونحوه فمثل بحادي عشر ولم يمثل بثاني عشر ليتضمن التمثيل فائدة

٢٨٩

التنبيه على ما التزموه حين صاغوا احدا واحدى على فاعل وفاعلة من القلب وجعل الفاء بعد اللام فقالوا حادي عشر وحادية عشرة والاصل واحد وواحدة ولا يستعمل حاد وحادية الّا مع عشرة او مع عشرين واخواته فيقال حاد وعشرون وحادية وعشرون الى حاد وتسعين وحادية وتسعين كما يقال ثان وعشرون وثالث وعشرون ورابعة وثلاثون ونحو ذلك وقد تضمن التنبيه على هذا كله قوله وقبل عشرين اذكرا وبابه الفاعل من لفظ العدد بحالتيه قبل واو يعتمد وحالتاه كونه على فاعل في التذكير وعلى فاعلة في التأنيث

(كم وكأيّن وكذا)

ميّز في الاستفهام كم بمثل ما

ميّزت عشرين ككم شخصا سما

وأجز ان تجرّه من مضمرا

إن وليت كم حرف جرّ مظهرا

واستعملنها مخبرا كعشره

أو مائة ككم رجال أو مره

كم اسم لجواز كونها مبتداء ومفعولا ومجرورة بالاضافة اليها او بدخول حرف الجرّ عليها وهي اسم لعدد مبهم المقدار والجنس ولا بد لها من مميز مذكور وقد يحذف للعلم به كما في قولك كم صمت وكم سرت وكم لقيت التقدير كم يوما صمت وكم فرسخا سرت وكم رجلا لقيت وتنقسم كم الى استفهامية وخبرية مقصود بها الكناية عن التكثير ولكليهما صدر الكلام اما كم الاستفهامية فان لم يدخل عليها حرف جرّ فمميزها مفرد منصوب حملا على مميز العدد المركب وما جرى مجراه اذ كانت فرعا على كم الخبرية كما ان العدد المركب فرع على المفرد وعلى هذا نبه بقوله ميز في الاستفهام كم بمثل ما ميزت عشرين فان عشرين واخواته جار مجرى العدد المركب في افراد مميزه ونصبه لكونه في المعنى مثله فان عشرين في معنى عشرة وعشرة وان ثلاثين في معنى ثلاث عشرات وان دخل على كم الاستفهامية حرف جر جاز في مميزها النصب والجرّ فيقال بكم درهما اشتريت ثوبك وبكم درهم اشتريت فالنصب لان كم استفهامية وهي محمولة على العدد المركب في نصب التمييز والجرّ بمن مضمرة لا باضافة كم اليه خلافا لبعضهم والدليل على ذلك من وجهين احدهما ان كم الاستفهامية لا تصلح ان تعمل الجرّ لانها قائمة مقام عدد مركب والعدد المركب لا يعمل الجرّ فكذا ما قام مقامه الثاني ان الجرّ بعد كم الاستفهامية

٢٩٠

لو كان بالاضافة لم يشترط دخول حرف الجرّ على كم فاشتراط ذلك دليل على ان الجرّ بمن مضمرة لكون حرف الجر الداخل على كم عوضا عن اللفظ بها واما كم الخبرية فمميزها مجرور مجموع تارة ومفرد اخرى لانها بمنزلة عدد مفرد يضاف الى مميزه وهو على ضربين احدهما يضاف الى جمع والآخر يضاف الى مفرد فاستعملت بالوجهين اجراء لها مجرى الضربين فيقال كم رجال صحبت كما يقال عشرة رجال صحبت وكم امرأة رأيت كما يقال مائة امرأة رأيت وقد تجري بنو تميم كم الخبرية مجرى كم الاستفهامية فينصبون مميزها وان كان جمعا ومنه قول الشاعر

كم عمة لك يا جرير وخالة

فدعاء قد حلبت عليّ عشاري

ويروى بالجرّ على اللغة المشهورة وبالرفع على حذف المميز ورفع عمة بالابتداء وجعل كم نصبا على المصدرية

(فصل)

ويفصل في السعة بين كم الاستفهامية ومميزها بالظرف وشبهه نحو كم عندك غلاما وكم لك جارية ولا يجوز مثل ذلك في العدد المركب وما جرى مجراه الّا في الضرورة كقول الشاعر

يذكّر فيك حنين العجول

ونوح الحمامة تدعو هديلا

على انني بعد ما قد مضى

ثلاثون للهجر حولا كميلا

ولا يفصل بين كم الخبرية ومميزها الّا في الضرورة فيجوز لاجلها الفصل بينهما بالظرف وشبهه وبالجملة فاذا فصل بالظرف وشبهه اختير نصب المميز وجاز ايضا جرّه فمن نصبه قول الشاعر

تؤمّ سنانا وكم دونه

من الارض محدودبا غارها

ومن جره قول الآخر

كم في بني سعد بن بكر سيد

ضخم الدسيعة ماجد نفّاع

وقول الآخر

كم بجود مقرف نال العلا

وكريم بخله قد وضعه

واذا فصل بالجملة وجب نصب المميز كما في قول الشاعر

كم نالني منهم فضلا على عدم

اذ لا اكاد من الإقتار اجتمل

٢٩١

ككم كأيّن وكذا وينتصب

تمييز ذين أو به صل من تصب

كأين وكذا مثل كم الخبرية في الدلالة على تكثير العدد وفي الافتقار الى مميز لكن مميز كم مجرور كما سبق ومميز كأين منصوب نحو كأين رجلا رأيت وكذا مميز كذا نحو رأيت كذا رجلا واكثر ما يقع مميز كأين مجرورا بمن كقوله تعالى.

(وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ.) وكقوله تعالى. (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ.) وكأين مثل كم في لزومها صدر الكلام بخلاف كذا فلذلك يقال رأيت كذا وكذا رجلا وعندي كذا وكذا درهما ولا يجوز مثل ذلك في كأين

(الحكاية)

إحك بأيّ ما لمنكور سئل

عنه بها في الوقف أو حين تصل

ووقفا احك ما لمنكور بمن

والنّون حرّك مطلقا وأشبعن

وقل منان ومنين بعد لي

إلفان بابنين وسكّن تعدل

وقل لمن قال أتت بنت منه

والنّون قبل تا المثنّى مسكنه

والفتح نزر وصل التّا والألف

بمن بإثر ذا بنسوة كلف

وقل منون ومنين مسكنا

إن قيل جا قوم لقوم فطنا

وإن تصل فلفظ من لا يختلف

ونادر منون في نظم عرف

والعلم احكيّنه من بعد من

إن عريت من عاطف بها اقترن

ان سئل بأيّ عن مذكور منكر حكي فيها وصلا ووقفا ما للمسؤل عنه من اعراب وتذكير وتأنيث وافراد وتثنية وجمع تصحيح موجود فيه او صالح لوصفه كقولك لمن قال رأيت رجلا وامرأة وغلامين وجاريتين وبنين وبنات أيّا وأية وأيّين وأيّتين وأيين وأيّات وان سئل عنه بمن حكي في لفظها في الوقف خاصة ما له من الحركات باشباع وما له من تذكير وتأنيث وافراد وتثنية وجمع فتقول لمن قال جاءني رجل منو ولمن قال رأيت رجلا منا ولمن قال مررت برجل مني وتقول لمن قال لقيني

٢٩٢

رجلان منان ولمن قال رأيت رجلين منين بالالف في حكاية المثنى المرفوع وبالياء في حكاية المثنى المنصوب ولما اراد بيان هذه المسئلة ولم يستقم له في الوزن ان يمثل بمنان ومنين مسكني النون مثل بهما محركي النون للضرورة ثم نبه على ما يلزم في الاستعمال من اسكان النون بقوله وقل منان ومنين بعد لي الفان بابنين وسكن تعدل وتقول لمن قال رأيت امرأة منه او منت بفتح ما قبل التاء في احد الوجهين ثم قلبها هاء وببقاء ما قبل التاء ساكنا في الوجه الآخر وسلامتها وتقول لمن قال رأيت امرأتين منتين او منتين باسكان النون او فتحها كما في الافراد والاسكان اجود واكثر وقد نبه على ذلك بقوله والنون قبل تا المثنى مسكنه والفتح نزر وتقول لمن قال رأيت نسوة منات ولمن قال جاء رجال منون ولمن قال مررت برجال منين فان وصلت قلت من يا فتى في الافراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث ولذلك قال وان تصل فلفظ من لا يختلف فاما قول الشاعر

أتوا ناري فقلت منون أنتم

فقالوا الجنّ قلت عموا ظلاما

ففيه على ندوره شذوذ من وجهين احدهما انه حكي مقدرا غير مذكور والثاني انه اثبت العلامة في الوصل وحقها ان لا تثبت الّا في الوقف واذا سئل بمن عن علم مذكور فجيء به بعد من غير مقرونة بعاطف فاهل الحجاز يحكون فيه اعراب الاول رفعا لتوهم ان المسئول عنه غير المذكور فيحركونه بالضم ان كان الاول مرفوعا وبالفتح ان كان منصوبا وبالكسر ان كان مجرورا فيقولون لمن قال جاء زيد من زيد ولمن قال رأيت زيدا من زيدا ولمن قال مررت بزيد من زيد واما غير الحجازيين فلا يحكون بل يجيئون بالعلم المسؤل عنه بعد من مرفوعا لانه مبتدأ خبره من او خبر مبتداؤه من فلو اقترنت من بعاطف كما في قولك لمن قال مررت بزيد ومن زيد تعين الرفع عند جميع العرب ولا يحكى غير العلم واجاز يونس حكاية كل معرفة فيقول لمن قال رأيت غلام زيد من غلام زيد ولمن قال مررت بغلام زيد من غلام زيد قال شيخنا رحمة الله ولا اعلم له موافقا وفي حكاية العلم معطوفا او معطوفا عليه غير علم خلاف فمنهم من منع ذلك ومنهم من اجازه فتقول لمن قال رأيت سعيدا وابنه من سعيدا وابنه ولمن قال رأيت غلام زيد وعمرا من غلام زيد وعمرا واذا وصف العلم بابن حكي بصفته كقولك لمن قال مررت بزيد بن عمرو من زيد ابن عمرو فان وصف بغير ذلك لم يجز ان يحكى بصفته بل ان حكي حكي بدونها وربما

٢٩٣

حكي المضمر بمن كما يحكى المنكر فيقال منين لمن قال مررت بهم ومنون لمن قال ذهبوا ومن العرب من يحكي الاسم النكرة مجردة من أيّ ومنه قول بعضهم ليس بقرشيا رادا على من قال ان في الدار قرشيا او نحو ذلك ومثله قول من قال دعنا من تمرتان فاما قول الشاعر

فاجبت قائل كيف انت بصالح

حتى مللت وملني عوادي

فليس من هذا القبيل لانه من حكاية الجمل لا من حكاية المفرد لانه جواب للاستفهام وجواب الاستفهام لا يكون الّا جملة فصالح على هذا خبر مبتدأ محذوف والتقدير فاجبت قائل كيف انت بانا صالح ثم حذف المبتدأ وبقي خبره على ما يستحقه من الرفع ولا يجوز ان يقال بصالحا كما لا يجوز ان يقال زيدا لمن قال من في الدار وانما يقال زيد بالرفع لانه مبتدأ محذوف الخبر ويروى فاجبت قائل كيف انت بصالح بالجرّ على قصد حكاية الاسم المفرد كأنه قال فاجبت قائل كيف انت بهذه اللفظة

(التأنيث)

علامة التّأنيث تاء أو ألف

وفي أسام قدّروا التّا كالكتف

ويعرف التّقدير بالضّمير

ونحوه كالرّدّ في التّصغير

ولا تلي فارقة فعولا

أصلا ولا المفعال والمفعيلا

كذاك مفعل وما تليه

تا الفرق من ذي فشذوذ فيه

ومن فعيل كقتيل إن تبع

موصوفه غالبا التّا تمتنع

كل اسم فلا يخلو ان يكون موضوعا على التذكير او التأنيث والتذكير هو الاصل فلذلك استغنى عن علامة بخلاف التأنيث فانه فرع فافتقر الى علامة وهي تاء او الف مقصورة او ممدودة والتاء اكثر استعمالا من الالف فلذلك قد يستغنى بتقديرها في بعض الاسماء عن الاظهار كما في نحو يد وعين وكتف ويستدل على تأنيث ما لا علامة فيه بتأنيث الضمير العائد عليه نحو الكتف نهشتها وبما اشبه ذلك كالاشارة اليه بذي وما في معناها نحو هذه كتف وكتانيث نعته وخبره نحو الكتف المشوية لذيذة ويد زيد مبسوطة وكتجريد عدده من التاء نحو ثلاث ايد وكرد التاء اليه في التصغير

٢٩٤

كيديّة واعلم ان الاصل في الغرض من زيادة هذه التاء في الاسماء هو تمييز المؤنث من المذكر واكثر ما يكون ذلك في الصفات نحو مسلم ومسلمة وظريف وظريفة وهو في الاسماء قليل نحو رجل ورجلة وامرىء وامرأة وغلام وغلامة وانسان وانسانة وتكثر زيادة التاء لتمييز الواحد من الجنس في المخلوقات نحو تمر وتمرة ونخل ونخلة وشجر وشجرة وقد تزاد لتمييز الجنس من الواحد نحو جباة وجبء وكمأة وكمء ولتمييز الواحد من الجنس في المصنوعات نحو جرّ وجرّة ولبن ولبنة وقلنس وقلنسوة وسفين وسفينة وللتعويض عن ياء النسب نحو اشعثي واشاعثة وازرقي وازارقة ومهلبي ومهالبة وللدلالة على التعريب نحو كيلجة وكيالجة وموزج وموازجة وللمبالغة نحو علّامة ونسّابة وراوية ولتاكيد التأنيث كنعجة وللتعويض كزنادقة وجحاجحة وعدة وزنة والاصل زناديق وجحاجيح ووعد ووزن وقد تكون التاء لازمة فيما يشترك فيه المذكر والمؤنث كربعة وفيما يختص بالمذكر ايضا كبهمة للشجاع وقد لا تلحق التاء صفة المؤنث استغناء عنها او اتساعا اما ما يستغنى عن التاء فما كان من الصفات مختصا بالمؤنث ولم يقصد به قصد فعله من افادة الحدوث نحو حائض وطامث بمعنى ذات اهلية للحيض والطمث دون تعرض لوجود الفعل فلو قصد انه تجدد لها الحيض او الطمث في احد الازمنة لحقت التاء فقيل حائضة وطامثة واما ما اتسع فيه فلم تلحقه التاء لتمييز مؤنثه من المذكر فيما كان من الصفات المشار اليها بقوله ولا تلي فارقة فعولا الابيات الثلاثة وحاصلها ان ما كان من الصفات على فعول بمعنى فاعل كصبور وشكور او على مفعال كمهزار او على مفعيل كمعطير او مفعل كمغشم او فعيل بمعنى مفعول غير مجرد عن الوصفية كجريح وقتيل فلا تلحقه التاء للفرق بين التأنيث والتذكير الّا فيما شذ من نحو عدوّ وعدوّة وميقان وميقانة ومسكين ومسكينة ومن العرب من يقول امرأة مسكين على القياس حكاه سيبويه وتلحقه التاء للمبالغة ولذلك تدخل على المذكر والمؤنث نحو رجل ملولة وفروقة وامرأة ملولة وفروقة وقالوا رجل مقدامة للبطل ومعزابة للذي يعزب بماشيته عن الناس في المرعى وان كان فعول بمعنى مفعول فقد تلحقه التاء للتأنيث ولذلك احترز عنه بقوله ولا تلي فارقة فعولا اصلا اي بمعنى فاعل لانه اكثر من فعول بمعنى مفعول فهو اصل له وذلك نحو قولهم ركوبة بمعنى مركوبة ورغوثة بمعنى مرغوثة اي مرضوعة وان كان فعيل بمعنى مفعول مجرّدا عن الوصفية يجري مجرى الاسماء في كونه غير جار على موصوف لحقته التاء نحو ذبيحة ونطيحة واكيلة السبع ولا

٢٩٥

تلحقه التاء اذا كان باقيا على الوصفية ويفهم هذا كله من قوله كذاك مفعل وما تليه ثم قوله ومن فعيل كقتيل البيت والمراد بما تليه فعيل الذي كقتيل وقد يشبه فعيل بمعنى فاعل بفعيل بمعنى مفعول كعظم رميم وامرأة قريب وقد يشبه فعيل بمعنى مفعول بفعيل بمعنى فاعل كخصلة ذميمة وفعلة حميدة

وألف التّأنيث ذات قصر

وذات مدّ نحو أنثى الغرّ

والاشتهار في مباني الأولى

يبديه وزن أربى والطّولى

ومرطى ووزن فعلى جمعا

أو مصدرا أو صفة كشبعى

وكحبارى سمّهى سبطرى

ذكرى وحثّيثى مع الكفرّى

كذاك خلّيطى مع الشّقّارى

واعز لغير هذه استندارا

الف التأنيث على ضربين مقصورة وممدودة فالمقصورة نحو حبلى وسكرى والممدودة نحو غرّاء وحمراء ولا يخلو الآخر من كل مقصور او ممدود ان يكون الفا اصلية او زائدة للتأنيث او للالحاق او للتكثير فان لم يسبقها اكثر من اصلين فهي اصلية كعصا ورجا وكساء وبناء وان سبقها اكثر من اصلين فهي زائدة للتأنيث ان منعت الاسم من الصرف والا فهي زائدة للالحاق كعلقى لنهت وحبركى للذي طال ظهره وقصرت رجلاء وعلباء وقوباء او للتكثير كقبعثرى ولألفي التأنيث اوزان يعرفان بها فللمقصورة اوزان مشهورة وأخر مستندرة فمن اوزانها المشهورة فعلى نحو أربى للداهية وأدمى وشعبى موضعان وفعلى اسما كبهمى او صفة كحبلى والطولى او مصدرا كرجعى وفعلى اسما كبردى او مصدرا كمرطى او صفة كحيدى وفعلى جمعا كصرعى او مصدرا كدعوى او صفة كسكرى وشبعى فان كان فعلى اسما كارطى وعلقى ففي الفه وجهان ومنها فعالى كحبارى وسمانى وفعّلى كسمهى وهو الباطل وفعلّى كسبطرى ودفقى لضربين من المشي وفعلى مصدرا كذكرى او جمعا كظربى وحجلى وفعّيلى كحثيثى وخصيصى وفعلّى ككفرّى لوعاء الطلع وحذرّى وبذرى من الحذر والتبذير وفعيّلى كخليطى للاختلاط وقبيطى للناطف وفعّالى كشقارى لنهت ومنها ما لم ينبه عليه نحو فعنلى كقرنبى وفوعلى كخوزلى وفعلوى كهرنوى لنهت وفيعولى كفيضوضى وفعلايا كبرحايا وافعلاوى كاربعاوى لضرب من مشي الارنب وفعلوتى كرهبوتى وفعللولى كحندقوقى

٢٩٦

وفعّيلى كهبيخى ويفعلى كيهيرّى ومفعلى كمكورّى للعظيم الارنبة وفعللّى كشفصلى وفعليا كمرحيّا وفعللايا كبردرايا وفوعالى كحولايا

لمدّها فعلاء أفعلاء

مثلّث العين وفعللاء

ثمّ فعالا فعللا فاعولا

وفاعلاء فعليا مفعولا

ومطلق العين فعالا وكذا

مطلق فاء فعلاء أخذا

لألف التأنيث الممدودة اوزان كثيرة فمنها ما نبه عليه في هذه الابيات ومنها ما لم ينبه عليه اما الاول فوزن فعلاء اسما كصحراء ومصدرا كرغباء وجمعا في المعنى كطرفاء وصفة لأفعل كحمراء ولغيره كديمة هطلاء ووزن افعلاء وافعلاء وافعلاء كقولهم لليوم الرابع من ايام الاسبوع أربعاء واربعاء واربعاء والأربعاء ايضا جمع ربيع وهو النهر الصغير والأربعاء هو عمود الخيمة ووزن فعللاء كعقرباء لمكان وفعالاء كقصاصاء للقصاص وفعللاء كقرفصاء ووزن فاعولاء كعاشوراء ووزن فاعلاء كقاصعاء ووزن فعلياء ككبرياء ووزن مفعولاء كمشيوخاء ووزن فعالاء كبراساء يقال ما ادري من اي البراساء هو واي البرنساء هو اي ايّ الناس هو ووزن فعيلاء نحو قريثاء وكريثاء نوعان من البسر ووزن فعولاء كدبوقاء ووزن فعلاء كجنفاء اسم مكان ووزن فعلاء كسيراء ووزن فعلاء كخيلاء واما الثاني فنحو فيعلاء كديكساء للقطيع من الغنم وتفعلاء كتركضاء لضرب من المشي وفعيلياء كمزيقياء اسم ملك باليمن وفعللاء كسلحفاء وفعلّياء كزكرياء وفعيلاء كخصيصاء وفعاللاء كجخادباء لجرادة كبيرة خضراء

(المقصور والممدود)

إذا اسم استوجب من قبل الطّرف

فتحا وكان ذا نظير كالأسف

فلنظيره المعلّ الآخر

ثبوت قصر بقياس ظاهر

كفعل وفعل في جمع ما

كفعلة وفعلة نحو الدّمى

وما استحقّ قبل آخر ألف

فالمدّ في نظيره حتما عرف

كمصدر الفعل الّذي قد بدئا

بهمز وصل كارعوى وكارتأى

٢٩٧

المقصور هو الاسم المتمكن الذي حرف اعرابه الف لازمة نحو الفتى والعصا والرحا بخلاف نحو اذا ورأيت اخا زيد مما ليس متمكنا او الفه غير لازمة والممدود هو الاسم المتمكن الذي آخره همزة بعد الف زائدة نحو كساء ورداء وحمراء بخلاف نحو آاء وشاء وراء مما الفه بدل من اصل لانه لا يسمى ممدودا والقصر في الاسماء على ضربين قياسي وسماعي وكذلك المدّ فالقصر القياسي في كل معتل له نظير من الصحيح مطرد فتح ما قبل آخره كمرى جمع مرية ومدى جمع مدية فان نظيرهما من الصحيح قربة وقرب وقربة وقرب وكذا اسم المفعول مما زاد على ثلاثة احرف نحو معطى ومقتنى فان نظيرهما من الصحيح مكرم ومحترم وكذا مصدر فعل اللازم كعمي عمى وجوي جوى فان نظيرهما من الصحيح دنف دنفا واسف اسفا واما المد القياسي ففي كل معتل له نظير من الصحيح مطرد زيادة الف قبل آخره كمصدر ما اوله همزة وصل كارعوى ارعواء وارتأى ارتياء واستقصى استقصاء فان نظائرها من الصحيح انطلق انطلاقا واقتدر اقتدارا واستخرج استخراجا وكذا مصدر افعل نحو اعطى اعطاء فان نظيره من الصحيح اكرم اكراما وكذا مصدر فعل دالا على صوت او مرض كالرغاء والثغاء والمشاء فان نظائرها من الصحيح البغام والصراخ والدوار

والعادم النّظير ذا قصر وذا

مدّ بنقل كالحجا وكالحذا

وقصر ذي المدّ اضطرارا مجمع

عليه والعكس بخلف يقع

ما ليس له نظير اطرد فتح ما قبل آخره فقصره سماعي وما ليس له نظير اطرد زيادة الف قبل آخره فمده سماعي ايضا فمن المقصور سماعا الفتى واحد الفتيان والسنى الضوء والثرى للتراب والحجا العقل ومن الممدود سماعا الفتاء حداثة السن والسناء الشرف والثراء كثرة المال والحذاء النعل ولا خلاف في جواز قصر الممدود للضرورة وانما الخلاف في جواز مد المقصور فمنعه البصريون واجازه الكوفيون محتجين بنحو قول الشاعر

يا لك من تمر ومن شيشاء

ينشب في المسعل واللهاء

فمد اللهاء اضطرارا وهو واجب القصر لانه نظير حصى وقطى

٢٩٨

(كيفية تثنية المقصور والممدود وجمعهما تصحيحا)

آخر مقصور تثنّي اجعله يا

إن كان عن ثلاثة مرتقيا

كذا الّذي اليا أصله نحو الفتى

والجامد الّذي أميل كمتى

في غير ذا تقلب واوا الألف

وأولها ما كان قبل قد ألف

الاسم المتمكن ينقسم الى صحيح ومنقوص ومقصور وممدود فاذا ثني الصحيح او المنقوص لحقته العلامة من غير تغيير كقولك في نحو غلام وجارية وقاض غلامان وجاريتان وقاضيان واذا ثني المقصور وجب تغيير الفه فتقلب ياء ان كانت رابعة فصاعدا او كانت ثالثة بدلا من الياء او جهل اصلها واميلت فالرابعة كقولك في نحو معطي ومغزي معطيان ومغزيان فتقلب الالف ياء لكونها رابعة وان كانت واوا في الاصل لانهما من عطا يعطو وغزا يغزو والثالثة المبدلة عن ياء كقولك في نحو فتى ورحى فتيان ورحيان والثالثة المجهولة الاصل التي اميلت كمتى فلو سمي به ثم ثني لقيل فيه متيان وتقلب في التثنية الف المقصور واوا فيما لم تقلب فيه ياء وذلك اذا كانت الفه ثالثة بدلا من الواو كقولك في نحو قفا وعصا قفوان وعصوان او مجهولة الاصل ولم تمل كالى فلو سميت به ثم ثنيت لقلت فيه الوان وقوله واولها ما كان قبل قد الف يعني من العلامة المذكورة في باب الاعراب للتثنية وهي الف ونون مكسورة في الرفع وياء مفتوح ما قبلها ونون مكسورة في الجرّ والنصب

وما كصحراء بواو ثنّيا

ونحو علباء كساء وحيا

بواو او همز وغير ما ذكر

صحّح وما شذّ على نقل قصر

الممدود على اربعة اضرب لان همزته اما زائدة او اصلية والزائدة اما للتأنيث نحو حمراء وصحراء واما للالحاق كعلباء وقوباء والاصلية اما بدل نحو كساء ورداء وحياء واما غير بدل نحو قرّاء ووضّاء فاذا ثني الممدود قلبت همزته واوا ان كانت للتأنيث نحو حمراوان وصحراوان فان كانت للالحاق او بدلا من اصل جاز القلب والابقاء والقلب في ذي الالحاق اجود والآخر بالعكس فعلباوان وقوباوان اجود من علبا آن وقوباآن ونحو كساآن وحياآن اجود من كساوان وحياوان وان كانت همزة

٢٩٩

الممدود اصلا غير بدل وجب فيها الابقاء نحو قرّاآن ووضاآن هذا هو المعروف في كلامهم وربما قيل قرّاوان وحمراآن وحمرايان وربما حذفت هي والالف قبلها مما جاوز الخمسة كقول بعضهم قاصعان والقياس قاصعاوان وربما حذفت الف المقصور خامسة فصاعدا من نحو قول بعضهم في خوزلى خوزلان والقياس خوزليان والى هذا ونحوه اشار بقوله وما شذ على نقل قصر

واحذف من المقصور في جمع على

حدّ المثنّى ما به تكمّلا

والفتح أبق مشعرا بما حذف

وإن جمعته بتاء وألف

فالألف اقلب قلبها في التّثنيه

وتاء ذي التّا ألزمنّ تنحيه

الجمع الذي على حد المثنى هو جمع المذكر السالم فاذا جمع الاسم هذا الجمع فان كان صحيحا او ممدودا فحكمه في لحاق علامة الجمع حكمه في لحاق علامة التثنية وان كان منقوصا حذف آخره وقلبت الكسرة التي قبله ضمة في الرفع نحو جاء القاضون اصله القاضيون فاستثقلت الضمة على الياء المكسور ما قبلها فحذفت فالتقى ساكنان فحذفت الياء لالتقاء الساكنين وابدلت الكسرة التي قبلها في الرفع ضمة لتسلم الواو فصار القاضون وان كان مقصورا حذف آخره ووليت علامة الجمع الفتحة التي كانت قبل الآخر لتدل على المحذوف فيقال جاء المصطفون ورأيت المصطفين والاصل المصطفاون والمصطفاين فحذفت الالف لالتقاء الساكنين ووليت الواو والياء الفتحة التي كانت قبل الالف ولم يبدلوا الفتحة في نحو هذا بمجانس العلامة كما فعلوا في المنقوص لخفة الفتحة وعن الكوفيين انّ ما الفه زائدة فحكمه حكم المنقوص واجازوا في جمع موسى موسون وموسون بناء على جواز كونه مفعلا من أوسهت رأسه اي حلقته وكونه فعلى من ماس رأسه موسى اذا حلقه واذا جمع الاسم بالالف والتاء فحكمه في لحاق علامة الجمع به حكم ما لحقه علامة التثنية الّا ان ما فيه هاء التأنيث تحذف منه عند تصحيح ما هي فيه كقولك في نحو مسلمة ومؤمنة مسلمات ومؤمنات فان كان قبل تاء التأنيث همزة بعد الف زائدة جاز فيها القلب والابقاء ان كانت بدلا من اصل ووجب فيها التصحيح ان كانت اصلا غير بدل فتقول في نحو نباءة نباآت ونباوات وفي نحو وضاءة وضاآت بالتصحيح لا غير وان كان قبل التاء الف قلبت في الجمع بالالف

٣٠٠