الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٤

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٤

المؤلف:

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي


المحقق: مركز الغدير للدّراسات الإسلاميّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
المطبعة: فروردين
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٨

وله في الغزل :

أريّا شمالٍ أم نسيمٌ من الصَّبا

أتانا طُروقاً أم خيالٌ لزينبا

أم الطالعُ المسعود طالعَ أرضَنا

فأطلعَ فيها للسعادةِ كوكبا

قال أبو علي ـ المترجَم ـ : رأيت ابن هودار في المنام بعد موته فقلت له :

لقد تحوّلتَ من دارٍ إلى دارِ

فهل رأيت قراراً يا ابن هودارِ

قال : فأجابني :

لا بل وجدتُ عذاباً لا انقطاعَ له

مدى الليالي وربّا غير غفّارِ

ومنزلاً مظلماً في قعرٍ هاويةٍ

قُرِنتُ فيها بكفّارٍ وفُجّارِ

فقل لأهليَ موتوا مسلمين فما

للكافرين لدى الباري سوى النارِ

وولده أبو حفص عمر كان فقيهاً فاضلاً أديباً ، توفّي في شعبان سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة (١).

__________________

(١) معجم الأدباء : ٩ / ١٩١ ـ ١٩٨ من الطبعة الأخيرة. (المؤلف)

٤٠١
٤٠٢

ـ ٤١ ـ

أبو العلاء المعرّي

المولود (٣٦٣)

المتوفّى (٤٤٩)

أدنياي اذهبي وسواي أُمِّي

فقد ألممت ليتكِ لم تلمّي

وكان الدهر ظرفاً لا لحمدٍ

تُؤهِّلُهُ العقولُ ولا لذَمِ

وأحسبُ سانحَ الأزميمِ نادى

ببينِ الحيِّ في صحراءِ ذمِّ (١)

إذا بكرٌ جنى فتوقَّ عمراً

فإنّ كليهما لأبٍ وأُمِ

وخف حيوانَ هذي الأرضِ واحذرْ

مجيءَ النطحِ من رُوقٍ وجُمِّ (٢)

وفي كلِّ الطباعِ طباع نُكرٍ

وليس جميعُهن ذواتِ سُمِ

وما ذنبُ الضراغمِ حين صِيغتْ

وصُيِّر قوتُها ممّا تدمّي

فقد جُبِلَت على فرْسٍ وضرسٍ

كما جُبِلَ الوفود على التنمِّي

ضياءٌ لم يَبِنْ لعيونِ كُمْهٍ (٣)

وقولٌ ضاعَ في آذانِ صمِ

لعمرك ما أُسَرُّ بيوم فطرٍ

ولا أضحى ولا بغديرِ خُمِ

وكم أبدى تشيّعَهُ غَويٌ

لأجل تنسّبٍ ببلاد قمِ

__________________

(١) أزميم : ليلة من ليالي المحاق ، والهلال إذا دق في آخر الشهر واستقوس. ذمّ : الهلاك [في المصدر : صحراءِ زمِّ ، وهي موضع ببلاد بني ربيعة]. (المؤلف)

(٢) الروق : القرن من كلّ ذي قرن. جم ـ جمع الأجم ـ : الكبش لا قرن له. (المؤلف)

(٣) الكُمْه ـ جمع أكمه ـ : الذين يولدون عُمياً.

٤٠٣

ما يتبع الشعر والشاعر

هذه الأبيات من قصيدة لأبي العلاء توجد في لزوم ما لا يلزم (١) (٢ / ٣١٨) قال شارحه المصري : غدير خم ، بين المدينة ومكّة على ثلاثة أميال من الجحفة يسرة عن الطريق ، ويشير أبو العلاء بقوله : ولا أضحى ، إلى التشيّع لعليّ ، ففيه قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليٍّ رضى الله عنه منصرفه من حجّة الوداع : «من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه» ، والشيعة يقصدون هذا المكان ، ولذلك قال شاعرهم :

ويوماً بالغدير غدير خمّ (٢)

أبان له الولاية لو أُطيعا

كان حقّا علينا أن ننوّه بذكر هذه الأبيات في الجزء الأوّل عند ذكر عيد الغدير.

كما كان لنا أن نذكر كلام من علّق عليها في طبقات رواة حديث الغدير ، فإذ فاتنا العثور عليها هناك استدركناه هاهنا.

وقد كثر المترجمون لأبي العلاء المعرّي حتى عاد أمره ورفعة مقامه في الأدب من أجلى الواضحات ، وإنّ ديوانه بمفرده أجلُّ شاهد على نبوغه.

وأوسع تراجمه وأحسنها ما ألّفه الصاحب كمال الدين عمر بن أحمد بن العديم الحلّي المتوفّى (٦٦٠) وسمّاه كتاب الإنصاف والتحرّي في دفع الظلم والتجرّي

__________________

(١) لزوم ما لا يلزم : ٢ / ٤٦١.

(٢) هذا البيت من هاشميّات الكميت وفيه تصحيف ، والصحيح كما مرّ في الجزء الثاني : ص ١٨٠. ويوم الدوح دوحِ غديرِ خمّ أبان له الولاية لو أُطيعا (المؤلف)

٤٠٤

عن أبي العلاء المعرّي وقد طبع ملخّصه في الجزء الرابع من تاريخ حلب (١) (٤ / ٧٧ ـ ١٨٠). وإليك فهرسته :

ذكر نسبه وترجمة رجال أسرته

 ٨٠ ـ ١٠١

مولده ومنشأه وعماه

 ١٠١ ـ ١٠٤

اشتغاله بالعلم ومشايخه

 ١٠٤ ـ ١٠٦

الرواة عنه والقرّاء عليه وكتّابه

 ١٠٦ ـ ١١٣

تآليفه ورسائله وهي تربو على (٦٥) رسالة

١١٣ ـ ١٢٥

رحلته إلى بغداد وعوده إلى معرّة

 ١٢٥ ـ ١٣٢

ذكاؤه وفطنته

 ١٣٢ ـ ١٤٤

حرمته عند الملوك والخلفاء والأمراء

 ١٤٤ ـ ١٥١

كرمه وجوده على قلّة ماله

١٥١ ـ ١٥٣

إباء نفسه وعفّتها

 ١٥٣ ـ ١٥٤

فصلٌ من كتابه الفصول والغايات

 ١٥٤ ـ ١٥٨

أبو العلاء عند الملوك

 ١٥٨ ـ ١٦٣

ذكر من قال بفساد عقيدته ودلائله عليه

 ١٦٣ ـ ١٦٦

ذكر من قال بصحّة عقيدته

 ١٦٦

ذكر وفاته ومراثيه

 ١٦٦ ـ ١٦٩

القول الفصل في حسن اعتقاده والشواهد عليه

 ١٦٩ ـ ١٨٠

__________________

(١) إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء : ٤ / ٧٨ ـ ١٧٢ رقم ٦٣.

٤٠٥
٤٠٦

ـ ٤٢ ـ

المؤيّد في الدين

المتوفّى (٤٧٠)

ـ ١ ـ

قال والرحل للسرى محمولُ

حُقَّ منك النوى وجدَّ الرحيلُ

وعدا الهزلُ في القطيعة جِدّا

ما كذا كان منك لي المأمولُ

قلتُ والقلبُ حسرةً يتقلّى

وعلى الخدِّ دمعُ عيني يسيلُ

بأبي أنت ما اقتضى البينُ إلاّ

قدرٌ ثمّ عهدُك المستحيلُ

كمْ وكمْ قلت خلِّني يا خليلي

من جفاءٍ منه الجبال تزولُ

إنّما أمرُه لديك خفيفٌ

وهو ثقلٌ على فؤادي ثقيلُ

إنّك السالمُ الصحيحُ وإنّي

من غرامٍ بك الوقيذُ العليلُ (١)

قال قد مرَّ ذا فهل من مُقامٍ

عندنا قلتُ ما إليه سبيلُ

قال إنّي لدى مُرادِكَ باقٍ

قلت ما إن تفي بما قد تقولُ

قال أضرمتَ فى الحشا نارَ شوقٍ

حرُّ أنفاسِها عليها دليلُ

قلتُ حسبي الذي لقيتُ هواناً

فلقاءُ الهوانِ عندي يهولُ

فقبيحٌ بيَ التصابي وهذا

عسكرُ الشيب فوقَ رأسي نزولُ

__________________

(١) الوقيذ : الشديد المرض ، المشرف على الموت. (المؤلف)

٤٠٧

إنّ أمرَ المعاد أكبرُ همّي

فاهتمامي بما عداهُ فضولُ

كثر الخائضون بحرَ ظلامٍ

فيه والمؤنسو الضياءِ قليلُ

قال قومٌ قُصرى الجميعِ التلاشي

فئةٌ منتهاهمُ التعطيلُ

وادّعى الآخرون نسخاً وفسخاً

ولهم غيرُ ذاك حشوٌ طويلُ

وأبوا بعد هذه الدارِ داراً

نحوها كلُّ من يؤولُ يَئولُ

لم يروا بعدها مَقامَ ثوابٍ

وعقابٍ لهم إليه وُصولُ

فالمثابون عندهم مُترفوهمْ

ولذي الفاقة العذابُ الوبيلُ

قال قومٌ وهم ذوو العدد الج

ـمِّ لنا الزنجبيل والسلسبيلُ

ولنا بعد هذه الدارِ دارٌ

طابَ فيها المشروب والمأكولُ

ولكلٍّ من المقالاتِ سوقٌ

وإمامٌ ورايةٌ ورَعيلُ

ما لهم في قَبيل عقلٍ كلامٌ

لا ولا في حِمَى الرشاد قَبولُ

أمّةٌ ضيّع الأمانةَ فيها

شيخُها الخاملُ الظلومُ الجهولُ

بئس ذاك الإنسانُ في زُمرِ الأنسِ

وشيطانُه الخَدوعُ الخذولُ

فهم التائهون في الأرضِ هُلْكاً

عقدُ دينِ الهُدى بهم محلولُ

نكسوا ويلَهمْ ببابلَ جهراً

جُملٌ ذا وراءها تفصيلُ

مُنعوا صفوَ شربةٍ من زُلالٍ

ليس إلاّ بذاك يشفى الغليلُ

ملّكوا الدين كلّ أنثى وخُنثى

وضعيفٍ بغير بأسٍ يصولُ

إلى أن قال :

لو أرادوا حقيقةَ الدينِ كانوا

تبعاً للذي أقامَ الرسولُ

وأتت فيه آيةٌ النصِّ بلِّغ

يوم خمٍّ لمّا أتى جبريلُ

ذاكمُ المرتضى عليٌّ بحقٍ

فبعلياهُ ينطقُ التنزيلُ

ذاك برهان ربِّه في البرايا

ذاكَ في الأرضِ سيفُهُ المسلولُ

فأطيعوا جحداً أُولي الأمر منهم

فلهم في الخلائق التفضيلُ

٤٠٨

أهل بيتٍ عليهمُ نزل الذك

ـرُ وفيه التحريمُ والتحليلُ

هم أمانٌ من العمى وصراطٌ

مستقيمٌ لنا وظِلٌّ ظليلُ

القصيدة (٦٧) بيتاً (١)

ـ ٢ ـ

وله من قصيدة ذات (٥١) بيتاً ، توجد في ديوانه (ص ٢٤٥) ، أوّلها :

نسيمَ الصَّبا ألمِمْ بفارس غاديا

وأبلغ سلامي أهلَ وُدّي الأزاكيا

يقول فيها :

فلهفي على أهلي الضعافِ فقد غدوا

لِحدِّ شفارِ النائبات أضاحيا

فيا ليت شِعري مَن يُغيثُ صريخَهمْ

إذا ما شكوا للحادثاتِ العواديا

ويا ليت شعري كيف قد أدرك العدى

بتفريق ذاتِ البينِ فينا المباغيا

أإخوانَنا صبراً جميلاً فإنّني

غدوتُ بهذا في رضا اللهِ راضيا

وفي آلِ طه إن نُفيتُ فإنّني

لأعدائِهم ما زلتُ والله نافيا

فما كنتُ بدعاً في الأُلى فيهم نُفوا

ألا فخر أن أغدو لجندبَ ثانيا

لئن مسّني بالنفي قَرحٌ فإنّني

بلغتُ به في بعضِ همّي الأمانيا

فقد زُرتُ في كوفانَ للمجدِ قبّةً

هي الدينُ والدنيا بحقٍّ كما هيا

هي القبّةُ البيضاءُ قبّةُ حيدرٍ

وصيِّ الذي قد أرسلَ اللهُ هاديا

وصيّ النبيّ المصطفى وابنِ عمِّه

ومن قام مولى في الغديرِ وواليا

ومَن قال قومٌ فيه قولاً مُناسباً

لقول النصارى في المسيح مُضاهيا

فيا حبّذا التطوافُ حولَ ضريحِهِ

أُصلّي عليه في خشوعٍ تواليا

ووا حبّذا تعفيرُ خدّيَّ فوقَه

ويا طيبَ إكبابي عليهِ مناجيا

__________________

(١) ديوان المؤيّد : ص ٢١٥ ـ ٢١٨. (المؤلف)

٤٠٩

أُناجي وأشكو ظالمي بتحرّقٍ

يثيرُ دموعاً فوق خدّي جواريا

وقد زرت مثوى الطهرِ في أرضِ كربلا

فدَتْ نفسيَ المقتولَ عطشانَ صاديا

القصيدة

ـ ٣ ـ

وله من قصيدة ذات (٦٠) بيتاً توجد في ديوانه (ص ٢٥٦) ، مستهلّها :

ألا ما لهذي السما لا تمورُ

وما للجبالِ تُرى لا تسيرُ

وللشمسِ ما كوّرت والنجومِ

تضيءُ وتحت الثرى لا تغورُ

وللأرضِ ليست بها رجفةٌ

وما بالُها لا تفورُ البحورُ

وما للدِّما لا تُحاكي الدموعَ

فتجري لتبتلَّ منها النحورُ

أتبقى القلوبُ لنا لا تُشَقُ

جوىً ولو أنّ القلوبَ الصخورُ

ليومٍ ببغدادَ ما مثلُهُ

عبوسٌ يراه امرؤٌ قمطريرُ

وقد قام دجّالُها أعورٌ

يحفُّ به من بني الزورِ عورُ

فلا حَدبٌ منه لا ينسلون

ولا بقعةٌ ليس فيها نفيرُ

يرومون آلَ نبيِّ الهدى

لِيردى الصغير ويفنى الكبيرُ

لِتُنهبَ أنفسُ أحيائِهمْ

وتُنبشَ للميّتين القبورُ

ومن نجلِ صادقِ آلِ العبا

ينالُ الذي لم ينلهُ الكفورُ

فموسى يُشقُّ له قبرُهُ

ولمّا أتى حشرُهُ والنشورُ

ويُسعر بالنارِ منه حريمٌ

حرامٌ على زائريه السعيرُ

وتُقتل شيعةُ آلِ الرسولِ

عتوّا وتُهتَكُ منهم ستورُ

فوا حسرتا لنفوسٍ تسيلُ

ويا غمّتا لرؤوسٍ تطيرُ

وما نقموا منهمُ غيرَ أنّ

وصيّ النبيّ عليهم أميرُ

كما العذرُ في غدرِهم بغضهم

لمن فرضَ الحبَّ فيه الغديرُ

٤١٠

فيا أُمّةً عاث فيها الشقاءُ

فوجهُ نهارِ هُداها قتيرُ

وشافعُها خصمُها في المعادِ

لها الويلُ من ربّها والثبورُ

قتلتمْ حسيناً لملكِ العراقِ

وقلتمْ أتاكمْ له يستثيرُ

فما ذنبُ موسى الذي قد محتْ

معالمَهُ في ثراه الدهورُ

وما وجهُ فعلِكمُ ذا به

لقد غرّكمْ بالإله الغَرورُ

أيا شيعةَ الحقِّ طاب المماتُ

فيا قومِ قوموا سراعاً نثورُ

فإمّا حياةٌ لنا في القصاصِ

وإمّا إلى حيث صاروا نصيرُ

أآلَ المسيّبِ ما زلتمُ

عشيرَ الولاءِ فنعمَ العشيرُ

ويا آل عوفٍ غيوثَ المُحولِ

ليوثاً إذا كاع ليثٌ هصورُ

أآلَ النهى والندى والطعانِ

وحزبَ الطلى حين حرَّ الهجيرُ

أصبراً على الخسفِ لا همُّكمْ

دنيٌّ ولا الباعُ منكم قصيرُ

أتُهتكُ حرمةُ آلِ النبيِ

وفي الأرضِ منكم صبيٌّ صغيرُ

وقبرُ ابنِ صادق آلِ الرسولِ

يُمسُّ بسوءٍ وأنتمْ حضورُ

ولمّا تخوضوا بحارَ الردى

وفي شعبِهِ تنجدوا أو تغوروا

لقد كانَ يومُ الحسينِ المُنى

فتُفدى نفوسٌ وتشفى صدورُ

فهذا لكم عاد يومُ الحسينِ

فما ذا القصورُ وما ذا الفتورُ

فمدّوا الذراعَ وحدّوا القراعَ

فيومُ النواصبِ منكم عسيرُ

وولّوا ابنَ دمنةَ أعمالَهُ

تبور كما المكرُ منه يبورُ

فقتلاً بقتلٍ وثكلاً بثكلٍ

ذروه تُجَزُّ عليه الشعورُ

القصيدة

ما يتبع الشعر

هذه القصيدة نظمها شاعرنا المؤيّد في فتنة بغداد الهائلة الواقعة سنة (٤٤٣) يلفظ نفثات لوعته من تلكم الفظائع التي أحدثتها يد العداء المحتدم على أهل بيت

٤١١

الوحي وشيعتهم ، يوم شنّت الغارة على مشهد الإمام الطاهر موسى بن جعفر ومشاهد أوليائه المدفونين في جوار أمنه وحرم قدسه.

قال ابن الأثير في الكامل (١) (٩ / ٢١٥) : وكان سبب هذه الفتنة أنّ أهل الكرخ شرعوا في عمل باب السمّاكين ، وأهل القلاّئين في عمل ما بقي من باب مسعود ، ففرغ أهل الكرخ وعملوا أبراجاً كتبوا عليها بالذهب : محمد وعليّ خير البشر ، وأنكر السنّة ذلك وادّعوا أنّ المكتوب : محمّد وعليّ خير البشر ، فمن رضي فقد شكر ، ومَن أبى فقد كفر. وأنكر أهل الكرخ الزيادة وقالوا : ما تجاوزنا ما جرت به عادتنا فيما نكتبه على مساجدنا ، فأرسل الخليفة القائم بأمر الله أبا تمام نقيب العبّاسيّين ونقيب العلويّين وهو عدنان (٢) بن الرضيّ لكشف الحال وإنهائه ، فكتبا بتصديق قول الكرخيّين ، فأمر حينئذٍ الخليفة ونوّاب الرحيم بكفّ القتال فلم يقبلوا ، وانتدب ابن المذهب القاضي والزهيري وغيرهما من الحنابلة أصحاب عبد الصمد بحمل العامّة على الاغراق في الفتنة ، فأمسك نوّابُ الملك الرحيم عن كفِّهم غيظاً من رئيس الرؤساء (٣) لميله إلى الحنابلة ، ومنع هؤلاء السنّة من حمل الماء من دجلة إلى الكرخ ،

__________________

(١) الكامل في التاريخ : ٦ / ١٥٨ حوادث سنة ٤٤٣ ه‍.

(٢) الشريف عدنان هو ابن الشريف الرضي المترجَم في هذا الجزء : ص ١٨١ ، ولي النقابة بعد وفاة عمّه الشريف المرتضى المترجم في هذا الجزء : ص ٢٦٤ ، واستمرَّ إلى أن توفّي ببغداد سنه (٤٤٩). (المؤلف)

(٣) أبو القاسم بن المسلمة عليّ بن الحسن بن أحمد وزير القائم بأمر الله ، مكث في الوزارة اثنتي عشرة سنة وشهراً ، قتله البساسيري سنة (٤٥٠) [البداية والنهاية : ١٢ / ٩٧ حوادث سنة ٤٥٠ ه‍]. قال ابن كثير في تاريخه : ١٢ / ٦٨ [١٢ / ٨٦ حوادث سنة ٤٤٨ ه‍] : كان كثير الأذيّة للرافضة ، ألزم الروافض بترك الأذان بحيَّ على خير العمل ، وأُمروا أن ينادي مؤذِّنهم في أذان الصبح بعد حيَّ على الفلاح : الصلاة خير من النوم ، مرّتين. وأُزيل ما كان على أبواب المساجد ومساجدهم من كتابة : محمد وعليّ خير البشر. وأمر رئيس الرؤساء بقتل أبي عبد الله بن الجلاب شيخ الروافض لما كان تظاهر به من الرفض والغلوّ فيه ، فقتل على باب دكانه ، وهرب أبو جعفر الطوسي ونهبت داره. (المؤلف)

٤١٢

وكان نهر عيسى قد انفتح بثقه (١) فعظم الأمر عليهم ، وانتدب جماعة منهم وقصدوا دجلة وحملوا الماء وجعلوه في الظروف وصبّوا عليه ماء الورد ونادوا : الماء للسبيل ؛ فأغروا بهم السنّة.

وتشدّد رئيس الرؤساء على الشيعة فمحوا : خير البشر. وكتبوا : عليهما‌السلام. فقالت السنّة : لا نرضى إلاّ أن يقلع الآجر الذي عليه محمّد وعليّ ، وأن لا يؤذّن : حيّ على خير العمل. وامتنع الشيعة من ذلك ودام القتال إلى ثالث ربيع الأوّل ، وقُتل فيه رجل هاشميّ من السنّة ، فحمله أهله على نعش وطافوا به في الحربيّة وباب البصرة وسائر محالّ السنّة ، واستنفروا الناس للأخذ بثاره ثمّ دفنوه عند أحمد بن حنبل ، وقد اجتمع معهم خلق كثير أضعاف ما تقدّم.

فلمّا رجعوا من دفنه قصدوا مشهد باب التبن (٢) ، فأُغلق بابه فنقبوا في سوره وتهدّدوا البوّاب فخافهم وفتح الباب ، فدخلوا ونهبوا ما في المشهد من قناديل ومحاريب ذهب وفضّة وستور وغير ذلك ، ونهبوا ما في الترب والدور ، وأدركهم الليل فعادوا.

فلمّا كان الغد كثر الجمع فقصدوا المشهد وأحرقوا جميع الترب والآزاج واحترق ضريح موسى (٣) وضريح ابن ابنه محمّد بن عليّ والجوار والقبّتان الساج اللتان عليهما ، واحترق ما يقابلهما ويجاورهما من قبور ملوك بني بويه معزّ الدولة وجلال الدولة ، ومن قبور الوزراء والرؤساء وقبر جعفر بن أبي جعفر المنصور ، وقبر

__________________

(١) انفتح بثقه : أي كسر سدّه ، بثق السيل : أي خرق وشقّ. (المؤلف)

(٢) باب التبن : اسم محلّة كبيرة ببغداد على الخندق ، وبها قبر عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ويلصق هذا الموضع في مقابر قريش التي فيها قبر موسى الكاظم ، ويعرف قبره بمشهد باب التبن [معجم البلدان : ١ / ٣٠٦]. (المؤلف)

(٣) الإمام الطاهر موسى بن جعفر الكاظم ، وحفيده الإمام الجواد محمد بن عليّ بن موسى ـ سلام الله عليهم. (المؤلف)

٤١٣

الأمين محمد بن الرشيد ، وقبر أُمِّه زبيدة ، وجرى من الأمر الفظيع ما لم يجرِ في الدنيا مثله.

فلمّا كان الغد خامس الشهر عادوا وحفروا قبر موسى بن جعفر ومحمد بن علي لينقلوهما إلى مقبرة أحمد بن حنبل ، فحال الهدم بينهم وبين معرفة القبر ، فجاء الحفر إلى جانبه.

وسمع أبو تمام نقيب العبّاسيّين وغيره من الهاشميّين والسنّة الخبر فجاؤوا ومنعوا عن ذلك ، وقصد أهل الكرخ إلى خان الفقهاء الحنفيّين فنهبوه وقتلوا مدرّس الحنفيّة أبا سعد السرخسي ، وأحرقوا الخان ودور الفقهاء ، وتعدّت الفتنة إلى الجانب الشرقي ، فاقتتل أهل باب الطاق وسوق بج والأساكفة وغيرهم ، ولمّا انتهى خبر إحراق المشهد إلى نور الدولة دبيس بن مزيد ، عظم عليه واشتدّ وبلغ منه كلّ مبلغ لأنّه وأهل بيته وسائر أعماله من النيل ، وتلك الولاية كلّهم شيعة ، فقطعت في أعماله خطبة الإمام القائم بأمر الله ، فروسل في ذلك وعوتب ، فاعتذر بأنّ أهل ولايته شيعة واتّفقوا على ذلك فلم يمكنه أن يشقّ عليهم ، كما أنّ الخليفة لم يمكنه كفّ السفهاء الذين فعلوا بالمشهد ما فعلوا وأعاد الخطبة إلى حالها.

وزاد ابن الجوزي في المنتظم (١) (٨ / ١٥٠) : ظهر عيّار يعرف بالطقطقي من أهل درزيجان وحضر الديوان واستتيب ، وجرى منه في معاملة أهل الكرخ وتتبّعهم في المحالّ وقتلهم على الاتِّصال ما عظمت فيه البلوى ، واجتمع أهل الكرخ وقت الظهيرة فهدمت حائط باب القلاّئين ورموا العذرة على حائطه ، وقطع الطقطقي رجلين وصلبهما على هذا الباب بعد أن قتل ثلاثة من قبل وقطع رءوسهم ورمى بها إلى أهل الكرخ ، وقال : تغدّوا برءوس. ومضى إلى درب الزعفراني فطالب أهله بمائة ألف دينار ، وتوعّدهم إن لم يفعلوا بالإحراق فلاطفوه فانصرف ، ووافاهم من الغد فقاتلوه

__________________

(١) المنتظم : ١٥ / ٣٣٠ حوادث سنة ٤٤٣ ه‍.

٤١٤

فقُتل منهم رجلٌ هاشميٌّ فحمل إلى مقابر قريش.

واستنفر البلد ونقب مشهد باب التبن ، ونهب ما فيه ، وأُخرج جماعة من القبور فأحرقوا مثل العوني (١) والناشي (٢) والجذوعي ، ونقل من المكان جماعة موتى فدفنوا في مقابر شتّى ، وطرح النار في الترب القديمة والحديثة ، واحترق الضريحان والقبّتان الساج ، وحفروا أحد الضريحين ليُخرجوا مَن فيه ويدفنوه بقبر أحمد ، فبادر النقيب والناس فمنعوهم .. إلخ.

وذكر القصّة على الاختصار ابن العماد في شذرات الذهب (٣) (٣ / ٢٧٠) ، وابن كثير في تاريخه (٤) (١٢ / ٦٢).

الشاعر

هبة الله بن موسى بن داود الشيرازي المؤيّد في الدين داعي الدعاة ، أوحديٌّ من حملة العلم ، وفذٌّ من أفذاذ الأمّة ، وعبقريٌّ من جِلّة أعلام العلوم العربيّة ، ونابغةٌ من نوابغ الأدب العربيّ ، وله نصيبه الوافر من الق ريض بلغة الضاد وإن وُلد في قاعة الفرس ونشأ في مهدها ، كان من الدعاة إلى الفاطميّة منذ بلغ أشدّه في كلِّ حاضرة حلَّ بها ، وله في تلك الدعوة خطوات واسعة ، وهو كما وصف نفسه للمستنصر بالله بقوله في سيرته (ص ٩٩) : وأنا شيخ هذه الدعوة ويدها ولسانها ومَن لا يماثلني أحد فيها. وقد كابد دون تلك الدعوة كوارث ، وقاسى نوازل ملمّة ، وعاني شدائد فادحة ، غير أنّه كان يستخفُّ وراءها كلّ هامّة ولامّة ، ولم يك يكترث لأيّ نازلة.

__________________

(١) في المنتظم : العوفي. والصحيح : العوني كما في الشذرات. وقد مرّت ترجمة العوني في هذا الجزء : ص ١٢٤ ـ ١٤١. (المؤلف)

(٢) هو عليّ بن الوصيف أحد شعراء الغدير ، مرّ ذكره في هذا الجزء : ص ٢٤ ـ ٣٣. (المؤلف)

(٣) شذرات الذهب : ٥ / ١٩١ حوادث سنة ٤٤٣ ه‍.

(٤) البداية والنهاية : ١٢ / ٧٩ حوادث سنة ٤٤٣ ه‍.

٤١٥

ولد بشيراز حوالي سنة (٣٩٠) كما يظهر من شعره ، وبها شبَّ ونما إلى أن غادرها سنة (٤٢٩) ويمّم الأهواز وفارق مسقط رأسه خائفاً يترقّب فَرَقاً من السلطان أبي كاليجار بعد ما جرى بينه وبين الملك ما يورث البغضاء ، وما تأتّى له اقتناء مرضاته بأُرجوزته ـ المسمّطة ـ في (١٥٣) بيتاً ذكرها في سيرته (ص ٤٨ ـ ٥٤) ، فنزل الأهواز غير أنَّ هواجسه ما حدّثته بالطمأنينة إلى الأمن من غيلة الملك ، فهبط حلّة منصور بن الحسين الأسدي الذي ملك الجزيرة الدبيسيّة بجوار خوزستان ، ومكث هنالك نحو سبعة أشهر ، ثمّ اتّجه إلى قرواش أبي المنيع بن المقلّد أمير بني عقيل صاحب الموصل والكوفة والأنبار ، فلمّا لم يجده آخذاً بناصره في دعوته سار إلى مصر بعد سنة (٤٣٦) وقبل سنة (٤٣٩) ومكث فيها ردحاً من الزمن إلى أن غدا وله بعض النفوذ في البلاد ، فسُيِّر إلى الشام باقتراح الوزير عبد الله بن يحيى بن المدبّر ، ثمّ عاد إلى مصر بعد مدّة ، فقطن فيها بقيّة حياته إلى أن توفّي بها سنة (٤٧٠).

وللمؤيّد آثار علميّة تنمّ عن طول باعه في الحجاج والمناظرة ، وعن سعة اطّلاعه على معالم الدين ومباحثه الراقية ، وتضلّعه في علمَي الكتاب والسنّة ووقوفه على ما فيهما من دقائق ورقائق ، له رسائل ناظر بها أبا العلاء المعرّي في موضوع أكل اللحم ، نشرت في مجلة الجمعيّة الملكيّة الآسيوية سنة (١٩٠٢ م). ومناظرته القيّمة مع علماء شيراز في حضرة السلطان أبي كاليجار تعرب عن مبلغه من العلم ، ذكرها على تفصيلها في سيرته (ص ١٦ ـ ٣٠).

ومناظرته مع الخراساني المذكورة في سيرته (ص ٣٠ ـ ٤٣) شاهد صدق على تضلّعه في العلوم ، وذُكر للمؤيّد من التآليف :

١ ـ المجالس المؤيّدية.

٢ ـ المجالس المستنصريّة.

٣ ـ ديوان المؤيّد.

٤١٦

٤ ـ سيرة المؤيّد.

٥ ـ شرح العماد.

٦ ـ الإيضاح والتبصير في فضل يوم الغدير.

٧ ـ الابتداء والانتهاء.

٨ ـ جامع الحقائق في تحريم اللحوم والألبان.

٩ ـ القصيدة الإسكندريّة وتسمّى أيضاً بذات الدوحة.

١٠ ـ تأويل الأرواح.

١١ ـ نهج العبارة.

١٢ ـ المساءلة والجواب.

١٣ ـ أساس التأويل.

وفي نسبة غير واحد من هذه الكتب إلى مترجمنا المؤيّد نظر ، وللبحث فيه مجال واسع.

توجد ترجمة شاعرنا المترجم له بقلمه في كتاب أفرده في سيرته بين سنة (٤٢٩) وسنة (٤٥٠) ، وهو المصدر الوحيد للباحثين عن ترجمته طبع بمصر في (١٨٤) صحيفة ، وللأستاذ محمد كامل حسين المصري بكلّية الآداب دراسة ضافية حول حياة المترجَم ، بحث عنها من شتّى النواحي في (١٨٦) صحيفة (١) ، وجعلها تقدمة لديوانه المطبوع بمصر ، ففي الكتابين مقنع وكفاية عن التبسّط في ترجمة المؤيّد.

__________________

(١) فيها مواقع للنظر عندما أنهى سيره إلى الآراء المذهبية. (المؤلف)

٤١٧
٤١٨

ـ ٤٣ ـ

الجبري المصري

يا دارُ غادرني جديدُ بِلاكِ

رثَّ الجديدُ فهل رثيت لذاكِ

أم أنت عمّا أشتكيه من الهوى

عجماءُ مذ عجم البلى مغناكِ

ضفناك نستقري الرسومَ فلم نجدْ

إلاّ تباريحَ الهموم قِراكِ

ورسيسَ شوقٍ تمتري زفراتُه

عبراتِنا حتى تبلّ ثراكِ

ما بالُ ربعكِ لا يبلُّ كأنّما

يشكو الذي أنا من نحوليَ شاكِ

طلّت طلولُكِ دمعَ عيني مثلَما

سفكت دمي يومَ الرحيل دُماكِ

وأرى قتيلَك لا يَديهِ قاتلٌ

وفتورَ ألحاظِ الظباء ظُباكِ

هيّجت لي إذ عجتُ ساكنَ لوعةٍ

بالساكنيك تشبّهاً ذكراكِ

لمّا وقفتُ مسلّماً وكأنّما

ريّا الأحبّةِ سفت من رياكِ (١)

وكفت عليكِ سماءُ عيني صيِّباً

لو كفَّ صوبُ المزنِ عنك كفاكِ

سقياً لعهدي والهوى مقضيّةٌ

أوطارُهُ قبل احتكامِ نواكِ

والعيش غضٌّ والشبابُ مطيّةٌ

للهوِ غيرُ بطيئةِ الإدراكِ

أيّام لا واشٍ يُطاعُ ولا هوىً

يُعصى فنقصى عنكِ إذْ زرناكِ

وشفيعنا شرخُ الشبيبةِ كلّما

رُمنا القصاصَ من اقتناصِ مهاكِ

__________________

(١) كذا.

٤١٩

ولئن أصارتكِ الخطوبُ إلى بلىً

ولحاك ريبُ صروفِها فمحاكِ

فلطالما قضّيتُ فيك مآربي

وأبحتُ ريعانَ الشبابِ حماكِ

ما بين حورٍ كالنجومِ تزيّنتْ

منها القلائدُ للبدورِ حواكي

هيفُ الخصورِ من القصورِ بدت لنا

منها الأهلّةُ لا من الأفلاكِ

يجمعنَ من مرحِ الشبيبةِ خفّة ال

ـمتغزِّلين وعفّةَ النسّاكِ

ويصِدنَ صاديةَ القلوبِ بأعينٍ

نُجْلٍ كصيدِ الطيرِ بالأشراكِ

من كلِّ مخطفةِ الحشا تحكي الرشا

جيداً وغصنَ البان لينَ حراكِ

هيفاءَ ناطقةِ النطاقِ تشكّياً

من ظلمِ صامتة البُرين ضناكِ (١)

وكأنّما من ثغرِها من نحرها

درٌّ تباكره بعود أراكِ

عذبُ الرضابِ كأنّ حشو لثاتِها

مسكٌ يعلُّ به ذرى المسواكِ

تلك التي ملكتْ عليَّ بدلِّها

قلبي فكانت أعنفَ المُلاّكِ

إنّ الصبا يا نفسُ عزَّ طلابُهُ

ونهتْكِ عنه واعظاتُ نهاكِ

والشيبُ ضيفٌ لا محالةَ مؤذنٌ

برداكِ فاتّبعي سبيلَ هداكِ

وتزوّدي من حبِّ آلِ محمدٍ

زاداً متى أخلصتِهِ نجّاكِ

فلنعم زادٌ للمعادِ وعدّةٌ

للحشرِ إن علقتْ يداك بذاكِ (٢)

وإلى الوصيِّ مهمُّ أمرِكِ فوِّضي

تَصِلِي بذاكَ إلى قصيِّ مُناكِ

وبه ادرئي في نحرِ كلِّ ملمّةٍ

وإليه فيها فاجعلي شكواكِ

وبحبِّه فتمسّكي أن تسلكي

بالزيغِ عنه مسالكَ الهلاّكِ

لا تجهلي وهواه دأبُكِ فاجعلي

أبداً وهجرَ عداه هجرَ قلاكِ

فسواءٌ انحرف امرؤٌ عن حبِّهِ

أو باتَ منطوياً على الإشراكِ

وخذي البراءةَ من لظىً ببراءةٍ

من شانئيهِ وامحضيهِ هواكِ

__________________

(١) البرين ـ بالضم جمع بره ـ : الخلخال. (المؤلف)

(٢) للحشر إن ظفرت بذاك يداكِ. كذا في نسخة. (المؤلف)

٤٢٠