الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٢

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٢

المؤلف:

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي


المحقق: مركز الغدير للدّراسات الإسلاميّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٥١

فو الله ما من آية إلاّ وأنا أعلم أبِلَيْلٍ نزلتْ أم بنهار ، أم في سهلٍ أم في جبلٍ ، ولو شئتُ أوقرتُ سبعين بعيراً من تفسير فاتحة الكتاب».

وقال ابن عبّاس رضى الله عنه : علم رسول الله من علم الله تبارك وتعالى ، وعلم عليّ رضى الله عنه من علم النبيّ صلى الله عليه وسلم وعلمي من علم عليّ رضى الله عنه ، وما علمي وعلم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في علم عليّ رضى الله عنه إلاّ كقطرةٍ في سبعة أبحر. ويقال : إنَّ عبد الله بن عبّاس أكثر البكاء على عليٍّ رضى الله عنه حتى ذهب بصره ، وقال ابن عبّاس أيضاً : لقد أُعطي عليّ بن أبي طالب تسعة أعشار العلم ، وايمُ اللهِ لقد شارك الناسَ في العشر العاشر. وكان معاوية رضى الله عنه يسأله ويكتب له فيما ينزل به ، فلمّا توفّي عليٌّ رضى الله عنه قال معاوية : لقد ذهب الفقه والعلم بموت عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه. وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يتعوّذ من معضلة ليس فيها أبو الحسن (٩). وسُئل عطاء : أكان في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحدٌ أعلم من عليّ؟ قال : لا والله ما أعلمه. انتهى.

وعن عبد الله بن مسعود : إنَّ القرآن نزل على سبعة أحرف ، ما منها حرفٌ إلاّ وله ظهرٌ وبطنٌ ، وإنَّ علياً عنده علم الظاهر والباطن (١٠).

وهناك نظير هذه الأحاديث والكلمات حول علم أمير المؤمنين بالكتاب والسنّة كثير جدّا ، لو جمعته يد التأليف لجاء كتاباً ضخماً.

ومن شعر حسّان في أمير المؤمنين :

ذكر له أبو المظفّر سبط ابن الجوزي الحنفيّ في تذكرته (١١) (ص ١١٥) ، والكنجي

__________________

(٩) أخرجه كثير من الحفّاظ وأئمة الحديث [منهم : أحمد في المناقب : ص ١٥٥ ح ١٢٢ ، وابن عبد البرّ في الاستيعاب : القسم الثالث / ١١٠٢ رقم ١٨٥٥ ، ومحبّ الدين الطبري في الرياض النضرة : ٣ / ١٤٢ ، وآخرون غيرهم ، يأتي تفصيل ما أخرجوه بهذا اللفظ وغيره في الجزء الثالث من هذا الكتاب إن شاء الله]. (المؤلف)

(١٠) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء : ١ / ٦٥ [رقم ٤]. (المؤلف)

(١١) تذكرة الخواص : ص ٢٠٢.

٨١

الشافعي ، في كفايته (١) (ص ٥٥) ، وابن طلحة الشافعي ، في مطالب السؤول (ص ٢٠) وقال : فشت هذه الأبيات من قول حسّان ، وتناقلها سمعٌ عن سمع ولسانٌ عن لسانٍ :

أنزلَ اللهُ والكتابُ عزيزٌ

في عليٍّ وفي الوليدِ قُرانا

فتبوّأ الوليدُ من ذاك فسقاً

وعليٌّ مبوّأٌ إيمانا

ليس من كان مؤمناً عَرفَ اللهَ

كمنْ كان فاسقاً خوّانا

فعليٌّ يلقى لدى الله عِزّا

ووليدٌ يلقى هناك هوانا

سوف يُجزى الوليدُ خزياً وناراً

وعليٌّ لا شكَّ يجزى جِنانا

ورواها له ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (٢) (٢ / ١٠٣) وفيه بعد البيت الثالث :

سوف يُدعى الوليدُ بعد قليلٍ

وعليٌّ إلى الحسابِ عِيانا

فعليٌّ يُجزى بذاك جِناناً

ووليدٌ يُجزى بذاك هَوانا (٣)

رُبَّ جَدٍّ لعُقْبةَ بنِ أبانٍ

لابسٌ في بلادنا تُبّانا (٤)

وذكرها له نقلاً عن شرح النهج الاستاذ أحمد زكي صفوت في جمهرة الخطب (٥) (٢ / ٢٣).

أشار بهذه الأبيات إلى قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (٦). ونزوله في عليّ عليه‌السلام والوليد بن عقبة بن أبي معيط فيما شجر بينهما.

__________________

(١) كفاية الطالب : ص ١٤١ باب ٣١.

(٢) شرح نهج البلاغة : ٦ / ٢٩٣ خطبة ٨٣.

(٣) في التذكرة : (هناك) بدل بذاك ، في الموضعين. (المؤلف)

(٤) أبان : هو أبو معيط جدّ الوليد. والتبّان : سراويل صغيرة مقدار شبر يستر العورة فقط ، كان يخصّ بالملاّحين. (المؤلف)

(٥) جمهرة خطب العرب : ٢ / ٢٩ رقم ١٨.

(٦) السجدة : ١٨.

٨٢

أخرج الطبري في تفسيره (١) (٢١ / ٦٢) بإسناده عن عطاء بن يسار ، قال : كان بين الوليد وعليّ كلامٌ ، فقال الوليد : أنا أبسط منك لساناً ، وأحدُّ منك سناناً ، وأردُّ منك للكتيبة. فقال عليٌّ : «اسكت فإنَّك فاسقٌ». فأنزل الله فيهما : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) الآية.

وفي الأغاني (٢) (٤ / ١٨٥) ، وتفسير الخازن (٣) (٣ / ٤٧٠): كان بين عليّ والوليد تنازعٌ وكلامٌ في شيء ، فقال الوليد لعليّ : اسكت فإنّك صبيٌّ وأنا شيخ ، والله إنّي أبسط منك لساناً ، وأحدُّ منك سِناناً ، وأشجع منك جناناً ، وأملأ منك حشواً في الكتيبة. فقال له عليٌّ : «اسكت فإنّك فاسقٌ». فأنزل الله هذه الآية.

وأخرجه الواحدي بإسناده من طريق ابن عبّاس في أسباب النزول (٤) (ص ٢٦٣) ، ومحبّ الدين الطبري في الرياض (٥) (٢ / ٢٠٦) عن ابن عبّاس وقتادة من طريق الحافظين السلفي والواحدي ، وفي ذخائر العقبى (ص ٨٨) ، والخوارزمي في المناقب (٦) (ص ١٨٨) ، والكنجي في الكفاية (٧) (ص ٥٥) ، والنيسابوري في تفسيره (٨) ، وابن كثير في تفسيره (٣ / ٤٦٢) قال : ذكر عطاء بن يسار والسدّي وغيرهما : أنّها نزلت في عليّ بن أبي طالب وعقبة ـ فيه تصحيفٌ لا يخفى ـ ، ورواه جمال الدين الزرندي في نظم درر السمطين (٩).

__________________

(١) جامع البيان : مج ١١ / ج ٢١ / ١٠٧.

(٢) الأغاني : ٥ / ١٥٣.

(٣) تفسير الخازن : ٣ / ٤٤٧.

(٤) أسباب النزول : ص ٢٣٥.

(٥) الرياض النضرة : ٣ / ١٥٦.

(٦) المناقب : ص ٢٧٩ ح ٢٧١.

(٧) كفاية الطالب : ص ١٤٠ باب ٣١.

(٨) غرائب القرآن : مج ١٠ / ج ٢١ / ٧٢.

(٩) نظم درر السمطين : ص ٩٢.

٨٣

وذكره ابن أبي الحديد في شرح النهج (١)) (١ / ٣٩٤ و ٢ / ١٠٣) وحكى عن شيخه : إنَّه من المعلوم الذي لا ريب فيه لاشتهار الخبر به ، وإطباق الناس عليه.

وأخرجه السيوطي في الدرّ المنثور (٢) (٤ / ١٧٨) وقال : أخرج أبو الفرج في الأغاني ، والواحدي ، وابن عديّ ، وابن مردويه ، والخطيب ، وابن عساكر (٣) ، من طرق عن ابن عبّاس. وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن عطاء بن يسار. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدّي رضى الله عنه مثله. وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضى الله عنه. وأخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عبّاس. وذكره الحلبي في السيرة (٤) (٢ / ٨٥).

ومن شعر حسّان في أمير المؤمنين :

ذكر له أبو المظفر سبط ابن الجوزي الحنفيّ ، في تذكرته (٥) (ص ١٠):

مَن ذا بخاتَمِهِ تصدّقَ راكعاً

وأسرّها في نفسِهِ إسرارا

مَن كان باتَ على فراش محمد

ومحمد أسرى يؤمُّ الغارا

مَن كان في القرآن سُمِّيَ مؤمناً

في تسعِ آياتٍ تُلِينَ غِزارا (٦)

في البيت الأوّل : إيعازٌ إلى مأثرة تصدّقه ـ صلوات الله عليه ـ بخاتمه للسائل راكعاً ، وفيها نزل قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) (٧) الآية.

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٨٠ خطبة ٥٦ ، ٦ / ٢٩٢ خطبة ٨٣.

(٢) الدرّ المنثور : ٦ / ٥٥٣.

(٣) تاريخ مدينة دمشق : ١٧ / ٨٧٦ ، وفي مختصر تاريخ دمشق : ٢٦ / ٣٤٠.

(٤) السيرة الحلبية : ٢ / ٧٦.

(٥) تذكرة الخواص : ص ١٦.

(٦) وذكرها الكنجي في الكفاية : ص ١٢٣ [ص ٢٥١ باب ٩٢] ونسبها إلى بعضهم وفيه : في تسع آيات جعلن كباراً. (المؤلف)

(٧) المائدة : ٥٥.

٨٤

وسنوقفك على بيانها في شرح البيت الثالث إن شاء الله تعالى.

وبثاني الأبيات : أشار إلى حديث أصفقت الأمّة عليه من أنَّ عليّا عليه‌السلام لبس بُرد النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحضرميَّ الأخضر ، ونام على فراشه ليلة هرب النبيّ من المشركين إلى الغار ، وفداه بنفسه ، ونزلت فيه : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) (١).

قال أبو جعفر الاسكافي كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (٢) (٣ / ٢٧٠) : حديث الفراش قد ثبت بالتواتر ؛ فلا يجحده إلاّ مجنون أو غير مخالط لأهل الملّة ، وقد روى المفسِّرون كلّهم أنَّ قول الله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي) الآية : نزلت في عليّ ليلة المبيت على الفراش.

وروى الثعلبي في تفسيره (٣) : أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لمّا أراد الهجرة إلى المدينة ، خلّف عليّ بن أبي طالب بمكّة لقضاء ديونه ، وأداء الودائع التي كانت عنده ، وأمر ليلة خرج إلى الغار وقد أحاط المشركون بالدار أن ينام على فراشه ، وقال له : «اتَّشح ببردي الحضرميِّ الأخضر ونَمْ على فراشي ، فإنَّه لا يصل منهم إليك مكروهٌ إن شاء الله تعالى».

ففعل ذلك عليٌّ عليه‌السلام ، فأوحى الله تعالى إلى جبرئيل وميكائيل : إنّي آخيت بينكما ، وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر ، فأيُّكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختار كلاهما الحياة ، فأوحى الله تعالى إليهما : أفلا كنتما مثل عليِّ بن أبي طالب؟! آخيت بينه وبين محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوّه. فنزلا ، فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه ،

__________________

(١) البقرة : ٢٠٧.

(٢) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٦١ خطبة ٢٣٨.

(٣) الكشف والبيان : الورقة ٥٤ سورة البقرة : آية ٢٠٧.

٨٥

وجبرئيل ينادي : بخ بخ من مثلك يا عليُّ! يباهي الله تبارك وتعالى بك الملائكة.

فأنزل الله على رسوله وهو متوجِّهٌ إلى المدينة في شأن عليّ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ). وقال ابن عبّاس : نزلت الآية في عليّ حين هرب ـ رسول الله ـ من المشركين إلى الغار مع أبي بكر ، ونام على فراش النبيّ.

وحديث الثعلبيّ هذا رواه بطوله الغزالي في إحياء العلوم (٣ / ٢٣٨) ، والكنجي في كفاية الطالب (ص ١١٤) ، والصفوري في نزهة المجالس (٢ / ٢٠٩) نقلاً عن الحافظ النسفي. ورواه ابن الصبّاغ المالكيّ في فصوله (ص ٣٣) ، وسبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرته (ص ٢١) والشبلنجي في نور الأبصار (ص ٨٦). وفي المصادر الثلاثة الأخيرة : قال ابن عبّاس : أنشدني أمير المؤمنين شعراً قاله في تلك الليلة :

وقيتُ بنفسي خيرَ من وَطِئ الحصى

وأكرمَ خلْقٍ طافَ بالبيتِ والحِجْرِ

وبتُّ أُراعي منهمُ ما يسوؤني

وقد صَبَرَتْ نفسي على القتلِ والأسرِ

وباتَ رسولُ اللهِ في الغارِ آمناً

وما زالَ في حفظ الإلهِ وفي السترِ (١)

ويوجد حديث ليلة المبيت في مسند أحمد (١ / ٣٤٨) ، تاريخ الطبري (٢ / ٩٩ ـ ١٠١) ، الطبقات لابن سعد (١ / ٢١٢) ، تاريخ اليعقوبي (٢ / ٢٩) ، سيرة ابن هشام (٢ / ٢٩١) ، العقد الفريد (٣ / ٢٩٠) ، تاريخ الخطيب البغدادي (١٣ / ١٩١) ، تاريخ ابن الأثير (٢ / ٤٢) ، تاريخ أبي الفدا (١ / ١٢٦) ، مناقب الخوارزمي (ص ٧٥) ، الإمتاع للمقريزي (ص ٣٩) ، تاريخ ابن كثير (٧ / ٣٣٨) ، السيرة الحلبيّة (٢ / ٢٩) (٢).

__________________

(١) وتوجد هذه الأبيات في مناقب الخوارزمي [ص ١٢٧ ح ١٤١] مع زيادة بيت. (المؤلف)

(٢) إحياء علوم الدين : ٣ / ٢٤٤ ، كفاية الطالب : ص ٢٣٩ باب ٦٢ ، الفصول المهمّة : ص ٤٧ ، تذكرة الخواص : ص ٣٥ ، نور الأبصار : ص ١٧٥ ، مسند أحمد : ١ / ٥٧٢ ح ٣٢٤١ ، تاريخ الأُمم والملوك : ٢ / ٣٧٢ ٣٧٤ ، الطبقات الكبرى : ١ / ٢٢٨ ، تاريخ اليعقوبي : ٢ / ٣٩ ، السيرة النبوية :

٨٦

ويوجد الإيعاز إلى هذه المأثرة في حديث صحيح عن ابن عبّاس ، أخرجه جمعٌ من الحفّاظ الأثبات ، راجع ما مرّ (١ / ٥٠ و ٥١) ، وهي مرويّة في حديث عن الإمام السبط الحسن وقال : بات أمير المؤمنين يحرس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من المشركين ، وفداه بنفسه ليلة الهجرة حتى أنزل الله فيه : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) (١).

البيت الثالث : أشار به إلى الآيات التسع النازلة في أمير المؤمنين التي سُمِّي فيها مؤمناً ، ونحن وقفنا من تلك على عشر (٢) آيات ، ولم نعرف خصوص التسع المراد لحسّان في قوله. وقال معاوية بن صعصعة في قصيدة له ذكرها نصر بن مزاحم في كتاب صفّين (٣) (ص ٣١) :

ومَنْ نَزَلتْ فيه ثلاثون آيةً

تُسمِّيهِ فيها مؤمناً مخلصاً فَرْدا

سوى موجباتٍ جئنَ فيه وغيرها

بها أوجبَ اللهُ الولايةَ والوُدّا

والآيات :

١ ـ (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (٤).

مرَّ الإيعاز إلى حديث نزولها في عليّ عليه‌السلام (ص ٤٦) من هذا الجزء.

٢ ـ (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) (٥).

__________________

٢ / ١٢٦ ، العقد الفريد : ٥ / ٦١ ، الكامل في التاريخ : ١ / ٥١٦ ، المناقب : ص ١٢٧ ح ١٤١ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٧٤ حوادث سنة ٤٠ ه‍ ، السيرة الحلبية : ٢ / ٢٧.

(١) تذكرة السبط : ص ١١٥ [ص ٢٠٠] ، شرح ابن أبي الحديد : ٢ / ١٠٣ [١٣ / ٢٦٢ خطبة ٢٣٨] ، جمهرة الخطب : ٢ / ١٢. (المؤلف)

(٢) وكذا قال الإمام الحسن السبط الزكي في حديث : «سمّي أبي مؤمناً في عشر آيات». (المؤلف)

(٣) وقعة صفّين : ص ٢٧.

(٤) السجدة : ١٨.

(٥) الأنفال : ٦٢.

٨٧

أخرج الحافظ أبو القاسم بن عساكر في تاريخه (١) ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن مسلم الشافعيّ ، أخبرنا أبو القاسم بن العلا ، وأبو بكر محمد بن عمر بن سليمان العرينيّ النصيبيّ ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاّد ، حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المهري ، حدّثنا عبّاس بن بكّار ، حدّثنا خالد بن أبي عمر الأسدي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : مكتوبٌ على العرش : لا إله إلاّ الله وحدي لا شريك لي ، ومحمد عبدي ورسولي ، أيّدته بعليّ ، وذلك قوله في كتابه الكريم : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) عليٌّ وحده.

ورواه بإسناده الكنجيّ الشافعيّ في كفايته (٢) (ص ١١٠) ثمّ قال : قلت : ذكره ابن جرير في تفسيره (٣) ، وابن عساكر في تاريخه في ترجمة عليّ عليه‌السلام.

ورواه الحافظ جلال الدين السيوطي في الدرّ المنثور (٤) (٣ / ١٩٩) نقلاً عن ابن عساكر ، والقندوزي في ينابيعه (٥) (ص ٩٤) نقلاً عن الحافظ أبي نعيم بإسناده عن أبي هريرة ، ومن طريق أبي صالح عن ابن عبّاس.

وصدر الحديث أخرجه جمعٌ من الحفّاظ منهم : الخطيب البغدادي في تاريخه (١١ / ١٧٣) بإسناده عن أنس بن مالك قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : «لمّا عُرج بي رأيت على ساق العرش مكتوباً : لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله ، أيّدته بعليّ ، نصرته بعليّ». ومحبّ الدين الطبري في الرياض (٦) (٢ / ١٧٢) عن أبي الحمراء من طريق

__________________

(١) تاريخ مدينة دمشق : ١٢ / ٣٠٧ ، وفي ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ـ الطبعة المحقّقة ـ : رقم ٩٢٦ وفيها : العوفي بدل العريني.

(٢) كفاية الطالب : ص ٢٣٤ باب ٩٢.

(٣) لم نجد هذا الحديث في تفسير الطبري تحت هذه الآية. (المؤلف)

(٤) الدرّ المنثور : ٤ / ١٠٠.

(٥) ينابيع المودّة : ١ / ٩٣ باب ٢٣.

(٦) الرياض النضرة : ٣ / ١١٧.

٨٨

الملاّ في سيرته ، وفي ذخائر العقبى (ص ٦٩) ، والخوارزمي في المناقب (١) (ص ٢٥٤) ، والحمّوئي في فرائده (٢) في الباب السادس والأربعين من طريقين بلفظ : «لمّا أُسريَ بي إلى السماء رأيت في ساق العرش مكتوباً : لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله صفوتي من خلقي ، أيّدته بعليٍّ ونصرته به».

وبإسناد آخر عن أبي الحمراء ـ خادم النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ بلفظ : «ليلة أُسري بي رأيتُ على ساق العرش الأيمن مكتوباً : أنا الله وحدي لا إله غيري ، غرست جنّة عدنٍ بيدي لمحمد صفوتي ، أيّدته بعليّ». وبهذا اللفظ رواه الحافظ السيوطي كما في كنز العمّال (٣) (٦ / ١٥٨) من غير طريق عن أبي الحمراء.

ومن طريق آخر عن جابر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «مكتوبٌ في باب الجنة قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بألفي سنة : لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله ، أيّدته بعلي». وذكره الحافظ الهيثمي في المجمع (٩ / ١٢١) من طريق الطبراني عن أبي الحمراء ، والسيوطي في الخصائص الكبرى (٤) (١ / ٧) نقلاً عن ابن عديّ ، وابن عساكر من طريق أنس.

وروى السيِّد الهمداني في مودّة القربى ـ في المودّة الثامنة ـ عن عليّ قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّي رأيت اسمك مقروناً باسمي في أربعة مواطن : فلمّا بلغت البيت المقدس في معراجي إلى السماء ، وجدت على صخرة بها : لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله ، أيّدتُهُ بعليٍّ وزيره. ولمّا انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت عليها : إنّي أنا الله ، لا إله إلاّ أنا وحدي ، محمد صفوتي من خلقي ، أيّدته بعليٍّ وزيره ونصرته به. ولمّا انتهيت إلى عرش ربِّ العالمين ، وجدت مكتوباً على قوائمه : إنّي أنا الله ، لا إله إلاّ أنا ،

__________________

(١) المناقب : ص ٣٢٠ ح ٣٢٦.

(٢) فرائد السمطين : ١ / ٢٣٥ ح ١٨٣ ، ص ٢٣٧ ح ١٨٥.

(٣) كنز العمّال : ١١ / ٦٢٤ ح ٣٣٠٤٠ ـ ٣٣٠٤٢.

(٤) الخصائص الكبرى : ١ / ١٣.

٨٩

محمد حبيبي من خلقي ، أيّدته بعليٍّ وزيره ، ونصرته به. فلمّا وصلت الجنّة ، وجدت مكتوباً على باب الجنّة : لا إله إلاّ أنا ، ومحمد حبيبي من خلقي ، أيّدته بعليٍّ وزيره ونصرته به».

٣ ـ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (١).

أخرج الحافظ أبو نعيم في فضائل الصحابة بإسناده : أنَّها نزلت في عليّ ، وهو المعنيُّ بقوله : المؤمنين.

٤ ـ (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (٢).

أخرج الخطيب الخوارزمي في المناقب (٣) (ص ١٨٨) وصدر الحفّاظ الكنجي في الكفاية (٤) (ص ١٢٢) نقلاً عن ابن جرير وغيره من المفسِّرين ، أنَّه نزل قوله :

(فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) في حمزة وأصحابه ، كانوا عاهدوا الله تعالى لا يُولّون الأدبار ، فجاهدوا مقبلين حتى قُتلوا (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) عليُّ بن أبي طالب ، مضى على الجهاد لم يبدِّل ولم يغيِّر الآثار.

وفي الصواعق (٥) لابن حجر (ص ٨٠): سُئل عليٌّ وهو على المنبر بالكوفة عن قوله تعالى : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ). الآية.

فقال : «اللهمَّ غفراً هذه الآية نزلت فيَّ ، وفي عمِّي حمزة ، وفي ابن عمّي عبيدة ابن الحارث بن عبد المطّلب. فأمّا عبيدة فقضى نحبه شهيداً يوم بدر ، وحمزة قضى

__________________

(١) الأنفال : ٦٤.

(٢) الأحزاب : ٢٣.

(٣) المناقب : ص ٢٧٩ ح ٢٧٠.

(٤) كفاية الطالب : ص ٢٤٩ باب ٦٢.

(٥) الصواعق المحرقة : ص ١٣٤.

٩٠

نحبه شهيداً يوم أُحد ، وأمّا أنا فأنتظر أشقاها ، يخضب هذه من هذه ـ وأشار إلى لحيته ورأسه ـ عهد عهده إليَّ حبيبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم».

٥ ـ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (١).

أخرج أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره (٢) بإسناده عن أبي ذرّ الغفاري قال : أما إنّي صلّيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً من الأيام الظهر ، فسأل سائلٌ في المسجد فلم يعطه أحدٌ شيئاً ، فرفع السائل يديه إلى السماء ، وقال : اللهمَّ اشهد أنّي سألت في مسجد نبيِّك محمد صلى الله عليه وسلم فلم يعطِني أحدٌ شيئاً ، وكان عليّ عليه‌السلام في الصلاة راكعاً فأومأ إليه بخنصره اليمنى وفيه خاتم ، فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره ، وذلك بمرأى من النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد ، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفه إلى السماء ، وقال :

«اللهمَّ إنَّ أخي موسى سألك فقال : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي* وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) (٣) فانزلت عليه قرآناً (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما) (٤) اللهمَّ ، وإنّي محمد نبيّك وصفيّك ، اللهمَّ واشرحْ لي صدري ، ويسِّر لي أمري ، واجعل لي وزيراً من أهلي ، عليّا أشدد به ظهري».

قال أبو ذر رضى الله عنه : فما استتمَّ دعاءه حتى نزل جبرئيل عليه‌السلام من عند الله وقال : يا محمد اقرأ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) الآية.

__________________

(١) المائدة : ٥٥.

(٢) الكشف والبيان : الورقة ١٨٠ سورة المائدة : آية ٥٥.

(٣) سورة طه : ٢٥ ـ ٣٢.

(٤) القصص : ٣٥.

٩١

أخرج هذه الأثارة ونزول الآية فيها ، جمع كثير من أئمّة التفسير والحديث منهم : الطبري في تفسيره (٦ / ١٦٥) من طريق ابن عبّاس ، وعتبة بن أبي حكيم ، ومجاهد. الواحدي في أسباب النزول (ص ١٤٨) من طريقين. الرازي في تفسيره (٣ / ٤٣١) عن عطاء ، عن عبد الله بن سلام وابن عبّاس وحديث أبي ذرّ المذكور. الخازن في تفسيره (١ / ٤٩٦). أبو البركات في تفسيره (١ / ٤٩٦). النيسابوري في تفسيره (٣ / ٤٦١). ابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمّة (ص ١٢٣) حديث الثعلبي المذكور. ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول (ص ٣١) بلفظ أبي ذرّ المذكور. سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص ٩) عن تفسير الثعلبي ، عن السدّي ، وعتبة ، وغالب بن عبد الله. الكنجي الشافعي في الكفاية (ص ١٠٦) بإسناده عن أنس و (ص ١٢٢) عن ابن عبّاس ، من طريق حافظ العراقين والخوارزمي وابن عساكر ، عن أبي نعيم والقاضي أبي المعالي. الخوارزمي في مناقبه (ص ١٧٨) بطريقين. الحمّوئي في فرائده في الباب الرابع عشر ، من طريق الواحدي ، وفي التاسع والثلاثين عن أنس ، ومن طرق أخرى عن ابن عبّاس ، وفي الباب الأربعين عن ابن عبّاس وعمّار بن ياسر. القاضي عضد الإيجي في المواقف (٣ / ٢٧٦). محبّ الدين الطبري في الرياض (٢ / ٢٢٧) عن عبد الله بن سلام ، من طريق الواحدي وأبي الفرج والفضائلي ، و (ص ٢٠٦) ، وفي الذخائر (ص ١٠٢) من طريق الواقدي وابن الجوزي. ابن كثير الشامي في تفسيره (٢ / ٧١) بطريق عن أمير المؤمنين ، ومن طريق ابن أبي حاتم عن سلمة بن كهيل ، وعن ابن جرير الطبري بإسناده عن مجاهد والسدّي ، وعن الحافظ عبد الرزاق بإسناده عن ابن عبّاس ، وبطريق الحافظ ابن مردويه بالإسناد عن سفيان الثوري عن ابن عبّاس ، ومن طريق الكلبي عن ابن عبّاس وقال : هذا إسناد لا يقدح به ، وعن الحافظ ابن مردويه بلفظ أمير المؤمنين ، وعمّار ، وأبي رافع. ابن كثير أيضاً في البداية والنهاية (٧ / ٣٥٧) عن الطبراني بإسناده عن أمير المؤمنين ، ومن طريق ابن عساكر عن سلمة ابن كهيل. الحافظ السيوطي في جمع الجوامع كما في الكنز (٦ / ٣٩١) من

٩٢

طريق الخطيب في المتَّفق عن ابن عبّاس ، و (ص ٤٠٥) من طريق أبي الشيخ وابن مردويه عن أمير المؤمنين. ابن حجر في الصواعق (ص ٢٥). الشبلنجي في نور الأبصار (ص ٧٧) حديث أبي ذرّ المذكور عن الثعلبي. الآلوسي في روح المعاني (٢ / ٣٢٩) (١) وغيرهم.

ولحسّان بن ثابت في هذه المأثرة شعر يأتي (٢) إن شاء الله تعالى.

٦ ـ (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ) (٣).

أخرج الطبري في تفسيره (٤) (١٠ / ٥٩) بإسناده عن أنس أنّه قال : قعد العبّاس وشيبة بن عثمان ـ صاحب البيت ـ يفتخران ، فقال له العبّاس : أَنا أشرف منك ، أنا عمُّ رسول الله ، ووصيُّ أبيه ، وساقي الحجيج. فقال شيبة : أنا أشرف منك ، أنا أمين الله على بيته وخازنه ، أفلا ائتمنك كما ائتمنني؟!

فهما على ذلك يتشاجران ، حتى أشرف عليهما عليٌّ ، فقال له العبّاس : إنَّ شيبة فاخرني ، فزعم أنَّه أشرف منّي ، فقال : «فما قلت له يا عمّاه؟». قال : قلت : أنا عمُّ رسول الله ، ووصيُّ أبيه ، وساقي الحجيج ، أنا أشرف منك. فقال لشيبة : «ما ذا قلت

__________________

(١) جامع البيان : مج ٤ / ج ٦ / ٢٨٨ ، أسباب النزول : ص ١٣٣ ، التفسير الكبير : ١٢ / ٢٦ ، تفسير الخازن : ١ / ٤٧٥ ، تفسير النسفي : ١ / ٢٨٩ ، غرائب القرآن : مج ٣ / ج ٦ / ١٦٧ ـ ١٦٩ ، الفصول المهمّة : ص ١٢٢ ، تذكرة الخواص : ص ١٥ ، كفاية الطالب : ص ٢٢٩ باب ٦١ ، ص ٢٥٠ باب ٦٢ ، تاريخ مدينة دمشق : ١٢ / ٣٠٥ ، وفي ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب ٧ ـ الطبعة المحقّقة ـ : رقم ٩١٦ ، المناقب : ص ٢٦٤ ح ٢٤٦ ، ص ٢٦٦ ح ٢٤٨ ، فرائد السمطين : ١ / ٧٩ ح ٤٩ ، ص ١٨٧ ح ١٤٩ ، ص ١٩٣ ح ١٥٢ ، ص ١٩٤ ح ١٥٣ ، المواقف في علم الكلام : ص ٤٠٤ ، الرياض النضرة : ٣ / ١٨٢ باب ٤ فصل ٩ ، ص ١٥٦ فصل ٦ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٩٤ حوادث سنة ٤٠ ه‍ ، كنز العمّال : ١٣ / ١٠٨ ح ٣٦٣٥٤ ، ص ١٦٥ ح ٣٦٥٠١ ، الصواعق المحرقة : ص ٤١ ، نور الأبصار : ص ١٥٨ ، روح المعاني : ٦ / ١٦٧.

(٢) ص ١٠١.

(٣) التوبة : ١٩.

(٤) جامع البيان : مج ٦ / ج ١٠ / ٩٥.

٩٣

أنت يا شيبة؟» قال : قلت : أنا أشرف منك ، أنا أمين الله على بيته وخازنه ، أفلا ائتمنك كما ائتمنني؟!

قال : فقال لهما : «اجعلاني معكما فخراً». قالا : نعم. قال : «فأنا أشرف منكما ، أنا أوّل من آمن بالوعيد من ذكور هذه الأمّة ، وهاجر ، وجاهد».

وانطلقوا ثلاثتهم إلى النبيّ ، فأخبر كلُّ واحد منهم بمفخره ، فما أجابهم النبيُّ بشيء ، فانصرفوا عنه ، فنزل جبرئيل عليه‌السلام بالوحي بعد أيّام فيهم ، فأرسل النبيُّ إليهم ثلاثتهم حتى أتوه ، فقرأ عليهم : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) الآية.

حديث هذه المفاخرة ونزول الآية فيها أخرجه كثيرٌ من الحفّاظ والعلماء مجملاً ومفصّلاً ، منهم : الواحدي في أسباب النزول (١) (ص ١٨٢) نقلاً عن الحسن والشعبي والقرظي. القرطبي في تفسيره (٢) (٨ / ٩١) عن السدِّي. الرازي في تفسيره (٣) (٤ / ٤٢٢). الخازن في تفسيره (٤) (٢ / ٢٢١) قال : وقال الشعبي ومحمد بن كعب القرظي : نزلت في عليّ بن أبي طالب والعبّاس بن عبد المطّلب وطلحة بن أبي شيبة (٥) افتخروا فقال طلحة : أنا صاحب البيت بيدي مفاتيحه. وقال العبّاس : وأنا صاحب السقاية والقيام عليها. وقال عليّ : «ما أدري ما تقولون ، لقد صلّيت إلى القبلة ستّة أشهر قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد». فأنزل الله هذه الآية.

__________________

(١) أسباب النزول : ص ١٦٤.

(٢) الجامع لأحكام القرآن : ٨ / ٥٩.

(٣) التفسير الكبير : ١٦ / ١١.

(٤) تفسير الخازن : ٢ / ٢١١.

(٥) ليس هناك من يسمّى طلحة بن أبي شيبة! وإنّما الصواب فيه ما تقدّم عن الطبري ، وهو شيبة بن عثمان بن أبي طلحة. قال ابن عبد البرّ في الاستيعاب : القسم الثاني / ٧١٢ رقم ١٢٠٥ : شيبة هذا هو جدّ بني شيبة حَجَبَة الكعبة إلى اليوم دون سائر الناس. أقول : ولا زال مفاتح الكعبة بيد بني شيبة حتى يومنا هذا. (الطباطبائي)

٩٤

ومنهم : أبو البركات النسفي في تفسيره (١) (٢ / ٢٢١). الحمّوئي في الفرائد (٢) في الباب الواحد والأربعين بإسناده عن أنس. ابن الصبّاغ المالكيّ في الفصول المهمّة (٣) (ص ١٢٣) من طريق الواحدي عن الحسن والشعبي والقرظي. جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي في نظم درر السمطين (٤). الكنجي في الكفاية (٥) (ص ١١٣) من طريق ابن جرير وابن عساكر (٦) ، عن أنس بلفظه المذكور. ابن كثير الشامي في تفسيره (٢ / ٣٤١) عن الحافظ عبد الرزاق بإسناده عن الشعبي ، ومن طريق ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي ، وعن السدِّي وفيه : افتخر عليٌّ والعبّاس وشيبة كما مرّ ، ومن طريق الحافظ عبد الرزاق أيضاً عن الحسن ، ومحمد بن ثور عن معمر ، عن الحسن. الحافظ السيوطي في الدرّ المنثور (٧) (٣ / ٢١٨) من طريق الحافظ ابن مردويه عن ابن عبّاس ، ومن طريق الحفّاظ عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير وابن منذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ عن الشعبي ، وعن ابن مردويه عن الشعبي ، وعن عبد الرزاق عن الحسن ، ومن طريق ابن أبي شيبة وأبي الشيخ وابن مردويه عن عبيد الله بن عبيدة ، ومن طريق الفريابي عن ابن سيرين ، وعن ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي ، ومن طريق ابن جرير وأبي الشيخ عن الضحّاك ، وعن الحافظين أبي نعيم وابن عساكر بإسنادهما عن أنس ، باللفظ المذكور.

ومنهم : الصفوري في نزهة المجالس (٢ / ٢٤٢) وفي طبعةٍ (٢٠٩) نقلاً عن شوارد

__________________

(١) تفسير النسفي : ٢ / ١٢٠.

(٢) فرائد السمطين : ١ / ٢٠٣ ح ١٥٩.

(٣) الفصول المهمّة : ص ١٢٢.

(٤) نظم درر السمطين : ص ٨٨ ـ ٨٩.

(٥) كفاية الطالب : ص ٢٣٨ باب ٦٢.

(٦) تاريخ مدينة دمشق : ١٢ / ٣٠٥ ، وفي ترجمة الامام عليّ بن أبي طالب ٧ ـ الطبعة المحقّقة ـ : رقم ٩١٧.

(٧) الدرّ المنثور : ٤ / ١٤٦.

٩٥

المُلَح وموارد المِنَح : إنَّ العبّاس وحمزة تفاخرا ، فقال حمزة : أنا خيرٌ منك لأنّي على عمارة الكعبة. وقال العبّاس : أنا خيرٌ منك لأنّي على سقاية الحاجّ. فقالا : نخرج إلى الأبطح ونتحاكم إلى أوّل رجل نلقاه ، فوجدا عليّا رضى الله عنه فتحاكما على يديه فقال : «أنا خيرٌ منكما لأنّي سبقتكما إلى الإسلام». فأخبر النبيَّ بذلك ، فضاق صدره لافتخاره على عمّيه ، فأنزل الله تعالى تصديقاً لكلام عليّ وبياناً لفضله : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ) الآية.

ولا يسعنا ذكر جميع المصادر التي وقفنا فيها على هذه المفاخرة ونزول الآية فيها (١) ، وكذلك في بقيّة الآيات والأحاديث ، بل لم نذكر جلّها رَوماً للاختصار ، وقد بسطنا القول في جميعها في كتابنا العترة الطاهرة في الكتاب العزيز ، يتضمّن الآيات النازلة فيهم ـ صلوات الله عليهم.

وهذه المفاخرة ونزول الآية فيها نظمها غير واحد من شعراء السلف الحافظين لناموس الحديث ، كسيِّد الشعراء الحميري ، والناشئ ، والبشنوي ، ونظرائهم ، وستقف عليه في تراجمهم إن شاء الله.

٧ ـ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) (٢).

أخرج أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره (٣) ، بإسناده عن البراء بن عازب قال :

__________________

(١) ابن أبي شيبة في المصنّف : ح ١٢١٧٣ ، محمد بن سليمان الصنعاني في مناقب أمير المؤمنين ٧ : ح ٧٤ و ٨٤ و ١١٧ و ١١٨ ، ومنهم الخطيب البغدادي في الأسماء المبهمة : ص ٤٧٣ ، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : ح ٣٢٨ ـ ٣٣٨ ، وابن المغازلي في كتاب مناقب أمير المؤمنين ٧ بطريقين : ح ٣٦٧ و ٣٦٨ ، والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين ، والزمخشري في ربيع الأبرار : ٣ / ٤٢٤ ، وابن عساكر في تاريخه في ترجمة أمير المؤمنين ٧ : ح ٩١٧ تحقيق العلاّمة المحمودي ، وابن الأثير في جامع الأصول : ٩ / ٤٧٧ ، والشوكاني في فتح القدير : ٢ / ٣٠٣. (الطباطبائي)

(٢) مريم : ٩٦.

(٣) الكشف والبيان : الورقة ١٩ سورة مريم : آية ٩٦.

٩٦

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليّ : «قل : اللهمَّ اجعل لي عندك عهداً ، واجعل لي في صدور المؤمنين مودّة». فأنزل الله هذه الآية.

ورواه أبو المظفّر سبط ابن الجوزي الحنفيّ في تذكرته (١) (ص ١٠) وقال : ورُوي عن ابن عبّاس أنَّ هذا الودّ جعله الله لعليّ في قلوب المؤمنين.

وفي مجمع الزوائد (٩ / ١٢٥) عن ابن عبّاس قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) الآية. قال : محبّة في قلوب المؤمنين.

وأخرج الخطيب الخوارزمي في مناقبه (٢) (ص ١٨٨) حديث ابن عبّاس ، وبعده بالإسناد عن عليّ عليه‌السلام أنّه قال : «لقيني رجلٌ فقال : يا أبا الحسن والله إنّي أُحبّك في الله. فرجعت إلى رسول الله فأخبرته بقول الرجل ، فقال : لعلّك يا عليُّ اصطنعت إليه معروفاً. قال : فقلت : والله ما اصطنعت إليه معروفاً. فقال رسول الله : الحمد لله الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق إليك بالمودّة ، فنزل قوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) ...».

وأخرجه صدر الحفّاظ الكنجي في الكفاية (٣) (ص ١٢١). وأخرج محبُّ الدين الطبري في رياضه (٤) (٢ / ٢٠٧) في الآية من طريق الحافظ السلفي ، عن ابن الحنفيّة : لا يبقى مؤمنٌ إلاّ وفي قلبه ودٌّ لعليّ وأهل بيته.

وأخرج الحمّوئي في فرائده (٥) في الباب الرابع عشر ، من طريق الواحدي بسندين عن ابن عبّاس ، والسيوطي في الدرّ المنثور (٦) (٤ / ٢٨٧) من طريق الحافظ

__________________

(١) تذكرة الخواص : ص ١٧.

(٢) المناقب : ص ٢٧٨ ح ٢٦٨ و ٢٦٩.

(٣) كفاية الطالب : ص ٢٤٨ باب ٦٢.

(٤) الرياض النضرة : ٣ / ١٥٧.

(٥) فرائد السمطين : ١ / ٧٩ ح ٥٠ ـ ٥١.

(٦) الدرّ المنثور : ٥ / ٥٤٤.

٩٧

ابن مردويه والديلمي عن البراء ، ومن طريق الطبراني وابن مردويه عن ابن عبّاس ، والقسطلاني في المواهب (١) (٧ / ١٤) من طريق النقّاش ، والشبلنجي في نور الأبصار (٢) (ص ١١٢) عن النقّاش ، وذكر ما مرّ عن ابن الحنفيَّة ، والحضرمي في رشفة الصادي (ص ٢٥).

٨ ـ (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) (٣).

قال أبو المظفّر سبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرته (٤) (ص ١١) : قال السدّي عن ابن عبّاس : نزلت هذه الآية في عليّ عليه‌السلام يوم بدر : فَ (الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ) عتبة وشيبة والوليد والمغيرة ، (و (كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) عليٌّ عليه‌السلام.

وتجد ما يقرب منه في كفاية الكنجي (٥) (ص ١٢٠).

٩ ـ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (٦).

أخرج الطبري في تفسيره (٧) (٣٠ / ١٤٦) بإسناده عن أبي الجارود ، عن محمد ابن عليّ : (أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ). فقال : «قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : أنت يا عليُّ وشيعتك».

وروى الخوارزمي في مناقبه (٨) (ص ٦٦) عن جابر ، قال : كنّا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل عليُّ بن أبي طالب ، فقال رسول الله : «قد أتاكم أخي ، ثمّ التفت إلى الكعبة

__________________

(١) المواهب اللدنية : ٣ / ٣٦٦.

(٢) نور الأبصار : ص ٢٢٦.

(٣) الجاثية : ٢١.

(٤) تذكرة الخواص : ص ١٧.

(٥) كفاية الطالب : ص ٢٤٧ باب ٦٢.

(٦) البيّنة : ٧.

(٧) جامع البيان : مج ١٥ / ج ٣٠ / ٢٦٤.

(٨) المناقب : ص ١١١ ح ١٢٠ ، ص ٢٦٥ ح ٢٤٧.

٩٨

فضربها بيده. ثمّ قال : والذي نفسي بيده ، إنَّ هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة.

ثمّ قال : إنّه أوّلكم إيماناً معي ، وأوفاكم بعهد الله ، وأقومكم بأمر الله ، وأعدلكم في الرعيّة ، وأقسمكم بالسويّة ، وأعظمكم عند الله مزيّة».

قال : وفي ذلك الوقت نزلت فيه : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ، وكان أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم إذا أقبل عليٌّ قالوا : قد جاء خير البريّة.

وروى في (ص ١٧٨) من طريق الحافظ ابن مردويه ، عن يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب عليّ عليه‌السلام ، قال : سمعت عليّا يقول : «حدّثني رسول الله وأنا مسنده إلى صدري ، فقال : أي عليّ ، ألَمْ تسمع قول الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)؟ أنت وشيعتك ، وموعدي وموعدكم الحوض ، إذا جاءت الأُمم للحساب تُدعَون غُرّا محجَّلين».

وأخرج الكنجي في الكفاية (٩) (ص ١١٩) حديث يزيد بن شراحيل.

وأرسل ابن الصبّاغ المالكي في فصوله (١٠) (ص ١٢٢) عن ابن عبّاس ، قال : لمّا نزلت هذه الآية قال النبيّ صلى الله عليه وسلم لعليّ : «أنت وشيعتك ، تأتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيِّين ، ويأتي أعداؤك غضاباً مُقمحين».

وروى الحمّوئي في فرائده (١١) بطريقين عن جابر : أنَّها نزلت في عليّ ، وكان أصحاب محمد إذا أقبل عليٌّ قالوا : قد جاء خير البريّة.

وقال ابن حجر في الصواعق (١٢) (ص ٩٦) في عدِّ الآيات الواردة في أهل البيت :

__________________

(٩) كفاية الطالب : ص ٢٤٦ باب ٦٢.

(١٠) الفصول المهمّة : ص ١٢١.

(١١) فرائد السمطين : ١ / ١٥٦ ح ١١٨ باب ٣١.

(١٢) الصواعق المحرقة : ص ١٦١ باب ١١.

٩٩

الآية الحادية عشرة قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ).

أخرج الحافظ جمال الدين الزرندي (١) ، عن ابن عبّاس رضى الله عنه : إنَّ هذه الآية لمّا نزلت قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليّ : «هو أنت وشيعتك ، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيِّين ، ويأتي عدوُّك غضاباً مقمحين. قال : ومن عدوّي؟ قال : من تبرّأ منك ولعنك. ثمَّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ومن قال : رحم الله عليّا ، رحمه‌الله».

وقال جلال الدين السيوطي في الدرّ المنثور (٢) (٦ / ٣٧٩) : أخرج ابن عساكر (٣) عن جابر بن عبد الله قال : كنّا عند النبيّ صلى الله عليه وسلم فأقبل عليٌّ ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : «والذي نفسي بيده ، إنَّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة»

ونزلت : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ، فكان أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم إذا أقبل عليٌّ قالوا : جاء خير البريّة.

وأخرج ابن عديّ عن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الآية : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليّ : «أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيِّين».

وأخرج ابن مردويه عن عليّ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر حديث يزيد بن شراحيل المذكور ، وذكر الشبلنجي في نور الأبصار (٤) (ص ٧٨ و ١١٢) عن ابن عبّاس باللفظ المذكور عن ابن الصبّاغ المالكيِّ.

__________________

(١) نظم درر السمطين : ص ٩٢.

(٢) الدرّ المنثور : ٨ / ٥٨٩.

(٣) تاريخ مدينة دمشق : ١٢ / ٣١٣ ، وفي ترجمة الامام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ـ الطبعة المحقّقة ـ : رقم ٩٥٨.

(٤) نور الأبصار : ص ١٥٩ ، ٢٢٦.

١٠٠