بحوث في الملل والنّحل - ج ٦

الشيخ جعفر السبحاني

بحوث في الملل والنّحل - ج ٦

المؤلف:

الشيخ جعفر السبحاني


الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٢
الصفحات: ٧٠٤

وأعلام فلاسفتهم ، صنّف في علوم الأوائل وله تعليقات في المنطق ومقالات جليلة في أقسام الحكمة والرياضة (١).

٤ ـ من أشهر علماء الشيعة وأقدمهم الذين برزوا بالكيمياء هو جابر بن حيان ، فهو الذي ظهر في حقل الكيمياء ، وهو أوّل من أشار إلى طبقات العين قبل يوحنا بن ماسويه ( ت ٢٤٣ ) وقبل حنين بن إسحاق ( ت ٢٦٤ ) وأوّل من أثبت امكان تحويل المعدن الخسيس إلى الذهب والفضة ، فلم تقف عبقريته في الكيمياء ، عند هذا الحد بل دفعته إلى ابتكار شيء جديد في الكيمياء فأدخل فيها ما سمّاه بعلم الميزان ، والمقصود منه معادلة ما في الأجسام والطبائع ، وجعل لكل جسم من الأجسام ، موازين خاصة (٢) وقد اُلّفت حول جابر وعبقريته كتب كثيرة ، فمن أراد فليرجع إليها ، وقد اتّفق الكل على أنّه تلميذ الامام الصادق عليه‌السلام.

٥ ـ الشريف أبوالقاسم علي بن القاسم القصري ، وهو من علماء القرن الرابع ، ذكره ابن طاووس في فرج المهموم في عداد منجّمي الشيعة (٣).

وهذه نماذج من علماء الشيعة في الطبيعيات والفلكيات ، وأمّا المتأخّرون ، فحدّث عنهم ولا حرج ، وقد أتى بقسم كبير منهم الشيخ عبداللّه نعمة في كتابه « فلاسفة الشيعة » فمن أراد فليرجع ، غير أنّا نذكر هنا المحقق الطوسي الذي له حقّ على الاُمّة جمعاء تقول في حقّه المستشرقة الألمانية :

« وحصل نصير الدين الطوسي على مرصده ، فكان معهداً لأبحاث لا مثيل له ، وزوّده بالآلات الفلكية التي زادت في شهرة المعهد ، ورفعت مكانته ... ويحكى أنّ

____________

١ ـ محمّد باقر الخونساري : روضات الجنات ١ / ٢٥٤.

٢ ـ فلاسفة الشيعة ١ / ٥٧.

٣ ـ فرج المهموم.

٦٠١

زائراً قصد ابن الفلكي نصير الدين في مرصده في مراغه فلمّا رأى الآلات الفلكية المتنوعّة ذهل ، وقد زاد دهشة حين رأى « المحلقة » ذات الخمس حلقات والدوائر من النحاس : اولاها تمثّل خطّ الطول الذي كان مركّزاً في الأسفل ، وثانيتها خطّ الاستواء ، وثالثتها الخطّ الاهليلجي ، ورابعتها دائرة خطّ الأرض ، وخامستها دائرة الانقلاب الصيفي والشتوي ، وشاهد أيضاً دائرة السمت التي يمكن للمرء بواسطتها أن يُحدّد سمت النجوم ، أي الزاوية الناتجة على خطّ اُفقيّ ثابت وخطّ اُفقيّ آخر صادر عن كوكب في السماء.

وتقول أيضاً : إنّ نصير الدين أحضر إلى مكتبة المعهد أربعمائة ألف مجلّد كانت قد سرقت من مكتبات بغداد وسوريا وبلاد بابل ، وقد استدعى علماء ذوي شهرة طائرة من اسبانيا ودمشق وتفليس والموصل إلى مدينة مراغة لكي يعملوا على وضع الازياج بأسرع وقت يمكن » (١).

ويناسب في المقام ذكر اجمالي عمّا قدموا من الخدمة في مجال الجغرافية وعلم البلدان فنقول :

الجغرافية وتقويم البلدان :

نذكر في المقام ، رحّالتين طافا في البلاد الإسلامية وكتبا ما يرجع إلى جغرافية البلدان ، وقد صار كتاباهما أساساً للآخرين :

١ ـ أحمد بن أبي يعقوب بن واضح المعروف باليعقوبي المتوفّى في أواخر القرن الثالث ، فهو أوّل جغرافي بين العرب ، وصف الممالك معتمداً على ملاحظاته

__________________

١ ـ السيدة زيغريد هونكه : شمس العرب تسطع على الغرب ١٣٣ والصحيح أن يسمى : شمس الإسلام...

٦٠٢

الخاصة ، ومتوخّياً قصد ما أراد من وصف البلد وخصائصها وهو يقول عن نفسه : انّه عنى في عنفوان شبابه ، وحدّة ذهنه بعلم أخبار البلدان ومسافة ما بين كل بلد وبلد ، لأنّه سافر حديث السن واتّصلت أسفاره ودام تغرّبه ، وقد طاف في بلاد المملكة الإسلامية كلّها ، فنزل أرمينية وورد خراسان وأقام بمصر والمغرب بل سافر إلى الهند ، وكان متى لقى رجلا سأله عن وطنه ومصره وعن زرعه ما هو؟ وساكنيه منهم؟ عرب أو عجم؟ وعن شرب أهله ولباسهم ودياناتهم ومقالاتهم من غير أن يلحقه من ذلك ملال ولا فتور ، وقد وصف المملكة الإسلامية مبتدئاً ببغداد وصفاً منظّماً مع اصابة جديرة بالثقة والاعجاب (١).

٢ ـ أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي ( ت ٣٤٦ ) فقد ألّف في ذلك المضمار كتابه « مروج الذهب ومعادن الجوهر » وكتابه الآخر « التاريخ في أخبار الاُمم من العرب والعجم » وكتابه الثالث « التنبيه والاشراف » فقد اشتمل وراء التاريخ على الجغرافية وتقويم البلدان ، وقد جرّه حُبّه للاستطاع إلى بلاد بعيدة ، فكتب ما رآه وشاهده.

__________________

١ ـ آدم متز : الحضارة الإسلامية ٢ / ٣٤ وكتاب اليعقوبي في الجغرافية هو كتاب « البلدان » المنتشر.

٦٠٣
٦٠٤

الفصل الثالث عشر

في بلدان الشيعة وجامعاتهم العلمية

٦٠٥
٦٠٦

قد عرفت الخطوط العريضة في التشيّع وأنّه ليس شيئاً سوى الإسلام على أساس كون القيادة والخلافة ـ بعد رحلة النبي ـ لعلي عليه‌السلام وأهل بيته ، كما تعرّفت على حياة الأئمّة الاثني عشر ، وعلى عمالقة الفكر والعلم والفلسفة ، والأدب والشعر ، من شيعتهم ، الذين شاركوا المسلمين في بناء حضارة قامت على العلم ، والثقافة.

ولكن ـ اكمالاً للبحث ـ نذكر بلدان الشيعة أوّلاً ، والجوامع والمعاهد العلمية التي أنشأوها ثانياً ودورهم ثالثاً وعددهم رابعاً. حتّى يتم التعرّف عليهم ، على القدر المستطاع.

١ ـ بلدان الشيعة :

تتواجد الشيعة في جميع أنحاء العالم بنسب مختلفة وربّما يعدّ بعض البلدان معقل الشيعة ومزدحمها ويكون المذهب السائد عليه هو التشيّع. وإليك أسماء بعضها وهي إيران ، والعراق ، والحجاز ، والشامات ، وتركيا ، وأفغانستان ، والباكستان ، والهند ، واليمن ، ومصر ، والامارات المتّحدة العربية ، والبحرين ، والاحساء ، والقطيف ، والكويت ، ومسقط ، وعمان ، والتبت ، والصين ،

٦٠٧

وجمهورية آذربايجان ، وطاجيكستان والجمهوريات المتحرّرة بانحلال الاتحاد السوفيتي ، وماليزيا ، وأندونيسيا ، وسيلان ، وتايلند ، وسنغافورة ، والأفريقية الشمالية ، والصومال ، والأرجنتين ، وبريطانيا ، وألمانيا ، وفرنسا ، وألبانيا ، والولايات المتّحدة ، وكندا وغيرها ممّا يعسر عدّها.

ولا بأس بالإيعاز إلى خصوصيات بعض البلدان إذ فيه تسليط لبعض الضوء للتعرّف على ماضي التشيّع وما لاقه أتباعه من العدوان والويلات والمصائب.

التشيّع حجازي المحتد والمولد :

التشيّع حجازي المحتد والمولد ، إذ فيه نشأ ، وفي تربته غرست شجرته ثمّ نمت وكبرت ، فصارت شجرة طيّبة ذات أغصان متّسقة وثمار يانعة. وفيه حثّ النبيّ الأكرم على ولاء الإمام وسمّى أولياءه شيعة ، وحدّث بحديث الثقلين وجعل أئمة أهل البيت قرناء الكتاب في العصمة ولزوم الاقتفاء والطاعة ، وفيه رقى النبيّ المنبر الذي صنعوه من رحال الابل وأخذ بيد وصيّه وولي عهده عليّ المرتضى وحمد اللّه وأثنى عليه وقال : « ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ » فقالوا : اللّهمّ بلى ، ولمّا أخذ من الجمع المحتشد ، الاقرار بأولويته على النفس والنفيس عرّف علياً خليفة عنه وقال : « من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه » ونزل من المنبر ثمّ نزلت آيات ، وتبودلت التهاني والتحيّات بين الامام والصحابة (١).

وقد أشار إلى بعض ما ذكر مؤلّف خطط الشام وقال : « إنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو الذي حثّ على ولاء علي وأهل بيته عليهم‌السلام

__________________

١ ـ لاحظ الفصل الثالث من هذا الجزء.

٦٠٨

وهو أوّل من سمّى أولياءه بالشيعة وفي عهده ظهر التشيّع وسمّى جماعة بالشيعة (١).

ولمّا ارتحل النبي الأكرم إلى دار البقاء تناسى اُولوا القوة والمنعة من الصحابة عهد النبي الأكرم فحالوا بين النبي واُمنيته كما حالوا بين اُمّته وإمامها ، فتداولوا كرة الخلافة بينهم ، وأخذوا بمقاليد الحكم واحداً بعد آخر ، والإمام منعزل عن الحكم ، لا عمل له إلاّ هداية الاُمّة وارشادها بلسانه وبيانه وقلمه وبنانه.

إنّ الذي دعا عليّاً إلى السكوت والانحياز ، هو مشاهدة ظاهرة الردّة ، الطارئة على المجتمع الاسلامي عن طريق مسيلمة الكذاب ، وطليحة بن خويلد الأفّاك ، وسجاح بنت الحرث الدجّالة ، واصحابهم الهمج الرعاع فكانوا مهتمّين بمحق الإسلام وسحق المسلمين. ويحدّث عنه الامام في رسالته إلى أهل مصر التي أرسلها مع مالك الأشتر يقول : « فأمسكت يدي حتّى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به عليّ أعظم » (٢).

رأى الامام أنّ صيانة الإسلام وردّ عادية الأعداء تتوقّفان على المسالمة والموادعة فألقى حبل الخلافة على غاربها ، تقديماً للأهم على المهمّ ، وتبعته شيعته صابرين على مضض الحياة ومرّها.

بقي الامام منعزلاً عن الحكم قرابة ربع قرن إلى أن قتل عثمان في عقر داره وانثال الناس إلى دار علي من كلّ جانب مجتمعين حوله كربيضة الغنم ، يطلبون منه القيام بالأمر وأخذ مقاليد الحكم ، وفيهم شيعته المخلصون الأوفياء ، فلم ير بدّاً من

__________________

١ ـ محمد كرد علي : خطط الشام ٥ / ٢٥١.

٢ ـ الرضي : نهج البلاغة قسم الكتب برقم ٦٢.

٦٠٩

قبول دعوتهم لقيام الحجة بوجود الناصر (١).

ولمّا نكث الناكثون البيعة ، وقادوا حبيسة رسول اللّه « عائشة » ، معهم إلى البصرة ، ارتحل الإمام بأنصاره وشيعته إلى العراق إلاّ قليلاً بقوا في الحجاز لقلع مادة الفساد قبل أن تستفحل ، ولمّا قلع عين الفتنة ، استوطن الإمام الكوفة واستوطنها معه شيعته وصارت الكوفة عاصمة التشيّع ، ومعقله ، وفيها نما وأينع وأثمر ومنها انحدر إلى سائر البلدان ، بعدما كان الحجاز مهبط التشيّع ومغرسه ومحتده. فكان حجازي المحتد والمغرس عراقي النشوء والنمو. ولم يكن يوم ذاك يتظلّل في ظلال التشيّع ، إلاّ عربي صميم ، من عدنانيّ وقحطانيّ ولم يكن بينهم فارسىّ المحتدّ ولا بربريّ الأصل ولا شعوبيّ العقيدة.

ومضت على التشيّع في مغرسه ( الحجاز ) قرون ومرّت به أجواء قاسية ، وظروف رهيبة كادت تقضي على الشيعة ـ مع ذلك ـ نرى اليوم تواجدهم في مكة والمدينة وحضر موت ونجران ، الحدود اليمنية ، وقبائل الأطراف رغم العدوانية السائدة في هذه الآونة الأخيرة ضدّهم ورغم سيادة السيف والوحشية الكاسرة فيها ، فبنو جهم ، وبنو علي ، وبعض بني عوف ، ونخاولة المدينة والفلاحون في رساتيقاها كلّهم شيعة.

وأمّا المنطقة الشرقية كالاحساء والقطيف والدمّام ، فالأكثرية الساحقة فيها هي الشيعة ، ولأجل سحق هذه الأكثرية عمدت السلطة الوهابية بزرع السنّة في بلادهم باستيطان بعض القبائل والموظفين فيها واللّه من وراء القصد.

__________________

١ ـ إشار إلى قوله عليه‌السلام : « أما والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، لولا حضور الحاضر وقيام الحجّة بوجود الناصر ... لأقيت حبلها على غاربها » نهج البلاغة ، الخطبة ٣.

٦١٠

التشيّع عراقيّ النشوء والنموّ :

قد عرفت أنّه لمّا غادر الامام المدينة المنوّرة متوجّهاً إلى العراق واستوطن الكوفة هاجر كثير من شيعته معه واستوطنوا العراق ، فصار ذلك أقوى سبب لنشوء التشيّع ونموّه ، في العراق ولا سيما في الكوفة ، فصارت معقل الشيعة ، ولمّا قضى الامام نحبه حاولت السلطة الاموية وعمّالها استئصال التشيّع منها بأبشع صورة مذكورة في التاريخ.

بالرغم من أنّ العراق وأخص منه الكوفة كان علوي النزعة هاشمي الولاء ، إلاّ أنّ الحسين ، ابن الإمام قتل بسيف الكوفيين ، وسقط عطشاناً وحوله أجساد أبنائه وأبناء أخيه وأصحابه ولكن ذلك لا يدل على انسلاخهم عن التشيّع لأنّ الشيعة يوم ذاك كانوا بين مسجون في زنزانات الامويين ، ومرعوب فاقد للتصميم والحميّة وخاذل ، ومنتظر لما تؤول إليه الاُمور ، وناصر التحق بالحسين في اُحلك الظروف.

هؤلاء هم الشيعة.

وأمّا الذين شاركوا في قتل الحسين فلم يكونوا من الشيعة أبداً بل كانوا أتباع الامويين والمنضوين تحت راياتهم. ولمّا قتل الحسين أثار قتله أعمق الأشجان وأعنف العواطف في الشيعة وبعد اطلاق سراح المسجونين قاموا بجد وحماس بأخذ الثأر بقيادة المختار ، باكين ليلاً ونهاراً على ما أصاب الحسين من مصيبة.

وقد حاول الامويون جعل العراق أموياً ، وبذلوا جهودهم ، لكن عادت الجهود فاشلة فهي إلى اليوم هاشمي وعلوي وحتّى أنّ دعوة العباسيين نجحت في بداية الأمر في العراق فى ظل طلب ثأر الحسين وأهل بيته وكانت الدعوة للرضا من آل محمّد.

تبلور التشيّع بعد حادثة الطف بقليل واتّسع نطاقه وصار العراق مركزه ، وكانت القوافل من أنحاء العراق وغيرها تؤمّ قبر الحسين عليه‌السلام وأصحابه ،

٦١١

فصارت مشاهد أهل البيت فيها معمورة بالزائرين والمجاورين ، وكانت المآتم تقام في حواضرها واتّخذت الشيعة مشاهد أئمّتهم ، حوزات علمية ومعاهد فكرية ، فازدهر العراق بعمالقة الفكر ، وأساتذة الفقه وأساطين الكلام ، وأعان على نشر التشيّع ونموّه في العراق نشوء دول وإمارات للشيعة في القرن الرابع وما بعده.

يقول الشيخ المظفر : وساعد على نمو التشيّع وانتشاره في العراق ، أن تكوّنت من الشيعة فيه سلطنات دول وإمارات كسلطنة آل بويه ، وامارة بني مزيد في الحلّة والنيل ، وبني شاهين في البطائح ، وبني حمدان وآل المسيّب في الموصل ، ونصيبين ، وكدولة بعض المغول أمثال محمّد خدابنده وابنه أبي سعيد ، وأمّا محمود غازان فقد قيل بتشيّعه وهناك امارات عليه إلاّ أنّه لم يصارح به ، وكدولة الجلائرية التي أسّسها الشيخ حسن الجلائري أحد قواد المغول وابن اُخت محمود غازان ومحمّد خدابنده ، وكانت بغداد عاصمة ملكه ، وكالدولة الصفوية التي ناصرت التشيّع ونشرته في البلاد بشتّى الطرق ، فكانّما هي دولة دينية تأسّست لنشر مذهب أهل البيت.

وأيّد مذهب التشيّع أيضاً أن انعقدت عدّة وزارات من رجاله فقد استوزر السفاح أوّل ملوك بني العباس : ابا سلمة الخلال الكوفي الهمداني داعية أهل البيت وقتله على التشيّع. واستوزر المنصور : محمّد بن الأشعث الخزاعي. واستوزر المهدي : أبا عبداللّه يعقوب بن داود وحبسه لتشيّعه. واستوزر الرشيد : علي بن يقطين ، وجعفر بن الأشعث الخزاعي. والمأمون : الفضل بن سهل ذا الرياستين لجمعه بين القلم والسيف وقتله عند ما أحسّ بميله إلى الرضا عليه‌السلام. واستوزر من بعده أخاه الحسن بن سهل. واستوزر المعتزّ والمهتدي : أبا الفضل جعفر بن محمود الاسكافي. واستوزر المقتدى : أبا شجاع ظهر الدين محمّد بن الحسين الهمداني وعزله لتشيّعه. واستوزر المستظهر : أبا المعالي هبة الدين بن محمّد بن المطلب

٦١٢

وعزله لتشيّعه ثم أعاده على أن لا يخرج من مذهب أهل السنّة ثم تغيّر عليه وعزله ، واستوزر الناصر والظاهر والمستنصر : مؤيد الدين محمّد بن عبدالكريم القمي من ذرية المقداد ـ رضوان اللّه عليه ـ واستوزر المستعصم آخر ملوك بني العباس : أبا طالب محمّد بن أحمد العلقمي الأسدي وأقرّه هولاكو على الوزارة ، ولمّا مات رحمه‌الله استوزر : ولده أبا الفضل عز الدين ، إلى ما سوى هؤلاء.

وأمّا الإمارات ، والقيادات ، والكتابة ، والخزانة ، فما أكثرها ، أمثال امارة آل قشتمر ، وآل أبي فراس الشيباني ، وآل دبيس كما أشرنا إليهم ، وقيادة طاهر ابن الحسين الخزاعي وقيادة أولاده كابنه عبد اللّه ، ومحمّد بن عبداللّه وغيرهما ، وتولّيهم امارة هرات ، وكان عبداللّه بن سنان خازناً للمنصور والمهدي والهادي والرشيد ، وكان من ثقاة الرواة لأبي عبداللّه الصادق عليه‌السلام ، إلى ما يعسر استقصاؤه.

وكفاك برهاناً على أنّ التشيّع كان ضارباً أطنابه على بسيطة العراق ، ما كان من نقابة الطالبيين في بغداد ، فما أكثر ما كان يتولاّها الشيعة ، أمثال الشريف الرضي وأبيه وابنه وأخيه المرتضى ، وقد تولّوا المظلم أيضاً ، وتولّى الشريف الرضي وأبوه أيضاً امارة الحاج ، كما تولاّها ثلاث عشرة حجة حسام الدين أبو فراس جعفر بن أبي فراس الشيباني.

وتولّى آل طاووس نقابة الطالبيين في العراق عامة ، تولاها منهم السيدان العلمان رضي الدين وغياث الدين عبدالكريم (١) كما تولّى الأوقاف في العراق

__________________

١ ـ اُنظر ـ الحوادث الجامعة ـ في حوادث عام ٦٦١ وما ذكره فيها من تولّي السيد رضي الدين بن طاووس نقابة الطالبيين بالعراق ، وذكر أنّ وفاته عام ٦٦٤ ، وفي حوادث عام ٦٩٣ قال : وفيها توفّي النقيب غياث الدين عبدالكريم بن طاووس.

٦١٣

وغيرها ممّا كان تحت حكم المغول الخواجا نصير الدين الطوسي ـ طاب ثراه ـ ، وعندما قبض عليها ، أقام ببغداد وتصفّح الأوقاف وأدار أخبار الفقهاء والمدرسين وقرر القواعد في الوقف وأصلحها بعد اختلالها (١) ومن بعده تولاّها ابنه أحمد فخر الدين ، ولمّا وليها حذف الحصة الديوانية في الوقوف ، ووفرت على أربابها (٢).

ثمّ إنّ شيخنا المظفر ـ وهو عراقي المحتد والمنشأ ـ عارف بخصوصيات بلده وما جرى على الشيعة فيها طيلة القرون خصوصاً بعد ما نشبت فيها مخالب آل عثمان ، خرج بالنتيجة التالية :

« انّ جنوب العراق شيعة خالصة ولو وجد فيه غيرهم فهو نادر وأمّا البلاد الشمالية ، فسكّانها على العموم من أهل السنّة إلاّ أنّ الشيعة فيها ليسوا بالقليل ، ولو أمنوا الغوائل من اظهار هم لولاء أهل البيت ، كما يأمن العدد القليل من أهل السنّة في الجنوب ، لعجبت من كثرتهم في تلك البلاد لا سيما في لواء الموصل وكركوك.

وأمّا البلاد الوسطى كالحلّة فهي شيعية خالصة سوى أفراد معدودين في نفس القصبة ، ولواء بغداد فأكثريته من الشيعة ، ومثله لواء ديالى ، بعكس لواء الديلم ففيه من الشيعة عدد قليل. وعليه ، فالعراق اليوم سبعة من ألويته شيعة وفيها شوب من غيرهم ، وخمسة سنّة وفيها خليط من الشيعة ولواءان مختلطان يغلب التشيع عليهما ، هذا ما يعرفه المستقرئ ، لبلاد العراق.

ومن ثمّ لا نحتاج إلى استقراء لجميع بلاد الجنوب أمثال الكوت والعمارة والغرّاف وما سواها من بلاد دجلة ، والسماوة والديوانية والناصرية وماسواها من

__________________

١ ـ اُنظر تاريخ ـ مختصر الدول ـ للعبرى ٥٠٠ و ـ الحوادث الجامعة ـ في حوادث عام ٢٧٢.

٢ ـ اُنظر ـ الحوادث الجامعة ـ في حوادث عام ٦٨٣.

٦١٤

بلاد الفرات (١).

الشيعة في اليمن :

دخل التشيّع في اليمن منذ أن أسلموا بيد علي عليه‌السلام يحدثنا التاريخ انّ رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث خالد بن الوليد إلى اليمن ليدعوهم إلى الإسلام فأقام هناك ستة أشهر فلم يجيبوه إلى شيء. فبعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علي بن أبي طالبعليه‌السلام وأمره أن يرجع خالد بن الوليد ومن معه. قال البراء : فلمّأ انتهينا إلى أوائل اليمن بلغ القوم الخبر فجمعوا له فصلّى بنا عليّ الفجر ، فلمّا فرغ صفّنا صفّاً واحداً ثمّ تقدّم بين أيدينا فحمداللّه واثنى عليه ثمّ قرأ عليهم كتاب رسول اللّه فأسلمت همدان كلّها في يوم واحد وكتب بذلك إلى رسول اللّه ، فلمّا قرأ كتابه خرّ ساجداً ثمّ جلس فقال : السلام على همدان ، السلام على همدان ثمّ تتابع أهل اليمن على الاسلام (٢) فكان تمسّكهم بعرى الإسلام على يد علي وصار هذا أكبر العوامل لصيرورتهم علويين مذهباً ونزعة. وفي ظل هذه النزعة ضحّوا بأنفسهم ونفيسهم بين يدي علي في حروبه.

أضف إليه أنّهم سمعوا من المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فضائل إمامهم ومناقبه غير مرّة وهذا ممّا زادهم شوقاً وملأ قلوبهم حبّاً وولاءً له ، روى المحدثون : انّ اليمانيين طلبوا من النبي أن يبعث إليهم رجلاً يفقّههم في الدين ويعلّمهم السنن ويحكم بينهم بكتاب اللّه ، فبعث النبي علياً وضرب على صدره وقال : « اللّهمّ اهد قلبه ، وثبّت لسانه ». قال الامام عليه‌السلام : فما شككت في قضاء بين اثنين حتى

__________________

١ ـ محمّد حسين المظفر : تاريخ الشيعة ٦٩ ـ ٧١ و ١١٠ ـ ١١١.

٢ ـ ابن الأثير : الكامل ٢ / ٣٠٠ في حوادث السنة العاشرة. دار صادر.

٦١٥

الساعة (١).

بقى بينهم مدّة يفقّههم في الدين ، ويقضي بكتاب اللّه ، ويحلّ المشاكل القضائية ، بما يبهر العقول.

انّ هذا وذاك ، والقتل الذريع الذي ارتكبه عمّال معاوية كبسر بن أرطاة ، سبّب اتّجاه اليمانيين نحو صاحب الولاية من يومهم إلى يومنا هذا وقد خامر التشيّع قلوبهم وعقولهم ولأجل وجود أواصر الحبّ والولاء بين اليمانيين والامام علي عليه‌السلام ذكرهم علي في شعره وقال :

فلو كنت بوّاباً على باب جنّة

لقلت لهمدان ادخلوا بسلام

وممّا يدل على فرط حبّهم وولائهم لعلي عليه‌السلام ما قاله سيدهم سعيد بن قيس الهمداني ـ رضوان اللّه عليه ـ في وقعة الجمل :

قل للوصي أقبلتْ قَحْطانُها

فادع بها تكفيكها هَمْدانُها

همُ بنوها وهمُ اخوانها (٢)

نعم رحل يحيى بن الحسين الرسي العلوي من العراق إلى اليمن في القرن الثالث ودعا إلى المذهب الزيدي في ظل ولاء أهل البيت وأخذ بمجامع القلوب وانتشرت دعوته فانتموا إلى زيد ، فالشيعة إلى اليوم في اليمن زيديّو المذهب يهتفون في الأذان بـ « حيّ على خير العمل ».

ويوجد هناك شيعة إماميون قليلون.

كانت الحكومة منذ دعوة الرسي العلوي بيد الزيدية وكان آخر حاكم مقتدر زيدي يحكم البلاد هو حميد الدين يحيى المتوكّل على اللّه ، ولمّا اغتيل هو وولداه

__________________

١ ـ كنز العمال ٦ / ١٥٨ و ٣٩٢ باب فضائل علي.

٢ ـ ابن أبي الحديد : شرح نهج البلاغة ١ / ١٤٤ ـ ١٤٥.

٦١٦

الحسن والمحسن ، وحفيده الحسين بن الحسن بيد بعض وزرائه عام ١٣٦٧ هـ ق في ظل مؤامرة أجنبية ، قام مكانه ولده الامام بدر الدين ولم يكن له نصيب من الحكم إلاّ مدّة قليلة حتّى اُزيل عن الحكم عن طريق انقلاب عسكري ، وبذلك انتهى الحكم الزيدي في اليمن ولكن اليمنيين بقوا على انتمائهم إلى التشيّع. نعم إنّ السلطة الوهابية في هذه الآونة بصدد تصدير التوهّب وفرضها عليها في ظل تزويد الدولة بامكانيات مالية.

واللّه من وراء القصد ...

الشيعة في سوريا ولبنان :

ظلّ التشيّع سائداً في الشام وحلب وبعلبك وجبل عامل منذ القرن الأوّل إلى يومنا هذا ، ومن المعروف انّ أباذر هو الذي بذر بذرته ، أو غرس شجرته عندما نفاه عثمان من المدينة إلى الشام ، وكان يجول في الشام وضواحيه وهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، من دون أن يخاف قوّة أو سطوة ، أو إهانة أو قسوة ، وطبع الحال يقتضي أن يبوح بما انطوت عليه جوانحه من الولاء لعلي وأهل بيته ، يدعو له على القدر المستطاع ، وقد نمت البذرة في ظل التستّر والتقيّة وأمّا اليوم فالشيعة مجاهرون ولهم شأن عند الدولة ولهم مظاهر في الشام وضواحيه ، ترى اسم علي والحسين مكتوبين تحت قبّة المسجد الأموي ، وفي الجانب الشرقي مسجد خاص باسم رأس الحسين وفي نفس البلد قباب مشيّدة لأهل البيت وفي الوقت نفسه لاتجد أثراً لمعاوية (١) ويزيد والحكام الأمويين. إنّ في ذلك لعبرة لاُولي الألباب.

__________________

١ ـ نعم في داخل البلد بيت يقال فيه قبر معاوية لا يزوره أحد إلاّ للعبرة ، والاطّلاع على ما آل إليه أعمال الامويين من مصير بائس بعد مماتهم.

٦١٧

قويت شوكة التشيّع في سوريا حين ما قامت دولة الحمدانيين في الشام والجزيرة فلسيف الدولة أيدي بيضاء في رفع منارة التشيع ، كيف وأبو فراس صاحب القصيدة الميمية هو ابن عمّه الذي يقول :

الحق مهتضم والدين مخترم

وفيء آل رسول اللّه مقتسم

وأمّا جبل عامل فقد انتشر فيه التشيّع منذ دخل إلى الشام ، وقد خرج منها علماء طبقوا البلاد شهرة وصيتاً أخص منهم بالذكر :

١ ـ محمّد بن مكي المعروف بالشهيد الأوّل ( ٧٣٤ ـ ٧٨٦ ) وكان إماماً في الفقه ولكنّه صلب بيد الجور ، ثمّ رجم ، ثمّ اُحرق ، بذنب أنّه شيعيّ موال لأهل البيت ولا يفتي بفتوى أئمّة المذاهب الأربعة.

وله كتب فقهية أشهرها اللمعة الدمشقية ألّفها في السجن خلال اسبوع ولم يكن عنده من الكتب الفقهية سوى المختصر النافع للمحقّق الحلّي ( ٦٠٠ ـ ٦٧٦ ).

٢ ـ زين الدين بن علي الجبعي ( ٩١١ ـ ٩٦٦ ) صاحب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية والمسالك في شرح الشرائع الذي يتضمّن مجموع الكتب الفقهية مع ذكر المستند والدليل. وهو قدس اللّه سرّه استشهد قرب شاطئ البحر وفصل رأسه عن جسده واُرسل إلى السلطان. ولا ذنب له إلاّ كذنب الشهيد الأوّل.

ولعمري الحق أنّ هذه المواقف من الحكومات السنّية عبر القرون ، تقشعرّ منها الجلود ، ويندى منها جبين الإنسانية ويرفضها الدين والعقل فأين الكرامة والحرّية؟ أين السماحة ، والرأفة؟

أقول : إذا كان هذا مصير الشيعة مع كونهم سائرين خلف حُجب التقية ، فما ظنّك لو لم يتّخذوا من التقيّة ستارا؟

ولقد خرج من جبل عامل وراء هذين الشخصين علماء كبار ، فقهاء عظام ولم يزل منار التشيّع مرتفعاً ولواؤه خفّاقاً بهم ، ولقد تحمّلوا عبر القرون وخصوصاً في

٦١٨

عهد السلطة العثمانية ، المصاعب الجسام والتي ذكرها التاريخ واقرأ في هذا المجال جرائم أحمد باشا الجزّار ، ممثّل الدولة العثمانية في بلاد الشام من ( ١١٩٥ ـ ١١٩٨ ). ولقد ألّف الشيخ الحرّ العاملي كتاباً أسماه أمل الآمل في علماء جبل عامل طبع في جزأين واستدرك عليه السيد الجليل حسن الصدر.

بعلبك : إنّ بعلبك تعد من المدن الشيعية العريقة ولقد ظهر بها التشيّع منذ دخل بلاد الشام وراج في ظلّ الدولة الحمدانية. والعيشة فيها كالعراق ، عيشة قبليّة وأهلها معروفون بالبسالة والبطولة والجود والكرم.

الشيعة في مصر :

دخل التشيّع مصر في اليوم الذي دخل فيه الإسلام ولقد شهد جماعة من شيعة عليّ فتح مصر منهم المقداد بن الأسود الكندي ، وأبو ذر الغفاري ، وأبو رافع ، وأبو أيوب الأنصاري ، وزارها عمّار بن ياسر في خلافة عثمان (١) وهؤلاء ما كانوا يبطنون فكرة التشيّع التي كانوا يؤمنون بها منذ عهد رسول اللّه.

ولأجل ذلك حين قتل عثمان باجهاز المصريين عليه ، بايعوا عليّاً كما بايع أهلها طوعاً ورغبة.

لمّا بعث علي قيس بن سعد أميراً على مصر بايع أهلها طوعاً إلاّ قرية يقال لها خربتاء (٢).

كان هذا نواة لمذهب التشيّع في تلك البلاد وإن تغلّب عليها الأمويون بعد علي ، وقتل عمرو بن العاص والي علي محمّد بن أبي بكر. وجعلوا جثّته في جيفة

__________________

١ ـ الخطط المقريزية ٢ / ٧٤.

٢ ـ الخطط المقريزية ٤ / ١٤٩ ، الجزري : الكامل ٣ / ٦١ حوادث عام ٣٦.

٦١٩

حمار وأحرقوه بالنار ولكن للحق دولة وللباطل جوله ، فهذه الأعمال الاجرامية وما ارتكبه العباسيون من الجرائم صارت سبباً لابتعاد الناس عن السلطات وتعاطفهم مع العلويين ، خصوصاً عندما ذهب إليها بعض السادة الحسنيين ، إلى أن قامت دولة الفاطميين وبثّوا الدعاة في أفريقيا فاعتنق المصريون التشيّع برغبة وجهروا بحيّ على خير العمل. وتفضيل عليّ على غيره ، وكما جهروا بالصلاة على النبي وآله.

لقد قامت في عهد الفاطميين مراسم عاشوراء وعيد الغدير ، ولم تزل هذه المراسم إلى يومنا هذا. وكان التشيّع مخيّماً على مصر في عهد الفاطميين وضارباً أطنابه في القرى والبلدان لولا أنّ صلاح الدين يوسف الأيوبي أزال سلطتهم ومذهبهم من مصر بقوّة السيف والنار.

وهذه الصفحة في تاريخ مصر صفحة مليئة بالأسى والحزن ومع ذلك تتواجد في هذه الأيام الشيعة ، وأمّا السنّة فهم علويون روحاً وعاطفة يتفاخرون بالحب والميل لأهل البيت ويعبّرون عن ذلك بزيارتهم للمشاهد المعروفة برأس الحسين ومرقد السيدة زينب والسيدة سكينة.

وبذلك يعلم حال التشيّع بأفريقيا الشمالية فانّ حكومة الفاطميين امتدّت إلى الجزائر ومراكش وتونس وليبيا والسودان ، أضف إلى ذلك انّ كثيراً من العلويين ارتحلوا إلى تلك البلاد وأسّسوا دويلات وكان ذلك سبباً لانتشار التشيّع.

الشيعة في إيران :

إنّ التشيّع هو المذهب الساحق في إيران من أوائل القرن العاشر (٩٠٥) إلى يومنا هذا انّ الدولة الصفوية هم الذين أشاعوا التشيّع في إيران ، بعد ملوك المغول فلو كان نجاح الثاني قليلاً ، كان نجاح الصفويين كبيراً ، فلو بلغ عدد النفوس في إيران الإسلامية قرابة ستين مليوناً ، فالأكثرية هم الشيعة ، ولا تتجاوز سائر الطوائف عن

٦٢٠