شرح الكفراوي على متن الآجرومية بحاشية الحامدي

الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري

شرح الكفراوي على متن الآجرومية بحاشية الحامدي

المؤلف:

الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري


المحقق: عبد الكريم سامي الجندي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-6970-X
الصفحات: ٣١٨

١
٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

تقديم

الحمد لله وحده ، والصلاة والسّلام على سيّدنا ورسولنا محمد بن عبد الله ، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد.

فإن المقدمة الآجرومية في النحو من المقدّمات المتميزة بحسن وضعها عن كثير من المقدّمات ، وقد ألّفها صاحبها ابن آجرّوم بمكّة المكرمة وخصّصها للمبتدئين في دراسة النحو.

ولعموم النفع بها وتميّزها اعتنى كثير من العلماء بشرحها ما بين مبسوط ومختصر. ومن هذه الشروح الكثيرة (١) :

ـ شرح أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المعروف ببرهان الدين الشاغوري المتوفى سنة ٩١٦ ه‍.

ـ شرح المكّودي النحوي المتوفى سنة ٨٠٧ ه‍.

ـ شرح أبي عبد الله محمد بن محمد المالكي المعروف بالراعي المتوفى سنة ٨٥٣ ه‍ ، وسمّى شرحه «المستقلّ بالمفهومية في شرح ألفاظ الآجرومية».

ـ شرح الشيخ خالد بن عبد الله الأزهري الشافعي المتوفى سنة ٩٠٥ ه‍. وله كتاب آخر في إعراب الآجرومية. وعلى شرح الشيخ خالد الأزهري حاشية للعلّامة أبي بكر بن إسماعيل الشنواني المتوفى سنة ١٠١٩ ه‍ ، وهي حاشية بالقول أجاد فيها

__________________

(١) انظر كشف الظنون (ص ١٧٩٦ ـ ١٧٩٨).

٣

وأفاد ، وله شرح على الآجرومية مطوّل. وعلى شرح الشيخ خالد الأزهري أيضا حاشية للعلامة أحمد بن أحمد بن سلامة القليوبي المتوفى سنة ١٠٦٩ ه‍.

ـ شرح العلامة أحمد بن محمد الشلبي المتوفى سنة ١٠٢٠ ه‍. وألّف عليها حاشية أيضا.

ـ ونظمها برهان الدين إبراهيم بن والي المقدسي وسمّاها «الدرة البرهانية» وتوفي سنة ٩٦٠ ه‍.

ـ شرح الشيخ شهاب الدين أحمد بن أحمد بن حمزة الرملي المتوفى سنة ٨٤٤ ه‍.

ـ شرح شهاب الدين أحمد بن علي بن منصور الحميدي المعروف بالبجائي.

ـ شرح محمد بن أحمد بن يعلى الحسيني النحوي ، سماه «الدرة النحوية في شرح الآجرومية».

ـ شرحان لأحمد بن محمد بن عبد السّلام (ولد سنة ٨٤٧ ه‍) ، سمى أحدهما :

«النخبة العربية في حلّ ألفاظ الآجرومية» ، والآخر : «الجواهر المضية في حل ألفاظ الآجرومية».

ـ شرحان كبير ومتوسط للشيخ أبي الحسن محمد بن علي الشاذلي المتوفى سنة ٩٣٠ ه‍.

ـ شرح الشيخ شمس الدين محمد بن محمد الحلاوي المقدسي المتوفى سنة ٨٨٣ ه‍.

ـ الشرح المسمى «الجواهر السنية في شرح المقدمة الآجرومية» للشيخ الفقيه النحوي أبي محمد عبد الله بن أبي الفضل الفاسي.

ـ وقد نظم الآجرومية أيضا علي بن حسن الشافعي المقري الشهير بالسنهوري ، ثم شرح هذا النظم وسماه «التحفة البهية».

إلى شروح أخرى كثيرة ، نذكر من أهمها هذا الكتاب الذي بين أيدينا ، وهو :«شرح العلّامة الكفراوي» وهو من الشروح المهمة التي ركّز فيها العلامة الكفراوي على بيان المعنى وإعراب الكلمات ، كما أنه أكثر فيه من الأمثلة. يقول رحمه‌الله

٤

في مقدمة شرحه : «... فقد سألني بعض المحبّين إليّ المتردّدين عليّ المرة بعد المرة ، أن أشرح متن الآجرومية للإمام الصنهاجي شرحا لطيفا ، يكون مشتملا على بيان المعنى وإعراب الكلمات ، وأن أكثر فيه من الأمثلة ، لما أنه لم يقع لها شرح على هذه الصفات ، فتوقفت مدة من الزمان لعلمي أنها كثيرة الشرّاح ، حتى سألني عن ذلك من لا تسعني مخالفته ، ووجدت كثيرا من المبتدئين يسألون عن ذلك كثيرا ؛ فعنّ لي أن أشرحها على هذا الوجه المذكور ليكون سببا للنظر إلى وجه الله الكريم ، وموجبا للفوز لديه بجنّات النعيم» انتهى.

وقد طبع هذا الشرح طبعات عديدة ؛ فطبع في بولاق سنة ١٢٤٢ ه‍ و ١٢٤٨ ه‍.

وطبع أيضا في بولاق (١٢٨٢ ه‍ ، ١٢٩١ ه‍) وبهامشه «منحة الكريم الوهاب وفتح أبواب النحو للطلاب» وهي حاشية للشيخ أحمد النجاري الدمياطي على الشرح المذكور. وطبع بهامشه حاشية الشيخ إسماعيل بن موسى الحامدي (بولاق ١٢٩٠ ه‍ ، المطبعة الكاستلية ١٢٨٠ و ١٢٩٨ ه‍ ، مطبعة محمد مصطفى ١٢٩٩ ه‍).

وطبع بهامشه متن الآجرومية بالمطبعة الشرقية والأزهرية والخيرية والميمنية (١٣٠١ ، ١٣٠٢ ، ١٣٠٣ ، ١٣٠٥ ه‍). وبهامشه «الفصول الفكرية للمكاتب المصرية» للمرحوم عبد الله باشا فكري (المطبعة الحسينية : ١٢٩٦ ه‍ وبولاق : ١٢٩٩ ه‍) (١). إلى طبعات أخرى كثيرة في تواريخ متأخرة.

__________________

(١) انظر كشف الظنون (ص ١٧٩٦ ـ ١٧٩٨).

٥

ترجمة العلّامة الصنهاجي

صاحب الآجرومية

هو الإمام أبو عبد الله محمد بن محمد بن داود الصنهاجي ، المعروف بابن آجرّوم (بفتح الهمزة الممدودة ، وضمّ الجيم ، والراء المشددة) ، ومعناه بلغة البربر الفقير الصوفي.

وصفه شرّاح مقدمته كالمكودي والراعي وغيرهما بالإمامة في النحو والبركة والصلاح. ويشهد بصلاحه عموم نفع المبتدئين بمقدمته.

وقال السيوطي في بغية الوعاة (١ / ٢٣٨) : «استفدنا من مقدمته أنه كان على مذهب الكوفيين في النحو ؛ لأنه عبّر بالخفض وهو عبارتهم ، وقال : الأمر مجزوم وهو ظاهر في أنه معرب ، وهو رأيهم ، وذكر في الجوازم «كيفما» والجزم بها رأيهم ، وأنكره البصريون ، فتفطّن».

وذكر الراعي أنه ألف مقدمته تجاه الكعبة الشريفة.

اشتهر ابن آجروم بمقدّمته ، ولكن له مؤلفات أخرى ، منها : «فرائد المعاني في شرح حرز الأماني» ويعرف بشرح الشاطبية. وذكر السيوطي في بغية الوعاة أنّ له مصنفات وأراجيز في القراءات وغيرها.

ولد ابن آجروم بفاس سنة ٦٧٢ ه‍ ، وتوفي سنة ٧٢٣ ه‍ في شهر صفر الخير ، ودفن داخل باب الحديد بمدينة فاس (١).

__________________

(١) انظر كشف الظنون (ص ١٧٩٦ ـ ١٧٩٨).

٦

ترجمة العلّامة الكفراوي

صاحب الشرح

هو الشيخ حسن بن علي الكفراوي الشافعي الأزهري.

فقيه نحوي ، ولد ببلدة كفر الشيخ (بالقرب من المحلة الكبرى بمصر) فقرأ القرآن وحفظ المتون بالمحلة.

ثم جاء إلى القاهرة وحضر شيوخ الوقت مثل الشيخ أحمد السجاعي والشيخ عمر الطحلاوي والشيخ محمد الحفني والشيخ علي الصعيدي. ومهر في الفقه والمعقول ، وتصدر ودرّس وأفتى واشتهر ذكره ، ولازم الأستاذ الحفني ، وتداخل في القضايا والدعاوى وفصل الخصومات بين المتنازعين ، وأقبل عليه الناس بالهدايا والجعالات ، ونما أمره وراش جناحه ، وتجمل بالملابس وركوب البغال ...

وتردد إلى الأمير محمد بك أبي الذهب قبل استقلاله بالإمارة ، وأحبه وحضر مجالس دروسه في شهر رمضان بالمشهد الحسيني.

ولما بنى محمد بك جامعه كان هو المتعين فيه بوظيفة رئاسة التدريس والإفتاء ومشيخة الشافعية وثالث ثلاثة المفتين الذين قررهم المذكور وقصر عليهم الإفتاء ، وهم : الشيخ أحمد الدردير المالكي ، والشيخ عبد الرحمن العريشي الحنفي ، والمترجم.

توفي سنة ١٢٠٢ ه‍ بالقاهرة ، وصلي عليه بالأزهر في مجلس حافل ، ودفن بتربة المجاورين (١).

وذكر العلامة الجبرتي في «تاريخ عجائب الآثار» (٢) ترجمة مطوّلة للكفراوي في وفيات سنة ١٢٠٢ ه‍ ، قال فيها :

«الإمام العالم العلامة الفقيه المحدث النحوي الشيخ حسن الكفراوي

__________________

(١) انظر كشف الظنون (ص ١٧٩٦ ـ ١٧٩٨).

(٢) انظر معجم المطبوعات العربية والمعربة (ص ١٥٦٣).

٧

الشافعي الأزهري. ولد ببلدة كفر الشيخ حجازي بالقرب من المحلة الكبرى ، فقرأ القرآن وحفظ المتون بالمحلة ، ثم حضر إلى مصر وحضر شيوخ الوقت مثل الشيخ أحمد السجاعي والشيخ عمر الطحاوي والشيخ محمد الحفني والشيخ علي الصعيدي. ومهر في الفقه والمعقول ، وتصدر ، ودرس وأفتى واشتهر ذكره ولازم الأستاذ الحفني وتداخل في القضايا والدعاوى وفصل الخصومات بين المتنازعين وأقبل عليه الناس بالهدايا والجعالات ونما أمره وراش جناحه وتجمل بالملابس وركوب البغال وأحدق به الأتباع. واشترى بيت الشيخ عمر الطحلاوي بحارة الشنواني بعد موت ابنه سيدي علي ، فزادت شهرته ووفدت عليه الناس ، وأطعم الطعام واستعمل مكارم الأخلاق.

ثم تزوج ببنت المعلم درع الجزار بالحسينية وسكن بها ، فجيّش عليه أهل الناحية وأولوا النجدة والزعارة والشطارة وصار له بهم نجدة ومنعة على من يخالفه أو يعانده ولو من الحكام. وتردد إلى الأمير محمد بك أبي الذهب قبل استقلاله بالإمارة وأحبه وحضر مجالس دروسه في شهر رمضان بالمشهد الحسيني ، فلما استبدّ بالأمر لم يزل يراعي له حق الصحبة ويقبل شفاعته في المهمات ويدخل عليه من غير استئذان في أي وقت أراد ، فزادت شهرته ونفذت أحكامه وقضاياه. واتخذ سكنا على بركة جناق أيضا.

ولما بنى محمد بك جامعه كان هو المتعين فيه بوظيفة رئاسة التدريس والإفتاء ومشيخة الشافعية وثالث ثلاثة المفتين الذين قررهم الأمير المذكور وقصر عليهم الإفتاء ، وهم الشيخ أحمد الدردير المالكي والشيخ عبد الرحمن العريشي الحنفي والمترجم ، وفرض لهم أمكنة يجلسون فيها أنشأها لهم بظاهر الميضأة بجوار التكية التي جعلها لطلبة الأتراك بالجامع المذكور حصة من النهار في ضحوة كل يوم للإفتاء ، بعد إلقائهم دروس الفقه ، ورتب لهم ما يكفيهم وشرط عليهم عدم قبول الرشا والجعالات ، فاستمروا على ذلك أيام حياة الأمير.

واجتمع المترجم بالشيخ صادومة المشعوذ ، ونوّه بشأنه عند الأمراء والناس وأبرزه لهم في قالب الولاية ويجعل شعوذته وسيمياه من قبيل الخوارق والكرامات ، إلى أن اتضح أمره ليوسف بك فتحامل عليه وعلى قرينة الشيخ المترجم من أجله. ولم يتمكن من إيذائهما في حياة سيده ، فلما مات سيده قبض على الشيخ صادومة وألقاه في بحر النيل ، وعزل المترجم من وظيفة المحمدية

٨

والإفتاء ، وقلد ذلك الشيخ أحمد بن يونس الخليفي. وانكسف باله وخمد مشعال ظهوره بين أقرانه إلا قليلا ، حتى هلك يوسف بك قبل تمام الحول ، ونسيت القضية وبطل أمر الوظيفة والتكية وتراجع حاله لا كالأول.

ووافاه الحمام بعد أن تمرض شهورا وتعلل وذلك في عشرين شعبان من السنة ، وصلي عليه بالأزهر في مشهد حافل ، ودفن بتربة المجاورين.

ومن مؤلفاته : «إعراب الآجرومية». وهو مؤلف نافع مشهور بين الطلبة.

وكان قوي البأس ، شديد المراس ، عظيم الهمة والشكيمة ، ثابت الجنان عند العظائم ، يغلب على طبعه حب الرياسة والحكم والسياسة ، ويحب الحركة بالليل والنهار ويمل السكون والقرار ، وذلك مما يورث الخلل ويوقع في الزلل ، فإن العلم إذا لم يقرن بالعمل ويصاحبه الخوف والوجل ويجمل بالتقوى ويزين بالعفاف ويحلى باتباع الحق والإنصاف أوقع صاحبه في الخذلان وصيره مثلة بين الأقران ، انتهى.

٩

ترجمة الشيخ الحامدي صاحب الحاشية (١)

هو الشيخ إسماعيل بن موسى بن عثمان الحامدي.

فاضل ، مصري ، من المالكية. ولد في «الحامدية» سنة ١٢٢٦ ه‍ من بلاد قنا (بمصر) وإليها نسبته. وتعلّم وعلّم بالأزهر.

له عدة مؤلفات ، منها :

ـ «الرحلة الحامدية» في مناسك الحجّ.

ـ «تقرير على حاشية الصبان على شرح الأشموني» جزءان في النحو.

ـ «حواش على شرح السنوسية الكبرى».

ـ «حاشيته على شرح العلامة الكفراوي على متن الآجرومية» ، هو الكتاب الذي بين أيدينا.

توفي الحامدي سنة ١٣١٦ ه‍.

__________________

(١) انظر الأعلام للزركلي (١ / ٣٢٨).

١٠

هذه الطبعة

اعتمدنا في إصدار هذه الطبعة من الكتاب على نسختين مخطوطتين : الأولى : نسخة المكتبة الأزهرية ، وهي النسخة التي اعتمدناها كأصل ، والثانية : نسخة مكتبة جامعة الملك سعود.

كما رجعنا إلى طبعة حجرية صادرة في «سنغافورة» من مكاتب سليمان مرعي (دون تاريخ) ، وبهامش هذه الطبعة حاشية الشيخ إسماعيل الحامدي على شرح الكفراوي ، وهذه الطبعة اعتمدناها كأصل لحاشية الشيخ الحامدي ، إضافة إلى طبعات أخرى قمنا بمقارنتها بها.

ونشير إلى أننا وضعنا متن المقدّمة الآجرومية كاملا في أول الكتاب ، ثم وضعنا بعده مباشرة شرح الكفراوي ومعه حاشية الحامدي. وقد ميّزنا متن الآجرومية ضمن الشرح بأن وضعنا نصّ العبارة بحرف أسود ثم جعلنا الشرح تحتها مباشرة. ووضعنا حاشية الحامدي في أسفل الصفحات وفصلنا بينها وبين متن شرح الكفراوي بخط.

١١

١٢

١٣

١٤

١٥

١٦

١٧

١٨

١٩

٢٠