شرح الكفراوي على متن الآجرومية بحاشية الحامدي

الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري

شرح الكفراوي على متن الآجرومية بحاشية الحامدي

المؤلف:

الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري


المحقق: عبد الكريم سامي الجندي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-6970-X
الصفحات: ٣١٨

الاجتماع والمصاحبة (وإزاء) بمعنى مقابل تقول جلست إزاء زيد ؛ أي مقابله فإزاء منصوب على الظرفية المكانية (وحذاء) بمعنى المكان القريب ، تقول جلست حذاء زيد أي قريبا منه ، فحذاء منصوب على الظرفية المكانية (وتلقاء) بمعنى إزاء وتقدم مثاله ، وإعرابه (وهنا) اسم إشارة للمكان القريب ، تقول جلست هنا فهنا اسم إشارة للمكان القريب مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية (وثمّ) بفتح المثلثة اسم إشارة للمكان البعيد ، تقول جلست ثم أي في المكان البعيد فثم اسم إشارة مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية المكانية (وما أشبه ذلك) من أسماء المكان المبهمة نحو : يمين وشمال وبريد وفرسخ وميل ومجلس ومقعد ومرمى ومسعى ومنزل ومسجد بالمعنى الشرعي لا العرفي ، وإعرابه

______________________________________________________

مقدرة منع منها الحكاية والملازمة للفتحة وهذا على لغة الفتح وأما على لغة السكون فهي مبنية عليه في محل جر تأمل. قوله : (وإزاء) بكسر أوله والزاي المعجمة والمد وهو مجرور بفتحة مقدرة على آخره نيابة عن الكسرة لألف التأنيث الممدودة ومحاكاة فتأمل. قوله : (أي مقابله) أي مقابلة وجهه. قوله : (وحذاء) بالذال المعجمة مع كسر أوله المهمل. قوله : (وتلقاء) بكسر المثناة الفوقية وسكون اللام والمد. قوله : (يمين) نحو : جلست يمين زيد أي في المكان الذي على جهة يمينه وهذا مبهم لعدم حده بشيء معين كذراع وكذا يقال في بقية أسماء الجهات كما في التصريح. قوله : (وشمال) نحو : جلست شمال زيد. قوله : (وبريد) نحو : سرت بريدا وهو أربعة فراسخ وإبهامه من جهة عدم تعيين محله وكذا يقال في بقية أسماء المقادير. قوله : (وفرسخ) نحو : سرت فرسخا وهو ثلاثة أميال. قوله : (وميل) نحو : سرت ميلا قيل هو ألفا ذراع وصحح بعض فقهائنا أنه ثلاثة آلاف ذراع وخمسمائة. قوله : (ومجلس) نحو : جلست مجلس زيد أي في مكان جلوسه وهذا أول تعين بالإضافة لكنه غير محدود وكذا يقال في نظائره. قوله : (ومقعد) بفتح الميم نحو : قعدت مقعد زيد. قوله : (ومرمى) نحو : رميت مرمى زيد. قوله : (ومسعى) نحو : سعيت مسعى زيد. قوله : (ومنزل) نحو : نزلت منزل زيد. قوله : (ومسجد) نحو : سجدت مسجد زيد أي في مكان سجوده. قوله : (بالمعنى الشرعي) أي مكان السجود وهو حينئذ مفتوح الجيم. وقول : لا العرفي أي وهو البنيان المعلوم فيكون مكسور الجيم وهو مما شذّ وحديث جعلت لي الأرض مسجدا من هذا على التشبيه ذكره السيد البليدي. قوله :

٢٦١

على وزان ما قبله ، إلا أن مرمى ومسعى منصوبان بفتحة مقدرة على الألف للتعذر يعني أن الظرف المسمى مفعولا فيه ينقسم إلى ظرف زمان وهو الاسم الدال على الزمان سواء المبهم والمختص المنصوب بلفظ عامله الدال على ما وقع فيه على معنى في الظرفية ، نحو : قدمت يوم الجمعة ، فإن لفظ قدمت دال على معنى القدوم الواقع في اليوم فقوله المنصوب خرج به نحو : هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم وإلى ظرف مكان وهو الاسم الدال على المكان المبهم المنصوب بلفظ عامله الدال على ما وقع فيه على معنى في الظرفية نحو : جلست فوق السطح ، فإن لفظ جلست دال على معنى الجلوس الواقع في المكان العالي وقولي على معنى في أولى من قوله بتقدير في ، فإن من ظرف المكان ما لا تقدر معه في كعند.

______________________________________________________

(المنصوب) بالرفع صفة للاسم. قوله : (هذا يوم) مبتدأ وخبر وقوله : صدقهم فاعل ينفع أخر عنه والهاء : مضاف إليه والميم : علامة الجمع. والجملة هي التي في حكم الاسم المفرد في محل جر بإضافة يوم إليها والله أعلم. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

٢٦٢

باب الحال

الحال هو الاسم المنصوب المفسّر لما انبهم من الهيآت نحو : جاء زيد راكبا ولقيت عبد الله راكبا وما أشبه ذلك.

(باب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا باب وتقدم إعرابه وباب مضاف و (الحال) مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره ، (الحال) مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ، (هو) ضمير منفصل مبتدأ ثان مبني على الفتح في محل رفع (الاسم) خبر المبتدأ الثاني والثاني وخبره خبر الأول والرابط الضمير المنفصل و (المنصوب) و (المفسّر) صفتان للاسم وصفة المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ، (لما) اللام حرف جر وما اسم موصول مبني على السكون في محل جر (انبهم) فعل ماض مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر في محل رفع عائد على الاسم الموصول ، والجملة صلته لا محل لها من الإعراب (من الهيآت) جار ومجرور في محل نصب حال من ما (نحو) خبر لمبتدأ محذوف أي وذلك نحو : وتقدم إعرابه (جاء) فعل ماض مبني على الفتح (زيد) فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ، (راكبا) حال من زيد منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، (وركبت الفرس) فعل وفاعل ومفعول

______________________________________________________

باب الحال

يطلق الحال لغة على الوقت الذي أنت فيه وعلى ما عليه الشخص من خير أو شر ويذكر لفظه وضميره ووصفه ونحوها ويؤنث لكن الأرجح في الأول التذكير بأن يقال حال بلا تاء وفي غيره التأنيث كما في الصبان واصطلاحا ما ذكره المصنف وأصله حول قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها. قوله : (المفسر) أي المبين. قوله : (لما انبهم) أي خفي واستتر أي لما لم يعلم. قوله : (من الهيآت) أي الصفات اللاحقة للذوات العاقلة وغيرها فالمقصود من الحال تبيين حال صاحبها وقت إيقاع

٢٦٣

(مسرجا) حال من الفرس منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، (ولقيت) لقي فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض كراهة ، توالى أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة والتاء ضمير المتكلم فاعل مبني على الضم في محل رفع (عبد) مفعول به منصوب وعبد مضاف و (الله) مضاف إليه و (راكبا) حال من الفاعل أو المفعول منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، (وما أشبه ذلك) من أمثلة الحال ، وإعرابه نظير ما تقدم يعني أن الحال الاصطلاحي هو الاسم الصريح أو المؤول به فيشمل الجملة والظرف ، فإن قولك جاء زيد والشمس طالعة في قوة قولك مقارنا لطلوع الشمس ، وإعرابه جاء فعل ماض مبني على الفتح ، وزيد فاعل مرفوع ، والواو للحال ، والشمس طالعة مبتدأ وخبر ، والجملة في محل نصب على الحال ، وقولك جاء زيد عندك في قوة قولك كائنا عندك ، وإعرابه جاء فعل ماض وزيد فاعل مرفوع ، وعند منصوب على الحال الفضلة المنصوب لفظا أو تقديرا أو محلا بالفعل الصريح أو المؤول ، نحو : هذا بعلي شيخا فناصب الحال اسم الإشارة لأنه في معنى أشير ، وإعرابه الهاء للتنبيه ، وذا اسم إشارة مبتدأ مبني على السكون في محل رفع ، وبعلي خبره مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وبعل مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر ، وشيخنا حال من بعلي منصوب بالفتحة أو شبهه من اسم

______________________________________________________

الفعل. قوله : (من الفاعل) أي وهو ضمير المتكلم وقوله : أو المفعول أي وهو عبد الله فهي محتملة كما سيأتي فمثال هذا قوله : (وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً) [التّوبة : ٣٦]. قوله : (فيشمل الجملة) أي كالمثال الأول وقوله : والظرف أي كالمثال الثاني. قوله : (الفضلة الخ) مرتبط بقوله السابق هو الاسم الخ. قوله : (أو تقديرا) نحو : تعلم زيد العلم فتى. قوله : (أو محلا) أي إن كان من المبنيات نحو : كيف جاء زيد. قوله : (بالفعل) متعلق بالمنصوب. قوله : (هذا الخ) مثال للمؤول. قوله : (بعلي) أي زوجي. قوله : (شيخا) أي كبيرا في السن. قوله : (لأنه في معنى أشير) والتقدير أشير إلى كون بعلي لا يلد حال كونه شيخا أي عجوزا. قوله : (أو شبهه) بالجر عطف على قوله بالفعل والضمير للفعل أي أو ما كان مشابها له في العمل وقوله : من اسم

٢٦٤

الفاعل ، نحو : أنا راكب الفرس مسرجا فأنا مبتدأ مبني على السكون في محل رفع وراكب خبر مرفوع والفرس مفعول به منصوب ومسرجا حال منه منصوب فناصب الحال راكب وهو اسم فاعل واسم المفعول نحو : الفرس مركوب مسرجا فالفرس مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ، ومركوب خبره مرفوع ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو ، ومسرجا حال منه فناصب الحال مركوب وهو اسم مفعول ، والمصدر نحو : أعجبني ضربك زيدا مكتوفا ، فأعجب فعل ماض مبني على الفتح والنون للوقاية والياء مفعول به في محل نصب وضرب فاعل مرفوع وضرب مضاف والكاف مضاف إليه في محل جر ، وزيد مفعول به منصوب ومكتوفا حال منه فناصب الحال المصدر وهو الضرب واسم المصدر ، نحو : أعجبني وضوؤك جالسا فأعجب فعل ماض والنون للوقاية والياء مفعول به في محل نصب ووضوء فاعل مرفوع ، ووضوء مضاف والكاف مضاف إليه في محل جر وجالسا حال منه لوجود شرطه فناصب الحال الوضوء وهو اسم مصدر وأفعل التفضيل نحو : زيد منفردا أنفع من عمرو معانا فزيد مبتدأ مرفوع بالابتداء ومفردا حال من فاعل أنفع وأنفع خبر مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا ومن عمرو جار ومجرور متعلق بأنفع ومعانا حال من عمرو فناصب الحال في الأول والثاني أنفع ، وهو أفعل تفضيل والظرف ، نحو : زيد عندك جالسا ، فزيد مبتدأ مرفوع ، وعندك خبره

______________________________________________________

الفاعل هو وما عطف عليه بيان للشبه واسم الفاعل هو ما اشتق من مصدر للدلالة على من قام به الفعل من غير إثبات. قوله : (وراكب خبر) وفاعله مستتر تقديره أنا. قوله : (واسم المفعول) هو ما اشتق من مصدر للدلالة على الذي وقع عليه الفعل. قوله : (والمصدر) عطف على اسم الفاعل كقوله : بعد واسم المصدر وأفعل التفضيل والظرف والصفة المشبهة. قوله : (حال منه) أي من المضاف إليه وهو الكاف. قوله : (لوجود شرطه) أي وهو كون المضاف مما يصح عمله في الحال وهو وضوء لأنه اسم مصدر كما علمت. قوله : (وأفعل التفضيل) أي اللفظ الذي على وزن أفعل الدال على الزيادة على الأصل فأصل النفع في المثال موجود في زيد وعمرو لكن زاد زيد على عمرو فيه. قوله : (وعندك خبره) هذا بحسب الظاهر على القول بأن الخبر

٢٦٥

وجالسا حال من فاعل الظرف منصوب به ، والصفة المشبهة نحو : زيد حسن الوجه صحيحا ، فزيد مبتدأ مرفوع وحسن خبره والوجه منصوب على التشبيه بالمفعول به وصحيحا حال منه ، فناصب الحال حسن وهو صفة مشبهة المبين لما خفي أمره من الصفات محسوسة أم لا فشمل هو الحق مصدقا ومات زيد مسلما ، وقوله الفضلة مخرج للاسم المنصوب العمدة كاسم أن وأخواتها وخبر كان وأخواتها فالمراد بالفضلة ما وقع بعد استيفاء الفعل فاعله والمبتدأ خبره ، وإن توقف المعنى المقصود عليه كما تأتي الإشارة إلى ذلك ، وقوله لما انبهم غير معهود في اللغة وقوله من الهيآت خرج به التمييز فإنه مبين لما انبهم من الذوات والنسب وكرر المثال إشارة إلى أن الحال يأتي من الفاعل نصا كالمثال الأول أو من المفعول كذلك كالثاني أو منهما احتمالا كالثالث ويأتي من المجرور بالحرف. نحو :

______________________________________________________

المتعلق وإلا فلفظ عند منصوب بالفتحة الظاهرة مضاف للكاف متعلق بمحذوف هو الخبر. قوله : (حال من فاعل الظرف) أي وهو الضمير المستتر الراجع لزيد وفي الحقيقة هو فاعل الفعل الذي يتعلق به الظرف فالكلام على حذف مضاف هو عامل وهذا مبني على القول بأن الضمير لم ينتقل حال حذف العامل للظرف أما على مقابله فلا حذف. قوله : (منصوب به) في الحقيقة بمتعلقه. قوله : (والصفة المشبهة) أي باسم الفاعل المتعدي لواحد ووجه الشبه أنها صفة قائمة بالفاعل وتثنى وتجمع وتذكر وتؤنث ولم تكن إياه لكونه دالا على التجدد وهي دالة على الدوام والثبات فلها جهة موافقة له وجهة مخالفة كما هو معلوم لمن له أدنى إلمام بالفن. قوله : (حسن) بالتنوين. قوله : (منصوب على التشبيه بالمفعول به) إنما كان شبيها به لأن الفعل وهو أحسن قاصر فكذا ما تفرع منه وهو الصفة المشبهة. قوله : (مبين الخ) من تتمة التعريف وفي بعض النسخ المبين وهو أولى. قوله : (محسوسة) بالنصب على أنه خبر لكان المحذوفة مع اسمها أي تحس بإحدى الحواس كالبصر. قوله : (فشمل الخ) مفرع على قوله أولا. قوله : (وقوله الفضلة) لو قال : وقولي في شرح كلامه الفضلة الخ لكان أولى. قوله : (كما تأتي الإشارة إلى ذلك) أي في شرح قوله وأن يكون بعد تمام الكلام والمراد بالإشارة التصريح. قوله : (غير معهود الخ) أي والمعهود «استبهم» فالصواب التعبير به. قوله : (كالمثال الأول) أي في المصنف وهو جاء زيد

٢٦٦

مررت بهند جالسة فجالسة حال من هند المجرور بالباء ومن المجرور بالمضاف بشرطه نحو : (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً) [الحجرات : ١٢] فالهمزة للاستفهام الإنكاري ويحب فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وأحد فاعل مرفوع وأحد مضاف والكاف مضاف إليه في محل جر والميم علامة الجمع وأن حرف مصدري ونصب ويأكل فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ولحم مفعوله منصوب ولحم مضاف وأخي مضاف إليه وأخي مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر ميتا حال من الأخ المضاف إليه المجرور بلحم المضاف ونحو (أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) [النّحل : ١٢٣] أن مفسرة واتبع فعل أمر وفاعله مستتر فيه جوبا وتقديره أنت في محل رفع وملة مفعول به وهو مضاف وإبراهيم مضاف إليه وحنيفا حال ونحو (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً) [يونس : ٤] فإليه جار ومجرور خبر مقدم ومرجع مبتدأ مؤخر مرفوع ومرجع مضاف والكاف مضاف إليه مبني على الضم في محل جر وجميعا حال منه ويأتي من الخبر نحو : هو الحق مصدقا فهو مبتدأ والحق خبره ومصدقا حال منه ولا يجيء الحال من المبتدأ.

______________________________________________________

راكبا. قوله : (بشرطه) أي وهو كون المضاف بعض المضاف إليه كما في أيحب أحدكم الخ. أو مثل جزء المضاف إليه في صحة الاستغناء عنه بالمضاف إليه كما في أن اتبع الخ أو ما يصلح عمله في الحال كالمصدر الميمي في إليه مرجعكم جميعا. قوله : (للاستفهام الإنكاري) فهي بمعنى النفي. قوله : (ملة) أي دين. قوله : (حنيفا) أي مائلا عن الأديان كلها إلى دين الحق. قوله : (مفسرة) فهي بمنزلة أي وقوله واسمها ضمير الشأن الخ الصواب حذفه كما في بعض النسخ لأن ذلك في المخففة من الثقيلة وهي لا تقع قبل فعل الأمر كما في المغني فقوله بعد والجملة الخ الصواب حذفه أيضا كما في بعضها لما علمت وقوله : المفسرة الخ صفة لقوله والجملة الخ فتأمل. قوله : (إليه مرجعكم جميعا) أي رجوعكم والقياس فتح الجيم إذ المصدر الميمي قياس عينه الفتح انتهى إسقاطي. قوله : (ومن الخبر) عطف على قوله من المجرور. قوله : (ولا يجيء الحال من المبتدأ) لأن الصحيح أن العامل في المبتدأ الابتداء والعامل في الحال هو العامل في صاحبها والابتداء عامل ضعيف فلا يعمل

٢٦٧

ولا يكون الحال إلّا نكرة ، ولا يكون إلّا بعد تمام الكلام ، ولا يكون صاحبها إلّا معرفة.

(ولا يكون الحال إلّا نكرة) الواو للاستئناف لا نافية يكون فعل مضارع متصرف من كان الناقصة يرفع الاسم وينصب الخبر الحال اسمها مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ، إلا أداة استثناء ملغاة لا عمل لها ونكرة خبر يكون منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، (ولا) حرف نفي (يكون) فعل مضارع منصوب من كان الناقصة واسمه مستتر فيه تقديره هو يعود على الحال (إلّا) حرف إيجاب أي إثبات بعد النفي (بعد) ظرف متعلق بمحذوف خبر يكون وبعد مضاف و (تمام) مضاف إليه وتمام مضاف و (الكلام) مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره ، (ولا يكون صاحبها إلّا معرفة) ، وإعرابه كما تقدم يعني أن الأصل في الحال أن تكون نكرة دفعا لتوهم أنها نعت عند نصب صاحبها أو خفاء إعرابها وقد تكون بلفظ المعرفة فتؤول بنكرة نحو : ادخلوا الأول فالأول أي مرتبين وأرسلها العراك أي معتركة وجاء زيد وحده أي منفردا وجاؤوا الجم الغفير أي جميعا ولا تكون إلا بعد تمام الكلام لأنها فضلة بعد استيفاء المبتدأ خبره والفعل فاعله ، وإن توقف حصول

______________________________________________________

في شيئين وقال سيبويه يجيء منه وفي مجيئها من اسم كان نحو : «كان زيد قائما باكيا» خلاف. قوله : (ولا يكون الحال إلا نكرة) لأن المقصود بيان الهيئة وهو حاصل بها فلا حاجة للتعريف لأنه قدر زائد. قوله : (عند نصب صاحبها) فلو قيل رأيت زيدا الراكب لتوهم أن الراكب نعت وقوله : أو خفاء الخ. فلو قيل : جاء زيد الفتى لحصل التوهم المذكور. قوله : (الأول) حال وما بعده عطف عليه. قوله : (وأرسلها) أي الإبل إلى الماء. وقوله : العراك حال وهذا بعض بيت وجملته كما في الصحيح :

فأرسلها العراك ولم يذدها

ولم يشفق على نغص الدجال

ومعنى لم يذدها لم يمنعها عن ذلك والنغص التكدر ويترتب عليها هنا عدم تمام الشرب والدجال : الازدحام. قوله : (أي معتركة) أي مزدحمة والأولى معاركة لأنه اسم فاعل العراك كما قاله ابن الخباز انتهى صبان. قوله : (وجاؤوا الخ) الواو : حرف عطف وجاء : فعل ماض والواو : فاعل والجم : حال والغفير : صفته والجم

٢٦٨

الفائدة عليها نحو : قوله تعالى : (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ) (١٦) [الأنبياء : ١٦] فما نافية وخلق فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض ونا فاعل مبني على السكون في محل رفع والسموات مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم والأرض معطوف على السموات والمعطوف على المنصوب منصوب وما الواو حرف عطف ما اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل نصب عطف على السموات المنصوب وبين ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف صلة الموصول لا محل لها من الإعراب وبين مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر والميم حرف عماد والألف حرف دال على التثنية ولاعبين حال من فاعل خلق منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم وقول الشاعر :

إنما الميت من يعيش كئيبا

كاسفا باله قليل الرجاء

إنما أداة حصر ملغاة لا عمل لها الميت مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ، ومن اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر ، ويعيش فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على الاسم الموصول ، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ، كئيبا حال من فاعل يعيش منصوب ، وكاسفا حال ثانية وباله فاعل بكاسفا وبال مضاف والهاء

______________________________________________________

معناه الجماعة وهو من الجموم بمعنى الكثرة والغفير : من الغفر بمعنى الستر أي : جاء الجماعة الساترون لكثرتهم وجه الأرض والتذكير في الغفير باعتبار الجمع انتهى صبان. قوله : (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ) (١٦) [الأنبياء : ١٦] أي لم نخلق ما ذكر عبثا بل لحكمة نعلمها كالاستدلال على قدرتنا ووحدانيتنا. قوله : (الشاعر) أي عدي الغساني. قوله : (إنما الميت الخ) ففي البيت لا يصح الاستغناء عن الحال بما قبلها أعني إنما الميت من يعيش وقبل هذا البيت :

ليس من مات فاستراح بميت

إنما الميت ميت الأحياء

والبيتان من الخفيف ولفظ ميت في الجميع مخفف ما عدا ميت الأحياء وهما لغتان كما في حواشي القطر لبعضهم فافهم. قوله : (كئيبا) أي حزينا. قوله : (كاسفا باله) أي سيئا حاله. قوله : (قليل الرجاء) أي غير واسع الحال لعدم أخذه في الأسباب كذا قيل : ولا يظهر إلا على رواية الرخاء بالخاء المعجمة وهي غير مشهورة

٢٦٩

مضاف إليه مبني على الضم في محل جر ، وقليل حال ثالثة وقليل مضاف والرجاء مضاف إليه مجرور وقد يجب تقديم الحال إذا كان لها صدر الكلام نحو : كيف جاء زيد فكيف اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب على الحال من زيد مقدمة عليه ، وجاء فعل ماض زيد فاعل وأن يكون صاحبها المتصف بها في المعنى معرفة نحو : جاء زيد راكبا حال نكرة واقعة بعد تمام الكلام وصاحبها زيد وهو معرفة بالعلمية ، وقد يكون صاحبها نكرة سماعا نحو : وصلى وراءه رجال قياما ؛ فصلى فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره التعذر وراء ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، ووراء مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر ورجال فاعل وقياما حال منه أو قياسا لوجود المسوغ من تقدم الحال على النكرة نحو :

لمية موحشا طلل

فلمية اللام حرف جر ومية مجرور باللام وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف العلمية والتأنيث والجار والمجرور خبر مقدم وطلل مبتدأ مؤخر وموحشا حال منه أو تخصيص النكرة بالوصف نحو قول الشاعر :

______________________________________________________

فالظاهر أن الرجاء معناه الأمل. فالمعنى قليل الأمل. قوله : (إذا كان لها صدر الكلام) أي لكونها اسم استفهام كما في مثاله. قوله : (كيف) أي في أي حال لا على أي حال لأن الحال على معنى في. قوله : (سماعا) أي من العرب فيحفظ ولا يقاس عليه. قوله : (وراءه) أي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قوله : (أو قياسا) عطف على سماعا. قوله : (من تقدم الخ) بيان للمسوغ وهو بمعنى المجوز. قوله : (لمية الخ) تمامه :

يلوح كأنه خلل

وهذا البيت لكثير عزّة. ومية : علم امرأة. والموحش : القفر الذي لا أنيس له. والطلل : بفتح الطاء المهملة هو ما شخص وارتفع من آثار الديار ويلوح معناه يلمع وخلل بكسر الخاء المعجمة جمع خلة بكسرها أيضا وهي بطانة يغشى بها أجفان السيوف منقوشة بالذهب. ويلوح : فعل مضارع وفاعله ضمير طلل. وخلل : خبر كان والهاء اسمها والمعنى : لهذه المرأة شيء مرتفع من آثار دارها التي لا أنيس لها يلمع كأنه بطانة غشي بها أجفان سيوف والله أعلم. قوله : (حال منه) أي من طلل أي وهو نكرة مقدمة عليها الأولى جعله حالا من الضمير في الخبر أي طلل مستقر لمية موحشا ليكون جاريا على مذهب الجمهور من عدم مجيء الحال من المبتدأ. قوله : (أو تخصيص الخ) عطف

٢٧٠

نجيت يا رب نوحا واستجبت له

في فلك ماخر في اليم مشحونا

وعاش يدعو بآيات مبينة

في قومه ألف عام غير خمسينا

فمشحونا حال من فلك المخصص بالوصف بعده أو بالإضافة نحو قوله تعالى : (فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ) [فصّلت : ١٠] فسواء حال من أربعة المخصص بإضافته إلى أيام

______________________________________________________

على ما تقدم. قوله : (نجيت الخ) معناه نجيت يا رب نوحا من الغرق في الطوفان واستجبت له دعاءه على قومه بقوله : (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ) [نوح : ٢٦] الآية في سفينة شاقة للبحر بسيرها مع صوت مملوءة بما أمرته بحمله فيها وعاش في قومه ألف عام إلا خمسين يدعوهم للإيمان بآيات وعلامات مظهرة لصدقه وصحة دعواه وعلى قراءة مبينة بفتح الياء فالمعنى مكشوفة موضحة والسفينة كانت من خشب الساج وركوبه عليها كان لعشر ليال مضت من رجب وخروجه منها كان يوم عاشوراء من المحرم واستقرارها كان على الجودي من الموصل كما هو معلوم لمن له إلمام ومعرفة بالتفسير وإعرابه : نجيت : فعل وفاعل. يا رب : حرف نداء. ورب : منادى منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف وهي مضاف إليها ونوحا : مفعول به لنجيت والمتعلق محذوف أي من الغرق في الطوفان واستجبت. الواو : للعطف وما بعدها فعل وفاعل وله متعلق به والمفعول محذوف أي استجبت له دعاءه على قومه وفي فلك : بضمتين للضرورة متعلق بنجيت وإنما كانت الحركة الثانية ضمة للاتباع أو بمحذوف حال من نوحا والفلك مما جاء للمفرد الجمع وتقدم أن حركات الجمع غير حركة المفرد وماخر صفة لفلك وفي اليم متعلق به ومشحونا حال من فلك وعاش : الواو للعطف وعاش : فعل ماض ، وفاعله مستتر جوازا تقديره هو يعود على نوح ، ويدعو : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير نوح. والجملة في محل نصب حال من فاعل عاش ، ومفعول محذوف مع متعلقه أي قوما للإيمان وبآيات متعلق بيدعو ومبينة صفة لآيات وفي قومه متعلق بعاش والهاء : مضاف إليه ، وألف مفعول عاش ، وعام مضاف إليه ، وغير منصوب على الحالية وخمسين مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وألفه للإطلاق والله أعلم. قوله : (فمشحونا الخ) ويحتمل أنه حال من ضمير ماخر فلا شاهد فيه حينئذ ، قوله : (بالوصف بعده) أي وهو ماخر. قوله : (أو بالإضافة) معطوف على قوله بالوصف. قوله : (في أربعة أيام) متعلق بقوله : جعل أي خلق الله الأرض الرواسي أي الجبال

٢٧١

أو وقوعها بعد نفي أو شبهه من النهي والاستفهام مثال النفي قوله :

ما حم من موت حمى واقيا

ولا ترى من أحد باقيا

فواقيا حال من حمى المسبوق بالنفي وباقيا حال من أحد كذلك ومثال النهي :

لا يبغ امرؤ على امرىء مستسهلا

فمستسهلا حال من امرىء الأول المسبوق بالنهي وكذلك الأصل في الحال أن تكون مشتقة كراكبا مشتق من الركوب وقد تكون جامدة فتؤول به نحو قوله

______________________________________________________

الثوابت وأكثر المياه والزروع ونحوها وقدر فيها أقوات الناس والبهائم في تمام أربعة أيام وقوله : سواء أي لا تزيد ساعة ولا تنقص. وقوله : السائلين متعلق بمحذوف أي هذا جواب للسائلين أي عن مدة خلق الله الأرض بما فيها والله أعلم. قوله : (أو وقوعها الخ) عطف على تقدم الحال. قوله : (من النهي الخ) بيان للشبه. قوله : (والاستفهام) لم يمثل له الشارح ومثاله قول الشاعر

يا صاح هل حم عيش باقيا فترى

لنفسك العذر في إبعادها الأملا

وحم : بمعنى قدر ، وباقيا : حال من عيش بمعنى حياة ، والمسوغ تقدم الاستفهام وهو إنكار وقوله : فترى منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية ولنفسك متعلق بمحذوف مفعول ثان لترى مقدم ، والعذر مفعول الأول والأبعاد مصدر بعد ، والأملا مفعول والألف للإطلاق ، والمعنى : يا صاحبي إذا علمت عدم بقاء العيش فلا تبعد الأمل. قوله : (ما حم الخ) معناه : لم يجعل الله موضع حماية يحفظ الإنسان من الموت ، ولم نعلم أحدا باقيا على وجه الأرض ، لأن كل من عليها فان وإعرابه : ما : نافية ، وحم : فعل ماض مبني للمجهول ، وأصله حمم حذفت حركة الميم الأولى فسكنت وأدغمت فيما بعدها ، ومن موت متعلق بواقيا ، وحمى نائب فاعل حم مرفوع بضمة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين إذ أصله حمى تحركت الياء وانفتح ما قبلها الخ. وواقيا ـ بمعنى من حمى ولا الواو للعطف ولا نافية ، وترى : فعل مضارع وفاعله مستتر وجوبا تقديره أنت ومن زائدة ، وأحد مفعوله الأول منع من ظهور الفتحة حرف الجر الزائد ، وباقيا : مفعوله الثاني هذا إذا كانت ترى علمية ، وإلا فباقيا حال من أحد ففيه الشاهد أيضا ، كما في الشارح. قوله : (من حمى) وهو نكرة. قوله : (بالنفي) أي وهو ما. قوله : (كذلك) أي لأنه مثل حم في السبق بالنفي.

٢٧٢

تعالى : (فَانْفِرُوا ثُباتٍ) [النّساء : ٧١] أي متفرقين الفاء بحسب ما قبلها ، وانفروا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل ، وثبات حال من الواو وأن تكون منتقلة وقد تكون لازمة كما في قوله تعالى : (وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً) [البقرة : ٩١] فمصدقا ملازم للحق وقوله : خلق الله الزرافة يديها أطول من رجليها فيديها بدل من الزرافة بدل بعض من كل وبدل المنصوب منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه مثنى وأطول حال من يدي الزرافة والطول لازم لهما.

______________________________________________________

قوله : (لا يبغ) لا : ناهية ، ويبغ مجزوم بها وعلامة جزمه حذف الياء ، وامرؤ فاعله. قوله : (على امرىء) متعلق بيبغ والبغي تعدي الحدود الشرعية. قوله : (مستسهلا) أي مستخفا ومستحقرا بالمبغى عليه. قوله : (وأن تكون منتقلة) أي مفارقة غير لازمة عطف على قوله أن تكون مشتقة. قوله : (الزرافة) بفتح الزاي وضمها قيل : وهي مسماة باسم الجماعة لأنها في صورة جماعة من الحيوان ويقال : للجماعة من الناس الزرافة فرأسها كرأس الإبل وقرنها كقرن البقر وجلدها كجلد النمر وقوائمها وأظلافها كالبقر وذنبها كذنب الظبي ليس لها ركب في رجليها بل في يديها فقط وإنما جعل الله يديها أطول لتتمكن حال رعيتها من الشجر وقيل : سميت بذلك لطول عنقها زيادة على المعتاد من زرف في الكلام زاد وجمعها زرافى انتهى من حاشية السجاعي على ابن عقيل بتصرف. قوله : (من رجليها) من حرف جر ورجلي مجرور بمن وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة والهاء : مضاف إليه. قوله : (لازم لهما) أي لليدين والله أعلم والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

٢٧٣

باب التمييز

التّمييز هو الاسم المنصوب ، المفسّر لما انبهم من الذّوات نحو قولك : تصبّب زيد عرقا ، وتفقّأ بكر شحما ، وطاب محمّد نفسا واشتريت عشرين غلاما ، وملكت تسعين نعجة ، وزيد أكرم منك أبا وأجمل منك وجها ،

(باب) تقدم إعرابه وباب مضاف و (التّمييز) مضاف إليه مجرور (التّمييز) مبتدأ أول (هو) ضمير منفصل مبتدأ ثان مبني على الفتح في محل رفع (الاسم) خبر المبتدأ الثاني والمبتدأ الثاني وخبره في محل رفع المبتدأ الأول و (المنصوب المفسّر) صفتان للاسم (لما) اللام حرف جر ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر (انبهم) فعل ماض وفاعله مستتر في محل رفع عائد على ما والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب (من الذّوات) جار ومجرور في محل نصب حال من ما يعني أن التمييز هو الاسم الصريح المنصوب بفعل أو وصف أو عدد أو مقدار كما يأتي المبين لما خفي من الذوات أو النسب وقد أشار للثاني بقوله : (نحو قولك) فيه ما تقدم (تصبب) فعل ماض مبني على الفتح (زيد) فاعل مرفوع (عرقا) تمييز منصوب (وتفقّأ بكر) فعل وفاعل (شحما) تمييز منصوب (وطاب محمّد) فعل وفاعل و (نفسا) تمييز منصوب فعرقا وشحما ونفسا تمييز لإبهام نسبة التصبب إلى زيد ونسبة التفقؤ إلى بكر ونسبة الطيب إلى محمد فحول الإسناد عن الفاعل والتقدير تصبب عرق زيد وتفقأ شحم بكر وطابت نفس محمد

______________________________________________________

باب التمييز

هو لغة فصل الشيء عن غيره. قال تعالى : (وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ) (٥٩) [يس : ٥٩]. أي انفصلوا من المؤمنين ويقال له : مميز وتبيين ومبين وتفسير ومفسر. واصطلاحا : ما ذكره المصنف. قوله : (انبهم) صوابه : استبهم كما تقدم. قوله : (أو النسب) وإنما لم يذكره المصنف استغناء عنه بأمثلته ففيه اكتفاء. قوله : (تصبب) أي تحدر. قوله : (تفقأ) أي تشقق. قوله : (وطاب) أي انبسط وانشرح. قوله : (تمييز) أي

٢٧٤

فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فارتفع ارتفاعه وحول الإسناد من الأول إلى الثاني فحصل إبهام في النسبة ، فإن في إسناد الطيب إجمالا لاحتمال أن يكون من جهة الأصل أو العلم أو النفس فلما ذكر التمييز ارتفع الإجمال والإبهام والحكمة في ذلك أن التفصيل بعد الإجمال أوقع في النفس وناصب التمييز في هذه الأمثلة الثلاثة الفعل وأشار إلى الأول بقوله : (واشتريت) فعل وفاعل (عشرين) مفعول به منصوب بالياء نيابة عن الفتحة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم و (غلاما) تمييز منصوب (وملكت) فعل وفاعل و (تسعين) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم و (نعجة) تمييز منصوب فغلاما ونعجة تمييز منصوب مبين لإبهام ذات عشرين وتسعين لأن أسماء العدد مبهمة لصلاحيتها لكل معدود وناصب التمييز في هذين المثالين العدد لشبهه بضاربين زيدا في طلبه ما بعده ، وإن كان جامدا ومنه تمييز المقادير كرطل زيتا وقفير بر أو شبر أرضا فناصب التمييز فيه المقدار ومن تمييز النسبة ما هو محول عن المفعول نحو قوله تعالى : (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً) [القمر : ١٢] فجر فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض لدفع التباس الفاعل بالمفعول ، ونا ضمير المتكلم مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والأرض مفعول به منصوب بالفتحة ، وعيونا تمييز منصوب محول عن المفعول المضاف مبين لإبهام نسبة التفجير والأصل فجرنا عيون الأرض فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فانتصب انتصابه فحصل إبهام في النسبة فجيء بالمحذوف

______________________________________________________

تبيين وقوله : لإبهام أي خفاء. قوله : (فحذف المضاف) أي عرق وشحم ونفس. قوله : (في النسبة) أي إلى المسند إليه. قوله : (أوقع في النفس) أي أشد وقوعا وتمكنا وثباتا فيها لأن الله جبل النفوس على التشوف إلى ظهور ما خفي عليها. قوله : (الأول) أي تمييز الذوات. قوله : (غلاما تمييز) أي تفسير للخفاء الحاصل في العشرين. قوله : (ومنه) أي من تمييز الذوات. قوله : (المقادير) هو ما يعرف به كمية الشيء كالوزن. قوله : (كرطل الخ) أي كقولك عندي رطل زيت وقس. قوله : (وقفيز) هو ثمانية مكاكيك والمكوك مكيال يسع صاعا ومن الأرض مائة وأربعون ذراعا وليس مرادا هنا وجمعه أقفزة وقفزان ا ه صبان. قوله : (فيه) أي فيما ذكر وقوله : المقدار أي الرطل والقفيز والشبر. قوله : (في النسبة) أي نسبة التفجير. قوله : (بالمحذوف)

٢٧٥

وجعل تمييزا ومن المبتدأ نحو : أنا أكثر منك مالا فأنا مبتدأ مبني على السكون في محل رفع وأكثر خبر ومنك جار ومجرور متعلق بأفعل التفصيل ومالا تمييز منصوب محول عن المبتدأ مبين لإبهام نسبة الأكثرية والأصل مالي أكثر من مالك فحذف المبتدأ المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وانفصل فحصل إبهام في النسبة فأتي بالمحذوف وجعل تمييزا (و) كذا (زيد) مبتدأ مرفوع بالابتداء و (أكرم) خبر و (منك) جار ومجرور متعلق بأكرم و (أبا) تمييز منصوب محول عن المبتدأ مبين لإبهام نسبة الأكرمية والأصل أبو زيد أكرم منك فعمل فيه ما تقدم (وأجمل) معطوف على أكرم والمعطوف على المرفوع مرفوع (منك) متعلق بأجمل و (وجها) تمييز منصوب محول عن المبتدأ مبين لإبهام نسبة الأجملية والأصل وجهه أجمل منك ففعل فيه ما تقدم وناصب التمييز في هذه الأمثلة الثلاثة الوصف أو غير محول عن شيء نحو : «لله دره فارسا» فلله جار ومجرور خبر مقدم ودر مبتدأ مؤخر وفارسا تمييز غير محول مبين لإبهام نسبة التعجب والجملة خبر في معنى الإنشاء ومثله امتلأ الإناء ماء فماء تمييز منصوب غير محول مبين لإبهام نسبة الامتلاء وما ذكره المصنف هنا ليس من تمييز الذوات بل من تمييز النسبة كما عرف فلو ذكر النظير مع نظيره لكان أولى.

ولا يكون إلّا نكرة ، ولا يكون إلا بعد تمام الكلام.

(ولا) نافية (يكون) فعل مضارع متصرف من كان الناقصة يرفع الاسم وينصب

______________________________________________________

أي عيون. قوله : (وعن المبتدأ) عطف على قوله عن المفعول. قوله : (ففعل فيه ما تقدم) أي من حذف المضاف الخ. قوله : (الثلاثة) أي بضم الآية لما في المصنف. قوله : (الوصف) أي أكثر وأكرم وأجمل. قوله : (لله دره فارسا) يقال : در اللبن يدر درا ودرورا أكثر ويسمى اللبن نفسه درا والأقرب أي المراد هنا اللبن الذي ارتضعه من ثدي أمه وأضيف إلى الله تعالى تشريفا.

يعني أن اللبن الذي تغذى به مما يليق أن يضاف وينسب إلى الله لشرفه وعظمه حيث كان غذاء لهذا الرجل الكامل الفروسية والمقصود التعجب كأنه قيل : ما أفرس هذا الرجل ا ه صبان. قوله : (والجملة) أي جملة لله دره فارسا. قوله : (في معنى الإنشاء) لأن معناه ما أفرس هذا الرجل. قوله : (ومثله) أي مثل لله دره فارسا في عدم التحول عن شيء. قوله : (مع نظيره) أي وهو تصبب زيد عرقا وما بعده من المثالين.

٢٧٦

الخبر واسمه ضمير مستتر في محل رفع يعود على التمييز (إلّا) أداة استثناء ملغاة لا عمل لها و (نكرة) خبر منصوب يعني أن التمييز كالحال لا يكون إلا نكرة ولا حجة في قوله وطبت النفس لاحتمال زيادة ال لكن يخالفها في أن الأصل فيه أن يكون جامدا وقد يكون مشتقا نحو : لله دره فارسا وأنه لا يكون جملة ولا شبهها ولا يتقدم على عامله إلا إذا كان متصرفا نحو :

وما ارعويت وشيبا رأسي اشتعلا

فشيبا تمييز مقدم على عامله لتصرفه ومنه قوله :

______________________________________________________

أتهجر ليلى بالفراق حبيبها

وما كان نفسا بالفراق تطيب

قوله : (نحو الله الخ) أي فإن فارسا مشتق من الفروسية. قوله : (ولا يتقدم الخ) الصواب أن يقول ولا يتقدم على عامله إذا كان متصرفا على الصحيح وأما قوله : وما ارعويت الخ وقوله : أتهجر ليلى الخ فالتقديم فيهما للضرورة كما في المغني وغيره. قوله : (وما ارعويت الخ) صدره :

ضيعت حزمي في إبعادي الأملا

وإعرابه : ضيعت فعل وفاعل وحزمي أي إتقاني للرأي وحسن التدبير مفعوله والياء مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله وفي إبعادي : متعلق بضيعت والياء مضاف إليه والأملا : مفعوله وألفه للإطلاق وما الواو : للعطف على ضيعت وما : نافية وارعويت : أي رجعت فعل وفاعل وشيبا : الواو : للحال من فاعل ارعويت وشيبا : تمييز مقدم على عامله المتصرف وهو اشتعل مبين لإجمال نسبة الاشتعال لضمير الرأس ورأسي مبتدأ ومضاف إليه وجملة اشتعلا أي انتشر من الفعل والفاعل العائد على الرأس في محل رفع خبر المبتدأ وألفه للإطلاق ومعناه : ضيعت إتقاني للرأي وحسن التدبير بسبب أني أملت آمالا بعيدة ولم أرجع عن ذلك والحال أن الشيب قد انتشر في رأسي والله أعلم. قوله : (ومنه) أي من التقديم على العامل لتصرفه. قوله : (أتهجر الخ) إعرابه : الهمزة للاستفهام الإنكاري وتهجر : فعل مضارع وليلى : ويروى سلمى فاعل وهو اسم امرأة وبالفراق متعلق بتهجر وحبيبها مفعول ومضاف إليه ، وما : الواو للحال من سلمى وما : نافية وكان : فعل ماض وهو زائد ونفسا : تمييز مبين لإجمال نسبة الطيب لضمير ليلى وبالفراق متعلق بتطيب وتطيب : فعل مضارع وفاعله ضمير النفس ومعناه لا ينبغي لليلى أن تقطع عن محبها بالتباعد عنه والحال أن نفسها لا تنبسط بذلك ولا تنشرح فتأمل.

٢٧٧

فنفسا تمييز مقدم وأنه لا يكون مؤكدا ويؤول قوله :

ولقد علمت بأن دين محمد

من خير أديان البرية دينا

ولا يتقدم على مميز كما أشار إلى ذلك بقوله (ولا يكون إلا بعد تمام الكلام) ، وإعرابه نظير ما تقدم في الحال.

______________________________________________________

قوله : (وأنه لا يكون مؤكدا) أي لعامله عطف على قوله أن يكون جامدا وهذا مذهب سيبويه ويؤول ما ورد كقوله تعالى : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً) [التّوبة : ٣٦]. فشهرا عنده مبين لعامله وهو اثنا عشر بقطع النظر عما أخبر عنه بهذا العامل إن كان مؤكدا لما فهم من أن عدة الشهور. قوله : (ويؤول قوله) أي قول أبي طالب عم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم واسمه عبد مناف وهو ابن عبد المطلب أي بأن يحمل على أنه مفعول لمحذوف أي فينبغي اتخاذه دينا أو حال مؤكدة مثلا. قوله : (ولقد علمت الخ) الواو بحسب ما قبلها واللام : للقسم وقد : حرف تحقيق وعلمت : فعل وفاعل وأن حرف توكيد ونصب ودين اسمها ومحمد : مضاف إليه ومن خبر متعلق بمحذوف خبر أن وأديان : مضاف إليه والبرية بمعنى الخلق مضاف إليه أيضا ودينا تمييز مؤكد وهو محل الشاهد فيؤول بما سبق على ما مشى عليه الشارح وأن وما دخلت عليه سد مسد مفعولي علمت والله أعلم. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

٢٧٨

باب الاستثناء

وحروف الاستثناء ثمانية وهي : إلّا وغير وسوى وسوى وسواء وخلا وعدا وحاشا.

(باب) تقدم إعرابه وباب مضاف والاستثناء مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره ، (وحروف) الواو للاستثناء حروف مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ، وحروف مضاف و (الاستثناء) مضاف إليه (ثمانية) خبر مرفوع (وهي) ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع (إلّا) وما عطف عليها في محل رفع خبر (وغير وسوى) بكسر السين (وسوى) بضمها مقصورين (وسواء) بالفتح والكسر ممدودا فالأول كرضا والثاني كهدى والثالث كسماء والرابع كبناء (وخلا وعدا وحاشا) هذه الأدوات معطوفة على محل إلا واعلم أن الاستثناء مأخوذ من الثني وهو الرجوع ، فإن فيه رجوعا إلى الحكم السابق إذ هو إخراج ما بعد إلا أو إحدى أخواتها أي نظائرها من حكم ما قبلها وإدخاله في النفي أو الإثبات وحروفه أي أدواته الدالة عليه ثمانية وسميت الأدوات حروفا تغليبا لإلّا على غيرها لأنها الأصل في عمل

______________________________________________________

باب الاستثناء

أي المستثنى من إطلاق المصدر وإرادة اسم المفعول لأن الكلام في المنصوبات ويصح حمله على المصدر وهو الإخراج. قوله : (وهي إلا) قدمها لأنها الأصل في الاستثناء وإنما ذكر بعدها الأسماء لشرفها. قوله : (وسوى) مرفوع بضمة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين وكذا يقال في سوى. قوله : (مقصورين) أي غير ممدودين. قوله : (الرابع) أي سواء بكسر السين. قوله : (فإن فيه رجوعا إلى الحكم السابق) أي وإثباته لما بعد أو نفيه عنه. قوله : (إذ هو) أي الاستثناء. قوله : (نظائرها) أي في العمل. قوله : (وإدخاله في النفي) نحو : قام القوم إلا زيدا. وقوله : أو الإثبات نحو : ما قام القوم إلا زيدا. قوله : (أي أدواته الخ) أي ألفاظه الدالة عليه التي يؤدي بها. قوله : (تغليبا) حقيقة التغليب أن يوجد ما للكلمة وما ليس لها ويغلب لها على ما ليس لها كما في البناني على السعد. قوله : (لأنها) أي الحروف. قوله :

٢٧٩

هذا الباب إذ هي في الحقيقة ثلاثة أقسام حرف اتفاقا وهو إلا واسم اتفاقا وهو الأربعة التي بعدها ومتردد بين الحرفية والفعلية وهي الثلاثة الباقية.

فالمستثنى بإلّا ينصب إذا كان الكلام تامّا موجبا ، نحو قام القوم إلّا زيدا ، وخرج النّاس إلّا عمرا وإن كان الكلام منفيّا تامّا جاز فيه : البدل والنّصب على الاستثناء نحو ما قام القوم إلّا زيد وإلّا زيدا ،

وإذا أردت معرفة حكم كل منها (فالمستثنى) الفاء فاء الفصيحة والمستثنى مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر (بإلّا) الباء حرف جر وإلا في محل جر والجار والمجرور متعلق بالمستثنى (ينصب) فعل مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر في محل رفع تقديره هو يعود على المستثنى (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه المحذوف المدلول عليه بالفعل قبله و (كان) فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر (الكلام) اسمها المحذوف المدلول عليه بالفعل قبله و (كان) فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر (الكلام) اسمها مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ، (تامّا) خبرها منصوب والجملة من كان واسمها وخبرها في محل جر بإضافة إذا إليها (موجبا) خبر ثان منصوب أو نعت لتاما يعني أنه يجب نصب المستثنى بإلا عند تمام الكلام بذكر المستثنى منه (نحو) خبر لمبتدأ محذوف أي وذلك نحو : كما تقدم (قام) فعل ماض (القوم) فاعل مرفوع (إلّا) أداة استثناء (زيدا) منصوب على الاستثناء بإلا لأنها في معنى الفعل (وخرج النّاس إلّا عمرا) إعرابه على وزان ما قبله فالاستثناء في هذين المثالين من كلام تام لذكر المستثنى منه الذي هو القوم في المثال الأول والناس في المثال الثاني وموجب لعدم تقدم

______________________________________________________

(اتفاقا) المناسب لا غير لأن لفظ الاتفاق صريح في أن في غيره خلافا وليس كذلك لأن معنى قوله بعد ومتردد الخ أنه يجوز أن يستعمل فعلا وأن يستعمل حرفا وليس معناه في كونه فعلا أو حرفا قولان فتأمل. قوله : (ومتردد الخ) محله في خلا وعدا إن تجردا عن ما وإلا فهما فعلان ليس غير ولا تقترن حاشا بما كما سيأتي. قوله : (وإذا أردت الخ) دخول على كلام المصنف. قوله : (بجوابه المحذوف) والتقدير إذا كان الكلام تاما موجبا ينصب الخ. قوله : (بذكر الخ) تصويرا للتمام. قوله : (أو

٢٨٠