شرح الكفراوي على متن الآجرومية بحاشية الحامدي

الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري

شرح الكفراوي على متن الآجرومية بحاشية الحامدي

المؤلف:

الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري


المحقق: عبد الكريم سامي الجندي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-6970-X
الصفحات: ٣١٨

بدل من زيد بدل غلط وتوجيه ذلك أنك (أردت) : فعل وفاعل. (أن) : حرف مصدري ونصب. (تقول) : فعل مضارع منصوب بأن وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. (رأيت الفرس) : فعل وفاعل ومفعول. (فغلطت) : الفاء : حرف عطف. غلطت : فعل وفاعل والجملة معطوفة على جملة أردت. (فأبدلت) : الفاء : حرف عطف. أبدلت : فعل وفاعل. (زيدا) : مفعول به والجملة معطوفة على جملة فغلطت. (منه) : جار ومجرور متعلق بأبدلت وهذا مثال لبدل الغلط ويسمى بدل البداء وبدل النسيان وبدل الإضراب. وقيل : بدل البداء أن تذكر الأول على سبيل الشك ثم تذكر الثاني بعد تحقق الحال وبدل الإضراب أن يكون كل من الأول والثاني مقصودا في الابتداء ثم تقصد خصوص الثاني في الدوام وبدل الغلط فيما يقع باللسان وبدل النسيان فيما يقع بالجنان وظاهر قوله : فأبدلت زيدا منه أن لفظ الفرس هو الذي ذكر على سبيل الغلط وليس كذلك فإن الذي ذكر على سبيل الغلط هو لفظ زيد لا لفظ فرس فقوله : فغلطت فأبدلت زيدا منه أراد به الإبدال اللغوي وهو التعويض والمعنى عوضت زيدا عن الفرس الذي كان حق التركيب الإتيان به دون لفظ زيد والمراد ببدل الغلط ما ذكر على وجه الغلط لا أن البدل نفسه هو الغلط كما هو ظاهر.

______________________________________________________

أيضا نحو : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ) [البقرة : ٢١٧]. قوله : (وتوجيه ذلك) أي كون هذا المثال لبدل الغلط. قوله : (في الابتداء) أي أول الأول. قوله : (بالجنان) أي القلب. قوله : (فقوله الخ) مرتبط بقوله وليس كذلك. قوله : (على وجه الغلط) أي على وجه بيان الغلط في ذكر اللفظ الأول. قوله : (لأن البدل) أي وهو الفرس هنا والله أعلم والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

٢٤١

باب منصوبات الأسماء

المنصوبات خمسة عشر وهي : المفعول به ، والمصدر ، وظرف الزّمان وظرف المكان ، والحال والتّمييز ، والمستثنى ، واسم لا والمنادى وخبر كان وأخواتها واسم إنّ وأخواتها والمفعول من أجله ، والمفعول معه ،

(باب منصوبات الأسماء) باب : خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هذا ، باب وباب مضاف ومنصوبات مضاف إليه ومنصوبات مضاف والأسماء مضاف إليه. (المنصوبات) : مبتدأ. (خمسة عشر) : خبره مبني على الفتح في محل رفع. (وهي) : الواو : للاستئناف. هي : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (المفعول) : وما عطف عليه خبر المبتدأ وهو هي. (به) : جار ومجرور متعلق بالمفعول والهاء راجعة إلى أل الموصولة باسم المفعول ، نحو : رأيت زيدا. وإعرابه : رأيت : فعل وفاعل. وزيدا : مفعول به منصوب. (والمصدر) : الواو : حرف عطف. المصدر : معطوف على المفعول به ويعبر عنه بالمفعول المطلق نحو : ضربت ضربا. وإعرابه : ضربت : فعل وفاعل. وضربا : مصدر منصوب بضربت وإن شئت قلت : مفعول مطلق منصوب بضربت. (وظرف) : الواو : حرف عطف. ظرف : معطوف على المفعول به وظرف مضاف. و (الزّمان) : مضاف إليه نحو : صمت اليوم. وإعرابه : صمت : فعل وفاعل ، واليوم : ظرف زمان منصوب

______________________________________________________

باب منصوبات الأسماء

أي هذا باب في بيان ما يقع منصوبا منها لفظا أو تقديرا أو محلا وإنما أخرها عن المرفوعات لأن إعرابها إعراب الفضلات. قوله : (خمسة عشر) أي بعد الظرفين واحدا كخبر كان وأخواتها واسم إن وأخواتها وعد التوابع أربعة. قوله : (نحو : رأيت زيدا) أي نحو : زيدا من رأيت زيدا. قوله : (وهو) أي المبتدأ وقوله : هي أي هذه الكلمة. قوله : (إلى أل الموصولة الخ) والتقدير وهي الاسم الذي فعل به الفعل. قوله : (المطلق) أي غير المقيد بقولنا به أو معه أو لأجله. قوله

٢٤٢

على الظرفية بصمت. (وظرف) : الواو : حرف عطف. ظرف : معطوف على المفعول به وظرف مضاف. و (المكان) : مضاف إليه نحو : جلست أمام الكعبة. وإعرابه : جلست : فعل وفاعل. وأمام : ظرف مكان منصوب على الظرفية بجلست. وأمام : مضاف والكعبة : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. (والحال) : الواو : حرف عطف الحال معطوف على المفعول به ، نحو : جاء زيدا راكبا. وإعرابه : جاء : فعل ماض. وزيد : فاعل مرفوع. وراكبا : حال من زيد منصوب بجاء. (والتّمييز) : الواو : حرف عطف. التمييز : معطوف على المفعول به نحو : وفجرنا الأرض عيونا. وإعرابه : الواو : بحسب ما قبلها. وفجرنا الأرض : فعل وفاعل ومفعول. وعيونا : تمييز من فجرنا. (والمستثنى) : الواو : حرف عطف. المستثنى : معطوف على المفعول به مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، نحو : قام القوم إلا زيدا. وإعرابه : قام : فعل ماض. والقوم :فاعل مرفوع ، وإلا : حرف استثناء. وزيدا : منصوب على الاستثناء. (واسم لا) : الواو : حرف عطف اسم : معطوف على المفعول به واسم مضاف ولا مضاف إليه مبني على السكون في محل جر ، نحو : لا عالم مذموم. وإعرابه : لا : نافية للجنس تنصب الاسم وترفع الخبر. عالم : اسمها مبني على الفتح في محل نصب مذموم خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة. (والمنادى) : الواو : حرف عطف. المنادى : معطوف على المفعول به مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر نحو : يا لطيفا بالعباد. وإعرابه : يا : حرف نداء. لطيفا : منادى منصوب بالفتحة الظاهرة. بالعباد : جار ومجرور متعلق بلطيفا وسيأتي لذلك ونحوه تقييد في محله. (وخبر) : الواو : حرف عطف. خبر : معطوف على المفعول به وخبر : مضاف. و (كان) : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (وأخواتها) : الواو : حرف عطف. أخوات : معطوف على كان والمعطوف على المجرور مجرور

______________________________________________________

(والحال والتمييز) سيأتي معناهما لغة واصطلاحا. قوله : (والمستثنى) أي في بعض أحواله بأن كان موجبا تاما أو منفيا على أحد الوجهين كما سيأتي. قوله : (نافية للجنس) أي لصفته وحكمه وإسناده النفي إلى لا مجاز من الإسناد إلى الآلة واحترز بذلك عن النافية للوحدة فإنها تعمل عمل ليس. قوله : (في محله) أي بابه.

٢٤٣

وأخوات : مضاف ، والهاء : مضاف إليه مبني على السكون في محل جر ، نحو : كان زيد قائما. وإعرابه : كان : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر. زيد : اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة. قائما : خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة. (واسم إنّ) : الواو : حرف عطف. اسم : معطوف على المفعول به ، مرفوع بالضمة واسم مضاف ، وإن : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (وأخواتها) : الواو : حرف عطف. أخوات : معطوف على إن والمعطوف على المجرور مجرور وأخوات مضاف ، والهاء : مضاف إليه مبني على السكون في محل جر ، نحو : إن زيدا قائم. وإعرابه : إن : حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر. زيدا : اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة. وقائم : خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة. (والمفعول) : الواو : حرف عطف. المفعول : معطوف على المفعول به والمعطوف على المرفوع مرفوع (من أجله) : جار ومجرور متعلق بالمفعول وأجل : مضاف ، والهاء : مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر ، نحو : قام زيد إجلالا لعمرو. وإعرابه : قام : فعل ماض. وزيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. إجلالا : مفعول لأجله متعلق بقام. لعمرو : جار ومجرور متعلق بإجلالا. (والمفعول) الواو : حرف عطف. المفعول معطوف على المفعول به والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (معه) : مع : ظرف مكان ومع : مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر ، نحو : سرت والنيل. وإعرابه : سرت : فعل وفاعل. والنيل : الواو : واو المعية. النيل : مفعول معه منصوب بسرت.

والتّابع للمنصوب وهو أربعة أشياء : النّعت والعطف والتّوكيد والبدل.

(والتّابع) : الواو : حرف عطف. التابع : معطوف على المفعول به. (للمنصوب) : جار ومجرور متعلق بالتابع. (وهو) : الواو : للاستئناف. هو : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (أربعة) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة وأربعة : مضاف. و (أشياء) : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف ألف التأنيث الممدودة. (النّعت) : بدل من أربعة بدل مفصل من مجمل وبدل المرفوع مرفوع ، نحو : رأيت زيدا العاقل. وإعرابه :

٢٤٤

رأيت زيدا : فعل وفاعل ومفعول. العاقل : نعت لزيدا ونعت المنصوب منصوب. (والعطف) : الواو : حرف عطف. العطف : معطوف على النعت والمعطوف على المرفوع مرفوع ، نحو : رأيت زيدا وعمرا. وإعرابه : رأيت : فعل وفاعل وزيدا مفعول به منصوب وعمرا : معطوف على زيدا والمعطوف على المنصوب منصوب. (والتّوكيد) : الواو : حرف عطف. التوكيد معطوف على النعت والمعطوف على المرفوع مرفوع نحو : رأيت زيدا نفسه. وإعرابه : رأيت زيدا : فعل وفاعل ومفعول. نفس : توكيد لزيدا وتوكيد المنصوب منصوب ونفس : مضاف. والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر. (والبدل) : الواو : حرف عطف. البدل معطوف على النعت والمعطوف على المرفوع مرفوع ، نحو : رأيت زيدا أخاك. وإعرابه : رأيت زيدا : فعل وفاعل ومفعول. وأخاك : بدل من زيدا وبدل المنصوب منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الخمسة وأخا : مضاف والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر.

٢٤٥

باب المفعول به

وهو الاسم المنصوب الّذي يقع به الفعل نحو قولك : ضربت زيدا وركبت الفرس ، وهو على قسمين : ظاهر ومضمر ، فالظّاهر ما تقدّم ذكره والمضمر قسمان : متّصل ومنفصل

ولما ذكرها على سبيل الإجمال أخذ يتكلم على ما لم يتقدم منها على سبيل التفصيل فقال : (باب) : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا باب وتقدم إعرابه وباب : مضاف. و (المفعول) : مضاف إليه مجرور. (به) : جار ومجرور متعلق بالمفعول والهاء فيه عائدة على أل لكونها في هذا التركيب اسما موصولا والمفعول به معناه لغة من وقع عليه الفعل حسيا كان الفعل أو معنويا ، نحو : ضربت زيدا وتعلمت المسألة فإن الضرب حسي والتعلم معنوي ، وفي اصطلاح النحاة هو ما ذكره بقوله : (وهو) : بالواو : للاستئناف. هو : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع (الاسم) : خبر المبتدأ مرفوع. (المنصوب) : نعت للاسم ونعت المرفوع مرفوع. (الّذي) : اسم موصول نعت ثان للاسم مبني على السكون في محل رفع. (يقع) : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. (به) : جار ومجرور متعلق بيقع والباء بمعنى على أي يقع عليه. (الفعل) : فاعل يقع مرفوع بالضمة الظاهرة والجملة صلة

______________________________________________________

قوله : (ولما ذكرها) أي المنصوبات. قوله : (على سبيل الإجمال) الإضافة بيانية. قوله : (على ما لم يتقدم منها) أي وأما ما تقدم كالتوابع فلا يتكلم عليه ثانيا. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

باب المفعول به

أي هذا باب الاسم المسمى بالمفعول به. قوله : (متعلق بالمفعول) أي على أنه نائب فاعله وهذا بحسب أصله وقد صار الآن علما للاسم المصطلح عليه ومثله المفعول به ومعه وفيه ا ه قليوبي. قوله : (ضربت) الضرب إمساس بعنف من جسم لجسم من الحيوان أو غيره نحو : (أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ) [الأعراف : ١٦٠] ا ه قليوبي. قوله : (يقع عليه) أي على مدلوله. قوله : (الفعل) أي الفعل اللغوي الحاصل

٢٤٦

الذي وعائدها الهاء من به يعني أن المفعول به في اصطلاح النحاة هو الاسم الذي يقع عليه فعل الفاعل كما مثل له بقوله : (نحو ضربت زيدا وركبت الفرس) : وإعرابه : نحو : خبر لمبتدأ محذوف تقديره وذلك نحو. وضربت : فعل وفاعل. وزيدا : مفعول به منصوب وركبت : الواو : حرف عطف. ركبت الفرس : فعل وفاعل ومفعول. وجملة ركبت الفرس معطوفة على جملة ضربت زيدا ومثل بمثالين للإشارة إلى أنه لا فرق في المفعول به بين كونه عاقلا كزيد أو غير عاقل كالفرس. (وهو) : الواو : للاستئناف. هو : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (على قسمين) : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. (ظاهر) : بدل من قسمين بدل مفصل من مجمل. (ومضمر) : معطوف على ظاهر والظاهر مأخوذ من الظهور وهو الوضوح لدلالته على مسماه من غير توقف على قرينة والمضمر من الإضمار وهو الخفاء لخفاء دلالته على مسماه إلا بقرينة تكلم أو خطاب أو غيبة أو من الضمور وهو الهزال لقلة حروفه عن الظاهر غالبا. (فالظّاهر) : الفاء : فاء الفصيحة الظاهر مبتدأ. (ما) : اسم موصول بمعنى الذي خبره في محل رفع. (تقدّم) : فعل ماض. (ذكره) : فاعل تقدم مرفوع وذكر مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر والجملة صلة الموصول يعني أن الاسم الظاهر ما تقدم ذكره من زيد والفرس في قولك : رأيت زيدا وركبت الفرس فكل من زيد والفرس مفعول به كما سبق إعرابه وهو اسم ظاهر لدلالة كل منهما على مسماه من غير توقف على قرينة من تكلم أو خطاب أو غيبة. (والمضمر) : الواو : للاستئناف. المضمر : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. (قسمان) : خبر المبتدأ مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى. (متّصل) : بدل من قسمين بدل مفصل من مجمل وبدل المرفوع مرفوع. (ومنفصل) : الواو : حرف عطف. منفصل : معطوف

______________________________________________________

من الفاعل. قوله : (مفعول به) لأنه وقع على مسماه الضرب. قوله : (إلا بقرينة الخ) الأولى لأنه لا يدل على مسماه إلا بقرينة. قوله : (أو غيبة) فيه أن الغيبة ليست الدالة وإنما الدال تقدم المرجع فلو قال أو تقدم مرجع لكان أولى. قوله : (أو من الضمور) بضم الضاد عطف على الإضمار. قوله : (غالبا) ومن غير الغالب أيا فإنها أربعة أحرف. قوله : (والجملة) من الإجمال وهو الاجتماع لأنه جمع فيه كلمة إلى أخرى. قوله : (في قولك) المناسب قوله ، وقوله : رأيت المناسب ضربت لأنه المتقدم فتأمل.

٢٤٧

على متصل والمعطوف على المرفوع مرفوع يعني أن المفعول به المضمر ينقسم إلى ضمير متصل وضمير منفصل فالمتصل هو الذي لا يقع بعد إلا في الاختيار نحو الكاف من رأيتك إذ لا يصح أن يقال ما رأيت إلاك واحترزنا بالاختيار عن حالة ضرورة الشعر نحو قول الشاعر :

وما علينا إذا ما كنت جارتنا

أن لا يجاورنا إلاك ديار

فإن الكاف في إلاك ضمير متصل وقد وقعت بعد إلا لكن في حالة ضرورة الشعر إذ لو قيل إلا أنت بالضمير المنفصل بدل المتصل لانكسر البيت والمنفصل هو الذي يقع بعد إلا في الاختيار ، نحو : ما رأيت إلا إياك.

فالمتّصل اثنا عشر وهي : ضربني وضربنا وضربك وضربك وضربكما وضربكم وضربكنّ وضربه وضربها وضربهما وضربهم وضربهنّ ،

______________________________________________________

قوله : (وما علينا الخ) إعرابه الواو بحسب ما قبلها وما نافية وعلينا متعلق بمحذوف خبر مقدم والمصدر والمنسبك من أن والفعل في قوله : أن لا يجاورنا الخ مبتدأ مؤخر أي وما عدم مجاورة ديار غيرك لنا ضرر علينا إذا كنت جارتنا ويصح أن تكون ما للاستفهام الإنكاري مبتدأ وعلينا متعلق بمحذوف خبره أي أي ضرر كائن علينا من عدم مجاورة أحد غيرك لنا إذا كنت جارتنا وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان وجوابه محذوف تقديره فلا ضرر علينا في عدم مجاورة غيرك لنا وما زائدة وكنت كان : فعل ماض ناقص والتاء ضمير المخاطبة اسمها في محل رفع جارتنا خبر ومضاف إليه وأن حرف مصدري ونصب واستقبال ولا نافية ويجاورنا : فعل مضارع منصوب بأن ونا مفعول مقدم وإلا أداة استثناء من ديار مقدم عليه والكاف ضمير مبني على الكسر في محل نصب على الاستثناء وديار بمعنى أحد فاعل يجاور مؤخر عنه ويصح جعل إلا بمعنى غير فتكون في محل نصب على الحال من ديار والكاف : في محل جر بإضافتها وقوله : وما علينا يروى بدله وما نبالي. وإعرابه : ما : نافية. ونبالي : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء وفاعله مستتر وجوبا تقديره نحن. وجواب إذا على هذه الرواية تقديره فما نبالي والمعنى : لا نكترث ولا نعتني بعدم مجاورة أحد غيرك لأنك أنت المطلوبة وفيك الكفاية فإذا وجدت فلا نلتفت إلى سواك فتأمل. قوله : (إلا أنت) أي وإلا إياك. قوله : (لانكسر) أي اختل

٢٤٨

وقد ذكر أقسام المتصل بقوله : (فالمتّصل) : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. (اثنا عشر) : خبره مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه ملحق بالمثنى وعشر في مقابلة النون في اثنان. (نحو) : خبر لمبتدأ محذوف تقديره وذلك نحو : ونحو مضاف. و (قولك) : مضاف إليه مجرور وقول : مضاف والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (ضربني) : مقول القول. وإعرابه : ضرب : فعل ماض والنون للوقاية والياء مفعول به في محل نصب والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو. (ضربنا) : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض ونا : مفعول به مبني على السكون في محل نصب والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو. (وضربك) : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض والكاف : مفعول به مبني على الفتح في محل نصب. (وضربك) : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض. والكاف : مفعول به مبني على الكسر في محل نصب والفاعل مستتر فيهما جوازا تقديره هو (وضربكما) : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض. والكاف : مفعول به مبني على الضم في محل نصب. والميم : حرف عماد والألف : حرف دال على التثنية والفاعل مستتر جوازا تقديره هو. (وضربكم) : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض والكاف : مفعول به مبني على الضم في محل نصب والميم : علامة جمع الذكور. (وضربكنّ) : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض والكاف : مفعول به مبني على الضم في محل نصب والنون علامة جمع النسوة والفاعل مستتر جوازا فيهما تقديره هو فكل من الياء في ضربني ونا في ضربنا والكاف في ضربك وضربك وضربكما وضربكم وضربكن ضمائر متصلة لعدم صحة وقوعها بعد إلا في الاختيار. وهذه أمثلة المتكلم والمخاطب في الضمائر المتصلة ومثل للضمير الغائب بقوله : (وضربه) : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض. والهاء : مفعول به مبني على الضم في محل نصب. (وضربها) : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض. والهاء : مفعول به مبني على السكون في محل نصب. (وضربهما) الواو حرف عطف ، ضرب : فعل ماض ، والهاء مفعول به مبني على الضم في محل نصب والميم. حرف عماد والألف : حرف دال على التثنية.

______________________________________________________

بسبب الزيادة. قوله : (وعشر الخ) وهو مبني على الفتح لا محل له لأنه غير مضاف

٢٤٩

(وضربهم) : الواو : حرف عطف. ضرب : فعل ماض والهاء : مفعول به مبني على الضم في محل نصب والميم علامة جمع الذكور (وضربهنّ) الواو حرف عطف ، ضرب : فعل ماض والهاء مفعول به مبني على الضم في محل نصب والنون : علامة جمع النسوة والفاعل في الجميع ضمير مستتر جوازا تقديره هو فالهاء في كل من ضربه وضربها وضربهما وضربهم وضربهن ضمير متصل لعدم صحة وقوعها بعد إلا في الاختيار.

والمنفصل اثنا عشر نحو قولك : إيّاي وإيّانا وإيّاك وإيّاك وإيّاكما وإيّاكم وإيّاكنّ وإيّاه وإيّاها وإيّاهما وإيّاهم وإيّاهنّ.

وأشار إلى أقسام الضمير المنفصل بقوله : (والمنفصل) : الواو : حرف عطف ، ويجوز أن تكون للاستئناف وعلى الأول تكون عاطفة لجملة «والمنفصل» على جملة فالمتصل. والمنفصل : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. (اثنا عشر) : خبر المبتدأ مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه ملحق بالمثنى وعشر في مقابلة النون في اثنان. (نحو) : خبر لمبتدأ محذوف تقديره وذلك نحو ، ونحو : مضاف. و (قولك) : مضاف إليه مجرور وقول مضاف : والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (إيّاي) : مفعول المصدر أعني قولك ولا يقال إن القول وما تصرف منه لا يعمل إلا في الجمل لأنا نقول يعمل في المفرد الذي قصد لفظه كما هنا فإن المقصود من إياي وما بعده هذا اللفظ وحذف العامل فيه وفيما بعده قصدا للاختصار وإلا فالأصل : ما أكرمت إلا إياي. وإعرابه : ما : نافية. وأكرمت : فعل وفاعل. إلا : حرف لإيجاب النفي إيا مفعول به لأكرمت مبني على السكون في محل نصب ، والياء : حرف دال على التكلم. (وإيّانا) : الواو : حرف عطف. إيانا : معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل : ما أكرمت إلا إيانا. وإعرابه : ما : نافية. وأكرمت : فعل وفاعل وإلا حرف لإيجاب النفي

______________________________________________________

إليه. قوله : (إلا فالأصل الخ) أي ، الأصل أنه حذف الخ فلا يصح لأن الأصل أي قبل الحذف ما أكرمت الخ. قوله : (ما أكرمت) بفتح تاء أكرمت فيه وفيما بعده فقط ويضم في الباقي. قوله : (لا يجاب) أي إثبات.

٢٥٠

إيا : مفعول به مبني على السكون في محل نصب ونا : حرف دال على المتكلم ومعه غيره أو المعظم نفسه. (وإيّاك) : الواو : حرف عطف ، إياك : معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل : ما أكرمت إلا إياك وإعرابه : ما : نافية. وأكرمت : فعل وفاعل. إلا حرف لإيجاب النفي. إيا مفعول به مبني على السكون في محل نصب والكاف : حرف دال على خطاب المذكر. (وإيّاك) : إعرابه : مثل ما قبله إلا أن الكاف فيه حرف دال على خطاب المؤنث. (وإيّاكما) : الواو : حرف عطف. إياكما : معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل : ما أكرمت إلا إياكما. وإعرابه : على وزان ما قبله إلا أن الكاف فيه حرف خطاب والميم : حرف عماد والألف : حرف دال على التثنية. (وإيّاكم) : الواو : حرف عطف. إياكم : معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل : ما أكرمت إلا إياكم. وإعرابه : على وزان ما قبله إلا أن الميم فيه حرف دال على جمع الذكور. (وإيّاكنّ) : الواو : حرف عطف. إياكن : معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل : ما أكرمت إلا إياكن. وإعرابه : على وزان ما قبله إلا أن النون فيه حرف دال على جمع النسوة.

وهذه أمثلة المتكلم والمخاطب به مفردا ومثنى ومجموعا مذكرا ومؤنثا في الضمير المنفصل فإيا في الجميع ضمير منفصل لوقوعه بعد إلا في الاختيار كما علمت وأشار لضمير الغائب المنفصل مفردا ومثنى ومجموعا مذكرا ومؤنثا بقوله : (وإيّاه) : الواو : حرف عطف. إياه : معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل : ما أكرمت إلا إياه وإعرابه على وزان ما قبله إلا أن الهاء فيه حرف دال على الغيبة للمذكر. (وإيّاها) : الواو : حرف عطف. إياها : معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل ما أكرمت إلا إياها. وإعرابه : على وزان ما قبله إلا أن الهاء فيه حرف دال على الغيبة للمذكر. (وإيّاهما) : الواو : حرف عطف. إياهما معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل : ما أكرمت إلا إياهما. وإعرابه : على وزان ما قبله إلا أن الهاء فيه حرف دال على الغيبة والميم : حرف عماد والألف : حرف دال على

______________________________________________________

قوله : (إلا أن الهاء فيه حرف دال على الغيبة) معلوم مما قبله فكان عليه أن

٢٥١

التثنية. (وإيّاهم) : الواو : حرف عطف. إياهم : معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب الأصل : ما أكرمت إلا إياهم. وإعرابه على وزان ما قبله إلا أن الهاء فيه حرف دال على الغيبة والميم : حرف دال على جمع الذكور. (وإيّاهنّ) : الواو : حرف عطف. إياهن : معطوف على إياي مبني على السكون في محل نصب والأصل : ما أكرمت إلا إياهن وإعرابه على وزان ما قبله إلا أن الهاء فيه حرف دال على الغيبة والنون لجماعة النسوة.

______________________________________________________

يقتصر على قوله والميم حرف عماد الخ لكن بزيادة لفظ فيه بأن يقول والميم حرف الخ وكذا يقال فيما بعده. والله أعلم. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

٢٥٢

باب المصدر

المصدر هو : الاسم المنصوب الّذي يجيء ثالثا في تصريف الفعل نحو : ضرب يضرب ضربا.

(باب) : خبر لمبتدأ محذوف أي هذا باب. وإعرابه : الهاء : للتنبيه وذا : اسم إشارة مبتدأ مبني على السكون في محل رفع. وباب : خبر مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره وباب : مضاف و (المصدر) : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره. (وهو) : الواو : للاستئناف. هو : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع (الاسم) : خبره مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (المنصوب) : صفة للاسم وصفة المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (الّذي) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع ثان نعت للاسم. (يجيء) : فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره وفاعله ضمير مستتر في محل رفع عائد على الاسم الموصول والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. (ثالثا) : حال من فاعل يجيء.

______________________________________________________

باب المصدر

اعلم أن اسم الحدث إما أن تكون أحرفه أحرف فعله أو أزيد أو أنقص فالأول نحو التكلم والتعلم والثاني : نحو الإكرام والانطلاق والنوعان من باب المصدر. والثالث : إن كان ما ترك منه لفظا موجودا تقديرا بحيث يصح النطق به مع بقاء البنية غير مغيرة نحو : قاتل قتالا فهو مصدر أيضا وإن لم يكن كذلك فإن عوض في آخره عن المحذوف نحو : عدة أو في غير الآخر نحو : علم تعليما وسلم تسليما فمصدر أيضا. والعوض في التعليم والتسليم التاء التي في أوله لا المدة التي قبل الآخر لأنها تكون لغير تعويض كالانطلاق والإكرام وإن لم يعوض فهو اسم مصدر كأعطى عطاء وتكلم كلاما ا ه ملخصا من الدماميني إفادة الإسقاطي. قوله : (يجيء ثالثا) أي ينطق به الصرفي ثالثا إن جاء قبله بماض ومضارع وإلا فثانيا أو ابتداء ا ه قليوبي. قوله :

٢٥٣

(في تصريف) : جار ومجرور متعلق بالفعل قبله وهو يجيء وتصريف : مضاف. و (الفعل) : مضاف إليه مجرور. (نحو) : خبر لمبتدأ محذوف تقديره وذلك نحو. وإعرابه : ذا : اسم إشارة مبتدأ مبني على السكون في محل رفع واللام للبعد. والكاف : حرف خطاب لا محل لها من الإعراب. ونحو : خبر مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ونحو : مضاف. و (قولك) : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره وقول : مضاف والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (ضرب يضرب ضربا) : في محل نصب مقول القول أي نحو قولك : هذا اللفظ يعني أن المصدر هو الاسم الذي يجيء ثالثا في تصريف الفعل أي تغييره من صيغة إلى صيغة أخرى ، نحو : ضرب يضرب ضربا فقد تغير من صيغة الماضي إلى صيغة المضارع إلى صيغة المصدر وجاء الماضي أولا والمضارع ثانيا والمصدر ثالثا. ويسمى المفعول المطلق أي : الذي لم يقيد بصلة ظرف أو جار ومجرور بأن يقال : مفعول معه أو مفعول به أو مفعول له أو مفعول فيه.

وهو قسمان : لفظيّ ومعنويّ ، فإن وافق لفظه لفظ فعله فهو لفظيّ نحو قولك قتلته قتلا وإن وافق معنى فعله دون لفظه فهو معنويّ نحو جلست قعودا وقمت وقوفا ، وما أشبه ذلك.

(وهو) : الواو : للاستئناف. هو : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (قسمان) : خبره مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى. (لفظيّ) : بدل من قسمان بدل مفصل من مجمل وبدل المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. (ومعنويّ) : معطوف على لفظي والمعطوف على المرفوع مرفوع. (فإن) : الفاء : فاء الفصيحة. إن : حرف شرط جازم يجزم فعلين الأول :

______________________________________________________

(ويسمى) أي المصدر بقيد كونه منصوبا لأنه تارة يكون مرفوعا مثلا نحو : ضربك ضرب أليم وحينئذ لا يسمى بذلك فالمصدر أعم مطلقا وقيل بينهما العموم والخصوص الوجهي يجتمعان في فرحت فرحا وينفرد المصدر في نحو : يعجبني انطلاقك وينفرد المفعول المطلق في نحو : ضربت سوطا وسوطا على الأول نائب عن المطلق وليس نفسه فهو من أمثلة الاجتماع. قوله : (بصلة ظرف) الإضافة بيانية. قوله : (وهو) أي المصدر من حيث هو. قوله : (لفظي) قدمه لأنه الأكثر.

٢٥٤

فعل الشرط والثاني : جوابه وجزاؤه. (وافق) : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط. و (لفظه) : فاعل وافق ولفظ : مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الضم في محل جر. (لفظ) : مفعول وافق ولفظ مضاف. و (فعله) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. وفعل : مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر. (فهو) : الفاء : واقعة في جواب الشرط هو : مبتدأ و (لفظيّ) : خبر والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط. (نحو قولك) : فيه ما تقدم. (قتلته) : قتل : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة والتاء : فاعل مبني على الضم في محل رفع والهاء : مفعول به في محل نصب. و (قتلا) : منصوب على المصدرية. (وإن) : الواو : حرف عطف. إن : حرف شرط جازم. (وافق) : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط وفاعله مستتر يعود على المصدر. (معنى) : مفعول وافق منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ومعنى : مضاف. و (فعله) : مضاف إليه وفعل : مضاف والهاء : مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر. (دون) : ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية وناصبه وافق ودون مضاف. و (لفظه) : مضاف إليه ولفظ مضاف. والهاء : مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر. (فهو) : الفاء واقعة في جواب الشرط. هو مبتدأ و (معنويّ) : خبر والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط والجملة الشرطية الثانية معطوفة على الجملة الشرطية الأولى. (نحو) : خبر لمبتدأ محذوف كما عرفت ونحو : مضاف ، وما بعده مضاف إليه في محل جر لقصد لفظه. (جلست) : فعل وفاعل. و (قعودا) : مصدر منصوب على المصدرية بجلست. (وقمت) : فعل وفاعل. و (وقوفا) : مصدر منصوب على المصدرية بقمت يعني أن المصدر يسمى لفظيا إن وافق لفظه لفظ الفعل في مادته وحروفه الأصول كما في قتلا من قتلته قتلا ، فإن حروف المصدر هي بعينها حروف الفعل إلا أن العين في الفعل مفتوحة وفي المصدر ساكنة ومعنويا إن وافق معناه دون لفظه كما في قعودا من جلست قعودا فإن الجلوس

______________________________________________________

قوله : (فيه ما تقدم) أي من الإعراب. قوله : (لقصد لفظه) وحينئذ فقوله : جلست فعل الخ بالنظر للأصل وعدم قصد اللفظ. قوله : (وحروفه) عطف تفسير. قوله : (العين)

٢٥٥

والقعود بمعنى واحد كما في وقوفا من قمت وقوفا فإن القيام والوقوف كذلك.

وهذا التقسيم إنما يأتي على مذهب المازني القائل : إن قعودا في الأول منصوب بجلست ووقوفا منصوب بقمت خلافا لمن يقول إنهما منصوبان بفعل مقدر من لفظهما أي قعدت قعودا ووقفت وقوفا فإنه عنده لفظي لا غير.

______________________________________________________

أي عين الكلمة وهي التاء. قوله : (بمعنى واحد) أي من حيث ملاصقة الإليتين للمقر فلا يخالف ما قيل إن القعود عن الاضطجاع والجلوس عن القيام وعكسه ا ه قليوبي. قوله : (كذلك) أي بمعنى واحد. قوله : (وهذا التقسيم) أي تقسيم المصدر إلى لفظي ومعنوي. قوله : (فإنه) أي المصدر وقوله : عنده. أي القائل بنصبهما بفعل مقدر من لفظهما والله أعلم. والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

٢٥٦

باب ظرف الزّمان وظرف المكان

ظرف الزّمان هو اسم الزّمان المنصوب بتقدير في نحو : اليوم واللّيلة وغدوة وبكرة وسحرا وغدا وعتمة وصباحا ومساء وأبدا وأمدا وحينا وما أشبه ذلك.

(باب) : فيه ما تقدم وباب مضاف و (ظرف) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وظرف مضاف و (الزّمان) : مضاف إليه. (وظرف) : معطوف على ظرف الأول والمعطوف على المجرور مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره وظرف : مضاف. و (المكان) : مضاف إليه. (ظرف) : مبتدأ أول وظرف : مضاف و (الزّمان) : مضاف إليه. (هو) : مبتدأ ثان مبني على الفتح في محل رفع. (اسم) : خبر المبتدأ الثاني والجملة من المبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول والرابط الضمير المنفصل واسم مضاف. و (الزّمان) : مضاف إليه. (المنصوب) : بالرفع صفة للاسم (بتقدير) : جار ومجرور متعلق بالمنصوب وتقدير مضاف و (في) : مضاف إليه في محل جر. (نحو) : خبر لمبتدأ محذوف أي وذلك نحو ، وإعرابه : كما تقدم ، ونحو : مضاف و (اليوم) : وما عطف عليه مضاف إليه في محل جر ونصبه محاكاة لصورته مع عامله لو ذكر تقول : صمت اليوم في المعرف بالألف واللام أو يوم الخميس في المعرف بالإضافة أو يوما في النكرة. وإعرابه : صام :

______________________________________________________

باب ظرف الزمان وظرف المكان

الظرف : لغة الوعاء وسميا بذلك لشبههما به كما أشار له الشارح بقوله الآتي يعني أن الظرف الخ وإنما جمعهما المصنف في باب واحد لتشابههما وتقارب أحكامهما وأفرد كلا بتعريف يخصه لئلا يشتبه أحدهما بالآخر على المبتدىء فتأمل. قوله : (اسم الزمان) أي الاسم الدال عليه فالإضافة من إضافة الدال للمدلول. قوله : (بتقدير في) أي بملاحظة معناها وهو الظرفية. قوله : (في محل جر) فيه أنه مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية وكذا يقال فيما بعده

٢٥٧

فعل ماض والتاء فاعل مبني على الضم في محل رفع ويوم في الثلاثة منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره واليوم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس كما هو في الشرع وأحد قولين في اللغة وقيل : من طلوع الشمس إلى غروبها. (واللّيلة) : الواو : حرف عطف. الليلة : معطوف على اليوم والمعطوف على المنصوب منصوب وعلامة نصبه فتح آخره تقول : اعتكفت الليلة أو ليلة الجمعة أو ليلة. وإعرابه : على وزان ما قبله. والليلة من غروب الشمس إلى طلوع الفجر أو إلى الشمس. (وغدوة) : بالصرف وعدمه للعلمية والتأنيث ، فعلى الأول تقول أزورك غدوة بالتنوين ؛ أي غدوة ؛ أي يوم كان ، وإعرابه أزور فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ، والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، والكاف مفعول به في محل نصب ، وغدوة منصوب على الظرفية الزمانية ، وعلى الثاني تقول أزورك غدوة ، بغير تنوين أي غدوة يوم معين ، والإعراب بعينه والغدوة من صلاة الصبح ؛ أي من وقتها إلى طلوع الشمس (وبكرة) بالتنوين وعدمه كما تقدم ، تقول أزورك بكرة أو بكرة يوم الجمعة ، أو بكرة وإعرابه على وزان ما قبله ، والبكرة أول النهار من طلوع الفجر أو من طلوع الشمس (وسحرا) بالصرف وعدمه للعلمية ، والعدل تقول أجيئك سحرا أو سحر يوم الجمعة ، أو سحر ، وإعرابه على وزان ما قبله ، والسحر آخر الليل قبيل الفجر (وغدا) بالتنوين ، تقول أجيئك غدا ، وإعرابه أجيئك فعل وفاعل ومفعول ، وغدا

______________________________________________________

ولعله مشى على القول بعدم اختصاص المحل بالمبنى فتأمل. قوله : (الفجر) أي الصادق. قوله : (إلى غروب الشمس) أي إلى غروب جميع جرمها. قوله : (وقيل الخ) هذا هو القول الثاني لأهل اللغة. قوله : (والمعطوف على المنصوب الخ) الأولى حذفه وقد علمت الإعراب. قوله : (وعدمه) فهو معطوف على اليوم مجرور بفتحة مقدرة عن الكسرة منع منها حركة الحكاية فتأمل. قوله : (بالتنوين) أي تنوين التنكير. قوله : (بغير تنوين) وإن شئت ذكرت المضاف إليه حينئذ نحو : أزورك غدوة يوم الاثنين. قوله : (من طلوع الفجر الخ) أي على الخلاف السابق. قوله : (والعدل) أي عن المعرف بأل أو المضاف كما في الأشموني. قوله : (أو سحر يوم الجمعة) أي سحر ليلته فهو على حذف مضاف. قوله : (آخر الليل) أي اسم له. قوله : (قبيل) تصغير قبل وهو اسم للزمن الملاصق للفجر فهو أخص من قبل لأن قبل يطلق على

٢٥٨

منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، والغد اسم لليوم الذي بعد يومك الذي أنت فيه (وعتمة) بالتنوين ، تقول آتيك عتمة ، وإعرابه فعل وفاعل ومفعول به في محل نصب ؛ لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب ، وعتمة منصوب على الظرفية الزمانية بالفتحة الظاهرة ، والعتمة بفتح التاء الأولى ثلث الليل الأول (وصباحا) تقول آتيك صباحا ، وإعرابه على وزان ما قبله ، والصباح من أول نصف الليل الأخير إلى الزوال (ومساء) تقول آتيك مساء ، وإعرابه بعينه والمساء من الزوال إلى آخر نصف الليل الأول ومبنى الأوراد على ذلك (وأبدا) تقول لا أكلم زيدا أبدا ، وإعرابه لا نافية ، وأكلم فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، وزيد مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره ، وأبدا منصوب على الظرفية الزمانية والأبد الزمان المستقبل الذي لا نهاية له (وأمدا) المثال والإعراب بعينه والأمد الزمان المستقبل (وحينا) تقول قرأت حينا ، وإعرابه قرأت فعل وفاعل وحينا منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه فتح آخره ، والحين الزمان المبهم (وما أشبه ذلك) من أسماء الزمان المبهمة ، نحو : وقت وساعة في عرف أهل اللغة والمختصة ، نحو : ضحى وضحوة أي أجيئك ضحى ، فضحى منصوب على الظرفية وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين منع من ظهورها التعذر. واعلم أن ناصب

______________________________________________________

الزمان المتسع. قوله : (اسم لليوم الذي بعد يومك الخ) أي اسم لليوم الذي اتصل به يومك الذي أنت فيه فالأولى التعبير بعقب بدل بعد فتدبر. قوله : (بالتنوين) أي وعدمه فهو كغدوة كما في النّبتيتي. قوله : (ثلث الليل الأول) أي بعد العشاء أو من قبل وقتها ا ه قليوبي. قوله : (ومبنى الأوراد) أي التي تقال في المساء وقوله على ذلك أي على كون أوله الزوال فمن قرأ تبارك مثلا بعد الظهر صدق عليه أنه قرأها في المساء فتأمل. قوله : (والأبد الزمان الخ) أي اسم له وقس. قوله : (والحين الزمان المبهم) أي اسم لوقت غير مقدر فيقع على كل زمان وهذا بحسب أصله وقد يراد به معين نحو قوله : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) [الإنسان : ١] فالحين فيه أربعون عاما ا ه قليوبي. قوله : (المبهمة) أي التي ليس لها حد يحصرها. قوله : (نحو وقت الخ) أي ولحظة ودهر. قوله : (المختصة) بالجر عطف على المبهمة أي التي لها حد يحصرها. قوله : (وضحوة) هي أول النهار ويعقبها الضحى كما في القاموس. قوله : (على الألف المحذوفة) لأن أصله ضحى ـ بضم ففتح ـ تحركت الياء وانفتح ما قبلها

٢٥٩

هذه الظروف ما يذكر معها من فعل أو شبهه ولم يذكره المصنف قصدا للاختصار ، وما : الواو حرف عطف ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر عطف على اليوم ، وأشبه فعل ماض مبني على الفتح ، وذلك ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول لأشبه ، واللام للبعد والكاف حرف خطاب.

وظرف المكان وهو : اسم المكان المنصوب بتقدير في نحو : أمام وخلف وقدّام ووراء وفوق وتحت وعند ومع وإزاء وحذاء وتلقاء وهنا وثمّ وما أشبه ذلك.

(وظرف المكان وهو اسم المكان المنصوب بتقدير في) إعرابه كما سبق في نظيره بعينه (نحو أمام) بالنصب غير منون محاكاة لوقوعه مضافا مع عامله ، ولو ذكر وإن كان مضافا إليه تقول جلست أمام الشيخ ، وإعرابه جلست فعل وفاعل ، وأمام ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، وأمام مضاف ، والشيخ مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره ، والأمام ضد الخلف (وخلف) ، وإعرابه ما تقدم بعينه وخلف ضد قدام (وقدّام) بمعنى الأمام (ووراء) بمعنى الخلف (وفوق وتحت) متقابلان (وعند) بمعنى المكان القريب (ومع) بمعنى مكان

______________________________________________________

قلبت ألفا. فصار ضحا. فحذفت الألف للتخلص من التقاء الساكنين. قوله : (أو شبهه) كاسم الفاعل. نحو : أنا صائم اليوم. واسم المفعول نحو : زيد مضروب سحرا. قوله : (ولم يذكره) أي الناصب. قوله : (وما الواو حرف عطف الخ) الأولى تقديم الإعراب على قوله من أسماء الزمان الخ. ثم يقول : يعني أن أشبه ذلك من أسماء الخ كذلك. قوله : (بالنصب) أي على الحكاية فهو مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية. قوله : (وخلف) نحو : جلست خلفك. قوله : (وقدام) نحو : جلست قدام الأمير. قوله : (ووراء) نحو : جلست وراءك. قوله : (وفوق) نحو : جلست فوق المنبر. قوله : (وتحت) نحو : جلست تحت الشجرة. قوله : (متقابلان) لأن فوق اسم للمكان العالي ، وتحت للسافل. قوله : (وعند) ـ مثلث العين ـ نحو : جلست عند زيد. أي قريبا منه. قوله : (ومع) بفتح العين وسكونها نحو : جلست مع زيد أي مصاحبا له وهو معطوف على أمام مجرور بكسرة

٢٦٠