شرح الكفراوي على متن الآجرومية بحاشية الحامدي

الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري

شرح الكفراوي على متن الآجرومية بحاشية الحامدي

المؤلف:

الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري


المحقق: عبد الكريم سامي الجندي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-6970-X
الصفحات: ٣١٨

متعلق بمحذوف تقديره كائن خبر المبتدأ فأذهب إليه : الفاء فاء السببية. وأذهب : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد فاء السببية والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. إليه : جار ومجرور متعلق بأذهب. وإن قلت : وأذهب كانت الواو واو المعية. وأذهب : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية ومثال جواب العرض وهو الطلب بلين ورفق ألا تنزل عندنا فتصيب خيرا. وإعرابه : ألا أداة عرض. وتنزل : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. والفاعل : مستتر وجوبا تقديره أنت. عند : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بتنزل وعند : مضاف ونا مضاف إليه مبني على السكون في محل جر فتصيب الفاء فاء السببية تصيب فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية ، والفاعل : مستتر وجوبا تقديره أنت. وخيرا مفعول به منصوب ، وإن قلت : وتصيب كانت الواو واو المعية وتصيب : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية ومثال جواب التحضيض وهو الطلب بحث وإزعاج هلا أكرمت زيدا فيشكر. وإعرابه : هلا أداة تحضيض وأكرمت : فعل وفاعل. وزيدا : مفعول به منصوب. فيشكر : الفاء فاء السببية. ويشكر : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية والفاعل مستتر جوازا تقديره هو وإن قلت : ويشكر. كانت الواو واو المعية. ويشكر : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية. ومثال جواب التمني وهو طلب ما لا طمع فيه أو ما فيه عسر ، نحو : ليت لي مالا فأتصدق منه. وإعرابه : ليت : حرف تمن ونصب ينصب الاسم ويرفع الخبر ولي : اللام حرف جر. والياء : ضمير مبني على السكون في محل جر والجار والمجرور متعلق بمحذوف في محل رفع

______________________________________________________

الاستفهام بل مثله الاسم نحو : من يدعوني فأستجيب له. قوله : (بلين) أي سهولة وتلطف بأن يكون الطلب غير أكيد. قوله : (ورفق) عطف تفسير. قوله : (أداة عرض) أي حرف وآلة يؤدى بها ذلك. قوله : (وإزعاج) عطف تفسير بأن يكون الطلب مؤكدا لا تساهل فيه. قوله : (وهو طلب ما لا طمع فيه) أي طلب الشيء الذي لا يطمع الإنسان في حصوله وهو المستحيل كقوله :

ألا ليت الشباب يعود يوما

فأخبره بما فعل المشيب

قوله : (أو ما فيه عسر) أي أو طلب شيء يطمع في حصوله لكن بعسر وكلفة. قوله : (نحو : ليت الخ) أي نحو قول الفقير : ليت الخ أي ليت ثبوت مال كائن لي

١٤١

خبر ليت مقدم. ومالا : اسمها مؤخر منصوب بالفتحة الظاهرة. فأتصدق : الفاء : فاء السببية. وأتصدق : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. ومنه جار ومجرور متعلق بأتصدق.

وإن قلت : وأتصدق كانت الواو واو المعية. وأتصدق : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية ومثال جواب الترجي وهو طلب الأمر المحبوب ، نحو : لعلي أراجع الشيخ فيفهمني المسألة. وإعرابه : لعل : حرف ترج ونصب ينصب الاسم ويرفع الخبر. والياء : اسمها مبني على السكون في محل نصب. وأراجع : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. والشيخ : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر لعل. فيفهمني : الفاء : فاء السببية. ويفهم : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية والفاعل مستتر جوازا تقديره هو يعود على الشيخ ، والنون : للوقاية والياء : مفعول به مبني على السكون في محل نصب. والمسألة : مفعول ثان منصوب بالفتحة الظاهرة.

وإن قلت : ويفهمني : كانت الواو واو المعية. ويفهم : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية ومثال جواب النفي قوله تعالى : (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا) [فاطر : ٣٦]. وإعرابه : لا : نافية. ويقضى : فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. وعليهم : جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل يقضى والميم : علامة الجمع. فيموتوا : الفاء فاء السببية. ويموتوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية وعلامة نصبه حذف النون والواو فاعل.

وإن قلت : ويموتوا في غير القرآن : كانت الواو واو المعية. ويموتوا : فعل

______________________________________________________

فتصدقا أو وتصدقا منه. قوله : (الشيخ) هو من بلغ رتبة أهل الفضل ولو صغيرا. قوله : (النفي) وهو الإخبار بالعدم. قوله : (لا يقضى الخ) أي لا يحكم على أهل النار بالموت فيموتوا فالمراد نفي القضاء والموت معا على أن يكون القضاء سببا للموت لأنه إذا انتفى السبب انتفى المسبب. قوله : (في محل رفع) أي في محل اسم لو ذكر لرفع على النيابة. قوله : (في غير القرآن) لأن القرآن بالفاء لا غير. قوله :

١٤٢

مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية ، فالجواب في هذه الأمثلة التسعة منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء أو الواو. (وأو) : الواو : حرف عطف أو معطوف على أن مبني على السكون في محل رفع يعني أن من النواصب للمضارع أو لكن بأن مضمرة وجوبا بعدها ويشترط في النصب بها أن تكون بمعنى إلا إذا كان ما بعدها ينقضي دفعة واحدة أو بمعنى إلى إذا كان ما بعدها ينقضي شيئا فشيئا فمثال الأولى : قولك لأقتلن الكافر أو يسلم. وإعرابه : اللام : موطئة للقسم. وأقتلن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل رفع والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا والنون للتوكيد. والكافر : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة وأو : حرف عطف. ويسلم : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد أو والفاعل مستتر جوازا تقديره هو يعود على الكافر. والمعنى : لأقتلن الكافر إلا أن يسلم. والإسلام يحصل دفعة واحدة فلذا كانت أو هنا بمعنى إلا ومثال الثانية. قولك : لألزمنك أو تقضيني حقي. وإعرابه : اللام موطئة للقسم. ألزمن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد في محل رفع والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. والنون : للتوكيد والكاف : مفعول به مبني على الفتح في

______________________________________________________

(فالجواب الخ) أي فالفعل المضارع الواقع في الجواب الخ. قوله : (التسعة) أي الأمر والدعاء والنهي والاستفهام والعرض والتحضيض والتمني والترجي والنفي. واعلم أنه إذا سقطت الفاء من جواب الطلب وقصد به الجزاء جزم نحو : (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ) [الأنعام : ١٥١] ، أي إن تأتوا أتل. قوله : (في النصب بها) أي بأن بعدها. قوله : (ما بعدها الخ) عبارة غيره ما قبلها فيه وفيما بعده. قوله : (فشيئا) الفاء للعطف. قوله : (الأولى) أي أو التي بمعنى. قوله : (موطئة) أي ممهدة ودالة على القسم والجملة بعدها جوابه. قوله : (حرف عطف) لعطفها مصدر الفعل الذي بعدها على مصدر الفعل الذي قبلها. قوله : (والإسلام يحصل الخ) مبني على ما قاله وأما على عبارة الغير فتقول والقتل يعني إزهاق الروح وخروجها ينقضي دفعة واحدة. قوله : (فلذا) أي فلأجل كون الإسلام يحصل دفعة واحدة. قوله : (لألزمنك) من الملازمة وهي عدم المفارقة وهو بفتح الهمزة. قوله : (أو تقضيني) أي إلى أن تقضيني أي تعطيني فأو بمعنى إلى وما قبلها على عبارة الغير وهو الملازمة تنقضي شيئا

١٤٣

محل نصب وأو : حرف عطف وتقضيني : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد أو والنون للوقاية والياء : مفعول أول لتقضيني مبني على السكون في محل نصب. وحقي : مفعول ثان له منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. وحق : مضاف وياء المتكلم : مضاف إليه مبني على السكون في محل جر لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. وأو في المثالين عاطفة مصدرا مؤولا على مصدر مقدر والتقدير في المثال الأول ليقعن مني قتل للكافر أو إسلام منه. والتقدير في المثال الثاني ليقعن مني إلزام لك أو قضاء منك. وحاصل ما ذكر المصنف أن أن تضمر بعد ثلاثة من حروف الجر وهي : اللام وكي التعليلية وحتى الجارة وبعد ثلاثة من حروف العطف وهي الفاء والواو وأو.

والجوازم ثمانية عشر وهي لم ولمّا وألم وألما ولام الأمر والدعاء ولا في النهي والدّعاء وإن وما ومن ومهما وإذما وأيّ ومتى وأيّان وأين وأنّى وحيثما وكيفما وإذا في الشّعر خاصّة.

ثم شرع يتكلم على الجوازم فقال : (والجوازم) : يصح أن تكون الواو حرف

______________________________________________________

فشيئا. قوله : (حقي) أي ما ثبت لي عندك. قوله : (المثالين) أي لأقتلن الكافر أو يسلم ولألزمنك أو تقضيني حقي. قوله : (مصدرا مؤولا) أي من الفعل بعدها. قوله : (مقدر) أي متوهم من الفعل قبله. قوله : (قتل) هو مصدر كالإسلام. قوله : (إلزام) هو مصدر كالقضاء. قوله : (وحاصل ما ذكره الخ) الأولى أن يقول وحاصل ما تضمر بعده أن لأن المصنف لم يصرح بإضمار بعد واحد مما ذكر فافهم. قوله : (وهي اللام) أي لام كي ولام الجحود. قوله : (وكي التعليلية) أي التي بمعنى لام التعليل أي فإنها تجر مصدر ما بعدها كحتى. قوله : (والجوازم) جمع جازم أو جازمة كما تقدم في النواصب والجزم في اللغة القطع وسميت هذه الكلمات جوازم لأنها تقطع من الفعل حركة أو حرفا وإنما عملت الجزم لأن إن لما طال مقتضاها يعني الشرط والجزاء اقتضى القياس تخفيفه والجزم إسقاطه ثم حمل عليها لم لأن كلا منهما ينقل الفعل فإن تنقله إلى الاستقبال أي التعين له ولم إلى الماضي وكذلك لما وأما لام الأمر فجزمت لأن أمر المخاطب كاضرب مبني فجعل لفظ المعرب كلفظ المبني لأنه

١٤٤

عطف وأن تكون للاستئناف الجوازم مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. (ثمانية عشر) : خبر المبتدأ مبني على الفتح في محل رفع لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب ، يعني أن الأدوات التي تجزم المضارع ثمانية عشر جازما ، وهي قسمان : قسم يجزم فعلا واحدا. وقسم : يجزم فعلين وبدأ بالقسم الأول فقال : (وهي) : الواو : للاستئناف. هي : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. (لم) : لم وما عطف عليه خبر المبتدأ مبني على السكون في محل رفع يعني أن من الجوازم التي تجزم فعلا واحدا لم وهي : حرف يجزم المضارع وينفي معناه ويقلبه إلى المضي ، نحو : لم يلد. وإعرابه : لم : حرف نفي وجزم وقلب. ويلد : فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون والفاعل مستتر جوازا تقديره هو يعود على الله. (ولمّا) : الواو : حرف عطف. لما : معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع ، يعني أن الثاني من الجوازم التي تجزم فعلا واحدا لما المرادفة للم

______________________________________________________

مثله في المعنى ولا يضر حمل الإعراب على البناء فيما ذكر لكونه فرعا عنه في الفعل وحملت عليها لا في النهي من حيث كانت ضرة لها وعمل بقية أدوات الشرط لتضمنها معنى إن. قوله : (الأدوات) أي الكلمات. قوله : (جازما) تمييز مؤكد لعلمه من تجزم. قوله : (وهي) أي الأدوات. قوله : (وقسم يجزم فعلا واحدا) أي بالأصالة لا بالتبعية كالعطف. قوله : (قسم يجزم فعلين) أي غالبا وإلا فقد يجزم فعلا واحدا وجملة ، نحو : (وَقالُوا مَهْما تَأْتِنا) [الأعراف : ١٣٢] الآية. قوله : (يجزم المضارع) أي غالبا وإلا فقد يرفع بعده. قوله : (وينفي معناه) أي يدل على انتفاء الحدث الذي هو جزء معناه بمعنى عدم وقوعه من الفاعل ا ه قليوبي. واعلم أن النفي تارة يكون متصلا بالحال كما في مثال الشارح وتارة يكون منقطعا عنه نحو : لم يقم زيد أي في الزمن الماضي إذ يصح أن تقول ثم قام. قوله : (ويقلبه الخ) أي يدل على انقلاب الزمن الذي هو جزء معناه من عدم المضي إليه ا ه قليوبي. قوله : (المرادفة للم) أي الموافقة لها فيما تقدم من كونها حرفا يجزم المضارع الخ ولو عبر بالمشاركة لكان أولى لأن المترادفين متحدان ولا اتحاد هنا لأنهما يفترقان في أمور منها أن لما لا تقترن بأداة شرط فلا يقال لو لما تقم وانظر بقيتها في المطولات والمشاركة لا تصدق ولو في شيء واحد واحترز بهذا عن الإيجابية ، نحو : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) (٤)

١٤٥

لكن النفي بلم يكون مقطوعا عن الحال والنفي بلما يكون متصلا به ، نحو قوله تعالى : (لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ) [ص : ٨]. وإعرابه : لما : حرف نفي وجزم وقلب. ويذوقوا : فعل مضارع مجزوم بلما وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل. وعذاب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. وعذاب : مضاف وياء المتكلم المحذوفة تخفيفا مضاف إليه مبني على السكون في محل جر لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب ، أي إلى الآن ما ذاقوه. (وأ لم) : الواو : حرف عطف. ألم : معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب ، يعني أن الثالث مما يجزم فعلا واحدا ألم وهي : لم ولكن زيدت عليها الهمزة للتقرير ، نحو قوله تعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) (١) [الشّرح : ١]. وإعرابه : الهمزة للتقرير. لم : حرف نفي وجزم وقلب. ونشرح : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره نحن. لك : جار ومجرور متعلق بنشرح وصدر مفعول به منصوب. وصدر مضاف والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر. (وألما) : الواو : حرف عطف. ألما : معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع ، يعني أن الرابع من الجوازم التي تجزم فعلا واحدا ألما وهي : لما السابقة لكن زيدت عليها الهمزة للتقرير ، نحو : ألما أحسن إليك. وإعرابه : الهمزة للتقرير. ولما : حرف نفي وجزم وقلب. وأحسن : فعل مضارع مجزوم بلما وعلامة جزمه السكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. وإليك : جار ومجرور متعلق بأحسن. (ولام) : الواو : حرف عطف. لام : معطوف

______________________________________________________

[الطّارق : ٤]. قوله : (يكون مقطوعا) أي كما في مثالنا وتارة متصلا به فالأولى أن يزيد أو متصلا به كما في مثاله المتقدم. قوله : (متصلا) أي لا غير. قوله : (أي إلى الآن ما ذاقوه) أي وسوف يذوقونه فهو متوقع الحصول ولم يحصل في الدنيا إكراما للرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قوله : (للتقرير) هو حمل المخاطب على الإقرار بما بعد حرف النفي وهو لم هنا فالهمزة خرجت عن الاستفهام إليه ولا يجاب إلا ببلى ا ه قليوبي. قوله : (نشرح) أي نشق. قوله : (السابقة الخ) احترز عن الفعلية في نحو : زيد وبكر ألما من الإلمام وهو النزول والجوابية نحو : ألما بقوم زيد في جواب من قال : متى تقوم

١٤٦

على لم والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره ولام مضاف. و (الأمر) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة ، يعني أن الخامس من الجوازم التي تجزم فعلا واحدا لام الأمر وهو الطلب من الأعلى للأدنى ، نحو : لينفق ذو سعة. وإعرابه : اللام : لام الأمر. وينفق : فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه السكون. وذو : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة ، لأنه من الأسماء الخمسة وذو : مضاف وسعة : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. (والدعاء) : الواو : حرف عطف. الدعاء : معطوف على الأمر والمعطوف على المجرور مجرور ، يعني : أن الخامس من الجوازم التي تجزم فعلا واحدا لام الدعاء وهي لام الأمر لكن سميت دعائية تأدبا والدعاء هو الطلب من الأدنى للأعلى ، نحو قوله تعالى : (لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) [الزّخرف : ٧٧]. وإعرابه : اللام : لام الدعاء. ويقض : فعل مضارع مجزوم بلام الدعاء وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها. وعلينا : جار ومجرور متعلق بيقض. ورب : فاعل يقض مرفوع بالضمة الظاهرة. ورب : مضاف والكاف : مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر وذلك أن طلب الفعل إن كان من أعلى لأقل منه قيل له أمر وإن

______________________________________________________

والحينية نحو : ألما أكرمت زيدا أي حين أكرمته. قوله : (ولام الأمر) أي مسماها وهو لا لأنه الجازم وهي ما دلت بذاتها على الطلب وإن استعملت في غيره كالخبر في نحو : فليمدد له الرحمن مدا. قوله : (يعني أن الخامس) أي بعضه وقوله : الآتي يعني أن الخامس أي بعضه الآخر وكذا يقال فيما يأتي له في لا فتدبر. قوله : (وهو) أي الأمر. قوله : (الأعلى) أي لمن أظهر العلو ولو لم تكن حقيقته كذلك. قوله : (لينفق) أي على المطلقات الحوامل أو المرضعات. قوله : (ذو) أي صاحب. قوله : (سعة) أي غنى ومال. قوله : (وهي) أي لام الدعاء لام الأمر أي كما أن لام الالتماس كذلك. قوله : (لام الأمر) أي فتستعمل فيهما معا على سبيل الحقيقة كما يظهر من كلام بعضهم أو المجاز في الدعاء كما يظهر من آخر. قوله : (تأدبا) أي مع المأمور لعلوه على الآمر. قوله : (نحو قوله تعالى الخ) حكاية لما يقوله أهل النار لمالك. قوله : (ليقض) أي ليحكم بالخروج من النار. قوله : (وذلك) أي وبيان كون اللام تكون للأمر أو الدعاء إن طلب الخ ولو اقتصر على قوله : وإن كان الخ وحذف ما عداه لعلمه من تعريف الأمر والدعاء لكان أولى وكذا يقال فيما يأتي له في لا.

١٤٧

كان بالعكس قيل له : دعاء وإن كان من متساويين قيل له : التماس. (ولا) : الواو : حرف عطف لا معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع. (في النهي) : جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة للا. والتقدير ولا المستعملة في النهي ، يعني : أن السادس من الجوازم التي تجزم فعلا واحدا لا الناهية والنهي طلب الكف الجازم من أعلى لأدنى ، نحو : لا تخف. وإعرابه : لا : ناهية ، وتخف : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه السكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. (والدّعاء) : الواو : حرف عطف الدعاء معطوف على النهي والمعطوف على المجرور مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره ، يعني أن السادس مما يجزم فعلا واحدا لا المستعملة في الدعاء وهو طلب الترك طلبا جازما من أدنى لأعلى ، نحو قوله تعالى : (لا تُؤاخِذْنا) [البقرة : ٢٨٦]. وإعرابه : لا : دعائية. وتؤاخذ : فعل مضارع مجزوم بلا الدعائية وعلامة جزمه السكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. ونا : مفعول به مبني على السكون في محل نصب لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب ولا الدعائية هي : لا الناهية ولكن سميت دعائية تأدبا وذلك لأن طلب الترك إن كان من أعلى لأدنى قيل له : نهي وإن كان بالعكس قيل له : دعاء وإن كان من متساويين قيل له : التماس.

ثم لما فرغ مما يجزم فعلا واحدا وكلها حروف أخذ يتكلم على ما يجزم فعلين وكلها أسماء إلا إن وإذما فهما حرفان فقال : (وإن) : الواو : حرف عطف. إن : معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع ، يعني أن الأول مما يجزم فعلين إن وهي : حرف يجزم المضارع لفظا والماضي محلا ويقلب معنى الماضي للاستقبال عكس لم والمجزومان بها إما مضارعان ، نحو : إن يقم زيد يقم عمر.

______________________________________________________

قوله : (من متساويين) أي ممن أظهر التساوي ولو كان أحدهما أعلى. قوله : (الكف) أي عن الشيء أي الترك. قوله : (الجازم) أي الذي لا تردد فيه. قوله : (وذلك) أي وبيان كون لا تكون للنهي والدعاء. قوله : (بالعكس) بأن كان الطلب من أدنى لأعلى. قوله : (مما يجزم) أي من الألفاظ التي تجزم. قوله : (عكس لم) أي وما قلبت إليه الماضي مخالف لما قلبت لم المضارع إليه فإنها تقلب معنى المضارع للماضي كما تقدم له. قوله : (والمجزومان بها) أي والفعلان المجزومان بأن. قوله :

١٤٨

وإعرابه : إن : حرف شرط جازم يجزم فعلين الأول : فعل الشرط والثاني : جوابه وجزاؤه يقم : فعل مضارع مجزوم بأن فعل الشرط وعلامة جزمه السكون. وزيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. ويقم الثاني : فعل مضارع مجزوم بأن فعل الشرط وعلامة جزمه السكون. وعمرو : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره إما ماضيان ، نحو : إن قام زيد قام عمرو. وإعرابه كما تقدم إلا أنك تقول في قام : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم بأن فعل الشرط وكذلك في جوابه أو يكون الأول مضارعا. الثاني : ماضيا ، نحو : إن يقم زيد قام عمرو. والأول : ماضيا. والثاني : مضارعا ، نحو : إن قام زيد يقم عمرو. وإعراب المثالين كما مر في نظيرهم. (وما) : الواو : حرف عطف ما معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع ، يعني أن الثاني مما يجزم فعلين : ما وهي في الأصل موضوعة لما لم يعقل ثم ضمت معنى الشرط فجزمت ، نحو قوله تعالى : (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ) [البقرة : ٢١٥]. وإعرابه : الواو : للاستئناف ، ما : اسم شرط جازم مفعول به مقدم لتفعلوا مبني على السكون في محل نصب. وتفعلوا : فعل مضارع مجزوم بما فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون والواو : فاعل. ومن خير : جار ومجرور متعلق بمحذوف بيان لما. ويعلم : فعل مضارع مجزوم بما جواب الشرط وعلامة جزمه السكون والهاء : مفعول به مبني على الضم في محل نصب. والله : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. (ومن) : الواو : حرف عطف من معطوف على لم مبني

______________________________________________________

(حرف شرط) أي حرف دال على تعليق مضمون جملة على مضمون جملة أخرى. قوله : (فعل الشرط) تسمية الأول بذلك اصطلاحية ، والإضافة بيانية وإنما جعل شرطا لأنه علامة على وجود الثاني والشرط في اللغة العلامة كما في بعض حواشي خالد. قوله : (جوابه وجزاؤه) سمى بذلك تشبيها له بجواب السؤال وبجزاء الأعمال لأنه يقع بعد وقوع الشرط كما يقع الجواب بعد سؤال الجزاء بعد المجازى عليه وهي اصطلاحية ذكره بعض حواشي خالد. قوله : (وإما ماضيان) عطف على إما مضارعان. قوله : (الأصل) أي اللغة. قوله : (لما لا يعقل) كالبهائم. قوله : (ضمنت) ليس المراد التضمين النحوي وهو إشراب كلمة معنى أخرى لتتعدى تعديتها بل المراد الفهم والدلالة كما في التجريد على السعد. قوله : (معنى) المراد به هنا التعليق. قوله : (الشرط) أي أن. قوله : (من خير) أي أو شر لأن الله يعلم الجميع ففيه اكتفاء.

١٤٩

على السكون في محل رفع ، يعني أن الثالث مما يجزم فعلين من وهي في الأصل موضوعة لمن يعقل ، تضمنت معنى الشرط فجزمت ، نحو قوله تعالى : (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) [النّساء : ١٢٣]. وإعرابه : من : اسم شرط جازم مبتدأ مبني على السكون في محل رفع. ويعمل : فعل مضارع مجزوم بمن فعل الشرط وعلامة جزمه السكون والفاعل مستتر جوازا تقديره هو يعود على من. والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ وهو من. وسوءا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة ويجز فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله مجزوم بمن وعلامة جزمه حذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على من به : جار ومجرور متعلق بيجز. (ومهما) : الواو : حرف عطف مهما معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع ، يعني أن الرابع مما يجزم فعلين مهما ، وهي في الأصل موضوعة لما لا يعقل مثل ما ضمنت معنى الشرط فجزمت ، نحو قوله تعالى : (مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) [الأعراف : ١٣٢]. وإعرابه : مهما : اسم شرط جازم مبتدأ مبني على السكون في محل رفع. وتأت : فعل مضارع مجزوم بمهما فعل الشرط وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. ونا : مفعول به مبني على السكون في محل نصب. والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ وهو مهما. وبه : جار ومجرور متعلق بتأت. ومن آية : جار ومجرور بيان لمهما في محل نصب على الحال من الهاء في به. واللام : لام كي. وتسحر : فعل

______________________________________________________

قوله : (يعلمه الله) كناية عن المجازاة. قوله : (مقدم) وإنما قدم لأنه شرط وهو له صدر الكلام فالفعل بعدها عامل فيها وهي عاملة فيه وكذا يقال في نظيره. قوله : (جار ومجرور متعلق بتفعلوا) فيه أنه بيان لما وهو متعلق بمحذوف حال وفي بعض النسخ متعلق بمحذوف بيان لما. قوله : (لمن يعقل) أي لمن يتصف بالعقل أو المنزل منزلته. قوله : (والجملة الخ) هذا هو الراجح وتوقف الفائدة على الجواب من حيث التعليق لا من حيث الخبرية وقيل : الخبر جملة الشرط والجواب معا. وقيل : جملة الجواب فقط. قوله : (لما لا يعقل) أي من غير دلالة على تعليق. قوله : (قوله) أي مقوله. قوله : (مهما تأتنا به) أي أي شيء تأتنا والتذكير في به مراعاة للفظ مهما والتأنيث في بها مراعاة لمعناها وهو آية. قوله : (في محل نصب على الحال) مبني

١٥٠

مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد لام كي وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. ونا : مفعول به مبني على السكون في محل نصب. وبها : جار ومجرور متعلق بتسحر. والفاء في فما واقعة في جواب مهما وما : نافية فإن جعلت ما حجازية عملت عمل ليس من رفع الاسم ونصب الخبر. ونحن : اسمها مبني على الضم في محل رفع. ولك : جار ومجرور متعلق بمؤمنين. وبمؤمنين : الباء : حرف جر زائد. ومؤمنين : خبر ما وإن جعلت ما تميمية كانت غير عاملة. ونحن : مبتدأ مبني على الضم في محل رفع وبمؤمنين : حرف جر زائد. ومؤمنين : خبر المبتدأ مرفوع بواو مقدرة في آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالباء المجلوبة لأجل حرف الجر الزائد والجملة من ما واسمها وخبرها على الأول ومن المبتدأ والخبر على الثاني في محل جزم جواب الشرط. (وإذما) : الواو : حرف عطف. إذما : معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع يعني أن الخامس مما يجزم فعلين إذما وهي موضوعة للدلالة على تعلق الجواب على الشرط كان ولذا كانت حرفا على الأصح كقول الشاعر :

وإنك إذما تأت ما أنت آمر

به تلف من إياه تأمر آتيا

وإعرابه : وإنك : الواو بحسب ما قبلها وإن : حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر والكاف : اسمها مبني على الفتح في محل نصب. وإذما : حرف شرط جازم يجزم فعلين الأول : فعل الشرط ، والثاني : جوابه وجزاؤه. وتأت : فعل مضارع مجزوم بإذما فعل الشرط وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة

______________________________________________________

على القول بأن الضمير انتقل من المتعلق المحذوف إليهما أو على أن الضمير باق لم ينتقل فالمتعلق المحذوف هو الحال. قوله : (حجازية) أي آتيا على لغة الحجازيين. قوله : (من رفع الخ) بيان لعمل ليس. قوله : (على الأول) أي كون ما حجازية. قوله : (على الثاني) أي كون ما تميمية. قوله : (ولذا) أي لأجل كونها موضوعة لما ذكر. قوله : (حرفا على الأصح) أي كما يقول سيبويه وهي مركبة من إذ وما مقابل الأصح قول المبرد وابن السراج أنها ظرف فمحلها النصب على الظرفية ا ه ملخصا من المغني والقليوبي. قوله : (تأت) أي تفعل وقواه تلف أي تجد وقوله : آتيا أي فاعلا والمعنى أنك إن فعلت الشيء الذي أنت آمر غيرك بفعله تجد من تأمره بالفعل

١٥١

قبلها دليل عليها والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت وما : اسم موصول بمعنى الذي مفعول به لتأت مبني على السكون في محل نصب وأن من أنت ضمير منفصل مبتدأ مبني على السكون في محل رفع والتاء : حرف خطاب لا محل لها من الإعراب. آمر خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهر. وبه : الباء : حرف جر والهاء : ضمير عائد على ما مبني على السكون في محل جر والجملة من المبتدأ والخبر لا محل لها من الإعراب صلة ما. وتلف : فعل مضارع مجزوم بإذما جواب الشرط وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها ومن اسم موصول بمعنى الذي مفعول أول لتلف مبني على السكون في محل نصب. وأيا : ضمير منفصل مفعول مقدم لتأمر مبني على السكون في محل نصب. والهاء : حرف دال على الغيبة. وتأمر : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت والجملة من الفعل والفاعل صلة من والعائد الهاء من إياه وآتيا المفعول الثاني لتلف منصوب بالفتحة وجملة إذما وشرطها وجوابها في محل رفع خبر إن. (وأيّ) : الواو : حرف عطف ، أي معطوف على لم والمعطوف على المرفوع مرفوع يعني أن السادس مما يحزم فعلين ، أي : وهي في الأصل بحسب ما تضاف إليه ثم ضمنت معنى الشرط فجزمت ، نحو قوله تعالى : (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) [الإسراء : ١١٠]. وإعرابه : أيا : اسم شرط جازم مفعول مقدم لتدعو منصوب بالفتحة الظاهرة وما : زائدة. وتدعوا : فعل مضارع مجزوم بأيا فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون والواو : فاعل والفاء من قوله فله واقعة في جواب أيا. وله : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. والأسماء : مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة ظاهرة. والحسنى : صفة للأسماء وصفة المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط وهو أي

______________________________________________________

فاعلا له. وروي بدل تأت تأب أي تمتنع وبدل آتيا آبيا أي ممتنعا. قوله : (وأي) تطلق على العاقل وغيره. قوله : (بحسب ما تضاف إليه) فإن أضيفت إلى ظرف زمان أو مكان فهي كذلك وإن أضيفت إلى غيرهما فهي غير وهي في الآية بمعنى أي اسم لأن تنوينها عوض عن المضاف إليه. قوله : (تدعوا) أي تسموا مفعوله الأول

١٥٢

وإنما قرنت الجملة نا بالفاء لأنها لا تصلح أن تكون فعلا للشرط فوجب قرنها بالفاء ، لأن القاعدة أن جواب الشرط إذا لم يصلح أن يكون فعلا للشرط تعين قرنه بالفاء وذلك في سبعة مواضع معلومة عندهم.

(ومتى) : الواو : حرف عطف متى معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع يعني أن السابع مما يجزم فعلين متى وهي في الأصل ظرف زمان ثم ضمنت معنى الشرط فجزمت نحو قول الشاعر :

متى أضع العمامة تعرفوني

______________________________________________________

محذوف. قوله : (وإنما قرنت الخ) جواب سؤال تقديره ظاهر. قوله : (الجملة) أي جملة جواب أيا. قوله : (هنا) أي في الآية. قوله : (لا تصلح الخ) لأنها اسمية. قوله : (فوجب قرنها بالفاء) أي ليعلم ربط ما بعدها بما قبلها وخصت الفاء لما فيها من معنى التعقيب والترتيب المناسب للجزاء. قوله : (وذلك) أي وتعين القرن بها. قوله : (في سبعة مواضع) أحدها : الجملة الاسمية كما هنا. ثانيها : الجملة الطلبية نحو : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي) [آل عمران : ٣١]. ثالثها : الجملة التي فعلها جامد نحو : (إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً (٣٩) فَعَسى) [الكهف : ٣٩ ـ ٤٠]. رابعها : المقرونة بقد نحو : (إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ) [يوسف : ٧٧]. خامسها : المقرونة بالتنفيس نحو : (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) [التّوبة : ٢٨]. سادسها : المقرونة بلن نحو : (وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ) [آل عمران : ١١٥]. سابعها : المقرونة بما نحو : (فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ) [يونس : ٧٢] انتهى من الأشموني. قوله : (معلومة) بالجر صفة لما قبله. قوله : (عندهم) أي النحاة. قوله : (ظرف زمان) نحو : متى يأتي زيد أي في أي زمن. قوله : (الشاعر) أي سحيم بن وثيل يمدح نفسه ووالده ا ه قليوبي. قوله : (متى الخ) هو عجز بيت وصدره :

أنا ابن جلا وطلاع الثنايا

وإعرابه : أنا : مبتدأ وابن : خبر ، وجلا : مضاف إليه مجرور بفتحة مقدرة على الألف نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف للعلمية ووزن الفعل فهو اسم ثان لوالده وقيل : جلا فعل ماض وفاعله مستتر عائد على مضاف إليه محذوف والتقدير أنا ابن رجل جلا أي كشف الأمور وفيه أن الموصوف بالجملة لا يحذف إلا إذا كان بعض اسم مجرور بمن أو في نحو :

١٥٣

وإعرابه : متى : اسم شرط جازم يجزم فعلين الأول : فعل الشرط والثاني : جوابه وجزاؤه وهي في محل نصب بأضع على الظرفية الزمانية. وأضع : فعل مضارع مجزوم بمتى فعل الشرط وعلامة جزمه السكون وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. والعمامة : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. وتعرفوني : فعل مضارع مجزوم بمتى جواب الشرط وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل والنون الموجودة للوقاية والياء : مفعول به مبني على السكون في محل نصب وأصله : تعرفونني بنونين فحذفت نون الرفع الأولى للجازم. (وأيّان) : الواو : حرف عطف. أيان : معطوف على لم مبني على الفتح في محل رفع ، يعني أن الثامن مما يجزم فعلين أيان وهي في الأصل ظرف زمان كمتى ثم ضمنت معنى الشرط فجزمت ، نحو قول الشاعر :

______________________________________________________

منا ظعن ومنا أقام

وفينا سلم وفينا هلك

لكن نقل يس عن بعضهم عدم اعتبار هذا الشرط ونقل السيد أن اعتباره خاص بما إذا كان الموصوف مرفوعا وطلاع بالجر عطف على جلا فهو من وصف والده وكذا على القيل وبالرفع عطف على الخبر والثنايا مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الألف للتعذر وهي الأمور الصعبة وطلاع : بمعنى ركاب. قوله : (العمامة) أي عمامة الحرب لأنها التي بها التفاخر. قوله : (تعرفوني) أي تعرفوا قدري ونكايتي للأعداء. قوله : (والنون للوقاية) وسميت بذلك لأنها تقي الفعل من الكسر الذي يدخل مثله في الاسم وهو الكسر بسبب ياء المتكلم لأنه أخو الجر فصين عنه الفعل كما صين عن الجر أما الكسر الذي ليس بهذه المثابة فلا حاجة إلى صونه عنه كالكسر قبل ياء المخاطبة كتضربين والكسر للتخلص نحو : لم يكن الذين كفروا وألحق المعتل نحو : رماني ودعاني بغيره طردا للباب وتقي ما توصل به غير الفعل من تغير آخره كليني. قوله : (وأصله) أي قبل دخول الجازم. قوله : (فأيان الخ) عجز بيت صدره كما قيل :

إذا النعجة العجفاء باتت بقفرة

فالفاء : واقعة في جواب إذا. والنعجة : الأنثى من الضأن والجمع نعجات والعرب تكني عن المرأة بالنعجة العجفاء التي لا مخ في عظامها أو التي لا شحم فيها. وفي بعض حواشي خالد الإدماء وهي التي فيها الأدمة بضم الهمزة وسكون

١٥٤

فأيان ما تعدل به الريح تنزل

وإعرابه : أيان : اسم شرط جازم يجزم فعلين الأول : فعل الشرط والثاني : جوابه وجزاؤه مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية بتعدل وما : زائدة. وتعدل : فعل مضارع مجزوم بأيان فعل الشرط وعلامة جزمه السكون. وبه : جار ومجرور متعلق بتعدل. والريح : فاعل تعدل مرفوع بالضمة الظاهرة. وتنزل فعل مضارع مجزوم بأيان جواب الشرط وعلامة جزمه السكون وحرك بالكسر لأجل الروي. (وأين) : الواو : حرف عطف. أين : معطوف على لم مبني على الفتح في محل رفع يعني أن التاسع مما يجزم فعلين أين وهي في الأصل موضوعة للدلالة على المكان ثم ضمنت معنى الشرط فجزمت ، نحو قوله تعالى : (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ) [النّساء : ٧٨]. وإعرابه : أين : اسم شرط جازم مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية. وما : زائدة. وتكونوا : فعل مضارع مجزوم بأين فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون والواو : فاعل ولا تحتاج تكون للخبر لأنها تامة. ويدرك : فعل مضارع مجزوم بأين جواب الشرط وعلامة جزمه السكون والكاف الثانية مفعول به مبني على الضم في محل نصب والميم علامة الجمع. والموت : فاعل يدرك مرفوع بالضمة الظاهرة. (وأنّى) : الواو : حرف عطف. أنى : معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع يعني أن العاشر مما يجزم فعلين أنى. وأصلها موضوعة للدلالة على المكان مثل أين ثم ضمنت معنى الشرط

______________________________________________________

الدال المهملة هي السمرة فلعله رواية أخرى. والفقرة : الأرض التي لا نبات فيها ولا ماء. والنعجة : فاعل لفعل محذوف نظير ما بعدها. والعجفاء : صفة وباتت : فعل والتاء للتأنيث والفاعل ضمير النعجة فباتت تامة بمعنى حلت. وبقفرة متعلق بباتت فافهم. قوله : (تعدل) أي تتوسط وقوله به الضمير للزمن المستفاد من أيان والباء بمعنى في. قوله : (تنزل) أي النعجة من القفرة. قوله : (وما زائدة) أي للوزن. قوله : (الروي) هو الحرف الذي تبنى عليه القصيدة وتنسب إليه فيقال : قصيدة لامية أو ميمية مثلا من رويت على البعير أي شددت عليه الروي وهو الحبل الذي يجمع به الأحمال لأنه يجمع بين الأبيات. قوله : (على المكان) نحو : أين زيد أي في أي مكان هو.

١٥٥

فجزمت ، نحو قول الشاعر :

فأصبحت أنى تأتها تستجر بها

تجد حطبا جزلا ونارا تأججا

وإعرابه : أنى : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية لتأت. وتأت : فعل مضارع مجزوم بأنى فعل الشرط وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. والهاء : مفعول به مبني على السكون في محل نصب لأنه اسم مبني لا يظهر فيه إعراب. وتستجر : فعل مضارع بدل اشتمال من تأت وبدل المجزوم مجزوم والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. وبها : جار ومجرور متعلق بتستجر. وتجد : فعل مضارع مجزوم بأنى جواب الشرط وعلامة جزمه السكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. وحطبا : مفعول أول لتجد منصوب بالفتحة الظاهرة. وجزلا : صفة لحطبا وصفة المنصوب منصوب. ونارا : الواو : حرف عطف. نارا : معطوف على حطبا والمعطوف على المنصوب منصوب. وتأججا : فعل ماض والألف فاعل والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب مفعول ثان لتجد وغلط من قال أصله تتأججا ثم حذفت إحدى التاءين تخفيفا لأن نون الرفع حينئذ تكون محذوفة لغير علة ويكون أصله تتأججان إن جعل صفة لكل من الحطب والنار فإن جعل صفة للنار كان

______________________________________________________

قوله : (أينما تكونوا) أي في أي مكان توجدوا. قوله : (فأصبحت) أي صرت الفاء بحسب ما قبلها وأصبح : فعل ماض والتاء ضمير المخاطب اسمها مبني على الفتح في محل رفع والجملة بعده في محل نصب خبر أصبح لأنه من أخوات كان ولم يعربه لوضوحه. قوله : (تأتها) لعل الضمير لقبيلة معينة عند الشاعر والمخاطب. قوله : (تستجر) السين والتاء للطلب أي تطلب الحفظ والأمان من البرد والجوع ونحوهما. قوله : (تجد الخ) أي فتحصل مطلوبك من الاستدفاء والقرى ونحوهما. قوله : (جزلا) أي عظيما. قوله : (تأججا) أي اشتعلا أحدهما وهو النار. قوله : (أصله) أي تأججا. قوله : (تتأججا) لما كان المتأجج النار جعل صلة بالتاء الفوقية لا بالياء التحتية. قوله : (لأن الخ) علة لقوله غلط الخ. قوله : (حينئذ) أي حين إذ كان أصله بتاءين. قوله : (علة) أي ناصب أو جازم. قوله : (إن جعل صفة الخ) أي وتجد حينئذ بمعنى تصب وتصادف ويحتمل أن المراد صفة أي معنى لكن هذا لا يظهر إلا على

١٥٦

أصله تتأجج وزيدت الألف للإطلاق اللهم إلا أن يقال : إن حذف النون في الأول شائع مشتهر ولو من غير علة على حد قول الشاعر :

أبيت أسري وتبيتي تدلكي

شعرك بالعنبر والمسك الذكي

إذ أصله تدلكين حذفت النون تخفيفا.

(وحيثما) : الواو : حرف عطف. حيثما : معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع يعني أن الحادي عشر مما يجزم فعلين حيثما وأصلها : موضوعة للدلالة على المكان كأين وأنى ثم ضمنت معنى الشرط فجزمت ، نحو قول الشاعر :

حيثما تستقم يقدر لك الله

نجاحا في غابر الأزمان

______________________________________________________

احتمال أنه صفة لهما. قوله : (للإطلاق) أي مد الصوت. قوله : (اللهم) أصله يا الله حذفت منه ياء النداء وعوض عنها بالميم وأخرت تبركا بالبداءة باسم الله وهو منادى مبني على الضم في محل نصب والميم المشددة زائدة عوض عن حرف النداء.

واعلم أنه جرت العادة باستعمال هذا اللفظ فيما في ثبوته ضعف وكأنه يستعان في إثباته بالله تعالى ووجه الضعف هنا ارتكاب خلاف الأصل بخلاف كونه ماضيا. قوله : (يقال) أي في الجواب عمن غلط. قوله : (الأول) أي كون أصله تتأججان. قوله : (شائع) أي كثير. قوله : (مشتهر) أي بين النحاة لشيوعه في كلام العرب. قوله : (حد) أي طريقة. قوله : (أبيت) فعل مضارع من أخوات كان واسمه مستتر تقديره أنا والجملة بعده في محل نصب خبره. قوله : (أسرى) مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء وفاعله مستتر تقديره أنا ومعناه أسير ليلا. قوله : (وتبيتي) معطوف على أبيت مرفوع بالنون المحذوفة للتخفيف والياء اسمها والجملة بعده خبر ولا وجه لاقتصار الشارح على بيان أصل تدلكي. قوله : (تدلكي) مرفوع بالنون المحذوفة للتخفيف والياء فاعل وهو محل الشاهد كالذي قبله كما علمت وهو إمرار اليد. قوله : (شعرك) مفعول ومضاف إليه. قوله : (بالعنبر) متعلق بتدلكي وهو نوع من الطيب كالمسك. قوله : (الذكي) بالذال المعجمة أي شديد الرائحة وهو صفة للمسك. قوله : (أصله) أي تدلكي. قوله : (حيثما) أي في أي مكان. وقوله : تستقم من الاستقامة بمعنى الاعتدال وسلوك الطريقة المستقيمة وقوله : يقدر أي يهيىء نجاحا أي ظفرا بالمقصود. وقوله : غابر بغين معجمة موحدة بينهما ألف وبالراء المستقبل ويطلق على

١٥٧

إعرابه : حيثما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية تستقم ونستقم : فعل مضارع مجزوم بحيثما فعل الشرط وعلامة جزمه السكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. ويقدر : فعل مضارع مجزوم بحيثما جواب الشرط وعلامة جزمه السكون. ولك : جار ومجرور متعلق بيقدر. والله : فاعل يقدر مرفوع بالضمة الظاهرة. ونجاحا : مفعول به منصوب. وفي غابر : جار ومجرور متعلق بيقدر. وغابر : مضاف. والأزمان : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. (وكيفما) : الواو : حرف عطف. كيفما : معطوف على لم مبني على السكون في محل رفع يعني أن الثاني عشر مما يجزم فعلين كيفما وأصلها موضوعة للدلالة على الحال ثم ضمنت معنى الشرط فجزمت عند الكوفيين ومنعه البصريون ولم يوجد لها شاهد من كلام العرب بعد الفحص الشديد وإنما ذكروا لها مثالا بطريق القياس ، نحو : كيفما تجلس أجلس. وإعرابه : كيفما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب بتجلس. وتجلس : فعل مضارع مجزوم بكيفما فعل الشرط وعلامة جزمه السكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت. وأجلس : فعل مضارع مجزوم بكيفما جواب الشرط وعلامة جزمه السكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا وقد علم من كلام المصنف أن إذ وحيث وكيف لا تجزم إلا مع ما وهو كذلك وأما غيرهن من الجوازم فقسمان : قسم يمتنع دخول ما عليه وهو من وما ومهما وأنى. وقسم : يجوز فيه الأمران وهو : أي ومتى وأين وكذلك أيان

______________________________________________________

الماضي فهو من أسماء الأضداد وإضافته لما بعده من إضافة الصفة. وقوله : الأزمان جمع زمن وزمان اسمان لقليل الوقت وكثيره والمعنى إن استقمت في أي مكان هيأ الله لك فيه ما تبلغ به مرادك فيما بقي من عمرك. قوله : (وكيفما) معناه على أي حالة. قوله : (ومنعه البصريون) أي لمخالفتها لغيرها من أدوات الشرط يوجب موافقة جوابها لشرطها فهي للمجازاة معنى لا عملا ا ه قليوبي. فلا يصح كيفما تجلس أذهب. قوله : (الفحص) أي التفتيش في كلامهم. قوله : (الشديد) أي القوي. قوله : (ذكروا) أي الكوفيون. قوله : (القياس) أي على غيرها من الأدوات. قوله : (علم الخ) أي من قرن الأمور الثلاثة بما. قوله : (غيرهن) أي الثلاثة. قوله : (من الجوازم) أي التي تجزم فعلين. قوله : (دخول) المناسب لحاق. قوله : (وهو من الخ) وأجاز الكوفيون لحاق ما لمن وأنى وسكت عن أن ويفهم من كلام غيره الجواز. قوله :

١٥٨

على الصحيح ويوجد في بعض نسخ المتن زيادة.

(وإذا في الشّعر خاصّة) : وإعرابه : الواو : حرف عطف. إذا : معطوف على الجوازم وليس معطوفا على لم لزيادته على الثمانية عشر مبني على السكون في محل رفع. وفي الشعر : جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة إذا والتقدير وإذا الواقعة في الشعر. خاصة : مفعول مطلق منصوب بفعل محذوف والتقدير أخص خاصة يعني أن مما يجزم فعلين زيادة على الثمانية عشر إذا وأصلها موضوعة للدلالة على الزمان المستقبل ثم ضمنت معنى الشرط فجزمت ولا يجزم بها إلا في النظم دون النثر ، نحو قول الشاعر :

وإذا تصبك خصاصة فتحمل

وإعرابه : الواو : للاستئناف إذا اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية بتصب. وتصب : فعل مضارع مجزوم بإذا فعل الشرط وعلامة جزمه السكون والكاف : مفعول به مبني على الفتح في محل نصب وخصاصة : فاعل نصب مرفوع بالضمة الظاهرة. والفاء : من قوله. فتحمل : واقعة في جواب الشرط وتحمل : فعل أمر مبني على السكون وحرك بالكسر لأجل الروي والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت والجملة في محل جزم جواب الشرط.

______________________________________________________

(ويوجد الخ) أشار به إلى أن عدم ذكرها هو الأصل. قوله : (زيادة) فاعل يوجد وهو غير منون لإضافته لما بعده. قوله : (وإذا) بسكون آخره من غير تنوين. قوله : (على الجوازم) الأولى على ثمانية عشر. قوله : (في النظم) أي على الندور أو الشذوذ ا ه قليوبي. قوله : (دون النثر) وإنما لم تجزم فيه لأن الحدث الواقع في زمنها مقطوع به في أصل وضعها بخلاف أن والتضمين عارض. قوله : (وإذا تصبك الخ) عجز بيت صدره :

استغن ما أغناك ربك بالغنى

وإعرابه : استغن : فعل أمر مبني على حذف الياء وفاعله مستتر وجوبا تقديره أنت وما مصدرية ظرفية وأغنى : فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف والكاف : ضمير المخاطب مفعول ، وربك : فاعل ومضاف إليه. وبالغنى : أي المال متعلق بالفعلين أي استغن إغناء ربك لك بالمال. قوله : (تصبك) أي تعترك. قوله : (خصاصة) أي فقر وحاجة. قوله : (فتحمل) يروى بالجيم والمعنى أظهر الجمال بالتعفف وبالحاء المهملة والمعنى تكلف حمل هذه المشقة بالصبر عليها والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

١٥٩

باب مرفوعات الأسماء

المرفوعات سبعة وهي : الفاعل ، والمفعول الّذي لم يسمّ فاعله ، والمبتدأ ، وخبره ، واسم كان وأخواتها ، وخبر إنّ وأخواتها ،

(باب) خبر مبتدأ محذوف على ما مر. وباب : مضاف. و (مرفوعات) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة ومرفوعات مضاف. و (الأسماء) : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. (المرفوعات) : مبتدأ مرفوع بالابتداء. (سبعة) : خبر المبتدأ. (وهي) : الواو : للاستئناف. هي : ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع (الفاعل) : وما عطف عليه خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة يعني أن الأول من المرفوعات الفاعل وبدأ به لكونه أصل المرفوعات عند الجمهور ولكون عامله لفظيا ، نحو : جاء زيد والقاضي وغلامي. وإعرابه : جاء : فعل ماض. وزيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. والفتى : معطوف على

______________________________________________________

باب مرفوعات الأسماء

من إضافة الصفة للموصوف جمع مرفوع أو مرفوعة وقدمها لأنها عمدة وأعقبها بالمنصوبات لأنها فضلات وأخر المجرورات لأنها منصوبات محلا وأما المرفوع أبدا حتى يدخل الخ. قوله : (المرفوعات) المحل للمضمر وأظهر توضيحا. قوله : (لكونه أصل المرفوعات) لأن الرفع فيه للفرق بينه وبين المفعول وليس هو في المبتدإ كذلك والأصل في الإعراب أن يكون للفرق بين المعاني وقيل : الأصل المبتدأ لأنه باق على ما هو الأصل في المسند إليه وهو التقديم بخلاف الفاعل للزوم تأخيره عن الفعل وقيل : هما أصلان وهذا خلاف لا ثمرة له كما قال أبو حيان. وقال الدماميني : له ثمرة وهو أن تقدر الجملة فعلية في بعض المواضع ويكون المحذوف الفعل لا اسمية نحو : (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ) [الأنعام : ٦٣] ، (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ) [لقمان : ٢٥]. قوله : (الجمهور) أي أكثر النحاة. قوله : (ولكون عامله لفظيا) أي وهو مقدم على ما عامله معنوي وهو المبتدأ إذ عامله الابتداء. قوله : (زيد والفتى والقاضي وغلامي) عدد المثال إشارة إلى أن الفاعل يرفع بالضمة الظاهرة والمقدرة

١٦٠