للزهراء شذى الكلمات

للزهراء شذى الكلمات

المؤلف:


الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: المكتبة الأدبيّة المختصّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٥

نامت قريش عن تململ ليلةٍ

نصبت على الحرم المنيع خباءها

وتغافلت مضرٌ عن الاُفق الذي

غطّى بخضرة موجه حمراءها

لتزِفّ قافلة تطامن خطوها

فسرتْ وردّدتِ الجبال صداءها

الأعين الحيرى يصارع يأسها

حلمٌ ألمّ ليستردّ رجاءها

في جنةٍ غنّاء تمنح ظلها

للظامئين على الطريق وماءها

لله بضعةُ أحمدٍ من نوره

لمعت فأهدى أفقه لألاءها

وافتكَ تخترق القرون كنجمةٍ

تنأى فتهدي للعيون ضياءها

مهما ترامى الاُفق حول وميضها

عبرتْه تطرد بالسنا ظلماءها

مرت بطوبى فاستفزّ حنينها

ظلّ يرافق في النعيم بهاءها

وتوسّمت في موكب عبرت به

كفّاً لطاها زهوها وعطاءها

بالأمس أخلد ركبه في ظلها

ومضى يخوض من الجنان قضاءها

نالت يداه فاثقلته ثمارها

ومشت خطاه فزيّنت خضراءها

ودنت خديجة تستظل بكوثرٍ

من رحمةٍ تزجي إليه صفاءها

في ليلة غرّاء لو مدتْ يداً

نحو النجوم تناولت زرقاءها

يسري ابن عبدالله في ملكوتها

فترى بمجرى روحه إسراءها

ما غاب همسُ محمّدٍ عن سمعها

يصغي فتمنح صوته إصغاءها

وترى الصباح على جبين متوّجٍ

بالنور ينضح بالعبير مساءها

أدَرَتْ خديجة إذ تودّع ليلةً

والوجدُ يخضب بالسنا احناءها

أنّ الجنان قد انحنين كرامةً

للسرِّ فاستودعنه أحشاءها

وبأنّ كفّ محمّد قطفت لها

في الخلد من زهراتها عذراءها

وبأنّ ما ضمّت عليه ضلوعها

حوراء غادرت الجنان وراءها

ما زاغ طرف محمّد عن سدرةٍ

في قاب قوسين استشفّ سناءها

سرّ النبوة فاض في أغصانها

عبقاً وخالط نشره أنداءها

وتنزّلت للأرض منه كتائبٌ

عقدت ملائكة السماء لواءها

٦١

يا سرّ فاطم ما مررت بخاطرٍ

إلاّ وأهدته السماء حباءها

البستْ شيعتها رداء كرامة

وجلوتَ سفر مآثرٍ انباءها

تلك التي أعطت فنضّرت الثرى

وسمت فجاز سموّها جوزاءها

ما موقفٌ وقفته بعد محمّد

تُصمي بصائب رأيها خصماءها

إلاّ وكان الغرّ من أبنائها

وبناتها بجهادهم خلفاءها

للعلم ما عقدت عليه ضلوعها

والطهر ما مدت عليه كساءها

يحيا بهما ميت الضمير وإن طغى

جدبٌ أراقت كالربيع دماءها

وهبت لاُمتها قطاف حياتها

ومضت تعانق كربها وبلاءها

عرس الشهادة ما تحفّز ثائرٌ

إلاّ أعاد عليه عاشوراءها

وإذا تعثّر موكب في زحفه

زفت إلى سوح الجهاد فداءها

مرّ الخلود بها فقارب خطوه

ومشى إليها يصطفي شهداءها

يا صفوة الله التي مدّتْ لها

كفّ العناية فاصطفت آباءها

الروح من اُفق السماء منزّلٌ

يروي لبنت محمّد أبناءها

ترضى فيرضى الله في ملكوته

ويسوءُ قلب محمّد ما ساءها

وتقوم ما قام النبي بليله

يخفي النشيج عن الظلام نداءها

ترجو و( وعد ) الله يملأ قلبها

ويهدُّ خوف ( وعيده ) أعضاءها

ما أومأت نحو السماء تضرعاً

إلاّ وسابق دمعها إيماءها

فإذا تجلّى للسماء جبينها

بدراً تساقطت النجوم إزاءها

واهتزّ محراب تكنّف ركنه

ليل أحبَّ الله فيه لقاءها

يا قصةً للمجد ردّد بعدها

تاريخ اُمّة أحمد أصداءها

خلدت على مرّ العصور فما وهى

صرحٌ على التقوى أطال بقاءها

كفٌّ لأحمد شيّدت أركانه

فرعت لها عين الإله بناءها

وشريعةٌ للحبّ كوثرُ نبعها

يجري ويمنع ورده غرباءها

عهدٌ لفاطم في ضمائر عصبةٍ

نسيت له عند الوفاء وفَاءها

٦٢

حشدت على باب الوصي وعبّأت

أضغانها واستنفرت غوغاءها

ما كان أقساها تروّع بضعةً

من أحمدٍ فرض الأله ولاءها

ولقد جفت حتى تلبّد أفقها

بالظلم واشتكت البتول جفاءها

أيكون حب محمّد في قلبه

من مات حيراناً يكنّ عداءها

غضبت وكان الله شاهد سرّها

مذ أعلنت للعالمين عناءها

ودعت عليه بعد كل فريضةٍ

ولَيسمعنّ الله فيه دعاءها

ولئن بكى يوماً وطال شقاؤه

من هجرها فلقد أطال بكاءها

سيد الحزن والكبرياء

الاستاذ مصطفى المهاجر

أريجُ النبوة فيكِ ابتدى

وفيض الهدايةِ منكِ اهتدى

وأنغامُ عزكِ في الخافقين

لها الدهرُ من ولهٍ انشدا

ونورِكِ يا بضعة المصطفى

أضاءَ أضاءَ فغطى المدى

حنانيكِ اُمّ النبي الكريم

واُمّ الأئمة نور الهدى

شربنا ولاءَكِ منذ الرضاع

فأورقَ حباً غزير الندى

وحلَّق في حزنكِ المستديم

حنين بأشواقه يُقتدى

فحزنكِ يسكن أضلاعنا

لهيباً توقّد لن يُخمدا

وصوتُكِ رغم رنين الأسى

لهُ في نفوس الهداة صدى

فصارتْ شعاعاً بما تحتوي

قلوبٌ لدى وجدها سُجّدا

وصارت بذكراكِ أيامنا

معطرةً عزةً سؤددا

وصارت ليالي الاسى ثرةً

بذكراكِ نيرةً فرقدا

وصرنا إذا ضامنا حاقد

وطوّقَنا بالهموم العدى

طلبناكِ نستكشفُ العاديات

ذكرناكِ نستنجحُ المقصدا

٦٣

فذابتْ على عتبات الهوى

مغاليق أحكامه كالردى

وعادت لأنفسنا بسمة

تكاد من الحزن أن تُوأدا

حنانيكِ سيدة العالمين

حنانيك يا نسمة تُفتدى

على شاطئيك ترفّ الحياةُ

وتزهرُ أفياؤها بالندا

وتشمخُ ذكراكِ نحو السماء

تعانقُ في مجدها أحمدا

وتملأ دنيا الوفاء العظيم

بفيضٍ من الطهر لن ينفدا

وتوقدُ في الداجيات الشموس

لتكشف من ظلمةِ ما بدا

فتزدان بالنور أيامنا

وتفتح درباً لنا موصدا

وتُشعلُ أحلامنا بالرجاء

لنوصل بالأمس زهواً غدا

أسيدة الحزن والامنيات

شموعاً على الدرب لن توقدا

بغير ابتهالك انّ الطريق

إلى الله مفروشةٌ عسجدا

وغير ندائكِ ان الحياة

بلا طاعة الله لن تُحمدا

وغير دعائكِ ان أبناءنا

لحمل العقيدة كي تُرشدا

وغير وقوفِكِ بين الصفوف

لتصحيح ما اعوجّ أو قُدِّدا

حنانيك سيدةَ العالمين

وعفوَكِ من بضعة تُقتدى

شربنا ولاءَكِ منذ الرضاع

فأورقَ حباً غزير الندى

ونرجو الشفاعة في حبكم

فمن رحمة الله لن نُطردا

منابر الوحي

السيد منير الخباز

لمّا رأتها الكعبة العصماءُ

تفيض من جبينها الأضواءُ

تساءلت مَن هذه الحسناء

فقيل بشرى هذه الزهراء

تفاحة من سدرة المنتهى

تكوّنت من السنا والبها

ذابت بصلب المصطفى فازدهى

والتقت الأنوار والاشذاءُ

٦٤

من تربة الأرض وماء الجنانْ

تورّدت في وجهها جنتانْ

لو كان انسان له معنيان

فإنّها الإنسية الحوراءُ

منابر الوحي لاجدادها

خلافة الأرض لأولادها

كل المعالي بعض أمجادها

ومن علاها ترتقي العلياءُ

علمنا تأريخنا المؤلم

ان الفداء والهدى توأمُ

وانه لا سيف إلاّ الدم

بغيره لا تنجلي الظلماءُ

فبابها المحروق بابُ الصمودْ

وبابها في الحشر باب الصعودْ

والكوثر الفياض يأبى الورودْ

إلاّ لمَن تقبله الزهراء

تأريخها الثائر ما أعظمه

ملحمة للمرأة المسلمه

خديجة في مطلع الملحمة

وفي الختام زينب الحوراءُ

ملحمة للشعر والمنبرِ

غنّى بها اللحن مدى الأعصرِ

وآية التطهير والكوثرِ

وآية القربى لها أصداءُ

فارقت الدنيا بعمر الورود

وعطرها باق بقاء الخلودْ

والشمس لا يدنو إليها الخمود

ونورها شعت به الأرجاءُ

في ظلال الزهراء

السيد مهند جمال الدين

أنت في البحر والقوافي تغيبُ

وسلا قلبك الشعور المجيبُ

ترتجي الشاردات وهي حيارى

أقتيلٌ بك الحجا أم سليب

هل جفتك الحروف أم هدّك السعي إليها أم قد بلاك المشيب

لا ربيع يدعو إليك الأقاحي

أو صفاء ترعى دماه القلوب

والشعاع الذي عقدت عليه

كلّ فجرٍ مكفّنٌ محجوب

والرجاء الذي علاك فضاه

قد تعامى وصبحه منهوب

٦٥

والأمانيُّ كلّها قد تبدّتْ

في فؤادٍ توطّنتهُ الكروب

والمقادير محنة وشقاءٌ

والرزايا ودمعها المسكوب

وحشةٌ ما لها ختام وعمرٌ

يتلوّى على السراب كئيب

كيف تطوي النوى وأنت شقيّ

وعليك الزمان وقتٌ مريب

وصريعٌ تغافل القبر عنه

وغريب يبكي عليه غريب

كيف تسري فيك الليالي وجفنٌ

راح في هذه الدموع يذوب

كيف تجري الحياة في خافقٍ لمّا يزل في دمائه يستريب

وعجيب عدا الربيع يغذّي

قاحلاً سوف تغتديه الطيوب

أسناءٌ عليك قد راح يُلقي

أم تولّى هذي الجراح طبيب

أم سقاك الإله فيضاً من الحب وشهداً كأنّه شؤبوب

ما تُرى أن يكون سحراً تغالى

أم هوىً ضجّ بالدماء يجيب

وسرى فيك ضوؤه يتمطّى

فكأنّ الذي وقاك حبيب

حبُّ آلِ الرسول فيك هيام

أبداً قد سما عليه نسيب

فزها في الغصون نوراً بهياً

يتحاشى أن يحتويه مغيب

مرحباً بالهوى إذا اجتاح قلباً

حجرياً وجمره مشبوب

ليس يهوى من فيه صرحٌ عميد

شاده الوجد والسنى واللهيب

ومصير الخلود ان يترقّى

لِسَنا فاطمٍ وما يستطيب

هذه زهرة بها صدح الكون

وأغفت على شذاها طيوب

أشرقت فانتمى السناء إليها

وتباهى ونبعه الموهوب

فبدت غرّة الصباح بوهجٍ

يا لها من براعةٍ ما تصيب

تتملّى بوجه أحمدٍ لمّا

بشّر الروح قلبه والرقيب

هُتفت هذه الملائك للفجر فقد حلّها الضياء العجيب

كشفتُ نجمةٌ لأخرى سروراً

فالدياجي من غيّها ستثوب

ولقد عانقت سناها الصحارى

فاهتدى قلبها وغنّى الوجيب

٦٦

وبدا نورُها ونورُ أبيها

كنهارٍ شموسه لا تغيب

وبميلادها سمت راية الدين وفرّت من العقول العيوب

وتسامت انشودةٌ تتغنّى

في شفاه الوجود وهي لعوب

أنتِ ترنيمة الأناشيد تهفو

أنتِ روح الخلود أنت اللهيب

جُنّةٌ أنت للصلاح حماها

ساعدٌ يزدهي وصوتٌ مهيب

وفتىً صافحت سناه الثريّا

والقصيّ البعيد منه قريب

يا ابنة المرسلين إنّا سلكنا

لاحباً صدره سخيُّ رحيب

وانتهجنا من حبّه ما هدانا

وصراطاً عاشت عليه الدروب

فعلى عُتمة الطريق ضياءٌ

وشذى ناعم وقلب طروب

مذهب الحق منهل قد سقانا

فيضَ نورٍ وقلبه ملهوب

ما يبالي فقد دهته الدواهي

والكرى يستبيحنا واللغوب

وهو يرعى فينا جفوناً تعامت

ودماءً قد هدّها التخريب

ايّها العاشقون إنّا لَنصحو

والدجى في عيوننا والمغيب

قد ركبنا الرياح لكن وصلنا

لمتيهٍ يضجّ فيه النعيب

نصطلي بالعذاب والدمع فينا

يتناهى لكنّه مكذوب

وشعاراتُ حولها تتباكى

ورؤانا عن ذلها لا تؤوب

فالنعيم الذي عبرنا إليه

بالأماني مخادع مقلوب

والضياعُ الذي وصلنا إليه

بعد جهد نعيشه تعذيب

فامنحينا يا مَن لها قد شدا حرفي وغنّى الفؤاد وهو قطوب

من رؤىً تزدهي عليك صلاحاً

وسلاماً يشدّنا ويطيب

واخذلي الانكسار فينا وبثّي

في دمانا فيومنا سيثوب

وانطوي يا سياط ما دام نبتي

جذوره في الدِّما عصيٌّ غضوب

سوف نصحو يوماً وأضغاثنا تُدمى وثأرُ العيون فيها رهيب

٦٧

ألق المعاني

الشيخ نزار سنبل

قوافي الشعر تسبقني عجالى

وترقصُ في مخيلتي دلالا

تطير إلى معانقة المعاني

فتبرز كالسراج إذا تلالا

وشلال الشعور إذا تهادى

يضيئ لفرحة الهادي احتفالا

فسوسنة الجنان تفوح عطراً

وتنشر في الدنى أرجا زلالا

ترانيم الملائك وهي جذلى

وتغريد الثغور إذا تعالى

تبث الوحي في شفتي شعراً

وألحاناً تشفُ لها اختيالا

فما غنّت طيور الأيك إلاّ

لتسكب من فضائلها الخصالا

وما عطرت زهور الروض حُسنا

تعبَّقُ منه أخيلة ثمالى

وما بزغت خيوط الفجر إلاّ

ونور الطهر يكسوها الجمالا

أيا زهراء يا ألق المعاني

ويا فجراً تبلّج واستطالا

ويا إشراقة التأريخ نالت

بها الأيام أو سمة تلالا

نشرت الهديَ في الآفاق نوراً

تسلسل في الزمان رؤى جذالا

ويا نبعاً تحفّ به ورودٌ

ويملأ كل جادبة ظلالا

ويا اُمّاً لوالدها المصفَّى

وذا سرّ عرفت به الجلالا

حملت العبء من صغر وناغت

على كفيك أنغام حُبالى

فتحت القلب إذ ضاقت رحاب

فلا سهلاً يضم ولا جبالا

فرشت الكون في عينيه زهرا

وكنت الاُمّ تمنحه الدلالا

فلا عجب إذا غنّت سماءٌ

ترتل من مناقبها مقالا

فما خلق الإله لها مثيلاً

وما عرف الزمان لها مثالا

وكم انثى تطوف إلى المعالي

وتسبق في مساعيها الرجالا

يقول الناصبي نطقتَ هجراً

وذاك الرافضي هذى وغَالى

٦٨

وجرّد من ضغائنه حساما

وسدّد حقدهُ الغاوي نبالا

تخبّط في الظلام عمىً وتيهاً

وصال بفكره الخاوي وجالا

وزمجر والغرور له سلاح

وما عرف القراع ولا النزالا

وذنبي أنّني أهوى عليّاً

وأني قد عشقت به الكمالا

وسيري في هذى القرآن ذنبٌ

عظيمٌ استحق به القتالا

أإيماني وتوحيدي وحبّي

لآل البيت يجعلكم خبالى ؟!

أليس الله كلّلهم بتاج

تقدّس في الورى وعلا وطالا

فذي (القربى) وذي (الإنسان) تحكي

وذي ( التطهير ) تتحفُهم نوالا

أحاديث الرسول غدت توالى

وأقوال الصحاب بدت سجالا

أزيلوا عن عيونكم غشاها

فلا بدراً ترون ولا هلالا

سأبقى ما حييتُ على هداهم

وأنعمُ في جحيم الحب بالا

فلي وعي يساندُهُ دليلٌ

فلا شكاً أقولُ ولا احتمالا

وان سدت دروب في وجوه

ولكن الحياة لمن توالى

أيا تفاحة الفردوس مدّي

إلينا المجد نقتطف الكمالا

فقد تهنا واُفق البحر صفوٌ

ولم يدَع الضباب لنا مجالا

فهبِّي من نسيم الخلد روحاً

لتبعث ما يعزّ لنا منالا

جناح النسيم القدسي

الاستاذ يقين البصري

لقاحٌ من الطين مسَّ المدى

جناحاً من النسمة البارده

وليلٌ يكرر ذاك الصدى

ليوقظ تلك الرؤى الخامده

٦٩

عيونٌ لها مثل فيء الزمان

امتدادٌ

يُصاهر كل العصور يحرّك كل

الدماء

وينفض ألفَ جناح يُذيب

الحديد رمالاً

من الثلج تُبحر نحو البعيد

البعيد إلى اللجّة الراكده

أنهم يزرعون نعم انهم

يفتحون الحصون

نعم انهم يطلقون السهام

رصاصاً ليحيى الرماد

ولكنهم عبروا ضفتين بعيداً

عن الشاطئ المستقيم

أقاموا صراطاً ولكنّهم عبّدوه

ابتعاداً عن النص

ابتعاداً عن الطل ابتعاداً عن

النبض زيغاً إلى آخر الحدِّ

تحدَّر ذاك الزعيق انسلاخاً

تقطّع أوصاله السافيات وشتى

الرياح استباحت مداه

وتاهت رؤاه وتاه الصدى خائراً

يفتّش كل زوايا الحنين

كذا انسلّ من فوهات السقيفة رحلاً وراحلة في السراب

٧٠

فكان العذاب

انّها الرحلة العائده

تحاكم أوراقها من جديد

تعلّم أجيالها من جديد

وتطلٌ تلك الأكفّ الاُسارى

وتُلغي قيود الحدي

ألقٌ غاص به سر الليل فأدرك أنوار العرش وعلّل أسرار الكون

في واحدة من أروع إصغاءات الدمع الضارع لله حنيناً قدسياً

اُمّ أبيها تكتب في لوح القدر الكائن عند الله معالم تقواه

رغم لجاج البعض أنّ رسول الله الأعظم بلا ذرية ففاض عطاء الله بهذا الكوثر

جمح البغي الساكن في عرى الصحراء حماقات شنعاء

فاختزنت يس عرىً أقوى من كل عواصف هذا الليل الكالح

فاعشوشب وجه الأرض حنيناً أبديا إذ يهجع أهل الأرض نياماً

في قبرٍ أثقل من نوم الموتى فأين الأعمار من الأسرار

كان العالم يكسوه الزغب النابت فوق جحيم الجهل فانبجست منه عيون الماء

وفار التنور ومن كلٍّ زوجين اثنين وإن قلّ بعينيك العدّ فإن الشانئ أبتر

وحي بارك عزّ الله يديه فانجب ألف نبياً في الحسنين وزينب مرقاة القدس

الباسط أجنحةً تحمي وتكابر تقاتل كلّ ذئاب الأرض ولا تحمل خنجر

يا هذا القادم من أوطان التسبيح تفيض قداسات أطهر بل أعبق من إضمامة عطر

الورد وأدفأ من حضن الاُم وأصفى من شلالات النور تعال فقد كادت أبواب الليل تُسد

على هذا البعض سعاراً حتى اشرقت الأرض بنور الله فقد وُلدت فاطمة الزهراء

فصلّى الله عليها في عين العرش وبارك أحمد

٧١

خباء النور

الاستاذ يقين البصري

أكمام وردٍ في الثغورِ

أم ومضةُ الألق الطهورِ

أم رعشة بصدى الضمير

تدبُّ عن شلال نور

أم خفقة القلب المقرّح

من جراحات الشعور

أم حشرجات من أسى

من فيض ووالهة الصدور

أوجاع غُصنٍ مرهف

أم وقع سيف في النحور

أم غيمةٌ وطفاء روّى

ماؤها عطش البحور

أم بسمة عذراء غنّتها المنى لحن الطيور

وصدىً على شفة المدى

ينداح عن قمم النسور

وأرومة فوق السما

تطأ العوالم بالحضورِ

ما زال يختزل السُرى

ليطوفَ في فلك الحبور

لأرى الجلال مهللاً

في موكب لجبٍ وقور

يجثو على أعتاب مجد محمّدٍ عند النشور

أبشاشة الحزن الطروب

بصولة الأسد الهصور

أرفيف أعلام الهداية

في الصدور وفي الظهور

أم سورة الطوفان

يُغرق كل رابية وسور

ولربّما نكص الخيال

وشطّ في تيه الوعور

جُنَّ احتباس الحرف في

قلمي وأعياني قصوري

كيف التماس الوصف في فلك يدور على الدهور

بنت النبي المصطفى

وجنان كل دمٍ غيور

أنضارة الأمل العظيم

وهل لمثلك من نظير

أطلق نداك لمصفر الكف المُكلل بالنذور

٧٢

المحتويات

بادئ ذي بدء ................................................................. ٣

الصدّيقة

سفيان ابن مصعب العبدي ................ ٥

المشهد الأعلى

السيد الحميري ........................... ٥

فيكم ودادي

مهيار الديلمي ............................ ٦

الحكم والخصم

الصاحب بن عباد ........................ ٦

سبطا محمّد

محمد بن منصور السرخسي ............... ٧

المم بقبرها

الهبل اليمني ............................... ٧

حزن البتول

الشيخ صاحل الكوّاز ..................... ٨

البغي الزاحف

السيد حيدر الحلي ........................ ٩

نقضوا عهد أحمد

الشيخ كاطم الأزري ..................... ٩

أيدي الحوادث

الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء ........ ٩

العبرات السخينة

الشيخ سليمان البلادي البحراني .......... ١٠

سل أربعاً

الشيخ حسن الحلي ...................... ١١

يا باب فاطم لا طُرقتَ بخيفة

الشيخ محمد حسن آل سميسم ............ ١٢

رمتها سهام الدهر

الشيخ حبيب شعبان .................... ١٣

المناقب الغر

الشيخ حبيب شعبان .................... ١٤

النجم المشرق

الدكتور محمد اقبال اللاهوري ........... ١٥

ما بال عينيك

الشيد مهدي الأعرجي .................. ١٦

من الأنوار القدسية

الشيخ محمد حسين الاصفهاني ........... ١٧

٧٣

الشكوى والدموع

السيد كاطم الأمين ..................... ١٩

يعزّ على الرسول

الشيخ محد علي اليعقوبي ................. ٢٠

مولد الزهراء

السيد محمد جمال الهاشمي ................ ٢٠

بنت الخلود

السيد محمد جمال الهاشمي ................ ٢١

الصديقة الزهراء

الشيخ عبد المنعم الفرطوسي ............. ٢٢

دموع خلف الابتسام

الاستاذ عبود الأحمد ..................... ٢٣

امتداد السنا

الشيخ ابراهيم النصيراوي ................ ٢٥

الزهراء عليها‌السلام

الدكتور الشيخ أحمد الوائلي ............. ٢٦

الكوثر النبوي

الاستاذ بدر الشبيب ..................... ٢٨

اُم أبيها

الاستاذ بشار كامل الزين ................ ٢٩

شمس المحبوب

الاستاذ ثامر الوندي ..................... ٣٠

ثمالة الأمل

الاستاذ جاسم محمّد الصحيّح ............ ٣٢

غصص كاللّيل

الشيخ جعفر الهلالي ..................... ٣٣

أسرار الحزن

السيد حسين الشامي .................... ٣٥

سرٌّ يضيء

الاستاذ حسين الصالح ................... ٣٦

قبس يفيض

الاستاذ سعيد العسيلي ................... ٣٧

رضاه رضاها

الاستاذ سعيد معتوق الشبيب ............ ٣٧

علّمينا

الاستاذ شقيق العبادي ................... ٣٨

النداء المهيب

الشيخ عبد المجيد فرج الله ................ ٤٠

الطهر الاسمى

الشيخ عبد الكريم آل زرع .............. ٤٤

الصوت المضيء

الشيخ علي الفرج ....................... ٤٦

مولد الزهراء

الاستاذ علي حمدان الرياحي ............. ٤٧

مبعث النور

الاستاذ علي حمدان الرياحي ............. ٤٨

غصون الحنايا

الاستاذ فرات الأسدي .................. ٤٨

٧٤

فاتيما

الاستاذ فرات الاسدي .................. ٥٠

الملكوت الزاهر

الاستاذ محمد سعيد الجشي .............. ٥٤

في مولد الزهراء

الاستاذ محمود مهدي ................... ٥٥

وقفتُ وفي حلقي شجىً

السيد مدين الموسوي .................... ٥٦

سيدة النساء

السيد مدين الموسوي .................... ٥٧

نهج الكوثرية

الشيخ محمد حسين الانصاري ............ ٥٩

قطوف طوبى

السيد مسلم فاخر الجابري ............... ٦٠

سيد الحزن والكبرياء

الاستاذ مصطفى المهاجر ................. ٦٣

منابر الوحي

السيد منير الخباز ........................ ٦٤

في ظلال الزهراء

السيد مهند جمال الدين .................. ٦٥

ألق المعاني

الشيخ نزار سنبل ........................ ٦٨

جناح النسيم القدسي

الاستاذ يقين البصري .................... ٦٩

خباء النور

الاستاذ يقين البصري .................... ٧٢

المحتويات .................................................................... ٧٣

٧٥